-«منارة قرقنة» شدتني بخصوصياتها المعمارية الفريدة فاستوحيت منها لوحة
-عديدة هي نقاط الالتقاء بين الفن التشكيلي في الجزائر وتونس
-أعمل على إعداد معرض خاص لي في تونس السنة القادمة
يشهد المعرض الجماعي الذي يحتضنه رواق الفنون ببن عروس منذ 14 نوفمبر وحتى يوم 28 منه مشاركة الفنان التشكيلي الجزائري سمير عصمان بلوحة «منارة قرقنة» في إطار فعاليات الملتقى الدولي للفنون التشكيلية بقرقنة في أكتوبر الماضي.
وفي لقاء مع «الصباح» تحدث الرسام الجزائري سمير عصمان عن هذه المشاركة بالقول:
«أسعدتني الدعوة الرسمية للسيدة سهيلة عروس للمشاركة في الملتقى الدولي للفنون التشكيلية بقرقنة، غير أن ظروفا حتمت علي عدم التنقل إلى قرقنة لمواكبة فعاليات الدورة في أكتوبر الماضي، وكان علي رغم ذلك الالتزام بالمشاركة ولو كان ذلك عن بعد... عدت إلى الصور المتوفرة لجزيرة قرقنة واطلعت على خصوصياتها التاريخية والحضارية، فشدتني «منارتها» الشامخة والتي تروي لمن يشاهدها أكثر من حكاية، فاستوحيت منها لوحة حرصت على أن تكون حاضرة في الملتقى. ولما تيسر لي الحضور إلى تونس ها أنا اليوم في بن عروس لألتقي السيدة سهيلة عروس مديرة و»كوميسار» الملتقى، لأعيش عن قرب أجواء الاحتفال والاحتفال بالنجاح العربي والدولي الذي حققه الملتقى والذي تجسّم في هذا المعرض الجماعي الاستثنائي.»
وبيّن سمير عصمان أنها المشاركة الثانية في معرض للفنون التشكيلية في تونس، فقد سبق أن شارك في سبتمبر 2023 في ملتقى الفنون التشكيلية بمدينة القطار في الجنوب الغربي للبلاد التونسية، وهي مشاركة يقول سمير عصمان إنها كانت إيجابية على اعتبار أنها مكنت الفنانين التشكيليين المشاركين فيه من الاطلاع على عديد المدارس التشكيلية الأخرى وخصوصيات كل مدرسة.
*وجوابا عن سؤال حول بداية العلاقة بالفن التشكيلي قال سمير عصمان:
«إني فنان عصامي لم أدخل أي معهد مختص في تدريس وتعليم أبجديات الفنون التشكيلية، فهو كما بين ذلك خريج الجامعة في اختصاص علوم الاقتصاد الدولي، لكن الفن بقي مستترا في وجدانه يمارسه في منزله بكل حب.
وكشف أنه عمل خلال مشواره على الإعادات والاقتباسات التي لاقت استحسان الساحة الفنية التشكيلية في الجزائر بدرجة أولى.
وأكد سمير عصمان من ناحية أخرى التزامه في كل رسومه بأسلوب المدرسة الواقعية الكلاسيكية، رغم أنها – والكلام له – «أصعب أنواع الفن التشكيلي»، بل إنها المحكّ لأي فنان كي يبرز قدراته وإبداعاته، فهي «أي الواقعية الكلاسيكية» الطريق الذي يجب على كل من يروم كسب رهان الفنون التشكيلية المرور منه وعبره، فلا مجال لأي فنان تجاوز هذه المدرسة متوجها إلى غيرها مباشرة.
وبيّن سمير عصمان أنه ينتصر في رسومه بقوة للمرأة الجزائرية تحية لها ولنضالها على أكثر من واجهة، ففي رسومه تحضر – والكلام لسمير عصمان – «المرأة العاصمية بالكاراكو المطرّز، والمرأة القبائلية الأنيقة، ونساء وبنات أغلبهن من الريف الجزائري الذي يعشق فيه نقاءه وبساطته».
