إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رئيسة الجمعية التونسية لمكافحة الزهايمر لـ«الصباح»: أكثر من 100 ألف تونسي يعانون من الزهايمر.. وتوقعات بتضاعف العدد في السنوات المقبلة

- الأبحاث العالمية الحديثة توصلت إلى دواء فعّال لمرض الزهايمر

- الدواء الجديد لمعالجة الزهايمر بتكلفة تفوق 6 آلاف دينار شهريًا على مدى 18 شهرًا

 

تحتفل تونس اليوم، الموافق لـ21 سبتمبر من كل سنة، بـاليوم العالمي لمكافحة مرض الزهايمر، ويأتي هذا الموعد متزامنًا مع صدور أرقام، إحصائيات، وأبحاث جديدة حول هذا المرض الذي شهد انتشارًا ملحوظًا في المجتمع التونسي.

وفي تصريح خصّت به «الصباح»، أكدت رئيسة الجمعية التونسية لمكافحة الزهايمر، الدكتورة عفاف الهمامي، أن أكثر من 100 ألف تونسي يعانون من مرض الزهايمر، مع توقعات بتضاعف هذا العدد خلال السنوات القادمة...

وعلى المستوى العالمي، يُقدَّر عدد المصابين بالزهايمر بـ55 مليون شخص، ومن المنتظر أن يرتفع العدد إلى نحو 140 مليون شخص بحلول عام 2050، ما يجعل هذا المرض قضية صحية وإنسانية ملحّة لدى دول العالم، خاصّة مع اتساع خارطة انتشاره، وما تنذر به الإحصائيات من بلوغه وضعًا وبائيًا عالميًا.

وأرجعت رئيسة الجمعية أسباب ارتفاع عدد التونسيين المصابين بالزهايمر إلى تغيّر تركيبة المجتمع التونسي واتجاهه، خلال السنوات الأخيرة، نحو التهرم السكاني، مؤكدة أن العمر يُعدّ العامل الأساسي المرتبط بالإصابة بالزهايمر، إذ يصيب الأشخاص البالغين أكثر من 60 سنة.

دواء فعّال لكنه مكلف

وأضافت الدكتورة، المتخصصة في طب الشيخوخة ومرض الزهايمر، أن الأبحاث العالمية الحديثة توصلت إلى دواء فعّال لمعالجة الزهايمر، واصفة إياه بـ»الثورة العلمية» في مجال مقاومة المرض. وقد حصل هذا الدواء مؤخرًا على ترخيص التسويق في أوروبا من قبل وكالة الأدوية الأوروبية، وهو ما قد يُسهّل إدخاله إلى السوق التونسية.

وأوضحت أن هذا الدواء الجديد يعمل مباشرة على خلايا الدماغ التي تضررت جرّاء تراكم البروتينات، والذي يُعدّ السبب الرئيسي في الإصابة بالزهايمر. وأشارت إلى أن تكلفة العلاج مرتفعة جدًا، إذ يُقدّر سعره بـ100 ألف دينار تونسي لفترة علاج تدوم 18 شهرًا، أي بمعدل 6 آلاف دينار شهريًا، حسب ما أفادت به الدكتورة الهمامي.

الأعراض والعوامل المسببة

وحول أعراض الإصابة بالزهايمر، بيّنت الدكتورة الهمامي أنها تتمثل أساسًا في: النسيان الفوري للمهام اليومية، فقدان القدرة على تذكّر المواعيد والأماكن وأسماء أقارب من العائلة، وجود تهيؤات وشكوك دائمة، تقلب المزاج المستمر، مشاكل في اللغة وتركيب الجمل، فقدان الشغف والاهتمام، صعوبات في التفكير وإجراء العمليات الحسابية البسيطة.

وأكدت أن التشخيص المبكر للمرض يعدّ في غاية الأهمية، حيث يساعد على التقليل من حدته وإبطاء تطوره، ومن ثَمَّ المرور إلى مرحلة التقصي الصحيح والمعالجة، ومن بين وسائل التخفيف من تطوّر المرض: تناول الفيتامينات، خاصة فيتامين B12 وفيتامين D، ومعالجة أبرز العوامل المسببة له.

