«ظافر العابدين» في جلسة حوار بعنوان «من التمثيل إلى التأليف: الفنانون يرون الحكايــة»
«ويل سميت» من بين ضيوف المعرض وجلسة خاصة بتجربته الفنية والحياتية
مئات الكتب بلغات مختلفة في جناح اليونان، ضيف الشرف، مع مشاركة لعشرات المبدعين والباحثين اليونانيين
الشارقة – الإمارات –الصباح ، من مبعوثتنا إيمان عبد اللطيف
افتُتحت أمس الأربعاء 5 نوفمبر الجاري فعاليات الدورة الـ44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يحتضنه «مركز إكسبو الشارقة» إلى غاية 16 من الشهر ذاته، تحت شعار «بينك وبين الكتاب». هذا الشعار ليس اختيارا عابرا، بل صياغة شاعرية تختزل علاقة الإنسان بالصفحة المطبوعة، تلك العلاقة التي تشبه الخيط الخفي الذي يشدّ القارئ نحو عالم من الفكر والتأمل والانفعال والدهشة، ويعيد التذكير بأن الكتاب ما يزال قادرا على ملامسة الروح حتى في زمنٍ تغمر فيه الشاشات يوميات الناس وتتشكل الذكريات عبر الصور العابرة.
وقد أعلن عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، خلال حفل الافتتاح، عن الانتهاء من المرحلة الأولى من الموسوعة العربية الشاملة واسمها «الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والإعلام»، حيث بلغ عدد المجلدات 44 مجلدا.
كما أعلن أنه سيتم في نوفمبر من سنة 2026 الإعلان عن المرحلة الثانية المتعلقة بالموسوعة الإنسانية وعدد من أعلام الشعراء واللغويين والمفسرين والمحدثين، وسيتواصل البحث إلى حين الانتهاء من المرحلة الثالثة التي ستكون سنة 2027، والمرحلة الرابعة في سنة 2028، لتكتمل أكبر موسوعة علمية ثقافية تُعرف بالعلوم والفنون والمصطلحات والتراجم والأعلام، من أجل ربط الجيل المعاصر بتاريخ أسلافهم».
كما تمّ خلال حفل الافتتاح الاحتفاء بالكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي «شخصية العام الثقافية» للدورة الـ44، تقديرا لمسيرته الأدبية الممتدة لأكثر من خمسة عقود، وإسهاماته المتميزة في المسرح والرواية والعمل الثقافي العربي. فحضرت «غزّة» في الكلمة التي ألقاها بمناسبة تكريمه، قائلا: «غزة بؤرة نضال صامدة اعترف لها العالم كلّه بالنبل والجسارة في المقاومة والصمود أمام حملات القتل والتجويع».
وذكّر الكاتب محمد سلماوي أنّه «في خضمّ الحرب نسي البعض أن غزة واحدة من أقدم مدننا العربية، وأن جذورها تعود إلى أكثر من 3500 عام، وأن تدميرها يكاد يكون تدميرا لحضارات العالم كلها، فهي تحتضن آثارا مصرية قديمة وإغريقية ورومانية وبيزنطية وكنعانية وفينيقية وإسلامية ومملوكية وعثمانية. ومع حملات القتل والتجويع غفل العالم عن خطط القضاء على تاريخ القطاع وهويته». وأضاف: «جرى تدمير أكثر من 200 معلم من أهم المعالم الأثرية النادرة، من بينها مسجد السيد هاشم وكنيسة بريفوريوس ثالث أقدم كنائس العالم قاطبة، والمقابر الرومانية التي يعود تاريخها لأكثر من ألفي عام».
والجدير بالتأكيد أنّ الشارقة تشهد منذ سنوات طويلة حضورا متجددا في المشهد الثقافي العربي والعالمي، حضورا لا يقوم على مجرد تنظيم الفعاليات أو احتضان المؤتمرات، بل على بناء رؤية ثقافية عميقة تعتبر المعرفة حقا أصيلا للإنسان، ومساحة لتبادل الخبرات والنقاشات وتجويد الذائقة وتوسيع المدارك.
ففي دورة هذه السنة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تُشارك 118 دولة من مختلف القارات، في مشهد ثقافي شديد التنوع، حيث تجتمع أكثر من 2350 دار نشر عربية وأجنبية تقدم ملايين العناوين بلغات متعددة، وترحب بأكثر من 250 مبدعا ومفكرا وباحثا وأديبا من 66 دولة، يشاركون في أكثر من 1200 فعالية تجمع بين الجلسات الحوارية وورشات الكتابة والعروض الفنية واللقاءات الجماهيرية المفتوحة.
