إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رحيل كلوديا كاردينالي السينمائية العاشقة المتيمة بتونس .. انتخبت سنة 1957 أجمل فتاة إيطالية في تونس

 

«أجمل إيطالية في تونس»،  كان هذا أول لقب حملته سنة 1957 بعد فوزها بلقب ملكة الجمال في مسابقة انتظمت بتونس في تلك الفترة. إنها الممثلة الإيطالية التونسية المولد والنشأة، كلوديا كاردينالي التي غادرتنا أول أمس.  رحلت كلوديا كاردينالي عن هذه الحياة يوم الثلاثاء عن سن تناهز 87 سنة وهي التي عاشت في مدينة حلق الوادي بالعاصمة، وتربت فيها وبين أزقتها وأنهجها وعرفت معنى جمال الوجود.

عاشت لتكتب  انطلاقا من تلك الربوع الجميلة على مدى مسيرتها صفحات مضيئة في عالم الفن السابع. أحبت تونس وحلق الوادي بدرجة أولى مهد الصبا والطفولة...

هي كلوديا كاردينالي التي لم تقطع ولم تنقطع عن زيارة تونس..  يهزها حنين جارف إلى ربوع الصبا والطفولة فتهرول متجولة بين كل الأنهج والأزقة في حلق الوادي مستحضرة ذكريات وحكايات ومواقف.. كانت تعيش طفولتها بتلقائيتها وعفويتها في كل زيارة لربوع تونس الجميلة.

كلوديا كاردينالي التي استقرت بأرض الأب والأجداد في إيطاليا بعد مغادرة حلق الوادي انطلقت لتأثيث وتأسيس مسيرة سينمائية متفردة جعلت منها واحدة من أجمل وجوه الشاشة الكبيرة على مستوى العالم.

كانت الانطلاقة بالمشاركة في أفلام إيطالية  التي مثلت لها الفرصة التي لا تعوض للكشف عن مواهبها في التمثيل السينمائي  وكان النجاح والتميز السمة البارزة لكلوديا كاردينالي وهي في فترة الشباب والجمال،  نجاح أهلها للوقوف أمام كاميرات أكبر مخرجي السينما في العالم المخرجين، لتكتب اسمها في ذاكرة السينما العالمية.

عديدة هي الأفلام التي برزت فيها كلوديا كاردينالي بجمالها الأخاذ وحرفيتها العالية وانصهارها الكبير في كل دور تؤديه ومن هذه الأفلام على سبيل الذكر لا الحصر والتي زادت في تألقها وعبدت طريق المجد السينمائي لها، «كلاريتا» ورائعة فيديريكو فيلّيني «فتاة الحقيبة»، وأثبتت حضورها القوي في فيلم «حدث ذات مرة في الغرب» لسيرجيو ليوني، و»القط الداكن» و»عالم السيرك» و»المأزق اللعين». كما تألقت في فيلم لوشينو فيسكونتي «الفهد» إلى جانب برت لانكستر وآلان دولون، وهو الفيلم الذي جعلها وجهاً فاتنا قويا استثنائيا في السينما الإيطالية في الستينيات.

ويحفظ التاريخ لكلوديا كاردينالي أنها لم تكن فاتنة الشاشة فحسب بل كانت ممثلة على درجة عالية من الحرفية والاتقان من خلال تنوع أدوارها من الدراما التاريخية إلى الكوميديا والرومانسية، تاركة وراءها رصيدا فنّيا يروي حكاية نجمة ولدت في تونس وطبعت السينما الأوروبية والعالمية.

ارتبطت كلوديا كاردينالي بتونس بشكل وثيق.. وكان لابد من الاحتفاء بهذا الوفاء لمبدعة سينمائية عالمية لم تغتر بنجاحها وتألقها فلم تتنكر لجذورها ولم تتجاوز طفولتها ولم تلق بذكرياتها في غياهب النسيان. 

 ففي 23 ماي 2022، كان الموعد مع النجمة العالمية كلوديا كاردينالي في مدينة حلق الوادي لحضور تدشين نهج يحمل اسمها في منطقة «صقلية الصغرى» التي كانت شاهدة على مولدها وصباها وطفولتها قبل الرحيل والعودة إلى إيطاليا. 

وقبل هذا الموعد كانت لكلوديا كاردينالي مشاركة هامة في فيلم «صيف حلق الوادي»  لفريد بوغدير، وقد حرصت الراحلة على المشاركة الشرفية في هذا الفيلم إكراما وتكريما للسينما التونسية، علما وأن الفيلم  الذي أنتج في  عام 1996 تدور أحداثه في صيف عام 1967 في تونس حول ثلاث فتيات مراهقات من عائلات مسلمة ومسيحية ويهودية يقررن القيام بمغامرات تضع عائلاتهن في اختبار صعب،  وقد تزامنت الأحداث  مع حرب 1967 بفلسطين والتي غادر على إثرها عدد كبير من اليهود،  تونس. وكان فريد بوغدير قد قدم قبل هذا الفيلم فيلمه الأول الطويل «عصفور السطح» الذي كان قد فاز في عام 1990 بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية.

وبادر المخرج رضا الباهي بتوجيه الدعوة إلى الممثلة الراحلة كلوديا كاردينالي سنة 2019 للمشاركة كضيف شرف في فيلمه «جزيرة الغفران» الذي تدور أحداثه في جزيرة جربة في فترة ماقبل الاستقلال ويطرح قضية التسامح بين الأديان.

