إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭..‬ المطالبة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بتسليط‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬القروض

طالب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬خلال‭ ‬جلستهم‭ ‬العامة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الرابعة‭ ‬المنعقدة‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬بقصر‭ ‬باردو‭ ‬بالتعويل‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬وتساءلوا‭ ‬عن‭ ‬مآل‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬مجلسهم‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬أعماله‭ ‬وإلى‭ ‬غاية‭ ‬اليوم،‭ ‬ودعوا‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬تسليط‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬القروض‭ ‬وإحكام‭ ‬التصرف‭ ‬فيها‭. ‬وذهب‭ ‬النائب‭ ‬هشام‭ ‬حسني‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬وصفوا‭ ‬البرلمان‭ ‬الحالي‭ ‬ببرلمان‭ ‬القروض‭ ‬لم‭ ‬يكذبوا‭ ‬في‭ ‬وصفهم‭ ‬لأن‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬أنهى‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬بالمصادقة‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬وافتتح‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬اكتتاب‭. ‬

في‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬النائب‭ ‬أيمن‭ ‬نقرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬الطرقات‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬حفرة‭ ‬بين‭ ‬الحفرة‭ ‬والأخرى،‭ ‬فإن‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬أنهى‭ ‬دورة‭ ‬برلمانية‭ ‬بقرض‭ ‬وافتتح‭ ‬دورة‭ ‬جديدة‭ ‬باكتتاب‭ ‬يليه‭ ‬قرض،‭ ‬ولاحظ‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬التأمل‭ ‬في‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القروض‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬النظري‭ ‬يشعر‭ ‬بالسرور‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬موجهة‭ ‬لتمويل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العملية‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬معرفة‭ ‬مدى‭ ‬نجاعة‭ ‬هذه‭ ‬القروض‭ ‬أو‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬ستساهم‭ ‬فيها‭ ‬لأن‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لم‭ ‬تتحسن‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬المدن‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬النائب‭ ‬يسري‭ ‬البواب‭ ‬فقد‭ ‬طالب‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬بمدّ‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬بكافة‭ ‬المعطيات‭ ‬حول‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليها‭ ‬تونس،‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬هي‭ ‬رئة‭ ‬البلاد‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تخلق‭ ‬الأنفاس‭ ‬وبالتالي‭ ‬عليها‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأوكسجين‭ ‬الذي‭ ‬تضخه‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وطالبها‭ ‬بالاضطلاع‭ ‬بمهمة‭ ‬التخطيط‭ ‬بنفسها‭ ‬وعدم‭ ‬ترك‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬لوزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬لأنه‭ ‬حسب‭ ‬رأيه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬تناغم‭ ‬أو‭ ‬تجانس‭ ‬بين‭ ‬الوزارات‭. ‬وقال‭ ‬النائب‭ ‬نحن‭ ‬مجلس‭ ‬القروض‭ ‬أما‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬فهي‭ ‬وزارة‭ ‬القروض‭ ‬لأنها‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتحصل‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬لتعطيها‭ ‬إلى‭ ‬وزارات‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تصرفها‭ ‬كما‭ ‬تريد‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تخطيط‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬أن‭ ‬تراقب‭ ‬مآل‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬والنتائج‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬تلك‭ ‬القروض،‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬كل‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليها‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭ ‬ومعرفة‭ ‬أين‭ ‬صرفت‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬تأثيراتها‭ ‬نظرا‭ ‬لشعوره‭ ‬بوجود‭ ‬إدارة‭ ‬عمقية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعطيل‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭. ‬
رقابة‭ ‬مزدوجة
وتعقيبا‭ ‬عن‭ ‬استفسارات‭ ‬هؤلاء‭ ‬النواب‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬أثاروا‭ ‬مسألة‭ ‬الاقتراض‭ ‬وكيفية‭ ‬مراقبة‭ ‬القروض،‭ ‬طمأنهم‭ ‬سمير‭ ‬عبد‭ ‬الحفيظ‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬قرض‭ ‬يقع‭ ‬تمريره‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬القرض‭ ‬يتم‭ ‬تمريره‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قانون‭ ‬عادي‭ ‬تقع‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البرلمان،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارته‭ ‬هي‭ ‬قروض‭ ‬تنموية،‭ ‬واستدرك‭ ‬قائلا‭ ‬إنه‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬الاضطرار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الفترات‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬قروض‭ ‬لتمويل‭ ‬الميزانية‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬إشكال‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فالمهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬استعمالات‭ ‬ذات‭ ‬جدوى،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬مراقبة‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬موجودة‭ ‬لكي‭ ‬تراقب‭ ‬استعمال‭ ‬القروض‭. ‬
