-تجربة ملفتة تنتمي لفئة الخيال العلمي المتداخل بالرمزية الروحانية
-بطلة الفيلم فاطمة ناصر: إنها حالة رمادية يعيشها الأبطال وهم ممزقون بين طموح النفوس المادية ونداء القيم الروحانية
احتضنت أمس قاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة العرض الأول لفيلم «برزخ» للمخرج التونسي قيس الماجري، والذي اختير ضمن المسابقة الوطنية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها السابقة لسنة 2024، والمنتظر أن ينطلق عرضه بقاعات السينما التونسية بداية من اليوم 24 سبتمبر الجاري.
يأتي فيلم «برزخ» للمخرج قيس الماجري كعلامة فارقة في التجربة السينمائية التونسية الحديثة. فهو ينتمي إلى فئة الخيال العلمي المتداخل بالرمزية الروحانية. فمن الوهلة الأولى، يتبيّن أن الفيلم لا يكتفي بسرد حكاية، بل يضع المشاهد في مواجهة مع أسئلة وجودية كبرى عن الصراع بين الخير والشر، عن المصير والاختيار، عن أثر القرارات الفردية في رسم مستقبل أجيال كاملة.
تدور الأحداث حول صراع قديم بين رشيد ومختار، بدأ منذ الطفولة حين استولى مختار على ممتلكات ابن عمّه رشيد. وما قد يبدو في البداية خلافًا عائليًا عاديًا، يتحوّل مع سقوط «نيزك» غريب من الفضاء إلى مواجهة كونية تتجاوز حدود الأرض. فجأة، تنفتح أمام الشخصيات عوالم غير مرئية، حيث يتضاعف ثقل الصراع ويتحوّل إلى امتحان أخلاقي وروحي. لا يتوقف الأمر عند جيل واحد، بل يمتد إلى الأبناء والأحفاد، في إشارة إلى أن الشر والخير ليسا مجرد مواقف عابرة، بل إرثًا يُنقل ويُشكّل الوعي الجمعي.
تراوحت المشاهد بين الحاضر والماضي، وبين لحظات من الطفولة والعودة بالذاكرة وبين المشاهد اليومية، حيث يأخذنا المخرج إلى عوالمه الخيالية وإيحاءاته الرمزية والفلسفية الوجودية.
اختيار عنوان «برزخ» لم يكن اعتباطيًا، كما أكّدت ذلك بطلة الفيلم فاطمة ناصر في تصريح لـ«الصباح»، فالمخرج «يصفها بأنها حالة وسطية ليست بيضاء ولا سوداء، حالة رمادية يعيشها الأبطال وهم ممزقون بين طموح النفوس المادية ونداء القيم الروحانية. و«البرزخ» هنا ليس فقط مفهوما ميتافيزيقيا، بل فضاء دراميا يعكس ارتباك الشخصيات بين الانتصار لأنفسهم أو الاستسلام لإغراءات الخصم. بهذا المعنى، يصبح العنوان مفتاحًا لقراءة الفيلم، باعتبار أن المتفرج سيجد نفسه أمام شخصيات تتحرك على الحافة، تتأرجح بين عالمين، تبحث عن خلاص قد لا يكون في الانتصار بقدر ما يكون في الحفاظ على نقاء الروح».
يتدرج السرد من أرضية واقعية مألوفة وهي النزاع على الممتلكات إلى تصعيد شبه غريب وخيالي مع دخول عنصر «النيزك» القادم من الفضاء. هذا التحوّل يمنح القصة بعدًا ملحميًا، ويكسر خطّ الحكاية العائلية ليحوّلها إلى استعارة كبرى عن صراع الإنسان مع قوى تفوقه. فينسج قيس الماجري خطًا دراميًا يقوم على تصعيد متواصل: كل مشهد يكشف بعدًا جديدًا للشخصيات، وكل قرار يضاعف التوتر، كاختيار بطلة الفيلم «فرح» عدم العودة إلى العاصمة والبقاء لإقناع والدها بالذهاب معها وترك الأرض وما عليها.
