إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في لقاء إعلامي بالعاصمة.. الدورة 57 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز.. بانوراما ثقافية تنبض بالفن والشعر والفروسية

مدير المهرجان: هذه الدورة  تتميز على الأقل بخمس فقرات كبرى تمّ إحداثها لأول مرة، من بينها القرية الثقافية السياحية.

❞«700 ألف شخص زاروا مهرجان دوز في دورته السابقة والمهرجان فرصة لتنشيط المنطقة ثقافيا واقتصاديا»❝

أعلنت إدارة المهرجان الدولي للصحراء بدوز، أمس الأربعاء خلال ندوة صحفية انتظمت بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة، عن برنامج الدورة الـ 57 التي ستُقام من 25 إلى 28 ديسمبر 2025، مؤكدة أنّ هذه الدورة تحمل مزيجا من الفعاليات التراثية والرياضية والفنية والثقافية، إضافة إلى أنشطة جديدة تهدف إلى تنشيط السياحة الصحراوية ودعم الدورة الاقتصادية في الجهة.

ويأتي الإعلان عن البرمجة في وقت تستعد فيه المدينة لاستقبال عدد هام من الزوار من تونس وخارجها، وسط توقعات بأن تعيش دوز 4 أيام من الحركية المكثفة التي تمسّ الأسواق والنزل والمطاعم ومختلف الفاعلين المحليين في القطاع السياحي.

وفي هذا السياق، أكّد مدير المهرجان أشرف بن عثمان أنّ «700 ألف شخص زاروا مهرجان دوز في دورته السابقة وفق إحدى وكالات التنمية، ما يعني وجود زخم كبير على مستوى تنشيط الدورة الاقتصادية بالمنطقة».

وأضاف: «هذه الدورة تتميز على الأقل بخمس فقرات كبرى تمّ إحداثها لأول مرة، وهي متنوعة وتدخل في إطار تطوير المهرجان، من بينها القرية الثقافية السياحية التي تهدف إلى تحويل تونس إلى منصة عالمية».

من جهته قال كاتب عام المهرجان صالح خلف الله إنّه «سيكون هناك تظاهرات سابقة للانطلاقة الرسمية لفعاليات المهرجان، تتخللها العديد من الأنشطة والورشات والسهرات الفنية».

وأضاف: «ستكون هناك مسابقة الفيلم الوثائقي والذي سيكون موضوعها -خبزة المطبقة موروث غذائي.. ودخل اقتصادي- وأيضا مسابقة أجمل صورة فوتوغرافية». ومن الإضافات الجديدة «مسابقة نجوم العزف البدوي، واخترنا آلة «القصبة» الصحراوية بهدف إعادة استقطاب الشباب، إذ لاحظنا عزوفا كبيرا عن هذه الآلة».

ومن المهم الإشارة، وبالاطلاع على تفاصيل البرمجة، أنّ الدورة الجديدة تُفتتح بعودة قوية للهوية الصحراوية التقليدية، إذ يحافظ المهرجان على الأنشطة التي شكّلت بصمته الأساسية منذ أكثر من نصف قرن، وفي مقدمتها عروض المهاري التي تعتبر أحد أبرز الرموز التراثية لمدينة دوز.

كما تتواصل مسابقات الفروسية التي تُعدّ من أكثر المشاهد جذبا للجمهور، نظرا لطابعها الجمالي والإيقاعي، وتبرز الفروسية هذه السنة ضمن عروض مبرمجة بعناية لتقديم لوحات استعراضية تُظهر مهارة الفرسان وقدرتهم على التحكم في الخيل وسط كثبان الرمل، في مشهد يعدّ من العلامات البصرية المتجذّرة في تاريخ المهرجان.

وإلى جانب الخصوصية التراثية، تتجه الدورة الجديدة نحو تنويع الأنشطة بما يتماشى مع التحولات السياحية في الجنوب، حيث أعلنت إدارة المهرجان عن إدراج السياحة الميكانيكية لأول مرة ضمن البرنامج الرسمي.

ويشمل هذا المكوّن تنظيم جولات ميدانية في عمق الصحراء عبر مركبات ميكانيكية مختلفة، وهو نشاط يلبي رغبات الزوار الباحثين عن التجربة المغامِرة ويُعتبر خطوة نحو تطوير منتج سياحي جديد قادر على جذب فئات مختلفة من الزوار، ولا سيما الشباب ومحبي الرياضات الميكانيكية.

