إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

المسرحي حمادي المزي لـ«الصباح»: المسرح الصحراوي تعبيرة مسرحية مهمة.. وتضاريسنا التونسية والعربية تشجع على المغامرة في المجال

 

  • الجميل مع المسرح الصحراوي أن العناصر الطبيعية كالريح والكثبان والفراغ والشمس هي العناصر الأساسية للعرض
  • هذه أبرز معضلة تواجه المسرح التونسي اليوم
  • المسرح التونسي، كبقية الهياكل، يعاني من الدخلاء على المهنة أو «المُحترفين المُقنّعين»

كانت للمخرج المسرحي حمادي المزي مشاركة هامة مؤخرا في الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للمسرح الصحراوي بإمارة الشارقة، ومثلت فرصة له للحديث عن تعبيرة مسرحية لها خصوصياتها، وهي مسرح الصحراء. وحول هذه التعبيرة المسرحية، تحدثنا إلى المخرج المسرحي، وقد تطرق الحديث كذلك إلى المسرح التونسي وخاصة الإشكاليات التي تواجه أهل الفن الرابع، وفي ما يلي نص الحديث:

* شاركت مؤخرا في مهرجان الشارقة الدولي للمسرح الصحراوي، وسبق لك أن خضت تجربة في المجال، فهل من فكرة حولها؟

- جاءت مشاركتي تلبية لدعوة رسمية من الهيئة المنظمة للدورة التاسعة للمهرجان الدولي للمسرح الصحراوي بالشارقة، تحت إشراف دائرة الثقافة بالإمارة، وتمثلت مشاركتي في تقديم مداخلة في مجال المسرح الصحراوي، وتحدثت في هذه المداخلة عن تجربة كنت قدمتها في 2014 في ملحمة « باب الوطن « للشاعر الكبير جمال الصليعي، وإخراج المخرج المبدع حافظ خليفة.

تناولت هذه الملحمة « باب الوطن « مرحلة من مراحل النضال الوطني في منطقة قبلي، حيث انتفضت الجماهير في تلك الربوع ضد الاحتلال الفرنسي الذي صادر مقدرات الجهة من ثروات طبيعية وفلاحية، وقطع النخيل الذي يعد المصدر الرئيسي لقوت أهالي قبلي، وتشريد « الفلاقة « في فيافي الصحراء الشاسعة بالجنوب التونسي... كل هذه الممارسات الاستبدادية السلطوية كان هدفها إخضاع السكان لاختيارات وتوجهات المستعمر الذي حول المنطقة إلى دمار كامل، وقد تم إنجاز ملحمة « باب الوطن « على أنقاض هذه القرية المتداعية.

* ما هي خصوصيات المسرح الصحراوي، وإلى أي مدى تمثل التضاريس عنصرا أساسيا في العمل؟

- انطلقت في تعاملي مع هذه الملحمة، كما بينت ذلك في المحاضرة التي قدمتها، من تجربة ميدانية لاحظت من خلالها أن المسرح الصحراوي تعبيرة مسرحية مهمة، إذ اعتبرنا أن البلاد التونسية تتوفر على 65 بالمائة من الساحة العامة للبلاد صحراء، وهذا الفضاء يمكن أن نسحبه على كامل المناطق العربية التي لها نفس التضاريس.

وقمت في الجزء الثاني من هذه المداخلة باستعراض تصور جديد للممارسة المسرحية في الصحراء، وحاولت أن أبين أن المادة الملحمية تتوجب علينا إيجاد لغة خاصة بها، فتتحول العناصر الطبيعية كالريح والكثبان والفراغ والصمت والشمس إلى العناصر الأساسية للمسرح الصحراوي. وأرى أن هذا المشروع قابل للإنجاز، لكن في المقابل يجب توفير العناصر المسرحية ذات التكوين الخصوصي لهذه التعبيرة على شاكلة ممثل « السرك « الذي يختلف عن الممثل التقليدي، وأعتقد أن المهرجان له من الاستعداد لبلورة هذا المشروع وإضفاء جوانب أكثر خصوصية لهذه التعبيرة التي تعد حديثة في المسرح العربي.

