إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إجراءات‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬بصدد‭ ‬التنفيذ‭ ‬للحد‭ ‬منه‭  ‬.. إحصائيات‭ ‬صادمة‭ ‬حول‭ ‬العنف‭ ‬المجتمعي

أكد‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الأمن‭ ‬العمومي‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬عصام‭ ‬الفيتوري‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الفارط‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬التحسيسي‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬المخدرات،‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المتدخلين‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬مخطط‭ ‬تنفيذي‭ ‬للإستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬المجتمعي‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬تؤكد‭ ‬الإحصائيات‭ ‬حول‭ ‬مختلف‭ ‬مظاهر‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أنها‭ ‬ظاهرة‭ ‬أصبحت‭ ‬مقلقة‭ ‬ولها‭ ‬تداعيات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجال‭ ‬وقطاع‭.‬

ويكفي‭ ‬فقط‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬التزامن‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬وما‭ ‬سجل‭ ‬من‭ ‬اعتداءات‭ ‬متكررة‭ ‬على‭ ‬الإطار‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي‭ ‬العامل‭ ‬بقسم‭ ‬الاستعجالي‭ ‬بالمستشفي‭ ‬الجامعي‭ ‬حبيب‭ ‬بوقطفة‭ ‬ببنزرت،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭  ‬‮«‬المنظمة‭ ‬التونسية‭ ‬للأطباء‭ ‬الشبان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬لها‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬استنكارها‭ ‬لغياب‭ ‬إجراءات‭ ‬فعلية‭ ‬لحماية‭ ‬الإطارات‭ ‬الطبية‭ ‬وشبه‭ ‬الطبية‭ ‬بأقسام‭ ‬الاستعجالي‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الاستشفائية‭ ‬وضمان‭ ‬أمن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭. ‬

وحملت‭ ‬المنظمة‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬والسلط‭ ‬الجهوية‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬كامل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬تفاقم‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬الوعود‭ ‬السابقة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬السريع‭ ‬مع‭ ‬العريضة‭ ‬الممضاة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬أعوان‭ ‬الصحة‭ ‬والممرضين‭ ‬والأطباء‭ ‬داخل‭ ‬القسم،‭ ‬والتي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬البسيطة‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬سلامتهم‭.‬

وأعلنت‭ ‬المنظمة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تنظيم‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التحركات‭ ‬الاحتجاجية،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬15‭ ‬أكتوبر‭ ‬الجاري،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الأطباء‭ ‬العاملين‭ ‬بالقسم‭ ‬والمستشفى‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬شبان‭ ‬وأطباء،‭ ‬وممرضين‭ ‬وتقنيي‭ ‬صحة‭ ‬وكل‭ ‬أطباء‭ ‬الصحة‭ ‬العمومية،‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬عون‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬آمنة‭ ‬تحفظ‭ ‬كرامته‭ ‬وسلامته،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تضمن‭ ‬حق‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬لائقة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬والفوضى‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬نص‭ ‬البلاغ‭.‬

إحصائيات‭ ‬مفزعة

إن‭ ‬التأمل‭ ‬في‭ ‬الإحصائيات‭ ‬بمفردها‭ ‬ودون‭ ‬الحاجة‭ ‬لتحليل‭ ‬مختصين‭ ‬كفيل‭ ‬بالوقوف‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬المتنامية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وما‭ ‬تطرحه‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صعيد‭.‬

