إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تحتضن قمة الاستثمار الذكي في جانفي 2026.. تونس تراهن على الذكاء لصناعة اقتصاد المعرفة والابتكار

في خضمّ التحولات الاقتصادية العالمية المتسارعة، وتنامي دور الرقمنة في رسم مستقبل الدول، تبرز تونس اليوم كمنصة واعدة للإبداع والاستثمار الذكي في شمال إفريقيا، مسلّحة برؤية طموحة تُعوّل على التحول الرقمي، الاقتصاد المعرفي، وطاقاتها البشرية لبناء اقتصاد حديث ومتجدد.

ومنذ سنوات، لم تعد تونس تراهن على الاقتصاد التقليدي وحده، بل تبنّت خيارًا استراتيجيًا يقوم على الابتكار وريادة الأعمال وتحفيز الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا العالية والاقتصاد الأخضر والمستدام، مما جعلها محط اهتمام المتابعين الاقتصاديين والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.

في هذا السياق العالمي الذي يتسم بتغيرات اقتصادية متسارعة وتحولات في سلاسل التوريد العالمية، تسعى بلادنا إلى ترسيخ موقعها كمركز إقليمي جاذب للاستثمار، وممر استراتيجي يربط بين الأسواق الأوروبية المتقدمة والديناميكية الإفريقية الصاعدة.

ورغم التحديات الاقتصادية التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة، فإن موقعها الجغرافي، ورصيدها البشري، والإصلاحات الهيكلية التي أُطلقت، تجعل منها مرشّحًا واعدًا للعب دور محوري في خارطة الاستثمار الإقليمي والدولي.

فتونس تقع في مفترق طرق جغرافي استثنائي، فهي على بعد أقل من ساعة طيران من عواصم أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا، وعلى مرمى نظر من الأسواق الإفريقية المتعطشة للشراكة والاستثمار. هذا الموقع لم يكن يومًا ميزة جغرافية فقط، بل أصبح اليوم قاعدة لرؤية اقتصادية تعتمد على جعل بلادنا منصة تصدير نحو أوروبا بفضل اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ومنطقة التبادل الحرّ مع العديد من الدول الإفريقية، إلى جانب تعزيز دورها كمركز لوجستي إقليمي من خلال تطوير موانئ ومطارات ومنصات تجارية حديثة.

تونس وإفريقيا.. شراكة واعدة

في السنوات الأخيرة، كثّفت تونس من انفتاحها على العمق الإفريقي من خلال الانضمام إلى منطقة التبادل الحرّ القارية الإفريقية «زليكاف»، وهو ما منح المؤسسات التونسية منفذًا مباشرًا إلى سوق تضم أكثر من 1.3 مليار مستهلك، إلى جانب فتح خطوط طيران مباشرة نحو العديد من العواصم الإفريقية، بالإضافة إلى تشجيع المؤسسات التونسية على الاستثمار في إفريقيا، لا سيما في قطاعات الصحة، التعليم، البناء، والخدمات المالية.

هذا التوجه الإفريقي يهدف إلى تنويع الشركاء التجاريين، وتقليص الاعتماد المفرط على السوق الأوروبية، مع المحافظة على متانتها.

توجه استراتيجي نحو اقتصاد المعرفة والابتكار

كما تسعى تونس إلى إعادة صياغة نموذجها التنموي من خلال التوجه بشكل استراتيجي نحو اقتصاد المعرفة والابتكار، واضعة في صميم رؤيتها أن المستقبل لن يُبنى بالموارد التقليدية فقط بل بالعقول والتكنولوجيا والمعرفة.

هذا التحول لم يعد مجرّد خيار تنموي، بل ضرورة اقتصادية تمليها التحديات المحلية والدولية، وتفرضها متغيرات السوق العالمية التي أصبحت تكافئ الابتكار وتراهن على الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا العميقة كمحرّكات أساسية للنمو.

وفي خطوة جديدة تعكس التوجه الاستراتيجي للبلاد نحو اقتصاد المعرفة والابتكار، تستعد تونس لاحتضان قمة الاستثمار الذكي «Smart Invest» يومي 28 و29 جانفي 2026، وذلك تحت شعار: «الاستثمار الذكي، لمستقبل ذكي».

الحدث، الذي يُنظم بشراكة بين القطاعين العام والخاص، سيجمع نخبة من صناع القرار، المستثمرين الدوليين، الشركات الناشئة، والخبراء في مجالات التكنولوجيا، التحول الرقمي، الاقتصاد الأخضر، والتمويل المستدام.

ستجمع القمة بين نخبة من المستثمرين الدوليين ورواد الأعمال وصناع القرار الاقتصادي وممثلي الهيئات والمؤسسات الرسمية، بهدف دعم بيئة ريادة الأعمال وتحفيز الابتكار وتعزيز التعاون الدولي في مجال الاستثمار.

ويمتد الحدث على مدى يومين ويتضمن برنامجه عقد جلسات حوارية ومؤتمرات رفيعة المستوى يشارك فيها خبراء ومتحدثون من تونس والخارج، إلى جانب جلسات “بيتش” مخصصة لعرض مشاريع ناشئة مبتكرة أمام مستثمرين وصناديق استثمار.

