إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

«إغتراب» ينافس على الهرم الذهبي.. «الروندة 13» و«كأن لم تكن» في المسابقة العربية.. حضور استثنائي للسينما التونسية في الدورة 46 لمهرجان القاهرة السينمائي

 

  • فيلم «صوت هند رجب» لكوثر بن هنية في الاختتام، وليلى بوزيد في لجنة التحكيم الدولية برئاسة المخرج العالمي نوري بيلجي جيلان
  • أصوات سينمائية شابة على الخط.. مريم الفرجاني ورامي الجربوعي في مسابقة الأفلام القصيرة، ومشروع فيلم سارة العابد في ملتقى القاهرة السينمائي

يتجلى تميز السينما التونسية في السنوات الأخيرة على المستوى الدولي عبر أصوات وتجارب لمختلف أجيالها، وخاصة الأصوات الشابة ذات الرؤى المجددة والجريئة في أساليب سردها. ومع إعلان تفاصيل برمجة الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الموعد السينمائي الوحيد في المنطقة العربية والإفريقية الحاضر ضمن قائمة المهرجانات الأهم في العالم والمصنف ضمن الفئة «A» من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF)، يؤكد هذا التميز الذي يُترجم من خلال وجود جانب هام من مشاريع السينما التونسية وتعبيراتها الإبداعية ضمن خيارات القاهرة السينمائي.

تلوّن الأفلام التونسية ورقات من برمجة القاهرة السينمائي من 12 إلى 21 نوفمبر المقبل، بحضور استثنائي في عدد من مسابقاته وضمن مشاريع المنصة الصناعية لهذا المهرجان العريق. وفي المسابقة الأهم (الدولية)، ينافس مهدي هميلي على الهرم الذهبي بأحدث أعماله السينمائية «اغتراب»، هذا الفيلم الذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان لوكارنو السينمائي، ويقدم عرضه العربي الأول في القاهرة السينمائي، مهرجان دعم تجارب المخرج التونسي الشاب، إذ سبق لمهدي هميلي المنافسة في مسابقة «آفاق السينما العربية» بفيلم «أطياف»، وحصد الفيلم جائزة أفضل ممثلة التي فازت بها بطلته عفاف بن محمود في الدورة الثالثة والأربعين من المهرجان.

تجارب عالمية وتنوع أساليب السرد

عودة مهدي هميلي إلى مهرجان القاهرة السينمائي، وتحديدا في المسابقة الدولية التي تضم عدداً من أهم التجارب السينمائية العالمية حديثة الإنتاج، تعكس البصمة الخاصة لهذا المخرج التي يبدو أنها باتت أكثر نضجاً وعمقاً مع تعدد تجاربه («تالة مون أمور»، «أطياف»، «فولاذ»..)

وفيلم «اغتراب» (127 دقيقة) لمهدي هميلي (كتابةً وإخراجاً)، من بطولة غانم الزرلي، مرام بن عزيزة، سليم بكار، محمد القلصي ويونس الفارحي.

صوت سينمائي تونسي ثانٍ يحضر في قائمة المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي، وتحديداً في خانة التحكيم، وهي المخرجة ليلى بوزيد. وتشارك صاحبة «على حلة عيني» في عضوية لجنة تحكيم المسابقة الدولية إلى جانب كلٍّ من المخرج الصيني غوان هو (من أفلامه «السيد ستة»، «بلاك دوغ»..)، والمخرج الروماني بوغدان موريسانو (من أعماله «العام الجديد لم يأتِ أبداً»)، والمخرجة المصرية نادين خان (فيلم «أبو صدام»)، والممثلة المصرية بسمة، ومركبة الأفلام الإيطالية سيمونا باجي (ومن أعمالها مونتاج فيلم «حمامات» لجياني أميليو)، ويرأس هذه اللجنة المخرج التركي نوري بيلجي جيلان، واحد من أهم صناع السينما في العالم وصاحب التجربة الإنسانية والفنية الملهمة («بعيد»، «حدث ذات مرة في الأناضول»، «ثلاثة قرود»..)

آفاق السينما العربية وتونس بفيلمين

وتُعتبر تونس البلد الوحيد الحاضر بفيلمين في مسابقة «آفاق السينما العربية» لمهرجان القاهرة السينمائي، إلى جانب البلد المنظِّم مصر بعملين في عرضهما العالمي الأول. إذ يعود محمد علي النهدي بفيلمه الروائي الطويل الثاني إلى القاهرة السينمائي ويحمل عنوان «الروندة 13» (بطولة عفاف بن محمود وحلمي الدريدي)، بعد مشاركة أولى في مسابقات هذا المهرجان سنة 2019 بفيلم «فاطوم» ضمن منافسة «سينما الغد» (وهي المسابقة المخصصة للأفلام القصيرة). وفي «الروندة 13» (89 دقيقة)، تتغير حياة «كامل» الملاكم المعتزل حين يكتشف مع زوجته «سامية» إصابة ابنهما «صبري» بورم خبيث.