الفيلم يضمّ أسماء معروفة في الساحة التونسية كجمال المداني، محمد السياري، أسامة كشكار، خلود الجليدي، نوال الطيب، هناء بناني وفاطمة ناصر. وشخصية «فرح» تتأرجح بين القوة والهشاشة، ما يجعل حضورها شبيهًا بمرايا داخل القصة تعكس صراع الآخرين وتجمع بين الماضي والحاضر بمشاهد تراوحت في الأغلب بين الواقعية والرمزية.
أما جمال المداني في دور رشيد والد فرح، فيقدّم شخصية تنضح بالحكمة والتأمل والخوف أحيانًا، وكأنها تمثل ضمير الجماعة وسط الفوضى. بينما قدّم محمد السياري شخصية تسعى إلى السيطرة والاستيلاء، شخصية يمثل فيها الشر في أوضح صوره، ويجسد الرغبة الجامحة في التملك واسترجاع ممتلكاته مهما كانت العواقب ومهما كانت الوسائل، حتى وإن كانت ممارسة الشعوذة. ما يجعل حضوره أشبه بقوة مظلمة تحرّك الأحداث وتدفعها إلى حافة الانفجار.
ما يلفت النظر في الأداء أن الممثلين عملوا كثيرًا على لغة الجسد: الحركات، النظرات، الصمت… كلها عناصر تترجم الصراع الداخلي حتى دون الحاجة إلى الحوار. وهذا ينسجم مع طبيعة الفيلم المبني على التوتر الخفي.
لغة إخراجية مشبعة بالغموض
بعد مسيرة وتجربة إخراج الأفلام القصيرة، يأتي قيس الماجري في هذا العمل الروائي الطويل الأول ليؤكد قدرته على تطويع أدوات السينما في خدمة رؤية بصرية متفرّدة. فالكاميرا تتحرّك بين زوايا ضيّقة تعكس الاختناق النفسي، وفضاءات مفتوحة تذكّر بامتداد الكون مع إضافة المؤثرات السينمائية لخلق جو من الغموض المثير. أما الإيقاع فكان متوازنًا: ليس سريعًا لدرجة التفكك، ولا يتباطأ لدرجة الملل، ولكنه يتطلب القدرة على فهم الأبعاد الفلسفية لكل ما سبق ذكره.
تراوحت المشاهد بين ليلية قاتمة يبدّد شعاع النيزك ظلمتها أحيانًا، ومشاهد في وضح النهار لها طابع توثيقي يُرسّخ واقعية البداية. أما الموسيقى التصويرية، وهي لهيثم البهلولي، فقد كانت عبارة عن جسر بين عالم الواقع وعالم الروحانيات.
وما يميز هذا العمل أنه يفتح أفقًا جديدًا أمام السينما التونسية. فقد يدلّ على أن الخيال العلمي ليس حكرًا على الإنتاجات الضخمة، بل يمكن أن يُقدَّم برؤية محلية تونسية. لكن الرهان الأكبر أن يجد هذا الفيلم جمهورًا أوسع، ليس فقط داخل المهرجانات، بل أيضًا لدى المشاهد العادي الذي يبحث عن قصة مشوّقة من الممكن أن تحمل بعدًا فلسفيًا.
في هذا السياق، قالت منتجة الفيلم وبطلته فاطمة ناصر في تصريح لـ«الصباح» على هامش العرض الأول للفيلم: «منذ البداية كنت مدركة أن خوض تجربة إنتاج فيلم «برزخ» مع قيس الماجري هو مغامرة كبيرة وغير مألوفة، لكنها مغامرة قبلتها عن وعي. لم أفكر في الإنتاج لأني سأكون ممثلة فيه، بل لأن فكرة الفيلم في حد ذاتها شدتني. لطالما حلمت بأن أساهم في إنتاج فيلم سينمائي مختلف، يحمل روحًا خاصة ورؤية فنية أصيلة، لا أن أكتفي بالمشاركة في دراما تقليدية لم تعد تشدني كثيرًا».
