إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بطل سلسلات "شبيح" .."نقار الزهواني".."قرينطالشلواش "..من يتذكر عبد الرحيم اليانقي؟

تونس– الصباح 

عبد الرحيم اليانقي صوت مميز ذو طابع خاص جدا ولكنة محببة للقلب .عرفته تونس شابا مغرما موهوبا يتقد حيوية وطموحا يحب تونس ويؤمن بان النهوض بها يبدأ من العناية بحواس الطفل وإشباعها بجميل الكلمات والمشاعر والألوان  والألحان. كان ومازال يرى انه يجب علينا التخلي عن تلقين الطفل والتحدث باسمه في كل مجال وحين ويرفض ان يكتب له الكبار نصا يحاور به امثاله وان يقتصر دورهم على اقتراح موضوع النقاش وهو ما اعتمده في البرامج الاذاعية والتلفزية الموجهة للأطفال والتي اعدها واشرف عليها وأخرجها له عبد القادر الجربي في ثمانينات القرن الماضي .   يعتبرعبد الرحيم اليانقي المختص وصاحب الشهادات العليا التي تحصل على اغلبها في فرنسافي تنشيط الاطفال وفي المسرح الخاص بهم ان الطفل منجم تترسب في  ذهنه المعلومات والمعارف والتجارب وانه قادر اذا سنحت له الفرصة على استغلالها والمشاركة بها في حوار بناء ، وهذه المعارف مهما كانت بسيطة يمكن ان يفيد بها اترابه اذا ساعده الكبار من المختصين طبعا على بلورتها وعلى المشاركة بها في حوار مع اترابه .   كان حريصا في كل برامجه التلفزيةعلى تعويد الاطفال على حسن الاستماع للآخر وعلى الحوار الرصين والهادئ ،يفاجئهم بموضوع الحصة عند التسجيل او على المباشر- فقد كانت برامج عديدة ومنوعات تونسية كثيرة تبث مباشرة رغم صعوبة المباشر، وقد كانوا يبدعون فيه وبصفر من الاخطاء برامج نجيب الخطاب التي كانت تدوم لخمس ساعات وأكثر احيانا – وحرصه على ان لا يعرف الاطفال موضوع الحوار مسبقا نابع من خوفه من ان يتدخل اولياؤهم او معلموهم او اساتذتهم في الموضوعومن ان يؤثروا على محاور النقاش ..   

مختص في انتاج برامج الاطفال ودفعهم للابداع

 كان في برامجه التنشيطية وفي حصص براعة الاطفال يراقب ويساعد الاطفال ابطال الحصة على توليد الافكار ويترك لهم فرصة الدفاع عن مواقفهم وطرح وجهة نظرهم والتحاور في ما بينهم وإصلاح اخطاء بعضهم البعض .عبد الرحيم اليانقي نفذ  قناعاته وأفكاره النيرة وبسط معارفه وما اكتسبه من تجارب وثقافة في برامجه التنشيطية في المسرح او في التلفزة وكان يرى بأنه للطفل الحق في المصدح والكاميرا يتواصل عبرهما مع من هم في سنه و يتنافذ ويتفاعل معهم لأنهم الاقرب لبعضهم البعض وانه ما على الكبار الا مراقبة هذه الحوارات حتى لا يبتعدوا بها كثيرا وكان عبد الرحيم اليانقي يعرف متى يتدخل.

