إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

قريبا العالم يحتفي باليوم العالمي للتسامح.. رئيس الجمهورية يؤكد على سياسة خارجية قوامها التسامح والانفتاح

في عالم يعلو فيه ضجيج الصراعات ويخفت فيه صوت العقل، تبرز تونس مرة أخرى كأرض صاغت التسامح لا كشعار ظرفي وإنما كخيار حضاري متجذر في تاريخها ودبلوماسيتها وسلوكها الجماعي. ليأتي اليوم الدولي للتسامح الذي تحتفي به سائر دول العالم (16 نوفمبر من كل سنة) ليعيد تسليط الضوء على هذه القيمة التي شكّلت أحد أعمدة الهوية التونسية وركيزة من ركائز دبلوماسيتها في محيط مضطرب تتقاطع فيه المصالح وتتنازع فيه الرؤى.

وفي هذا السياق، تتجلى رؤية رئيس الجمهورية قيس سعيد في تعزيز قيم التسامح والانفتاح كركيزة أساسية وكخيار وطني استراتيجي تُبنى عليه العلاقات في محيط تونس الإقليمي والدولي، مما يكرس صورة تونس كفضاء جامع يلتقي فيه الجميع على أرضية واحدة أساسها التفاهم والعيش المشترك.

من هذا المنطلق، تشكل تونس نموذجا عربيا وإفريقيا يترجم خاصة في قدرتها على إدارة الاختلاف والتنوع عبر الحوار والرصانة، ومواصلة رفع راية التسامح كإرث حضاري وخيار وطني قبل أن يكون شعارا أمميا. وإن الأهم هو أن قيمة التسامح في تونس تتجاوز بعدها الاجتماعي إلى ممارسة دبلوماسية متكاملة، تُترجم في سياسات خارجية متوازنة تراوح بين المبادئ والمصالح القائمة على الاحترام المتبادل مع التمسك بالسيادة الوطنية.

وتتأكد هذه المقاربة أكثر اليوم من خلال مبادرة رئيس الجمهورية قيس سعيد بجعل سنة 2025 سنة العمل متعدد الأطراف، إذ تعكس هذه المبادرة إيمانا راسخا بأهمية التعاون الدولي وتلاقي الشعوب على قاعدة الاحترام المتبادل، بعيدا عن منطق الصدام أو الاستقطاب. لتشكل مبادرة رئيس الجمهورية دعوة واضحة إلى إعادة الاعتبار لروح التعاون والتفاهم بين الدول، وإحياء جوهر الدبلوماسية الأممية القائمة على الحوار وعلى الشراكة بعيدا عن سياسة الإملاءات والهيمنة.

التسامح رؤية دبلوماسية

وكانت الرسالة التي بعث بها رئيس الدولة قيس سعيد إلى العالم عبر هذه المبادرة قوامها أن التسامح ركيزة ورؤية دبلوماسية تؤمن بأنّ مصير الإنسانية واحد، وأنّ مستقبل السلم العالمي لا يمكن أن يُبنى إلا بتكاتف جميع الجهود.

وبهذه الرؤية، يكرس رئيس الجمهورية قيس سعيد صورة تونس كبلد يؤمن بأنّ التسامح هو قوة بناء ناعمة وموحدة يجد اليوم امتداده الطبيعي في السياسة الخارجية لتونس.

فالرؤية التي يرسمها رئيس الدولة قيس سعيد لمختلف العلاقات الدولية تنبثق عن قناعة راسخة بأن الحوار هو السبيل الأنجع لحل الخلافات، وأن الانفتاح على الآخر يعزز من مكانة تونس على الساحة الدولية.

ومن هذا المنطلق، تتجسد الدبلوماسية التونسية كصوت يدعو إلى التفاهم لا إلى التصادم، متشبثة بثوابتها القائمة على احترام الشرعية الدولية، ودعم قضايا الحق والعدل، والبحث الدائم عن أرضيات لقاء تحفظ السلم وتُعلي من شأن التعاون.

فتونس التي تتعامل مع الجميع دون عداء أو تبعية، لطالما تبنت لغة الحوار على سياسة التصعيد، مقدمة للعالم تلك الصورة الرصينة للدولة التي تؤمن بأنّ صوت العقل هو السبيل الوحيد لحل جميع النزاعات والاختلافات.

