أدى الارتفاع الحاد المسجل في أسعار اللحوم الحمراء إلى تحول ملحوظ في أنماط استهلاك التونسيين، ما جعل اللحوم البيضاء (الدجاج والدّيك الرومي) خيارًا يشهد إقبالا كبيرا من قبل شريحة واسعة من المواطنين. ورغم تحديد سلطة الإشراف بالاتفاق مع الهياكل المعنية أسعار اللحوم البيضاء والبيض، والعمل بما جاء في تلك الاتفاقية إلا أنه تم تسجيل عدم التزام البعض بتلك الأسعار في ظل الارتفاع المسجل والتفاوت بين جهة وأخرى سواء تعلق الأمر بأسعار اللحوم البيضاء أو البيض على حد السواء خلال الأسابيع الأخيرة، مما أثار قلق المستهلكين والمهنيين في القطاع الفلاحي.
هذه الزيادات لم تقتصر على فترات منعزلة؛ ففي سبتمبر 2025، ارتفعت أسعار الدجاج بنسبة حوالي 8.5 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، مما يدل على اتجاه تصاعدي.
وتتزامن هذه الزيادات مع صعوبات في الإنتاج والتوزيع حيث تم تسجيل انخفاض في الإنتاج بنسبة كبيرة في بعض الفترات، وأثر ارتفاع أسعار الأعلاف والتكاليف اللوجستية، بالإضافة إلى وجود فجوة بين سعر الدجاج الحي وسعره النهائي في السوق، مما يترك هامش ربح كبير للوسطاء.
وبحسب إحصائيات حديثة، بلغت نسبة الاستهلاك الوطني من اللحوم البيضاء حوالي 13,500 طن شهريا، منها نحو 6 آلاف طن من لحم الدّيك الرومي، في حين تتناقص كميات استهلاك اللحوم الحمراء بداعي الأثمان الباهظة التي تجاوز بعضها 50 دينارًا للكيلوغرام في بعض الأنواع مثل لحم الغنم.
ويرجع هذا التحوّل إلى عدة عوامل، أهمها التفاوت الكبير بين القدرة الشرائية للمستهلك وسعر اللحوم الحمراء، بحيث أصبح لحم الدواجن بديلًا شبه ضروري للعائلات المتوسطة والفئات ذات الدخل المحدود، خصوصًا مع تراجع أسعار الأُعلاف وتحسّن شروط توزيع اللحم الأبيض مقارنة باللحوم الحمراء.
ومن جهته قال رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء إبراهيم النفزاوي في تصريح لـ«الصباح»: «إن الارتفاع في أسعار اللحوم البيضاء تم تسجيله بالأساس في نقاط بيع غير منظمة». وانتقد تكلفة إنتاج الدّجاج الحي التي هي في حدود الـ 4 دنانير، ولكن على مستوى البيع يتمّ تداوله بـ 7500 مليم، مشدّدا على أنّ من يرتكب هذه الممارسات لا هم له سوى تحقيق الربح المالي دون مبالاة بما يخلفه ذلك من أزمات».
وأكد محدثنا أن الارتفاع والتلاعب بالأسعار تم تسجيله في نقاط البيع غير المنظمة مؤكدا أن هناك بعض «اللوبيات» والمستثمرين يستغلون هذا الوضع. كما أفاد إبراهيم النفزاوي أن هناك 11 مذبحا في بلادنا لا يعمل منها إلا 4 فقط، معتبرا أن ذلك ساهم في تعميق هذا المشكل.
وأوضح النفزاوي أن سعر الدجاج الحي يتراوح بين 5.500 و6.600 مليم للكيلوغرام في الوطن القبلي باعتباره أكثر منطقة منتجة للحوم البيضاء.
كما أفاد رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء إبراهيم النفزاوي أن إنتاج شهري أوت وسبتمبر 2025 تم فيهما إنتاج 14 ألف طن من اللحوم البيضاء و6400 طن شرائح ديك رومي وهو رقم قياسي يتم إنتاجه لأول مرة.
وأكد إبراهيم النفزاوي أنه التقى مؤخرا بوزير التجارة وتنمية الصادرات وتم التوصل إلى نتيجة في إطار هذه الحملة مشددا على أن أيديهم تبقى ممدودة للتعاون مع جميع الأطراف لتأمين التزويد بالنسبة للسوق والسيطرة على الأسعار.
في هذا السياق، أكد النفزاوي أن الأبحاث الاقتصادية تلعب دورا محوريا في السيطرة على انفلات الأسعار قائلا: «لولا تواجد الأبحاث الاقتصادية والدور الكبير الذي لعبته لوصل سعر الدجاج إلى 20 دينارا للكيلوغرام الواحد».
أما بالنسبة لإنتاج البيض فقد أعلن إبراهيم النفزاوي أنه بلغ 161 مليون بيضة خلال سبتمبر الجاري، مؤكدا أن أسعار البيض تعتبر مقبولة وفي حال تم تسجيل أي ارتفاع في أسعارها فهي في نقاط البيع العشوائية.