وأضاف‭ ‬الوزير‭ ‬سمير‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الحفيظ‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬رقابة‭ ‬مزدوجة‭ ‬للقروض‭ ‬فهناك‭ ‬رقابة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية،‭ ‬ورقابة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الممولة‭ ‬لأن‭ ‬الممولين‭ ‬أنفسهم‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬القرض‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬حوله‭ ‬اتجه‭ ‬للمشروع‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اعتزام‭ ‬انجازه‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬لمدهم‭ ‬بأية‭ ‬معلومة‭ ‬إضافية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالقروض‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬بمناسبة‭ ‬الجلسة‭ ‬التي‭ ‬عقدتها‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالترخيص‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬الاكتتاب‭ ‬في‭ ‬التجديد‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬لموارد‭ ‬الصندوق‭ ‬الدولي‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬للفترة‭ ‬2025‭ ‬–2027،‭ ‬طلبت‭ ‬اللجنة‭ ‬مدها‭ ‬بمعطيات‭ ‬إضافية‭ ‬حول‭ ‬استعمالات‭ ‬القروض‭ ‬السابقة‭ ‬وتمت‭ ‬الاستجابة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬البرلمان‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشفافية‭ ‬التامة‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬استعداده‭ ‬لمد‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬استعمالات‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭. ‬
وفي‭ ‬انتظار‭ ‬صدور‭ ‬القانون‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالترخيص‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬الاكتتاب‭ ‬في‭ ‬التجديد‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬لموارد‭ ‬الصندوق‭ ‬الدولي‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬للفترة‭ ‬2025‭ ‬–2027‭ ‬الذي‭ ‬صادق‭ ‬عليه‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬مساء‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬بحضور‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط،‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬إبراهيم‭ ‬بودربالة‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬صادق‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬81‭ ‬قانونا‭.‬
متابعة‭ ‬وتقييم
وبالإطلاع‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬الحالي‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬تعلقت‭ ‬بقروض‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بتقييم‭ ‬ومتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬الممولة‭ ‬بقروض‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬وتعزيز‭ ‬مقومات‭ ‬الحوكمة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬إرفاق‭ ‬كل‭ ‬قرض‭ ‬بإحصائيات‭ ‬تفصيلية‭ ‬ودراسات‭ ‬جدوى‭.. ‬وسبق‭ ‬للجنة‭ ‬أن‭ ‬قررت‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬تسليط‭ ‬الرقابة‭ ‬اللاحقة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬قرض‭ ‬يوافق‭ ‬عليه‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭. ‬كما‭ ‬طالبت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬بمدها‭ ‬بمعطيات‭ ‬حول‭ ‬كل‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليها‭ ‬تونس‭ ‬بعد‭ ‬2011‭. ‬
ووصل‭ ‬عدد‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الثالثة‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬إلى‭ ‬11‭ ‬قرضا‭ ‬وخلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬22‭ ‬قرضا‭ ‬وخلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬قروض‭. ‬
‭ ‬ويذكر‭ ‬أنه‭ ‬باستثناء‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬القرض‭ ‬المبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬جوان‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والوكالة‭ ‬الفرنسية‭ ‬للتنمية‭ ‬بمبلغ‭ ‬قدره‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬أورو‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬خط‭ ‬تمويل‭ ‬لدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنعاش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬رفضه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬مشاريع‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬حظيت‭ ‬بالموافقة‭. ‬


سعيدة‭ ‬بوهلال

في‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭..‬ المطالبة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بتسليط‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬القروض

طالب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬خلال‭ ‬جلستهم‭ ‬العامة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الرابعة‭ ‬المنعقدة‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬بقصر‭ ‬باردو‭ ‬بالتعويل‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬وتساءلوا‭ ‬عن‭ ‬مآل‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬مجلسهم‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬أعماله‭ ‬وإلى‭ ‬غاية‭ ‬اليوم،‭ ‬ودعوا‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬إلى‭ ‬تسليط‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬القروض‭ ‬وإحكام‭ ‬التصرف‭ ‬فيها‭. ‬وذهب‭ ‬النائب‭ ‬هشام‭ ‬حسني‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬وصفوا‭ ‬البرلمان‭ ‬الحالي‭ ‬ببرلمان‭ ‬القروض‭ ‬لم‭ ‬يكذبوا‭ ‬في‭ ‬وصفهم‭ ‬لأن‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬أنهى‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬بالمصادقة‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬وافتتح‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬اكتتاب‭. ‬