وأضافت: «عندما تعرفت على قيس الماجري، اكتشفت أنه مخرج شاب موهوب، يملك طاقة وإصرارًا ورؤية غير تقليدية. قرأت السيناريو وأدركت من اللحظة الأولى أنه مشروع صعب، فيلم غير كلاسيكي، يتطلب جرأة وتحديًا. ومع ذلك، اخترت أن أرافقه في هذه الرحلة، رغم علمي بأن العمل مكلف وسيحتاج إلى مجهود كبير من الجميع».
وقالت محدثتنا: «لم يكن رهاني على الأداء التمثيلي الفردي، بقدر ما كان على الجو العام للفيلم، على الصورة والإحساس، وعلى ذلك البعد المختلف الذي يحمله. لم أنتظر أن يكون فيلمًا تجاريًا أو سهلاً يضمن النجاح السريع، بل كنت واعية تمامًا أن هذا عمل مؤلف، يحمل بصمة مخرجه وأحلامه وذكرياته ومخزونه الرمزي. لذلك قلت منذ البداية إن الأمر مغامرة، لكنها منسجمة مع اختياراتي في الحياة التي لطالما كانت صعبة وتحدياتها كبيرة».
وعن أجواء التصوير وكواليسه أوضحت: «صورنا الفيلم في ثلاثة أسابيع فقط، بفريق صغير لكنه متماسك، يعمل بإحساس عالٍ بالمسؤولية، وهذا منح المشروع روحًا خاصة. صحيح أن الفيلم ليس سهلاً، وربما لن يكون قريبًا من الذائقة التجارية السائدة، لكنه بالنسبة لي عمل مختلف وفريد. أنجزناه بحب وبإيمان، وسنرسله إلى المهرجانات، آمِلة أن يجد جمهوره الذي يفهمه ويتفاعل معه. الأهم أن الفيلم أنجز وأنه موجود، وهذه في حد ذاتها مغامرة ناجحة بالنسبة لي»
إيمان عبد اللطيف
-تجربة ملفتة تنتمي لفئة الخيال العلمي المتداخل بالرمزية الروحانية
-بطلة الفيلم فاطمة ناصر: إنها حالة رمادية يعيشها الأبطال وهم ممزقون بين طموح النفوس المادية ونداء القيم الروحانية
احتضنت أمس قاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة العرض الأول لفيلم «برزخ» للمخرج التونسي قيس الماجري، والذي اختير ضمن المسابقة الوطنية لأيام قرطاج السينمائية في دورتها السابقة لسنة 2024، والمنتظر أن ينطلق عرضه بقاعات السينما التونسية بداية من اليوم 24 سبتمبر الجاري.
يأتي فيلم «برزخ» للمخرج قيس الماجري كعلامة فارقة في التجربة السينمائية التونسية الحديثة. فهو ينتمي إلى فئة الخيال العلمي المتداخل بالرمزية الروحانية. فمن الوهلة الأولى، يتبيّن أن الفيلم لا يكتفي بسرد حكاية، بل يضع المشاهد في مواجهة مع أسئلة وجودية كبرى عن الصراع بين الخير والشر، عن المصير والاختيار، عن أثر القرارات الفردية في رسم مستقبل أجيال كاملة.
تدور الأحداث حول صراع قديم بين رشيد ومختار، بدأ منذ الطفولة حين استولى مختار على ممتلكات ابن عمّه رشيد. وما قد يبدو في البداية خلافًا عائليًا عاديًا، يتحوّل مع سقوط «نيزك» غريب من الفضاء إلى مواجهة كونية تتجاوز حدود الأرض. فجأة، تنفتح أمام الشخصيات عوالم غير مرئية، حيث يتضاعف ثقل الصراع ويتحوّل إلى امتحان أخلاقي وروحي. لا يتوقف الأمر عند جيل واحد، بل يمتد إلى الأبناء والأحفاد، في إشارة إلى أن الشر والخير ليسا مجرد مواقف عابرة، بل إرثًا يُنقل ويُشكّل الوعي الجمعي.