أميرة الدريدي
أدى الارتفاع الحاد المسجل في أسعار اللحوم الحمراء إلى تحول ملحوظ في أنماط استهلاك التونسيين، ما جعل اللحوم البيضاء (الدجاج والدّيك الرومي) خيارًا يشهد إقبالا كبيرا من قبل شريحة واسعة من المواطنين. ورغم تحديد سلطة الإشراف بالاتفاق مع الهياكل المعنية أسعار اللحوم البيضاء والبيض، والعمل بما جاء في تلك الاتفاقية إلا أنه تم تسجيل عدم التزام البعض بتلك الأسعار في ظل الارتفاع المسجل والتفاوت بين جهة وأخرى سواء تعلق الأمر بأسعار اللحوم البيضاء أو البيض على حد السواء خلال الأسابيع الأخيرة، مما أثار قلق المستهلكين والمهنيين في القطاع الفلاحي.
هذه الزيادات لم تقتصر على فترات منعزلة؛ ففي سبتمبر 2025، ارتفعت أسعار الدجاج بنسبة حوالي 8.5 % مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، مما يدل على اتجاه تصاعدي.
وتتزامن هذه الزيادات مع صعوبات في الإنتاج والتوزيع حيث تم تسجيل انخفاض في الإنتاج بنسبة كبيرة في بعض الفترات، وأثر ارتفاع أسعار الأعلاف والتكاليف اللوجستية، بالإضافة إلى وجود فجوة بين سعر الدجاج الحي وسعره النهائي في السوق، مما يترك هامش ربح كبير للوسطاء.
وبحسب إحصائيات حديثة، بلغت نسبة الاستهلاك الوطني من اللحوم البيضاء حوالي 13,500 طن شهريا، منها نحو 6 آلاف طن من لحم الدّيك الرومي، في حين تتناقص كميات استهلاك اللحوم الحمراء بداعي الأثمان الباهظة التي تجاوز بعضها 50 دينارًا للكيلوغرام في بعض الأنواع مثل لحم الغنم.
ويرجع هذا التحوّل إلى عدة عوامل، أهمها التفاوت الكبير بين القدرة الشرائية للمستهلك وسعر اللحوم الحمراء، بحيث أصبح لحم الدواجن بديلًا شبه ضروري للعائلات المتوسطة والفئات ذات الدخل المحدود، خصوصًا مع تراجع أسعار الأُعلاف وتحسّن شروط توزيع اللحم الأبيض مقارنة باللحوم الحمراء.
ومن جهته قال رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء إبراهيم النفزاوي في تصريح لـ«الصباح»: «إن الارتفاع في أسعار اللحوم البيضاء تم تسجيله بالأساس في نقاط بيع غير منظمة». وانتقد تكلفة إنتاج الدّجاج الحي التي هي في حدود الـ 4 دنانير، ولكن على مستوى البيع يتمّ تداوله بـ 7500 مليم، مشدّدا على أنّ من يرتكب هذه الممارسات لا هم له سوى تحقيق الربح المالي دون مبالاة بما يخلفه ذلك من أزمات».
وأكد محدثنا أن الارتفاع والتلاعب بالأسعار تم تسجيله في نقاط البيع غير المنظمة مؤكدا أن هناك بعض «اللوبيات» والمستثمرين يستغلون هذا الوضع. كما أفاد إبراهيم النفزاوي أن هناك 11 مذبحا في بلادنا لا يعمل منها إلا 4 فقط، معتبرا أن ذلك ساهم في تعميق هذا المشكل.
وأوضح النفزاوي أن سعر الدجاج الحي يتراوح بين 5.500 و6.600 مليم للكيلوغرام في الوطن القبلي باعتباره أكثر منطقة منتجة للحوم البيضاء.
كما أفاد رئيس الغرفة الوطنية لتجار الدواجن واللحوم البيضاء إبراهيم النفزاوي أن إنتاج شهري أوت وسبتمبر 2025 تم فيهما إنتاج 14 ألف طن من اللحوم البيضاء و6400 طن شرائح ديك رومي وهو رقم قياسي يتم إنتاجه لأول مرة.
وأكد إبراهيم النفزاوي أنه التقى مؤخرا بوزير التجارة وتنمية الصادرات وتم التوصل إلى نتيجة في إطار هذه الحملة مشددا على أن أيديهم تبقى ممدودة للتعاون مع جميع الأطراف لتأمين التزويد بالنسبة للسوق والسيطرة على الأسعار.
في هذا السياق، أكد النفزاوي أن الأبحاث الاقتصادية تلعب دورا محوريا في السيطرة على انفلات الأسعار قائلا: «لولا تواجد الأبحاث الاقتصادية والدور الكبير الذي لعبته لوصل سعر الدجاج إلى 20 دينارا للكيلوغرام الواحد».
أما بالنسبة لإنتاج البيض فقد أعلن إبراهيم النفزاوي أنه بلغ 161 مليون بيضة خلال سبتمبر الجاري، مؤكدا أن أسعار البيض تعتبر مقبولة وفي حال تم تسجيل أي ارتفاع في أسعارها فهي في نقاط البيع العشوائية.