إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تساقط الثلوج بمرتفعات عين دراهم وغار الدماء.. حلّة بيضاء ومشاهد ساحرة تنعش الحركة السياحية والمائدة المائية

بعد موجة البرد والانخفاض الحاد في درجات الحرارة في الأيام الأخيرة، شهدت معتمديتا عين دراهم وغار الدماء تساقط كميات هامة من الثلوج، إذ بلغ سمكها يوم أمس حوالي 10 صم، وهرعت منذ الفجر الآلات الكاسحة والماسحة لفتح الطرقات الوطنية والجهوية أمام وسائل النقل (الشاحنات الثقيلة) خاصة لإيصال المؤونة للمخازن وكذلك وسائل التدفئة مثل قوارير الغاز.

وأكد رئيس الفرع الجهوي للتجهيز بعين دراهم عبد السلام مقايدي أنه تم فتح الطريق الوطنية عدد 17 الرابطة بين عين دراهم ومدينة جندوبة عبر فرنانة، وكذلك الطريق الجهوية عدد 11 الرابطة بين عين دراهم وولاية باجة، مشيرًا إلى أن المساعي جارية لفتح بقية الطرقات الفرعية خاصة في أحواز المدينة لتسهيل حركة السير للمترجلين ووسائل النقل.

وفي سياق متصل أوضح رئيس اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بجندوبة الطيب الدريدي لـ«الصباح» أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات لتسيير الحياة الطبيعية بكل من عين دراهم وغار الدماء، وذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات المتدخلة من أسلاك أمنية وحماية مدنية وتجهيز وكذلك مجتمع مدني، مضيفا أنه تمت أيضا دعوة جميع متساكني مدينة عين دراهم والأحواز وخاصة منهم أصحاب السيارات إلى تجنب وضع وسائل النقل على حافة الطريق داخل الأنهج الضيقة والمنعرجات والطريق الرئيسية داخل المدينة، وذلك لتسهيل عمل الآلات الماسحة للثلوج لفك عزلة الأنهج والأحياء الرئيسية والفرعية، وضمانا لسلامة السيارات والشاحنات في صورة نزول كميات هامة من الثلوج.

حركية سياحية

توافدت على مدينة عين دراهم العشرات من الرحلات السياحية من مختلف جهات الجمهورية للاستمتاع بالثلوج التي أضفت جانبا جماليا على سفوح الجبال، والتي امتزج فيها اللون الأبيض بالأخضر، بالإضافة إلى أعالي سفوح المنازل التي يغطيها القرميد الأحمر والمدافئ.

وشهدت دار الشباب والوحدات الفندقية والإقامات الجبلية نسبة امتلاء هامة تجاوزت أكثر من تسعين بالمائة، كما شهدت المطاعم والمقاهي والفضاءات التجارية حركية هامة، فضلا عن الإقبال الكبير على قطاع الصناعات التقليدية.

كما شهدت الحديقة الوطنية بالفائجة من معتمدية غار الدماء ودار الشباب بعين سلطان توافد المئات من الزوار للاستمتاع بتساقط الثلوج.

توفير وسائل التدفئة

وطالب رئيس الاتحاد المحلي للصناعة والتجارة بعين دراهم فريد العرفاوي بضرورة توفير المواد الغذائية ووسائل التدفئة من قوارير غاز وبترول أزرق بكميات إضافية لمجابهة موجة الثلوج وتفادي النقص الذي قد يحصل في ظل لهفة البعض وتعمدهم تخزين هذه المواد، داعيا إلى تكاتف الجهود لإيصال المواد الأساسية إلى سكان الأرياف في أحسن الظروف.

وحول الأوضاع بالعمادات أكد معتمد عين دراهم فوزي الصغيري أنه تم فتح جل المسالك الفلاحية صباح أمس مثل دار فاطمة والتبائنية والخمائرية وغيرها، وذلك لوصول المرضى في ظروف حسنة إلى جانب قضاء الأهالي حاجياتهم، مضيفا أنه تم تعزيز الجهة بآلات إضافية لفتح الطرقات، ولكن تبقى حالة بعض الطرقات والمسالك الفلاحية الضيقة حائلا دون مسحها بالآلات نظرا لضيقها من الجانبين.