ورغم‭ ‬غياب‭  ‬الإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬الدقيقة‭ ‬بشأن‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬والاعتداءات‭ ‬على‭ ‬الإطار‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬توجد‭ ‬وبدقة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬ببقية‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬وهي‭ ‬إحصائيات‭ ‬مفزعة‭ ‬بأتم‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬العنف‭ ‬الأسرى‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬البوابة‭ ‬الأولى‭ ‬للتربية‭ ‬على‭ ‬العنف،‭ ‬فقد‭ ‬كشفت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أصوات‭ ‬نساء‮»‬،‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬لها،‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬22‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬بحق‭ ‬النساء‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬جانفي‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭. ‬مضيفة‭  ‬أنه‭  ‬‮«‬ورغم‭ ‬فداحة‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬يُرجّح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العدد‭ ‬الحقيقي‭ ‬لجرائم‭ ‬القتل‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬النوع‭ (‬فيمينيسيد‭) ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬إحصاءات‭ ‬رسمية‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أكدت‭ ‬تنوّع‭ ‬أساليب‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬بالخصوص‭ ‬تسجيل‭ ‬8‭ ‬حالات‭ ‬طعن‭ ‬بأدوات‭ ‬حادة،‭ ‬و3‭ ‬حالات‭ ‬اعتداء‭ ‬بمواد‭ ‬حارقة،‭ ‬و3‭ ‬حالات‭ ‬قتل‭ ‬بالعنف‭ ‬الجسدي‭ ‬المباشر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬جريمة‭ ‬مروّعة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬ذبح‭ ‬قاصر‭.‬

وحذرت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أصوات‭ ‬نساء‮»‬‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬منحى‭ ‬تصاعدي‭ ‬بخصوص‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬بحق‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬حيث‭ ‬رصدت‭ ‬17‭ ‬جريمة‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬22‭ ‬جريمة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬سنة،‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬تفاقم‭ ‬الظاهرة‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬نمط‭ ‬متكرر‭ ‬يهدد‭ ‬حياة‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬تونس‮»‬‭.‬

في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬صرح‭ ‬سابقا‭ ‬المتحدّث‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للحرس‭ ‬الوطني‭ ‬حسام‭ ‬الدين‭ ‬الجبابلي،‭ ‬بأنّ‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬محضر‭ ‬عدلي‭ ‬تعلّقت‭ ‬بالعنف‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الأسري‭ ‬تمت‭ ‬مباشرتها‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وحدات‭ ‬الاختصاص‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬التربوي‭ ‬فقد‭  ‬سجلت‭ ‬إحصائيات‭ ‬وزارة‭ ‬التربية،‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬2024‭/‬2025،‭  ‬حوالي‭ ‬627‭ ‬حالة‭ ‬عنف‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية،‭ ‬تتوزع‭ ‬بين‭ ‬تنمر‭ ‬وعنف‭ ‬لفظي‭ ‬وعنف‭ ‬مادي‭ ‬وتطرف‭ ‬سلوكي‭. ‬

وبالعودة‭ ‬قليلا‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬إحصائيات‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬لسنة‭ ‬2022،‭ ‬تشير‭  ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوسط‭ ‬المدرسي‭ ‬يسجِّل‭ ‬سنوياً‭ ‬بين‭ ‬13‭ ‬ألفا‭ ‬و21‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬عنف،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الإعدادية‭ ‬والمعاهد‭. ‬وتشير‭ ‬إحصائيات‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬تسجيل‭ ‬24‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬عنف‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية،‭ ‬مما‭ ‬وضع‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬عالمياً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2023‭ ‬و2024‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬19‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬داخل‭ ‬الوسط‭ ‬المدرسي‭.‬

ظاهرة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬خطورة‭ ‬وإحصائيات‭ ‬أخرى‭ ‬مقلقة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬والوسط‭ ‬الرياضي‭ ‬عموما‭. ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬العميد‭ ‬لطفي‭ ‬مصباح‭ ‬منصور،‭ ‬مدير‭ ‬حفظ‭ ‬النظام‭ ‬الجهوي‭ ‬بالشمال‭ ‬التابع‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬في‭  ‬أكتوبر‭ ‬الفارط‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الملاعب‭ ‬التونسية‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬‹›مقلقًا››‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬العنف‮»‬‭.‬

مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالموسم‭ ‬الرياضي‭ ‬قبل‭ ‬الفارط‭  ‬تشير‭ ‬إلى‭  ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المباريات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إيقافها‭ ‬أو‭ ‬إلغاؤها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكام‭ ‬بسبب‭ ‬العنف‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬41‭ ‬مباراة‭. ‬وأن‭ ‬عدد‭ ‬المباريات‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬احتجاجات‭ ‬أو‭ ‬اعتداءات‭ ‬على‭ ‬الحكام‭ ‬بلغت‭ ‬20‭ ‬مباراة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬قدر‭ ‬عدد‭ ‬المباريات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬أو‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجمهور‭ ‬بـ12‭ ‬مباراة،‭ ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬مباريات‭ ‬إضرار‭ ‬بالمنشآت‭ ‬الرياضية‭. ‬

