إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

الممثل لزهاري السباعي لــ«الصباح»: حان الوقت لإعادة النظر في تكريم المبدعين في التظاهرات الكبرى

-من الضروري العمل اليوم على تطوير أيام قرطاج المسرحية وتجاوز الطريقة التقليدية في التنظيم

-أجد متعة في تجسيد ما أعيشه وألمسه في الواقع في الدراما التلفزيونية

-ما تعرضه القنوات التلفزيونية الخاصة بتونس في الدراما لا يشبه الواقع الذي نعيشه في بلادنا

-منتج مسلسل «وادي الباي» تنكر لي ولم يُسلمني مستحقاتي المالية إلى الآن

اختارت الدورة السادسة والعشرون لأيام قرطاج المسرحية، التي تنطلق غدًا السبت 22 نوفمبر، الاحتفال وتكريم مجموعة من الذين كانت بصمتهم واضحة وجلية في المدونة الإبداعية التونسية مسرحًا ودراما تلفزيونية... ولزهاري السباعي واحد منهم. هذا المبدع البعيد عن الأضواء يعد أحد فرسان التمثيل في تونس، وقد برز وعلى امتداد أكثر من خمسين سنة بحضوره الركحي الذي ظلّ ثابتًا ومضيئًا، يفرض نفسه عبر تعابير وجهه الغنية، نبرات صوته القوية، وقدرته الفريدة على تجسيد الشخصيات بعمق ونَفَس كوميدي يحفره عبر تفاصيل وجهه وحركاته. في لقاء مع «الصباح» تحدث الممثل لزهاري السباعي عن تكريمه في الدورة السادسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية بالقول: «لا أخفي سرًا إذا قلت إن هذا التكريم أعتبره عاديًا بالنسبة لي، وهذا لا يمنعني من توجيه تحية للصديق ورفيق الدرب في المسرح محمد منير العرقي مدير الأيام على هذه اللفتة».

*لماذا هذا الموقف من التكريم؟

- إن الأهم بالنسبة لي قبل التكريم يكمن في وقفة حازمة من أجل أن يعود لأيام قرطاج المسرحية توهجها وخصوصياتها التي تأسست من أجلها منذ ثمانينات القرن الماضي... الأهم بالنسبة لي مزيد العناية بالممثلين داخل البلاد، كما أنه حان الوقت لتطوير الأيام والقطع مع الأساليب التي أصبحت بالية في التنظيم... حان الوقت لابتكار أساليب جديدة في برنامج الأيام وإعادة النظر في التكريم الذي عليه التخلص من الاكتفاء بمنح المكرمين شهائد ورمز المهرجان، إلى تخصيص منح مالية هامة لهم اعترافًا وتقديرًا لما قدموه من جليل الأعمال للمسرح بصفة عامة.

*إنه الإحساس بالغبن أليس كذلك؟

- ليس إحساسًا بالغبن، بل إنها الحقيقة التي يجب الإصداع بها في هذا الزمن... لقد تغيرت الاهتمامات وتنوعت التوجهات على أكثر من صعيد، لذا فإن المهرجانات عليها مواكبة كل المتغيرات التي يفرضها التطور.

*أنت تطالب بتخصيص منح مالية للمكرمين؟

- نعم، وهذا يدخل في إطار تطوير التكريم الذي يجب أن يتجاوز مفهومه المتعارف عليه منذ ثمانينات القرن الماضي.

*بدأت مسيرتك المسرحية في فرقة الكاف للمسرح المحترف... ماذا تحتفظ الذاكرة بخصوص هذه الفترة؟

- لا مجال للإنكار أن الراحل المنصف السويسي، وهو المؤسس لفرقة الكاف القارة للمسرح في ستينات القرن الماضي، كان وراء اكتشاف عدد من الممثلين الذين أصبحوا نجومًا. وقد تميزت فرقة الكاف للمسرح في تلك الفترة بإنتاج عدد من الأعمال الخالدة، ومن أشهرها «الهاني بودربالة»، و»رشمون»، و»الحلاج»، و»ثورة الزنج»، و»عطشان يا صبايا»، وكان لي شرف المشاركة في هذه الأعمال التي هي مصدر فخري واعتزازي بالانتساب إلى المسرح.