تونس.. منارة للحلول السلمية

ومن فلسطين إلى ليبيا، ومن الفضاء الإفريقي إلى المتوسطي، ظلت تونس تدافع في المنابر الدولية عن الحلول السلمية، والشرعية الأممية، واحترام القانون الدولي.

وهي مواقف لم تكن في جوهرها مجرد بيانات بروتوكولية وإنما هي امتداد لاتجاه دبلوماسي يقوم على الإقناع وعلى التفاهم بعيدا عن منطق الانحياز. وفي هذا السياق، يؤكد رئيس الجمهورية قيس سعيد أن الدبلوماسية التونسية يجب أن تظل منصة للحوار البناء، وتجسيدا حيا لقيم الانفتاح والتسامح التي تمثل جوهر الهوية الوطنية.

ليتجلى التسامح في الممارسة الدبلوماسية التونسية بوضوح في قدرة بلادنا على الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف، دون أن تتنازل عن ثوابتها أو تفرط في سيادتها وفي استقلال قرارها، متبنية مبدأ لطالما شدد عليه رئيس الدولة مفاده أن الدبلوماسية التونسية يجب أن تظل منبرا للحوار وأن التعامل مع جميع الدول يقوم على مبدأ الندية والاحترام المتبادل لا غير.

وفي سياق هذا الانفتاح، تعمل الدولة على توسيع آفاق تعاونها الاقتصادي والدبلوماسي، من خلال التوجه نحو أسواق وشراكات جديدة، بالتوازي مع الحفاظ على علاقاتها التقليدية المتجذرة. فالدبلوماسية التونسية، كما يؤكد رئيس الجمهورية قيس سعيد، لا تنغلق على فضاء واحد ولا ترتهن لمحاور بعينها، وإنما تنفتح على الجميع وفق مبدأ الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.

وهذا التوازن في التوجه يعكس استراتيجية تقوم على تعزيز حضور تونس في فضاءات اقتصادية وسياسية جديدة، بما يرسخ مكانتها كدولة مبادرة وفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي وكصوت يُصغى إليه باحترام في المحافل الدولية.

أما في المنابر الأممية، فقد كانت تونس وعلى مدار التاريخ من الأصوات التي دافعت بإصرار عن مبادئ الأمم المتحدة: السلم، والعدالة، وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وقد نجحت، في مختلف المراحل الدقيقة من الأزمات الإقليمية، في لعب دور توافقي إيجابي حيث لم يكن صوت تونس في الأمم المتحدة مجرد صوت دبلوماسي فحسب، بل مثل صوت الضمير الإنساني الذي يدعو إلى نبذ الكراهية ومواجهة خطابات التطرف والعنف. وفي زمن تتصاعد فيه النزاعات والحروب، ظل موقف تونس ثابتا: لا أمن دون عدالة، ولا سلام دون تسامح.

وحتى في ذروة الخلافات الكبرى بين مختلف القوى الدولية، اختارت تونس دائما أن تتبوأ موقع الفاعل الهادئ والرصين، الذي يذكر الجميع بأنّ قيم الأمم المتحدة ليست شعارات بل التزامات أخلاقية نحو الإنسانية جمعاء، وهو ما تعكسه مشاركة تونس الفاعلة في مختلف أنشطة الأمم المتحدة الرامية إلى ترسيخ ثقافة الحوار، سواء عبر مساهمتها في مبادرات التحالف بين الحضارات، أو من خلال حضورها النشط في القمم الشبابية والثقافية التي تدعو إلى نبذ التعصب والتطرف.

وهذا البعد للتسامح يجد صدى أيضا في رؤية رئيس الجمهورية قيس سعيد، الذي يدعو باستمرار إلى تكريس قيم العدالة، وتعزيز الحوار، ونبذ التطرف بجميع أشكاله، والدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، مؤكدا في الإطار نفسه على ضرورة وأهمية الانفتاح على الآخر، وتعزيز التفاهم المشترك كأساس لبناء علاقات متينة ومستدامة بين الشعوب والدول.

