-عضو اللجنة العلمية للمنتدى: تم الاتفاق على خلق الفيدرالية الإفريقية للتداوي بالنباتات الطبية
-رئيس هيئة الصيادلة: التداوي بالأعشاب «محتشم»... والانفتاح على الصين قد يساهم في تطوير هذا المجال
امتدت أشغال منتدى تونس لتطوير الطب الصيني–الإفريقي على مدى يومين، وبعد الفعاليات العلمية المتنوعة في اليوم الأول، التقى أمس باحثون وخبراء وأطباء من مختلف الدول الإفريقية والصين لعرض أحدث الدراسات في مجالات الطب التقليدي والطب التكميلي.
وقد تم التأكيد على أهمية دعم الشراكات الصحية بين إفريقيا والصين، تلتها مداخلات تناولت تاريخ الطب الصيني ومنهجياته العلاجية ودوره في تعزيز الطب الوقائي. كما عُقدت ورشات عمل تخصصية حول تقنيات الوخز بالإبر، والعلاج بالأعشاب، وتطبيقات الطب الصيني في مكافحة الأمراض المزمنة، مع تبادل خبرات بين المشاركين وإتاحة فضاءات للنقاش العلمي.
وتميّزت أشغال المنتدى بالتركيز على الجوانب التطبيقية وتطوير آفاق التعاون، حيث عُرضت تجارب ميدانية من مؤسسات صحية إفريقية طبّقت ممارسات الطب الصيني ضمن برامجها العلاجية، إضافة إلى مناقشة سبل إدماج الطب التقليدي ضمن السياسات الصحية الوطنية بطريقة علمية وآمنة.
وقد شهد المنتدى لقاءات تشبيك بين الوفود المشاركة بهدف تعزيز مشاريع البحث المشتركة وبرامج التكوين الطبي. واختُتمت الأشغال بإعلان توصيات تركز على تطوير الإطار العلمي والقانوني للطب التقليدي، وتوسيع برامج التبادل الأكاديمي، وتسهيل نقل الخبرات بما يخدم رفاه الشعوب الإفريقية.
وفي هذا السياق قال الصيدلاني المختص في النباتات الطبية بكلية الصيدلة وعضو اللجنة العلمية للمنتدى، الدكتور رشيد الشملي، في تصريحات إعلامية على هامش أشغال المنتدى، إن وزير الصحة مصطفى الفرجاني وخلال زيارته الأخيرة إلى جمهورية الصين لاحظ مكانة النبتة الطبية في الترسانة الصحية للصين، وتم التوجه إلى تثمين هذا التوجّه وإدخاله إلى الكليات التونسية.
وأعلن الدكتور رشيد الشملي أنه بمناسبة انعقاد هذا المنتدى تم الاتفاق على خلق الفيدرالية الإفريقية للتداوي بالنباتات الطبية والتي ستتعاون مع الصين في هذا المجال. وقال في تصريح لـ»الصباح» إن هناك إرادة لتثمين قطاع التداوي بالنباتات الطبيعية والطب التقليدي عموما حتى يصبح متواجدا في الأسواق التونسية والإفريقية بطريقة عقلانية في القطاع الصحي عموما.
وفي إجابة على تساؤل «الصباح» حول مدى أهمية النباتات الطبية والتداوي بها، وما إذا كانت هناك ضمانات للإقبال على التداوي بالنباتات من قبل التونسيين، علّق الدكتور الشملي بأن «النبتة الطبية تُدرّس حاليا في كلية الصيدلة، وهناك مراجع علمية وعدد من حاملي شهادات الكفاءة المهنية في هذا الاختصاص، والتوجّه نحو التداوي بالنباتات الطبية ونفس الأمر بالنسبة للصيدلاني».
كما أوضح محدثنا أنه وفقا لتصريحات وزير الصحة فإن 40 بالمائة من الشعب الصيني يعتمد على الطب التقليدي، بينما تعتمد تونس نسبة 0 بالمائة، وهو ما دفع إلى التفكير في تنظيم المنتدى، مضيفا بأن انعقاد منتدى الطب الصيني–الإفريقي يتجه نحو تثمين أهمية التداوي بالأعشاب والنباتات، كما سيساهم هذا التوجه في التشجيع على الإقبال على التداوي بالنباتات الطبية، خاصة أن هذا العلم سيخلق حركية اقتصادية كبيرة بالبلاد فضلا عن مواطن الشغل.
