إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬ 2021 ..‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‮ ‬5‭ % ‬

تسارع‭ ‬معدّل‭ ‬نزول‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬عند‭ ‬الاستهلاك‭ ‬العائلي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ليصل‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬بالمائة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للإحصاء‭.‬

وتعدّ‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬الأدنى‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الجديدة‭ ‬6‭ ‬بالمائة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬6‭.‬2‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‮ ‬معدل‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬مستوى‭ ‬7‭ ‬بالمائة،‭ ‬مقابل‭ ‬9،3‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬2023‭.‬
وفي‭ ‬علاقة‭ ‬بنسبة‭ ‬التضخم‭ ‬لشهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬أظهرت‭ ‬مُعطيات‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للإحصاء‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬شهدت‭ ‬تراجعا‭ ‬من‭ ‬ضمنها‮ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬حيث‭ ‬انخفضت‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬7‭ % ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬‮ ‬5.9‭ % ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬أوت‭ ‬2025‭ ‬وأسعار‭ ‬الترفيه‭ ‬والثقافة‭ ‬إلى‭ ‬4‭.‬6‭ %‬‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬وأسعار‭ ‬خدمات‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي‭ ‬والنزل‭ ‬إلى‭ ‬10.1‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬وأسعار‭ ‬خدمات‭ ‬النقل‭ ‬3‭.‬1‭% ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭.‬
فيما‭ ‬زادت‭ ‬أسعار‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬المصنعة‭ ‬إلى‭ ‬9‭,‬4‭ % ‬باحتساب‭ ‬الانزلاق‭ ‬السنوي‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الملابس‭ ‬والأحذية‭ ‬بنسبة‭ ‬9‭% ‬وأسعار‭ ‬مواد‭ ‬التنظيف‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭,‬9،‭ ‬كما‭ ‬سجّلت‭ ‬أسعار‭ ‬الخدمات‭ ‬تطورا‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭,‬5‭ % ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬خدمات‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي‭ ‬والنزل‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭,‬1‭ %‬،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬أوت‭ ‬قد‭ ‬بلغت‭ ‬5‭.‬2‭ ‬بالمائة‭. ‬وبيّن‭ ‬ذات‭ ‬المصدر،‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬الضمني‭ ‬لشهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬أي‭ ‬التضخم‭ ‬دون‭ ‬احتساب‭ ‬الطاقة‭ ‬والتغذية‭ ‬قد‭ ‬تراجعت‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬5‭,‬2‭ %‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تطوّرت‭ ‬نسبة‭ ‬تضخم‭ ‬المواد‭ ‬المؤطرة‭ ‬بـ1‭,‬6‭ %.‬
وكان‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي،‭ ‬قد‭ ‬توقّع‭ ‬في‭ ‬نشرية‭ ‬حول‭ ‬‮«‬التطورات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والنقدية‭ ‬وتوقعات‭ ‬التضخم‭- ‬أفريل‭ ‬2025‮»‬‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬سيشهد‭ ‬تراجعا‭ ‬تدريجيا‭ ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬2025‭ ‬و2026،‭ ‬مع‭ ‬بقائه‭ ‬فوق‭ ‬مستوى‭ ‬5‭ ‬بالمائة‭ ‬بقليل،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬سبتمبر‭ ‬نزلت‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬بالمائة‭.‬
تأكيد‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬المنحى‭ ‬التنازلي‭ ‬التدريجي‭ ‬للتضخم
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أورد‭ ‬المحلل‭ ‬المالي‭ ‬والأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬لـ‮»‬الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬يدُلّ‭ ‬على‭ ‬التأكيد‭ ‬الجدي‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬المنحى‭ ‬التنازلي‭ ‬التدريجي‭ ‬للتضخم‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.‬
وذكر‭ ‬محدثنا‭ ‬أنه‭ ‬خلافا‭ ‬للتوقعات‭ ‬التي‭ ‬ذهبت‭ ‬بأن‭ ‬تمويل‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬للخزينة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬بـ‭ ‬7‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬وبمثله‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬القيمة‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬سيؤدي‭ ‬وُجوبا‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم،‭ ‬فإن‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬قد‭ ‬أثبتت‭ ‬جدواها‭ ‬ونجاعتها،‭ ‬وهو‭ ‬تمويل‭ ‬ناجح‭ ‬وكان‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬التوجه‭ ‬للاقتراض‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬المُستثمرين‭ ‬التونسيين‭.‬
