إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

لأول مرة موجة من التصفيق وشعارات الحرية لفلسطين.. «صوت هند رجب» يحدث الفارق في مهرجان البندقية السينمائي

فيلم «صوت هند رجب» بداية من 17 سبتمبر في قاعات السينما التونسية

سبق للعالم سماع صوت هند رجب وهي تستغيث من رصاص قوات الاحتلال الصهيوني ولم يتحرك، ولفظت الطفلة الفلسطينية ذات الست سنوات أنفاسها الأخيرة بين جثث أهلها في سيارة كانت تحاول مغادرة غزة هربا من الإبادة والتجويع في 24 جانفي 2024.. وسط هذا الصمت الدولي المخزي جاءت السينما لتغير.. أكثر من 20 دقيقة موجة من التصفيق والدموع وشعارات الحرية لفلسطين رافقت العرض العالمي الأول لفيلم كوثر بن هنية «صوت هند رجب» يوم 3 سبتمبر الحالي، ضمن عروض المسابقة الرسمية للدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي..

«صوت هند رجب» فيلم تونسي لكوثر بن هنية يعيد تشكيل الحكاية دون أن ينتصر لجماليات الفن، منحازا للإنساني والأخلاقي.. هي سينما تصرخ في وجه البشاعة البشرية لا يختلف اثنان على قيمتها وتأثيرها.. أن ينافس فيلم كوثر بن هنية على أسد البندقية الذهبي أو يذهب للأوسكار ليس مهما مقارنة بتأثيره الإنساني وقدرته على إحداث الفرق، فالمخرجة التونسية سبق لها أن حققت هذه الخطوات معا في فيلمها «الرجل الذي باع ظهره» في الدورة الـ77 من مهرجان البندقية (فينيسيا السينمائي)، وتوج العمل بجائزتين ثم مثّل تونس في جوائز الأوسكار سنة 2021.

المختلف في العمل السينمائي الجديد لكوثر بن هنية موجة العاطفة والتأثير التي خلفها في قلوب مشاهديه في مهرجان البندقية السينمائي، والتي انسحبت حتى قبل عرض الفيلم على قائمة داعميه، فقد انضم مؤخرا لمنتجي الفيلم كل من نجوم هوليود براد بيت (وذلك بعد انضمام عنصرين من شركته على مستوى المساعدة في الإنتاج وهما ديدي غاردنر، وجيريمي كلاينر)، خواكين فينيكس وروني مارا، والمخرجين ألفونسو كوارون وجوناثان غليزر.

ومن بين الأسماء البارزة عالميا في مجالات عديدة والمشاركة في دعم فيلم «صوت هند رجب» لكوثر بن هنية مصممة المجوهرات سابين غيتي، الصحفية المنتجة جيميما خان، ورجل الأعمال الكندي فرانك جيسترا.

في المؤتمر الإعلامي لفيلم كوثر بن هنية وفريق العمل خلال فعاليات مهرجان البندقية السينمائي في دورته الـ82، طغت عبارة «كفى..» على مواقف صناع هذا المشروع السينمائي الإنساني بدرجة أولى.

وقرأت الممثلة سجى الكيلاني إحدى بطلات «صوت هند رجب» بيان الفيلم قائلة: «ألا يكفي؟ يكفي القتل الجماعي، والتجويع، والتدمير، وإهانة الإنسانية، والاحتلال المستمر... قصة هند تحمل همّ شعب بأكمله، وليست قصتها وحدها، وصوتها واحد من بين 19 ألف طفل فقدوا حياتهم في غزة خلال السنتين الماضيتين فحسب... إنه صوت كل أم، وأب، وطبيب، ومعلم، وفنان، وصحفي، ومتطوع، ومسعف، لكلٍ منهم الحق في العيش، والحلم، والوجود بكرامة، ومع ذلك سُلب كل ذلك أمام أعين لا ترف. وهذه هي الأصوات التي نعرفها فقط. وراء كل رقم قصة لم تُروَ قط».

من جهتها، قالت كوثر بن هنية في حديث لـ»Deadline»: «خلال جلوسي منتظرة في مطار لوس أنجلوس سمعتُ تسجيلا صوتيا لهند رجب تطلب المساعدة وكان صوتها قد انتشر عبر الإنترنت. شعرتُ على الفور بمزيج من العجز والحزن العارم. ردة فعل جسدية، وكأن الأرض تتأرجح تحتي.. وهذا الألم والفشل ملكٌ لنا جميعًا. هذه القصة ليست عن غزة فحسب، إنها تُعبّر عن حزن يتخطى الحدود الجغرافية. وأعتقد أن الخيال النابع من أحداث حقيقية هو أقوى أدوات السينما، أقوى من ضجيج الأخبار العاجلة أو الشرود المصاحب لتصفح الإنترنت السريع. السينما قادرة على حفظ الذاكرة. السينما قادرة على مقاومة النسيان».

