تعيش تونس مع بدء الموسم السياحي الشتوي على وقع حركة زوار كثيفة ونشطة، تتغذّى من أدوات مهمة لجذب السياح، وأداء قوي للقطاع.
فتونس لا تعدّ وجهة للسياحة الشاطئية خلال فصل الصيف فحسب، بل أيضا وجهة للسياحة الواحية والصحراوية والجبلية والبيئية والبديلة والثقافية. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة أحمد بالطيب أنه إلى غاية موفى شهر سبتمبر سجّل عدد الوافدين تطوّرا بـ8 بالمائة مُقارنة بالأشهر التسعة الأولى من العام الفارط 2024.
وبيّن محدثنا أن هذه الزيادة الهامة منذ بداية السنة وإلى غاية أشهر فصل الصيف وأول شهر من فصل الخريف تُحيل إلى أن الموسم الشتوي سيكون جيدا من حيث الأرقام، في مُواصلة لسلسة من المؤشرات الإيجابية، وبالتالي سيكون مرضيا لمختلف الفاعلين للقطاع بالنظر إلى أن نسق الحجوزات يسير بنسق تصاعدي، خاصة نحو توزر ودوز وجربة.
نسق تصاعدي للحجوزات
وتوقّع مُحدثنا في تصريح لـ«الصباح» أن يرتفع عدد السياح خلال هذا الموسم بـ8 بالمائة مقارنة بذات الفترة من الموسم الفارط، إضافة إلى زيادة مُرتقبة في رقم المُعاملات بالقطاع السياحي بنسبة 8.5 بالمائة، وأن يصل عدد السياح كامل الموسم الشتوي إلى مليون ونصف.
وتقدّم هذه المؤشرات ديناميكية إيجابية، كما تدل على تنامي ثقة المُسافرين في الوجهة التونسية ومتانة القطاع السياحي.
وتأمل تونس في استقطاب 11 مليون سائح مع موفى العام الجاري 2025 من أجل تثبيت نجاحها في تسجيل أرقام قياسية جديدة، وأيضا نجاح السياسة الرامية إلى تعافي القطاع السياحي كليا من مخلفات فترة كوفيد 19، وفترة عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني، وبالمُوازاة مع رسم رؤية جديدة للقطاع أكثر حداثة وتستهدف أسواقا جديدة.
توافد مُرتقب لجنسيات مُختلفة
وفي ما يتعلّق بأبرز الجنسيات التي من المُنتظر أن تستقبلها بلادنا في هذا الموسم الجديد، أوضح أحمد بالطيب أنها بالأساس فرنسية وبولونية وألمانية وأنقليزية، مُبينا أن السياح الفرنسيين قد يتصدّرون ترتيب الجنسيات الأجنبية الوافدة على تونس خلال هذا الموسم.
تونس الأولى عربيا وإفريقيا والثالثة عالميا..
وتأتي التوقعات باحتفاظ فرنسا بالمرتبة الأولى من حيث عدد السياح الوافدين انسجاما مع احتلال تونس المركز الأول على المستوى الإفريقي والعربي من بين الوجهات الأكثر طلبا من السياح الفرنسيين لشهر سبتمبر، وعلى المستوى العالمي جاءت بلادنا في المرتبة الثالثة خلف كل فرنسا وإسبانيا، وفق موقع اقتصادي فرنسي مختصّ في السياحة.
جدير بالذكر، أنه زار تونس على امتداد سنة 2024، مليون و78 ألف زائر فرنسي، بتطوّر بـ21 % مقارنة بالأرقام المحقّقة في 2019.
تنوّع المنتوج
ويعرف المنتوج السياحي الشتوي تنوّعا إذ يشمل الجبال والسدود والغابات في الشمال والواحات والشلالات والكثبان الرملية في الجنوب التونسي. وقد ساهم هذا التنوّع الكبير في تغذية رغبة العديد من السياح في عدم الاقتصار على الإقامة في الوحدات الفندقية أو دور الضيافة بل القيام بجولات تشمل العديد من الجهات، وفي هذا السياق أفاد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة أن الصينيين من بين أبرز السياح الذين يقومون بزيارة إلى العديد من المواقع الأثرية والغابات والصحاري والجبال في ذات السفرة، حيث يُخيّرون الاقتراب من السكان الأصليين للتعرف على مختلف عاداتهم وتقاليدهم، واكتشاف سحر الطبيعة، ومذاق الأطعمة التونسية الأصيلة.