*لم تظفر ببطولة أيّ عمل شاركت فيه؟

- لا أبحث عن دور البطولة بقدر حرصي على النجاح وتقديم الإضافة في أيّ عمل أشارك فيه، وهذا ينطبق على تجربتي في المسرح ثم في الأعمال التلفزيونية التي شاركت فيها.

*برزت بشكل لافت في أكثر من عمل درامي... أيّ سر في ذلك؟

- أتعامل بجدية وتلقائية مع كل دور يُسند لي في التلفزة. غايتي الأساسية وهدفي الرئيسي النجاح وإقناع المتلقي، والحرص على أن أكون طرفًا رئيسيًا في نجاح العمل.

  إني فخور بمشاركاتي في الأعمال التلفزيونية التي لم أبخل فيها بجهدي، ومنها: «فجّ الرمل» (1995)، و«دعبل أخو دهبل» (1995)، و«ريح الفرنان» (1997)، و«عشقة وحكايات» (1998)، و«منامة عروسية» (2000)، و«الريحانة» (2001)، و«عطر الغضب» (2002)، و«قمرة سيدي المحروس» (2003)، و«دروب المواجهة» (2003)، و«شرع الحب» (2005)، و«عودة المنيار» (2005)، و«نواصي وعتب» (2006)، و«الليالي البيض» (2007)، و«وردة وكتاب» (2016).

* برزت بشكل لافت في أعمالك بتجسيد دور الفلاح والريفي البسيط... ألا ترى أنك «سجنت» نفسك في نوعية من الأدوار التي قلّصت شهرتك؟

- أعيش حياة الفلاح الذي يرتبط بالأرض، حيث أجد متعة في تجسيد ما أعيشه في الواقع في الدراما التلفزيونية... لا أرى في ذلك «سجنًا» في أدوار معينة، بل أرى فيه صدقًا وتلقائية.

* هل حدث أن ناقشت المخرج في دور يتم تكليفك به؟

- لست من الذين يناقشون الأدوار مع المخرج، على اعتبار أن ما يهمني هو الوضوح وما يمكن أن يقدمه الدور الذي يتم تكليفي به من إضافة للعمل التلفزيوني.

*يعود آخر ظهور لك في الدراما التلفزيونية إلى رمضان 2023 من خلال مسلسل «وادي الباي». هل هذا غياب أم تغييب؟

- لست من الذين يطرقون الأبواب للحصول على دور، وأنا على ذمة أي مخرج يتصل بي، رغم أنني أعيش منذ سنتين تجربة مريرة بعد المشاركة في مسلسل «وادي الباي».

* كيف ذلك؟

- ما يؤلم أنني إلى حد الآن مازلت لم أتسلم مستحقاتي بعد المشاركة في مسلسل «وادي الباي»... منتج العمل، الذي لم أتوقف عن الاتصال به لأجل التسوية وتسليمي ما تخلّد بذمته من مستحقاتي المالية، قابل كل ذلك بالتسويف والمماطلة إلى درجة أنه أصبح اليوم لا يردّ على اتصالاتي الهاتفية... وأنا لن أتوقف عن المطالبة بحقوقي المالية مهما طالت المدة في ذلك.

*  كيف تقرأ الإنتاجات الدرامية التي تنتجها القنوات التلفزيونية التونسية الخاصة كل رمضان؟

- أكتفي بالقول: ما تقدمه القنوات التلفزيونية التونسية الخاصة كل رمضان لا يشبه الواقع التونسي.

 *رمضان 2026 على الأبواب... هل سنشاهدك في عمل درامي فيه؟

- الأمر ليس بيدي في ذلك.