وتنافس المخرجة سارة العبيدي في الفئة نفسها من المسابقات بفيلمها الجديد «كأن لم تكن» (looking for Ayda) ومدته (89 دقيقة)، وتدور أحداثه حول «عائدة» التي تعيش منعرجاً في حياتها بعد رحيلٍ مفاجئٍ لزميل تكنّ له مشاعر خاصة، كان يعمل معها في مركز للاتصالات. يشارك في تجسيد شخصيات الفيلم كلٌّ من زينب المالكي، نور الحجري، فاطمة الفالحي، ومحمد يحي الجزيري. وسبق للمخرجة التونسية التتويج في مصر بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية من خلال فيلمها الروائي الطويل الأول «بنزين» الحاصل على جائزة أحسن إسهام فني، وحصدت التتويج الممثلة «سندس بالحسن» الحاضرة كذلك ضمن أبطال «كأن لم تكن»، وجائزة مؤسسة شباب الفنانين المستقلين وتحمل اسم المخرج الراحل «رضوان الكاشف» لأحسن فيلم يتناول قضية إفريقية.

وتتشكل لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» من مدير التصوير المصري عبد السلام موسى، والمنتج المغربي كريم أيتونة، والخبيرة السويسرية نادية دريستي، وهي عضوة في مجلس إدارة مهرجان لوكارنو السينمائي.

تقنية الروتوسكوب وفيلم «العصافير لا تهاجر»

مسابقة الأفلام القصيرة بالدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي (من 12 إلى 21 نوفمبر 2025) ترفع شعار «الأصوات الجريئة والرؤى المتجددة»، فاختارت من إنتاجات السينما التونسية الأحدث، فيلم مريم الفرجاني «في البداية تحمر الوجنتان ثم نعتاد» (15 دقيقة)، والذي يشهد عرضه العالمي الأول بالدورة الحادية والأربعين من مهرجان وارسو السينمائي الدولي ببولونيا (من 10 إلى 19 أكتوبر الحالي). وهذا الفيلم القصير من بطولة ومخرجة العمل مريم الفرجاني، بارتولو كاسيراغي، وبرونو كاسيراغي.

ومن خياراته المتفردة في مسابقة الأفلام القصيرة، يبرمج القاهرة السينمائي فيلم رامي الجربوعي «العصافير لا تهاجر» (24 دقيقة). وهذا العمل التحريكي يقدم تصوّراً مغايراً ويعكس تميز تجربة رامي الجربوعي، الذي يعمل حالياً على تطوير فيلمه الطويل الأول «ملح». وفي «العصافير لا تهاجر»، وظّف المخرج التونسي الشاب تقنيات «الروتوسكوب» في معالجته البصرية لحكاية «يحيى»، الشاب المقعد في حي شعبي مهمّش يرغب في المغادرة والهجرة...

وتثمّن الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي النجاحات الأخيرة للسينما التونسية في اختتامها بعرض فيلم كوثر بن هنية «صوت هند رجب» الحائز على الأسد الفضي لمهرجان البندقية السينمائي. ويندرج حضور مرشح تونس للأوسكار «صوت هند رجب» ضمن القسم الرسمي (خارج المسابقة) للقاهرة السينمائي، محتفياً بفلسطين وإيماناً بدور السينما في التعبير عن قضايا الإنسانية والهوية والوطن.

وضمن مشاريع ملتقى القاهرة السينمائي في دورته الحادية عشرة من 17 إلى 20 نوفمبر 2025، والتي تُعقد خلال فعاليات المهرجان، تحضر المخرجة الشابة سارة العابد بمشروع فيلم «حفل وداع»، وذلك في فئة «مشاريع في قيد التطوير». وتُعتبر سارة العابد من الأصوات السينمائية التونسية الشابة التي بدأت خطواتها الأولى بعد دراسة السينما في كندا، وتتنقّل في خياراتها بين الروائي والوثائقي، كما توظف الكوميديا الساخرة في طرحها النقدي للمجتمع على غرار مضامين فيلمها «مفماش وقت للنساء».