لم يتغير اليانقي مازال انيقا كيسا ومازال وجهه نيرا تضيءه ابتسامة محبة وعشق للجمال وللإبداع يلتقطه فيحتفي به حيث التقاه.. تقدمت به السن هذا اكيد وقد عقد قران الكثير من الازواج الذين شاركوا في برامجه عندما كانوا اطفالا او الذين اطرهم في دور الثقافة مثل دار الثقافة ابن رشيق وقد كان مديرا لها في تسعينيات القرن الماضي قبل فترة حمادي المزي .. كتب عقود قرانهم عندما كان مستشارا لبلدية تونس العاصمة لدورات عديدة ..لكن صوته مازال يوقظ الحنين ويهيج الذكريات لتتسابق وتطفو على سطح الذاكرة وترتسم على وجه سامعه ابتسامة تحسّر على سنوات فاتت لم نسمع له فيها صوتا تعودنا وتربينا عليه واحببناه ..صوت يحيل سامعه على اسمه وعلى اسماء الابطال الذين تحدث باسمهم ، يتكلم اليانقي فتخاله يغني لوضوح مخارج الحروف لديه يعتمد نغمات قد تعلو وقد تنخفض فيلفت انتباه السامع ويأسره ليقرب منه الفكرة تستمع اليه اليوم يتحدث بقلب شاب على الدوام وهو من مواليد سنة 1948 بمدينة صفاقس ..تستمع اليه في اغلب الاحيان بانتباه وعفوية الطفل العاشق الحالم بمستقبل وضاح ونير وتتحسر على ابتعاد هذه الكفاءات من المشهد الثقافي لأنها تقدمت في السن وتقاعدت ..علما بأنه مقتنع حسب ما لاحظه لنا خلال تجاذب اطراف الحديث بأنه :"لا بد من ان يحصل الشباب على فرصتهم وان يحملوا المشعل ويمارسوا ما حلموا به وما طمحوا اليه ويضيفوا ..ولا باس ان كان الانطلاق من ارضية عمل الرواد على تعبيدها وجعل الطريق فيها سالكة قال عبد الرحيم اليانقي:" تعيد القناتان الوطنية الاولى والثانية المسلسلات والسلسلات القديمة الناجحة منها والفاشلة وكذلك حكايات العروي وتلقى هذه الاعادات رغم تكررها لمرات عديدة متابعة جيدة وهناك من الشباب من يطالب بها والحقيقة ان جيّدها اكثر بكثير من رديئها ولا نعرف لماذا لا تعيد القناتان بث برامج الاطفال والمنوعات التي كانت تخصص لهم وفيها ما ينفع وما يمكن ان ينمي زادهم اللغوي والمعرفي ويرفه عنهم خاصة وقد سهر على اعدادها وإنتاجها مختصون مشهود لهم بالحرفية والموهبة في التعامل مع الاطفال ودفعهم لإنتاجالمادة الموجهة اليهم بأنفسهم تحت رعاية المختصين لأنهم الاقرب والأقدر على ايصال المعلومة لبعضهم البعض لأنه من غير المعقول ان نخاطب الطفل بعقلية الكهول.."

مازال قادرا على العطاء وعلى الحلم بمستقبل افضل لتونس

تلتقي الفنان المبدع عبد الرحيم يانقي..تغمض عينيك ..تستمع الى صوته فتتذكر ان كنت من جيل نهاية السبعينات والثمانينات ونهاية التسعينات برامج طالما احببناها اطفالا وشبابا وسنحبها كهولا اذا اقترحت علينا في هذه الايام العجاف للتلفزة التونسية العمومية.. فهل فينا من لا يتذكر " الشيخ كهفان "و " شبيح " و"نقار الزهواني " و" قرينطالشلواش" و"شنيب وتمير" وغيرها وهذه سلسلات من الصور المتحركة الموجهة أساسا للاطفال ولكنها حازت على شغف الشباب والكهول لانها خاطبتهم باللهجة التونسية النظيفة والسهلة والتي تشتمل على الكثير من النكت والملح . صور متحركة ناطقة باللغة الانقليزية دبلجها مبدعون تونسيون الى لغتنا العربية ولهجتنا التونسية قبل غيرهم ولم تكن الدبلجة وقتها بالأمر المتداول او الهين او المتعود عليه مثلما هو الحال مع دبلجة المسلسلات التركية والمكسيكية والكورية واليابانية مما يجعل من التونسيين رواد الدبلجة العرب ..

عبد الرحيم يانقي وهو احد رواد الدبلجة في تونس مع عبد القادر الجربي والمختار الوزير الذين ابدعوا سلسلة "قرينطالشلواش"التي هام بها التونسيون كبارا وصغارا ومثل موعد بثها في " فقرة الاصدقاء الصغار للتلفزة التونسية " فرصة تجتمع فيها العائلة للضحك كان الموعد يوميا من الـخامسة الى السادسة مساءتساءل امامنا:" لماذا لا تعيد القناتان العموميتان البرامج التنشيطية الدسمة والمهمة جدا مثل برامج الاطفال التي ترقى احيانا الى درجة وثيقة وتتخير من بينها ما تبثه ..طبعا اذا مازالت صالحة ولم تتعرض للتلف ؟"

عبد الرحيم اليانقي مترجم جرّب الدبلجة ونجح فيها واحد رجالات مسرح الطفل في المغرب العربي ومبدع ونجم تحصل خلال مسيرته على العديد من الجوائز المهمة سواء خلال ممارسته لتدريس فن المسرح او عندما كان منتجا للبرامج الموجهة للأطفال من سنة 1974 الى سنة 1996 عندما ابدع " قصة الانسان " مازال قادرا على العطاء ولم يذو حلمه بان يرى تونس جميلة مزدهرة يستمتع اهلها بالفن وبحب الحياة .