‭ ‬إجراءات‭ ‬واستراتجيات‭

تفيد‭ ‬مختلف‭ ‬مصادر‭ ‬الجهات‭ ‬والهياكل‭ ‬المعنية‭ ‬بمقاومة‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬أن‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬انطلق‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭.‬

فقد‭ ‬انطلقت‭  ‬منذ‭  ‬ماي‭ ‬2023‭ ‬صلب‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬متابعة‭ ‬نتائج‭ ‬الأعمال‭ ‬الأولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بصياغة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬المجتمعي‭ ‬للفترة‭ ‬الممتدّة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2023‭-‬2028‭. ‬ووضع‭ ‬مخططات‭ ‬عملية‭ ‬لها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تجسيدها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬كلّ‭ ‬الوزارات‭ ‬والهياكل‭ ‬المتداخلة،‭ ‬والتي‭ ‬قدّمتها‭ ‬اللجنة‭ ‬القارة‭ ‬لشؤون‭ ‬الأمن‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني‭ ‬التابعة‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬كان‭  ‬كاهية‭ ‬مدير‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للتربية‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬طايع‭ ‬العياشي،‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬إعلامي‭ ‬سابق‭  ‬على‭ ‬هامش‭ ‬ندوة‭ ‬صحفية‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬العنف‭ ‬والسلوكيات‭ ‬المحفوفة‭ ‬بالمخاطر،‭ ‬أنّ‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬وضعت‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للتصدي‭ ‬لظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬فاعلين‭ ‬اجتماعيين‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬مشتركة‭ ‬للتصدي‭ ‬للعنف‭ ‬والمخدرات‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬وضعت‭ ‬آليات‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬والرياضية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬كما‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬وإدارة‭ ‬الطب‭ ‬المدرسي‭ ‬والجامعي،‭ ‬لمرافقة‭ ‬التلاميذ‭ ‬والسهر‭ ‬على‭ ‬وقايتهم‭ ‬وتحسين‭ ‬صحتهم‭ ‬الذهنية‭.‬

وللتقليص‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬تفيد‭ ‬مصادر‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬أن‭ ‬الوزير‭  ‬الصادق‭ ‬المورالي،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أشرف‭ ‬بتاريخ‭ ‬5‭ ‬سبتمبر‭ ‬الفارط،‭ ‬على‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬المشتركة‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬الاجتماع‭  ‬التحضيري‭ ‬المنعقد‭ ‬بمقر‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بتاريخ‭ ‬30‭ ‬أوت‭ ‬2025،‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الأمنية‭ ‬السامية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭  ‬والرابطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬المحترفة‭ ‬والإدارة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتحكيم‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬إطارات‭ ‬الوزارة‭.‬

وتم‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬‮«‬بحث‭ ‬ومناقشة‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المقترحات‭ ‬والإجراءات‭ ‬العملية‭ ‬والتدابير‭ ‬الإدارية‭ ‬والميدانية،‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬مكافحة‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الملاعب،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمانا‭ ‬لحسن‭ ‬سير‭ ‬الموسم‭ ‬الرياضي‭ ‬2025‭-‬2026‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬وأسفر‭ ‬الاجتماع‭ ‬عن‭  ‬جملة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬منها‭:‬

‭*‬مراجعة‭ ‬المجلة‭ ‬التأديبية‭ ‬وعرضها‭ ‬على‭ ‬أقرب‭ ‬مكتب‭ ‬جامعي‭ ‬منعقد‭ ‬يتم‭ ‬بمقتضاها‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬الجمعيات‭ ‬الرياضية‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬خصم‭ ‬النقاط‭ .‬