منصة للإبداع والاستثمار الذكي

إن اختيار تونس لاحتضان هذه القمة الإقليمية والدولية يعكس مكانتها المتصاعدة كمركز ناشئ للاستثمار الذكي في شمال إفريقيا، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي، ومواردها البشرية المؤهلة، والبنية التحتية الرقمية المتطورة.

القمة تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين المستثمرين وصناع المشاريع الناشئة، وتحفيز الاستثمار في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، مثل الاقتصاد الرقمي، الطاقات المتجددة، التكنولوجيا المالية (FinTech)، الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية والتنقل المستدام.

وتهدف «سمارت إنفست 2026» إلى تسليط الضوء على فرص الاستثمار الذكي في تونس والمنطقة وربط المشاريع الناشئة بالممولين المحليين والدوليين، إلى جانب تبادل التجارب حول السياسات الحكومية الداعمة للابتكار وتعزيز بيئة ريادة الأعمال وتكريس ثقافة الاستثمار المسؤول والمستدام، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات وشراكات جديدة بين القطاعين العام والخاص.

كما سيتم بالمناسبة تنظيم لقاءات أعمال ثنائية (نُظّم عبر تطبيق إلكتروني مخصص لتسهيل التشبيك المهني مع برمجة معارض قطاعية تعرض أحدث التوجهات في مجالات التكنولوجيا والطاقة والاقتصاد الرقمي والمالية).

ومن المنتظر أن تشهد القمة حضورا رفيع المستوى يضم مستثمرين دوليين وصناديق تمويل كبرى وشركات ناشئة مبتكرة ورواد أعمال تونسيين وأجانب وكذلك صناع القرار والمسؤولين الحكوميين في مجالات الاقتصاد والاستثمار.

وتأتي هذه القمة في سياق التوجه نحو ترسيخ موقع تونس مركزًا إقليميًا جاذبًا للاستثمار ومفتوحًا على الأسواق الإفريقية والأوروبية، مع التركيز على القطاعات الواعدة ذات القيمة المضافة العالية. ويتوقع أن تثمر هذه الفعالية عن شراكات استراتيجية وفرص تمويل جديدة وفتح آفاق أمام الشركات الناشئة للانفتاح على الأسواق الدولية.

جهاد الكلبوسي

تحتضن قمة الاستثمار الذكي في جانفي 2026..   تونس تراهن على الذكاء لصناعة اقتصاد المعرفة والابتكار

في خضمّ التحولات الاقتصادية العالمية المتسارعة، وتنامي دور الرقمنة في رسم مستقبل الدول، تبرز تونس اليوم كمنصة واعدة للإبداع والاستثمار الذكي في شمال إفريقيا، مسلّحة برؤية طموحة تُعوّل على التحول الرقمي، الاقتصاد المعرفي، وطاقاتها البشرية لبناء اقتصاد حديث ومتجدد.

ومنذ سنوات، لم تعد تونس تراهن على الاقتصاد التقليدي وحده، بل تبنّت خيارًا استراتيجيًا يقوم على الابتكار وريادة الأعمال وتحفيز الاستثمارات في قطاعات التكنولوجيا العالية والاقتصاد الأخضر والمستدام، مما جعلها محط اهتمام المتابعين الاقتصاديين والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.

في هذا السياق العالمي الذي يتسم بتغيرات اقتصادية متسارعة وتحولات في سلاسل التوريد العالمية، تسعى بلادنا إلى ترسيخ موقعها كمركز إقليمي جاذب للاستثمار، وممر استراتيجي يربط بين الأسواق الأوروبية المتقدمة والديناميكية الإفريقية الصاعدة.

ورغم التحديات الاقتصادية التي عرفتها البلاد في السنوات الأخيرة، فإن موقعها الجغرافي، ورصيدها البشري، والإصلاحات الهيكلية التي أُطلقت، تجعل منها مرشّحًا واعدًا للعب دور محوري في خارطة الاستثمار الإقليمي والدولي.

فتونس تقع في مفترق طرق جغرافي استثنائي، فهي على بعد أقل من ساعة طيران من عواصم أوروبية مثل فرنسا وإيطاليا، وعلى مرمى نظر من الأسواق الإفريقية المتعطشة للشراكة والاستثمار. هذا الموقع لم يكن يومًا ميزة جغرافية فقط، بل أصبح اليوم قاعدة لرؤية اقتصادية تعتمد على جعل بلادنا منصة تصدير نحو أوروبا بفضل اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، ومنطقة التبادل الحرّ مع العديد من الدول الإفريقية، إلى جانب تعزيز دورها كمركز لوجستي إقليمي من خلال تطوير موانئ ومطارات ومنصات تجارية حديثة.