وفي السياق نفسه، يُنظَّم في الدورة 57 نشاط المشي الصحراوي Trekking بالتعاون مع جمعية «صحرتنا»، ويمتد على ثلاثة أيام تتضمن المشي لمسافات طويلة والتخييم الليلي داخل الصحراء. وتقدّم هذه التجربة للزوار إمكانية التعرف المباشر على البيئة الصحراوية، إلى جانب خوض اختبار بدني وروحي مختلف يقوم على التأمل والاندماج في فضاء طبيعي مفتوح.

وتوفّر المسابقة جوائز للمراكز الثلاثة الأولى، إضافة إلى شهادات مشاركة وهدايا رمزية، ما يجعلها عنصرا مهما من عناصر استقطاب الزوار الذين يبحثون عن أنشطة تتجاوز الطابع الاحتفالي.

كما يضم البرنامج نسخة خاصة من دورة كرة القدم الصحراوية، وهي مبادرة تضفي طابعا رياضيا على المهرجان وتحوّل فضاء الرمال إلى ملعب مفتوح يجمع الفرق المحلية والزوار في تجربة فريدة من نوعها.

وعلى مستوى الجانب الثقافي، يعرف المهرجان هذه السنة حضورا شعريا بارزا، إذ يشارك 16 شاعرا وشاعرة في مسابقة «العكّاظية الشعرية»، إلى جانب 16 مشاركا آخرين في مسابقة الشاعر «جمال الصليعي» للشعر العربي، مع تأكيد حضور شعراء أجانب للمساهمة في تنويع الأصوات وإعطاء المهرجان بعدا دوليا.

وفي الجانب الفني، تشهد الدورة برمجة سهرات متنوعة يشارك فيها عدد من الفنانين التونسيين، وهم كلّ من «وليد الصالحي»، «جوجون» و»أحلام اليمني»، إضافة إلى عروض لفنانين آخرين يقدّمون أنماطا موسيقية مختلفة بين الطابع التراثي والموسيقى الشبابية الحديثة. ولا يغيب الجانب التشكيلي والبصري عن دورة 2025، إذ تحتضن دوز سلسلة من المعارض الفنية والتراثية التي تتناول مواضيع متعددة تتراوح بين التصوير الفوتوغرافي والفنون المعاصرة والحرف المستوحاة من الثقافة الصحراوية والصناعات التقليدية.

وفي إطار توسيع دائرة المشاركات، يشهد المهرجان هذه السنة تظاهرة MISS Festival التي تهدف إلى تعزيز الحضور الشبابي وتنويع آليات المشاركة في الفعاليات الموازية. وتُعدّ هذه التظاهرة أحد المكوّنات الجديدة التي أدرجتها الإدارة في نسختها الـ57، في محاولة لإضفاء بعد عصري على التظاهرة وإعطاء مساحة للأنشطة الترفيهية ذات الطابع الشبابي.

وفي هذا السياق، أكّدت منظمة تظاهرة ملكة الجمال عائدة حساني أنّ «المسابقة لن تكون بالحلة التي تعودنا عليها في مثل هذه المسابقات، بل ستُطبع بحلّة جديدة انطلاقا من اللباس و»الملية العربي»، وذلك على مدى ثلاثة أيام 22 – 23 – 24 ديسمبر، وسيتم «تشبيب» المهرجان انطلاقا من هذه التظاهرة».

وأضافت أنّه «على مدى ثلاثة أيام سيكون هنالك ثلاث مواضيع في المسابقة وهي تونس، فلسطين، والمغرب العربي والخليج، ومن المنتظر أن تكون قطر، السعودية والإمارات (في انتظار تأكيدها)، إلى جانب أنشطة وورشات في الطبخ وصناعة المرطبات والخياطة والتجميل».

ومع كل هذه الأنشطة، لا ينفصل المهرجان عن دوره الاقتصادي والاجتماعي، إذ يشهد خلال أيامه حركية استثنائية: الفنادق تمتلئ، المطاعم تستعيد حياتها، الأسواق تعرف ازدحاما كبيرا، العائلات تستقبل الزوار، وأبناء الجهة يجدون في هذا الحدث فرصة للعمل ولتنشيط مواردهم.