‭*‬إحداث‭ ‬فريق‭ ‬تواصل‭ ‬على‭ ‬الميدان‭ ‬يتكوّن‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬المباراة‭ ‬والمراقب‭ ‬والمنسق‭ ‬العام‭ ‬للمقابلة‭ ‬ومسؤول‭ ‬أمني،‭ ‬يتولى‭ ‬إدارة‭ ‬المقابلة‭ ‬رياضيا‭ ‬وأمنيا‭ ‬ولوجستيا‭ ‬وإجراء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬لإدارة‭ ‬المباراة‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الظروف‭.‬

‭*‬عرض‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬للمنسّقين‭ ‬العامين‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬الوزارات‭ ‬المعنية‭.‬

‭* ‬دعوة‭ ‬رؤساء‭ ‬الأندية‭ ‬والمنابر‭ ‬الإعلامية‭ ‬إلى‭ ‬تجنّب‭ ‬التصريحات‭ ‬النارية‭ ‬وتجنّب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تأجيج‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭.‬

يذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬جويلية‭ ‬الفارط‭ ‬كان‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬قد‭ ‬قرر‭ ‬إحالة‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلّق‭ ‬بمناهضة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬لمناقشته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬جدلًا‭ ‬بعد‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬فصوله‭ ‬الـ15،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الباب‭ ‬الثالث‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعقوبات‭ ‬والجزاءات‭.‬

وينص‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬فصله‭ ‬السابع‭ (‬7‭) ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يُعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬داخل‭ ‬الملاعب‭ ‬أو‭ ‬محيطها،‭ ‬كما‭ ‬يعاقب‭ ‬بغرامة‭ ‬مالية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬5000‭ ‬دينار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بإلقاء‭ ‬المقذوفات‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬الشماريخ‭ ‬داخل‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬الملعب‮»‬‭.‬

كما‭ ‬يقترح‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬‮«‬منع‭ ‬الأشخاص‭ ‬المدانين‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الملاعب‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬العود‭ ‬يمنع‭ ‬مدی‭ ‬الحیاة،‭ ‬كما‭ ‬يُعاقب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬أو‭ ‬يستخدم‭ ‬أسلحة‭ ‬أو‭ ‬أدوات‭ ‬خطرة‭ ‬أثناء‭ ‬الأحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬بعقوبة‭ ‬السجن‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬ولا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬وتُضاعف‭ ‬العقوبات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬إذا‭ ‬وقعت‭ ‬الجرائم‭ ‬في‭ ‬القاعات‭ ‬الرياضية‭ ‬أو‭ ‬الفضاءات‭ ‬المغلقة‮»‬‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬ينص‭ ‬الفصل‭ ‬8‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬فرض‭ ‬غرامات‭ ‬مالية‭ ‬على‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬يتكرر‭ ‬فيها‭ ‬عنف‭ ‬الجماهير،‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬50‭,‬000‭ ‬دینار،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬حرمان‭ ‬النادي‭ ‬من‭ ‬استضافة‭ ‬المباريات‭ ‬لمدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬موسم‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التكرار‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬إغلاق‭ ‬الملاعب‭ ‬مؤقتًا‮»‬‭.‬ 

◗‭ ‬م‭.‬ي

إجراءات‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬بصدد‭ ‬التنفيذ‭ ‬للحد‭ ‬منه‭  ‬.. إحصائيات‭ ‬صادمة‭ ‬حول‭ ‬العنف‭ ‬المجتمعي

أكد‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الأمن‭ ‬العمومي‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬عصام‭ ‬الفيتوري‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬ألقاها‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬الفارط‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬التحسيسي‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬المخدرات،‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬المتدخلين‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬مخطط‭ ‬تنفيذي‭ ‬للإستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬المجتمعي‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬تؤكد‭ ‬الإحصائيات‭ ‬حول‭ ‬مختلف‭ ‬مظاهر‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬أنها‭ ‬ظاهرة‭ ‬أصبحت‭ ‬مقلقة‭ ‬ولها‭ ‬تداعيات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجال‭ ‬وقطاع‭.‬

