- تونس متطورة جدا على المستوى العربي في مجال الذكاء الاصطناعي
شهد القطاع الصحي في تونس، على غرار العديد من دول العالم، تطورا متسارعا بفضل إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الممارسات الطبية والجراحية. ويبرز هذا التطور بشكل خاص في جراحة الصدر، حيث أثبت الذكاء الاصطناعي نجاعته في دعم الأطباء خلال مختلف مراحل التدخل الجراحي، من التشخيص الدقيق للأمراض الصدرية عبر تحليل الصور الشعاعية، إلى التخطيط المسبق للعمليات اعتمادا على تقنيات المحاكاة ثلاثية الأبعاد، وصولا إلى المساعدة أثناء الجراحة عبر الأنظمة الذكية والروبوتات الجراحية.
وقد بدأت بعض المؤسسات الصحية والجامعية في تونس تُبدي اهتماما متزايدا بهذا المجال الواعد، من خلال مشاريع بحث وتكوين تهدف إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في الممارسة الجراحية، وتحسين دقة التدخلات وتقليص هامش الخطأ. وتشير التجارب والنجاحات الأولى إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل رافدًا هامًا لتطوير جراحة الصدر في تونس، بما يعزز جودة الخدمات الصحية ويواكب المعايير العالمية في مجال الطب الدقيق والجراحة الذكية.
كما يشهد القطاع الصحي في تونس تطورا تدريجيا نحو اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في الممارسات الطبية، وذلك في إطار سعي البلاد إلى تحسين جودة الرعاية الصحية ومواكبة التطور العالمي في الطب الرقمي.
ومن أبرز المجالات التي بدأت تعرف تحسنا ملحوظا بفضل هذا التوجه جراحة الصدر، حيث أُحرزت بعض النجاحات المهمة في السنوات الأخيرة على مستوى التشخيص والدعم الجراحي.
ففي المستشفى الجامعي سيدي بوزيد ومستشفى الرابطة ومستشفى شارل نيكول، تم اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الطبية (كالأشعة المقطعية للصدر)، ما ساهم في تحسين دقة الكشف عن أمراض الرئة والأورام الصدرية في مراحل مبكرة.
كما شرعت بعض الفرق الجراحية في تجارب لاستخدام النموذج ثلاثي الأبعاد والتوجيه الآلي أثناء العمليات، بالتعاون مع مخابر بحث جامعية على غرار مخبر البحوث في الهندسة الطبية بصفاقس ومركز البحث في الذكاء الاصطناعي التابع لجامعة تونس المنار.
وتُعتبر هذه النجاحات خطوة أولى نحو إدماج الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع في التدخلات الجراحية الدقيقة على مستوى الصدر، مما يتيح للجراحين في تونس أدوات أكثر تطورًا لاتخاذ القرار، وتقليل نسبة المضاعفات، وتحسين نتائج المرضى بعد الجراحة.
وفي هذا السياق، تحدث رئيس الجمعية التونسية لجراحة الصدر، عبد السلام الهنتاتي، في تصريح لـ»الصباح» حول التحول الرقمي في الطب الجراحي، والتوجه نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي. وقال: «تم مؤخرا تنظيم المؤتمر العربي الأول لجراحة الصدر وتم التركيز فيه على الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بعد العمليات الجراحية يساهم، على سبيل المثال، في تقليص مدة التنويم وتأمين المتابعة عن بعد، حتى على مستوى تحليل المعلومات، بوسع الذكاء الاصطناعي مساعدة الطبيب عبر علامات بسيطة.»
