فيديو صادم ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الجاري.. نقل حادثة غريبة ودخيلة على المجتمع التونسي.. الفيديو وثق لعملية اعتداء بالعنف الشديد ارتكبته أربع فتيات في حق تلميذة أمام معهد ثانوي بمنطقة سيدي حسين السيجومي بالعاصمة الى حد الإغماء..
الفيديو الذي وثق لهذه الحادثة الغريبة قاد أعوان الأمن الى تحديد هويات الفتيات وتقديمهن الى القضاء بعد أن بينت الأبحاث أن التلميذة الضحية حاولت استرجاع هاتفها لكنهن ضربنها بوحشية حتى سقطت أرضا فواصلن ركلها حتى أغمي عليها وتم نقلها الى المستشفى العلاج بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرضت إليها..
وتمكن أعوان فرقة الشرطة العدلية بسيدي حسين السيجومي من إلقاء القبض على الفتيات المعتديات على التلميذة وتم الكشف عن تورطهن في تعنيف ضحايا آخرين وتصوير تلك الاعتداءات وأصدر قاضي التحقيق بطاقات إيداع في حقهن.
تأنيث الجريمة..
كانت الأصوات تعالت لسنوات طويلة لمناهضة العنف ضد المرأة، ولكن يبدو أنه قد انقلبت الأدوار ودخل الجنس الناعم عالم الجريمة من بابه الكبير ، وأصبحت النساء تنافسن
الرجال في ارتكاب الجرائم المختلفة بل تفوقن عليهم في بعض أنواع الجرائم، حيث أضحت تشكل عنصرا مهما في المحاكم إذ لا يكاد يمر يوم واحد لا تكون فيه المرأة حاضرة من بين المتهمين الموقوفين، فتجد المرأة مشمولة بقضايا قتل، سرقة، تحيل، عنف..
فلم يعد الإجرام ظاهرة ذكورية ولم يعد السجن للرجال فقط كما يقال على ألسنة العامّة وإنما دخلت المرأة المجرمة السجون لتكذب الاعتقاد السائد بأن الجريمة يرتكبها الرجال وأن طبائع النساء التي تتسم بالنعومة لا تساعد على ارتكاب الجريمة.
ومن المؤكد أن هذا الانطباع خاطئ حيث أن الجريمة ومنذ الخليقة ارتبطت بالإنسان بصرف النظر عن جنسه وإن كانت نسب الذكور تفوق النساء.
جرائم صادمة..
تعتبر جرائم قتل الأزواج واحدة من أبشع الجرائم التي تقوم بها النساء، فبالرغم من أن القتل عرف على يد الرجال إلا أن النساء تفوقن في العداء وأصبحن يرتكبن جرائم دموية، وفي وقت سابق أقدمت امرأة في بداية الأربعينات من عمرها على قتل رجل وإضرام النار في جثته انتقاما منه لعدم وفائه بوعده بالزواج.
الجريمة جدّت في مدينة المنستير، حيث تلقت الشرطة اتصالا من المرأة تعترف فيه بأنّها أقدمت على قتل رجل، من مواليد 1969 بعد تسميمه بمبيد الفئران.
وأخبرت المرأة الشرطة أنّها ستقوم بالانتحار، لكن أعوان الأمن تمكنوا من إنقاذها بينما كانت تهمّ بإلقاء نفسها في البحر من أعلى شاطئ الفالاز بالمدينة.
ولدى تحوّلهم إلى مسرح الجريمة، اكتشف أعوان الأمن أنّ المشتبه بها لم تكتف بتسميم الرجل ولكنها قامت بعد تأكدها من وفاته بإضرام النار في جثته.
واهتز أحد الأحياء بمدينة المنستير مؤخرا على وقع جريمة قتل شنيعة ذهب ضحيتها زوج على يد زوجته حيث عمدت إلى حرقه بمادة البنزين وهو نائم.
ومن الجرائم الشائعة التي يرتكبها العنصر النسائي استدراج الضحية داخل شقة او بمكان منزو وبعد ذلك تلتحق بقية العصابة وتقوم بتهديده وسلبه بالسلاح الأبيض.
ويعد تهريب وترويج المخدرات من الجرائم الشائعة التي ترتكبها نساء خاصة تهريب الكبسولات وترويج المخدرات بالملاهي وبمحيطات المؤسسات التربوية..
القانون لا يفرق بين الجنسين..
لا يفرق المشرع في العقوبات بين المتهم الرجل والمتهمة المرأة، فالمرأة في نظر القانون تساوي الرجل، حيث يتعرضان لنفس العقوبة المنصوص عليها في المواد القانونية، إذ لم يمنحها أية حماية خاصة، وتجد المرأة في بعض الجرائم عنصرا رئيسيا ومنفذا للجريمة وفي أحيان أخرى تكون المرأة طرف أو شريك في التنفيذ ومازالت غير قادرة على تنظيم الجريمة والرجل يستغل ضعفها وحاجتها لكي يزج بها في عالم الإجرام.