وفي هذا السياق، شددت رئيسة الجمعية على أن العمر ليس العامل الوحيد، بل توجد عوامل أخرى من أبرزها: التدخين، أمراض ضغط الدم، السكري، ارتفاع نسبة الدهون، نقص في عدد من الفيتامينات الضرورية.

كما بيّنت أن النساء يُعدّن الأكثر إصابةً بالزهايمر.

العلاج البديل ودور العائلة

وفي ما يخص طرق العلاج البديل، أفادت الدكتورة الهمامي أن هناك توجهًا نحو استخدام الفنون كوسيلة علاجية، خاصة في المراحل الأولى من المرض، من خلال الاستماع إلى الموسيقى وممارسة أنشطة تنشيط الذاكرة. وأكّدت أن دور العائلة المحيطة بالمريض مهم جدًا، وذلك عبر التعامل الصحيح معه واحتوائه، مما يساعده على التأقلم ويُحسن من حالته النفسية والعقلية.

تظاهرات توعوية ومركز متخصص

وفي حديثها لـ«الصباح»، أشارت الهمامي إلى أن مركزًا متخصصًا في التشخيص المبكر ومتابعة اضطرابات الذاكرة سينظم اليوم الأحد 21 سبتمبر تظاهرات افتراضية، تتضمّن بثّا مباشرا لحوارات صحية مع خبراء في المجال عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز.

وأكدت أن مرض الزهايمر أصبح اليوم قضية صحية وإنسانية ملحة، تتطلب تضافر الجهود لمواجهته بفعالية.

كما شددت الدكتورة الهمامي على أهمية التوعية المجتمعية بهذا المرض، وذلك عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم تظاهرات كبرى وطنية وإقليمية ودولية.

وأشارت إلى أن التظاهرة الافتراضية التي يشرف عليها المركز اليوم تهدف إلى توعية أكبر عدد ممكن من الأشخاص، مجانًا، ونقل رسالة الأمل والمسؤولية المشتركة في مواجهة هذا التحدي الصحي والإنساني.

وفاء بن محمد

رئيسة الجمعية التونسية لمكافحة الزهايمر لـ«الصباح»:     أكثر من 100 ألف تونسي يعانون من الزهايمر.. وتوقعات بتضاعف العدد في السنوات المقبلة

- الأبحاث العالمية الحديثة توصلت إلى دواء فعّال لمرض الزهايمر

- الدواء الجديد لمعالجة الزهايمر بتكلفة تفوق 6 آلاف دينار شهريًا على مدى 18 شهرًا

 

تحتفل تونس اليوم، الموافق لـ21 سبتمبر من كل سنة، بـاليوم العالمي لمكافحة مرض الزهايمر، ويأتي هذا الموعد متزامنًا مع صدور أرقام، إحصائيات، وأبحاث جديدة حول هذا المرض الذي شهد انتشارًا ملحوظًا في المجتمع التونسي.

وفي تصريح خصّت به «الصباح»، أكدت رئيسة الجمعية التونسية لمكافحة الزهايمر، الدكتورة عفاف الهمامي، أن أكثر من 100 ألف تونسي يعانون من مرض الزهايمر، مع توقعات بتضاعف هذا العدد خلال السنوات القادمة...

وعلى المستوى العالمي، يُقدَّر عدد المصابين بالزهايمر بـ55 مليون شخص، ومن المنتظر أن يرتفع العدد إلى نحو 140 مليون شخص بحلول عام 2050، ما يجعل هذا المرض قضية صحية وإنسانية ملحّة لدى دول العالم، خاصّة مع اتساع خارطة انتشاره، وما تنذر به الإحصائيات من بلوغه وضعًا وبائيًا عالميًا.

وأرجعت رئيسة الجمعية أسباب ارتفاع عدد التونسيين المصابين بالزهايمر إلى تغيّر تركيبة المجتمع التونسي واتجاهه، خلال السنوات الأخيرة، نحو التهرم السكاني، مؤكدة أن العمر يُعدّ العامل الأساسي المرتبط بالإصابة بالزهايمر، إذ يصيب الأشخاص البالغين أكثر من 60 سنة.