إيمان عبد اللطيف

 في لقاء إعلامي بالعاصمة..   الدورة 57 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز.. بانوراما ثقافية تنبض بالفن والشعر والفروسية

مدير المهرجان: هذه الدورة  تتميز على الأقل بخمس فقرات كبرى تمّ إحداثها لأول مرة، من بينها القرية الثقافية السياحية.

❞«700 ألف شخص زاروا مهرجان دوز في دورته السابقة والمهرجان فرصة لتنشيط المنطقة ثقافيا واقتصاديا»❝

أعلنت إدارة المهرجان الدولي للصحراء بدوز، أمس الأربعاء خلال ندوة صحفية انتظمت بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة، عن برنامج الدورة الـ 57 التي ستُقام من 25 إلى 28 ديسمبر 2025، مؤكدة أنّ هذه الدورة تحمل مزيجا من الفعاليات التراثية والرياضية والفنية والثقافية، إضافة إلى أنشطة جديدة تهدف إلى تنشيط السياحة الصحراوية ودعم الدورة الاقتصادية في الجهة.

ويأتي الإعلان عن البرمجة في وقت تستعد فيه المدينة لاستقبال عدد هام من الزوار من تونس وخارجها، وسط توقعات بأن تعيش دوز 4 أيام من الحركية المكثفة التي تمسّ الأسواق والنزل والمطاعم ومختلف الفاعلين المحليين في القطاع السياحي.

وفي هذا السياق، أكّد مدير المهرجان أشرف بن عثمان أنّ «700 ألف شخص زاروا مهرجان دوز في دورته السابقة وفق إحدى وكالات التنمية، ما يعني وجود زخم كبير على مستوى تنشيط الدورة الاقتصادية بالمنطقة».

وأضاف: «هذه الدورة تتميز على الأقل بخمس فقرات كبرى تمّ إحداثها لأول مرة، وهي متنوعة وتدخل في إطار تطوير المهرجان، من بينها القرية الثقافية السياحية التي تهدف إلى تحويل تونس إلى منصة عالمية».

من جهته قال كاتب عام المهرجان صالح خلف الله إنّه «سيكون هناك تظاهرات سابقة للانطلاقة الرسمية لفعاليات المهرجان، تتخللها العديد من الأنشطة والورشات والسهرات الفنية».

وأضاف: «ستكون هناك مسابقة الفيلم الوثائقي والذي سيكون موضوعها -خبزة المطبقة موروث غذائي.. ودخل اقتصادي- وأيضا مسابقة أجمل صورة فوتوغرافية». ومن الإضافات الجديدة «مسابقة نجوم العزف البدوي، واخترنا آلة «القصبة» الصحراوية بهدف إعادة استقطاب الشباب، إذ لاحظنا عزوفا كبيرا عن هذه الآلة».

ومن المهم الإشارة، وبالاطلاع على تفاصيل البرمجة، أنّ الدورة الجديدة تُفتتح بعودة قوية للهوية الصحراوية التقليدية، إذ يحافظ المهرجان على الأنشطة التي شكّلت بصمته الأساسية منذ أكثر من نصف قرن، وفي مقدمتها عروض المهاري التي تعتبر أحد أبرز الرموز التراثية لمدينة دوز.

كما تتواصل مسابقات الفروسية التي تُعدّ من أكثر المشاهد جذبا للجمهور، نظرا لطابعها الجمالي والإيقاعي، وتبرز الفروسية هذه السنة ضمن عروض مبرمجة بعناية لتقديم لوحات استعراضية تُظهر مهارة الفرسان وقدرتهم على التحكم في الخيل وسط كثبان الرمل، في مشهد يعدّ من العلامات البصرية المتجذّرة في تاريخ المهرجان.

وإلى جانب الخصوصية التراثية، تتجه الدورة الجديدة نحو تنويع الأنشطة بما يتماشى مع التحولات السياحية في الجنوب، حيث أعلنت إدارة المهرجان عن إدراج السياحة الميكانيكية لأول مرة ضمن البرنامج الرسمي.

ويشمل هذا المكوّن تنظيم جولات ميدانية في عمق الصحراء عبر مركبات ميكانيكية مختلفة، وهو نشاط يلبي رغبات الزوار الباحثين عن التجربة المغامِرة ويُعتبر خطوة نحو تطوير منتج سياحي جديد قادر على جذب فئات مختلفة من الزوار، ولا سيما الشباب ومحبي الرياضات الميكانيكية.