الجريمة النسائية في نظر علم الاجتماع..
لم يعد الإجرام كظاهرة اجتماعية مستنكرة يقتصر على الذكور فقط بل تعداهم إلى الإناث، وأصبح ما كان محظورا على الفتى تقوم به الفتاة بكل جرأة متحدية بذلك المعايير الاجتماعية ورافضة لها.
وإذا كانت الإحصائيات والأرقام تدل على أن الجرائم التي ترتكبها النساء أقل بكثير من جرائم الرجال، إلا أنها تدق ناقوس الخطر.. والأسوأ من كل هذا هو أن المرأة صارت تقترف جرائم في غاية البشاعة، كقتل الزوج والتنكيل بجثته، ورمي طفلها الرضيع بعد قتله في القمامة، ليدفع ثمن حملها سفاحا.
ووفق بعض الدراسات ترتبط الجريمة لدى الإناث ارتباطا وثيقا بتجارب الصدمة والتعرض للإيذاء الذي يحدث في وقت مبكر من الحياة والذي يُعرّف بأنه تجارب صدمة جسدية أو جنسية أو عاطفية.
وتربط الأبحاث بشكل مستمر بين تاريخ العنف والنتائج السلبية على الصحة النفسية، مثل الاكتئاب وتعاطي المواد المخدرة والعنف بين الشركاء، وتجعل التجارب المبكرة من التعرض للإيذاء النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية معينة، وخاصة اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب واضطراب عسر المزاج.
دور المدرسة..
المدرسة كمؤسسة اجتماعية وباعتبارها المؤسسة الثانية في الأهمية بعد الأسرة تلعب دورا هاما في تكوين شخصية الفرد وإبراز قدراته فإذا فشلت المدرسة في اداء أدوارها فإنها تؤثر على سلوكيات الفتاة.
وكثيرة هي العوامل المدرسية التي تدفع بالفتاة إلى ترك المدرسة والتسكع بالشوارع والاختلاط برفاق السوء ، مما يجعلهن عرضة لارتكاب الأفعال المخلة والانزلاق في عالم الجريمة.
مفيدة القيزاني
- 4 بطاقات إيداع بالسجن لفتيات ارتكبن «براكاج»
فيديو صادم ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الجاري.. نقل حادثة غريبة ودخيلة على المجتمع التونسي.. الفيديو وثق لعملية اعتداء بالعنف الشديد ارتكبته أربع فتيات في حق تلميذة أمام معهد ثانوي بمنطقة سيدي حسين السيجومي بالعاصمة الى حد الإغماء..
الفيديو الذي وثق لهذه الحادثة الغريبة قاد أعوان الأمن الى تحديد هويات الفتيات وتقديمهن الى القضاء بعد أن بينت الأبحاث أن التلميذة الضحية حاولت استرجاع هاتفها لكنهن ضربنها بوحشية حتى سقطت أرضا فواصلن ركلها حتى أغمي عليها وتم نقلها الى المستشفى العلاج بسبب الإصابة الخطيرة التي تعرضت إليها..
وتمكن أعوان فرقة الشرطة العدلية بسيدي حسين السيجومي من إلقاء القبض على الفتيات المعتديات على التلميذة وتم الكشف عن تورطهن في تعنيف ضحايا آخرين وتصوير تلك الاعتداءات وأصدر قاضي التحقيق بطاقات إيداع في حقهن.
تأنيث الجريمة..
كانت الأصوات تعالت لسنوات طويلة لمناهضة العنف ضد المرأة، ولكن يبدو أنه قد انقلبت الأدوار ودخل الجنس الناعم عالم الجريمة من بابه الكبير ، وأصبحت النساء تنافسن
الرجال في ارتكاب الجرائم المختلفة بل تفوقن عليهم في بعض أنواع الجرائم، حيث أضحت تشكل عنصرا مهما في المحاكم إذ لا يكاد يمر يوم واحد لا تكون فيه المرأة حاضرة من بين المتهمين الموقوفين، فتجد المرأة مشمولة بقضايا قتل، سرقة، تحيل، عنف..
فلم يعد الإجرام ظاهرة ذكورية ولم يعد السجن للرجال فقط كما يقال على ألسنة العامّة وإنما دخلت المرأة المجرمة السجون لتكذب الاعتقاد السائد بأن الجريمة يرتكبها الرجال وأن طبائع النساء التي تتسم بالنعومة لا تساعد على ارتكاب الجريمة.
ومن المؤكد أن هذا الانطباع خاطئ حيث أن الجريمة ومنذ الخليقة ارتبطت بالإنسان بصرف النظر عن جنسه وإن كانت نسب الذكور تفوق النساء.