تونس وإفريقيا.. شراكة واعدة

في السنوات الأخيرة، كثّفت تونس من انفتاحها على العمق الإفريقي من خلال الانضمام إلى منطقة التبادل الحرّ القارية الإفريقية «زليكاف»، وهو ما منح المؤسسات التونسية منفذًا مباشرًا إلى سوق تضم أكثر من 1.3 مليار مستهلك، إلى جانب فتح خطوط طيران مباشرة نحو العديد من العواصم الإفريقية، بالإضافة إلى تشجيع المؤسسات التونسية على الاستثمار في إفريقيا، لا سيما في قطاعات الصحة، التعليم، البناء، والخدمات المالية.

هذا التوجه الإفريقي يهدف إلى تنويع الشركاء التجاريين، وتقليص الاعتماد المفرط على السوق الأوروبية، مع المحافظة على متانتها.

توجه استراتيجي نحو اقتصاد المعرفة والابتكار

كما تسعى تونس إلى إعادة صياغة نموذجها التنموي من خلال التوجه بشكل استراتيجي نحو اقتصاد المعرفة والابتكار، واضعة في صميم رؤيتها أن المستقبل لن يُبنى بالموارد التقليدية فقط بل بالعقول والتكنولوجيا والمعرفة.

هذا التحول لم يعد مجرّد خيار تنموي، بل ضرورة اقتصادية تمليها التحديات المحلية والدولية، وتفرضها متغيرات السوق العالمية التي أصبحت تكافئ الابتكار وتراهن على الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا العميقة كمحرّكات أساسية للنمو.

وفي خطوة جديدة تعكس التوجه الاستراتيجي للبلاد نحو اقتصاد المعرفة والابتكار، تستعد تونس لاحتضان قمة الاستثمار الذكي «Smart Invest» يومي 28 و29 جانفي 2026، وذلك تحت شعار: «الاستثمار الذكي، لمستقبل ذكي».

الحدث، الذي يُنظم بشراكة بين القطاعين العام والخاص، سيجمع نخبة من صناع القرار، المستثمرين الدوليين، الشركات الناشئة، والخبراء في مجالات التكنولوجيا، التحول الرقمي، الاقتصاد الأخضر، والتمويل المستدام.

ستجمع القمة بين نخبة من المستثمرين الدوليين ورواد الأعمال وصناع القرار الاقتصادي وممثلي الهيئات والمؤسسات الرسمية، بهدف دعم بيئة ريادة الأعمال وتحفيز الابتكار وتعزيز التعاون الدولي في مجال الاستثمار.

ويمتد الحدث على مدى يومين ويتضمن برنامجه عقد جلسات حوارية ومؤتمرات رفيعة المستوى يشارك فيها خبراء ومتحدثون من تونس والخارج، إلى جانب جلسات “بيتش” مخصصة لعرض مشاريع ناشئة مبتكرة أمام مستثمرين وصناديق استثمار.

منصة للإبداع والاستثمار الذكي

إن اختيار تونس لاحتضان هذه القمة الإقليمية والدولية يعكس مكانتها المتصاعدة كمركز ناشئ للاستثمار الذكي في شمال إفريقيا، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي، ومواردها البشرية المؤهلة، والبنية التحتية الرقمية المتطورة.

القمة تمثل فرصة لتعزيز التعاون بين المستثمرين وصناع المشاريع الناشئة، وتحفيز الاستثمار في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية، مثل الاقتصاد الرقمي، الطاقات المتجددة، التكنولوجيا المالية (FinTech)، الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية والتنقل المستدام.

وتهدف «سمارت إنفست 2026» إلى تسليط الضوء على فرص الاستثمار الذكي في تونس والمنطقة وربط المشاريع الناشئة بالممولين المحليين والدوليين، إلى جانب تبادل التجارب حول السياسات الحكومية الداعمة للابتكار وتعزيز بيئة ريادة الأعمال وتكريس ثقافة الاستثمار المسؤول والمستدام، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات وشراكات جديدة بين القطاعين العام والخاص.

كما سيتم بالمناسبة تنظيم لقاءات أعمال ثنائية (نُظّم عبر تطبيق إلكتروني مخصص لتسهيل التشبيك المهني مع برمجة معارض قطاعية تعرض أحدث التوجهات في مجالات التكنولوجيا والطاقة والاقتصاد الرقمي والمالية).

ومن المنتظر أن تشهد القمة حضورا رفيع المستوى يضم مستثمرين دوليين وصناديق تمويل كبرى وشركات ناشئة مبتكرة ورواد أعمال تونسيين وأجانب وكذلك صناع القرار والمسؤولين الحكوميين في مجالات الاقتصاد والاستثمار.

وتأتي هذه القمة في سياق التوجه نحو ترسيخ موقع تونس مركزًا إقليميًا جاذبًا للاستثمار ومفتوحًا على الأسواق الإفريقية والأوروبية، مع التركيز على القطاعات الواعدة ذات القيمة المضافة العالية. ويتوقع أن تثمر هذه الفعالية عن شراكات استراتيجية وفرص تمويل جديدة وفتح آفاق أمام الشركات الناشئة للانفتاح على الأسواق الدولية.

جهاد الكلبوسي