وللتغلّب‭ ‬على‭ ‬صعوبات‭ ‬مُرتبطة‭ ‬بتعبئة‭ ‬موارد‭ ‬مالية‭ ‬خارجية‭ ‬وبهدف‭ ‬تسجيل‭ ‬انتعاشة‭ ‬اقتصادية،‭ ‬انتهجت‭ ‬بلادنا‭ ‬خيار‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬قدراتها‭ ‬الذاتية،‭ ‬وحققت‭ ‬هذه‭ ‬الخيارات‭ ‬نتائج‭ ‬مُميزة‭ ‬إذ‮ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬خلال‭ ‬استقباله‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬مشكاة‭ ‬سلامة‭ ‬الخالدي‮ ‬‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬فتحي‭ ‬زهير‭ ‬النوري‭ ‬إنّ‭ ‬سياسة‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الذّات‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أيّ‭ ‬إملاءات‭ ‬مكّنت‭ ‬من‭ ‬التحكّم‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬التضخّم‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬‮ ‬وتحقيق‭ ‬نسبة‭ ‬نموّ‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تجاوزت‭  ‬3‭% ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استقرار‭ ‬سعر‭ ‬الصّرف‭ ‬وارتفاع‭ ‬المخزون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الأجنبية‭.‬
تحسن‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬لتونس
وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬أوضح‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬نفقات‭ ‬الدولة،‭ ‬وتقليص‭ ‬عجز‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة،‭ ‬مما‭ ‬يُخفف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الخزينة‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭.‬
واعتبر‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬لتونس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬وكالات‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬‮«‬فيتش‭ ‬رايتنغ‮»‬‭ ‬من‭ ‬المُنتظر‭ ‬أن‭ ‬يتحسّن‭ ‬بفضل‭ ‬الانخفاض‭ ‬المُتواصل‭ ‬لنسبة‭ ‬التضخم‭. ‬وفي‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬قامت وكالة‭ ‬‮«‬فيتش‭ ‬رايتنغ‮»‬‭ ‬للتصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬تصنيف‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬B‭-‬‮»‬‭ ‬مع‭ ‬نظرة‭ ‬مستقبلية‭ ‬مستقرة‭.‬
زيادة‭ ‬ثقة‭ ‬المُستثمرين
ولاحظ‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تتدحرج‭ ‬فيها‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬تزداد‭ ‬ثقة‭ ‬المُستثمرين‭ ‬سواء‭ ‬المحليين‭ ‬أو‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وفي‭ ‬مناخ‭ ‬الاستثمار،‭ ‬مما‭ ‬يُتيح‭ ‬آفاقا‭ ‬واسعة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬للتطور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وتدفق‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وآفاقا‭ ‬أيضا‭ ‬لإمكانية‭ ‬خفض‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المُديرية‭.‬
إمكانية‭ ‬خفض‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المُديرية
ويتفق‭ ‬المحلل‭ ‬المالي‭ ‬بسام‭ ‬النيفر‭ ‬مع‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬حول‭ ‬الانعكاسات‭ ‬الإيجابية‭ ‬لانخفاض‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المُديرية‭. ‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أفاد‭ ‬بسام‭ ‬النيفر‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»الصباح‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الوارد‭ ‬أن‭ ‬يُبادر‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬القليلة‭ ‬القادمة،‭ ‬وتحديدا‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025،‭ ‬إما‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬النسبة‭ ‬أو‭ ‬تقليصها،‭ ‬مدفوعا‭ ‬بتقلّص‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬الضمني‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬2‭ ‬بالمائة،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المديرية‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬حاليا‭ ‬عند‭ ‬مُستوى‭ ‬7‭.‬5‭ ‬بالمائة‭.‬
ويرى‭ ‬المحلل‭ ‬المالي‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬يُعدّ‭ ‬مؤشرا‭ ‬إيجابيا‭ ‬يحيل‭ ‬إلى‭ ‬التحسن‭ ‬التدريجي‭ ‬للقدرة‭ ‬الشرائية،‭ ‬وانخفاض‭ ‬كلفة‭ ‬المعيشة‭.‬
مساعي‭ ‬الدولة‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬التضخم
ويأتي‭ ‬بقاء‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬أقلّ‭ ‬من‭ ‬مُستويات‭ ‬سابقة،‭ ‬نتيجة‭ ‬مساعي‭ ‬الدولة‭ ‬الحثيثة‭ ‬وأيضا‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لإدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬الأسعار،‭ ‬وهي‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬بلوغ‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬مربّع‭ ‬الرقمين‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬بالمائة‮»‬‭.‬