حوار محسن بن أحمد

الممثل لزهاري السباعي لــ«الصباح»: حان الوقت لإعادة النظر في تكريم المبدعين في التظاهرات الكبرى

-من الضروري العمل اليوم على تطوير أيام قرطاج المسرحية وتجاوز الطريقة التقليدية في التنظيم

-أجد متعة في تجسيد ما أعيشه وألمسه في الواقع في الدراما التلفزيونية

-ما تعرضه القنوات التلفزيونية الخاصة بتونس في الدراما لا يشبه الواقع الذي نعيشه في بلادنا

-منتج مسلسل «وادي الباي» تنكر لي ولم يُسلمني مستحقاتي المالية إلى الآن

اختارت الدورة السادسة والعشرون لأيام قرطاج المسرحية، التي تنطلق غدًا السبت 22 نوفمبر، الاحتفال وتكريم مجموعة من الذين كانت بصمتهم واضحة وجلية في المدونة الإبداعية التونسية مسرحًا ودراما تلفزيونية... ولزهاري السباعي واحد منهم. هذا المبدع البعيد عن الأضواء يعد أحد فرسان التمثيل في تونس، وقد برز وعلى امتداد أكثر من خمسين سنة بحضوره الركحي الذي ظلّ ثابتًا ومضيئًا، يفرض نفسه عبر تعابير وجهه الغنية، نبرات صوته القوية، وقدرته الفريدة على تجسيد الشخصيات بعمق ونَفَس كوميدي يحفره عبر تفاصيل وجهه وحركاته. في لقاء مع «الصباح» تحدث الممثل لزهاري السباعي عن تكريمه في الدورة السادسة والعشرين لأيام قرطاج المسرحية بالقول: «لا أخفي سرًا إذا قلت إن هذا التكريم أعتبره عاديًا بالنسبة لي، وهذا لا يمنعني من توجيه تحية للصديق ورفيق الدرب في المسرح محمد منير العرقي مدير الأيام على هذه اللفتة».

*لماذا هذا الموقف من التكريم؟

- إن الأهم بالنسبة لي قبل التكريم يكمن في وقفة حازمة من أجل أن يعود لأيام قرطاج المسرحية توهجها وخصوصياتها التي تأسست من أجلها منذ ثمانينات القرن الماضي... الأهم بالنسبة لي مزيد العناية بالممثلين داخل البلاد، كما أنه حان الوقت لتطوير الأيام والقطع مع الأساليب التي أصبحت بالية في التنظيم... حان الوقت لابتكار أساليب جديدة في برنامج الأيام وإعادة النظر في التكريم الذي عليه التخلص من الاكتفاء بمنح المكرمين شهائد ورمز المهرجان، إلى تخصيص منح مالية هامة لهم اعترافًا وتقديرًا لما قدموه من جليل الأعمال للمسرح بصفة عامة.

*إنه الإحساس بالغبن أليس كذلك؟

- ليس إحساسًا بالغبن، بل إنها الحقيقة التي يجب الإصداع بها في هذا الزمن... لقد تغيرت الاهتمامات وتنوعت التوجهات على أكثر من صعيد، لذا فإن المهرجانات عليها مواكبة كل المتغيرات التي يفرضها التطور.

*أنت تطالب بتخصيص منح مالية للمكرمين؟

- نعم، وهذا يدخل في إطار تطوير التكريم الذي يجب أن يتجاوز مفهومه المتعارف عليه منذ ثمانينات القرن الماضي.

*بدأت مسيرتك المسرحية في فرقة الكاف للمسرح المحترف... ماذا تحتفظ الذاكرة بخصوص هذه الفترة؟

- لا مجال للإنكار أن الراحل المنصف السويسي، وهو المؤسس لفرقة الكاف القارة للمسرح في ستينات القرن الماضي، كان وراء اكتشاف عدد من الممثلين الذين أصبحوا نجومًا. وقد تميزت فرقة الكاف للمسرح في تلك الفترة بإنتاج عدد من الأعمال الخالدة، ومن أشهرها «الهاني بودربالة»، و»رشمون»، و»الحلاج»، و»ثورة الزنج»، و»عطشان يا صبايا»، وكان لي شرف المشاركة في هذه الأعمال التي هي مصدر فخري واعتزازي بالانتساب إلى المسرح.