وأضاف محدثنا أن الذكاء الاصطناعي والتقصي المبكر في مجال مكافحة سرطان المريء يعدّ من أكثر المجالات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، موضحا أن هناك برنامجا نموذجيا في تونس لتقصي سرطان الرئة في مستشفى أريانة وآخر في مستشفى الهادي شاكر، حيث ثبت أن الذكاء الاصطناعي يساهم في التدخل لدى عدد كبير من المرضى. وأثبتت الدراسات أن الذكاء الاصطناعي لديه قابلية أقوى لتقصي السرطان والتنبؤ بنسب الفاعلية تفوق 90 بالمائة، والتنبؤ بإمكانية حدوث حادث معين، ويساهم في الدقة في العمل. واستدرك محدثنا بالقول: «إن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يعوّض دور الطبيب، ولكنه يزيد من نجاعة التدخل الطبي ويسهل العمليات والتدخلات الطبية، ويساهم في ربح الوقت ويفتح آفاقا كبيرة.»
وقال رئيس الجمعية التونسية لجراحة الصدر: «إن تونس متطورة جدا على المستوى العربي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعمل بالتعاون مع وزارة الصحة. ومؤخرا تم افتتاح المستشفى الرقمي، وهي رؤية متقدمة، فضلا عن أن تونس تمتلك خبرات وقدرات في برمجة الذكاء الاصطناعي.»
وحول ما إذا كان النقص في الآلات والتجهيزات يمثل عائقا أمام تحدي اعتماد الذكاء الاصطناعي وتعميمه بالمستشفيات التونسية، قال رئيس الجمعية التونسية لجراحة الصدر ورئيس قسم جراحة الصدر بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة: «إن جراحة الروبوت لا علاقة لها بالذكاء الاصطناعي، لأن الروبوت يتحكم به الإنسان، وبالتالي لا علاقة للذكاء الاصطناعي به.»
مبينا أن الذكاء الاصطناعي لا يتطلب سوى برمجة وتوفير آلات معينة تتوافق مع الذكاء الاصطناعي، وحاليا يمكن الانطلاق عمليا في تعميم هذا الاستعمال، باعتبار أن هناك إرادة من وزارة الصحة لدعم هذا المجال، كما أن التوجه نحو تطبيق الذكاء الاصطناعي وتعميمه لن يأخذ الكثير من الوقت، باعتبار أن بلادنا متقدمة في هذا المجال، حسب تأكيده.
أميرة الدريدي
- تونس متطورة جدا على المستوى العربي في مجال الذكاء الاصطناعي
شهد القطاع الصحي في تونس، على غرار العديد من دول العالم، تطورا متسارعا بفضل إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الممارسات الطبية والجراحية. ويبرز هذا التطور بشكل خاص في جراحة الصدر، حيث أثبت الذكاء الاصطناعي نجاعته في دعم الأطباء خلال مختلف مراحل التدخل الجراحي، من التشخيص الدقيق للأمراض الصدرية عبر تحليل الصور الشعاعية، إلى التخطيط المسبق للعمليات اعتمادا على تقنيات المحاكاة ثلاثية الأبعاد، وصولا إلى المساعدة أثناء الجراحة عبر الأنظمة الذكية والروبوتات الجراحية.
وقد بدأت بعض المؤسسات الصحية والجامعية في تونس تُبدي اهتماما متزايدا بهذا المجال الواعد، من خلال مشاريع بحث وتكوين تهدف إلى إدماج الذكاء الاصطناعي في الممارسة الجراحية، وتحسين دقة التدخلات وتقليص هامش الخطأ. وتشير التجارب والنجاحات الأولى إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكل رافدًا هامًا لتطوير جراحة الصدر في تونس، بما يعزز جودة الخدمات الصحية ويواكب المعايير العالمية في مجال الطب الدقيق والجراحة الذكية.
كما يشهد القطاع الصحي في تونس تطورا تدريجيا نحو اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في الممارسات الطبية، وذلك في إطار سعي البلاد إلى تحسين جودة الرعاية الصحية ومواكبة التطور العالمي في الطب الرقمي.
ومن أبرز المجالات التي بدأت تعرف تحسنا ملحوظا بفضل هذا التوجه جراحة الصدر، حيث أُحرزت بعض النجاحات المهمة في السنوات الأخيرة على مستوى التشخيص والدعم الجراحي.
ففي المستشفى الجامعي سيدي بوزيد ومستشفى الرابطة ومستشفى شارل نيكول، تم اعتماد أنظمة الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور الطبية (كالأشعة المقطعية للصدر)، ما ساهم في تحسين دقة الكشف عن أمراض الرئة والأورام الصدرية في مراحل مبكرة.