وكان مُمثل الديوان الوطني التونسي للسياحة في جمهورية الصين الشعبية، أنور الشتوي قد أفاد أن عدد الصينيين الذين زاروا تونس إلى حدود شهر سبتمبر من السنة الحالية، بلغ نحو 20 ألف سائح صيني، أي بارتفاع بنسبة 17,9 بالمائة مقارنة بذات الفترة من السنة الماضية، وسط توقعات للديوان بأن يتراوح عدد السياح الصينيين الوافدين على تونس بين 25 و26 ألفا مع نهاية العام الحالي.
تظاهرات ثقافية..
وتُعزّز التظاهرات الثقافية والصالون الدولي للسياحة جاذبية الوجهة التونسية للفترة القادمة، حيث أورد أحمد بالطيب أن النسخة الثانية من الصالون الدولي للسياحة الواحية والصحراوية ستنعقد في شهر ديسمبر، وستستضيفها توزر، بحضور فاعلين ومهنيين وخبراء في القطاع السياحي من 70 دولة أجنبية، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى في ديسمبر الفارط، وهو ما يندرج في إطار الترويج للسياحة الواحية والصحراوية وطرح أبرز الإشكاليات التي تعوق تطويرها، وبهدف تدفق أكبر للسياح.
وانطلقت الاستعدادات حثيثة من أجل الترتيب الجيد والمُحكم لهذا الحدث البارز، إذ انعقدت في 22 أوت 2025، بمقرّ وزارة السياحة بالعاصمة جلسة عمل للإعداد للدورة الثانية للصالون، وأكد وزير السياحة خلال جلسة العمل أن الصالون في دورته الثانية سيركز بالأساس على دفع الاستثمار ومزيد الترويج للجهة، وذلك في إطار مقاربة تشاركية تهدف إلى خلق حركية سياحية وديناميكية بالمناطق الصحراوية والواحية عامة.
وتفاعلا مع هذا الطرح، قال رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة أنه على غرار الدورة السابقة ستناقش فعاليات الصالون العديد من المحاور المُرتبطة باستدامة القطاع، إلا أن هذه الدورة ستُسلّط الضوء بدرجة أولى على الرقمنة وسياحة الشباب.
وتُعد هذه المحاور تلبية لمتطلبات التحولات التكنولوجية، إذ بات وضع إستراتيجية تتعلّق بالرقمنة ضرورة حتمية، بما أن الترويج الرقمي لمختلف المناطق السياحية في بلادنا يؤثر ايجابيا على استقطاب السياح من خلال تقريب الخدمات إليهم وتوفير خدمة الحجز عن بعد للمؤسسات السياحية.
كما يعدّ استهداف فئة الشباب، خيارا استراتيجيا بالنظر إلى تزايد إقبال هذه الفئة على السفر والاطلاع على ثقافات مُغايرة.
ومن التظاهرات الأخرى التي ستكون أحد الروافد الداعمة لتحقيق نقلة نوعية في الموسم السياحي الشتوي، مهرجان المناطيد الدولي، من 24 أكتوبر الجاري إلى 1 نوفمبر القادم والذي سيُقام في العديد من الجهات وهي توزر ودوز وجربة، ويتضمن برنامجه فعاليات فنية وثقافية ورحلات، إضافة إلى تنظيم المهرجان الدولي للصحراء بدوز ومهرجان روحانيات بنفطة والمهرجان الدولي للواحات بتوزر، وجميعها تظاهرات تُساهم في تعزيز الدورة الاقتصادية وانتعاشة العديد من المهن، وإظهار علامات نمو قوية.
مكانة وازنة للسياحة الداخلية ودعوة للحجز المُبكّر
ولا تزال للسياحة الداخلية مكانتها الوازنة في القطاع، إذ بحسب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة من المُرتقب أن يبقى حجم السياحة الداخلية خلال الموسم الحالي على حاله، مُحافظا على استقراره مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، داعيا إلى ضرورة الحجز المُسبّق حتى يتمتّع السائح التونسي بخدمات سياحية بتكلفة أقلّ، مشيرا إلى أنه كلما كان الحجز مبكّرا كلما كانت الأسعار مناسبة، مُبرزا أن ذروة إقبال السائح التونسي تكون خلال العطل وتحديدا العطلة المدرسية لفصل الخريف أواخر شهر أكتوبر وعطلة الشتاء التي تتزامن مع عطلة رأس السنة الإدارية.
