-وزير الصحة: المشروع يهدف إلى النهوض بالمناطق الداخلية ويترجم خيار الدولة في تكريس الحق في الصحة لكل التونسيين دون تمييز
-سفير المملكة العربية السعودية بتونس: مستشفى الملك سلمان رسالة أخوة وتضامن من المملكة إلى الشعب التونسي والتزام بدعم تونس في مسارها التنموي
في خطوة مفصلية لدعم المنظومة الصحية بالجهات الداخلية وتعزيز حق المواطنين في العلاج، احتضنت وزارة الصحة مساء أمس موكب توقيع عقد إنجاز أعمال مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي، المشروع الصحي الاستراتيجي الممول من الصندوق السعودي للتنمية، بحضور وزير الصحة مصطفى الفرجاني وسفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن علي الصقر وعدد كبير من ممثلي شركات المقاولات السعودية وممثلي الوزارات والهياكل والإدارات المعنية.
ويأتي هذا المشروع الضخم في إطار الشراكة الصحية والتنموية بين تونس والمملكة العربية السعودية، وفي سياق حرص رئاسي واضح على التسريع في إنجاز المشاريع العمومية الكبرى ذات البعد الاجتماعي والإنساني، وخاصة تعزيز البنية التحتية الصحية بالمناطق الداخلية التي عانت تاريخيًا من نقص في التجهيزات والإطارات الطبية المتخصصة.
قفزة نوعية للمنظومة الصحية
وفي تصريح له على هامش موكب التوقيع، أكد وزير الصحة مصطفى الفرجاني أن هذا المشروع سيكون جامعيا وبمواصفات عالمية، يضم كل الاختصاصات الطبية والتجهيزات الحديثة. مضيفا أن مستشفى الملك سلمان الجامعي بالقيروان ليس مجرد مستشفى بل هو قطب طبي متكامل سيمكن من الارتقاء بالخدمات الصحية، وتوفير اختصاصات دقيقة، وتخفيف الضغط عن بقية المستشفيات الجامعية. والأهم أن «هذا المشروع يترجم خيار الدولة في تكريس الحق في الصحة لكل التونسيين دون تمييز جهوي».
وأضاف الوزير أن أعمال الإنجاز ستنطلق في أقرب الآجال، على أن يكون المشروع جاهزا بعد 36 شهرا، معبرا عن ثقته الكبيرة في التحالف التونسي – السعودي من حيث قدرته الفنية في إتمام المشروع بمواصفات عالية، خاصة أن لهذا التحالف تجارب ناجحة في المشاريع الصحية على غرار مستشفى سبيبة من ولاية القصرين.
وأكد الوزير أن مصالح الوزارة وهياكل الدولة من أعلى هرم فيها -وهو رئيس الجمهورية قيس سعيد- إلى جانب الأطراف الممولة، تتابع هذا المشروع لضمان احترام كراس الشروط والجودة والمعايير الدولية، مشيرا إلى أهمية هذا الصرح الصحي في فك العزلة والنهوض بالمناطق الداخلية.
من جهته، أكد سفير المملكة العربية السعودية بتونس عبد العزيز بن علي الصقر، أن هذا المشروع يندرج في إطار العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين، والتزام المملكة بدعم تونس في مسارها التنموي، قائلا: «مستشفى الملك سلمان بالقيروان هو رسالة أخوة وتضامن من المملكة العربية السعودية إلى الشعب التونسي، كما نحرص على أن يكون هذا المشروع نموذجا في الجودة والإنجاز، بما يعكس عمق التعاون بين بلدينا في المجالات الصحية والتنموية».
وأضاف السفير السعودي أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بدعم تونس في مشاريع تنموية كبرى، وأن «كل الإمكانيات متوفرة لإنجاز المستشفى خلال 36 شهرا»، مشيرا إلى دور التحالف المنفذ الذي سيعمل وفق أعلى المعايير.
كما عبر السفير الصقر في ذات التصريح، عن استعداد بلاده لمواصلة دعم المشاريع المشتركة التي تخدم مصالح الشعبين، في مشاريع مستقبلية تندرج ضمن سلسلة كاملة من المشاريع التي أُنجزت وأخرى ستُنجز لاحقا، باعتبار «أن قيادة المملكة تحرص دائما على دعم تونس».
