الشارقة – الإمارات – الصباح – من مبعوثتنا: إيمان عبد اللطيف
انتظمت جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بعنوان «الرواية والهامش: سرديات الهوية والتاريخ»، كان من أبرز المتدخلين فيها الروائي والباحث التونسي الدكتور شكري المبخوت، إلى جانب الروائي الجزائري الصديق حاج أحمد، والناقدة والأكاديمية الإماراتية مريم الهاشمي، وبإدارة الدكتورة هدى الشامسي.
وقد انطلقت الندوة من سؤال جوهري حول قدرة الرواية على إعادة تشكيل الوعي بالتاريخ، وكيف يمكن للنص السردي أن يفتح فضاءً للتفكير في الهوية والهامش، لا بوصفهما مفاهيم خارجية أو ثانوية، بل باعتبارهما مداخل لإعادة قراءة ما تم تثبيته في السرديات الكبرى والوثيقة الرسمية.
جاءت الجلسة لتفتح باب التأمل في علاقة الرواية بالتاريخ، وفي قدرة السرد على إعادة إنتاج الوعي وإعادة كتابة ما تم إسقاطه من الذاكرة الرسمية، حيث شكّلت مداخلة الكاتب والروائي التونسي شكري المبخوت أحد أبرز محاور النقاش وأكثرها عمقًا من حيث الطرح الفكري والاشتغال النقدي.
«الهامش» ليس طرفًا بل سلطة مضادة تكتب سردها الخاص
استهلّ المبخوت مداخلته بالتأكيد على أن العلاقة بين الرواية والتاريخ ليست علاقة تابع بمتبوع، بل هي علاقة جدلية تشتبك فيها الأسئلة حول الذاكرة والسلطة والهوية، موضحًا أن «الرواية، في جوهرها، ليست مجرد نص حكائي، بل ممارسة للذاكرة ومقاومة للنسيان، ومحاولة لاستعادة الإنسان من وراء الوثائق الباردة». وأضاف أن الرواية، حين تقترب من التاريخ، لا تفعل ذلك بوصفها شاهدًا أو مؤرخًا بديلاً، بل بوصفها «أرشيفًا إنسانيًا موازنًا حين يصمت التاريخ أو يُختزل في صوت السلطة».
وفي قراءته النقدية، طرح المبخوت مفهوم «الهامش» بوصفه ليس نقيضًا للمركز أو فضاءً خارجًا عنه، بل سلطة موازية تصوغ خطابها وتبني سرديتها الخاصة. فقال: «المشكلة ليست في التاريخ فقط، بل في الهامش ذاته. فالهامش ليس كما يُظن موقعًا خارج المركز، بل هو سلطة مضادة تصنع هويتها وخطابها في مواجهة خطاب المركز». بهذا المعنى، تتحول الرواية في رأيه إلى مساحة لإعادة توزيع الكلام، حيث يصبح سؤال «من يتكلم؟ وباسم من؟ ولخدمة من؟» سؤالًا جوهريًا في فهم وظيفة السرد. فالتاريخ، كما أوضح، «هو رواية أيضًا، لكنه رواية هيمنت عليها السلطة، وجعلت من صوتها الصوت الوحيد».
ولإيضاح فكرته عن الرواية بوصفها كتابة موازية للتاريخ، استشهد المبخوت بعدد من النماذج العربية التي خاضت هذا الاشتباك بين السرد والتاريخ. أشار مثلًا إلى رواية «الزيني بركات» للروائي المصري جمال الغيطاني، قائلًا إن «الغيطاني أعاد من خلالها مساءلة التاريخ المملوكي وتفكيكه، إذ جعل من الوثائق والمخبرين والعيون أدوات لكشف آليات السلطة وتاريخ المراقبة والخوف». واعتبر أن ما تفعله الرواية في هذه الحالة هو تفكيك السردية الرسمية وكشف خطابها الخفي، لتمنح صوتًا لمن تم إسكاتهم أو تهميشهم. كما توقّف عند روايات تناولت شخصيات تاريخية كالأمير عبد القادر، مبيّنًا أن «الرواية حين تعيد كتابة سيرة شخصية مثل الأمير، فهي تمنح الكلمة للمنفيين والمنسيين، وتُشكّك في السردية الرسمية التي تحوّلت إلى يقين سياسي وثقافي».
