تكررت في السنوات الأخيرة حوادث خروج قطارات الشركة الوطنية للسكك الحديدية عن السكة، وتم مؤخرا تسجيل حادثي خروج قطار عن السكة في أقل من أسبوع، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء تكررها. حيث جد، أمس الأول، حادث انقلاب قطار نقل الفسفاط بمنطقة جبل ثالجة بالمتلوي، نتج عنه وفاة مساعد سائق القطار، فيما لا يزال السائق يخضع للعلاج بعد جهود من وحدات الحماية المدنية لمحاولة إنقاذه عقب سقوط العربة التي كان على متنها في الوادي.
وتشير المعطيات المتعلقة بالحادثة الأخيرة إلى أن القطار كان محملا بنحو 1600 طن من الفسفاط ويجرّ 35 عربة، وانطلق من مدينة الرديف في اتجاه المتلوي قبل أن يخرج عن السكة على مستوى نفق ثالجة بالنقطة الكيلومترية رقم 10، نتيجة عطل في قاطرة المحرك، وفق المعطيات الأولية.
وخلال الأسبوع الماضي، وقبيل وصوله إلى محطة برشلونة، خرج قطار الضاحية الجنوبية للعاصمة عن السكة، مما اضطر الركاب إلى مواصلة طريقهم سيرا على الأقدام.
هذا وقد وقع بالرديف أيضا، بتاريخ الثلاثاء 5 مارس 2025، حادث خروج قطار لنقل المسافرين الرابط بين الرديف وتونس العاصمة بمنطقة الحوض المنجمي بقفصة عن السكة، وذلك على مستوى منطقتي ثالجة وتابديت. ولم تُسفر الحادثة عن إصابات بشرية أو خسائر مادية.
وفي 3 فيفري 2025، وقع حادث تمثل في خروج القطار المتجه من تونس نحو محطة غار الدماء من ولاية جندوبة بالقرب من محطة القطار بباجة، ولم يُسفر الحادث عن أي أضرار بشرية.
وقد تسببت هذه الحادثة في تعطيل سفرات القطار، خاصة الرحلات القادمة من تونس إلى عنابة التابعة للجزائر.
كما شهدت مدينة باجة يوم 7 أفريل 2025، خروج قطار بضائع عن السكة على مقربة من محطة المسافرين. وكان القطار يحمل 450 قنطارا من القمح، كما تسبب خروج هذا القطار عن السكة في تعطيل الرحلات بين العاصمة وباجة وغار الدماء ذهابا وإيابا.
وبتاريخ 1 سبتمبر 2025، أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية عن جنوح عربتي قطار تونس/عنابة بين محطتي تونس وجبل الجلود، مما أسفر عن تعطيل حركة القطارات على خط الضاحية الجنوبية تونس/الرياض، وحال دون خروج ودخول قطارات الأحواز الجنوبية والخطوط البعيدة من وإلى محطة تونس.
ورغم تعدد هذا النوع من الحوادث، إلا أن الشركة الوطنية للسكك الحديدية لم تكشف عن الأسباب الكامنة وراء هذه الحوادث التي تتسبب في تعطيل حركة الحرفاء بسبب التأخير على مستوى الرحلات.
وفي خصوص حادث انقلاب قطار نقل الفسفاط بمعتمدية المتلوي مساء أول أمس، أفاد حسان الميعادي، المكلف بالإعلام والاتصال بالشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه تم رسميا فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية لحادث انقلاب قطار نقل الفسفاط بمعتمدية المتلوي الذي أسفر عن وفاة مساعد سائق القطار وإصابة السائق، وذلك لتحديد المسؤوليات. مضيفا أن السائق المصاب تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج وهو يخضع للمتابعة الطبية في الوقت الحالي. مؤكدا أن التحقيقات ستكشف أسباب وقوع الحادث، مشددا على أن الشركة الوطنية للسكك الحديدية تعمل طبق الضوابط القانونية والفنية الدقيقة لضمان سلامة النقل الحديدي، رغم بعض الصعوبات التي يعاني منها الأسطول.
في المقابل، وفي تصريح إعلامي، قدّم الكاتب العام المساعد للنقابة الخصوصية للسكك الحديدية محمد الزريبي توضيحات حول حادث خروج قطار عن السكة الذي جد مساء الجمعة الماضي قبل وصوله إلى المحطة المركزية بالعاصمة. وأوضح أن الحادث تمثل في خروج عجلة واحدة فقط عن السكة على مستوى مدخل محطة تونس، مؤكدا أن القطار كان يسير بسرعة لا تتجاوز 10 كيلومترات في الساعة، وأن سائق القطار لم يرتكب أي خطأ. مشيرا إلى وجود إشكال هيكلي في السكة بالمنطقة المعنية.
وعن الوضع العام للمؤسسة، قال الزريبي إن الشركة تعرف نقائص هيكلية أبرزها تدهور البنية التحتية للسكة، وهو ما يؤثر مباشرة على مردودية القطارات وسرعتها. إلا أن الزريبي استدرك مبينا أنه رغم هذه الصعوبات، فإن الشركة الوطنية للسكك الحديدية قد حققت تقدما في بعض المجالات في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تدشين القطار الرابط بين تونس وبوقطفة ثم تونس والقباعة بمنوبة ثم تونس وبوقطفة، ما ساهم في فك العزلة عن آلاف المواطنين في مناطق تونس الكبرى.
كما شدد في سياق متصل على ضرورة تجديد الشبكة الحديدية وصيانة القطارات بصفة دورية، داعيا الدولة إلى تخصيص تمويلات عاجلة لإنقاذ هذا المرفق الحيوي وضمان سلامة المسافرين وتحسين الخدمات.