درصاف اللموشي
تعيش تونس مع بدء الموسم السياحي الشتوي على وقع حركة زوار كثيفة ونشطة، تتغذّى من أدوات مهمة لجذب السياح، وأداء قوي للقطاع.
فتونس لا تعدّ وجهة للسياحة الشاطئية خلال فصل الصيف فحسب، بل أيضا وجهة للسياحة الواحية والصحراوية والجبلية والبيئية والبديلة والثقافية. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة أحمد بالطيب أنه إلى غاية موفى شهر سبتمبر سجّل عدد الوافدين تطوّرا بـ8 بالمائة مُقارنة بالأشهر التسعة الأولى من العام الفارط 2024.
وبيّن محدثنا أن هذه الزيادة الهامة منذ بداية السنة وإلى غاية أشهر فصل الصيف وأول شهر من فصل الخريف تُحيل إلى أن الموسم الشتوي سيكون جيدا من حيث الأرقام، في مُواصلة لسلسة من المؤشرات الإيجابية، وبالتالي سيكون مرضيا لمختلف الفاعلين للقطاع بالنظر إلى أن نسق الحجوزات يسير بنسق تصاعدي، خاصة نحو توزر ودوز وجربة.
نسق تصاعدي للحجوزات
وتوقّع مُحدثنا في تصريح لـ«الصباح» أن يرتفع عدد السياح خلال هذا الموسم بـ8 بالمائة مقارنة بذات الفترة من الموسم الفارط، إضافة إلى زيادة مُرتقبة في رقم المُعاملات بالقطاع السياحي بنسبة 8.5 بالمائة، وأن يصل عدد السياح كامل الموسم الشتوي إلى مليون ونصف.
وتقدّم هذه المؤشرات ديناميكية إيجابية، كما تدل على تنامي ثقة المُسافرين في الوجهة التونسية ومتانة القطاع السياحي.
وتأمل تونس في استقطاب 11 مليون سائح مع موفى العام الجاري 2025 من أجل تثبيت نجاحها في تسجيل أرقام قياسية جديدة، وأيضا نجاح السياسة الرامية إلى تعافي القطاع السياحي كليا من مخلفات فترة كوفيد 19، وفترة عدم الاستقرار الاقتصادي والأمني، وبالمُوازاة مع رسم رؤية جديدة للقطاع أكثر حداثة وتستهدف أسواقا جديدة.
توافد مُرتقب لجنسيات مُختلفة
وفي ما يتعلّق بأبرز الجنسيات التي من المُنتظر أن تستقبلها بلادنا في هذا الموسم الجديد، أوضح أحمد بالطيب أنها بالأساس فرنسية وبولونية وألمانية وأنقليزية، مُبينا أن السياح الفرنسيين قد يتصدّرون ترتيب الجنسيات الأجنبية الوافدة على تونس خلال هذا الموسم.
تونس الأولى عربيا وإفريقيا والثالثة عالميا..
وتأتي التوقعات باحتفاظ فرنسا بالمرتبة الأولى من حيث عدد السياح الوافدين انسجاما مع احتلال تونس المركز الأول على المستوى الإفريقي والعربي من بين الوجهات الأكثر طلبا من السياح الفرنسيين لشهر سبتمبر، وعلى المستوى العالمي جاءت بلادنا في المرتبة الثالثة خلف كل فرنسا وإسبانيا، وفق موقع اقتصادي فرنسي مختصّ في السياحة.
جدير بالذكر، أنه زار تونس على امتداد سنة 2024، مليون و78 ألف زائر فرنسي، بتطوّر بـ21 % مقارنة بالأرقام المحقّقة في 2019.
تنوّع المنتوج
ويعرف المنتوج السياحي الشتوي تنوّعا إذ يشمل الجبال والسدود والغابات في الشمال والواحات والشلالات والكثبان الرملية في الجنوب التونسي. وقد ساهم هذا التنوّع الكبير في تغذية رغبة العديد من السياح في عدم الاقتصار على الإقامة في الوحدات الفندقية أو دور الضيافة بل القيام بجولات تشمل العديد من الجهات، وفي هذا السياق أفاد رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة أن الصينيين من بين أبرز السياح الذين يقومون بزيارة إلى العديد من المواقع الأثرية والغابات والصحاري والجبال في ذات السفرة، حيث يُخيّرون الاقتراب من السكان الأصليين للتعرف على مختلف عاداتهم وتقاليدهم، واكتشاف سحر الطبيعة، ومذاق الأطعمة التونسية الأصيلة.
