تصاعد خطير للعنف المدرسي منذ بداية العام الدراسي الحالي 2025|2026 وتلاميذ في قفص الاتهام.
مشاهد مروعة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي لتلاميذ ارتكبوا اعتداءات برتبة جرائم تطرح أكثر من نقطة استفهام بشأن الأسباب الكامنة خلف تصاعد نسق العنف المدرسي.
أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسليانة، مساء الثلاثاء 7 أكتوبر الجاري، بطاقة إيداع بالسجن ضد تلميذ اعتدى على أستاذه بسكين على مستوى الرأس، وقد تمّ نقل الأستاذ المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما تمكنت الوحدات الأمنية من إيقاف المعتدي في وقت وجيز.
ووفق ما ذكره الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسليانة عيسى القاسمي في تصريح إعلامي حول تفاصيل الواقعة، ووفق ما رواه المتضرر لدى سماعه أنه وبعد انتهاء حصة الرياضة، وجه تنبيها للتلميذ حتى يتوقف عن الشغب، وبعدها وبينما كان يتحدث مع أحد القيمين باغته التلميذ واعتدى عليه من الخلف بواسطة سكين على مستوى الرأس، ليتم فتح بحث تحقيقي ضد التلميذ من أجل «محاولة القتل العمد مع سابقية القصد»، ليصدر قاضي التحقيق لاحقًا بطاقة إيداع في شأنه.
كما تعرّض تلميذ يدرس بمعهد الامتياز بسيدي حسين إلى الاعتداء بآلة حادّة من قبل تلميذ آخر انقطع حديثًا عن الدراسة، ما أسفر عن إصابته بجرح خطير على مستوى اليد أحالته إلى المستشفى أين خضع لعملية جراحيّة.
وفي معهد ابن رشيق ببئر مشارقة من ولاية زغوان تهجمت تلميذة، تدرس بمدرسة إعدادية بالمنطقة، على مدير المعهد بواسطة كرسي ومن الطاف الله أن المدير لم يعرض للإصابة...
وإثر هذه الأحداث تحدثت «الصباح» مع رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ حول الأسباب التي أدت إلى تفاقم ظاهرة العنف المدرسي، حيث أفادنا أن العنف المدرسي في ارتفاع مستمر من سنة إلى أخرى.
ما يحصل في مؤسساتنا التربوية خطير
وشرح قائلا أن عدد حالات العنف المدرسي في تزايد من سنة إلى أخرى واحتدامها من عام إلى آخر يتطلب التحرك العاجل.
واعتبر رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن ما يحصل من عنف مادي ولفظي في مؤسساتنا التربوية هو نتيجة لفشل جميع الأطراف دون استثناء في احتواء هذه الظاهر.
وأكد مصدرنا أن تنامي العنف يعكس فشل الأولياء في الإحاطة بأبنائهم ولامبالاتهم وسلبيتهم، وأضاف أن من أبرز الأسباب أيضا تدهور أداء المنظومة التربوية التي باتت منفرة للتلميذ الذي أصبح يشعر بالإحباط واليأس، وهذا النفور وفقدان الرغبة في مواصلة التعلم تحول إلى عنف يمارسه التلاميذ على بعضهم البعض وعلى الإطار التربوي وحتى على الأولياء، وعلى أنفسهم أيضا خاصة إثر تسجيل حالات انتحار في صفوفهم . واعتبر في ذات السياق أن انقطاع أكثر من 100 ألف تلميذ عن الدراسة سنويا يؤكد تدهور المنظومة التربوية.
ووضع رضا الزهروني وسائل التواصل الاجتماعي، كذلك، في قفص الاتهام إذ اعتبرها من أسباب تأجيج الأوضاع والتحريض على العنف نظرا لما تشهده من اعتداءات لفظية، كما اعتبر مصدرنا أن التلميذ الذي يمارس العنف هو أيضا ضحية، مؤكدا على أن الجميع ورغم تنامي هذه الظاهرة عجزوا عن إيجاد الحلول.
دراسة الظاهرة.. ووضع إستراتيجية مشتركة
وشدد رضا الزهروني على وجوب الإسراع بدراسة الظاهرة وتحميل المسؤوليات ووضع إستراتيجية مشتركة بين مختلف الأطراف المتدخلة للحد من تفاقم العنف المدرسي.
واعتبر أن مكافحة الظاهرة يجب أن تكون بشكل يومي وميداني بامتياز مع الانفتاح على الأولياء والمجتمع المدني وتشريكهم في هذا المجهود عبر اجتماعات وندوات توعوية وتحسيسية.
ومن بين الحلول التي ذكرها رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ إحداث هيكل مركزي وأخرى جهوية لمكافحة العنف المدرسي، مع شراكة ضرورية بين كل الأطراف بما في ذلك المختصين في علم الاجتماع والطب النفسي.
وأكد أن الحلول تختلف بين العنف المادي واللفظي والعنف الافتراضي، معتبرا أنه من المهم إدراج مادة التربية على وسائل الإعلام ضمن البرامج التربوية لتوعية التلاميذ بخطورة ما يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبين أن مكافحة العنف يكون أولا عبر الوقاية منه وليس معالجته، لذا يجب أن نستبق حتى لا يضر التلاميذ نفسه أو زميله أو أستاذه أو وليه، وفق قوله.