وتعطلت الدروس يوم أمس بأغلب المؤسسات التربوية بمعتمدية عين دراهم نظرا لتساقط الثلوج وحماية للتلاميذ من مخاطر التقلبات المناخية بالجهة، إلى جانب حمايتهم من حدوث مكروه – لا قدر الله – خاصة وأن الآلاف منهم يستقلون حافلات النقل المدرسي.

وقد عبّرت مختلف مكونات المجتمع المدني بعين دراهم عن رفضها القاطع لتحويل معتمدية عين دراهم إلى أرض خصبة للمساعدات والإعانات التي أنهكت الجهة تنمويا لأكثر من ستين سنة، وحمّلت المسؤولية إلى الجهات التي تستقبل مثل هذه المساعدات التي لا تغني ولا تسمن من جهة، وأساءت إلى سمعة عين دراهم كقطب سياحي من جهة أخرى. كما حثت الحكومة على توفير المعدات اللازمة لإزالة الثلوج وتوفير المؤونة ووسائل التدفئة بالكميات اللازمة، واستثمار هذا المنتوج في القطاع السياحي حتى تسير الحياة بشكل طبيعي.

تحسن ملحوظ في نسبة التعبئة بالسدود

أكدت كاهية مدير سدود مجردة ورافده سندس الجماعي لـ«الصباح» أن الأمطار الأخيرة ساهمت إلى حد كبير في تحسن ملحوظ بسدود الجهة، مشيرة إلى أن تواصل نزول الأمطار على امتداد اليومين الأخيرين أنعش أيضًا القطاع الفلاحي، مضيفة أن كميات الأمطار ببعض المعتمديات تجاوزت أكثر من خمسين مليمترًا (طبرقة وعين دراهم).

وتحدثت الجماعي عن تحسن نسبة التعبئة ببعض السدود إلى حدود يوم أمس السبت بكل من سد وادي الزرقة وبني مطير، وبلغت نسبة الامتلاء بسد وادي بربرة 55 بالمائة، كما ارتفعت أيضًا نسبة التعبئة ببعض السدود الأخرى مثل سد ملاق (50 بالمائة) وسد بوهرتمة (49 بالمائة). وأضافت بأن الكميات الجملية للأمطار الأخيرة بمختلف سدود الولاية، البالغ عددها 6، ساهمت في تحسن هام في نسبة التعبئة الجملية مقارنة بالسنة الفارطة.

وفي سياق حديثها أشارت الجماعي إلى أهمية هذه الأمطار في إنقاذ الموسم الفلاحي، خاصة بالمناطق السقوية لتجاوز معضلة مياه الري بها والتي أرقت الكثير من الفلاحين، إلى جانب أهمية هذه الأمطار في تحسن مردودية الزراعات الكبرى بولاية جندوبة وإنقاذ التجمعات السكنية من مشكل نقص الماء الصالح للشراب بالمناطق الريفية خلال فصل الصيف.

كما أكدت الجماعي أيضا على أهمية تساقط الثلوج بمرتفعات الولاية والتي تساهم أيضا في تحسن نسبة التعبئة أثناء ذوبانها.

تركيز منظومة الإنذار المبكر

أشرف والي جندوبة الطيب الدريدي بمقر الولاية مع نهاية هذا الأسبوع على انعقاد اللجنة الوطنية الفنية لتدارس إمكانية تركيز منظومة الإنذار المبكر للتوقي والتهيؤ والاستعداد لمجابهة الكوارث الطبيعية بولاية جندوبة، وتحديدا بمعتمدية غار الدماء، وذلك بحضور أعضاء اللجنة الوطنية لأنظمة الإنذار المبكر، وأعضاء اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة، وممثلين عن مكتب دراسات فرنسي.

وخصصت الجلسة لمزيد تدارس إمكانية تركيز منظومة الإنذار المبكر بمعتمدية غار الدماء التي تم اختيارها ضمن المواقع النموذجية. كما تم خلال الجلسة التعريف بهذه المنظومة ودراسة الطريقة المثلى لتحليل الأخطار ومجابهة الكوارث الطبيعية بالبلاد التونسية مع مكتب دراسات فرنسي، وتخللت الجلسة زيارة ميدانية لمعتمدية غار الدماء وفرقة الحماية المدنية بالجهة لتحديد مكان تركيز قاعة التصرف في الأزمات.