مشروع جامعي بمعايير عالمية
وفي موكب التوقيع الذي انتظم أمس في مقر وزارة الصحة، تم عرض تفاصيل مشروع مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي بالقيروان، الذي يمثل واحدا من أكبر المشاريع الصحية العمومية في تونس خلال السنوات الأخيرة، حيث من المنتظر أن يكون قطبا صحيا جامعيا متكاملا يخدم ولايات الوسط الغربي والوسط الشرقي والجنوب الشرقي، ويخفف الضغط الكبير على المستشفيات الجامعية بالعاصمة والساحل.
ويضم المشروع المقدرة تكلفته الجملية والنهائية بـ500 مليون دينار، عدة أقسام طبية واستشفائية متخصصة، من بينها أقسام الطب العام والجراحة، أقسام الإنعاش والتخدير، أقسام أمراض القلب والشرايين، أقسام طب النساء والتوليد، أقسام طب الأطفال، وحدات للتشخيص الطبي المتطور، مخابر تحليل متقدمة، وحدات تصوير طبي حديثة (سكانير، رنين مغناطيسي)، فضاءات للتكوين الطبي والبحث العلمي.
كما سيوفر المستشفى طاقة استيعاب هامة بعدد أسرة محترم ينطلق بـ330 سريرا ليرتفع العدد لاحقا إلى 500 سرير حتى يبلغ الـ700 سرير، حسب ما أفاد به الوزير، مشيرا إلى التجهيزات والمعدات الطبية التي سيعتمدها المستشفى والتي ستكون متنوعة من الجيل الأخير ومن أعلى طراز، بما يمكنه من لعب دور مزدوج؛ علاجي وجامعي، تكويني وبحثي، لفائدة طلبة الطب والإطارات الصحية.
بعد تنموي وتشغيلي واسع
ولا يقتصر هذا المشروع على بعده الصحي فقط، بل يحمل في طياته بعدا تنمويا واجتماعيا مهما، إذ من المنتظر أن يساهم في خلق مئات من مواطن الشغل المباشرة وغير المباشرة وتنشيط الدورة الاقتصادية بالجهة إلى جانب استقطاب أطباء واختصاصيين وتحسين مؤشرات التنمية الصحية بالقيروان والولايات المجاورة.
كما سيمكن من تقليص كلفة العلاج والتنقل نحو العاصمة، ويعزز مبدأ العدالة الصحية بين الجهات، والأهم «فك العزلة والنهوض بالمناطق الداخلية»، حسب تصريح الوزير.
ويأتي هذا المشروع في إطار توجه رئاسي واضح لإعادة الاعتبار للقطاع الصحي العمومي، خاصة بالمناطق الداخلية، حيث شدد رئيس الجمهورية قيس سعيد في أكثر من مناسبة على ضرورة التسريع في إنجاز المستشفيات المعطلة منذ سنوات، ورفع العراقيل الإدارية، ومتابعة كل مراحل التنفيذ بصرامة لضمان الجودة واحترام الآجال.
ويذكر أنه قد تم إدراج مشروع مستشفى الملك سلمان ضمن قائمة المشاريع ذات الأولوية الوطنية لما يحمله من قيمة اجتماعية وصحية كبرى.
ويمثل توقيع عقد الإنجاز البارحة، مرحلة حاسمة بعد سنوات من الانتظار والتعطيل دامت لأكثر من 8 سنوات، ليعيد الأمل لآلاف المواطنين في جهة طالما طالبت بحقها في مستشفى جامعي قادر على الاستجابة لحاجياتها الصحية المتزايدة وجزء من حاجيات كل جهات الوسط والجنوب.
ومن المنتظر أن يكون مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي بالقيروان عند اكتماله علامة فارقة في تاريخ الصحة العمومية بالجهة، ونقلة نوعية في تقريب الخدمات الطبية المتطورة من المواطنين، بفضل تمويل سخي، وإرادة سياسية واضحة، وشراكة استراتيجية متينة ومميزة بين تونس والمملكة العربية السعودية.