حنان قيراط
تصاعد خطير للعنف المدرسي منذ بداية العام الدراسي الحالي 2025|2026 وتلاميذ في قفص الاتهام.
مشاهد مروعة تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي لتلاميذ ارتكبوا اعتداءات برتبة جرائم تطرح أكثر من نقطة استفهام بشأن الأسباب الكامنة خلف تصاعد نسق العنف المدرسي.
أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بسليانة، مساء الثلاثاء 7 أكتوبر الجاري، بطاقة إيداع بالسجن ضد تلميذ اعتدى على أستاذه بسكين على مستوى الرأس، وقد تمّ نقل الأستاذ المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما تمكنت الوحدات الأمنية من إيقاف المعتدي في وقت وجيز.
ووفق ما ذكره الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بسليانة عيسى القاسمي في تصريح إعلامي حول تفاصيل الواقعة، ووفق ما رواه المتضرر لدى سماعه أنه وبعد انتهاء حصة الرياضة، وجه تنبيها للتلميذ حتى يتوقف عن الشغب، وبعدها وبينما كان يتحدث مع أحد القيمين باغته التلميذ واعتدى عليه من الخلف بواسطة سكين على مستوى الرأس، ليتم فتح بحث تحقيقي ضد التلميذ من أجل «محاولة القتل العمد مع سابقية القصد»، ليصدر قاضي التحقيق لاحقًا بطاقة إيداع في شأنه.
كما تعرّض تلميذ يدرس بمعهد الامتياز بسيدي حسين إلى الاعتداء بآلة حادّة من قبل تلميذ آخر انقطع حديثًا عن الدراسة، ما أسفر عن إصابته بجرح خطير على مستوى اليد أحالته إلى المستشفى أين خضع لعملية جراحيّة.
وفي معهد ابن رشيق ببئر مشارقة من ولاية زغوان تهجمت تلميذة، تدرس بمدرسة إعدادية بالمنطقة، على مدير المعهد بواسطة كرسي ومن الطاف الله أن المدير لم يعرض للإصابة...
وإثر هذه الأحداث تحدثت «الصباح» مع رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ حول الأسباب التي أدت إلى تفاقم ظاهرة العنف المدرسي، حيث أفادنا أن العنف المدرسي في ارتفاع مستمر من سنة إلى أخرى.
ما يحصل في مؤسساتنا التربوية خطير
وشرح قائلا أن عدد حالات العنف المدرسي في تزايد من سنة إلى أخرى واحتدامها من عام إلى آخر يتطلب التحرك العاجل.
واعتبر رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ أن ما يحصل من عنف مادي ولفظي في مؤسساتنا التربوية هو نتيجة لفشل جميع الأطراف دون استثناء في احتواء هذه الظاهر.
وأكد مصدرنا أن تنامي العنف يعكس فشل الأولياء في الإحاطة بأبنائهم ولامبالاتهم وسلبيتهم، وأضاف أن من أبرز الأسباب أيضا تدهور أداء المنظومة التربوية التي باتت منفرة للتلميذ الذي أصبح يشعر بالإحباط واليأس، وهذا النفور وفقدان الرغبة في مواصلة التعلم تحول إلى عنف يمارسه التلاميذ على بعضهم البعض وعلى الإطار التربوي وحتى على الأولياء، وعلى أنفسهم أيضا خاصة إثر تسجيل حالات انتحار في صفوفهم . واعتبر في ذات السياق أن انقطاع أكثر من 100 ألف تلميذ عن الدراسة سنويا يؤكد تدهور المنظومة التربوية.
ووضع رضا الزهروني وسائل التواصل الاجتماعي، كذلك، في قفص الاتهام إذ اعتبرها من أسباب تأجيج الأوضاع والتحريض على العنف نظرا لما تشهده من اعتداءات لفظية، كما اعتبر مصدرنا أن التلميذ الذي يمارس العنف هو أيضا ضحية، مؤكدا على أن الجميع ورغم تنامي هذه الظاهرة عجزوا عن إيجاد الحلول.
دراسة الظاهرة.. ووضع إستراتيجية مشتركة
وشدد رضا الزهروني على وجوب الإسراع بدراسة الظاهرة وتحميل المسؤوليات ووضع إستراتيجية مشتركة بين مختلف الأطراف المتدخلة للحد من تفاقم العنف المدرسي.
واعتبر أن مكافحة الظاهرة يجب أن تكون بشكل يومي وميداني بامتياز مع الانفتاح على الأولياء والمجتمع المدني وتشريكهم في هذا المجهود عبر اجتماعات وندوات توعوية وتحسيسية.
ومن بين الحلول التي ذكرها رضا الزهروني رئيس الجمعية التونسية للأولياء والتلاميذ إحداث هيكل مركزي وأخرى جهوية لمكافحة العنف المدرسي، مع شراكة ضرورية بين كل الأطراف بما في ذلك المختصين في علم الاجتماع والطب النفسي.
وأكد أن الحلول تختلف بين العنف المادي واللفظي والعنف الافتراضي، معتبرا أنه من المهم إدراج مادة التربية على وسائل الإعلام ضمن البرامج التربوية لتوعية التلاميذ بخطورة ما يعرض على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبين أن مكافحة العنف يكون أولا عبر الوقاية منه وليس معالجته، لذا يجب أن نستبق حتى لا يضر التلاميذ نفسه أو زميله أو أستاذه أو وليه، وفق قوله.