دواء فعّال لكنه مكلف

وأضافت الدكتورة، المتخصصة في طب الشيخوخة ومرض الزهايمر، أن الأبحاث العالمية الحديثة توصلت إلى دواء فعّال لمعالجة الزهايمر، واصفة إياه بـ»الثورة العلمية» في مجال مقاومة المرض. وقد حصل هذا الدواء مؤخرًا على ترخيص التسويق في أوروبا من قبل وكالة الأدوية الأوروبية، وهو ما قد يُسهّل إدخاله إلى السوق التونسية.

وأوضحت أن هذا الدواء الجديد يعمل مباشرة على خلايا الدماغ التي تضررت جرّاء تراكم البروتينات، والذي يُعدّ السبب الرئيسي في الإصابة بالزهايمر. وأشارت إلى أن تكلفة العلاج مرتفعة جدًا، إذ يُقدّر سعره بـ100 ألف دينار تونسي لفترة علاج تدوم 18 شهرًا، أي بمعدل 6 آلاف دينار شهريًا، حسب ما أفادت به الدكتورة الهمامي.

الأعراض والعوامل المسببة

وحول أعراض الإصابة بالزهايمر، بيّنت الدكتورة الهمامي أنها تتمثل أساسًا في: النسيان الفوري للمهام اليومية، فقدان القدرة على تذكّر المواعيد والأماكن وأسماء أقارب من العائلة، وجود تهيؤات وشكوك دائمة، تقلب المزاج المستمر، مشاكل في اللغة وتركيب الجمل، فقدان الشغف والاهتمام، صعوبات في التفكير وإجراء العمليات الحسابية البسيطة.

وأكدت أن التشخيص المبكر للمرض يعدّ في غاية الأهمية، حيث يساعد على التقليل من حدته وإبطاء تطوره، ومن ثَمَّ المرور إلى مرحلة التقصي الصحيح والمعالجة، ومن بين وسائل التخفيف من تطوّر المرض: تناول الفيتامينات، خاصة فيتامين B12 وفيتامين D، ومعالجة أبرز العوامل المسببة له.

وفي هذا السياق، شددت رئيسة الجمعية على أن العمر ليس العامل الوحيد، بل توجد عوامل أخرى من أبرزها: التدخين، أمراض ضغط الدم، السكري، ارتفاع نسبة الدهون، نقص في عدد من الفيتامينات الضرورية.

كما بيّنت أن النساء يُعدّن الأكثر إصابةً بالزهايمر.

العلاج البديل ودور العائلة

وفي ما يخص طرق العلاج البديل، أفادت الدكتورة الهمامي أن هناك توجهًا نحو استخدام الفنون كوسيلة علاجية، خاصة في المراحل الأولى من المرض، من خلال الاستماع إلى الموسيقى وممارسة أنشطة تنشيط الذاكرة. وأكّدت أن دور العائلة المحيطة بالمريض مهم جدًا، وذلك عبر التعامل الصحيح معه واحتوائه، مما يساعده على التأقلم ويُحسن من حالته النفسية والعقلية.

تظاهرات توعوية ومركز متخصص

وفي حديثها لـ«الصباح»، أشارت الهمامي إلى أن مركزًا متخصصًا في التشخيص المبكر ومتابعة اضطرابات الذاكرة سينظم اليوم الأحد 21 سبتمبر تظاهرات افتراضية، تتضمّن بثّا مباشرا لحوارات صحية مع خبراء في المجال عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز.

وأكدت أن مرض الزهايمر أصبح اليوم قضية صحية وإنسانية ملحة، تتطلب تضافر الجهود لمواجهته بفعالية.

كما شددت الدكتورة الهمامي على أهمية التوعية المجتمعية بهذا المرض، وذلك عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم تظاهرات كبرى وطنية وإقليمية ودولية.

وأشارت إلى أن التظاهرة الافتراضية التي يشرف عليها المركز اليوم تهدف إلى توعية أكبر عدد ممكن من الأشخاص، مجانًا، ونقل رسالة الأمل والمسؤولية المشتركة في مواجهة هذا التحدي الصحي والإنساني.

وفاء بن محمد