ويكفي‭ ‬فقط‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬التزامن‭ ‬بين‭ ‬ما‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الأمن‭ ‬الوطني‭ ‬وما‭ ‬سجل‭ ‬من‭ ‬اعتداءات‭ ‬متكررة‭ ‬على‭ ‬الإطار‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي‭ ‬العامل‭ ‬بقسم‭ ‬الاستعجالي‭ ‬بالمستشفي‭ ‬الجامعي‭ ‬حبيب‭ ‬بوقطفة‭ ‬ببنزرت،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭  ‬‮«‬المنظمة‭ ‬التونسية‭ ‬للأطباء‭ ‬الشبان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬لها‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬استنكارها‭ ‬لغياب‭ ‬إجراءات‭ ‬فعلية‭ ‬لحماية‭ ‬الإطارات‭ ‬الطبية‭ ‬وشبه‭ ‬الطبية‭ ‬بأقسام‭ ‬الاستعجالي‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الاستشفائية‭ ‬وضمان‭ ‬أمن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭. ‬

وحملت‭ ‬المنظمة‭ ‬إدارة‭ ‬المستشفى‭ ‬والسلط‭ ‬الجهوية‭ ‬ووزارة‭ ‬الصحة‭ ‬كامل‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬تفاقم‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬مؤكدة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬الوعود‭ ‬السابقة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعامل‭ ‬السريع‭ ‬مع‭ ‬العريضة‭ ‬الممضاة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬شخصا‭ ‬من‭ ‬أعوان‭ ‬الصحة‭ ‬والممرضين‭ ‬والأطباء‭ ‬داخل‭ ‬القسم،‭ ‬والتي‭ ‬دعت‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬البسيطة‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬سلامتهم‭.‬

وأعلنت‭ ‬المنظمة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تنظيم‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬التحركات‭ ‬الاحتجاجية،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬15‭ ‬أكتوبر‭ ‬الجاري،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الأطباء‭ ‬العاملين‭ ‬بالقسم‭ ‬والمستشفى‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬شبان‭ ‬وأطباء،‭ ‬وممرضين‭ ‬وتقنيي‭ ‬صحة‭ ‬وكل‭ ‬أطباء‭ ‬الصحة‭ ‬العمومية،‭ ‬دفاعاً‭ ‬عن‭ ‬حق‭ ‬عون‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬آمنة‭ ‬تحفظ‭ ‬كرامته‭ ‬وسلامته،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬تضمن‭ ‬حق‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬لائقة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬العنف‭ ‬والفوضى‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬نص‭ ‬البلاغ‭.‬

إحصائيات‭ ‬مفزعة

إن‭ ‬التأمل‭ ‬في‭ ‬الإحصائيات‭ ‬بمفردها‭ ‬ودون‭ ‬الحاجة‭ ‬لتحليل‭ ‬مختصين‭ ‬كفيل‭ ‬بالوقوف‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬المتنامية‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وما‭ ‬تطرحه‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صعيد‭.‬

ورغم‭ ‬غياب‭  ‬الإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬الدقيقة‭ ‬بشأن‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬والاعتداءات‭ ‬على‭ ‬الإطار‭ ‬الطبي‭ ‬وشبه‭ ‬الطبي،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬توجد‭ ‬وبدقة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬ببقية‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭ ‬وهي‭ ‬إحصائيات‭ ‬مفزعة‭ ‬بأتم‭ ‬معنى‭ ‬الكلمة‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬العنف‭ ‬الأسرى‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬البوابة‭ ‬الأولى‭ ‬للتربية‭ ‬على‭ ‬العنف،‭ ‬فقد‭ ‬كشفت‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أصوات‭ ‬نساء‮»‬،‭ ‬في‭ ‬بلاغ‭ ‬لها،‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬22‭ ‬جريمة‭ ‬قتل‭ ‬بحق‭ ‬النساء‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬جانفي‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭. ‬مضيفة‭  ‬أنه‭  ‬‮«‬ورغم‭ ‬فداحة‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬يُرجّح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬العدد‭ ‬الحقيقي‭ ‬لجرائم‭ ‬القتل‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬النوع‭ (‬فيمينيسيد‭) ‬أعلى‭ ‬بكثير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬إحصاءات‭ ‬رسمية‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أكدت‭ ‬تنوّع‭ ‬أساليب‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬بالخصوص‭ ‬تسجيل‭ ‬8‭ ‬حالات‭ ‬طعن‭ ‬بأدوات‭ ‬حادة،‭ ‬و3‭ ‬حالات‭ ‬اعتداء‭ ‬بمواد‭ ‬حارقة،‭ ‬و3‭ ‬حالات‭ ‬قتل‭ ‬بالعنف‭ ‬الجسدي‭ ‬المباشر،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬جريمة‭ ‬مروّعة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬ذبح‭ ‬قاصر‭.‬