الرواية تكتب التاريخ الإنساني من «الهامش»
ويمضي المبخوت في تأكيد أن الرواية ليست فقط أداة جمالية، بل معرفة بديلة عن المعرفة الأكاديمية، «فهي تقدم لنا ما لا يمكن للأنثروبولوجيا أو علم الاجتماع أن يقدماه، لأنها معرفة تتشكل من الألم الإنساني، من وجع البشر ومشاعرهم وتجاربهم الصغيرة». فالرواية من وجهة نظره «تكتب تاريخ وجع الإنسان»، وهو تاريخ لا تعترف به الوثائق الرسمية لأنه لا يندرج ضمن سرد السلطة، بل ضمن سرد الكائن الفردي الذي يعيش في الظل ويُقصى من الذاكرة الجمعية.
ولم يكتفِ المبخوت بالحديث عن علاقة الرواية بالتاريخ، بل ذهب إلى ما هو أبعد، إلى طبيعة الرواية ذاتها بوصفها فنًّا يقوم على الهامش، إذ يرى أن «الهامشية ليست عرضًا طارئًا في الرواية، بل هي جوهرها». فالبطل الروائي الحقيقي، في نظره، لا يمكن أن يكون بطلًا ناجحًا بالمفهوم الكلاسيكي، بل هو غالبًا كائن هامشي يعيش قلق الهوية والاغتراب. واستحضر في هذا السياق شخصية مصطفى سعيد في «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح، ليؤكد أن الهامش هنا ليس موقعًا اجتماعيًا فقط، بل تجربة وجودية وثقافية «تتجسد في التهجير والاختلاف والخلط بين الثقافات».
ويرى المبخوت أن الرواية العربية الحديثة استطاعت أن تُترجم هذا التعدد الهوياتي عبر تنويع لغاتها وأساليبها، إذ يقول: «لم تعد العربية الفصحى في الرواية على درجة واحدة، بل تعددت مستوياتها، ودخلت العاميات واللهجات واللغات الأجنبية والدرجات المختلفة من التعبير الشعبي، ليس نكاية في اللغة، بل تعبيرًا عن تعقّد الواقع وتشظي الهويات». هذا التعدد اللغوي، في رأيه، ليس ضعفًا، بل قوّة، لأنه يعبّر عن الواقع المركّب الذي تعيشه المجتمعات العربية، واقع يزداد تنوعًا وتناقضًا، ويجعل من اللغة أداة للكشف لا وسيلة للزينة اللفظية.
وفي تحليله لوظائف الرواية الحديثة، اعتبر المبخوت أن السرد العربي تجاوز حدود المتعة الحكائية إلى أفق المعرفة والنقد، قائلًا: «الرواية اليوم لم تعد تُكتب فقط لتمتيع القارئ، بل لتفكيك البنى الثقافية، ولمساءلة التاريخ والواقع، ولخلق فضاء للتفاعل الجمالي والفكري بين الذوات البشرية». وأوضح أن هذا التحول جعل من الرواية العربية الحديثة جنسًا معرفيًا بامتياز، إذ إنها «تعلّمنا ما لا تُعلّمه العلوم الإنسانية في صيغها الجافة، لأنها تدمج المعرفة بالعاطفة، والفكر بالوجدان، والتاريخ بالتجربة الفردية».
