إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تحتضن أول منتدى للطب الصيني – الإفريقي.. تونس منصة لتلاقي الخبرات وفرصة لتفعيل الشراكات

في حدث طبي مميز وغير مسبوق، تستعد تونس لاحتضان منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي، وذلك يومي 21 و22 نوفمبر الجاري بقصر المؤتمرات بالعاصمة.

ويُعد هذا الحدث الطبي الأول من نوعه في البلاد، ويُرتقب أن يكون منصة علمية ودبلوماسية كبرى تجمع خبراء من تونس والصين وعدد من الدول الإفريقية، في إطار سعي مشترك لتطوير مجالات الطب التكميلي وتعزيز التعاون الصحي بين تونس وباقي القارات.

وهذا المنتدى، الذي تنظمه وزارة الصحة التونسية بالتعاون مع الجانب الصيني، يعكس حرص تونس على الانفتاح على التجارب الدولية في مجال الطب والبحث العلمي، ويؤكد دورها كفضاء للحوار العلمي والإنساني بين الشرق وإفريقيا.

في هذا الخصوص، وفي معرض تقديمه لتفاصيل حول هذا المنتدى الذي تحتضنه بلادنا قريبًا، أشار رئيس قسم طب العظام والمفاصل بالمستشفى الجامعي المنجي سليم بالمرسي، الدكتور أحمد الأعطر، في تصريح لـ«الصباح» إلى أن هذا المنتدى يعد هاما بالنسبة لتونس والصين على حد السواء، اللذين تربطهما برنامج تعاون منذ سنوات. مشيرًا في السياق ذاته إلى أن العلاقات بين البلدين اتخذت زخما جديدا بعد زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الصين، والتي تلتها في شهر فيفري الماضي زيارة وزير الصحة الصيني إلى تونس. واعتبر في الإطار نفسه أن هذا المنتدى سيكون له دور ريادي في تعزيز روابط التعاون بين البلدين.

وأضاف الدكتور الأعطر أن هذا المنتدى سيحظى بمشاركة العديد من الدول الإفريقية إلى جانب وزراء صحة من بعض البلدان الفرنكفونية، مشيرا إلى أن عدد المشاركين يقدر تقريبا بـ700 مشارك من 15 دولة، في حين ستكون الصين ممثلة بمشاركة ما يقارب 120 مختصًا صينيًا يمثلون مختلف الولايات الصينية.

واعتبر محدثنا أن هذا المنتدى ستكون حصيلته تبادلا للخبرات والمعارف ومختلف التقنيات في عدة مجالات، مشيرا في الإطار نفسه إلى أن المنتدى سيتعرض بالنقاش إلى عدة مواضيع، على غرار كيفية إدماج الطب الصيني التقليدي مع الطب الحديث. وفسر في هذا الخصوص أن هذه الآلية التي اعتمدتها الصين مكنت من التقليل من مفعول بعض الأدوية فضلا عن كلفة العلاج. كما سيتعرض المنتدى بالنقاش أيضا إلى مسائل أخرى تهم تبادل الخبرات فيما يتعلق بأمراض القلب والشرايين بين تونس والصين، علاوة على مجال الصحة الرقمية وكيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي.

وفي نفس الإطار، أضاف محدثنا أن اليوم الأول من المنتدى سيعقبه توقيع عدد من الاتفاقيات، متوقعا في السياق ذاته أن يحصد المنتدى نجاحا باهرا يتجاوز البعد العلمي إلى تفعيل شراكات ومشاريع بحث بين تونس ومختلف الدول المشاركة.

من جهة أخرى، جدير بالذكر أنه في إطار الاستعدادات لهذا الحدث الطبي الهام، استقبل وزير الصحة، مصطفى الفرجاني، يوم 7 نوفمبر الجاري، سفير جمهورية الصين الشعبية بتونس، وان لي

(Wan Lee)، وذلك لمتابعة الترتيبات التنظيمية واللوجستية الخاصة بالمنتدى.

وقد خُصص اللقاء لتدارس أدقّ تفاصيل البرنامج، بما في ذلك المحاور العلمية والجلسات المتخصصة والمعارض الموازية، فضلا عن الإجراءات المتعلقة باستقبال أكثر من 120 خبيرا ومختصا صينيا في مختلف مجالات الطب التقليدي والعلاجي.

ولم تقتصر التحضيرات على الجوانب العلمية فحسب، بل تم أيضا الإعداد لإمضاء عدد من اتفاقيات الشراكة والتعاون بين تونس وجمهورية الصين الشعبية في مجالات الطب التقليدي، والبحث السريري، وتبادل الكفاءات الطبية.

