إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

قريبا الدورة الخامسة.. لطفي بوشناق وصابر الرباعي في مهرجان الغناء بالفصحى بمدينة الظهران السعودية

-لطفي بوشناق لـ«الصباح»: هذه الأغاني التي سأقدّمها في المهرجان

انطلقت الاستعدادات في مدينة الظهران السعودية لاحتضان الدورة الخامسة لمهرجان الغناء الفصيح بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي في الفترتين من 20 إلى 21 نوفمبر، ومن 27 إلى 28 نوفمبر، احتفالًا بجمال اللغة العربية الفصحى وتعزيز حضورها في المشهد الغنائي العربي المعاصر.

ويأتي مهرجان الغناء بالفصحى، كما جاء في بيان هيئة الموسيقى بمركّب الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، «امتدادًا لجهود هيئة الموسيقى في تعزيز مكانة اللغة العربية الفصحى بوصفها لغةً فنيّةً راقيةً تعبّر عن الإبداع والهوية الثقافية، إلى جانب دعم المواهب الغنائية الشابة والاحتفاء بالموروث الثقافي الأصيل من خلال أعمال موسيقية تمزج بين الأصالة والتجديد، بما يُسهم في تعزيز حضور الفصحى في الأغنية الحديثة وإبراز ثراء التراث العربي وتنوّعه الفني». يشهد المهرجان في دورته الخامسة مشاركة عدد من الفنانين، نجد في مقدّمتهم من تونس لطفي بوشناق وصابر الرباعي، ومن العراق كاظم الساهر، ومن سوريا فايا يونان، ومن لبنان ولاء الجندي، إلى جانب عدد من الأصوات الغنائية السعودية على غرار نواف الجبرتي وبدر حكيم، ليقدّموا روائع القصائد العربية في قالب موسيقي يجمع بين الأصالة والإبداع.

وخصّ المطرب لطفي بوشناق «الصباح» بتصريح مطوّل حول هذه المشاركة، بالتعبير عن فخره واعتزازه بهذه المشاركة في مهرجان الغناء الفصيح بمدينة الظهران السعودية... هذا المهرجان الذي اختار أن يكون مختصًّا من خلال اهتمامه باللغة العربية، عنوان هويتنا ومصدر خصوصيتنا، وانتصارًا للقصيد العربي الفصيح في الأغنية العربية. وقال لطفي بوشناق إنّ قدره في مسيرته الغنائية، التي تمتدّ على أكثر من نصف قرن، أن يعيش ويغنّي القصائد العربية إيمانًا منه بأنها الأكثر تعبيرًا والتصاقًا بهموم ومشاغل الإنسان العربي وقضاياه المصيرية. وأكد أنّ جلّ ما قدّمه إلى الآن من أغنيات بالعربية الفصحى يدخل في إطار مشروعه الفني الطويل الأمد، الذي يهتمّ بالقضايا الإنسانية الحارقة في مختلف مجالات الحياة بما في ذلك العاطفة. وأضاف، وهذا لا يعني – والكلام للطفى بوشناق – إعلان القطيعة مع الأغنية الدارجة، حيث يتوفّر في هذا المجال على عديد الإنتاجات التي تتغنّى بالعاطفة السامية وتهتمّ بمشاغل الإنسان.

وعن مضمون مشاركته في الدورة الخامسة لمهرجان الغناء بالفصحى في الظهران، قال لطفي بوشناق إنّ وقته كله مخصّص للإنتاج الفني الجديد، وسيقدّم في المهرجان قصيدًا جديدًا للشاعرة شيراز جردق بعنوان «نشيد القدس»، وأغنية عاطفية «حبيبي تعال»، وسيكون رفيق الدرب آدم فتحي حاضرًا بأكثر من قصيد، إلى جانب مواويل وارتجالات من المدونة الشعرية العربية بدرجة أولى.

وجوابًا عن سؤال حول حضور القصيد العربي في الأغنية اليوم، قال لطفي بوشناق إنه حضور يكاد يكون منعدمًا لولا بعض المحاولات هنا وهناك، ويبقى كلّ شيء رهين مبادرات المطربين. ويُعدّ مهرجان الغناء بالفصحى بمدينة الظهران السعودية من المواعيد الغنائية النادرة على المستوى العربي، التي تختصّ بالشعر الفصيح وحضوره في الأغنية، في هذا الزمن الذي طغت عليه الصورة واكتسحت ما يُعرف بـ«الأغنية السريعة» الساحة العربية بشكل لافت.

