-رئيس مصلحة الإعلام بالسفارة الفرنسية بتونس ليوبولد ستيفانيني لـ«الصباح»: الذكاء الاصطناعي يكتسي أهمية بالغة في دول البحر الأبيض المتوسط، خاصة في تونس التي لديها نظام مميز للمؤسسات الناشئة
أورد رئيس مصلحة الإعلام بالسفارة الفرنسية بتونس، ليوبولد ستيفانيني، لـ«الصباح» أن الدورة الثانية للمنتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي حضرها أكثر من 3 آلاف مشارك، يمثلون شركات ناشئة وشركات كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، وحاضنات أعمال، ومستثمرون وبنوك تنمية، وباحثون، ومنظمات دولية، وصانعو سياسات عامة. فيما فاق عدد الشركات التي شاركت في هذه التظاهرة 130 شركة، نصفهم مؤسسات ناشئة. كما سجلت أغلب الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط مشاركتها في هذا المنتدى.
وأكد ليوبولد ستيفانيني، خلال حضوره فعاليات الدورة الثانية للمنتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي (FMIA)، التي احتضنتها العاصمة تونس يومي 20 و21 نوفمبر، بالتعاون بين وزارة تكنولوجيات الاتصال التونسية ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، أن الذكاء الاصطناعي يكتسي أهمية بالغة في دول البحر الأبيض المتوسط، خاصة في تونس التي لديها نظام مميز للمؤسسات الناشئة، مع وجود عدد كبير من الطلبة والباحثين الفاعلين في مجال الذكاء الاصطناعي والمُهتمين به، والذين يُزاولون تعليمهم الأكاديمي خاصة في الأقطاب التكنولوجية المختلفة في بلادنا. إضافة إلى توفر كفاءات ذات مهارات عالية، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي في دول حوض البحر الأبيض المتوسط يرتبط عموما بالشباب، إلى جانب أن الطاقة الشمسية، خاصة في بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط، من شأنها أن تكون عاملا مساعدا لتقدم مشاريع الذكاء الاصطناعي.
ويتطلب تطوير مجالات الذكاء الاصطناعي عالية الجودة، إحداث محطات طاقة شمسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تكون لديها القدرة الكافية على تشغيل مجموعات من الحواسيب العملاقة، مما يُحفّز مثل هذه الاستثمارات الواعدة.
أكثر من 20 حلقة نقاش
وقال رئيس مصلحة الإعلام بالسفارة الفرنسية بتونس إن المنتدى يتمحور حول «ما هي الحلول التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي لمجابهة التحديات الراهنة لبلدان البحر الأبيض المتوسط؟» خاصة في ما يتعلق بالتحديات الصحية والبيئية والثقافية، إضافة إلى تحديات في مجال العمل والترجمة وغيرها من الصعوبات، مبينا أنه يمكن تجاوز هذه التحديات بفضل الذكاء الاصطناعي.
وبخصوص فعاليات المنتدى، أوضح أنها تضم أكثر من 20 حلقة نقاش يؤمنها ما يزيد عن 100 متحدث، علاوة على ملتقيات وندوات.
إطلاق صندوق بقيمة 2 مليون يورو
وفي سياق متصل، ذكر رئيس مصلحة الإعلام بالسفارة الفرنسية أنه خلال فعاليات المنتدى تم إطلاق صندوق بقيمة 2 مليون يورو ستستفيد منه عدد من الدول من بينها تونس، وهي مصر والمغرب ولبنان والجزائر وتونس، من أجل مرافقة ودعم الباعثين الجدد والشركات والباحثين لإرساء مشاريع في الذكاء الاصطناعي.