علياء بن نحيلة

بطل سلسلات "شبيح" .."نقار الزهواني".."قرينطالشلواش "..من يتذكر عبد الرحيم اليانقي؟

تونس– الصباح 

عبد الرحيم اليانقي صوت مميز ذو طابع خاص جدا ولكنة محببة للقلب .عرفته تونس شابا مغرما موهوبا يتقد حيوية وطموحا يحب تونس ويؤمن بان النهوض بها يبدأ من العناية بحواس الطفل وإشباعها بجميل الكلمات والمشاعر والألوان  والألحان. كان ومازال يرى انه يجب علينا التخلي عن تلقين الطفل والتحدث باسمه في كل مجال وحين ويرفض ان يكتب له الكبار نصا يحاور به امثاله وان يقتصر دورهم على اقتراح موضوع النقاش وهو ما اعتمده في البرامج الاذاعية والتلفزية الموجهة للأطفال والتي اعدها واشرف عليها وأخرجها له عبد القادر الجربي في ثمانينات القرن الماضي .   يعتبرعبد الرحيم اليانقي المختص وصاحب الشهادات العليا التي تحصل على اغلبها في فرنسافي تنشيط الاطفال وفي المسرح الخاص بهم ان الطفل منجم تترسب في  ذهنه المعلومات والمعارف والتجارب وانه قادر اذا سنحت له الفرصة على استغلالها والمشاركة بها في حوار بناء ، وهذه المعارف مهما كانت بسيطة يمكن ان يفيد بها اترابه اذا ساعده الكبار من المختصين طبعا على بلورتها وعلى المشاركة بها في حوار مع اترابه .   كان حريصا في كل برامجه التلفزيةعلى تعويد الاطفال على حسن الاستماع للآخر وعلى الحوار الرصين والهادئ ،يفاجئهم بموضوع الحصة عند التسجيل او على المباشر- فقد كانت برامج عديدة ومنوعات تونسية كثيرة تبث مباشرة رغم صعوبة المباشر، وقد كانوا يبدعون فيه وبصفر من الاخطاء برامج نجيب الخطاب التي كانت تدوم لخمس ساعات وأكثر احيانا – وحرصه على ان لا يعرف الاطفال موضوع الحوار مسبقا نابع من خوفه من ان يتدخل اولياؤهم او معلموهم او اساتذتهم في الموضوعومن ان يؤثروا على محاور النقاش ..   

مختص في انتاج برامج الاطفال ودفعهم للابداع

 كان في برامجه التنشيطية وفي حصص براعة الاطفال يراقب ويساعد الاطفال ابطال الحصة على توليد الافكار ويترك لهم فرصة الدفاع عن مواقفهم وطرح وجهة نظرهم والتحاور في ما بينهم وإصلاح اخطاء بعضهم البعض .عبد الرحيم اليانقي نفذ  قناعاته وأفكاره النيرة وبسط معارفه وما اكتسبه من تجارب وثقافة في برامجه التنشيطية في المسرح او في التلفزة وكان يرى بأنه للطفل الحق في المصدح والكاميرا يتواصل عبرهما مع من هم في سنه و يتنافذ ويتفاعل معهم لأنهم الاقرب لبعضهم البعض وانه ما على الكبار الا مراقبة هذه الحوارات حتى لا يبتعدوا بها كثيرا وكان عبد الرحيم اليانقي يعرف متى يتدخل.