في‭ ‬حين‭ ‬أشار‭ ‬النائب‭ ‬أيمن‭ ‬نقرة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬الطرقات‭ ‬حيث‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬حفرة‭ ‬بين‭ ‬الحفرة‭ ‬والأخرى،‭ ‬فإن‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬أنهى‭ ‬دورة‭ ‬برلمانية‭ ‬بقرض‭ ‬وافتتح‭ ‬دورة‭ ‬جديدة‭ ‬باكتتاب‭ ‬يليه‭ ‬قرض،‭ ‬ولاحظ‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬التأمل‭ ‬في‭ ‬النتائج‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القروض‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬النظري‭ ‬يشعر‭ ‬بالسرور‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬موجهة‭ ‬لتمويل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العملية‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬معرفة‭ ‬مدى‭ ‬نجاعة‭ ‬هذه‭ ‬القروض‭ ‬أو‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬ستساهم‭ ‬فيها‭ ‬لأن‭ ‬الظروف‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬لم‭ ‬تتحسن‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الريفية‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬المدن‭.‬

‭ ‬أما‭ ‬النائب‭ ‬يسري‭ ‬البواب‭ ‬فقد‭ ‬طالب‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬بمدّ‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬بكافة‭ ‬المعطيات‭ ‬حول‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليها‭ ‬تونس،‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬هي‭ ‬رئة‭ ‬البلاد‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تخلق‭ ‬الأنفاس‭ ‬وبالتالي‭ ‬عليها‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأوكسجين‭ ‬الذي‭ ‬تضخه‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وطالبها‭ ‬بالاضطلاع‭ ‬بمهمة‭ ‬التخطيط‭ ‬بنفسها‭ ‬وعدم‭ ‬ترك‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬لوزارة‭ ‬الفلاحة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الوزارات‭ ‬لأنه‭ ‬حسب‭ ‬رأيه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬تناغم‭ ‬أو‭ ‬تجانس‭ ‬بين‭ ‬الوزارات‭. ‬وقال‭ ‬النائب‭ ‬نحن‭ ‬مجلس‭ ‬القروض‭ ‬أما‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬فهي‭ ‬وزارة‭ ‬القروض‭ ‬لأنها‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتحصل‭ ‬على‭ ‬القروض‭ ‬لتعطيها‭ ‬إلى‭ ‬وزارات‭ ‬أخرى‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تصرفها‭ ‬كما‭ ‬تريد‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬تخطيط‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬أن‭ ‬تراقب‭ ‬مآل‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬والنتائج‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬تلك‭ ‬القروض،‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬نتائج‭ ‬كل‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليها‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية‭ ‬ومعرفة‭ ‬أين‭ ‬صرفت‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬تأثيراتها‭ ‬نظرا‭ ‬لشعوره‭ ‬بوجود‭ ‬إدارة‭ ‬عمقية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تعطيل‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭. ‬
رقابة‭ ‬مزدوجة
وتعقيبا‭ ‬عن‭ ‬استفسارات‭ ‬هؤلاء‭ ‬النواب‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬أثاروا‭ ‬مسألة‭ ‬الاقتراض‭ ‬وكيفية‭ ‬مراقبة‭ ‬القروض،‭ ‬طمأنهم‭ ‬سمير‭ ‬عبد‭ ‬الحفيظ‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬قرض‭ ‬يقع‭ ‬تمريره‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬القرض‭ ‬يتم‭ ‬تمريره‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قانون‭ ‬عادي‭ ‬تقع‭ ‬المصادقة‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البرلمان،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تقديمها‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارته‭ ‬هي‭ ‬قروض‭ ‬تنموية،‭ ‬واستدرك‭ ‬قائلا‭ ‬إنه‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬الاضطرار‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الفترات‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬قروض‭ ‬لتمويل‭ ‬الميزانية‭ ‬فلا‭ ‬يوجد‭ ‬إشكال‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فالمهم‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬تحويلها‭ ‬إلى‭ ‬استعمالات‭ ‬ذات‭ ‬جدوى،‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬مراقبة‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬موجودة‭ ‬لكي‭ ‬تراقب‭ ‬استعمال‭ ‬القروض‭. ‬