انطلاق تنفيذ استراتيجية تونس في الذكاء الاصطناعي
وكان وزير تكنولوجيات الاتصال، سفيان الهميسي، قد أفاد يوم الخميس خلال افتتاح منتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي في دورته الثانية أن التحولات العميقة التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في سوق العمل تستوجب وقفة مسؤولة في ظل عدة مهن مهددة بالاندثار والتحول وظهور أخرى جديدة بوتيرة متسارعة، مُشيرا إلى أن بلادنا قد انطلقت في تنفيذ إستراتيجيتها في الذكاء الاصطناعي للفترة 2026/2030 وتشمل 5 محاور.
نقلة في العلاقات بين دول شمال وجنوب المتوسط
ويمثل هذا المنتدى نقلة نوعية في العلاقات بين دول شمال وجنوب المتوسط، حيث يُشكل جسرا رقميا للربط بين الضفتين وتشبيك العلاقات في مجال الذكاء الاصطناعي وتبادل الخبرات والتجارب حوله، ولإرساء تفاعل فعلي وناجع بين منظومات الابتكار في المحيط المتوسطي، وفتح المجال أمام مزيد التعمق بسلاسة في أبرز الإشكاليات والعوائق التي تحول دون تطور هذه المنظومة إيجابيًا في دول البحر الأبيض المتوسط.
وتم على هامش المنتدى عقد لقاءات ثنائية (B2B) بين المشاركين، علاوة على تنظيم معرض لأهم وأحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي من إنتاج شركات ناشئة، وهو معرض من شأنه أن يساهم بقوة في تنمية آليات التسويق خاصة لدى الباعثين الشبان وأصحاب المؤسسات الناشئة وتحفيزهم على مزيد الابتكار والتجديد والمساهمة في التصنيع والإنتاج وفي التحول التكنولوجي.
الحاجة إلى رسم ملامح مشتركة لمستقبل الذكاء الاصطناعي
وتحتاج دول البحر الأبيض المتوسط إلى رسم ملامح مشتركة لمستقبل الذكاء الاصطناعي بالتوازي مع توجيه سياسات دقيقة لهذه التقنية حتى يتم الاستفادة منها بشكل أمثل، خاصة في الشأن الاقتصادي، وبعيدا عن سلبياته، بما أن المؤسسات الصناعية أساسًا باتت مطالبة باعتماد الذكاء الاصطناعي لتحسين إنتاجيتها وقدرتها التنافسية.
وتسير منطقة البحر الأبيض المتوسط نحو أن تصبح سوقا ضخمة من حيث الذكاء الاصطناعي، ورائدة على المستوى العالمي في هذا المجال لتتمكن من المنافسة على المستوى الدولي في ظل توسع مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي، وثبات نجاحه في تقديم حلول مبتكرة، مع وجود آفاق كبيرة لمزيد توسعه في الفترة القادمة.
جدير بالذكر أن الدورة الأولى من المنتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي (FMIA) قد احتضنتها مدينة مرسيليا الفرنسية العام الفائت 2024.
ولطالما مثلت تونس ملتقى للعديد من التظاهرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث تشهد الفترة الأخيرة انعقاد العديد من المنتديات الدولية البارزة، على غرار الدورة الأولى من GLOBAL AI CONGRESS AFRICA « مؤتمر الذكاء الاصطناعي GAICA» التي انتظمت من 17 إلى 19 نوفمبر، ومن المنتظر عقد «قمة الذكاء الاصطناعي نحو المستقبل من مجتمع المعلومات إلى مجتمع الذكاء» من 30 نوفمبر إلى 4 ديسمبر، وتنظمها وزارة تكنولوجيات الاتصال والمنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، من أجل توهج أكبر لتونس على المستوى الدولي والإقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويُترجم هذا الزخم بمساعي تونس للاندماج في محيطها المتوسطي والإفريقي والعربي تحديدًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وجعله أحد أكثر المجالات للتعاون والبحث عن حلول لجملة من الإشكاليات، ليكون قاطرة للتقدم التكنولوجي والرقمي والصناعي على حد سواء.