وكان مُمثل الديوان الوطني التونسي للسياحة في جمهورية الصين الشعبية، أنور الشتوي قد أفاد أن عدد الصينيين الذين زاروا تونس إلى حدود شهر سبتمبر من السنة الحالية، بلغ نحو 20 ألف سائح صيني، أي بارتفاع بنسبة 17,9 بالمائة مقارنة بذات الفترة من السنة الماضية، وسط توقعات للديوان بأن يتراوح عدد السياح الصينيين الوافدين على تونس بين 25 و26 ألفا مع نهاية العام الحالي.
تظاهرات ثقافية..
وتُعزّز التظاهرات الثقافية والصالون الدولي للسياحة جاذبية الوجهة التونسية للفترة القادمة، حيث أورد أحمد بالطيب أن النسخة الثانية من الصالون الدولي للسياحة الواحية والصحراوية ستنعقد في شهر ديسمبر، وستستضيفها توزر، بحضور فاعلين ومهنيين وخبراء في القطاع السياحي من 70 دولة أجنبية، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة الأولى في ديسمبر الفارط، وهو ما يندرج في إطار الترويج للسياحة الواحية والصحراوية وطرح أبرز الإشكاليات التي تعوق تطويرها، وبهدف تدفق أكبر للسياح.
وانطلقت الاستعدادات حثيثة من أجل الترتيب الجيد والمُحكم لهذا الحدث البارز، إذ انعقدت في 22 أوت 2025، بمقرّ وزارة السياحة بالعاصمة جلسة عمل للإعداد للدورة الثانية للصالون، وأكد وزير السياحة خلال جلسة العمل أن الصالون في دورته الثانية سيركز بالأساس على دفع الاستثمار ومزيد الترويج للجهة، وذلك في إطار مقاربة تشاركية تهدف إلى خلق حركية سياحية وديناميكية بالمناطق الصحراوية والواحية عامة.
وتفاعلا مع هذا الطرح، قال رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة أنه على غرار الدورة السابقة ستناقش فعاليات الصالون العديد من المحاور المُرتبطة باستدامة القطاع، إلا أن هذه الدورة ستُسلّط الضوء بدرجة أولى على الرقمنة وسياحة الشباب.
وتُعد هذه المحاور تلبية لمتطلبات التحولات التكنولوجية، إذ بات وضع إستراتيجية تتعلّق بالرقمنة ضرورة حتمية، بما أن الترويج الرقمي لمختلف المناطق السياحية في بلادنا يؤثر ايجابيا على استقطاب السياح من خلال تقريب الخدمات إليهم وتوفير خدمة الحجز عن بعد للمؤسسات السياحية.
كما يعدّ استهداف فئة الشباب، خيارا استراتيجيا بالنظر إلى تزايد إقبال هذه الفئة على السفر والاطلاع على ثقافات مُغايرة.
ومن التظاهرات الأخرى التي ستكون أحد الروافد الداعمة لتحقيق نقلة نوعية في الموسم السياحي الشتوي، مهرجان المناطيد الدولي، من 24 أكتوبر الجاري إلى 1 نوفمبر القادم والذي سيُقام في العديد من الجهات وهي توزر ودوز وجربة، ويتضمن برنامجه فعاليات فنية وثقافية ورحلات، إضافة إلى تنظيم المهرجان الدولي للصحراء بدوز ومهرجان روحانيات بنفطة والمهرجان الدولي للواحات بتوزر، وجميعها تظاهرات تُساهم في تعزيز الدورة الاقتصادية وانتعاشة العديد من المهن، وإظهار علامات نمو قوية.
مكانة وازنة للسياحة الداخلية ودعوة للحجز المُبكّر
ولا تزال للسياحة الداخلية مكانتها الوازنة في القطاع، إذ بحسب رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة من المُرتقب أن يبقى حجم السياحة الداخلية خلال الموسم الحالي على حاله، مُحافظا على استقراره مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، داعيا إلى ضرورة الحجز المُسبّق حتى يتمتّع السائح التونسي بخدمات سياحية بتكلفة أقلّ، مشيرا إلى أنه كلما كان الحجز مبكّرا كلما كانت الأسعار مناسبة، مُبرزا أن ذروة إقبال السائح التونسي تكون خلال العطل وتحديدا العطلة المدرسية لفصل الخريف أواخر شهر أكتوبر وعطلة الشتاء التي تتزامن مع عطلة رأس السنة الإدارية.