وأضاف‭ ‬الوزير‭ ‬سمير‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الحفيظ‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬رقابة‭ ‬مزدوجة‭ ‬للقروض‭ ‬فهناك‭ ‬رقابة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هياكل‭ ‬الدولة‭ ‬التونسية،‭ ‬ورقابة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬الممولة‭ ‬لأن‭ ‬الممولين‭ ‬أنفسهم‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬القرض‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬حوله‭ ‬اتجه‭ ‬للمشروع‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬اعتزام‭ ‬انجازه‭. ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬وزارة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬لمدهم‭ ‬بأية‭ ‬معلومة‭ ‬إضافية‭ ‬تتعلق‭ ‬بالقروض‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬بمناسبة‭ ‬الجلسة‭ ‬التي‭ ‬عقدتها‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالترخيص‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬الاكتتاب‭ ‬في‭ ‬التجديد‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬لموارد‭ ‬الصندوق‭ ‬الدولي‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬للفترة‭ ‬2025‭ ‬–2027،‭ ‬طلبت‭ ‬اللجنة‭ ‬مدها‭ ‬بمعطيات‭ ‬إضافية‭ ‬حول‭ ‬استعمالات‭ ‬القروض‭ ‬السابقة‭ ‬وتمت‭ ‬الاستجابة‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭. ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬البرلمان‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشفافية‭ ‬التامة‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬استعداده‭ ‬لمد‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬استعمالات‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭. ‬
وفي‭ ‬انتظار‭ ‬صدور‭ ‬القانون‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالترخيص‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬الاكتتاب‭ ‬في‭ ‬التجديد‭ ‬الثالث‭ ‬عشر‭ ‬لموارد‭ ‬الصندوق‭ ‬الدولي‭ ‬للتنمية‭ ‬الزراعية‭ ‬للفترة‭ ‬2025‭ ‬–2027‭ ‬الذي‭ ‬صادق‭ ‬عليه‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬مساء‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬بحضور‭ ‬وزير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتخطيط،‭ ‬كان‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬إبراهيم‭ ‬بودربالة‭ ‬قد‭ ‬أشار‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬الافتتاحية‭ ‬للدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬صادق‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬81‭ ‬قانونا‭.‬
متابعة‭ ‬وتقييم
وبالإطلاع‭ ‬على‭ ‬القوانين‭ ‬التي‭ ‬صادق‭ ‬عليها‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬الحالي‭ ‬يمكن‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬منها‭ ‬تعلقت‭ ‬بقروض‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬أعضاء‭ ‬لجنة‭ ‬المالية‭ ‬والميزانية‭ ‬إلى‭ ‬المطالبة‭ ‬بتقييم‭ ‬ومتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬المشاريع‭ ‬الممولة‭ ‬بقروض‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهود‭ ‬مكافحة‭ ‬الفساد‭ ‬وتعزيز‭ ‬مقومات‭ ‬الحوكمة‭ ‬الرشيدة،‭ ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬إرفاق‭ ‬كل‭ ‬قرض‭ ‬بإحصائيات‭ ‬تفصيلية‭ ‬ودراسات‭ ‬جدوى‭.. ‬وسبق‭ ‬للجنة‭ ‬أن‭ ‬قررت‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬تسليط‭ ‬الرقابة‭ ‬اللاحقة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬قرض‭ ‬يوافق‭ ‬عليه‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭. ‬كما‭ ‬طالبت‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬بمدها‭ ‬بمعطيات‭ ‬حول‭ ‬كل‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تحصلت‭ ‬عليها‭ ‬تونس‭ ‬بعد‭ ‬2011‭. ‬
ووصل‭ ‬عدد‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬المصادقة‭ ‬عليها‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الثالثة‭ ‬لمجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬إلى‭ ‬11‭ ‬قرضا‭ ‬وخلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬22‭ ‬قرضا‭ ‬وخلال‭ ‬الدورة‭ ‬النيابية‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬قروض‭. ‬
‭ ‬ويذكر‭ ‬أنه‭ ‬باستثناء‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬القرض‭ ‬المبرمة‭ ‬بتاريخ‭ ‬25‭ ‬جوان‭ ‬2024‭ ‬بين‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬والوكالة‭ ‬الفرنسية‭ ‬للتنمية‭ ‬بمبلغ‭ ‬قدره‭ ‬80‭ ‬مليون‭ ‬أورو‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬خط‭ ‬تمويل‭ ‬لدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغرى‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنعاش‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬رفضه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬مشاريع‭ ‬القروض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬حظيت‭ ‬بالموافقة‭. ‬


سعيدة‭ ‬بوهلال