وفاء بن محمد
-وزير الصحة: المشروع يهدف إلى النهوض بالمناطق الداخلية ويترجم خيار الدولة في تكريس الحق في الصحة لكل التونسيين دون تمييز
-سفير المملكة العربية السعودية بتونس: مستشفى الملك سلمان رسالة أخوة وتضامن من المملكة إلى الشعب التونسي والتزام بدعم تونس في مسارها التنموي
في خطوة مفصلية لدعم المنظومة الصحية بالجهات الداخلية وتعزيز حق المواطنين في العلاج، احتضنت وزارة الصحة مساء أمس موكب توقيع عقد إنجاز أعمال مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي، المشروع الصحي الاستراتيجي الممول من الصندوق السعودي للتنمية، بحضور وزير الصحة مصطفى الفرجاني وسفير المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن علي الصقر وعدد كبير من ممثلي شركات المقاولات السعودية وممثلي الوزارات والهياكل والإدارات المعنية.
ويأتي هذا المشروع الضخم في إطار الشراكة الصحية والتنموية بين تونس والمملكة العربية السعودية، وفي سياق حرص رئاسي واضح على التسريع في إنجاز المشاريع العمومية الكبرى ذات البعد الاجتماعي والإنساني، وخاصة تعزيز البنية التحتية الصحية بالمناطق الداخلية التي عانت تاريخيًا من نقص في التجهيزات والإطارات الطبية المتخصصة.
قفزة نوعية للمنظومة الصحية
وفي تصريح له على هامش موكب التوقيع، أكد وزير الصحة مصطفى الفرجاني أن هذا المشروع سيكون جامعيا وبمواصفات عالمية، يضم كل الاختصاصات الطبية والتجهيزات الحديثة. مضيفا أن مستشفى الملك سلمان الجامعي بالقيروان ليس مجرد مستشفى بل هو قطب طبي متكامل سيمكن من الارتقاء بالخدمات الصحية، وتوفير اختصاصات دقيقة، وتخفيف الضغط عن بقية المستشفيات الجامعية. والأهم أن «هذا المشروع يترجم خيار الدولة في تكريس الحق في الصحة لكل التونسيين دون تمييز جهوي».
وأضاف الوزير أن أعمال الإنجاز ستنطلق في أقرب الآجال، على أن يكون المشروع جاهزا بعد 36 شهرا، معبرا عن ثقته الكبيرة في التحالف التونسي – السعودي من حيث قدرته الفنية في إتمام المشروع بمواصفات عالية، خاصة أن لهذا التحالف تجارب ناجحة في المشاريع الصحية على غرار مستشفى سبيبة من ولاية القصرين.
وأكد الوزير أن مصالح الوزارة وهياكل الدولة من أعلى هرم فيها -وهو رئيس الجمهورية قيس سعيد- إلى جانب الأطراف الممولة، تتابع هذا المشروع لضمان احترام كراس الشروط والجودة والمعايير الدولية، مشيرا إلى أهمية هذا الصرح الصحي في فك العزلة والنهوض بالمناطق الداخلية.
من جهته، أكد سفير المملكة العربية السعودية بتونس عبد العزيز بن علي الصقر، أن هذا المشروع يندرج في إطار العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين، والتزام المملكة بدعم تونس في مسارها التنموي، قائلا: «مستشفى الملك سلمان بالقيروان هو رسالة أخوة وتضامن من المملكة العربية السعودية إلى الشعب التونسي، كما نحرص على أن يكون هذا المشروع نموذجا في الجودة والإنجاز، بما يعكس عمق التعاون بين بلدينا في المجالات الصحية والتنموية».
وأضاف السفير السعودي أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بدعم تونس في مشاريع تنموية كبرى، وأن «كل الإمكانيات متوفرة لإنجاز المستشفى خلال 36 شهرا»، مشيرا إلى دور التحالف المنفذ الذي سيعمل وفق أعلى المعايير.
كما عبر السفير الصقر في ذات التصريح، عن استعداد بلاده لمواصلة دعم المشاريع المشتركة التي تخدم مصالح الشعبين، في مشاريع مستقبلية تندرج ضمن سلسلة كاملة من المشاريع التي أُنجزت وأخرى ستُنجز لاحقا، باعتبار «أن قيادة المملكة تحرص دائما على دعم تونس».
