إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بمدينة الثقافة.. افتتاح معرض «إضاءات معاصرة».. و57 عملا تشكيليا بتقنيات وتعبيرات مختلفة

❞مديرة المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر: هذه لمحة عن التوجه التشكيلي التونسي المعاصر❝

❞تكريم النحات الراحل عبد الحميد الحجام في حفل الافتتاح❝

لم يكن معرض الفن المعاصر، الذي حمل عنوان «إضاءات معاصرة»، مجرد انطلاقة لموسم ثقافي جديد، بل بدا وكأنه محطة تستعيد، عبر الألوان والخطوط والمواد المتنوعة، مسيرة كاملة من التجارب الفنية التونسية، وتمنحها حياة ثانية في مواجهة النسيان، إذ ضمّ 57 عملا تشكيليا جُمّعوا بعناية من رصيد المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر.

افتتح المعرض مساء أول أمس الجمعة 26 سبتمبر الجاري بقاعة العروض المؤقتة بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، بحضور عدد من الفنانات والفنانين التشكيليين والأكاديميين والإعلاميين وغيرهم، وذلك في إطار افتتاح الموسم الثقافي الحالي.

وقد أكدت المديرة العامة للمتحف أحلام بوصندل في تصريح لـ»الصباح» أنّ «هذا المعرض يضم مجموعة من الأعمال من الرصيد الوطني للفنون التشكيلية التابع لوزارة الشؤون الثقافية، وقد تمّ استخراج هذه المجموعة المعاصرة والتي تنتمي لفنانين معاصرين».

وأضافت «فكرة المعرض تقوم على تقديم هذه الفئة الشبابية التي جاءت بعد جيل من رواد الحداثة التشكيلية والتي تتحدث بلغة معاصرة. فالمعرض يحتوي على أعمال فنانين وفنانات مشاغلهم واحدة ومختلفة عن مشاغل السابقين، كما أنّ تقنياتهم وتعبيراتهم وتراكيبهم أيضا مختلفة».

وأوضحت المديرة العامة للمتحف الوطني للفنون المعاصرة أنّ «المعرض يحتوي على أسماء عديدة ولكن ينقسم إلى ثلاثة أجزاء، فنجد في جزء منه أعمالا تعبيرية بمستوى مختلف، وجزء آخر يحتوي على أعمال ما يُعبر عنه بالتجريدي وما هو من قبيل المفاهيمي، وهناك أعمال أخرى نجد فيها تعبيرات على شخوص ولكن بطريقة غريبة عن اليومي، وتترجم كل ما يختلج الفنان ويراوده من أفكار. وقد تمّ التوضيب السينوغرافي وفق مواضيع هذه الأعمال».

وقالت «هذه ليست إلا لمحة عن التوجه التشكيلي التونسي المعاصر، والأعمال لا تزال متوفرة لدى وزارة الشؤون الثقافية، وفي كلّ مرّة نقدم مجموعة لإعطاء فرصة للتعريف بهؤلاء الفنانين والفنانات، الذي هو من صلب مهام المتحف وأهدافه للتعريف بهم وتثمين أعمالهم والتعريف بالقضايا والأطروحات التي يتناولونها».

وفي جولة داخل القاعة، يمكن للزائر أن يلمس ذلك التعدد بوضوح، من خلال لوحات تتجاور فيها الوجوه الممحوة مع أجساد مرسومة بدقة تشخيصية، منحوتات تستلهم الطبيعة والذاكرة الجماعية، وأعمال تركيبية تحمل بصمة أصيلة لفنانين تونسيين معاصرين. إنها لوحة فسيفسائية كبرى تحاول أن تروي، عبر تجميعها، مسار الهوية البصرية التونسية الممتدة على عقود.