تعدد اللغة وتنوّع الصوت في الرواية العربية الحديثة
وفي سياق تحليله لموقع الذاكرة في الكتابة الروائية، شدّد المبخوت على أن الرواية الحديثة هي في عمقها كتابة للذاكرة أكثر منها استعادة للماضي، موضحًا أن «الاشتغال على الذاكرة لا يعني استنساخ التاريخ، بل مساءلته وكشف ما حجبه». فالذاكرة في الرواية ليست أداة استرجاع، بل وسيلة مقاومة ضد النسيان وضد الرواية الرسمية التي تختزل الإنسان في أرقام وأحداث. ومن هنا يرى أن «كل شخصية مهمّشة وكل صوت منسي هو شاهد على زمنه، يكتب تاريخه الفردي كبديل عن التاريخ السلطوي».
وفي معرض حديثه عن علاقة الرواية بالتحولات الاجتماعية والسياسية، أشار المبخوت إلى أن الرواية العربية المعاصرة أصبحت مرآة للتحولات الكبرى في المجتمعات، وأنها «تنهض بوظائف نقدية ومعرفية تكشف آليات السلطة والخطاب وتعيد إنتاج الأسئلة حول الهوية والانتماء». فالرواية، كما يراها، هي «المجال الذي يُسمح فيه للوعي بأن يتكلم دون رقابة»، لذلك فهي أكثر الأجناس الأدبية قدرة على «توليد المعنى المختلف عن المعنى المركزي الذي تفرضه المؤسسات الثقافية والسياسية».
وأكد شكري المبخوت في مداخلته على أن الرواية لن تفقد وظيفتها الأساسية ما دامت قادرة على مساءلة الواقع وإنتاج المعنى. ويقول في هذا السياق: «مستقبل الرواية العربية لن يتغيّر ما لم يتغيّر الجنس الأدبي ذاته، فهي تظلّ تضطلع بوظائفها الجمالية والفكرية، تطرح الأسئلة وتفكّك البنى الثقافية وتفتح فضاءات للمشاركة الإنسانية». ويرى أن الرواية، بفضل انفتاحها على الواقع وتعدّد أصواتها، ما زالت «الفضاء الأكثر حرية للتفكير في معنى الإنسان والمكان والزمان»
الشارقة – الإمارات – الصباح – من مبعوثتنا: إيمان عبد اللطيف
انتظمت جلسة حوارية ضمن فعاليات الدورة الرابعة والأربعين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب بعنوان «الرواية والهامش: سرديات الهوية والتاريخ»، كان من أبرز المتدخلين فيها الروائي والباحث التونسي الدكتور شكري المبخوت، إلى جانب الروائي الجزائري الصديق حاج أحمد، والناقدة والأكاديمية الإماراتية مريم الهاشمي، وبإدارة الدكتورة هدى الشامسي.
وقد انطلقت الندوة من سؤال جوهري حول قدرة الرواية على إعادة تشكيل الوعي بالتاريخ، وكيف يمكن للنص السردي أن يفتح فضاءً للتفكير في الهوية والهامش، لا بوصفهما مفاهيم خارجية أو ثانوية، بل باعتبارهما مداخل لإعادة قراءة ما تم تثبيته في السرديات الكبرى والوثيقة الرسمية.
جاءت الجلسة لتفتح باب التأمل في علاقة الرواية بالتاريخ، وفي قدرة السرد على إعادة إنتاج الوعي وإعادة كتابة ما تم إسقاطه من الذاكرة الرسمية، حيث شكّلت مداخلة الكاتب والروائي التونسي شكري المبخوت أحد أبرز محاور النقاش وأكثرها عمقًا من حيث الطرح الفكري والاشتغال النقدي.
«الهامش» ليس طرفًا بل سلطة مضادة تكتب سردها الخاص
استهلّ المبخوت مداخلته بالتأكيد على أن العلاقة بين الرواية والتاريخ ليست علاقة تابع بمتبوع، بل هي علاقة جدلية تشتبك فيها الأسئلة حول الذاكرة والسلطة والهوية، موضحًا أن «الرواية، في جوهرها، ليست مجرد نص حكائي، بل ممارسة للذاكرة ومقاومة للنسيان، ومحاولة لاستعادة الإنسان من وراء الوثائق الباردة». وأضاف أن الرواية، حين تقترب من التاريخ، لا تفعل ذلك بوصفها شاهدًا أو مؤرخًا بديلاً، بل بوصفها «أرشيفًا إنسانيًا موازنًا حين يصمت التاريخ أو يُختزل في صوت السلطة».