هذا الحراك الثقافي الضخم يعكس استمرار الشارقة في تعزيز مكانة الكتاب بوصفه وسيلة للمعرفة والتربية الجمالية وتشكيل الوعي النقدي، ويعيد التأكيد على أن الاستثمار في الثقافة ليس ترفا، بل رهانا استراتيجيا على الإنسان باعتباره محور التحولات الحضارية. وعلى هذا الأساس أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، يوم أمس خلال الجلسة الافتتاحية، تصدّر معرض الشارقة الدولي للكتاب المركز الأول عالميا ضمن معارض الكتب للعام الخامس على التوالي.
وفي إطار الاحتفاء بالحضارات الإنسانية التي أسهمت في تشكيل الفكر العالمي، اختار المعرض اليونان ضيف شرف لهذه الدورة، تكريما لإرثها الثقافي الممتد من الفلسفة والشعر والمسرح والملاحم الكبرى إلى التجارب المعاصرة في الأدب والفنون.
وتقدّم اليونان مشاركتها من خلال جناح واسع يضم 58 دار نشر ومؤسسة ثقافية، تعرض 600 عنوان بلغات مختلفة، ويشارك فيه أكثر من 70 شخصية يونانية من أدباء ومترجمين وفنانين وأكاديميين. ويقدّم الجناح فعاليات متعددة، من بينها معرض بعنوان «الأدب اليوناني: الرحلة الطويلة»، يستحضر أثر الشعراء والفلاسفة اليونانيين في تشكيل الهوية الثقافية الأوروبية والعالمية، وصولا إلى الأدب اليوناني الحديث الذي لا يزال يشتبك مع أسئلة الحرية والقلق الوجودي والمنفى والحياة اليومية. كما يشهد الجناح عروضا مسرحية وموسيقية مستوحاة من تراث الشعر اليوناني، إضافة إلى ورشات عمل مشتركة بين كتّاب ومترجمين وناشرين يونانيين وإماراتيين، لبحث سبل تطوير حركة الترجمة والتعاون الثقافي. ويصل الاحتفاء إلى تفاصيل الحياة اليومية من خلال مشاركة الطهاة اليونانيين في «ركن الطهي» لتعريف الجمهور بتراث المائدة المتوسطية.
ولأن المشهد الثقافي المعاصر يتداخل فيه المكتوب بالمسموع والمرئي والرقمي، يطلق المعرض هذا العام «أكاديمية التواصل الاجتماعي»، وهي مساحة جديدة تمزج بين المعرفة الأدبية وبين مهارات صناعة المحتوى، عبر 24 جلسة تفاعلية يؤطّرها مؤثرون وخبراء في الإعلام والفن والتكنولوجيا. كما يقدّم برنامجا مبتكرا بعنوان «صيدلة الشعر»، حيث يحصل الزوار على «وصفات شعرية» مخصصة لهم. وتستضيف محطة «البودكاست» في المعرض برامج عربية شهيرة من الإمارات والسعودية وعُمان، في جلسات حية تشرك الجمهور في صناعة الحوار لا مجرد استقباله.
ويحتضن المعرض أيضا النسخة الرابعة من «مهرجان الإثارة والتشويق»، حيث يجتمع كتّاب أدب الجريمة والغموض مع قرائهم في نقاشات مفتوحة حول بناء الحبكة واستراتيجيات التشويق وتشكيل الشخصيات وتطوير الأحداث. هذا النوع الأدبي الذي يحظى بشعبية متزايدة، يجد في المعرض فرصة لتقديم نفسه كأدب جادّ قادر على مساءلة المجتمع وتفكيك البنية النفسية للشخصيات من خلال مسار قصصي متوتر.
ولأن الثقافة ليست محصورة في الكتب وحدها، يستضيف المعرض شخصيات عالمية بارزة من مجالات متعددة. وسيكون الجمهور على موعد مع لقاء مع النجم العالمي «ويل سميث» مساء 14 نوفمبر، حيث سيتحدث عن تجربته التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود في السينما والموسيقى والكتابة والتنمية الذاتية، مقدّما رؤيته حول الإصرار والقدرة على تجاوز الأزمات وإعادة البناء من جديد. كما يشارك النجمان العربيان ظافر العابدين وخالد الصاوي في جلسة بعنوان «من التمثيل إلى التأليف: الفنانون يرون الحكاية»، للحديث عن الانتقال من الأداء أمام الكاميرا إلى التعبير عبر الكتابة كمساحة أعمق لاختبار الذات.