وحول مدى توفر الأرضية القانونية للانطلاق فعليا في ذلك، أوضح محدثنا أن «وزارة الصحة جهزت الإطار القانوني منذ فترة، وهناك قوانين تضمن توزيع هذه الوصفات طبقا للحصول على رخصة من وزارة الصحة»، مؤكدا وجود عدد من المصانع المختصة في هذا المجال وذلك لضمان الابتعاد عن التداوي العشوائي والخطير أحيانا.
ومن جهته، قال رئيس هيئة الصيادلة ورئيس الاتحاد الإفريقي للصيادلة مصطفى العروسي، في تصريح لـ»الصباح»، على هامش الأشغال، إن انعقاد مثل هذا المنتدى يمثل فرصة للاستئناس بتجارب جمهورية الصين في المجال الطبي والطب التقليدي، كما أنه يمثل فرصة أيضا لطرح الفرص التي يمكن الاستفادة منها في مجال الأعشاب الطبية.
وقال محدثنا إن الطب التقليدي الذي يرتكز على الأعشاب مازال «محتشما» في تونس، وبالتالي فإن الانفتاح على هذا المجال في الصين والطب التقليدي الصيني مهم جدا، على أمل أن يتم مستقبلا خلق اختصاص الطب الإفريقي في التداوي بالأعشاب عبر الاستئناس بالتجربة الصينية.
وأوضح العروسي أنه بخلاف المغرب العربي فإن تونس تغطي 80 بالمائة من حاجياتها من الدواء، في حين أن بقية دول إفريقيا تغطي فقط بين 4 و5 بالمائة من حاجياتها، وبالتالي فإن العالم الإفريقي يحتاج تونس لتركيز الأدوية خاصة.
وفي إجابة على تساؤل «الصباح» على هامش أشغال المؤتمر حول المجالات الأخرى التي يمكن الاستئناس بها في التعاون مع الصين، قال العروسي: «إن الصين بلد متقدم، والانفتاح على تجاربه يمكن أن يتيح التوسع في العديد من المجالات التي يمكن العمل عليها مستقبلا».
أميرة الدريدي
-عضو اللجنة العلمية للمنتدى: تم الاتفاق على خلق الفيدرالية الإفريقية للتداوي بالنباتات الطبية
-رئيس هيئة الصيادلة: التداوي بالأعشاب «محتشم»... والانفتاح على الصين قد يساهم في تطوير هذا المجال
امتدت أشغال منتدى تونس لتطوير الطب الصيني–الإفريقي على مدى يومين، وبعد الفعاليات العلمية المتنوعة في اليوم الأول، التقى أمس باحثون وخبراء وأطباء من مختلف الدول الإفريقية والصين لعرض أحدث الدراسات في مجالات الطب التقليدي والطب التكميلي.
وقد تم التأكيد على أهمية دعم الشراكات الصحية بين إفريقيا والصين، تلتها مداخلات تناولت تاريخ الطب الصيني ومنهجياته العلاجية ودوره في تعزيز الطب الوقائي. كما عُقدت ورشات عمل تخصصية حول تقنيات الوخز بالإبر، والعلاج بالأعشاب، وتطبيقات الطب الصيني في مكافحة الأمراض المزمنة، مع تبادل خبرات بين المشاركين وإتاحة فضاءات للنقاش العلمي.
وتميّزت أشغال المنتدى بالتركيز على الجوانب التطبيقية وتطوير آفاق التعاون، حيث عُرضت تجارب ميدانية من مؤسسات صحية إفريقية طبّقت ممارسات الطب الصيني ضمن برامجها العلاجية، إضافة إلى مناقشة سبل إدماج الطب التقليدي ضمن السياسات الصحية الوطنية بطريقة علمية وآمنة.
وقد شهد المنتدى لقاءات تشبيك بين الوفود المشاركة بهدف تعزيز مشاريع البحث المشتركة وبرامج التكوين الطبي. واختُتمت الأشغال بإعلان توصيات تركز على تطوير الإطار العلمي والقانوني للطب التقليدي، وتوسيع برامج التبادل الأكاديمي، وتسهيل نقل الخبرات بما يخدم رفاه الشعوب الإفريقية.