وأشار الفنان في جانب آخر من هذا اللقاء ،أنه يختار الألوان الزيتية ليرسم بها ما تلتقطه عينيه أو ريشته، مركزا في ذات الوقت على استحضار التراث العمراني والحضاري والتاريخي الجزائري.
وفي حديثه عن خصوصيات الفن التشكيلي الجزائري من وجهة نظره قال سمير عصمان» إن الفن التشكيلي الجزائري يتميز بخلفيته التاريخية العميقة، وخصوصيته الهووية، والتأثيرات المتنوعة، والتركيز على التعبير عن الثقافة المحلية واحتضانه لروح الهوية الوطنية والتاريخية، والتزامه بالبحث عن جماليات محلية أصيلة، وتبنيه للفن الحديث والمعاصر، والتجريب في مواضيع فنية جديدة، وارتباطه العميق بالتراث الجزائري. هذه المميزات – يقول سمير عصمان – تلتقي مع الفن التشكيلي التونسي بدرجة كبيرة في الكثير من الخصوصيات، منوّها بعلاقاته الوطيدة والمتينة مع العديد من الرسامين التشكيليين في تونس والذين كانت لهم مشاركات هامة في أكثر من ملتقى وتظاهرة للفنون التشكيلية في الجزائر.
وختم هذا اللقاء بالقول إنه «يفكر بجدية في تنظيم معرض خاص لرسومه في تونس في مفتتح السنة القادمة».
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن ملتقى الفنون التشكيلية الدولي بقرقنة الذي انتظم في أكتوبر الماضي، والذي كان من نتائجه المعرض الجماعي برواق الفنون ببن عروس، تأسس بمبادرة وإشراف الفنانة التشكيلية سهيلة عروس وبدعم من الديوان الوطني التونسي للسياحة من خلال عقود شراكة بين جمعية اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس وبالتعاون مع الجمعية التونسية للتوجيه المهني.
محسن بن أحمد
-«منارة قرقنة» شدتني بخصوصياتها المعمارية الفريدة فاستوحيت منها لوحة
-عديدة هي نقاط الالتقاء بين الفن التشكيلي في الجزائر وتونس
-أعمل على إعداد معرض خاص لي في تونس السنة القادمة
يشهد المعرض الجماعي الذي يحتضنه رواق الفنون ببن عروس منذ 14 نوفمبر وحتى يوم 28 منه مشاركة الفنان التشكيلي الجزائري سمير عصمان بلوحة «منارة قرقنة» في إطار فعاليات الملتقى الدولي للفنون التشكيلية بقرقنة في أكتوبر الماضي.
وفي لقاء مع «الصباح» تحدث الرسام الجزائري سمير عصمان عن هذه المشاركة بالقول:
«أسعدتني الدعوة الرسمية للسيدة سهيلة عروس للمشاركة في الملتقى الدولي للفنون التشكيلية بقرقنة، غير أن ظروفا حتمت علي عدم التنقل إلى قرقنة لمواكبة فعاليات الدورة في أكتوبر الماضي، وكان علي رغم ذلك الالتزام بالمشاركة ولو كان ذلك عن بعد... عدت إلى الصور المتوفرة لجزيرة قرقنة واطلعت على خصوصياتها التاريخية والحضارية، فشدتني «منارتها» الشامخة والتي تروي لمن يشاهدها أكثر من حكاية، فاستوحيت منها لوحة حرصت على أن تكون حاضرة في الملتقى. ولما تيسر لي الحضور إلى تونس ها أنا اليوم في بن عروس لألتقي السيدة سهيلة عروس مديرة و»كوميسار» الملتقى، لأعيش عن قرب أجواء الاحتفال والاحتفال بالنجاح العربي والدولي الذي حققه الملتقى والذي تجسّم في هذا المعرض الجماعي الاستثنائي.»