ويستضيف المعرض أيضا نخبة من المفكرين والكتّاب العرب، من بينهم الدكتور سلطان العميمي، سعادة عيسى يوسف، الدكتور زاهي حواس، الدكتور وسيم السيسي، الكاتب الكويتي طالب الرفاعي، الروائي عبد الوهاب الرفاعي، ورجل الأعمال والمتحدث المصري محمد جودت. كما يشارك في المعرض أسماء عالمية أثرت النقاش الفكري المعاصر، مثل الفيزيائي الإيطالي كارلو روفيلي، والروائي الأيرلندي بول لينش، والكاتبة النيجيرية تشيماماندا نغوزي أديتشي، التي تناقش في حضورها العلاقة بين الهوية واللغة والكتابة بعد الاستعمار، إضافة إلى الكاتبة الهندية بانو مشتاق، وعالمة النفس البريطانية جولي سميث، والكاتبة الباكستانية ميرا سيثي.
وإلى جانب ذلك، يشهد البرنامج الثقافي أكثر من 300 فعالية يشارك فيها ضيوف من 19 دولة و62 ضيفا عربيا و30 إماراتيا، مع مشاركة أولى لضيوف من عشر دول جديدة من القارات الإفريقية والآسيوية واللاتينية، مما يوسّع دائرة الحوار الثقافي ويجعل المعرض مساحة لتقاطعات متعددة بين التجارب الإنسانية المختلفة. كما تنطلق خلال المعرض أعمال النسخة الثانية عشرة من مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات، بالشراكة مع جمعية المكتبات الأمريكية، بحضور أكثر من 400 مشارك من أمناء المكتبات والباحثين والخبراء، لمناقشة مستقبل إدارة المعرفة في ظل التحول الرقمي.
أما «ركن الطهي»، فيقدّم 35 عرض طبخ حي بمشاركة 14 طاهيا عالميا، لتكون الثقافة في هذه الدورة ليست فقط فكرا ومعرفة، بل أيضا مذاقات وروائح وتجارب حسية تكمّل صورة المعرض بوصفه احتفالا شاملا بالحياة.
«ظافر العابدين» في جلسة حوار بعنوان «من التمثيل إلى التأليف: الفنانون يرون الحكايــة»
«ويل سميت» من بين ضيوف المعرض وجلسة خاصة بتجربته الفنية والحياتية
مئات الكتب بلغات مختلفة في جناح اليونان، ضيف الشرف، مع مشاركة لعشرات المبدعين والباحثين اليونانيين
الشارقة – الإمارات –الصباح ، من مبعوثتنا إيمان عبد اللطيف
افتُتحت أمس الأربعاء 5 نوفمبر الجاري فعاليات الدورة الـ44 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يحتضنه «مركز إكسبو الشارقة» إلى غاية 16 من الشهر ذاته، تحت شعار «بينك وبين الكتاب». هذا الشعار ليس اختيارا عابرا، بل صياغة شاعرية تختزل علاقة الإنسان بالصفحة المطبوعة، تلك العلاقة التي تشبه الخيط الخفي الذي يشدّ القارئ نحو عالم من الفكر والتأمل والانفعال والدهشة، ويعيد التذكير بأن الكتاب ما يزال قادرا على ملامسة الروح حتى في زمنٍ تغمر فيه الشاشات يوميات الناس وتتشكل الذكريات عبر الصور العابرة.
وقد أعلن عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، خلال حفل الافتتاح، عن الانتهاء من المرحلة الأولى من الموسوعة العربية الشاملة واسمها «الموسوعة العربية الشاملة في العلوم والآداب والفنون والإعلام»، حيث بلغ عدد المجلدات 44 مجلدا.
كما أعلن أنه سيتم في نوفمبر من سنة 2026 الإعلان عن المرحلة الثانية المتعلقة بالموسوعة الإنسانية وعدد من أعلام الشعراء واللغويين والمفسرين والمحدثين، وسيتواصل البحث إلى حين الانتهاء من المرحلة الثالثة التي ستكون سنة 2027، والمرحلة الرابعة في سنة 2028، لتكتمل أكبر موسوعة علمية ثقافية تُعرف بالعلوم والفنون والمصطلحات والتراجم والأعلام، من أجل ربط الجيل المعاصر بتاريخ أسلافهم».