نجلاء قموع

«إغتراب» ينافس على الهرم الذهبي.. «الروندة 13» و«كأن لم تكن» في المسابقة العربية..   حضور استثنائي للسينما التونسية في الدورة 46 لمهرجان القاهرة السينمائي

 

  • فيلم «صوت هند رجب» لكوثر بن هنية في الاختتام، وليلى بوزيد في لجنة التحكيم الدولية برئاسة المخرج العالمي نوري بيلجي جيلان
  • أصوات سينمائية شابة على الخط.. مريم الفرجاني ورامي الجربوعي في مسابقة الأفلام القصيرة، ومشروع فيلم سارة العابد في ملتقى القاهرة السينمائي

يتجلى تميز السينما التونسية في السنوات الأخيرة على المستوى الدولي عبر أصوات وتجارب لمختلف أجيالها، وخاصة الأصوات الشابة ذات الرؤى المجددة والجريئة في أساليب سردها. ومع إعلان تفاصيل برمجة الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الموعد السينمائي الوحيد في المنطقة العربية والإفريقية الحاضر ضمن قائمة المهرجانات الأهم في العالم والمصنف ضمن الفئة «A» من قبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF)، يؤكد هذا التميز الذي يُترجم من خلال وجود جانب هام من مشاريع السينما التونسية وتعبيراتها الإبداعية ضمن خيارات القاهرة السينمائي.

تلوّن الأفلام التونسية ورقات من برمجة القاهرة السينمائي من 12 إلى 21 نوفمبر المقبل، بحضور استثنائي في عدد من مسابقاته وضمن مشاريع المنصة الصناعية لهذا المهرجان العريق. وفي المسابقة الأهم (الدولية)، ينافس مهدي هميلي على الهرم الذهبي بأحدث أعماله السينمائية «اغتراب»، هذا الفيلم الذي شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان لوكارنو السينمائي، ويقدم عرضه العربي الأول في القاهرة السينمائي، مهرجان دعم تجارب المخرج التونسي الشاب، إذ سبق لمهدي هميلي المنافسة في مسابقة «آفاق السينما العربية» بفيلم «أطياف»، وحصد الفيلم جائزة أفضل ممثلة التي فازت بها بطلته عفاف بن محمود في الدورة الثالثة والأربعين من المهرجان.

تجارب عالمية وتنوع أساليب السرد

عودة مهدي هميلي إلى مهرجان القاهرة السينمائي، وتحديدا في المسابقة الدولية التي تضم عدداً من أهم التجارب السينمائية العالمية حديثة الإنتاج، تعكس البصمة الخاصة لهذا المخرج التي يبدو أنها باتت أكثر نضجاً وعمقاً مع تعدد تجاربه («تالة مون أمور»، «أطياف»، «فولاذ»..)

وفيلم «اغتراب» (127 دقيقة) لمهدي هميلي (كتابةً وإخراجاً)، من بطولة غانم الزرلي، مرام بن عزيزة، سليم بكار، محمد القلصي ويونس الفارحي.

صوت سينمائي تونسي ثانٍ يحضر في قائمة المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائي، وتحديداً في خانة التحكيم، وهي المخرجة ليلى بوزيد. وتشارك صاحبة «على حلة عيني» في عضوية لجنة تحكيم المسابقة الدولية إلى جانب كلٍّ من المخرج الصيني غوان هو (من أفلامه «السيد ستة»، «بلاك دوغ»..)، والمخرج الروماني بوغدان موريسانو (من أعماله «العام الجديد لم يأتِ أبداً»)، والمخرجة المصرية نادين خان (فيلم «أبو صدام»)، والممثلة المصرية بسمة، ومركبة الأفلام الإيطالية سيمونا باجي (ومن أعمالها مونتاج فيلم «حمامات» لجياني أميليو)، ويرأس هذه اللجنة المخرج التركي نوري بيلجي جيلان، واحد من أهم صناع السينما في العالم وصاحب التجربة الإنسانية والفنية الملهمة («بعيد»، «حدث ذات مرة في الأناضول»، «ثلاثة قرود»..)

آفاق السينما العربية وتونس بفيلمين

وتُعتبر تونس البلد الوحيد الحاضر بفيلمين في مسابقة «آفاق السينما العربية» لمهرجان القاهرة السينمائي، إلى جانب البلد المنظِّم مصر بعملين في عرضهما العالمي الأول. إذ يعود محمد علي النهدي بفيلمه الروائي الطويل الثاني إلى القاهرة السينمائي ويحمل عنوان «الروندة 13» (بطولة عفاف بن محمود وحلمي الدريدي)، بعد مشاركة أولى في مسابقات هذا المهرجان سنة 2019 بفيلم «فاطوم» ضمن منافسة «سينما الغد» (وهي المسابقة المخصصة للأفلام القصيرة). وفي «الروندة 13» (89 دقيقة)، تتغير حياة «كامل» الملاكم المعتزل حين يكتشف مع زوجته «سامية» إصابة ابنهما «صبري» بورم خبيث.