الملتقيات الدولية.. وجه آخر للانفتاح

من جهة أخرى تسعى تونس اليوم إلى ترسيخ مفهوم التسامح من خلال الانفتاح على العالم، عبر تنظيم ملتقيات ومنتديات دولية تجمع شبابا من ثقافات وحضارات مختلفة. وقد مثلت الأشهر الماضية مسرحا لعديد الفعاليات والمنتديات الدولية، فيما تستعد بلادنا أيضا خلال الأيام القادمة إلى احتضان ملتقيات دولية هامة.

ويعكس هذا التوجه أن الدولة، في أعلى هرمها، تراهن بقوة على هذه اللقاءات الدولية كوسيلة لترسيخ الانفتاح الحقيقي وتعزيز مكانة تونس في العالم. فمثل هذه الملتقيات والمنتديات لا تُعدّ مجرد فعاليات رمزية، وإنما هي آليات استراتيجية لإبراز دور بلادنا كمنصة للتفاعل بين الثقافات، ولإعلاء قيم الحوار والتفاهم، فضلا عن تعزيز الإشعاع الدولي لتونس كدولة منفتحة ومبادرّة.

ومن خلال هذا الرهان، تؤكد تونس أن الانفتاح على العالم ليس شعارا، بل ممارسة فعلية تُترجم إلى فرص حقيقية للتبادل الثقافي والفكري، وبناء جسور التعاون بين الشباب من مختلف دول العالم، حيث تولي بلادنا اهتماما خاصا بإشراك الشباب من جميع دول العالم في هذه الملتقيات والفعاليات، بما يمنحهم فرصة التفاعل مع الآخر والتعرف على ثقافاته وقيمه.

في هذا الخضم، تتجلى تونس تزامنا مع اليوم الدولي للتسامح ليس فقط كدولة تحمي قيم الحوار والانفتاح، بل كمنارة حية للتسامح على أرض الواقع، رافعة راية الاحترام المتبادل ومؤكدة، كما يشدد رئيس الجمهورية قيس سعيد، أن الحوار البنّاء يمكن أن يكون لغة العالم الجديدة، وأن التسامح ليس مجرد شعار أممي، بل ممارسة يومية تُصنع بالإرادة والانفتاح وقبول الآخر.

منال حرزي

قريبا العالم يحتفي باليوم العالمي للتسامح..   رئيس الجمهورية يؤكد على سياسة خارجية قوامها التسامح والانفتاح

في عالم يعلو فيه ضجيج الصراعات ويخفت فيه صوت العقل، تبرز تونس مرة أخرى كأرض صاغت التسامح لا كشعار ظرفي وإنما كخيار حضاري متجذر في تاريخها ودبلوماسيتها وسلوكها الجماعي. ليأتي اليوم الدولي للتسامح الذي تحتفي به سائر دول العالم (16 نوفمبر من كل سنة) ليعيد تسليط الضوء على هذه القيمة التي شكّلت أحد أعمدة الهوية التونسية وركيزة من ركائز دبلوماسيتها في محيط مضطرب تتقاطع فيه المصالح وتتنازع فيه الرؤى.

وفي هذا السياق، تتجلى رؤية رئيس الجمهورية قيس سعيد في تعزيز قيم التسامح والانفتاح كركيزة أساسية وكخيار وطني استراتيجي تُبنى عليه العلاقات في محيط تونس الإقليمي والدولي، مما يكرس صورة تونس كفضاء جامع يلتقي فيه الجميع على أرضية واحدة أساسها التفاهم والعيش المشترك.

من هذا المنطلق، تشكل تونس نموذجا عربيا وإفريقيا يترجم خاصة في قدرتها على إدارة الاختلاف والتنوع عبر الحوار والرصانة، ومواصلة رفع راية التسامح كإرث حضاري وخيار وطني قبل أن يكون شعارا أمميا. وإن الأهم هو أن قيمة التسامح في تونس تتجاوز بعدها الاجتماعي إلى ممارسة دبلوماسية متكاملة، تُترجم في سياسات خارجية متوازنة تراوح بين المبادئ والمصالح القائمة على الاحترام المتبادل مع التمسك بالسيادة الوطنية.

