إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

عندما يحتفي رسامون من العالم بجزيرة الحضارة والتاريخ والإبداع.. «العالم يرسم قرقنة» في رواق الفنون ببن عروس

عشية أمس الأول الجمعة «14 نوفمبر» كان رواق الفنون ببن عروس على موعد مع تظاهرة الفنون التشكيلية، من خلال الاحتفاء بـ 43 لوحة تشكيلية هي حصيلة الملتقى الثاني الدولي للفنون التشكيلية الذي انتظم في أكتوبر الماضي بجزيرة قرقنة.

شهد الملتقى مشاركة أكثر من 30 فنانًا من مختلف أنحاء العالم، من بينهم 20 فنانًا من دول أجنبية وعربية مثل سوريا، أوكرانيا، بولونيا، ألمانيا، تايوان، فرنسا، وإسبانيا. وقد انتظم ببادرة من الجمعية التونسية للتوجيه المهني والمساندة من أجل التشغيل، واتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، وبالتعاون مع مندوبيتي الثقافة والسياحة بالجهة.

كان شعار الملتقى في دورته الثانية “العالم يرسم قرقنة” وهدفه تعزيز الوعي بأهمية المحافظة  على التراث ودعم الاقتصاد المحلي، وقد حرص الفنانون المشاركون على رسم جزيرة قرقنة، كل من وجهة نظره وأحاسيسه ومدى تفاعله مع تاريخها وتراثها. اللوحات وعددها 43 حطّت الرحال برواق الفنون يوم الجمعة، ويستمر المعرض حتى 28 نوفمبر الجاري.

وحول الموضوع، تقول مديرة رواق الفنون ببن عروس، نزيهة الصولي لـ«الصباح»: «لقد ارتأينا احتضان هذه اللوحات التي رسمها فنانون من عديد دول العالم لمتابعة والتعرف على مدى تفاعلهم مع هذه الوجهة السياحية الهادئة في ربوع تونس الجميلة، ومن هنا جاء «العالم يرسم قرقنة». كل الفنانين تفاعلوا مع قرقنة واحتفوا بها كل على طريقته... ورواق الفنون ببن عروس منفتح على الجهات باحتضان التجارب الفنية التشكيلية لكل الرسامين من داخل البلاد إيمانًا منه بأن الثقافة هي عنوان التنمية على جميع المستويات».

ومن جهتها عبرت الفنانة التشكيلية سهيلة عروس، منسقة المعرض، عن اعتزازها بهذا المعرض في رواق الفنون ببن عروس الذي اختار التعريف بهذه اللوحات لفنانين من عديد دول العالم شاركوا في الملتقى الثاني الدولي للفنون التشكيلية، ووثقوا مشاركتهم في لوحات إبداعية احتفاء بقرقنة كجزيرة الإبداع والجمال، ودعوة للعالم لاكتشاف سحر هذه الوجهة التونسية الفريدة.

جاءت اللوحات التشكيلية الـ 43 عبارة عن فسيفساء من الألوان، وهذا التلاحم مع البحر لأهالي الجزيرة، وقد حرص الفنانون في رسومهم على إبراز خصوصية تنفرد بها قرقنة وتتمثل في خاصية «امتلاك البحر». وتعد الملكية البحرية في قرقنة قابلة للبيع والشراء والتوريث، ويحرص أهالي قرقنة على عدم التفريط في أملاكهم البحرية بالبيع أو بالتقسيم في الميراث، لتظل ملكًا جماعيًا للعائلة ولا تتفكك مهما بلغ عدد المالكين، وما يشد الانتباه أن هذا التقسيم يتم باستعمال سعف النخيل.

وكشفت لوحات خصوصيات تاريخية وحضارية في قرقنة ونضال أهالها من أجل الحياة الكريمة، وهذا الشغف بغروب الشمس في قرقنة وانعكاس الشفق الأحمر على البحر في لوحة إبداعية عميقة جميلة وممتعة.

ورسمت لوحات المرأة في قرقنة بشموخها وصبرها وطموحها، وفي ذلك تأكيد لدورها في المحافظة على التقاليد الثقافية والاجتماعية، وفي صون الموارد الطبيعية، فضلًا عن كونها القوة الدافعة في إدارة الحرف والصناعات المنزلية الصغيرة. فالمرأة في قرقنة ركيزة أساسية لاستمرار الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الجزيرة.

والجدير بالذكر أن جزيرة قرقنة تعاقبت عليها حضارات عديدة منذ آلاف السنين، بداية من الحضارة القبصية  مرورًا بالفينيقيين والبونيقيين والرومان والبيزنطيين وصولًا للعرب المسلمون ، وتحتضن الجزيرة آثارًا تعود لهذه الفترات، مثل المقابر البونية وبرج الحصار والمنارة التي ألهمت رسامًا جزائريًا هو سمير عثمان ليرسم تفاعله معها في لوحة شدت الانتباه.