وفي قراءته النقدية، طرح المبخوت مفهوم «الهامش» بوصفه ليس نقيضًا للمركز أو فضاءً خارجًا عنه، بل سلطة موازية تصوغ خطابها وتبني سرديتها الخاصة. فقال: «المشكلة ليست في التاريخ فقط، بل في الهامش ذاته. فالهامش ليس كما يُظن موقعًا خارج المركز، بل هو سلطة مضادة تصنع هويتها وخطابها في مواجهة خطاب المركز». بهذا المعنى، تتحول الرواية في رأيه إلى مساحة لإعادة توزيع الكلام، حيث يصبح سؤال «من يتكلم؟ وباسم من؟ ولخدمة من؟» سؤالًا جوهريًا في فهم وظيفة السرد. فالتاريخ، كما أوضح، «هو رواية أيضًا، لكنه رواية هيمنت عليها السلطة، وجعلت من صوتها الصوت الوحيد».
ولإيضاح فكرته عن الرواية بوصفها كتابة موازية للتاريخ، استشهد المبخوت بعدد من النماذج العربية التي خاضت هذا الاشتباك بين السرد والتاريخ. أشار مثلًا إلى رواية «الزيني بركات» للروائي المصري جمال الغيطاني، قائلًا إن «الغيطاني أعاد من خلالها مساءلة التاريخ المملوكي وتفكيكه، إذ جعل من الوثائق والمخبرين والعيون أدوات لكشف آليات السلطة وتاريخ المراقبة والخوف». واعتبر أن ما تفعله الرواية في هذه الحالة هو تفكيك السردية الرسمية وكشف خطابها الخفي، لتمنح صوتًا لمن تم إسكاتهم أو تهميشهم. كما توقّف عند روايات تناولت شخصيات تاريخية كالأمير عبد القادر، مبيّنًا أن «الرواية حين تعيد كتابة سيرة شخصية مثل الأمير، فهي تمنح الكلمة للمنفيين والمنسيين، وتُشكّك في السردية الرسمية التي تحوّلت إلى يقين سياسي وثقافي».
الرواية تكتب التاريخ الإنساني من «الهامش»
ويمضي المبخوت في تأكيد أن الرواية ليست فقط أداة جمالية، بل معرفة بديلة عن المعرفة الأكاديمية، «فهي تقدم لنا ما لا يمكن للأنثروبولوجيا أو علم الاجتماع أن يقدماه، لأنها معرفة تتشكل من الألم الإنساني، من وجع البشر ومشاعرهم وتجاربهم الصغيرة». فالرواية من وجهة نظره «تكتب تاريخ وجع الإنسان»، وهو تاريخ لا تعترف به الوثائق الرسمية لأنه لا يندرج ضمن سرد السلطة، بل ضمن سرد الكائن الفردي الذي يعيش في الظل ويُقصى من الذاكرة الجمعية.
ولم يكتفِ المبخوت بالحديث عن علاقة الرواية بالتاريخ، بل ذهب إلى ما هو أبعد، إلى طبيعة الرواية ذاتها بوصفها فنًّا يقوم على الهامش، إذ يرى أن «الهامشية ليست عرضًا طارئًا في الرواية، بل هي جوهرها». فالبطل الروائي الحقيقي، في نظره، لا يمكن أن يكون بطلًا ناجحًا بالمفهوم الكلاسيكي، بل هو غالبًا كائن هامشي يعيش قلق الهوية والاغتراب. واستحضر في هذا السياق شخصية مصطفى سعيد في «موسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح، ليؤكد أن الهامش هنا ليس موقعًا اجتماعيًا فقط، بل تجربة وجودية وثقافية «تتجسد في التهجير والاختلاف والخلط بين الثقافات».