أمّا اللحظة الأكثر تأثيرا عند المدخل فلم تكن تلك اللوحات المعلقة أو المنحوتات المنتصبة هنا وهناك، بل شاشة تعرض مقاطع وصورا للفنان التشكيلي الراحل عبد الحميد الحجام. بدا الحضور أمامها وكأنهم يدخلون في حوار صامت مع رجل عاش للفن ومضى تاركا وراءه إرثا بصريا لا يُمحى.

كان الفيديو أشبه بمفاتيح عبور، يهيّئ الزائر قبل أن يلتقي مباشرة بثلاث منحوتات أصلية من أعماله الأولى: الأولى بعنوان «امرأة مستلقية» ومصنوعة من الرخام، والثانية «امرأة تصفف شعرها» مصنوعة هي الأخرى من الرخام، والثالثة تحمل عنوان «أمومة» ومصنوعة من الخشب. ثالوث جمالي يلخص حسه الفني ورؤيته للمرأة كرمز للحياة والتواصل.

هذه اللحظة المؤثرة امتزجت بحضور ابنة الراحل وحفيدته، فقالت إيناس الحجام في تصريح لـ«الصباح» بكثير من الإحساس بالفقد والامتنان في نفس الوقت: «رحم الله والدي، لقد قضى أكثر من خمسة وثلاثين عاما في كلية الفنون الجميلة بتونس، وكان مربيا لأجيال عديدة، يمنح وقته وجهده لفنه ولخدمة بلاده».

وأضافت «والدي هو من أنجز تمثال بورقيبة في المنستير، وكان فنانا بالمعنى الكامل للكلمة. أغلب وقته كان يقضيه إمّا في ورشته وإمّا في الكلية، حتى في يوم الأحد كان يعود أحيانا في ساعة متأخرة من الليل ليساعد طلابه، يجيب عن أسئلتهم ويوضح لهم تقنيات النحت وصبّ القوالب. كان شغوفا بفنه منذ صغره، رغم الظروف القاسية التي عاشها. فعندما كان تلميذا كان يرسم ويبيع لوحاته ليتمكن من شراء الأدوات التي يحتاجها ويواصل دراسته».

وعن تكريمه في معرض «إضاءات معاصرة» قالت إيناس الحجام: «والدي يستحق هذا التكريم عن جدارة. كنت أتمنى لو كان بيننا اليوم، لكان سيسعد كثيرا بهذا الاحتفاء. لكن أعماله تتحدث عنه، فهي شاهدة على حبه لفنه وعلى إتقانه. لقد كان إنسانا مخلصا، يعمل بحب وفرح، وفنانا حقيقيا ترك بصمة لا تُمحى. وأنا فخورة كوني ابنته».

إضاءات على المشهد التشكيلي

المعرض، الذي سيتواصل لأكثر من ثلاثة أشهر، وفق ما أكّدته المديرة العامة للمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر أحلام بوصندل، يُشكّل فرصة للجميع للاطلاع على رصيد من الأعمال الفنية التي تراكمت عبر الشراءات التي تقوم بها وزارة الشؤون الثقافية. فأوضحت بوصندل أن المعرض ليس عرضا عابرا، بل «جزء من مشروع مستمر لتوثيق وتطوير الرصيد الوطني للفنون التشكيلية، وفتح نوافذ للجيل الجديد كي يتعرف على تجارب الرواد والمعاصرين معا».

هذا البعد التعليمي بدا واضحا من خلال حضور الفنانين التشكيليين والأكاديميين ومشاركتهم بأعمالهم في المعرض، من ذلك الأكاديمية والفنانة التشكيلية مفيدة غضبان، التي عبّرت في تصريح لـ»الصباح» عن سعادتها «بالمشاركة في هذا الفضاء الذي يحتضنه المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، والذي يضم أعمالا متنوعة في النحت والرسم والتصوير والتصميم بمختلف تقنياته». وأضافت «أهمية معرض «إضاءات معاصرة» تكمن في أنه يتيح للجمهور، وخاصة لمن هم بعيدون عن الأوساط التشكيلية، فرصة لاكتشاف أعمال فنانين تونسيين مختلفين والتعرف على تجاربهم. ووجود مثل هذه الفضاءات يضيف الكثير للحياة الثقافية والفنية، ويمنح للفنان مكانته في المشهد التشكيلي، كما يسهم في انفتاح المجتمع على أبعاد أوسع للحياة. فالحياة ليست أكلا وشربا فقط، بل هي أيضا ثقافة وفن، ومسرح وسينما وتشكيل. وهذا الجانب الجمالي مهم جدا لتطور المجتمع وتقدمه».