«صوت هند رجب» فيلم من تأليف وإخراج كوثر بن هنية التي توقفت عن استكمال آخر مشاريعها السينمائية لأجل قصة الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند رجب، وقدمت عملا سينمائيا يمازج الوثيقة بالحكاية على غرار معظم تجاربها السابقة.

«صوت هند رجب» رُشح لتمثيل تونس في سباق الأوسكار 2026، وهو من إنتاج تونسي فرنسي مشترك لكل من نديم شيخ روحه، وأوديسا راي، وجيمس ويسلون، وتتولى «ماد سوليوشن» التوزيع بالسينمات والعروض الفنية للفيلم بالعالم العربي.

فيلم كوثر بن هنية الأحدث تقمّص أدواره كل من سجى الكيلاني، ومعتز ملحيس، وكلارا خوري، وعامر حليحل، ومن تصوير خوان سارمينتو جي، وتولى المونتاج كل من قتيبة برهمجي، ماكسيم ماتيس، وكوثر بن هنية، فيما أمضى موسيقى الفيلم التصويرية أمين بوحافة.

ومن المنتظر أن يجوب فيلم «صوت هند رجب» عددا من المهرجانات الدولية، يكون موعده الأول بعد البندقية السينمائي مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، كما يشارك ضمن منافسات المسابقة الرسمية لمهرجان BFI لندن السينمائي، وفي قسم Perlak بمهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي بإسبانيا ضمن القسم المخصص لجائزة الجمهور، ويسجل حضوره في قسم السينما العالمية بمهرجان بوسان السينمائي الدولي بكوريا الجنوبية.

وبداية من 17 سبتمبر يطرح فيلم «صوت هند رجب» في قاعات السينما التونسية، وذلك استيفاء لشروط ترشيحه لمنافسات الأوسكار الـ98 ممثلا عن تونس.

نجلاء قموع

لأول مرة موجة من التصفيق وشعارات الحرية لفلسطين..   «صوت هند رجب» يحدث الفارق في مهرجان البندقية السينمائي

فيلم «صوت هند رجب» بداية من 17 سبتمبر في قاعات السينما التونسية

سبق للعالم سماع صوت هند رجب وهي تستغيث من رصاص قوات الاحتلال الصهيوني ولم يتحرك، ولفظت الطفلة الفلسطينية ذات الست سنوات أنفاسها الأخيرة بين جثث أهلها في سيارة كانت تحاول مغادرة غزة هربا من الإبادة والتجويع في 24 جانفي 2024.. وسط هذا الصمت الدولي المخزي جاءت السينما لتغير.. أكثر من 20 دقيقة موجة من التصفيق والدموع وشعارات الحرية لفلسطين رافقت العرض العالمي الأول لفيلم كوثر بن هنية «صوت هند رجب» يوم 3 سبتمبر الحالي، ضمن عروض المسابقة الرسمية للدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي..

«صوت هند رجب» فيلم تونسي لكوثر بن هنية يعيد تشكيل الحكاية دون أن ينتصر لجماليات الفن، منحازا للإنساني والأخلاقي.. هي سينما تصرخ في وجه البشاعة البشرية لا يختلف اثنان على قيمتها وتأثيرها.. أن ينافس فيلم كوثر بن هنية على أسد البندقية الذهبي أو يذهب للأوسكار ليس مهما مقارنة بتأثيره الإنساني وقدرته على إحداث الفرق، فالمخرجة التونسية سبق لها أن حققت هذه الخطوات معا في فيلمها «الرجل الذي باع ظهره» في الدورة الـ77 من مهرجان البندقية (فينيسيا السينمائي)، وتوج العمل بجائزتين ثم مثّل تونس في جوائز الأوسكار سنة 2021.

المختلف في العمل السينمائي الجديد لكوثر بن هنية موجة العاطفة والتأثير التي خلفها في قلوب مشاهديه في مهرجان البندقية السينمائي، والتي انسحبت حتى قبل عرض الفيلم على قائمة داعميه، فقد انضم مؤخرا لمنتجي الفيلم كل من نجوم هوليود براد بيت (وذلك بعد انضمام عنصرين من شركته على مستوى المساعدة في الإنتاج وهما ديدي غاردنر، وجيريمي كلاينر)، خواكين فينيكس وروني مارا، والمخرجين ألفونسو كوارون وجوناثان غليزر.