وبهدف‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬عمدت‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬ضخ‭ ‬المنتوجات‭ ‬الغذائية‭ ‬بكميات‭ ‬تُناسب‭ ‬حجم‭ ‬الطلب‭ ‬المُتزايد‭ ‬عليها،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تُسفر‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬عن‭ ‬شحّ‭ ‬في‭ ‬التزويد‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬أو‭ ‬فقدان‭ ‬بعض‭ ‬المنتوجات،‭ ‬بل‭ ‬نجم‭ ‬عنها‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬حاجيات‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬السلع‭.‬
وبالرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬الجيدة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬على‭ ‬مُستوى‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم،‭ ‬فإنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬عودة‭ ‬ارتفاعها‭ ‬مرّة‭ ‬أخرى،‭ ‬وتتمثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬بحسب‭ ‬المحلل‭ ‬المالي‭ ‬والأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬إصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬مسالك‭ ‬توزيع‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬وتكثيف‭ ‬وتوسيع‭ ‬المُراقبة‭ ‬التجارية،‭ ‬وتواصل‭ ‬منوال‭ ‬الإصلاحات‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬التونسي‭ ‬أمام‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬الدولار‭ ‬والأورو،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدخل‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيمة‭ ‬العُملة‭ ‬المحلية‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬التحولات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬أي‭ ‬التحولات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والجيوسياسية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬والتصدير‭.‬


درصاف‭ ‬اللموشي

لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬ 2021 ..‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‮ ‬5‭ % ‬

تسارع‭ ‬معدّل‭ ‬نزول‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬عند‭ ‬الاستهلاك‭ ‬العائلي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ليصل‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬بالمائة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬كشف‭ ‬عنه‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للإحصاء‭.‬

وتعدّ‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬الأدنى‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬شهر‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الجديدة‭ ‬6‭ ‬بالمائة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬6‭.‬2‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‮ ‬معدل‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬مستوى‭ ‬7‭ ‬بالمائة،‭ ‬مقابل‭ ‬9،3‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬2023‭.‬
وفي‭ ‬علاقة‭ ‬بنسبة‭ ‬التضخم‭ ‬لشهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬أظهرت‭ ‬مُعطيات‭ ‬المعهد‭ ‬الوطني‭ ‬للإحصاء‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬شهدت‭ ‬تراجعا‭ ‬من‭ ‬ضمنها‮ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬حيث‭ ‬انخفضت‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬7‭ % ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬‮ ‬5.9‭ % ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬أوت‭ ‬2025‭ ‬وأسعار‭ ‬الترفيه‭ ‬والثقافة‭ ‬إلى‭ ‬4‭.‬6‭ %‬‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬وأسعار‭ ‬خدمات‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي‭ ‬والنزل‭ ‬إلى‭ ‬10.1‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬وأسعار‭ ‬خدمات‭ ‬النقل‭ ‬3‭.‬1‭% ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025‭.‬
فيما‭ ‬زادت‭ ‬أسعار‭ ‬بعض‭ ‬المواد‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬حيث‭ ‬وصلت‭ ‬أسعار‭ ‬المواد‭ ‬المصنعة‭ ‬إلى‭ ‬9‭,‬4‭ % ‬باحتساب‭ ‬الانزلاق‭ ‬السنوي‭ ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الملابس‭ ‬والأحذية‭ ‬بنسبة‭ ‬9‭% ‬وأسعار‭ ‬مواد‭ ‬التنظيف‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭,‬9،‭ ‬كما‭ ‬سجّلت‭ ‬أسعار‭ ‬الخدمات‭ ‬تطورا‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭,‬5‭ % ‬ويعود‭ ‬ذلك‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬خدمات‭ ‬المطاعم‭ ‬والمقاهي‭ ‬والنزل‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭,‬1‭ %‬،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬أوت‭ ‬قد‭ ‬بلغت‭ ‬5‭.‬2‭ ‬بالمائة‭. ‬وبيّن‭ ‬ذات‭ ‬المصدر،‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬الضمني‭ ‬لشهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬أي‭ ‬التضخم‭ ‬دون‭ ‬احتساب‭ ‬الطاقة‭ ‬والتغذية‭ ‬قد‭ ‬تراجعت‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬5‭,‬2‭ %‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تطوّرت‭ ‬نسبة‭ ‬تضخم‭ ‬المواد‭ ‬المؤطرة‭ ‬بـ1‭,‬6‭ %.‬