وتتأكد هذه المقاربة أكثر اليوم من خلال مبادرة رئيس الجمهورية قيس سعيد بجعل سنة 2025 سنة العمل متعدد الأطراف، إذ تعكس هذه المبادرة إيمانا راسخا بأهمية التعاون الدولي وتلاقي الشعوب على قاعدة الاحترام المتبادل، بعيدا عن منطق الصدام أو الاستقطاب. لتشكل مبادرة رئيس الجمهورية دعوة واضحة إلى إعادة الاعتبار لروح التعاون والتفاهم بين الدول، وإحياء جوهر الدبلوماسية الأممية القائمة على الحوار وعلى الشراكة بعيدا عن سياسة الإملاءات والهيمنة.

التسامح رؤية دبلوماسية

وكانت الرسالة التي بعث بها رئيس الدولة قيس سعيد إلى العالم عبر هذه المبادرة قوامها أن التسامح ركيزة ورؤية دبلوماسية تؤمن بأنّ مصير الإنسانية واحد، وأنّ مستقبل السلم العالمي لا يمكن أن يُبنى إلا بتكاتف جميع الجهود.

وبهذه الرؤية، يكرس رئيس الجمهورية قيس سعيد صورة تونس كبلد يؤمن بأنّ التسامح هو قوة بناء ناعمة وموحدة يجد اليوم امتداده الطبيعي في السياسة الخارجية لتونس.

فالرؤية التي يرسمها رئيس الدولة قيس سعيد لمختلف العلاقات الدولية تنبثق عن قناعة راسخة بأن الحوار هو السبيل الأنجع لحل الخلافات، وأن الانفتاح على الآخر يعزز من مكانة تونس على الساحة الدولية.

ومن هذا المنطلق، تتجسد الدبلوماسية التونسية كصوت يدعو إلى التفاهم لا إلى التصادم، متشبثة بثوابتها القائمة على احترام الشرعية الدولية، ودعم قضايا الحق والعدل، والبحث الدائم عن أرضيات لقاء تحفظ السلم وتُعلي من شأن التعاون.

فتونس التي تتعامل مع الجميع دون عداء أو تبعية، لطالما تبنت لغة الحوار على سياسة التصعيد، مقدمة للعالم تلك الصورة الرصينة للدولة التي تؤمن بأنّ صوت العقل هو السبيل الوحيد لحل جميع النزاعات والاختلافات.

تونس.. منارة للحلول السلمية

ومن فلسطين إلى ليبيا، ومن الفضاء الإفريقي إلى المتوسطي، ظلت تونس تدافع في المنابر الدولية عن الحلول السلمية، والشرعية الأممية، واحترام القانون الدولي.

وهي مواقف لم تكن في جوهرها مجرد بيانات بروتوكولية وإنما هي امتداد لاتجاه دبلوماسي يقوم على الإقناع وعلى التفاهم بعيدا عن منطق الانحياز. وفي هذا السياق، يؤكد رئيس الجمهورية قيس سعيد أن الدبلوماسية التونسية يجب أن تظل منصة للحوار البناء، وتجسيدا حيا لقيم الانفتاح والتسامح التي تمثل جوهر الهوية الوطنية.

ليتجلى التسامح في الممارسة الدبلوماسية التونسية بوضوح في قدرة بلادنا على الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف، دون أن تتنازل عن ثوابتها أو تفرط في سيادتها وفي استقلال قرارها، متبنية مبدأ لطالما شدد عليه رئيس الدولة مفاده أن الدبلوماسية التونسية يجب أن تظل منبرا للحوار وأن التعامل مع جميع الدول يقوم على مبدأ الندية والاحترام المتبادل لا غير.

وفي سياق هذا الانفتاح، تعمل الدولة على توسيع آفاق تعاونها الاقتصادي والدبلوماسي، من خلال التوجه نحو أسواق وشراكات جديدة، بالتوازي مع الحفاظ على علاقاتها التقليدية المتجذرة. فالدبلوماسية التونسية، كما يؤكد رئيس الجمهورية قيس سعيد، لا تنغلق على فضاء واحد ولا ترتهن لمحاور بعينها، وإنما تنفتح على الجميع وفق مبدأ الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.

وهذا التوازن في التوجه يعكس استراتيجية تقوم على تعزيز حضور تونس في فضاءات اقتصادية وسياسية جديدة، بما يرسخ مكانتها كدولة مبادرة وفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي وكصوت يُصغى إليه باحترام في المحافل الدولية.