ومن بين الأسماء البارزة عالميا في مجالات عديدة والمشاركة في دعم فيلم «صوت هند رجب» لكوثر بن هنية مصممة المجوهرات سابين غيتي، الصحفية المنتجة جيميما خان، ورجل الأعمال الكندي فرانك جيسترا.

في المؤتمر الإعلامي لفيلم كوثر بن هنية وفريق العمل خلال فعاليات مهرجان البندقية السينمائي في دورته الـ82، طغت عبارة «كفى..» على مواقف صناع هذا المشروع السينمائي الإنساني بدرجة أولى.

وقرأت الممثلة سجى الكيلاني إحدى بطلات «صوت هند رجب» بيان الفيلم قائلة: «ألا يكفي؟ يكفي القتل الجماعي، والتجويع، والتدمير، وإهانة الإنسانية، والاحتلال المستمر... قصة هند تحمل همّ شعب بأكمله، وليست قصتها وحدها، وصوتها واحد من بين 19 ألف طفل فقدوا حياتهم في غزة خلال السنتين الماضيتين فحسب... إنه صوت كل أم، وأب، وطبيب، ومعلم، وفنان، وصحفي، ومتطوع، ومسعف، لكلٍ منهم الحق في العيش، والحلم، والوجود بكرامة، ومع ذلك سُلب كل ذلك أمام أعين لا ترف. وهذه هي الأصوات التي نعرفها فقط. وراء كل رقم قصة لم تُروَ قط».

من جهتها، قالت كوثر بن هنية في حديث لـ»Deadline»: «خلال جلوسي منتظرة في مطار لوس أنجلوس سمعتُ تسجيلا صوتيا لهند رجب تطلب المساعدة وكان صوتها قد انتشر عبر الإنترنت. شعرتُ على الفور بمزيج من العجز والحزن العارم. ردة فعل جسدية، وكأن الأرض تتأرجح تحتي.. وهذا الألم والفشل ملكٌ لنا جميعًا. هذه القصة ليست عن غزة فحسب، إنها تُعبّر عن حزن يتخطى الحدود الجغرافية. وأعتقد أن الخيال النابع من أحداث حقيقية هو أقوى أدوات السينما، أقوى من ضجيج الأخبار العاجلة أو الشرود المصاحب لتصفح الإنترنت السريع. السينما قادرة على حفظ الذاكرة. السينما قادرة على مقاومة النسيان».

«صوت هند رجب» فيلم من تأليف وإخراج كوثر بن هنية التي توقفت عن استكمال آخر مشاريعها السينمائية لأجل قصة الطفلة الفلسطينية الشهيدة هند رجب، وقدمت عملا سينمائيا يمازج الوثيقة بالحكاية على غرار معظم تجاربها السابقة.

«صوت هند رجب» رُشح لتمثيل تونس في سباق الأوسكار 2026، وهو من إنتاج تونسي فرنسي مشترك لكل من نديم شيخ روحه، وأوديسا راي، وجيمس ويسلون، وتتولى «ماد سوليوشن» التوزيع بالسينمات والعروض الفنية للفيلم بالعالم العربي.

فيلم كوثر بن هنية الأحدث تقمّص أدواره كل من سجى الكيلاني، ومعتز ملحيس، وكلارا خوري، وعامر حليحل، ومن تصوير خوان سارمينتو جي، وتولى المونتاج كل من قتيبة برهمجي، ماكسيم ماتيس، وكوثر بن هنية، فيما أمضى موسيقى الفيلم التصويرية أمين بوحافة.

ومن المنتظر أن يجوب فيلم «صوت هند رجب» عددا من المهرجانات الدولية، يكون موعده الأول بعد البندقية السينمائي مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، كما يشارك ضمن منافسات المسابقة الرسمية لمهرجان BFI لندن السينمائي، وفي قسم Perlak بمهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي بإسبانيا ضمن القسم المخصص لجائزة الجمهور، ويسجل حضوره في قسم السينما العالمية بمهرجان بوسان السينمائي الدولي بكوريا الجنوبية.

وبداية من 17 سبتمبر يطرح فيلم «صوت هند رجب» في قاعات السينما التونسية، وذلك استيفاء لشروط ترشيحه لمنافسات الأوسكار الـ98 ممثلا عن تونس.

نجلاء قموع