وبيّن سمير عصمان أنها المشاركة الثانية في معرض للفنون التشكيلية في تونس، فقد سبق أن شارك في سبتمبر 2023 في ملتقى الفنون التشكيلية بمدينة القطار في الجنوب الغربي للبلاد التونسية، وهي مشاركة يقول سمير عصمان إنها كانت إيجابية على اعتبار أنها مكنت الفنانين التشكيليين المشاركين فيه من الاطلاع على عديد المدارس التشكيلية الأخرى وخصوصيات كل مدرسة.
*وجوابا عن سؤال حول بداية العلاقة بالفن التشكيلي قال سمير عصمان:
«إني فنان عصامي لم أدخل أي معهد مختص في تدريس وتعليم أبجديات الفنون التشكيلية، فهو كما بين ذلك خريج الجامعة في اختصاص علوم الاقتصاد الدولي، لكن الفن بقي مستترا في وجدانه يمارسه في منزله بكل حب.
وكشف أنه عمل خلال مشواره على الإعادات والاقتباسات التي لاقت استحسان الساحة الفنية التشكيلية في الجزائر بدرجة أولى.
وأكد سمير عصمان من ناحية أخرى التزامه في كل رسومه بأسلوب المدرسة الواقعية الكلاسيكية، رغم أنها – والكلام له – «أصعب أنواع الفن التشكيلي»، بل إنها المحكّ لأي فنان كي يبرز قدراته وإبداعاته، فهي «أي الواقعية الكلاسيكية» الطريق الذي يجب على كل من يروم كسب رهان الفنون التشكيلية المرور منه وعبره، فلا مجال لأي فنان تجاوز هذه المدرسة متوجها إلى غيرها مباشرة.
وبيّن سمير عصمان أنه ينتصر في رسومه بقوة للمرأة الجزائرية تحية لها ولنضالها على أكثر من واجهة، ففي رسومه تحضر – والكلام لسمير عصمان – «المرأة العاصمية بالكاراكو المطرّز، والمرأة القبائلية الأنيقة، ونساء وبنات أغلبهن من الريف الجزائري الذي يعشق فيه نقاءه وبساطته».
وأشار الفنان في جانب آخر من هذا اللقاء ،أنه يختار الألوان الزيتية ليرسم بها ما تلتقطه عينيه أو ريشته، مركزا في ذات الوقت على استحضار التراث العمراني والحضاري والتاريخي الجزائري.
وفي حديثه عن خصوصيات الفن التشكيلي الجزائري من وجهة نظره قال سمير عصمان» إن الفن التشكيلي الجزائري يتميز بخلفيته التاريخية العميقة، وخصوصيته الهووية، والتأثيرات المتنوعة، والتركيز على التعبير عن الثقافة المحلية واحتضانه لروح الهوية الوطنية والتاريخية، والتزامه بالبحث عن جماليات محلية أصيلة، وتبنيه للفن الحديث والمعاصر، والتجريب في مواضيع فنية جديدة، وارتباطه العميق بالتراث الجزائري. هذه المميزات – يقول سمير عصمان – تلتقي مع الفن التشكيلي التونسي بدرجة كبيرة في الكثير من الخصوصيات، منوّها بعلاقاته الوطيدة والمتينة مع العديد من الرسامين التشكيليين في تونس والذين كانت لهم مشاركات هامة في أكثر من ملتقى وتظاهرة للفنون التشكيلية في الجزائر.
وختم هذا اللقاء بالقول إنه «يفكر بجدية في تنظيم معرض خاص لرسومه في تونس في مفتتح السنة القادمة».
وتجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن ملتقى الفنون التشكيلية الدولي بقرقنة الذي انتظم في أكتوبر الماضي، والذي كان من نتائجه المعرض الجماعي برواق الفنون ببن عروس، تأسس بمبادرة وإشراف الفنانة التشكيلية سهيلة عروس وبدعم من الديوان الوطني التونسي للسياحة من خلال عقود شراكة بين جمعية اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بصفاقس وبالتعاون مع الجمعية التونسية للتوجيه المهني.