*  من هذا المنطلق، هل يمكن القول إن أمام المسرح الصحراوي مستقبلا جيدا في المنطقة العربية؟

- نعم، يمكن أن نقول ذلك، لأنه من خلال المسرح الصحراوي، مع إيجاد قاموس خاص وإبستمولوجيا خاصة بهذا الفضاء الجديد، تنفتح آفاق جديدة، لكن هذا المشروع يتطلب إمكانيات هامة بشرية ومادية على حد السواء.

* كان لحمادي المزي مشروعه المسرحي الذي يقوم على فكرة تأليف عمل مسرحي كل سنتين، كيف يبدو لك هذا الاختيار بعد مسيرتك الطويلة؟

- فعلا، كنت أكتب مسرحية كل سنة منذ 1989 إلى أواخر التسعينات، لكن طبيعة الممارسة المسرحية تغيرت، لكن في الاتجاه السلبي. هناك معضلة في العمل اليوم تتعلق بالتوقيت وعدم احترامه، ويحدث أن يتعطل المشروع لأسباب موضوعية وذاتية، من بينها التزامات الفريق مثلا بأعمال تلفزيونية بالتوازي مع العمل المسرحي، مما يؤثر سلبا على هذا العمل ويحكم عليه بالتأجيل.

ولهذه الأسباب وغيرها من العوامل الأخرى الشائكة والمعقدة، تتحول الممارسة المسرحية من متعة لا تقاس بأي متعة إلى عمل أكاد أقول إنه عمل عبثي.

* هل تعني أن لك مؤاخذات على عدم انضباط المسرحيين مع المشروع الرئيسي الذي يلتزمون به؟

- يمكن أن أضيف أن العبثية التي أشرت إليها يمكن أن تنسحب على بقية الهياكل، فنحن نعيش عصر كثرة الهياكل وغياب الدعم اللازم وعدم الانضباط، وهذه الأخيرة تعد معضلة المسرح التونسي الآن، ولا أخفي سرا إذا قلت إن هناك انخراما مع عدم توفر الفضاءات اللازمة سواء لإنتاج العمل أو ترويجه، وسواء كان ذلك في العاصمة أو في بقية الفضاءات داخل الجمهورية.

لقد أصبحت الممارسة المسرحية معاناة، ولقد تحدثنا في العديد من المناسبات عن الوضع المسرحي، وأرى أن سببه الرئيسي هم أصحاب المهنة أنفسهم.

* كيف ذلك؟

- عندما يكون المبادر الأول بنسف مرتكزات الممارسة المسرحية، خاصة وأؤكد هنا خاصة على الانضباط في التمارين والعلاقة مع الآخر، فإن كل هذه العناصر تجعل الممارسة المسرحية عسيرة إلى حد ما، ثم إن الممارسة لا تخلو من عنصر خطير جدا، هم الدخلاء على المهنة أو « المحترفون المقنعون «.

* أنت من المشددين أيضا على أن من أبرز هنات المسرح التونسي اليوم غياب ما أسميته « النص البكر «؟

- فعلا، وما زلت عند هذا الموقف، فالمطلع على النصوص المسرحية العالمية يجد أن «شكسبير» في أعماله الخالدة كتب نصه وتاريخه، و»موليار» اخترق بنصوصه الزمن، وقس على ذلك «تشيكوف» و»لوركا»، والقائمة طويلة.