◗ عمار مويهبي

تساقط الثلوج بمرتفعات عين دراهم وغار الدماء..     حلّة بيضاء ومشاهد ساحرة تنعش الحركة السياحية والمائدة المائية

بعد موجة البرد والانخفاض الحاد في درجات الحرارة في الأيام الأخيرة، شهدت معتمديتا عين دراهم وغار الدماء تساقط كميات هامة من الثلوج، إذ بلغ سمكها يوم أمس حوالي 10 صم، وهرعت منذ الفجر الآلات الكاسحة والماسحة لفتح الطرقات الوطنية والجهوية أمام وسائل النقل (الشاحنات الثقيلة) خاصة لإيصال المؤونة للمخازن وكذلك وسائل التدفئة مثل قوارير الغاز.

وأكد رئيس الفرع الجهوي للتجهيز بعين دراهم عبد السلام مقايدي أنه تم فتح الطريق الوطنية عدد 17 الرابطة بين عين دراهم ومدينة جندوبة عبر فرنانة، وكذلك الطريق الجهوية عدد 11 الرابطة بين عين دراهم وولاية باجة، مشيرًا إلى أن المساعي جارية لفتح بقية الطرقات الفرعية خاصة في أحواز المدينة لتسهيل حركة السير للمترجلين ووسائل النقل.

وفي سياق متصل أوضح رئيس اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة بجندوبة الطيب الدريدي لـ«الصباح» أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات لتسيير الحياة الطبيعية بكل من عين دراهم وغار الدماء، وذلك بالتنسيق مع مختلف الجهات المتدخلة من أسلاك أمنية وحماية مدنية وتجهيز وكذلك مجتمع مدني، مضيفا أنه تمت أيضا دعوة جميع متساكني مدينة عين دراهم والأحواز وخاصة منهم أصحاب السيارات إلى تجنب وضع وسائل النقل على حافة الطريق داخل الأنهج الضيقة والمنعرجات والطريق الرئيسية داخل المدينة، وذلك لتسهيل عمل الآلات الماسحة للثلوج لفك عزلة الأنهج والأحياء الرئيسية والفرعية، وضمانا لسلامة السيارات والشاحنات في صورة نزول كميات هامة من الثلوج.

حركية سياحية

توافدت على مدينة عين دراهم العشرات من الرحلات السياحية من مختلف جهات الجمهورية للاستمتاع بالثلوج التي أضفت جانبا جماليا على سفوح الجبال، والتي امتزج فيها اللون الأبيض بالأخضر، بالإضافة إلى أعالي سفوح المنازل التي يغطيها القرميد الأحمر والمدافئ.

وشهدت دار الشباب والوحدات الفندقية والإقامات الجبلية نسبة امتلاء هامة تجاوزت أكثر من تسعين بالمائة، كما شهدت المطاعم والمقاهي والفضاءات التجارية حركية هامة، فضلا عن الإقبال الكبير على قطاع الصناعات التقليدية.

كما شهدت الحديقة الوطنية بالفائجة من معتمدية غار الدماء ودار الشباب بعين سلطان توافد المئات من الزوار للاستمتاع بتساقط الثلوج.

توفير وسائل التدفئة

وطالب رئيس الاتحاد المحلي للصناعة والتجارة بعين دراهم فريد العرفاوي بضرورة توفير المواد الغذائية ووسائل التدفئة من قوارير غاز وبترول أزرق بكميات إضافية لمجابهة موجة الثلوج وتفادي النقص الذي قد يحصل في ظل لهفة البعض وتعمدهم تخزين هذه المواد، داعيا إلى تكاتف الجهود لإيصال المواد الأساسية إلى سكان الأرياف في أحسن الظروف.

وحول الأوضاع بالعمادات أكد معتمد عين دراهم فوزي الصغيري أنه تم فتح جل المسالك الفلاحية صباح أمس مثل دار فاطمة والتبائنية والخمائرية وغيرها، وذلك لوصول المرضى في ظروف حسنة إلى جانب قضاء الأهالي حاجياتهم، مضيفا أنه تم تعزيز الجهة بآلات إضافية لفتح الطرقات، ولكن تبقى حالة بعض الطرقات والمسالك الفلاحية الضيقة حائلا دون مسحها بالآلات نظرا لضيقها من الجانبين.