وعرفت تونس منذ تأسيس الرشيدية توجّهًا هامًّا لحضور القصيد في الأغنية، من خلال أسماء على غرار محمد سعيد الخلصي وعبد الرزاق كرباكة ومحمد المرزوقي. وتواصل هذا الاهتمام تأليفًا وأداءً مع شعراء في حجم وقيمة شاعر تونس الأول أبو القاسم الشابي، الذي تداول على تلحين قصيده الشهير والخالد «إرادة الحياة» أكثر من ملحّن تونسي وعربي، وتكفي الإشارة في هذا المجال إلى أنّ الفنانة اللبنانية الخالدة سعاد محمد شدَت وغنّت «إرادة الحياة» بلحنين مختلفين لحليم الرومي ثمّ رياض السنباطي.

ومن الشعراء أيضًا الذين وجدت قصائدهم طريقها إلى الموسيقى منوّر صمادح ونوّالدين صمود وجعفر ماجد وجميلة الماجري ومحمد الغزي والحبيب الأسود والجليدي العويني وحسونة قسومة، الذي كتب روائع غنائية باللهجة الفصيحة، إلى جانب ما كتبه حاتم القيزاني.

ولعلّ «صرخة» التي أدّاها صابر الرباعي أبرز مثال على حضور القصيد في الأغنية التونسية، كما برز حسن شلبي بكتابة قصائد شعرية غنائية أدّى أغلبها لطفي بوشناق، واختار محمد الماجري التوجّه في جلّ ما لحّنه من أغنيات إلى اعتماد القصيد الفصيح، وغير ذلك كثير.

واليوم ترتفع الأصوات هنا وهناك منادية بضرورة العودة إلى القصيد، لمواجهة هذه الموجة من الاستسهال والسطحية في إنتاج الأغاني في تونس. فهل تكسب هذه الأصوات الرهان؟

 

محسن بن أحمد

قريبا الدورة الخامسة..   لطفي بوشناق وصابر الرباعي في مهرجان الغناء بالفصحى بمدينة الظهران السعودية

-لطفي بوشناق لـ«الصباح»: هذه الأغاني التي سأقدّمها في المهرجان

انطلقت الاستعدادات في مدينة الظهران السعودية لاحتضان الدورة الخامسة لمهرجان الغناء الفصيح بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي في الفترتين من 20 إلى 21 نوفمبر، ومن 27 إلى 28 نوفمبر، احتفالًا بجمال اللغة العربية الفصحى وتعزيز حضورها في المشهد الغنائي العربي المعاصر.

ويأتي مهرجان الغناء بالفصحى، كما جاء في بيان هيئة الموسيقى بمركّب الملك عبد العزيز الثقافي العالمي، «امتدادًا لجهود هيئة الموسيقى في تعزيز مكانة اللغة العربية الفصحى بوصفها لغةً فنيّةً راقيةً تعبّر عن الإبداع والهوية الثقافية، إلى جانب دعم المواهب الغنائية الشابة والاحتفاء بالموروث الثقافي الأصيل من خلال أعمال موسيقية تمزج بين الأصالة والتجديد، بما يُسهم في تعزيز حضور الفصحى في الأغنية الحديثة وإبراز ثراء التراث العربي وتنوّعه الفني». يشهد المهرجان في دورته الخامسة مشاركة عدد من الفنانين، نجد في مقدّمتهم من تونس لطفي بوشناق وصابر الرباعي، ومن العراق كاظم الساهر، ومن سوريا فايا يونان، ومن لبنان ولاء الجندي، إلى جانب عدد من الأصوات الغنائية السعودية على غرار نواف الجبرتي وبدر حكيم، ليقدّموا روائع القصائد العربية في قالب موسيقي يجمع بين الأصالة والإبداع.