تراوحت المشاهد بين الحاضر والماضي، وبين لحظات من الطفولة والعودة بالذاكرة وبين المشاهد اليومية، حيث يأخذنا المخرج إلى عوالمه الخيالية وإيحاءاته الرمزية والفلسفية الوجودية.
اختيار عنوان «برزخ» لم يكن اعتباطيًا، كما أكّدت ذلك بطلة الفيلم فاطمة ناصر في تصريح لـ«الصباح»، فالمخرج «يصفها بأنها حالة وسطية ليست بيضاء ولا سوداء، حالة رمادية يعيشها الأبطال وهم ممزقون بين طموح النفوس المادية ونداء القيم الروحانية. و«البرزخ» هنا ليس فقط مفهوما ميتافيزيقيا، بل فضاء دراميا يعكس ارتباك الشخصيات بين الانتصار لأنفسهم أو الاستسلام لإغراءات الخصم. بهذا المعنى، يصبح العنوان مفتاحًا لقراءة الفيلم، باعتبار أن المتفرج سيجد نفسه أمام شخصيات تتحرك على الحافة، تتأرجح بين عالمين، تبحث عن خلاص قد لا يكون في الانتصار بقدر ما يكون في الحفاظ على نقاء الروح».
يتدرج السرد من أرضية واقعية مألوفة وهي النزاع على الممتلكات إلى تصعيد شبه غريب وخيالي مع دخول عنصر «النيزك» القادم من الفضاء. هذا التحوّل يمنح القصة بعدًا ملحميًا، ويكسر خطّ الحكاية العائلية ليحوّلها إلى استعارة كبرى عن صراع الإنسان مع قوى تفوقه. فينسج قيس الماجري خطًا دراميًا يقوم على تصعيد متواصل: كل مشهد يكشف بعدًا جديدًا للشخصيات، وكل قرار يضاعف التوتر، كاختيار بطلة الفيلم «فرح» عدم العودة إلى العاصمة والبقاء لإقناع والدها بالذهاب معها وترك الأرض وما عليها.
الفيلم يضمّ أسماء معروفة في الساحة التونسية كجمال المداني، محمد السياري، أسامة كشكار، خلود الجليدي، نوال الطيب، هناء بناني وفاطمة ناصر. وشخصية «فرح» تتأرجح بين القوة والهشاشة، ما يجعل حضورها شبيهًا بمرايا داخل القصة تعكس صراع الآخرين وتجمع بين الماضي والحاضر بمشاهد تراوحت في الأغلب بين الواقعية والرمزية.
أما جمال المداني في دور رشيد والد فرح، فيقدّم شخصية تنضح بالحكمة والتأمل والخوف أحيانًا، وكأنها تمثل ضمير الجماعة وسط الفوضى. بينما قدّم محمد السياري شخصية تسعى إلى السيطرة والاستيلاء، شخصية يمثل فيها الشر في أوضح صوره، ويجسد الرغبة الجامحة في التملك واسترجاع ممتلكاته مهما كانت العواقب ومهما كانت الوسائل، حتى وإن كانت ممارسة الشعوذة. ما يجعل حضوره أشبه بقوة مظلمة تحرّك الأحداث وتدفعها إلى حافة الانفجار.
ما يلفت النظر في الأداء أن الممثلين عملوا كثيرًا على لغة الجسد: الحركات، النظرات، الصمت… كلها عناصر تترجم الصراع الداخلي حتى دون الحاجة إلى الحوار. وهذا ينسجم مع طبيعة الفيلم المبني على التوتر الخفي.
لغة إخراجية مشبعة بالغموض
بعد مسيرة وتجربة إخراج الأفلام القصيرة، يأتي قيس الماجري في هذا العمل الروائي الطويل الأول ليؤكد قدرته على تطويع أدوات السينما في خدمة رؤية بصرية متفرّدة. فالكاميرا تتحرّك بين زوايا ضيّقة تعكس الاختناق النفسي، وفضاءات مفتوحة تذكّر بامتداد الكون مع إضافة المؤثرات السينمائية لخلق جو من الغموض المثير. أما الإيقاع فكان متوازنًا: ليس سريعًا لدرجة التفكك، ولا يتباطأ لدرجة الملل، ولكنه يتطلب القدرة على فهم الأبعاد الفلسفية لكل ما سبق ذكره.