وأضافت مفيدة غضبان: «في هذا المعرض أيضا نعيش لحظة وفاء بتكريم الفنان الراحل عبد الحميد الحجام، وهو أستاذي الذي درست على يديه، وأعتبر نفسي محظوظة بذلك. حضوري هنا هو شكل من أشكال الاعتراف بالجميل. لقد علّم أجيالا متعاقبة، وترك أثرا كبيرا في الساحة التشكيلية. تكريمه اليوم ليس فقط واجبا تجاهه، بل هو أيضا رسالة أمل وقيمة مضافة للمشهد الفني التونسي».

اختفاء بالحاضر واستعادة للماضي

ما يميز هذا الحدث أنّه جمع بين الاحتفاء بالحاضر واستعادة الماضي، فـ»إضاءات معاصرة» لم يكن مجرد عنوان، بل رؤية: إضاءة على التنوع المعاصر، وإضاءة أخرى على ذاكرة فنان رحل لكنه ترك وراءه بصمة باقية. فتكريم عبد الحميد الحجام، في سياق افتتاح موسم ثقافي جديد، يضع المتحف في قلب وظيفته، ليس فقط عرض الأعمال، بل بناء ذاكرة جماعية تُشرك الأجيال في فهم تاريخهم البصري. وهنا تكمن قوة هذا المعرض في قدرته على أن يكون مساحة للتأمل الجماعي حول معنى الفن، ودور الفنان في صياغة هوية وطنية معاصرة.

إيمان عبد اللطيف

بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بمدينة الثقافة..   افتتاح معرض «إضاءات معاصرة».. و57 عملا تشكيليا بتقنيات وتعبيرات مختلفة

❞مديرة المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر: هذه لمحة عن التوجه التشكيلي التونسي المعاصر❝

❞تكريم النحات الراحل عبد الحميد الحجام في حفل الافتتاح❝

لم يكن معرض الفن المعاصر، الذي حمل عنوان «إضاءات معاصرة»، مجرد انطلاقة لموسم ثقافي جديد، بل بدا وكأنه محطة تستعيد، عبر الألوان والخطوط والمواد المتنوعة، مسيرة كاملة من التجارب الفنية التونسية، وتمنحها حياة ثانية في مواجهة النسيان، إذ ضمّ 57 عملا تشكيليا جُمّعوا بعناية من رصيد المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر.

افتتح المعرض مساء أول أمس الجمعة 26 سبتمبر الجاري بقاعة العروض المؤقتة بالمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، بحضور عدد من الفنانات والفنانين التشكيليين والأكاديميين والإعلاميين وغيرهم، وذلك في إطار افتتاح الموسم الثقافي الحالي.

وقد أكدت المديرة العامة للمتحف أحلام بوصندل في تصريح لـ»الصباح» أنّ «هذا المعرض يضم مجموعة من الأعمال من الرصيد الوطني للفنون التشكيلية التابع لوزارة الشؤون الثقافية، وقد تمّ استخراج هذه المجموعة المعاصرة والتي تنتمي لفنانين معاصرين».

وأضافت «فكرة المعرض تقوم على تقديم هذه الفئة الشبابية التي جاءت بعد جيل من رواد الحداثة التشكيلية والتي تتحدث بلغة معاصرة. فالمعرض يحتوي على أعمال فنانين وفنانات مشاغلهم واحدة ومختلفة عن مشاغل السابقين، كما أنّ تقنياتهم وتعبيراتهم وتراكيبهم أيضا مختلفة».