وخصّ المطرب لطفي بوشناق «الصباح» بتصريح مطوّل حول هذه المشاركة، بالتعبير عن فخره واعتزازه بهذه المشاركة في مهرجان الغناء الفصيح بمدينة الظهران السعودية... هذا المهرجان الذي اختار أن يكون مختصًّا من خلال اهتمامه باللغة العربية، عنوان هويتنا ومصدر خصوصيتنا، وانتصارًا للقصيد العربي الفصيح في الأغنية العربية. وقال لطفي بوشناق إنّ قدره في مسيرته الغنائية، التي تمتدّ على أكثر من نصف قرن، أن يعيش ويغنّي القصائد العربية إيمانًا منه بأنها الأكثر تعبيرًا والتصاقًا بهموم ومشاغل الإنسان العربي وقضاياه المصيرية. وأكد أنّ جلّ ما قدّمه إلى الآن من أغنيات بالعربية الفصحى يدخل في إطار مشروعه الفني الطويل الأمد، الذي يهتمّ بالقضايا الإنسانية الحارقة في مختلف مجالات الحياة بما في ذلك العاطفة. وأضاف، وهذا لا يعني – والكلام للطفى بوشناق – إعلان القطيعة مع الأغنية الدارجة، حيث يتوفّر في هذا المجال على عديد الإنتاجات التي تتغنّى بالعاطفة السامية وتهتمّ بمشاغل الإنسان.

وعن مضمون مشاركته في الدورة الخامسة لمهرجان الغناء بالفصحى في الظهران، قال لطفي بوشناق إنّ وقته كله مخصّص للإنتاج الفني الجديد، وسيقدّم في المهرجان قصيدًا جديدًا للشاعرة شيراز جردق بعنوان «نشيد القدس»، وأغنية عاطفية «حبيبي تعال»، وسيكون رفيق الدرب آدم فتحي حاضرًا بأكثر من قصيد، إلى جانب مواويل وارتجالات من المدونة الشعرية العربية بدرجة أولى.

وجوابًا عن سؤال حول حضور القصيد العربي في الأغنية اليوم، قال لطفي بوشناق إنه حضور يكاد يكون منعدمًا لولا بعض المحاولات هنا وهناك، ويبقى كلّ شيء رهين مبادرات المطربين. ويُعدّ مهرجان الغناء بالفصحى بمدينة الظهران السعودية من المواعيد الغنائية النادرة على المستوى العربي، التي تختصّ بالشعر الفصيح وحضوره في الأغنية، في هذا الزمن الذي طغت عليه الصورة واكتسحت ما يُعرف بـ«الأغنية السريعة» الساحة العربية بشكل لافت.

وعرفت تونس منذ تأسيس الرشيدية توجّهًا هامًّا لحضور القصيد في الأغنية، من خلال أسماء على غرار محمد سعيد الخلصي وعبد الرزاق كرباكة ومحمد المرزوقي. وتواصل هذا الاهتمام تأليفًا وأداءً مع شعراء في حجم وقيمة شاعر تونس الأول أبو القاسم الشابي، الذي تداول على تلحين قصيده الشهير والخالد «إرادة الحياة» أكثر من ملحّن تونسي وعربي، وتكفي الإشارة في هذا المجال إلى أنّ الفنانة اللبنانية الخالدة سعاد محمد شدَت وغنّت «إرادة الحياة» بلحنين مختلفين لحليم الرومي ثمّ رياض السنباطي.

ومن الشعراء أيضًا الذين وجدت قصائدهم طريقها إلى الموسيقى منوّر صمادح ونوّالدين صمود وجعفر ماجد وجميلة الماجري ومحمد الغزي والحبيب الأسود والجليدي العويني وحسونة قسومة، الذي كتب روائع غنائية باللهجة الفصيحة، إلى جانب ما كتبه حاتم القيزاني.

ولعلّ «صرخة» التي أدّاها صابر الرباعي أبرز مثال على حضور القصيد في الأغنية التونسية، كما برز حسن شلبي بكتابة قصائد شعرية غنائية أدّى أغلبها لطفي بوشناق، واختار محمد الماجري التوجّه في جلّ ما لحّنه من أغنيات إلى اعتماد القصيد الفصيح، وغير ذلك كثير.

واليوم ترتفع الأصوات هنا وهناك منادية بضرورة العودة إلى القصيد، لمواجهة هذه الموجة من الاستسهال والسطحية في إنتاج الأغاني في تونس. فهل تكسب هذه الأصوات الرهان؟

 

محسن بن أحمد