وفي السياق نفسه، يُنظَّم في الدورة 57 نشاط المشي الصحراوي Trekking بالتعاون مع جمعية «صحرتنا»، ويمتد على ثلاثة أيام تتضمن المشي لمسافات طويلة والتخييم الليلي داخل الصحراء. وتقدّم هذه التجربة للزوار إمكانية التعرف المباشر على البيئة الصحراوية، إلى جانب خوض اختبار بدني وروحي مختلف يقوم على التأمل والاندماج في فضاء طبيعي مفتوح.

وتوفّر المسابقة جوائز للمراكز الثلاثة الأولى، إضافة إلى شهادات مشاركة وهدايا رمزية، ما يجعلها عنصرا مهما من عناصر استقطاب الزوار الذين يبحثون عن أنشطة تتجاوز الطابع الاحتفالي.

كما يضم البرنامج نسخة خاصة من دورة كرة القدم الصحراوية، وهي مبادرة تضفي طابعا رياضيا على المهرجان وتحوّل فضاء الرمال إلى ملعب مفتوح يجمع الفرق المحلية والزوار في تجربة فريدة من نوعها.

وعلى مستوى الجانب الثقافي، يعرف المهرجان هذه السنة حضورا شعريا بارزا، إذ يشارك 16 شاعرا وشاعرة في مسابقة «العكّاظية الشعرية»، إلى جانب 16 مشاركا آخرين في مسابقة الشاعر «جمال الصليعي» للشعر العربي، مع تأكيد حضور شعراء أجانب للمساهمة في تنويع الأصوات وإعطاء المهرجان بعدا دوليا.

وفي الجانب الفني، تشهد الدورة برمجة سهرات متنوعة يشارك فيها عدد من الفنانين التونسيين، وهم كلّ من «وليد الصالحي»، «جوجون» و»أحلام اليمني»، إضافة إلى عروض لفنانين آخرين يقدّمون أنماطا موسيقية مختلفة بين الطابع التراثي والموسيقى الشبابية الحديثة. ولا يغيب الجانب التشكيلي والبصري عن دورة 2025، إذ تحتضن دوز سلسلة من المعارض الفنية والتراثية التي تتناول مواضيع متعددة تتراوح بين التصوير الفوتوغرافي والفنون المعاصرة والحرف المستوحاة من الثقافة الصحراوية والصناعات التقليدية.

وفي إطار توسيع دائرة المشاركات، يشهد المهرجان هذه السنة تظاهرة MISS Festival التي تهدف إلى تعزيز الحضور الشبابي وتنويع آليات المشاركة في الفعاليات الموازية. وتُعدّ هذه التظاهرة أحد المكوّنات الجديدة التي أدرجتها الإدارة في نسختها الـ57، في محاولة لإضفاء بعد عصري على التظاهرة وإعطاء مساحة للأنشطة الترفيهية ذات الطابع الشبابي.

وفي هذا السياق، أكّدت منظمة تظاهرة ملكة الجمال عائدة حساني أنّ «المسابقة لن تكون بالحلة التي تعودنا عليها في مثل هذه المسابقات، بل ستُطبع بحلّة جديدة انطلاقا من اللباس و»الملية العربي»، وذلك على مدى ثلاثة أيام 22 – 23 – 24 ديسمبر، وسيتم «تشبيب» المهرجان انطلاقا من هذه التظاهرة».

وأضافت أنّه «على مدى ثلاثة أيام سيكون هنالك ثلاث مواضيع في المسابقة وهي تونس، فلسطين، والمغرب العربي والخليج، ومن المنتظر أن تكون قطر، السعودية والإمارات (في انتظار تأكيدها)، إلى جانب أنشطة وورشات في الطبخ وصناعة المرطبات والخياطة والتجميل».

ومع كل هذه الأنشطة، لا ينفصل المهرجان عن دوره الاقتصادي والاجتماعي، إذ يشهد خلال أيامه حركية استثنائية: الفنادق تمتلئ، المطاعم تستعيد حياتها، الأسواق تعرف ازدحاما كبيرا، العائلات تستقبل الزوار، وأبناء الجهة يجدون في هذا الحدث فرصة للعمل ولتنشيط مواردهم.

إيمان عبد اللطيف