درصاف اللموشي
-رئيس مصلحة الإعلام بالسفارة الفرنسية بتونس ليوبولد ستيفانيني لـ«الصباح»: الذكاء الاصطناعي يكتسي أهمية بالغة في دول البحر الأبيض المتوسط، خاصة في تونس التي لديها نظام مميز للمؤسسات الناشئة
أورد رئيس مصلحة الإعلام بالسفارة الفرنسية بتونس، ليوبولد ستيفانيني، لـ«الصباح» أن الدورة الثانية للمنتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي حضرها أكثر من 3 آلاف مشارك، يمثلون شركات ناشئة وشركات كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، وحاضنات أعمال، ومستثمرون وبنوك تنمية، وباحثون، ومنظمات دولية، وصانعو سياسات عامة. فيما فاق عدد الشركات التي شاركت في هذه التظاهرة 130 شركة، نصفهم مؤسسات ناشئة. كما سجلت أغلب الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط مشاركتها في هذا المنتدى.
وأكد ليوبولد ستيفانيني، خلال حضوره فعاليات الدورة الثانية للمنتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي (FMIA)، التي احتضنتها العاصمة تونس يومي 20 و21 نوفمبر، بالتعاون بين وزارة تكنولوجيات الاتصال التونسية ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، أن الذكاء الاصطناعي يكتسي أهمية بالغة في دول البحر الأبيض المتوسط، خاصة في تونس التي لديها نظام مميز للمؤسسات الناشئة، مع وجود عدد كبير من الطلبة والباحثين الفاعلين في مجال الذكاء الاصطناعي والمُهتمين به، والذين يُزاولون تعليمهم الأكاديمي خاصة في الأقطاب التكنولوجية المختلفة في بلادنا. إضافة إلى توفر كفاءات ذات مهارات عالية، مشيرا إلى أن الذكاء الاصطناعي في دول حوض البحر الأبيض المتوسط يرتبط عموما بالشباب، إلى جانب أن الطاقة الشمسية، خاصة في بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط، من شأنها أن تكون عاملا مساعدا لتقدم مشاريع الذكاء الاصطناعي.
ويتطلب تطوير مجالات الذكاء الاصطناعي عالية الجودة، إحداث محطات طاقة شمسية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تكون لديها القدرة الكافية على تشغيل مجموعات من الحواسيب العملاقة، مما يُحفّز مثل هذه الاستثمارات الواعدة.
أكثر من 20 حلقة نقاش
وقال رئيس مصلحة الإعلام بالسفارة الفرنسية بتونس إن المنتدى يتمحور حول «ما هي الحلول التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي لمجابهة التحديات الراهنة لبلدان البحر الأبيض المتوسط؟» خاصة في ما يتعلق بالتحديات الصحية والبيئية والثقافية، إضافة إلى تحديات في مجال العمل والترجمة وغيرها من الصعوبات، مبينا أنه يمكن تجاوز هذه التحديات بفضل الذكاء الاصطناعي.
وبخصوص فعاليات المنتدى، أوضح أنها تضم أكثر من 20 حلقة نقاش يؤمنها ما يزيد عن 100 متحدث، علاوة على ملتقيات وندوات.
إطلاق صندوق بقيمة 2 مليون يورو
وفي سياق متصل، ذكر رئيس مصلحة الإعلام بالسفارة الفرنسية أنه خلال فعاليات المنتدى تم إطلاق صندوق بقيمة 2 مليون يورو ستستفيد منه عدد من الدول من بينها تونس، وهي مصر والمغرب ولبنان والجزائر وتونس، من أجل مرافقة ودعم الباعثين الجدد والشركات والباحثين لإرساء مشاريع في الذكاء الاصطناعي.