وأوضحت المديرة العامة للمتحف الوطني للفنون المعاصرة أنّ «المعرض يحتوي على أسماء عديدة ولكن ينقسم إلى ثلاثة أجزاء، فنجد في جزء منه أعمالا تعبيرية بمستوى مختلف، وجزء آخر يحتوي على أعمال ما يُعبر عنه بالتجريدي وما هو من قبيل المفاهيمي، وهناك أعمال أخرى نجد فيها تعبيرات على شخوص ولكن بطريقة غريبة عن اليومي، وتترجم كل ما يختلج الفنان ويراوده من أفكار. وقد تمّ التوضيب السينوغرافي وفق مواضيع هذه الأعمال».

وقالت «هذه ليست إلا لمحة عن التوجه التشكيلي التونسي المعاصر، والأعمال لا تزال متوفرة لدى وزارة الشؤون الثقافية، وفي كلّ مرّة نقدم مجموعة لإعطاء فرصة للتعريف بهؤلاء الفنانين والفنانات، الذي هو من صلب مهام المتحف وأهدافه للتعريف بهم وتثمين أعمالهم والتعريف بالقضايا والأطروحات التي يتناولونها».

وفي جولة داخل القاعة، يمكن للزائر أن يلمس ذلك التعدد بوضوح، من خلال لوحات تتجاور فيها الوجوه الممحوة مع أجساد مرسومة بدقة تشخيصية، منحوتات تستلهم الطبيعة والذاكرة الجماعية، وأعمال تركيبية تحمل بصمة أصيلة لفنانين تونسيين معاصرين. إنها لوحة فسيفسائية كبرى تحاول أن تروي، عبر تجميعها، مسار الهوية البصرية التونسية الممتدة على عقود.

أمّا اللحظة الأكثر تأثيرا عند المدخل فلم تكن تلك اللوحات المعلقة أو المنحوتات المنتصبة هنا وهناك، بل شاشة تعرض مقاطع وصورا للفنان التشكيلي الراحل عبد الحميد الحجام. بدا الحضور أمامها وكأنهم يدخلون في حوار صامت مع رجل عاش للفن ومضى تاركا وراءه إرثا بصريا لا يُمحى.

كان الفيديو أشبه بمفاتيح عبور، يهيّئ الزائر قبل أن يلتقي مباشرة بثلاث منحوتات أصلية من أعماله الأولى: الأولى بعنوان «امرأة مستلقية» ومصنوعة من الرخام، والثانية «امرأة تصفف شعرها» مصنوعة هي الأخرى من الرخام، والثالثة تحمل عنوان «أمومة» ومصنوعة من الخشب. ثالوث جمالي يلخص حسه الفني ورؤيته للمرأة كرمز للحياة والتواصل.

هذه اللحظة المؤثرة امتزجت بحضور ابنة الراحل وحفيدته، فقالت إيناس الحجام في تصريح لـ«الصباح» بكثير من الإحساس بالفقد والامتنان في نفس الوقت: «رحم الله والدي، لقد قضى أكثر من خمسة وثلاثين عاما في كلية الفنون الجميلة بتونس، وكان مربيا لأجيال عديدة، يمنح وقته وجهده لفنه ولخدمة بلاده».

وأضافت «والدي هو من أنجز تمثال بورقيبة في المنستير، وكان فنانا بالمعنى الكامل للكلمة. أغلب وقته كان يقضيه إمّا في ورشته وإمّا في الكلية، حتى في يوم الأحد كان يعود أحيانا في ساعة متأخرة من الليل ليساعد طلابه، يجيب عن أسئلتهم ويوضح لهم تقنيات النحت وصبّ القوالب. كان شغوفا بفنه منذ صغره، رغم الظروف القاسية التي عاشها. فعندما كان تلميذا كان يرسم ويبيع لوحاته ليتمكن من شراء الأدوات التي يحتاجها ويواصل دراسته».