إن المسرح التونسي يعاني من هذا الأمر، فحتى النصوص التي اعتقدنا أنها تحكي واقعنا هي نصوص مقتبسة من نصوص عالمية... نحن نعيش في تونس أزمة خلق وإبداع، فمهما كانت قيمة العمل يبقى مقتبسا هجينا... مع إيماني بالانفتاح على العالم، لكن يبقى السؤال الحارق: أين أنت من المراكمات الثقافية والفلسفية؟ أين أنت من الهوية الخاصة والمعبرة عن ذاتك وخصوصياتك؟

* أين أنت من مسرح الصورة الذي تم طرحه بديلا عن النص كمرتكز أساسي للعمل المسرحي، وهو توجه أسسه ونادى به المسرحي العراقي الكبير صلاح القصب؟

- المسرح له أسس تكون فيه المشهدية المسرحية تشمل النص والأداء بمختلف أصنافه، ويعتمد على صور جميلة وجوانب سيميائية... لا يمكن الحديث عن مسرح الصورة على اعتبار أن الصورة هي جزء من المشهد المسرحي ككل.

والصورة دون مضمون وبعد دلالي تصبح صورة باهتة لا قيمة لها، وفي أعمالي أنطلق من نصي، وهذا يعني من شخص واحد، وهنا تكون الدهشة التي يصنعها المسرح من الفكرة التي تتحول إلى فكرة جماعية. وأكاد أقول إنها طريقة اشتغلت عليها طيلة مسيرتي، وأول من ينسف النص هو صاحبه لأنه يجد أفكارا أخرى من بقية الفريق، وهو ما يضمن الإضافة للنص، ولا أجد إحراجا عندما أتبنى فكرة من الآخر، فالمسرح مبني على الجدل، والفكرة تقارع الفكرة.

* وهل حدث ذلك مع نصوصك؟

- نعم، وهي من أجمل اللحظات، فأنا مخرج منشط، وهمي الأول كيف أنشط المادة التي أكتبها وأوصلها للممثل الذي له ثقافته ومرجعياته ورصيده المعرفي الذي سيكيفه حسب الحاجة المسرحية.

*المسرح التونسي إلى أين اليوم؟

- المسرح التونسي له رجاله ونساؤه ومبدعوه ومبدعاته. ما ينقصه هو مناخ العمل الذي تقلص كثيرا في هذه المرحلة، ويبقى أي إنتاج مسرحي مهما كان نوعه ومأتاه ومرجعيته نقطة مضيئة في هذه المرحلة.

حوار محسن بن أحمد

المسرحي حمادي المزي لـ«الصباح»: المسرح الصحراوي تعبيرة مسرحية مهمة.. وتضاريسنا التونسية والعربية تشجع على المغامرة في المجال

 

  • الجميل مع المسرح الصحراوي أن العناصر الطبيعية كالريح والكثبان والفراغ والشمس هي العناصر الأساسية للعرض
  • هذه أبرز معضلة تواجه المسرح التونسي اليوم
  • المسرح التونسي، كبقية الهياكل، يعاني من الدخلاء على المهنة أو «المُحترفين المُقنّعين»

كانت للمخرج المسرحي حمادي المزي مشاركة هامة مؤخرا في الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للمسرح الصحراوي بإمارة الشارقة، ومثلت فرصة له للحديث عن تعبيرة مسرحية لها خصوصياتها، وهي مسرح الصحراء. وحول هذه التعبيرة المسرحية، تحدثنا إلى المخرج المسرحي، وقد تطرق الحديث كذلك إلى المسرح التونسي وخاصة الإشكاليات التي تواجه أهل الفن الرابع، وفي ما يلي نص الحديث:

* شاركت مؤخرا في مهرجان الشارقة الدولي للمسرح الصحراوي، وسبق لك أن خضت تجربة في المجال، فهل من فكرة حولها؟

- جاءت مشاركتي تلبية لدعوة رسمية من الهيئة المنظمة للدورة التاسعة للمهرجان الدولي للمسرح الصحراوي بالشارقة، تحت إشراف دائرة الثقافة بالإمارة، وتمثلت مشاركتي في تقديم مداخلة في مجال المسرح الصحراوي، وتحدثت في هذه المداخلة عن تجربة كنت قدمتها في 2014 في ملحمة « باب الوطن « للشاعر الكبير جمال الصليعي، وإخراج المخرج المبدع حافظ خليفة.