انطلاق تنفيذ استراتيجية تونس في الذكاء الاصطناعي
وكان وزير تكنولوجيات الاتصال، سفيان الهميسي، قد أفاد يوم الخميس خلال افتتاح منتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي في دورته الثانية أن التحولات العميقة التي يحدثها الذكاء الاصطناعي في سوق العمل تستوجب وقفة مسؤولة في ظل عدة مهن مهددة بالاندثار والتحول وظهور أخرى جديدة بوتيرة متسارعة، مُشيرا إلى أن بلادنا قد انطلقت في تنفيذ إستراتيجيتها في الذكاء الاصطناعي للفترة 2026/2030 وتشمل 5 محاور.
نقلة في العلاقات بين دول شمال وجنوب المتوسط
ويمثل هذا المنتدى نقلة نوعية في العلاقات بين دول شمال وجنوب المتوسط، حيث يُشكل جسرا رقميا للربط بين الضفتين وتشبيك العلاقات في مجال الذكاء الاصطناعي وتبادل الخبرات والتجارب حوله، ولإرساء تفاعل فعلي وناجع بين منظومات الابتكار في المحيط المتوسطي، وفتح المجال أمام مزيد التعمق بسلاسة في أبرز الإشكاليات والعوائق التي تحول دون تطور هذه المنظومة إيجابيًا في دول البحر الأبيض المتوسط.
وتم على هامش المنتدى عقد لقاءات ثنائية (B2B) بين المشاركين، علاوة على تنظيم معرض لأهم وأحدث الابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي من إنتاج شركات ناشئة، وهو معرض من شأنه أن يساهم بقوة في تنمية آليات التسويق خاصة لدى الباعثين الشبان وأصحاب المؤسسات الناشئة وتحفيزهم على مزيد الابتكار والتجديد والمساهمة في التصنيع والإنتاج وفي التحول التكنولوجي.
الحاجة إلى رسم ملامح مشتركة لمستقبل الذكاء الاصطناعي
وتحتاج دول البحر الأبيض المتوسط إلى رسم ملامح مشتركة لمستقبل الذكاء الاصطناعي بالتوازي مع توجيه سياسات دقيقة لهذه التقنية حتى يتم الاستفادة منها بشكل أمثل، خاصة في الشأن الاقتصادي، وبعيدا عن سلبياته، بما أن المؤسسات الصناعية أساسًا باتت مطالبة باعتماد الذكاء الاصطناعي لتحسين إنتاجيتها وقدرتها التنافسية.
وتسير منطقة البحر الأبيض المتوسط نحو أن تصبح سوقا ضخمة من حيث الذكاء الاصطناعي، ورائدة على المستوى العالمي في هذا المجال لتتمكن من المنافسة على المستوى الدولي في ظل توسع مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي، وثبات نجاحه في تقديم حلول مبتكرة، مع وجود آفاق كبيرة لمزيد توسعه في الفترة القادمة.
جدير بالذكر أن الدورة الأولى من المنتدى المتوسطي للذكاء الاصطناعي (FMIA) قد احتضنتها مدينة مرسيليا الفرنسية العام الفائت 2024.
ولطالما مثلت تونس ملتقى للعديد من التظاهرات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، حيث تشهد الفترة الأخيرة انعقاد العديد من المنتديات الدولية البارزة، على غرار الدورة الأولى من GLOBAL AI CONGRESS AFRICA « مؤتمر الذكاء الاصطناعي GAICA» التي انتظمت من 17 إلى 19 نوفمبر، ومن المنتظر عقد «قمة الذكاء الاصطناعي نحو المستقبل من مجتمع المعلومات إلى مجتمع الذكاء» من 30 نوفمبر إلى 4 ديسمبر، وتنظمها وزارة تكنولوجيات الاتصال والمنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات، من أجل توهج أكبر لتونس على المستوى الدولي والإقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي.
ويُترجم هذا الزخم بمساعي تونس للاندماج في محيطها المتوسطي والإفريقي والعربي تحديدًا في مجال الذكاء الاصطناعي، وجعله أحد أكثر المجالات للتعاون والبحث عن حلول لجملة من الإشكاليات، ليكون قاطرة للتقدم التكنولوجي والرقمي والصناعي على حد سواء.