وعن تكريمه في معرض «إضاءات معاصرة» قالت إيناس الحجام: «والدي يستحق هذا التكريم عن جدارة. كنت أتمنى لو كان بيننا اليوم، لكان سيسعد كثيرا بهذا الاحتفاء. لكن أعماله تتحدث عنه، فهي شاهدة على حبه لفنه وعلى إتقانه. لقد كان إنسانا مخلصا، يعمل بحب وفرح، وفنانا حقيقيا ترك بصمة لا تُمحى. وأنا فخورة كوني ابنته».

إضاءات على المشهد التشكيلي

المعرض، الذي سيتواصل لأكثر من ثلاثة أشهر، وفق ما أكّدته المديرة العامة للمتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر أحلام بوصندل، يُشكّل فرصة للجميع للاطلاع على رصيد من الأعمال الفنية التي تراكمت عبر الشراءات التي تقوم بها وزارة الشؤون الثقافية. فأوضحت بوصندل أن المعرض ليس عرضا عابرا، بل «جزء من مشروع مستمر لتوثيق وتطوير الرصيد الوطني للفنون التشكيلية، وفتح نوافذ للجيل الجديد كي يتعرف على تجارب الرواد والمعاصرين معا».

هذا البعد التعليمي بدا واضحا من خلال حضور الفنانين التشكيليين والأكاديميين ومشاركتهم بأعمالهم في المعرض، من ذلك الأكاديمية والفنانة التشكيلية مفيدة غضبان، التي عبّرت في تصريح لـ»الصباح» عن سعادتها «بالمشاركة في هذا الفضاء الذي يحتضنه المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر، والذي يضم أعمالا متنوعة في النحت والرسم والتصوير والتصميم بمختلف تقنياته». وأضافت «أهمية معرض «إضاءات معاصرة» تكمن في أنه يتيح للجمهور، وخاصة لمن هم بعيدون عن الأوساط التشكيلية، فرصة لاكتشاف أعمال فنانين تونسيين مختلفين والتعرف على تجاربهم. ووجود مثل هذه الفضاءات يضيف الكثير للحياة الثقافية والفنية، ويمنح للفنان مكانته في المشهد التشكيلي، كما يسهم في انفتاح المجتمع على أبعاد أوسع للحياة. فالحياة ليست أكلا وشربا فقط، بل هي أيضا ثقافة وفن، ومسرح وسينما وتشكيل. وهذا الجانب الجمالي مهم جدا لتطور المجتمع وتقدمه».

وأضافت مفيدة غضبان: «في هذا المعرض أيضا نعيش لحظة وفاء بتكريم الفنان الراحل عبد الحميد الحجام، وهو أستاذي الذي درست على يديه، وأعتبر نفسي محظوظة بذلك. حضوري هنا هو شكل من أشكال الاعتراف بالجميل. لقد علّم أجيالا متعاقبة، وترك أثرا كبيرا في الساحة التشكيلية. تكريمه اليوم ليس فقط واجبا تجاهه، بل هو أيضا رسالة أمل وقيمة مضافة للمشهد الفني التونسي».

اختفاء بالحاضر واستعادة للماضي

ما يميز هذا الحدث أنّه جمع بين الاحتفاء بالحاضر واستعادة الماضي، فـ»إضاءات معاصرة» لم يكن مجرد عنوان، بل رؤية: إضاءة على التنوع المعاصر، وإضاءة أخرى على ذاكرة فنان رحل لكنه ترك وراءه بصمة باقية. فتكريم عبد الحميد الحجام، في سياق افتتاح موسم ثقافي جديد، يضع المتحف في قلب وظيفته، ليس فقط عرض الأعمال، بل بناء ذاكرة جماعية تُشرك الأجيال في فهم تاريخهم البصري. وهنا تكمن قوة هذا المعرض في قدرته على أن يكون مساحة للتأمل الجماعي حول معنى الفن، ودور الفنان في صياغة هوية وطنية معاصرة.

إيمان عبد اللطيف