ويرى المبخوت أن الرواية العربية الحديثة استطاعت أن تُترجم هذا التعدد الهوياتي عبر تنويع لغاتها وأساليبها، إذ يقول: «لم تعد العربية الفصحى في الرواية على درجة واحدة، بل تعددت مستوياتها، ودخلت العاميات واللهجات واللغات الأجنبية والدرجات المختلفة من التعبير الشعبي، ليس نكاية في اللغة، بل تعبيرًا عن تعقّد الواقع وتشظي الهويات». هذا التعدد اللغوي، في رأيه، ليس ضعفًا، بل قوّة، لأنه يعبّر عن الواقع المركّب الذي تعيشه المجتمعات العربية، واقع يزداد تنوعًا وتناقضًا، ويجعل من اللغة أداة للكشف لا وسيلة للزينة اللفظية.
وفي تحليله لوظائف الرواية الحديثة، اعتبر المبخوت أن السرد العربي تجاوز حدود المتعة الحكائية إلى أفق المعرفة والنقد، قائلًا: «الرواية اليوم لم تعد تُكتب فقط لتمتيع القارئ، بل لتفكيك البنى الثقافية، ولمساءلة التاريخ والواقع، ولخلق فضاء للتفاعل الجمالي والفكري بين الذوات البشرية». وأوضح أن هذا التحول جعل من الرواية العربية الحديثة جنسًا معرفيًا بامتياز، إذ إنها «تعلّمنا ما لا تُعلّمه العلوم الإنسانية في صيغها الجافة، لأنها تدمج المعرفة بالعاطفة، والفكر بالوجدان، والتاريخ بالتجربة الفردية».
تعدد اللغة وتنوّع الصوت في الرواية العربية الحديثة
وفي سياق تحليله لموقع الذاكرة في الكتابة الروائية، شدّد المبخوت على أن الرواية الحديثة هي في عمقها كتابة للذاكرة أكثر منها استعادة للماضي، موضحًا أن «الاشتغال على الذاكرة لا يعني استنساخ التاريخ، بل مساءلته وكشف ما حجبه». فالذاكرة في الرواية ليست أداة استرجاع، بل وسيلة مقاومة ضد النسيان وضد الرواية الرسمية التي تختزل الإنسان في أرقام وأحداث. ومن هنا يرى أن «كل شخصية مهمّشة وكل صوت منسي هو شاهد على زمنه، يكتب تاريخه الفردي كبديل عن التاريخ السلطوي».
وفي معرض حديثه عن علاقة الرواية بالتحولات الاجتماعية والسياسية، أشار المبخوت إلى أن الرواية العربية المعاصرة أصبحت مرآة للتحولات الكبرى في المجتمعات، وأنها «تنهض بوظائف نقدية ومعرفية تكشف آليات السلطة والخطاب وتعيد إنتاج الأسئلة حول الهوية والانتماء». فالرواية، كما يراها، هي «المجال الذي يُسمح فيه للوعي بأن يتكلم دون رقابة»، لذلك فهي أكثر الأجناس الأدبية قدرة على «توليد المعنى المختلف عن المعنى المركزي الذي تفرضه المؤسسات الثقافية والسياسية».
وأكد شكري المبخوت في مداخلته على أن الرواية لن تفقد وظيفتها الأساسية ما دامت قادرة على مساءلة الواقع وإنتاج المعنى. ويقول في هذا السياق: «مستقبل الرواية العربية لن يتغيّر ما لم يتغيّر الجنس الأدبي ذاته، فهي تظلّ تضطلع بوظائفها الجمالية والفكرية، تطرح الأسئلة وتفكّك البنى الثقافية وتفتح فضاءات للمشاركة الإنسانية». ويرى أن الرواية، بفضل انفتاحها على الواقع وتعدّد أصواتها، ما زالت «الفضاء الأكثر حرية للتفكير في معنى الإنسان والمكان والزمان»