وحذرت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أصوات‭ ‬نساء‮»‬‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬منحى‭ ‬تصاعدي‭ ‬بخصوص‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭ ‬بحق‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬حيث‭ ‬رصدت‭ ‬17‭ ‬جريمة‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬معتبرة‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬22‭ ‬جريمة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬سنة،‭ ‬‮«‬مؤشر‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬تفاقم‭ ‬الظاهرة‭ ‬وتحولها‭ ‬إلى‭ ‬نمط‭ ‬متكرر‭ ‬يهدد‭ ‬حياة‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬تونس‮»‬‭.‬

في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬صرح‭ ‬سابقا‭ ‬المتحدّث‭ ‬الرسمي‭ ‬باسم‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للحرس‭ ‬الوطني‭ ‬حسام‭ ‬الدين‭ ‬الجبابلي،‭ ‬بأنّ‭ ‬60‭ ‬ألف‭ ‬محضر‭ ‬عدلي‭ ‬تعلّقت‭ ‬بالعنف‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الأسري‭ ‬تمت‭ ‬مباشرتها‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وحدات‭ ‬الاختصاص‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬الوسط‭ ‬التربوي‭ ‬فقد‭  ‬سجلت‭ ‬إحصائيات‭ ‬وزارة‭ ‬التربية،‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬2024‭/‬2025،‭  ‬حوالي‭ ‬627‭ ‬حالة‭ ‬عنف‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية،‭ ‬تتوزع‭ ‬بين‭ ‬تنمر‭ ‬وعنف‭ ‬لفظي‭ ‬وعنف‭ ‬مادي‭ ‬وتطرف‭ ‬سلوكي‭. ‬

وبالعودة‭ ‬قليلا‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬إحصائيات‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬لسنة‭ ‬2022،‭ ‬تشير‭  ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوسط‭ ‬المدرسي‭ ‬يسجِّل‭ ‬سنوياً‭ ‬بين‭ ‬13‭ ‬ألفا‭ ‬و21‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬عنف،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬الإعدادية‭ ‬والمعاهد‭. ‬وتشير‭ ‬إحصائيات‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬تسجيل‭ ‬24‭ ‬ألف‭ ‬حالة‭ ‬عنف‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية،‭ ‬مما‭ ‬وضع‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬عالمياً‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة،‭ ‬كما‭ ‬شهدت‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2023‭ ‬و2024‭ ‬زيادة‭ ‬بنسبة‭ ‬19‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬العنف‭ ‬داخل‭ ‬الوسط‭ ‬المدرسي‭.‬

ظاهرة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬خطورة‭ ‬وإحصائيات‭ ‬أخرى‭ ‬مقلقة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬والوسط‭ ‬الرياضي‭ ‬عموما‭. ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬العميد‭ ‬لطفي‭ ‬مصباح‭ ‬منصور،‭ ‬مدير‭ ‬حفظ‭ ‬النظام‭ ‬الجهوي‭ ‬بالشمال‭ ‬التابع‭ ‬للإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للأمن‭ ‬الوطني،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬في‭  ‬أكتوبر‭ ‬الفارط‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الملاعب‭ ‬التونسية‭ ‬قد‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬‹›مقلقًا››‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬العنف‮»‬‭.‬

مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالموسم‭ ‬الرياضي‭ ‬قبل‭ ‬الفارط‭  ‬تشير‭ ‬إلى‭  ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المباريات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إيقافها‭ ‬أو‭ ‬إلغاؤها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكام‭ ‬بسبب‭ ‬العنف‭ ‬قد‭ ‬بلغ‭ ‬41‭ ‬مباراة‭. ‬وأن‭ ‬عدد‭ ‬المباريات‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬احتجاجات‭ ‬أو‭ ‬اعتداءات‭ ‬على‭ ‬الحكام‭ ‬بلغت‭ ‬20‭ ‬مباراة‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬قدر‭ ‬عدد‭ ‬المباريات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬خلالها‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬أو‭ ‬الإطار‭ ‬الفني‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجمهور‭ ‬بـ12‭ ‬مباراة،‭ ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬مباريات‭ ‬إضرار‭ ‬بالمنشآت‭ ‬الرياضية‭. ‬

‭ ‬إجراءات‭ ‬واستراتجيات‭

تفيد‭ ‬مختلف‭ ‬مصادر‭ ‬الجهات‭ ‬والهياكل‭ ‬المعنية‭ ‬بمقاومة‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬أن‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬انطلق‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭.‬

فقد‭ ‬انطلقت‭  ‬منذ‭  ‬ماي‭ ‬2023‭ ‬صلب‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬متابعة‭ ‬نتائج‭ ‬الأعمال‭ ‬الأولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بصياغة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬المجتمعي‭ ‬للفترة‭ ‬الممتدّة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2023‭-‬2028‭. ‬ووضع‭ ‬مخططات‭ ‬عملية‭ ‬لها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تجسيدها‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬كلّ‭ ‬الوزارات‭ ‬والهياكل‭ ‬المتداخلة،‭ ‬والتي‭ ‬قدّمتها‭ ‬اللجنة‭ ‬القارة‭ ‬لشؤون‭ ‬الأمن‭ ‬والدفاع‭ ‬المدني‭ ‬التابعة‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬كان‭  ‬كاهية‭ ‬مدير‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للتربية‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬طايع‭ ‬العياشي،‭ ‬قد‭ ‬أكد‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬إعلامي‭ ‬سابق‭  ‬على‭ ‬هامش‭ ‬ندوة‭ ‬صحفية‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬إطلاق‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬العنف‭ ‬والسلوكيات‭ ‬المحفوفة‭ ‬بالمخاطر،‭ ‬أنّ‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬وضعت‭ ‬إستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬للتصدي‭ ‬لظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬فاعلين‭ ‬اجتماعيين‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬رؤية‭ ‬مشتركة‭ ‬للتصدي‭ ‬للعنف‭ ‬والمخدرات‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬وضعت‭ ‬آليات‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬والرياضية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬كما‭ ‬تعمل‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬وإدارة‭ ‬الطب‭ ‬المدرسي‭ ‬والجامعي،‭ ‬لمرافقة‭ ‬التلاميذ‭ ‬والسهر‭ ‬على‭ ‬وقايتهم‭ ‬وتحسين‭ ‬صحتهم‭ ‬الذهنية‭.‬

وللتقليص‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬تفيد‭ ‬مصادر‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬أن‭ ‬الوزير‭  ‬الصادق‭ ‬المورالي،‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أشرف‭ ‬بتاريخ‭ ‬5‭ ‬سبتمبر‭ ‬الفارط،‭ ‬على‭ ‬اجتماع‭ ‬اللجنة‭ ‬المشتركة‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬الاجتماع‭  ‬التحضيري‭ ‬المنعقد‭ ‬بمقر‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بتاريخ‭ ‬30‭ ‬أوت‭ ‬2025،‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الأمنية‭ ‬السامية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬الجامعة‭ ‬التونسية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭  ‬والرابطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬المحترفة‭ ‬والإدارة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتحكيم‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬إطارات‭ ‬الوزارة‭.‬

وتم‭ ‬خلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬‮«‬بحث‭ ‬ومناقشة‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المقترحات‭ ‬والإجراءات‭ ‬العملية‭ ‬والتدابير‭ ‬الإدارية‭ ‬والميدانية،‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬مكافحة‭ ‬ظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الملاعب،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمانا‭ ‬لحسن‭ ‬سير‭ ‬الموسم‭ ‬الرياضي‭ ‬2025‭-‬2026‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬وأسفر‭ ‬الاجتماع‭ ‬عن‭  ‬جملة‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬منها‭:‬

‭*‬مراجعة‭ ‬المجلة‭ ‬التأديبية‭ ‬وعرضها‭ ‬على‭ ‬أقرب‭ ‬مكتب‭ ‬جامعي‭ ‬منعقد‭ ‬يتم‭ ‬بمقتضاها‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬الجمعيات‭ ‬الرياضية‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬خصم‭ ‬النقاط‭ .‬

‭*‬إحداث‭ ‬فريق‭ ‬تواصل‭ ‬على‭ ‬الميدان‭ ‬يتكوّن‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬المباراة‭ ‬والمراقب‭ ‬والمنسق‭ ‬العام‭ ‬للمقابلة‭ ‬ومسؤول‭ ‬أمني،‭ ‬يتولى‭ ‬إدارة‭ ‬المقابلة‭ ‬رياضيا‭ ‬وأمنيا‭ ‬ولوجستيا‭ ‬وإجراء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬لإدارة‭ ‬المباراة‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الظروف‭.‬

‭*‬عرض‭ ‬القانون‭ ‬الأساسي‭ ‬للمنسّقين‭ ‬العامين‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬الوزارات‭ ‬المعنية‭.‬

‭* ‬دعوة‭ ‬رؤساء‭ ‬الأندية‭ ‬والمنابر‭ ‬الإعلامية‭ ‬إلى‭ ‬تجنّب‭ ‬التصريحات‭ ‬النارية‭ ‬وتجنّب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تأجيج‭ ‬الوضع‭ ‬العام‭.‬

يذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬جويلية‭ ‬الفارط‭ ‬كان‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب،‭ ‬قد‭ ‬قرر‭ ‬إحالة‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬يتعلّق‭ ‬بمناهضة‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬الملاعب‭ ‬الرياضية‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬لمناقشته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثار‭ ‬جدلًا‭ ‬بعد‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬فصوله‭ ‬الـ15،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الباب‭ ‬الثالث‭ ‬المتعلق‭ ‬بالعقوبات‭ ‬والجزاءات‭.‬

وينص‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬فصله‭ ‬السابع‭ (‬7‭) ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬يُعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬داخل‭ ‬الملاعب‭ ‬أو‭ ‬محيطها،‭ ‬كما‭ ‬يعاقب‭ ‬بغرامة‭ ‬مالية‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬5000‭ ‬دينار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يقوم‭ ‬بإلقاء‭ ‬المقذوفات‭ ‬أو‭ ‬استخدام‭ ‬الشماريخ‭ ‬داخل‭ ‬أو‭ ‬خارج‭ ‬الملعب‮»‬‭.‬

كما‭ ‬يقترح‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬‮«‬منع‭ ‬الأشخاص‭ ‬المدانين‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬الملاعب‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬العود‭ ‬يمنع‭ ‬مدی‭ ‬الحیاة،‭ ‬كما‭ ‬يُعاقب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحمل‭ ‬أو‭ ‬يستخدم‭ ‬أسلحة‭ ‬أو‭ ‬أدوات‭ ‬خطرة‭ ‬أثناء‭ ‬الأحداث‭ ‬الرياضية‭ ‬بعقوبة‭ ‬السجن‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬ولا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬وتُضاعف‭ ‬العقوبات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬إذا‭ ‬وقعت‭ ‬الجرائم‭ ‬في‭ ‬القاعات‭ ‬الرياضية‭ ‬أو‭ ‬الفضاءات‭ ‬المغلقة‮»‬‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬ينص‭ ‬الفصل‭ ‬8‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬فرض‭ ‬غرامات‭ ‬مالية‭ ‬على‭ ‬الأندية‭ ‬التي‭ ‬يتكرر‭ ‬فيها‭ ‬عنف‭ ‬الجماهير،‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬50‭,‬000‭ ‬دینار،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬حرمان‭ ‬النادي‭ ‬من‭ ‬استضافة‭ ‬المباريات‭ ‬لمدة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬موسم‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬التكرار‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬إغلاق‭ ‬الملاعب‭ ‬مؤقتًا‮»‬‭.‬ 

◗‭ ‬م‭.‬ي