كما تمّ خلال حفل الافتتاح الاحتفاء بالكاتب والمسرحي المصري محمد سلماوي «شخصية العام الثقافية» للدورة الـ44، تقديرا لمسيرته الأدبية الممتدة لأكثر من خمسة عقود، وإسهاماته المتميزة في المسرح والرواية والعمل الثقافي العربي. فحضرت «غزّة» في الكلمة التي ألقاها بمناسبة تكريمه، قائلا: «غزة بؤرة نضال صامدة اعترف لها العالم كلّه بالنبل والجسارة في المقاومة والصمود أمام حملات القتل والتجويع».
وذكّر الكاتب محمد سلماوي أنّه «في خضمّ الحرب نسي البعض أن غزة واحدة من أقدم مدننا العربية، وأن جذورها تعود إلى أكثر من 3500 عام، وأن تدميرها يكاد يكون تدميرا لحضارات العالم كلها، فهي تحتضن آثارا مصرية قديمة وإغريقية ورومانية وبيزنطية وكنعانية وفينيقية وإسلامية ومملوكية وعثمانية. ومع حملات القتل والتجويع غفل العالم عن خطط القضاء على تاريخ القطاع وهويته». وأضاف: «جرى تدمير أكثر من 200 معلم من أهم المعالم الأثرية النادرة، من بينها مسجد السيد هاشم وكنيسة بريفوريوس ثالث أقدم كنائس العالم قاطبة، والمقابر الرومانية التي يعود تاريخها لأكثر من ألفي عام».
والجدير بالتأكيد أنّ الشارقة تشهد منذ سنوات طويلة حضورا متجددا في المشهد الثقافي العربي والعالمي، حضورا لا يقوم على مجرد تنظيم الفعاليات أو احتضان المؤتمرات، بل على بناء رؤية ثقافية عميقة تعتبر المعرفة حقا أصيلا للإنسان، ومساحة لتبادل الخبرات والنقاشات وتجويد الذائقة وتوسيع المدارك.
ففي دورة هذه السنة من معرض الشارقة الدولي للكتاب، تُشارك 118 دولة من مختلف القارات، في مشهد ثقافي شديد التنوع، حيث تجتمع أكثر من 2350 دار نشر عربية وأجنبية تقدم ملايين العناوين بلغات متعددة، وترحب بأكثر من 250 مبدعا ومفكرا وباحثا وأديبا من 66 دولة، يشاركون في أكثر من 1200 فعالية تجمع بين الجلسات الحوارية وورشات الكتابة والعروض الفنية واللقاءات الجماهيرية المفتوحة.
هذا الحراك الثقافي الضخم يعكس استمرار الشارقة في تعزيز مكانة الكتاب بوصفه وسيلة للمعرفة والتربية الجمالية وتشكيل الوعي النقدي، ويعيد التأكيد على أن الاستثمار في الثقافة ليس ترفا، بل رهانا استراتيجيا على الإنسان باعتباره محور التحولات الحضارية. وعلى هذا الأساس أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، يوم أمس خلال الجلسة الافتتاحية، تصدّر معرض الشارقة الدولي للكتاب المركز الأول عالميا ضمن معارض الكتب للعام الخامس على التوالي.
وفي إطار الاحتفاء بالحضارات الإنسانية التي أسهمت في تشكيل الفكر العالمي، اختار المعرض اليونان ضيف شرف لهذه الدورة، تكريما لإرثها الثقافي الممتد من الفلسفة والشعر والمسرح والملاحم الكبرى إلى التجارب المعاصرة في الأدب والفنون.
وتقدّم اليونان مشاركتها من خلال جناح واسع يضم 58 دار نشر ومؤسسة ثقافية، تعرض 600 عنوان بلغات مختلفة، ويشارك فيه أكثر من 70 شخصية يونانية من أدباء ومترجمين وفنانين وأكاديميين. ويقدّم الجناح فعاليات متعددة، من بينها معرض بعنوان «الأدب اليوناني: الرحلة الطويلة»، يستحضر أثر الشعراء والفلاسفة اليونانيين في تشكيل الهوية الثقافية الأوروبية والعالمية، وصولا إلى الأدب اليوناني الحديث الذي لا يزال يشتبك مع أسئلة الحرية والقلق الوجودي والمنفى والحياة اليومية. كما يشهد الجناح عروضا مسرحية وموسيقية مستوحاة من تراث الشعر اليوناني، إضافة إلى ورشات عمل مشتركة بين كتّاب ومترجمين وناشرين يونانيين وإماراتيين، لبحث سبل تطوير حركة الترجمة والتعاون الثقافي. ويصل الاحتفاء إلى تفاصيل الحياة اليومية من خلال مشاركة الطهاة اليونانيين في «ركن الطهي» لتعريف الجمهور بتراث المائدة المتوسطية.