مشروع جامعي بمعايير عالمية
وفي موكب التوقيع الذي انتظم أمس في مقر وزارة الصحة، تم عرض تفاصيل مشروع مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي بالقيروان، الذي يمثل واحدا من أكبر المشاريع الصحية العمومية في تونس خلال السنوات الأخيرة، حيث من المنتظر أن يكون قطبا صحيا جامعيا متكاملا يخدم ولايات الوسط الغربي والوسط الشرقي والجنوب الشرقي، ويخفف الضغط الكبير على المستشفيات الجامعية بالعاصمة والساحل.
ويضم المشروع المقدرة تكلفته الجملية والنهائية بـ500 مليون دينار، عدة أقسام طبية واستشفائية متخصصة، من بينها أقسام الطب العام والجراحة، أقسام الإنعاش والتخدير، أقسام أمراض القلب والشرايين، أقسام طب النساء والتوليد، أقسام طب الأطفال، وحدات للتشخيص الطبي المتطور، مخابر تحليل متقدمة، وحدات تصوير طبي حديثة (سكانير، رنين مغناطيسي)، فضاءات للتكوين الطبي والبحث العلمي.
كما سيوفر المستشفى طاقة استيعاب هامة بعدد أسرة محترم ينطلق بـ330 سريرا ليرتفع العدد لاحقا إلى 500 سرير حتى يبلغ الـ700 سرير، حسب ما أفاد به الوزير، مشيرا إلى التجهيزات والمعدات الطبية التي سيعتمدها المستشفى والتي ستكون متنوعة من الجيل الأخير ومن أعلى طراز، بما يمكنه من لعب دور مزدوج؛ علاجي وجامعي، تكويني وبحثي، لفائدة طلبة الطب والإطارات الصحية.
بعد تنموي وتشغيلي واسع
ولا يقتصر هذا المشروع على بعده الصحي فقط، بل يحمل في طياته بعدا تنمويا واجتماعيا مهما، إذ من المنتظر أن يساهم في خلق مئات من مواطن الشغل المباشرة وغير المباشرة وتنشيط الدورة الاقتصادية بالجهة إلى جانب استقطاب أطباء واختصاصيين وتحسين مؤشرات التنمية الصحية بالقيروان والولايات المجاورة.
كما سيمكن من تقليص كلفة العلاج والتنقل نحو العاصمة، ويعزز مبدأ العدالة الصحية بين الجهات، والأهم «فك العزلة والنهوض بالمناطق الداخلية»، حسب تصريح الوزير.
ويأتي هذا المشروع في إطار توجه رئاسي واضح لإعادة الاعتبار للقطاع الصحي العمومي، خاصة بالمناطق الداخلية، حيث شدد رئيس الجمهورية قيس سعيد في أكثر من مناسبة على ضرورة التسريع في إنجاز المستشفيات المعطلة منذ سنوات، ورفع العراقيل الإدارية، ومتابعة كل مراحل التنفيذ بصرامة لضمان الجودة واحترام الآجال.
ويذكر أنه قد تم إدراج مشروع مستشفى الملك سلمان ضمن قائمة المشاريع ذات الأولوية الوطنية لما يحمله من قيمة اجتماعية وصحية كبرى.
ويمثل توقيع عقد الإنجاز البارحة، مرحلة حاسمة بعد سنوات من الانتظار والتعطيل دامت لأكثر من 8 سنوات، ليعيد الأمل لآلاف المواطنين في جهة طالما طالبت بحقها في مستشفى جامعي قادر على الاستجابة لحاجياتها الصحية المتزايدة وجزء من حاجيات كل جهات الوسط والجنوب.
ومن المنتظر أن يكون مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي بالقيروان عند اكتماله علامة فارقة في تاريخ الصحة العمومية بالجهة، ونقلة نوعية في تقريب الخدمات الطبية المتطورة من المواطنين، بفضل تمويل سخي، وإرادة سياسية واضحة، وشراكة استراتيجية متينة ومميزة بين تونس والمملكة العربية السعودية.