*لم تظفر ببطولة أيّ عمل شاركت فيه؟

- لا أبحث عن دور البطولة بقدر حرصي على النجاح وتقديم الإضافة في أيّ عمل أشارك فيه، وهذا ينطبق على تجربتي في المسرح ثم في الأعمال التلفزيونية التي شاركت فيها.

*برزت بشكل لافت في أكثر من عمل درامي... أيّ سر في ذلك؟

- أتعامل بجدية وتلقائية مع كل دور يُسند لي في التلفزة. غايتي الأساسية وهدفي الرئيسي النجاح وإقناع المتلقي، والحرص على أن أكون طرفًا رئيسيًا في نجاح العمل.

  إني فخور بمشاركاتي في الأعمال التلفزيونية التي لم أبخل فيها بجهدي، ومنها: «فجّ الرمل» (1995)، و«دعبل أخو دهبل» (1995)، و«ريح الفرنان» (1997)، و«عشقة وحكايات» (1998)، و«منامة عروسية» (2000)، و«الريحانة» (2001)، و«عطر الغضب» (2002)، و«قمرة سيدي المحروس» (2003)، و«دروب المواجهة» (2003)، و«شرع الحب» (2005)، و«عودة المنيار» (2005)، و«نواصي وعتب» (2006)، و«الليالي البيض» (2007)، و«وردة وكتاب» (2016).

* برزت بشكل لافت في أعمالك بتجسيد دور الفلاح والريفي البسيط... ألا ترى أنك «سجنت» نفسك في نوعية من الأدوار التي قلّصت شهرتك؟

- أعيش حياة الفلاح الذي يرتبط بالأرض، حيث أجد متعة في تجسيد ما أعيشه في الواقع في الدراما التلفزيونية... لا أرى في ذلك «سجنًا» في أدوار معينة، بل أرى فيه صدقًا وتلقائية.

* هل حدث أن ناقشت المخرج في دور يتم تكليفك به؟

- لست من الذين يناقشون الأدوار مع المخرج، على اعتبار أن ما يهمني هو الوضوح وما يمكن أن يقدمه الدور الذي يتم تكليفي به من إضافة للعمل التلفزيوني.

*يعود آخر ظهور لك في الدراما التلفزيونية إلى رمضان 2023 من خلال مسلسل «وادي الباي». هل هذا غياب أم تغييب؟

- لست من الذين يطرقون الأبواب للحصول على دور، وأنا على ذمة أي مخرج يتصل بي، رغم أنني أعيش منذ سنتين تجربة مريرة بعد المشاركة في مسلسل «وادي الباي».

* كيف ذلك؟

- ما يؤلم أنني إلى حد الآن مازلت لم أتسلم مستحقاتي بعد المشاركة في مسلسل «وادي الباي»... منتج العمل، الذي لم أتوقف عن الاتصال به لأجل التسوية وتسليمي ما تخلّد بذمته من مستحقاتي المالية، قابل كل ذلك بالتسويف والمماطلة إلى درجة أنه أصبح اليوم لا يردّ على اتصالاتي الهاتفية... وأنا لن أتوقف عن المطالبة بحقوقي المالية مهما طالت المدة في ذلك.

*  كيف تقرأ الإنتاجات الدرامية التي تنتجها القنوات التلفزيونية التونسية الخاصة كل رمضان؟

- أكتفي بالقول: ما تقدمه القنوات التلفزيونية التونسية الخاصة كل رمضان لا يشبه الواقع التونسي.

 *رمضان 2026 على الأبواب... هل سنشاهدك في عمل درامي فيه؟

- الأمر ليس بيدي في ذلك.

حوار محسن بن أحمد