تناولت هذه الملحمة « باب الوطن « مرحلة من مراحل النضال الوطني في منطقة قبلي، حيث انتفضت الجماهير في تلك الربوع ضد الاحتلال الفرنسي الذي صادر مقدرات الجهة من ثروات طبيعية وفلاحية، وقطع النخيل الذي يعد المصدر الرئيسي لقوت أهالي قبلي، وتشريد « الفلاقة « في فيافي الصحراء الشاسعة بالجنوب التونسي... كل هذه الممارسات الاستبدادية السلطوية كان هدفها إخضاع السكان لاختيارات وتوجهات المستعمر الذي حول المنطقة إلى دمار كامل، وقد تم إنجاز ملحمة « باب الوطن « على أنقاض هذه القرية المتداعية.

* ما هي خصوصيات المسرح الصحراوي، وإلى أي مدى تمثل التضاريس عنصرا أساسيا في العمل؟

- انطلقت في تعاملي مع هذه الملحمة، كما بينت ذلك في المحاضرة التي قدمتها، من تجربة ميدانية لاحظت من خلالها أن المسرح الصحراوي تعبيرة مسرحية مهمة، إذ اعتبرنا أن البلاد التونسية تتوفر على 65 بالمائة من الساحة العامة للبلاد صحراء، وهذا الفضاء يمكن أن نسحبه على كامل المناطق العربية التي لها نفس التضاريس.

وقمت في الجزء الثاني من هذه المداخلة باستعراض تصور جديد للممارسة المسرحية في الصحراء، وحاولت أن أبين أن المادة الملحمية تتوجب علينا إيجاد لغة خاصة بها، فتتحول العناصر الطبيعية كالريح والكثبان والفراغ والصمت والشمس إلى العناصر الأساسية للمسرح الصحراوي. وأرى أن هذا المشروع قابل للإنجاز، لكن في المقابل يجب توفير العناصر المسرحية ذات التكوين الخصوصي لهذه التعبيرة على شاكلة ممثل « السرك « الذي يختلف عن الممثل التقليدي، وأعتقد أن المهرجان له من الاستعداد لبلورة هذا المشروع وإضفاء جوانب أكثر خصوصية لهذه التعبيرة التي تعد حديثة في المسرح العربي.

*  من هذا المنطلق، هل يمكن القول إن أمام المسرح الصحراوي مستقبلا جيدا في المنطقة العربية؟

- نعم، يمكن أن نقول ذلك، لأنه من خلال المسرح الصحراوي، مع إيجاد قاموس خاص وإبستمولوجيا خاصة بهذا الفضاء الجديد، تنفتح آفاق جديدة، لكن هذا المشروع يتطلب إمكانيات هامة بشرية ومادية على حد السواء.

* كان لحمادي المزي مشروعه المسرحي الذي يقوم على فكرة تأليف عمل مسرحي كل سنتين، كيف يبدو لك هذا الاختيار بعد مسيرتك الطويلة؟

- فعلا، كنت أكتب مسرحية كل سنة منذ 1989 إلى أواخر التسعينات، لكن طبيعة الممارسة المسرحية تغيرت، لكن في الاتجاه السلبي. هناك معضلة في العمل اليوم تتعلق بالتوقيت وعدم احترامه، ويحدث أن يتعطل المشروع لأسباب موضوعية وذاتية، من بينها التزامات الفريق مثلا بأعمال تلفزيونية بالتوازي مع العمل المسرحي، مما يؤثر سلبا على هذا العمل ويحكم عليه بالتأجيل.

ولهذه الأسباب وغيرها من العوامل الأخرى الشائكة والمعقدة، تتحول الممارسة المسرحية من متعة لا تقاس بأي متعة إلى عمل أكاد أقول إنه عمل عبثي.

* هل تعني أن لك مؤاخذات على عدم انضباط المسرحيين مع المشروع الرئيسي الذي يلتزمون به؟

- يمكن أن أضيف أن العبثية التي أشرت إليها يمكن أن تنسحب على بقية الهياكل، فنحن نعيش عصر كثرة الهياكل وغياب الدعم اللازم وعدم الانضباط، وهذه الأخيرة تعد معضلة المسرح التونسي الآن، ولا أخفي سرا إذا قلت إن هناك انخراما مع عدم توفر الفضاءات اللازمة سواء لإنتاج العمل أو ترويجه، وسواء كان ذلك في العاصمة أو في بقية الفضاءات داخل الجمهورية.