وكان‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي،‭ ‬قد‭ ‬توقّع‭ ‬في‭ ‬نشرية‭ ‬حول‭ ‬‮«‬التطورات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والنقدية‭ ‬وتوقعات‭ ‬التضخم‭- ‬أفريل‭ ‬2025‮»‬‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬التضخم‭ ‬سيشهد‭ ‬تراجعا‭ ‬تدريجيا‭ ‬خلال‭ ‬عامي‭ ‬2025‭ ‬و2026،‭ ‬مع‭ ‬بقائه‭ ‬فوق‭ ‬مستوى‭ ‬5‭ ‬بالمائة‭ ‬بقليل،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬سبتمبر‭ ‬نزلت‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬بالمائة‭.‬
تأكيد‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬المنحى‭ ‬التنازلي‭ ‬التدريجي‭ ‬للتضخم
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أورد‭ ‬المحلل‭ ‬المالي‭ ‬والأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬لـ‮»‬الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الانخفاض‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬يدُلّ‭ ‬على‭ ‬التأكيد‭ ‬الجدي‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬المنحى‭ ‬التنازلي‭ ‬التدريجي‭ ‬للتضخم‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭.‬
وذكر‭ ‬محدثنا‭ ‬أنه‭ ‬خلافا‭ ‬للتوقعات‭ ‬التي‭ ‬ذهبت‭ ‬بأن‭ ‬تمويل‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬للخزينة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬بـ‭ ‬7‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬وبمثله‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬القيمة‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬سيؤدي‭ ‬وُجوبا‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم،‭ ‬فإن‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬قد‭ ‬أثبتت‭ ‬جدواها‭ ‬ونجاعتها،‭ ‬وهو‭ ‬تمويل‭ ‬ناجح‭ ‬وكان‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬التوجه‭ ‬للاقتراض‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬المُستثمرين‭ ‬التونسيين‭.‬
وللتغلّب‭ ‬على‭ ‬صعوبات‭ ‬مُرتبطة‭ ‬بتعبئة‭ ‬موارد‭ ‬مالية‭ ‬خارجية‭ ‬وبهدف‭ ‬تسجيل‭ ‬انتعاشة‭ ‬اقتصادية،‭ ‬انتهجت‭ ‬بلادنا‭ ‬خيار‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬قدراتها‭ ‬الذاتية،‭ ‬وحققت‭ ‬هذه‭ ‬الخيارات‭ ‬نتائج‭ ‬مُميزة‭ ‬إذ‮ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬في‭ ‬8‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬خلال‭ ‬استقباله‭ ‬بقصر‭ ‬قرطاج،‭ ‬وزيرة‭ ‬المالية‭ ‬مشكاة‭ ‬سلامة‭ ‬الخالدي‮ ‬‭ ‬ومحافظ‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬فتحي‭ ‬زهير‭ ‬النوري‭ ‬إنّ‭ ‬سياسة‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الذّات‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أيّ‭ ‬إملاءات‭ ‬مكّنت‭ ‬من‭ ‬التحكّم‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬التضخّم‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬‮ ‬وتحقيق‭ ‬نسبة‭ ‬نموّ‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ ‬تجاوزت‭  ‬3‭% ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استقرار‭ ‬سعر‭ ‬الصّرف‭ ‬وارتفاع‭ ‬المخزون‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الأجنبية‭.‬
تحسن‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬لتونس
وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬أوضح‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬ارتفاع‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬سيساهم‭ ‬في‭ ‬انخفاض‭ ‬نفقات‭ ‬الدولة،‭ ‬وتقليص‭ ‬عجز‭ ‬الخزينة‭ ‬العامة،‭ ‬مما‭ ‬يُخفف‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الخزينة‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭.‬
واعتبر‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬لتونس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬وكالات‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬‮«‬فيتش‭ ‬رايتنغ‮»‬‭ ‬من‭ ‬المُنتظر‭ ‬أن‭ ‬يتحسّن‭ ‬بفضل‭ ‬الانخفاض‭ ‬المُتواصل‭ ‬لنسبة‭ ‬التضخم‭. ‬وفي‭ ‬سبتمبر‭ ‬2025،‭ ‬قامت وكالة‭ ‬‮«‬فيتش‭ ‬رايتنغ‮»‬‭ ‬للتصنيف‭ ‬الائتماني‭ ‬تصنيف‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬B‭-‬‮»‬‭ ‬مع‭ ‬نظرة‭ ‬مستقبلية‭ ‬مستقرة‭.‬