وفي هذا السياق قال الصيدلاني المختص في النباتات الطبية بكلية الصيدلة وعضو اللجنة العلمية للمنتدى، الدكتور رشيد الشملي، في تصريحات إعلامية على هامش أشغال المنتدى، إن وزير الصحة مصطفى الفرجاني وخلال زيارته الأخيرة إلى جمهورية الصين لاحظ مكانة النبتة الطبية في الترسانة الصحية للصين، وتم التوجه إلى تثمين هذا التوجّه وإدخاله إلى الكليات التونسية.
وأعلن الدكتور رشيد الشملي أنه بمناسبة انعقاد هذا المنتدى تم الاتفاق على خلق الفيدرالية الإفريقية للتداوي بالنباتات الطبية والتي ستتعاون مع الصين في هذا المجال. وقال في تصريح لـ»الصباح» إن هناك إرادة لتثمين قطاع التداوي بالنباتات الطبيعية والطب التقليدي عموما حتى يصبح متواجدا في الأسواق التونسية والإفريقية بطريقة عقلانية في القطاع الصحي عموما.
وفي إجابة على تساؤل «الصباح» حول مدى أهمية النباتات الطبية والتداوي بها، وما إذا كانت هناك ضمانات للإقبال على التداوي بالنباتات من قبل التونسيين، علّق الدكتور الشملي بأن «النبتة الطبية تُدرّس حاليا في كلية الصيدلة، وهناك مراجع علمية وعدد من حاملي شهادات الكفاءة المهنية في هذا الاختصاص، والتوجّه نحو التداوي بالنباتات الطبية ونفس الأمر بالنسبة للصيدلاني».
كما أوضح محدثنا أنه وفقا لتصريحات وزير الصحة فإن 40 بالمائة من الشعب الصيني يعتمد على الطب التقليدي، بينما تعتمد تونس نسبة 0 بالمائة، وهو ما دفع إلى التفكير في تنظيم المنتدى، مضيفا بأن انعقاد منتدى الطب الصيني–الإفريقي يتجه نحو تثمين أهمية التداوي بالأعشاب والنباتات، كما سيساهم هذا التوجه في التشجيع على الإقبال على التداوي بالنباتات الطبية، خاصة أن هذا العلم سيخلق حركية اقتصادية كبيرة بالبلاد فضلا عن مواطن الشغل.
وحول مدى توفر الأرضية القانونية للانطلاق فعليا في ذلك، أوضح محدثنا أن «وزارة الصحة جهزت الإطار القانوني منذ فترة، وهناك قوانين تضمن توزيع هذه الوصفات طبقا للحصول على رخصة من وزارة الصحة»، مؤكدا وجود عدد من المصانع المختصة في هذا المجال وذلك لضمان الابتعاد عن التداوي العشوائي والخطير أحيانا.
ومن جهته، قال رئيس هيئة الصيادلة ورئيس الاتحاد الإفريقي للصيادلة مصطفى العروسي، في تصريح لـ»الصباح»، على هامش الأشغال، إن انعقاد مثل هذا المنتدى يمثل فرصة للاستئناس بتجارب جمهورية الصين في المجال الطبي والطب التقليدي، كما أنه يمثل فرصة أيضا لطرح الفرص التي يمكن الاستفادة منها في مجال الأعشاب الطبية.
وقال محدثنا إن الطب التقليدي الذي يرتكز على الأعشاب مازال «محتشما» في تونس، وبالتالي فإن الانفتاح على هذا المجال في الصين والطب التقليدي الصيني مهم جدا، على أمل أن يتم مستقبلا خلق اختصاص الطب الإفريقي في التداوي بالأعشاب عبر الاستئناس بالتجربة الصينية.
وأوضح العروسي أنه بخلاف المغرب العربي فإن تونس تغطي 80 بالمائة من حاجياتها من الدواء، في حين أن بقية دول إفريقيا تغطي فقط بين 4 و5 بالمائة من حاجياتها، وبالتالي فإن العالم الإفريقي يحتاج تونس لتركيز الأدوية خاصة.
وفي إجابة على تساؤل «الصباح» على هامش أشغال المؤتمر حول المجالات الأخرى التي يمكن الاستئناس بها في التعاون مع الصين، قال العروسي: «إن الصين بلد متقدم، والانفتاح على تجاربه يمكن أن يتيح التوسع في العديد من المجالات التي يمكن العمل عليها مستقبلا».