لقد أصبحت الممارسة المسرحية معاناة، ولقد تحدثنا في العديد من المناسبات عن الوضع المسرحي، وأرى أن سببه الرئيسي هم أصحاب المهنة أنفسهم.

* كيف ذلك؟

- عندما يكون المبادر الأول بنسف مرتكزات الممارسة المسرحية، خاصة وأؤكد هنا خاصة على الانضباط في التمارين والعلاقة مع الآخر، فإن كل هذه العناصر تجعل الممارسة المسرحية عسيرة إلى حد ما، ثم إن الممارسة لا تخلو من عنصر خطير جدا، هم الدخلاء على المهنة أو « المحترفون المقنعون «.

* أنت من المشددين أيضا على أن من أبرز هنات المسرح التونسي اليوم غياب ما أسميته « النص البكر «؟

- فعلا، وما زلت عند هذا الموقف، فالمطلع على النصوص المسرحية العالمية يجد أن «شكسبير» في أعماله الخالدة كتب نصه وتاريخه، و»موليار» اخترق بنصوصه الزمن، وقس على ذلك «تشيكوف» و»لوركا»، والقائمة طويلة.

إن المسرح التونسي يعاني من هذا الأمر، فحتى النصوص التي اعتقدنا أنها تحكي واقعنا هي نصوص مقتبسة من نصوص عالمية... نحن نعيش في تونس أزمة خلق وإبداع، فمهما كانت قيمة العمل يبقى مقتبسا هجينا... مع إيماني بالانفتاح على العالم، لكن يبقى السؤال الحارق: أين أنت من المراكمات الثقافية والفلسفية؟ أين أنت من الهوية الخاصة والمعبرة عن ذاتك وخصوصياتك؟

* أين أنت من مسرح الصورة الذي تم طرحه بديلا عن النص كمرتكز أساسي للعمل المسرحي، وهو توجه أسسه ونادى به المسرحي العراقي الكبير صلاح القصب؟

- المسرح له أسس تكون فيه المشهدية المسرحية تشمل النص والأداء بمختلف أصنافه، ويعتمد على صور جميلة وجوانب سيميائية... لا يمكن الحديث عن مسرح الصورة على اعتبار أن الصورة هي جزء من المشهد المسرحي ككل.

والصورة دون مضمون وبعد دلالي تصبح صورة باهتة لا قيمة لها، وفي أعمالي أنطلق من نصي، وهذا يعني من شخص واحد، وهنا تكون الدهشة التي يصنعها المسرح من الفكرة التي تتحول إلى فكرة جماعية. وأكاد أقول إنها طريقة اشتغلت عليها طيلة مسيرتي، وأول من ينسف النص هو صاحبه لأنه يجد أفكارا أخرى من بقية الفريق، وهو ما يضمن الإضافة للنص، ولا أجد إحراجا عندما أتبنى فكرة من الآخر، فالمسرح مبني على الجدل، والفكرة تقارع الفكرة.

* وهل حدث ذلك مع نصوصك؟

- نعم، وهي من أجمل اللحظات، فأنا مخرج منشط، وهمي الأول كيف أنشط المادة التي أكتبها وأوصلها للممثل الذي له ثقافته ومرجعياته ورصيده المعرفي الذي سيكيفه حسب الحاجة المسرحية.

*المسرح التونسي إلى أين اليوم؟

- المسرح التونسي له رجاله ونساؤه ومبدعوه ومبدعاته. ما ينقصه هو مناخ العمل الذي تقلص كثيرا في هذه المرحلة، ويبقى أي إنتاج مسرحي مهما كان نوعه ومأتاه ومرجعيته نقطة مضيئة في هذه المرحلة.

حوار محسن بن أحمد