محسن بن أحمد

رحيل كلوديا كاردينالي السينمائية العاشقة المتيمة بتونس ..   انتخبت سنة 1957 أجمل فتاة إيطالية في تونس

 

«أجمل إيطالية في تونس»،  كان هذا أول لقب حملته سنة 1957 بعد فوزها بلقب ملكة الجمال في مسابقة انتظمت بتونس في تلك الفترة. إنها الممثلة الإيطالية التونسية المولد والنشأة، كلوديا كاردينالي التي غادرتنا أول أمس.  رحلت كلوديا كاردينالي عن هذه الحياة يوم الثلاثاء عن سن تناهز 87 سنة وهي التي عاشت في مدينة حلق الوادي بالعاصمة، وتربت فيها وبين أزقتها وأنهجها وعرفت معنى جمال الوجود.

عاشت لتكتب  انطلاقا من تلك الربوع الجميلة على مدى مسيرتها صفحات مضيئة في عالم الفن السابع. أحبت تونس وحلق الوادي بدرجة أولى مهد الصبا والطفولة...

هي كلوديا كاردينالي التي لم تقطع ولم تنقطع عن زيارة تونس..  يهزها حنين جارف إلى ربوع الصبا والطفولة فتهرول متجولة بين كل الأنهج والأزقة في حلق الوادي مستحضرة ذكريات وحكايات ومواقف.. كانت تعيش طفولتها بتلقائيتها وعفويتها في كل زيارة لربوع تونس الجميلة.

كلوديا كاردينالي التي استقرت بأرض الأب والأجداد في إيطاليا بعد مغادرة حلق الوادي انطلقت لتأثيث وتأسيس مسيرة سينمائية متفردة جعلت منها واحدة من أجمل وجوه الشاشة الكبيرة على مستوى العالم.

كانت الانطلاقة بالمشاركة في أفلام إيطالية  التي مثلت لها الفرصة التي لا تعوض للكشف عن مواهبها في التمثيل السينمائي  وكان النجاح والتميز السمة البارزة لكلوديا كاردينالي وهي في فترة الشباب والجمال،  نجاح أهلها للوقوف أمام كاميرات أكبر مخرجي السينما في العالم المخرجين، لتكتب اسمها في ذاكرة السينما العالمية.

عديدة هي الأفلام التي برزت فيها كلوديا كاردينالي بجمالها الأخاذ وحرفيتها العالية وانصهارها الكبير في كل دور تؤديه ومن هذه الأفلام على سبيل الذكر لا الحصر والتي زادت في تألقها وعبدت طريق المجد السينمائي لها، «كلاريتا» ورائعة فيديريكو فيلّيني «فتاة الحقيبة»، وأثبتت حضورها القوي في فيلم «حدث ذات مرة في الغرب» لسيرجيو ليوني، و»القط الداكن» و»عالم السيرك» و»المأزق اللعين». كما تألقت في فيلم لوشينو فيسكونتي «الفهد» إلى جانب برت لانكستر وآلان دولون، وهو الفيلم الذي جعلها وجهاً فاتنا قويا استثنائيا في السينما الإيطالية في الستينيات.

ويحفظ التاريخ لكلوديا كاردينالي أنها لم تكن فاتنة الشاشة فحسب بل كانت ممثلة على درجة عالية من الحرفية والاتقان من خلال تنوع أدوارها من الدراما التاريخية إلى الكوميديا والرومانسية، تاركة وراءها رصيدا فنّيا يروي حكاية نجمة ولدت في تونس وطبعت السينما الأوروبية والعالمية.

ارتبطت كلوديا كاردينالي بتونس بشكل وثيق.. وكان لابد من الاحتفاء بهذا الوفاء لمبدعة سينمائية عالمية لم تغتر بنجاحها وتألقها فلم تتنكر لجذورها ولم تتجاوز طفولتها ولم تلق بذكرياتها في غياهب النسيان. 

 ففي 23 ماي 2022، كان الموعد مع النجمة العالمية كلوديا كاردينالي في مدينة حلق الوادي لحضور تدشين نهج يحمل اسمها في منطقة «صقلية الصغرى» التي كانت شاهدة على مولدها وصباها وطفولتها قبل الرحيل والعودة إلى إيطاليا. 

وقبل هذا الموعد كانت لكلوديا كاردينالي مشاركة هامة في فيلم «صيف حلق الوادي»  لفريد بوغدير، وقد حرصت الراحلة على المشاركة الشرفية في هذا الفيلم إكراما وتكريما للسينما التونسية، علما وأن الفيلم  الذي أنتج في  عام 1996 تدور أحداثه في صيف عام 1967 في تونس حول ثلاث فتيات مراهقات من عائلات مسلمة ومسيحية ويهودية يقررن القيام بمغامرات تضع عائلاتهن في اختبار صعب،  وقد تزامنت الأحداث  مع حرب 1967 بفلسطين والتي غادر على إثرها عدد كبير من اليهود،  تونس. وكان فريد بوغدير قد قدم قبل هذا الفيلم فيلمه الأول الطويل «عصفور السطح» الذي كان قد فاز في عام 1990 بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية.

وبادر المخرج رضا الباهي بتوجيه الدعوة إلى الممثلة الراحلة كلوديا كاردينالي سنة 2019 للمشاركة كضيف شرف في فيلمه «جزيرة الغفران» الذي تدور أحداثه في جزيرة جربة في فترة ماقبل الاستقلال ويطرح قضية التسامح بين الأديان.

محسن بن أحمد