لم يتغير اليانقي مازال انيقا كيسا ومازال وجهه نيرا تضيءه ابتسامة محبة وعشق للجمال وللإبداع يلتقطه فيحتفي به حيث التقاه.. تقدمت به السن هذا اكيد وقد عقد قران الكثير من الازواج الذين شاركوا في برامجه عندما كانوا اطفالا او الذين اطرهم في دور الثقافة مثل دار الثقافة ابن رشيق وقد كان مديرا لها في تسعينيات القرن الماضي قبل فترة حمادي المزي .. كتب عقود قرانهم عندما كان مستشارا لبلدية تونس العاصمة لدورات عديدة ..لكن صوته مازال يوقظ الحنين ويهيج الذكريات لتتسابق وتطفو على سطح الذاكرة وترتسم على وجه سامعه ابتسامة تحسّر على سنوات فاتت لم نسمع له فيها صوتا تعودنا وتربينا عليه واحببناه ..صوت يحيل سامعه على اسمه وعلى اسماء الابطال الذين تحدث باسمهم ، يتكلم اليانقي فتخاله يغني لوضوح مخارج الحروف لديه يعتمد نغمات قد تعلو وقد تنخفض فيلفت انتباه السامع ويأسره ليقرب منه الفكرة تستمع اليه اليوم يتحدث بقلب شاب على الدوام وهو من مواليد سنة 1948 بمدينة صفاقس ..تستمع اليه في اغلب الاحيان بانتباه وعفوية الطفل العاشق الحالم بمستقبل وضاح ونير وتتحسر على ابتعاد هذه الكفاءات من المشهد الثقافي لأنها تقدمت في السن وتقاعدت ..علما بأنه مقتنع حسب ما لاحظه لنا خلال تجاذب اطراف الحديث بأنه :"لا بد من ان يحصل الشباب على فرصتهم وان يحملوا المشعل ويمارسوا ما حلموا به وما طمحوا اليه ويضيفوا ..ولا باس ان كان الانطلاق من ارضية عمل الرواد على تعبيدها وجعل الطريق فيها سالكة قال عبد الرحيم اليانقي:" تعيد القناتان الوطنية الاولى والثانية المسلسلات والسلسلات القديمة الناجحة منها والفاشلة وكذلك حكايات العروي وتلقى هذه الاعادات رغم تكررها لمرات عديدة متابعة جيدة وهناك من الشباب من يطالب بها والحقيقة ان جيّدها اكثر بكثير من رديئها ولا نعرف لماذا لا تعيد القناتان بث برامج الاطفال والمنوعات التي كانت تخصص لهم وفيها ما ينفع وما يمكن ان ينمي زادهم اللغوي والمعرفي ويرفه عنهم خاصة وقد سهر على اعدادها وإنتاجها مختصون مشهود لهم بالحرفية والموهبة في التعامل مع الاطفال ودفعهم لإنتاجالمادة الموجهة اليهم بأنفسهم تحت رعاية المختصين لأنهم الاقرب والأقدر على ايصال المعلومة لبعضهم البعض لأنه من غير المعقول ان نخاطب الطفل بعقلية الكهول.."

مازال قادرا على العطاء وعلى الحلم بمستقبل افضل لتونس

تلتقي الفنان المبدع عبد الرحيم يانقي..تغمض عينيك ..تستمع الى صوته فتتذكر ان كنت من جيل نهاية السبعينات والثمانينات ونهاية التسعينات برامج طالما احببناها اطفالا وشبابا وسنحبها كهولا اذا اقترحت علينا في هذه الايام العجاف للتلفزة التونسية العمومية.. فهل فينا من لا يتذكر " الشيخ كهفان "و " شبيح " و"نقار الزهواني " و" قرينطالشلواش" و"شنيب وتمير" وغيرها وهذه سلسلات من الصور المتحركة الموجهة أساسا للاطفال ولكنها حازت على شغف الشباب والكهول لانها خاطبتهم باللهجة التونسية النظيفة والسهلة والتي تشتمل على الكثير من النكت والملح . صور متحركة ناطقة باللغة الانقليزية دبلجها مبدعون تونسيون الى لغتنا العربية ولهجتنا التونسية قبل غيرهم ولم تكن الدبلجة وقتها بالأمر المتداول او الهين او المتعود عليه مثلما هو الحال مع دبلجة المسلسلات التركية والمكسيكية والكورية واليابانية مما يجعل من التونسيين رواد الدبلجة العرب ..

عبد الرحيم يانقي وهو احد رواد الدبلجة في تونس مع عبد القادر الجربي والمختار الوزير الذين ابدعوا سلسلة "قرينطالشلواش"التي هام بها التونسيون كبارا وصغارا ومثل موعد بثها في " فقرة الاصدقاء الصغار للتلفزة التونسية " فرصة تجتمع فيها العائلة للضحك كان الموعد يوميا من الـخامسة الى السادسة مساءتساءل امامنا:" لماذا لا تعيد القناتان العموميتان البرامج التنشيطية الدسمة والمهمة جدا مثل برامج الاطفال التي ترقى احيانا الى درجة وثيقة وتتخير من بينها ما تبثه ..طبعا اذا مازالت صالحة ولم تتعرض للتلف ؟"

عبد الرحيم اليانقي مترجم جرّب الدبلجة ونجح فيها واحد رجالات مسرح الطفل في المغرب العربي ومبدع ونجم تحصل خلال مسيرته على العديد من الجوائز المهمة سواء خلال ممارسته لتدريس فن المسرح او عندما كان منتجا للبرامج الموجهة للأطفال من سنة 1974 الى سنة 1996 عندما ابدع " قصة الانسان " مازال قادرا على العطاء ولم يذو حلمه بان يرى تونس جميلة مزدهرة يستمتع اهلها بالفن وبحب الحياة .

علياء بن نحيلة

  Conception & Réalisation  Alpha Studios Copyright © 2023  assabahnews