زيادة‭ ‬ثقة‭ ‬المُستثمرين
ولاحظ‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تتدحرج‭ ‬فيها‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬تزداد‭ ‬ثقة‭ ‬المُستثمرين‭ ‬سواء‭ ‬المحليين‭ ‬أو‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وفي‭ ‬مناخ‭ ‬الاستثمار،‭ ‬مما‭ ‬يُتيح‭ ‬آفاقا‭ ‬واسعة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬التونسي‭ ‬للتطور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬وتدفق‭ ‬رؤوس‭ ‬الأموال‭ ‬وزيادة‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وآفاقا‭ ‬أيضا‭ ‬لإمكانية‭ ‬خفض‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المُديرية‭.‬
إمكانية‭ ‬خفض‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المُديرية
ويتفق‭ ‬المحلل‭ ‬المالي‭ ‬بسام‭ ‬النيفر‭ ‬مع‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬حول‭ ‬الانعكاسات‭ ‬الإيجابية‭ ‬لانخفاض‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬على‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المُديرية‭. ‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أفاد‭ ‬بسام‭ ‬النيفر‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»الصباح‮»‬‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الوارد‭ ‬أن‭ ‬يُبادر‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬التونسي‭ ‬في‭ ‬الأشهر‭ ‬القليلة‭ ‬القادمة،‭ ‬وتحديدا‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025،‭ ‬إما‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬ذات‭ ‬النسبة‭ ‬أو‭ ‬تقليصها،‭ ‬مدفوعا‭ ‬بتقلّص‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬الضمني‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬2‭ ‬بالمائة،‭ ‬علما‭ ‬وأن‭ ‬نسبة‭ ‬الفائدة‭ ‬المديرية‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تحديدها‭ ‬حاليا‭ ‬عند‭ ‬مُستوى‭ ‬7‭.‬5‭ ‬بالمائة‭.‬
ويرى‭ ‬المحلل‭ ‬المالي‭ ‬أن‭ ‬تراجع‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬يُعدّ‭ ‬مؤشرا‭ ‬إيجابيا‭ ‬يحيل‭ ‬إلى‭ ‬التحسن‭ ‬التدريجي‭ ‬للقدرة‭ ‬الشرائية،‭ ‬وانخفاض‭ ‬كلفة‭ ‬المعيشة‭.‬
مساعي‭ ‬الدولة‭ ‬والبنك‭ ‬المركزي‭ ‬للتحكم‭ ‬في‭ ‬التضخم
ويأتي‭ ‬بقاء‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬أقلّ‭ ‬من‭ ‬مُستويات‭ ‬سابقة،‭ ‬نتيجة‭ ‬مساعي‭ ‬الدولة‭ ‬الحثيثة‭ ‬وأيضا‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لإدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كبح‭ ‬جماح‭ ‬الأسعار،‭ ‬وهي‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬بلوغ‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬مربّع‭ ‬الرقمين‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬بالمائة‮»‬‭.‬
وبهدف‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم‭ ‬عمدت‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬ضخ‭ ‬المنتوجات‭ ‬الغذائية‭ ‬بكميات‭ ‬تُناسب‭ ‬حجم‭ ‬الطلب‭ ‬المُتزايد‭ ‬عليها،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬تُسفر‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬عن‭ ‬شحّ‭ ‬في‭ ‬التزويد‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬أو‭ ‬فقدان‭ ‬بعض‭ ‬المنتوجات،‭ ‬بل‭ ‬نجم‭ ‬عنها‭ ‬استقرار‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬حاجيات‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬السلع‭.‬
وبالرغم‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬الجيدة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬على‭ ‬مُستوى‭ ‬نسبة‭ ‬التضخم،‭ ‬فإنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أتباع‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬للحيلولة‭ ‬دون‭ ‬عودة‭ ‬ارتفاعها‭ ‬مرّة‭ ‬أخرى،‭ ‬وتتمثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬بحسب‭ ‬المحلل‭ ‬المالي‭ ‬والأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬إصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬مسالك‭ ‬توزيع‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬وتكثيف‭ ‬وتوسيع‭ ‬المُراقبة‭ ‬التجارية،‭ ‬وتواصل‭ ‬منوال‭ ‬الإصلاحات‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬التونسي‭ ‬أمام‭ ‬العملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬الدولار‭ ‬والأورو،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدخل‭ ‬البنك‭ ‬المركزي‭ ‬لتعزيز‭ ‬قيمة‭ ‬العُملة‭ ‬المحلية‭ ‬وحمايتها‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬التحولات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬أي‭ ‬التحولات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والجيوسياسية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬سلاسل‭ ‬التوريد‭ ‬والتصدير‭.‬


درصاف‭ ‬اللموشي