جرائم صادمة..
تعتبر جرائم قتل الأزواج واحدة من أبشع الجرائم التي تقوم بها النساء، فبالرغم من أن القتل عرف على يد الرجال إلا أن النساء تفوقن في العداء وأصبحن يرتكبن جرائم دموية، وفي وقت سابق أقدمت امرأة في بداية الأربعينات من عمرها على قتل رجل وإضرام النار في جثته انتقاما منه لعدم وفائه بوعده بالزواج.
الجريمة جدّت في مدينة المنستير، حيث تلقت الشرطة اتصالا من المرأة تعترف فيه بأنّها أقدمت على قتل رجل، من مواليد 1969 بعد تسميمه بمبيد الفئران.
وأخبرت المرأة الشرطة أنّها ستقوم بالانتحار، لكن أعوان الأمن تمكنوا من إنقاذها بينما كانت تهمّ بإلقاء نفسها في البحر من أعلى شاطئ الفالاز بالمدينة.
ولدى تحوّلهم إلى مسرح الجريمة، اكتشف أعوان الأمن أنّ المشتبه بها لم تكتف بتسميم الرجل ولكنها قامت بعد تأكدها من وفاته بإضرام النار في جثته.
واهتز أحد الأحياء بمدينة المنستير مؤخرا على وقع جريمة قتل شنيعة ذهب ضحيتها زوج على يد زوجته حيث عمدت إلى حرقه بمادة البنزين وهو نائم.
ومن الجرائم الشائعة التي يرتكبها العنصر النسائي استدراج الضحية داخل شقة او بمكان منزو وبعد ذلك تلتحق بقية العصابة وتقوم بتهديده وسلبه بالسلاح الأبيض.
ويعد تهريب وترويج المخدرات من الجرائم الشائعة التي ترتكبها نساء خاصة تهريب الكبسولات وترويج المخدرات بالملاهي وبمحيطات المؤسسات التربوية..
القانون لا يفرق بين الجنسين..
لا يفرق المشرع في العقوبات بين المتهم الرجل والمتهمة المرأة، فالمرأة في نظر القانون تساوي الرجل، حيث يتعرضان لنفس العقوبة المنصوص عليها في المواد القانونية، إذ لم يمنحها أية حماية خاصة، وتجد المرأة في بعض الجرائم عنصرا رئيسيا ومنفذا للجريمة وفي أحيان أخرى تكون المرأة طرف أو شريك في التنفيذ ومازالت غير قادرة على تنظيم الجريمة والرجل يستغل ضعفها وحاجتها لكي يزج بها في عالم الإجرام.
الجريمة النسائية في نظر علم الاجتماع..
لم يعد الإجرام كظاهرة اجتماعية مستنكرة يقتصر على الذكور فقط بل تعداهم إلى الإناث، وأصبح ما كان محظورا على الفتى تقوم به الفتاة بكل جرأة متحدية بذلك المعايير الاجتماعية ورافضة لها.
وإذا كانت الإحصائيات والأرقام تدل على أن الجرائم التي ترتكبها النساء أقل بكثير من جرائم الرجال، إلا أنها تدق ناقوس الخطر.. والأسوأ من كل هذا هو أن المرأة صارت تقترف جرائم في غاية البشاعة، كقتل الزوج والتنكيل بجثته، ورمي طفلها الرضيع بعد قتله في القمامة، ليدفع ثمن حملها سفاحا.
ووفق بعض الدراسات ترتبط الجريمة لدى الإناث ارتباطا وثيقا بتجارب الصدمة والتعرض للإيذاء الذي يحدث في وقت مبكر من الحياة والذي يُعرّف بأنه تجارب صدمة جسدية أو جنسية أو عاطفية.
وتربط الأبحاث بشكل مستمر بين تاريخ العنف والنتائج السلبية على الصحة النفسية، مثل الاكتئاب وتعاطي المواد المخدرة والعنف بين الشركاء، وتجعل التجارب المبكرة من التعرض للإيذاء النساء أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية معينة، وخاصة اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب واضطراب عسر المزاج.
دور المدرسة..
المدرسة كمؤسسة اجتماعية وباعتبارها المؤسسة الثانية في الأهمية بعد الأسرة تلعب دورا هاما في تكوين شخصية الفرد وإبراز قدراته فإذا فشلت المدرسة في اداء أدوارها فإنها تؤثر على سلوكيات الفتاة.
وكثيرة هي العوامل المدرسية التي تدفع بالفتاة إلى ترك المدرسة والتسكع بالشوارع والاختلاط برفاق السوء ، مما يجعلهن عرضة لارتكاب الأفعال المخلة والانزلاق في عالم الجريمة.