محسن بن أحمد

عندما يحتفي رسامون من العالم بجزيرة الحضارة والتاريخ والإبداع..   «العالم يرسم قرقنة» في رواق الفنون ببن عروس

عشية أمس الأول الجمعة «14 نوفمبر» كان رواق الفنون ببن عروس على موعد مع تظاهرة الفنون التشكيلية، من خلال الاحتفاء بـ 43 لوحة تشكيلية هي حصيلة الملتقى الثاني الدولي للفنون التشكيلية الذي انتظم في أكتوبر الماضي بجزيرة قرقنة.

شهد الملتقى مشاركة أكثر من 30 فنانًا من مختلف أنحاء العالم، من بينهم 20 فنانًا من دول أجنبية وعربية مثل سوريا، أوكرانيا، بولونيا، ألمانيا، تايوان، فرنسا، وإسبانيا. وقد انتظم ببادرة من الجمعية التونسية للتوجيه المهني والمساندة من أجل التشغيل، واتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، وبالتعاون مع مندوبيتي الثقافة والسياحة بالجهة.

كان شعار الملتقى في دورته الثانية “العالم يرسم قرقنة” وهدفه تعزيز الوعي بأهمية المحافظة  على التراث ودعم الاقتصاد المحلي، وقد حرص الفنانون المشاركون على رسم جزيرة قرقنة، كل من وجهة نظره وأحاسيسه ومدى تفاعله مع تاريخها وتراثها. اللوحات وعددها 43 حطّت الرحال برواق الفنون يوم الجمعة، ويستمر المعرض حتى 28 نوفمبر الجاري.

وحول الموضوع، تقول مديرة رواق الفنون ببن عروس، نزيهة الصولي لـ«الصباح»: «لقد ارتأينا احتضان هذه اللوحات التي رسمها فنانون من عديد دول العالم لمتابعة والتعرف على مدى تفاعلهم مع هذه الوجهة السياحية الهادئة في ربوع تونس الجميلة، ومن هنا جاء «العالم يرسم قرقنة». كل الفنانين تفاعلوا مع قرقنة واحتفوا بها كل على طريقته... ورواق الفنون ببن عروس منفتح على الجهات باحتضان التجارب الفنية التشكيلية لكل الرسامين من داخل البلاد إيمانًا منه بأن الثقافة هي عنوان التنمية على جميع المستويات».

ومن جهتها عبرت الفنانة التشكيلية سهيلة عروس، منسقة المعرض، عن اعتزازها بهذا المعرض في رواق الفنون ببن عروس الذي اختار التعريف بهذه اللوحات لفنانين من عديد دول العالم شاركوا في الملتقى الثاني الدولي للفنون التشكيلية، ووثقوا مشاركتهم في لوحات إبداعية احتفاء بقرقنة كجزيرة الإبداع والجمال، ودعوة للعالم لاكتشاف سحر هذه الوجهة التونسية الفريدة.

جاءت اللوحات التشكيلية الـ 43 عبارة عن فسيفساء من الألوان، وهذا التلاحم مع البحر لأهالي الجزيرة، وقد حرص الفنانون في رسومهم على إبراز خصوصية تنفرد بها قرقنة وتتمثل في خاصية «امتلاك البحر». وتعد الملكية البحرية في قرقنة قابلة للبيع والشراء والتوريث، ويحرص أهالي قرقنة على عدم التفريط في أملاكهم البحرية بالبيع أو بالتقسيم في الميراث، لتظل ملكًا جماعيًا للعائلة ولا تتفكك مهما بلغ عدد المالكين، وما يشد الانتباه أن هذا التقسيم يتم باستعمال سعف النخيل.

وكشفت لوحات خصوصيات تاريخية وحضارية في قرقنة ونضال أهالها من أجل الحياة الكريمة، وهذا الشغف بغروب الشمس في قرقنة وانعكاس الشفق الأحمر على البحر في لوحة إبداعية عميقة جميلة وممتعة.

ورسمت لوحات المرأة في قرقنة بشموخها وصبرها وطموحها، وفي ذلك تأكيد لدورها في المحافظة على التقاليد الثقافية والاجتماعية، وفي صون الموارد الطبيعية، فضلًا عن كونها القوة الدافعة في إدارة الحرف والصناعات المنزلية الصغيرة. فالمرأة في قرقنة ركيزة أساسية لاستمرار الحياة الاقتصادية والاجتماعية في الجزيرة.

والجدير بالذكر أن جزيرة قرقنة تعاقبت عليها حضارات عديدة منذ آلاف السنين، بداية من الحضارة القبصية  مرورًا بالفينيقيين والبونيقيين والرومان والبيزنطيين وصولًا للعرب المسلمون ، وتحتضن الجزيرة آثارًا تعود لهذه الفترات، مثل المقابر البونية وبرج الحصار والمنارة التي ألهمت رسامًا جزائريًا هو سمير عثمان ليرسم تفاعله معها في لوحة شدت الانتباه.

محسن بن أحمد