وتنافس المخرجة سارة العبيدي في الفئة نفسها من المسابقات بفيلمها الجديد «كأن لم تكن» (looking for Ayda) ومدته (89 دقيقة)، وتدور أحداثه حول «عائدة» التي تعيش منعرجاً في حياتها بعد رحيلٍ مفاجئٍ لزميل تكنّ له مشاعر خاصة، كان يعمل معها في مركز للاتصالات. يشارك في تجسيد شخصيات الفيلم كلٌّ من زينب المالكي، نور الحجري، فاطمة الفالحي، ومحمد يحي الجزيري. وسبق للمخرجة التونسية التتويج في مصر بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية من خلال فيلمها الروائي الطويل الأول «بنزين» الحاصل على جائزة أحسن إسهام فني، وحصدت التتويج الممثلة «سندس بالحسن» الحاضرة كذلك ضمن أبطال «كأن لم تكن»، وجائزة مؤسسة شباب الفنانين المستقلين وتحمل اسم المخرج الراحل «رضوان الكاشف» لأحسن فيلم يتناول قضية إفريقية.

وتتشكل لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» من مدير التصوير المصري عبد السلام موسى، والمنتج المغربي كريم أيتونة، والخبيرة السويسرية نادية دريستي، وهي عضوة في مجلس إدارة مهرجان لوكارنو السينمائي.

تقنية الروتوسكوب وفيلم «العصافير لا تهاجر»

مسابقة الأفلام القصيرة بالدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي (من 12 إلى 21 نوفمبر 2025) ترفع شعار «الأصوات الجريئة والرؤى المتجددة»، فاختارت من إنتاجات السينما التونسية الأحدث، فيلم مريم الفرجاني «في البداية تحمر الوجنتان ثم نعتاد» (15 دقيقة)، والذي يشهد عرضه العالمي الأول بالدورة الحادية والأربعين من مهرجان وارسو السينمائي الدولي ببولونيا (من 10 إلى 19 أكتوبر الحالي). وهذا الفيلم القصير من بطولة ومخرجة العمل مريم الفرجاني، بارتولو كاسيراغي، وبرونو كاسيراغي.

ومن خياراته المتفردة في مسابقة الأفلام القصيرة، يبرمج القاهرة السينمائي فيلم رامي الجربوعي «العصافير لا تهاجر» (24 دقيقة). وهذا العمل التحريكي يقدم تصوّراً مغايراً ويعكس تميز تجربة رامي الجربوعي، الذي يعمل حالياً على تطوير فيلمه الطويل الأول «ملح». وفي «العصافير لا تهاجر»، وظّف المخرج التونسي الشاب تقنيات «الروتوسكوب» في معالجته البصرية لحكاية «يحيى»، الشاب المقعد في حي شعبي مهمّش يرغب في المغادرة والهجرة...

وتثمّن الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي النجاحات الأخيرة للسينما التونسية في اختتامها بعرض فيلم كوثر بن هنية «صوت هند رجب» الحائز على الأسد الفضي لمهرجان البندقية السينمائي. ويندرج حضور مرشح تونس للأوسكار «صوت هند رجب» ضمن القسم الرسمي (خارج المسابقة) للقاهرة السينمائي، محتفياً بفلسطين وإيماناً بدور السينما في التعبير عن قضايا الإنسانية والهوية والوطن.

وضمن مشاريع ملتقى القاهرة السينمائي في دورته الحادية عشرة من 17 إلى 20 نوفمبر 2025، والتي تُعقد خلال فعاليات المهرجان، تحضر المخرجة الشابة سارة العابد بمشروع فيلم «حفل وداع»، وذلك في فئة «مشاريع في قيد التطوير». وتُعتبر سارة العابد من الأصوات السينمائية التونسية الشابة التي بدأت خطواتها الأولى بعد دراسة السينما في كندا، وتتنقّل في خياراتها بين الروائي والوثائقي، كما توظف الكوميديا الساخرة في طرحها النقدي للمجتمع على غرار مضامين فيلمها «مفماش وقت للنساء».

نجلاء قموع