حنان قيراط
تكررت في السنوات الأخيرة حوادث خروج قطارات الشركة الوطنية للسكك الحديدية عن السكة، وتم مؤخرا تسجيل حادثي خروج قطار عن السكة في أقل من أسبوع، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء تكررها. حيث جد، أمس الأول، حادث انقلاب قطار نقل الفسفاط بمنطقة جبل ثالجة بالمتلوي، نتج عنه وفاة مساعد سائق القطار، فيما لا يزال السائق يخضع للعلاج بعد جهود من وحدات الحماية المدنية لمحاولة إنقاذه عقب سقوط العربة التي كان على متنها في الوادي.
وتشير المعطيات المتعلقة بالحادثة الأخيرة إلى أن القطار كان محملا بنحو 1600 طن من الفسفاط ويجرّ 35 عربة، وانطلق من مدينة الرديف في اتجاه المتلوي قبل أن يخرج عن السكة على مستوى نفق ثالجة بالنقطة الكيلومترية رقم 10، نتيجة عطل في قاطرة المحرك، وفق المعطيات الأولية.
وخلال الأسبوع الماضي، وقبيل وصوله إلى محطة برشلونة، خرج قطار الضاحية الجنوبية للعاصمة عن السكة، مما اضطر الركاب إلى مواصلة طريقهم سيرا على الأقدام.
هذا وقد وقع بالرديف أيضا، بتاريخ الثلاثاء 5 مارس 2025، حادث خروج قطار لنقل المسافرين الرابط بين الرديف وتونس العاصمة بمنطقة الحوض المنجمي بقفصة عن السكة، وذلك على مستوى منطقتي ثالجة وتابديت. ولم تُسفر الحادثة عن إصابات بشرية أو خسائر مادية.
وفي 3 فيفري 2025، وقع حادث تمثل في خروج القطار المتجه من تونس نحو محطة غار الدماء من ولاية جندوبة بالقرب من محطة القطار بباجة، ولم يُسفر الحادث عن أي أضرار بشرية.
وقد تسببت هذه الحادثة في تعطيل سفرات القطار، خاصة الرحلات القادمة من تونس إلى عنابة التابعة للجزائر.
كما شهدت مدينة باجة يوم 7 أفريل 2025، خروج قطار بضائع عن السكة على مقربة من محطة المسافرين. وكان القطار يحمل 450 قنطارا من القمح، كما تسبب خروج هذا القطار عن السكة في تعطيل الرحلات بين العاصمة وباجة وغار الدماء ذهابا وإيابا.
وبتاريخ 1 سبتمبر 2025، أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية عن جنوح عربتي قطار تونس/عنابة بين محطتي تونس وجبل الجلود، مما أسفر عن تعطيل حركة القطارات على خط الضاحية الجنوبية تونس/الرياض، وحال دون خروج ودخول قطارات الأحواز الجنوبية والخطوط البعيدة من وإلى محطة تونس.
ورغم تعدد هذا النوع من الحوادث، إلا أن الشركة الوطنية للسكك الحديدية لم تكشف عن الأسباب الكامنة وراء هذه الحوادث التي تتسبب في تعطيل حركة الحرفاء بسبب التأخير على مستوى الرحلات.
وفي خصوص حادث انقلاب قطار نقل الفسفاط بمعتمدية المتلوي مساء أول أمس، أفاد حسان الميعادي، المكلف بالإعلام والاتصال بالشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أنه تم رسميا فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية لحادث انقلاب قطار نقل الفسفاط بمعتمدية المتلوي الذي أسفر عن وفاة مساعد سائق القطار وإصابة السائق، وذلك لتحديد المسؤوليات. مضيفا أن السائق المصاب تم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج وهو يخضع للمتابعة الطبية في الوقت الحالي. مؤكدا أن التحقيقات ستكشف أسباب وقوع الحادث، مشددا على أن الشركة الوطنية للسكك الحديدية تعمل طبق الضوابط القانونية والفنية الدقيقة لضمان سلامة النقل الحديدي، رغم بعض الصعوبات التي يعاني منها الأسطول.
في المقابل، وفي تصريح إعلامي، قدّم الكاتب العام المساعد للنقابة الخصوصية للسكك الحديدية محمد الزريبي توضيحات حول حادث خروج قطار عن السكة الذي جد مساء الجمعة الماضي قبل وصوله إلى المحطة المركزية بالعاصمة. وأوضح أن الحادث تمثل في خروج عجلة واحدة فقط عن السكة على مستوى مدخل محطة تونس، مؤكدا أن القطار كان يسير بسرعة لا تتجاوز 10 كيلومترات في الساعة، وأن سائق القطار لم يرتكب أي خطأ. مشيرا إلى وجود إشكال هيكلي في السكة بالمنطقة المعنية.
وعن الوضع العام للمؤسسة، قال الزريبي إن الشركة تعرف نقائص هيكلية أبرزها تدهور البنية التحتية للسكة، وهو ما يؤثر مباشرة على مردودية القطارات وسرعتها. إلا أن الزريبي استدرك مبينا أنه رغم هذه الصعوبات، فإن الشركة الوطنية للسكك الحديدية قد حققت تقدما في بعض المجالات في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تدشين القطار الرابط بين تونس وبوقطفة ثم تونس والقباعة بمنوبة ثم تونس وبوقطفة، ما ساهم في فك العزلة عن آلاف المواطنين في مناطق تونس الكبرى.
كما شدد في سياق متصل على ضرورة تجديد الشبكة الحديدية وصيانة القطارات بصفة دورية، داعيا الدولة إلى تخصيص تمويلات عاجلة لإنقاذ هذا المرفق الحيوي وضمان سلامة المسافرين وتحسين الخدمات.