ولأن المشهد الثقافي المعاصر يتداخل فيه المكتوب بالمسموع والمرئي والرقمي، يطلق المعرض هذا العام «أكاديمية التواصل الاجتماعي»، وهي مساحة جديدة تمزج بين المعرفة الأدبية وبين مهارات صناعة المحتوى، عبر 24 جلسة تفاعلية يؤطّرها مؤثرون وخبراء في الإعلام والفن والتكنولوجيا. كما يقدّم برنامجا مبتكرا بعنوان «صيدلة الشعر»، حيث يحصل الزوار على «وصفات شعرية» مخصصة لهم. وتستضيف محطة «البودكاست» في المعرض برامج عربية شهيرة من الإمارات والسعودية وعُمان، في جلسات حية تشرك الجمهور في صناعة الحوار لا مجرد استقباله.
ويحتضن المعرض أيضا النسخة الرابعة من «مهرجان الإثارة والتشويق»، حيث يجتمع كتّاب أدب الجريمة والغموض مع قرائهم في نقاشات مفتوحة حول بناء الحبكة واستراتيجيات التشويق وتشكيل الشخصيات وتطوير الأحداث. هذا النوع الأدبي الذي يحظى بشعبية متزايدة، يجد في المعرض فرصة لتقديم نفسه كأدب جادّ قادر على مساءلة المجتمع وتفكيك البنية النفسية للشخصيات من خلال مسار قصصي متوتر.
ولأن الثقافة ليست محصورة في الكتب وحدها، يستضيف المعرض شخصيات عالمية بارزة من مجالات متعددة. وسيكون الجمهور على موعد مع لقاء مع النجم العالمي «ويل سميث» مساء 14 نوفمبر، حيث سيتحدث عن تجربته التي تمتد لأكثر من ثلاثة عقود في السينما والموسيقى والكتابة والتنمية الذاتية، مقدّما رؤيته حول الإصرار والقدرة على تجاوز الأزمات وإعادة البناء من جديد. كما يشارك النجمان العربيان ظافر العابدين وخالد الصاوي في جلسة بعنوان «من التمثيل إلى التأليف: الفنانون يرون الحكاية»، للحديث عن الانتقال من الأداء أمام الكاميرا إلى التعبير عبر الكتابة كمساحة أعمق لاختبار الذات.
ويستضيف المعرض أيضا نخبة من المفكرين والكتّاب العرب، من بينهم الدكتور سلطان العميمي، سعادة عيسى يوسف، الدكتور زاهي حواس، الدكتور وسيم السيسي، الكاتب الكويتي طالب الرفاعي، الروائي عبد الوهاب الرفاعي، ورجل الأعمال والمتحدث المصري محمد جودت. كما يشارك في المعرض أسماء عالمية أثرت النقاش الفكري المعاصر، مثل الفيزيائي الإيطالي كارلو روفيلي، والروائي الأيرلندي بول لينش، والكاتبة النيجيرية تشيماماندا نغوزي أديتشي، التي تناقش في حضورها العلاقة بين الهوية واللغة والكتابة بعد الاستعمار، إضافة إلى الكاتبة الهندية بانو مشتاق، وعالمة النفس البريطانية جولي سميث، والكاتبة الباكستانية ميرا سيثي.
وإلى جانب ذلك، يشهد البرنامج الثقافي أكثر من 300 فعالية يشارك فيها ضيوف من 19 دولة و62 ضيفا عربيا و30 إماراتيا، مع مشاركة أولى لضيوف من عشر دول جديدة من القارات الإفريقية والآسيوية واللاتينية، مما يوسّع دائرة الحوار الثقافي ويجعل المعرض مساحة لتقاطعات متعددة بين التجارب الإنسانية المختلفة. كما تنطلق خلال المعرض أعمال النسخة الثانية عشرة من مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات، بالشراكة مع جمعية المكتبات الأمريكية، بحضور أكثر من 400 مشارك من أمناء المكتبات والباحثين والخبراء، لمناقشة مستقبل إدارة المعرفة في ظل التحول الرقمي.
أما «ركن الطهي»، فيقدّم 35 عرض طبخ حي بمشاركة 14 طاهيا عالميا، لتكون الثقافة في هذه الدورة ليست فقط فكرا ومعرفة، بل أيضا مذاقات وروائح وتجارب حسية تكمّل صورة المعرض بوصفه احتفالا شاملا بالحياة.