في هذا الخضم، يمثل هذا المنتدى محطة هامة لتسليط الضوء على الطب الصيني التقليدي، الذي أصبح يحظى في السنوات الأخيرة باهتمام متزايد على المستوى العالمي، باعتباره طبًا تكميليًا يجمع بين الخبرة التاريخية والبحث العلمي الحديث.

ومن شأن تنظيم هذا الحدث في تونس أن يفتح آفاقا جديدة لتبادل الخبرات بين الأطباء ومختلف الباحثين مع تطوير مقاربات علاجية تجمع بين الطب الحديث وأساليب العلاج التقليدي الآمنة والمعترف بها علميا.

ويعكس تنظيم هذا المنتدى توجها يندرج في إطار رؤية الدولة لتعزيز دبلوماسية الصحة كجزء من انفتاحها على الشراكات الجديدة في القارة الإفريقية، إلى جانب تطوير علاقاتها التقليدية مع بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا. ليحمل بذلك هذا المنتدى، بالتوازي مع بعده العلمي، دلالات اقتصادية وتنموية.

إذ من المرجح أن يُفضي إلى إطلاق مشاريع مشتركة في مجالات إنتاج الأدوية الطبيعية، والتصنيع الطبي، وتبادل التكنولوجيا الحيوية.

كما سيُسهم في تحفيز الاستثمار في البحوث الطبية وتشجيع المؤسسات الناشئة على تطوير حلول علاجية مبتكرة تستفيد من الخبرة الصينية ومن الإمكانيات الإفريقية الواسعة في مجال الأعشاب والنباتات الطبية.

وبذلك، لا يمثل منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي مجرد حدث علمي ظرفي، وإنما هو رسالة دبلوماسية وصحية في نفس الوقت، تؤكد من خلالها تونس على انفتاحها على محيطها الإفريقي وحرصها على أن تكون فاعلًا أساسيًا في صياغة مستقبل التعاون الصحي الدولي.

فتونس - بهذا الحدث - لا تكتفي بدور المضيف بل تكرّس مكانتها كجسر للتواصل بين الشرق وإفريقيا، وكفضاء يحتضن الفكر والعلم من أجل صحة الإنسان وجودة الحياة.

منال حرزي

تحتضن أول منتدى للطب الصيني – الإفريقي..     تونس منصة لتلاقي الخبرات وفرصة لتفعيل الشراكات

في حدث طبي مميز وغير مسبوق، تستعد تونس لاحتضان منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي، وذلك يومي 21 و22 نوفمبر الجاري بقصر المؤتمرات بالعاصمة.

ويُعد هذا الحدث الطبي الأول من نوعه في البلاد، ويُرتقب أن يكون منصة علمية ودبلوماسية كبرى تجمع خبراء من تونس والصين وعدد من الدول الإفريقية، في إطار سعي مشترك لتطوير مجالات الطب التكميلي وتعزيز التعاون الصحي بين تونس وباقي القارات.

وهذا المنتدى، الذي تنظمه وزارة الصحة التونسية بالتعاون مع الجانب الصيني، يعكس حرص تونس على الانفتاح على التجارب الدولية في مجال الطب والبحث العلمي، ويؤكد دورها كفضاء للحوار العلمي والإنساني بين الشرق وإفريقيا.

في هذا الخصوص، وفي معرض تقديمه لتفاصيل حول هذا المنتدى الذي تحتضنه بلادنا قريبًا، أشار رئيس قسم طب العظام والمفاصل بالمستشفى الجامعي المنجي سليم بالمرسي، الدكتور أحمد الأعطر، في تصريح لـ«الصباح» إلى أن هذا المنتدى يعد هاما بالنسبة لتونس والصين على حد السواء، اللذين تربطهما برنامج تعاون منذ سنوات. مشيرًا في السياق ذاته إلى أن العلاقات بين البلدين اتخذت زخما جديدا بعد زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى الصين، والتي تلتها في شهر فيفري الماضي زيارة وزير الصحة الصيني إلى تونس. واعتبر في الإطار نفسه أن هذا المنتدى سيكون له دور ريادي في تعزيز روابط التعاون بين البلدين.

وأضاف الدكتور الأعطر أن هذا المنتدى سيحظى بمشاركة العديد من الدول الإفريقية إلى جانب وزراء صحة من بعض البلدان الفرنكفونية، مشيرا إلى أن عدد المشاركين يقدر تقريبا بـ700 مشارك من 15 دولة، في حين ستكون الصين ممثلة بمشاركة ما يقارب 120 مختصًا صينيًا يمثلون مختلف الولايات الصينية.