تراوحت المشاهد بين ليلية قاتمة يبدّد شعاع النيزك ظلمتها أحيانًا، ومشاهد في وضح النهار لها طابع توثيقي يُرسّخ واقعية البداية. أما الموسيقى التصويرية، وهي لهيثم البهلولي، فقد كانت عبارة عن جسر بين عالم الواقع وعالم الروحانيات.
وما يميز هذا العمل أنه يفتح أفقًا جديدًا أمام السينما التونسية. فقد يدلّ على أن الخيال العلمي ليس حكرًا على الإنتاجات الضخمة، بل يمكن أن يُقدَّم برؤية محلية تونسية. لكن الرهان الأكبر أن يجد هذا الفيلم جمهورًا أوسع، ليس فقط داخل المهرجانات، بل أيضًا لدى المشاهد العادي الذي يبحث عن قصة مشوّقة من الممكن أن تحمل بعدًا فلسفيًا.
في هذا السياق، قالت منتجة الفيلم وبطلته فاطمة ناصر في تصريح لـ«الصباح» على هامش العرض الأول للفيلم: «منذ البداية كنت مدركة أن خوض تجربة إنتاج فيلم «برزخ» مع قيس الماجري هو مغامرة كبيرة وغير مألوفة، لكنها مغامرة قبلتها عن وعي. لم أفكر في الإنتاج لأني سأكون ممثلة فيه، بل لأن فكرة الفيلم في حد ذاتها شدتني. لطالما حلمت بأن أساهم في إنتاج فيلم سينمائي مختلف، يحمل روحًا خاصة ورؤية فنية أصيلة، لا أن أكتفي بالمشاركة في دراما تقليدية لم تعد تشدني كثيرًا».
وأضافت: «عندما تعرفت على قيس الماجري، اكتشفت أنه مخرج شاب موهوب، يملك طاقة وإصرارًا ورؤية غير تقليدية. قرأت السيناريو وأدركت من اللحظة الأولى أنه مشروع صعب، فيلم غير كلاسيكي، يتطلب جرأة وتحديًا. ومع ذلك، اخترت أن أرافقه في هذه الرحلة، رغم علمي بأن العمل مكلف وسيحتاج إلى مجهود كبير من الجميع».
وقالت محدثتنا: «لم يكن رهاني على الأداء التمثيلي الفردي، بقدر ما كان على الجو العام للفيلم، على الصورة والإحساس، وعلى ذلك البعد المختلف الذي يحمله. لم أنتظر أن يكون فيلمًا تجاريًا أو سهلاً يضمن النجاح السريع، بل كنت واعية تمامًا أن هذا عمل مؤلف، يحمل بصمة مخرجه وأحلامه وذكرياته ومخزونه الرمزي. لذلك قلت منذ البداية إن الأمر مغامرة، لكنها منسجمة مع اختياراتي في الحياة التي لطالما كانت صعبة وتحدياتها كبيرة».
وعن أجواء التصوير وكواليسه أوضحت: «صورنا الفيلم في ثلاثة أسابيع فقط، بفريق صغير لكنه متماسك، يعمل بإحساس عالٍ بالمسؤولية، وهذا منح المشروع روحًا خاصة. صحيح أن الفيلم ليس سهلاً، وربما لن يكون قريبًا من الذائقة التجارية السائدة، لكنه بالنسبة لي عمل مختلف وفريد. أنجزناه بحب وبإيمان، وسنرسله إلى المهرجانات، آمِلة أن يجد جمهوره الذي يفهمه ويتفاعل معه. الأهم أن الفيلم أنجز وأنه موجود، وهذه في حد ذاتها مغامرة ناجحة بالنسبة لي»