كما شرعت بعض الفرق الجراحية في تجارب لاستخدام النموذج ثلاثي الأبعاد والتوجيه الآلي أثناء العمليات، بالتعاون مع مخابر بحث جامعية على غرار مخبر البحوث في الهندسة الطبية بصفاقس ومركز البحث في الذكاء الاصطناعي التابع لجامعة تونس المنار.
وتُعتبر هذه النجاحات خطوة أولى نحو إدماج الذكاء الاصطناعي بشكل أوسع في التدخلات الجراحية الدقيقة على مستوى الصدر، مما يتيح للجراحين في تونس أدوات أكثر تطورًا لاتخاذ القرار، وتقليل نسبة المضاعفات، وتحسين نتائج المرضى بعد الجراحة.
وفي هذا السياق، تحدث رئيس الجمعية التونسية لجراحة الصدر، عبد السلام الهنتاتي، في تصريح لـ»الصباح» حول التحول الرقمي في الطب الجراحي، والتوجه نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي. وقال: «تم مؤخرا تنظيم المؤتمر العربي الأول لجراحة الصدر وتم التركيز فيه على الذكاء الاصطناعي، موضحًا أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بعد العمليات الجراحية يساهم، على سبيل المثال، في تقليص مدة التنويم وتأمين المتابعة عن بعد، حتى على مستوى تحليل المعلومات، بوسع الذكاء الاصطناعي مساعدة الطبيب عبر علامات بسيطة.»
وأضاف محدثنا أن الذكاء الاصطناعي والتقصي المبكر في مجال مكافحة سرطان المريء يعدّ من أكثر المجالات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، موضحا أن هناك برنامجا نموذجيا في تونس لتقصي سرطان الرئة في مستشفى أريانة وآخر في مستشفى الهادي شاكر، حيث ثبت أن الذكاء الاصطناعي يساهم في التدخل لدى عدد كبير من المرضى. وأثبتت الدراسات أن الذكاء الاصطناعي لديه قابلية أقوى لتقصي السرطان والتنبؤ بنسب الفاعلية تفوق 90 بالمائة، والتنبؤ بإمكانية حدوث حادث معين، ويساهم في الدقة في العمل. واستدرك محدثنا بالقول: «إن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يعوّض دور الطبيب، ولكنه يزيد من نجاعة التدخل الطبي ويسهل العمليات والتدخلات الطبية، ويساهم في ربح الوقت ويفتح آفاقا كبيرة.»
وقال رئيس الجمعية التونسية لجراحة الصدر: «إن تونس متطورة جدا على المستوى العربي في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعمل بالتعاون مع وزارة الصحة. ومؤخرا تم افتتاح المستشفى الرقمي، وهي رؤية متقدمة، فضلا عن أن تونس تمتلك خبرات وقدرات في برمجة الذكاء الاصطناعي.»
وحول ما إذا كان النقص في الآلات والتجهيزات يمثل عائقا أمام تحدي اعتماد الذكاء الاصطناعي وتعميمه بالمستشفيات التونسية، قال رئيس الجمعية التونسية لجراحة الصدر ورئيس قسم جراحة الصدر بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة: «إن جراحة الروبوت لا علاقة لها بالذكاء الاصطناعي، لأن الروبوت يتحكم به الإنسان، وبالتالي لا علاقة للذكاء الاصطناعي به.»
مبينا أن الذكاء الاصطناعي لا يتطلب سوى برمجة وتوفير آلات معينة تتوافق مع الذكاء الاصطناعي، وحاليا يمكن الانطلاق عمليا في تعميم هذا الاستعمال، باعتبار أن هناك إرادة من وزارة الصحة لدعم هذا المجال، كما أن التوجه نحو تطبيق الذكاء الاصطناعي وتعميمه لن يأخذ الكثير من الوقت، باعتبار أن بلادنا متقدمة في هذا المجال، حسب تأكيده.