واعتبر محدثنا أن هذا المنتدى ستكون حصيلته تبادلا للخبرات والمعارف ومختلف التقنيات في عدة مجالات، مشيرا في الإطار نفسه إلى أن المنتدى سيتعرض بالنقاش إلى عدة مواضيع، على غرار كيفية إدماج الطب الصيني التقليدي مع الطب الحديث. وفسر في هذا الخصوص أن هذه الآلية التي اعتمدتها الصين مكنت من التقليل من مفعول بعض الأدوية فضلا عن كلفة العلاج. كما سيتعرض المنتدى بالنقاش أيضا إلى مسائل أخرى تهم تبادل الخبرات فيما يتعلق بأمراض القلب والشرايين بين تونس والصين، علاوة على مجال الصحة الرقمية وكيفية إدماج الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي.

وفي نفس الإطار، أضاف محدثنا أن اليوم الأول من المنتدى سيعقبه توقيع عدد من الاتفاقيات، متوقعا في السياق ذاته أن يحصد المنتدى نجاحا باهرا يتجاوز البعد العلمي إلى تفعيل شراكات ومشاريع بحث بين تونس ومختلف الدول المشاركة.

من جهة أخرى، جدير بالذكر أنه في إطار الاستعدادات لهذا الحدث الطبي الهام، استقبل وزير الصحة، مصطفى الفرجاني، يوم 7 نوفمبر الجاري، سفير جمهورية الصين الشعبية بتونس، وان لي

(Wan Lee)، وذلك لمتابعة الترتيبات التنظيمية واللوجستية الخاصة بالمنتدى.

وقد خُصص اللقاء لتدارس أدقّ تفاصيل البرنامج، بما في ذلك المحاور العلمية والجلسات المتخصصة والمعارض الموازية، فضلا عن الإجراءات المتعلقة باستقبال أكثر من 120 خبيرا ومختصا صينيا في مختلف مجالات الطب التقليدي والعلاجي.

ولم تقتصر التحضيرات على الجوانب العلمية فحسب، بل تم أيضا الإعداد لإمضاء عدد من اتفاقيات الشراكة والتعاون بين تونس وجمهورية الصين الشعبية في مجالات الطب التقليدي، والبحث السريري، وتبادل الكفاءات الطبية.

في هذا الخضم، يمثل هذا المنتدى محطة هامة لتسليط الضوء على الطب الصيني التقليدي، الذي أصبح يحظى في السنوات الأخيرة باهتمام متزايد على المستوى العالمي، باعتباره طبًا تكميليًا يجمع بين الخبرة التاريخية والبحث العلمي الحديث.

ومن شأن تنظيم هذا الحدث في تونس أن يفتح آفاقا جديدة لتبادل الخبرات بين الأطباء ومختلف الباحثين مع تطوير مقاربات علاجية تجمع بين الطب الحديث وأساليب العلاج التقليدي الآمنة والمعترف بها علميا.

ويعكس تنظيم هذا المنتدى توجها يندرج في إطار رؤية الدولة لتعزيز دبلوماسية الصحة كجزء من انفتاحها على الشراكات الجديدة في القارة الإفريقية، إلى جانب تطوير علاقاتها التقليدية مع بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وأوروبا. ليحمل بذلك هذا المنتدى، بالتوازي مع بعده العلمي، دلالات اقتصادية وتنموية.

إذ من المرجح أن يُفضي إلى إطلاق مشاريع مشتركة في مجالات إنتاج الأدوية الطبيعية، والتصنيع الطبي، وتبادل التكنولوجيا الحيوية.

كما سيُسهم في تحفيز الاستثمار في البحوث الطبية وتشجيع المؤسسات الناشئة على تطوير حلول علاجية مبتكرة تستفيد من الخبرة الصينية ومن الإمكانيات الإفريقية الواسعة في مجال الأعشاب والنباتات الطبية.

وبذلك، لا يمثل منتدى تونس لتطوير الطب الصيني الإفريقي مجرد حدث علمي ظرفي، وإنما هو رسالة دبلوماسية وصحية في نفس الوقت، تؤكد من خلالها تونس على انفتاحها على محيطها الإفريقي وحرصها على أن تكون فاعلًا أساسيًا في صياغة مستقبل التعاون الصحي الدولي.

فتونس - بهذا الحدث - لا تكتفي بدور المضيف بل تكرّس مكانتها كجسر للتواصل بين الشرق وإفريقيا، وكفضاء يحتضن الفكر والعلم من أجل صحة الإنسان وجودة الحياة.

منال حرزي