وتعطلت الدروس يوم أمس بأغلب المؤسسات التربوية بمعتمدية عين دراهم نظرا لتساقط الثلوج وحماية للتلاميذ من مخاطر التقلبات المناخية بالجهة، إلى جانب حمايتهم من حدوث مكروه – لا قدر الله – خاصة وأن الآلاف منهم يستقلون حافلات النقل المدرسي.

وقد عبّرت مختلف مكونات المجتمع المدني بعين دراهم عن رفضها القاطع لتحويل معتمدية عين دراهم إلى أرض خصبة للمساعدات والإعانات التي أنهكت الجهة تنمويا لأكثر من ستين سنة، وحمّلت المسؤولية إلى الجهات التي تستقبل مثل هذه المساعدات التي لا تغني ولا تسمن من جهة، وأساءت إلى سمعة عين دراهم كقطب سياحي من جهة أخرى. كما حثت الحكومة على توفير المعدات اللازمة لإزالة الثلوج وتوفير المؤونة ووسائل التدفئة بالكميات اللازمة، واستثمار هذا المنتوج في القطاع السياحي حتى تسير الحياة بشكل طبيعي.

تحسن ملحوظ في نسبة التعبئة بالسدود

أكدت كاهية مدير سدود مجردة ورافده سندس الجماعي لـ«الصباح» أن الأمطار الأخيرة ساهمت إلى حد كبير في تحسن ملحوظ بسدود الجهة، مشيرة إلى أن تواصل نزول الأمطار على امتداد اليومين الأخيرين أنعش أيضًا القطاع الفلاحي، مضيفة أن كميات الأمطار ببعض المعتمديات تجاوزت أكثر من خمسين مليمترًا (طبرقة وعين دراهم).

وتحدثت الجماعي عن تحسن نسبة التعبئة ببعض السدود إلى حدود يوم أمس السبت بكل من سد وادي الزرقة وبني مطير، وبلغت نسبة الامتلاء بسد وادي بربرة 55 بالمائة، كما ارتفعت أيضًا نسبة التعبئة ببعض السدود الأخرى مثل سد ملاق (50 بالمائة) وسد بوهرتمة (49 بالمائة). وأضافت بأن الكميات الجملية للأمطار الأخيرة بمختلف سدود الولاية، البالغ عددها 6، ساهمت في تحسن هام في نسبة التعبئة الجملية مقارنة بالسنة الفارطة.

وفي سياق حديثها أشارت الجماعي إلى أهمية هذه الأمطار في إنقاذ الموسم الفلاحي، خاصة بالمناطق السقوية لتجاوز معضلة مياه الري بها والتي أرقت الكثير من الفلاحين، إلى جانب أهمية هذه الأمطار في تحسن مردودية الزراعات الكبرى بولاية جندوبة وإنقاذ التجمعات السكنية من مشكل نقص الماء الصالح للشراب بالمناطق الريفية خلال فصل الصيف.

كما أكدت الجماعي أيضا على أهمية تساقط الثلوج بمرتفعات الولاية والتي تساهم أيضا في تحسن نسبة التعبئة أثناء ذوبانها.

تركيز منظومة الإنذار المبكر

أشرف والي جندوبة الطيب الدريدي بمقر الولاية مع نهاية هذا الأسبوع على انعقاد اللجنة الوطنية الفنية لتدارس إمكانية تركيز منظومة الإنذار المبكر للتوقي والتهيؤ والاستعداد لمجابهة الكوارث الطبيعية بولاية جندوبة، وتحديدا بمعتمدية غار الدماء، وذلك بحضور أعضاء اللجنة الوطنية لأنظمة الإنذار المبكر، وأعضاء اللجنة الجهوية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة، وممثلين عن مكتب دراسات فرنسي.

وخصصت الجلسة لمزيد تدارس إمكانية تركيز منظومة الإنذار المبكر بمعتمدية غار الدماء التي تم اختيارها ضمن المواقع النموذجية. كما تم خلال الجلسة التعريف بهذه المنظومة ودراسة الطريقة المثلى لتحليل الأخطار ومجابهة الكوارث الطبيعية بالبلاد التونسية مع مكتب دراسات فرنسي، وتخللت الجلسة زيارة ميدانية لمعتمدية غار الدماء وفرقة الحماية المدنية بالجهة لتحديد مكان تركيز قاعة التصرف في الأزمات.

◗ عمار مويهبي