أما في المنابر الأممية، فقد كانت تونس وعلى مدار التاريخ من الأصوات التي دافعت بإصرار عن مبادئ الأمم المتحدة: السلم، والعدالة، وحق الشعوب في تقرير مصيرها.

وقد نجحت، في مختلف المراحل الدقيقة من الأزمات الإقليمية، في لعب دور توافقي إيجابي حيث لم يكن صوت تونس في الأمم المتحدة مجرد صوت دبلوماسي فحسب، بل مثل صوت الضمير الإنساني الذي يدعو إلى نبذ الكراهية ومواجهة خطابات التطرف والعنف. وفي زمن تتصاعد فيه النزاعات والحروب، ظل موقف تونس ثابتا: لا أمن دون عدالة، ولا سلام دون تسامح.

وحتى في ذروة الخلافات الكبرى بين مختلف القوى الدولية، اختارت تونس دائما أن تتبوأ موقع الفاعل الهادئ والرصين، الذي يذكر الجميع بأنّ قيم الأمم المتحدة ليست شعارات بل التزامات أخلاقية نحو الإنسانية جمعاء، وهو ما تعكسه مشاركة تونس الفاعلة في مختلف أنشطة الأمم المتحدة الرامية إلى ترسيخ ثقافة الحوار، سواء عبر مساهمتها في مبادرات التحالف بين الحضارات، أو من خلال حضورها النشط في القمم الشبابية والثقافية التي تدعو إلى نبذ التعصب والتطرف.

وهذا البعد للتسامح يجد صدى أيضا في رؤية رئيس الجمهورية قيس سعيد، الذي يدعو باستمرار إلى تكريس قيم العدالة، وتعزيز الحوار، ونبذ التطرف بجميع أشكاله، والدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، مؤكدا في الإطار نفسه على ضرورة وأهمية الانفتاح على الآخر، وتعزيز التفاهم المشترك كأساس لبناء علاقات متينة ومستدامة بين الشعوب والدول.

الملتقيات الدولية.. وجه آخر للانفتاح

من جهة أخرى تسعى تونس اليوم إلى ترسيخ مفهوم التسامح من خلال الانفتاح على العالم، عبر تنظيم ملتقيات ومنتديات دولية تجمع شبابا من ثقافات وحضارات مختلفة. وقد مثلت الأشهر الماضية مسرحا لعديد الفعاليات والمنتديات الدولية، فيما تستعد بلادنا أيضا خلال الأيام القادمة إلى احتضان ملتقيات دولية هامة.

ويعكس هذا التوجه أن الدولة، في أعلى هرمها، تراهن بقوة على هذه اللقاءات الدولية كوسيلة لترسيخ الانفتاح الحقيقي وتعزيز مكانة تونس في العالم. فمثل هذه الملتقيات والمنتديات لا تُعدّ مجرد فعاليات رمزية، وإنما هي آليات استراتيجية لإبراز دور بلادنا كمنصة للتفاعل بين الثقافات، ولإعلاء قيم الحوار والتفاهم، فضلا عن تعزيز الإشعاع الدولي لتونس كدولة منفتحة ومبادرّة.

ومن خلال هذا الرهان، تؤكد تونس أن الانفتاح على العالم ليس شعارا، بل ممارسة فعلية تُترجم إلى فرص حقيقية للتبادل الثقافي والفكري، وبناء جسور التعاون بين الشباب من مختلف دول العالم، حيث تولي بلادنا اهتماما خاصا بإشراك الشباب من جميع دول العالم في هذه الملتقيات والفعاليات، بما يمنحهم فرصة التفاعل مع الآخر والتعرف على ثقافاته وقيمه.

في هذا الخضم، تتجلى تونس تزامنا مع اليوم الدولي للتسامح ليس فقط كدولة تحمي قيم الحوار والانفتاح، بل كمنارة حية للتسامح على أرض الواقع، رافعة راية الاحترام المتبادل ومؤكدة، كما يشدد رئيس الجمهورية قيس سعيد، أن الحوار البنّاء يمكن أن يكون لغة العالم الجديدة، وأن التسامح ليس مجرد شعار أممي، بل ممارسة يومية تُصنع بالإرادة والانفتاح وقبول الآخر.

منال حرزي