هل يتلافى العرب ما حدث في انتخابات 2017 وأن لا يصوتوا ضد المرشح العربي؟
أودري أزولاي المديرة العامة الحالية فازت بشهادة مراقبين أجانب.. بفضل العرب
تعززت حظوظ مرشح مصر، الدكتور خالد العناني، للفوز بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعد استفادته من دعم الاتحاد الإفريقي الذي أعلن رسميا دعمه لترشحه خلال الاجتماع الوزاري الثالث للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسيل في ماي الماضي، واستفادته كذلك من دعم عدد من الدول الأجنبية.
وأعلنت جامعة الدول العربية بدورها عن دعم ممثل مصر في الانتخابات التي من المفروض أن تنتظم في أكتوبر القادم، مما يجعل مصر مؤهلة للفوز بالمنصب، خاصة بعد تراجع ممثلة المكسيك عن ترشحها، طبعا في انتظار قرار المؤتمر العام للمنظمة الأممية. لكن لا شيء ثابت إلى حد الآن، لأن الدول العربية أثبتت فيما مضى أنها يمكنها أن تقضي بجرة قلم على طموح أي مرشح عربي للفوز بمنصب المدير العام لليونسكو.
ولعلنا لم ننس ما حدث في الانتخابات التي فازت بها ممثلة فرنسا، المديرة العامة الحالية لليونسكو أودري أزولاي، في عهدتها الأولى في 2017 – تم تجديد انتخابها لدورة ثانية وأخيرة – فقد صوتت بلدان عربية ضد المرشح العربي، ونعني به مرشح دولة قطر حمد بن عبد العزيز الكواري، رغم أنه ظل في صدارة السباق إلى غاية الجولات الأخيرة.
وكان المرشح القطري السابق قد أصدر كتابا في 2019، أي بعد مرور عامين عن خوضه التجربة، تحدث فيه عن البلدان العربية التي نشطت ضده في الانتخابات وحالت دون فوزه بمنصب المدير العام لليونسكو، مما انجر عنه فوز المرشحة الفرنسية بـ 30 صوتا مقابل حصوله على 28 صوتا، بعد أن صوتت أربع دول عربية ضده في انتخابات المنظمة في 2017. ذكرها في الكتاب الذي يحمل عنوان: «ظلم ذوي القربى»، بالاسم، كما ذكر البلدان العربية التي صوتت له في النهاية، لكنها نشطت ضده خلال الحملة الانتخابية.
ونشير إلى أن عدة بلدان عربية، وبشهادة معلقين أجانب حينها، لم يتحمسوا كثيرا لفكرة فوز المرشح القطري بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، وأنهم اجتهدوا في إبعاده، مشيرين إلى أن فوز أودري أزولاي كان بفضل العرب. ونعتقد أن لا شيء يضمن أن لا تتكرر العملية هذه المرة، وأن يحول العرب مجددا دون فوز شخصية عربية بالمنصب السامي.
في الأثناء، ظلت الفرنسية أودري أزولاي على رأس المنظمة لدورتين متتاليتين، ولا يمكن أن نقول إنها نجحت إلى حد كبير في الارتقاء بدور اليونسكو، التي تعاني من صعوبات مالية خاصة بعد تخلي الولايات المتحدة عن تمويلها بتهمة تسييس عملها. وقد فشلت المنظمة الأممية، التي من المفروض أن تضطلع بمسؤولية كبيرة في حماية الآثار ومواجهة محاولات طمس المعالم التاريخية وحماية تراث البلدان، في القيام بدورها في المجال. بل لعلنا لم نشهد دمارا في حجم الدمار الذي شهدته العديد من المواقع التاريخية والمعالم الأثرية، خاصة في المناطق التي تشهد حروبا وصراعات، وأساسا بالدول العربية التي تمتلك إرثا حضاريا وتاريخيا هائلا بات أغلبه مهددا بالخطر. ونذكر من بين هذه الدول: سوريا والعراق وفلسطين طبعا.
صحيح أنه تم تسجيل عدة معالم عربية وإسلامية جديدة في السنوات الأخيرة على لائحة التراث العالمي التابع لليونسكو، لكن موقع المنظمة شهد تراجعا كبيرا وخسر الكثير من نجاعته وفاعليته.
وإذا عدنا إلى الانتخابات الجديدة المنتظرة في أكتوبر القادم، فإننا نقول إنه، إضافة إلى دوره المنتظر على المستوى العملي، فإن فوز مرشح عربي بمنصب المدير العام لليونسكو يمكن أن تكون له رمزية قوية، ذلك أنه رغم اضطلاع العديد من الشخصيات العربية بمناصب عليا بالمنظمة، إلا أنه لم يسبق أن شغل أحدهم منصب المدير العام.
وإذ تبدو الطريق معبدة هذه المرة أمام المرشح المصري، فإننا نجدد التأكيد على أن فوزه خلال مؤتمر اليونسكو القادم يظل غير مضمون بالكامل. فمن يدري؟ لعل دولا عربية لديها اعتراض هذه المرة أيضا على المرشح العربي، ولعل بعضها مازال يحمل ضغينة منذ الانتخابات السابقة. فالأمر يبقى قابلا لكل الاحتمالات، لأنه مرتبط بالأمزجة، كما عودتنا بلداننا العربية دائما، والأمزجة يمكن أن تتغير في أي وقت.
لا نعول طبعا كثيرا على جامعة الدول العربية، التي أعلنت عن دعمها للمرشح المصري، في فرض إرادتها على كل الدول العربية، فهي بدورها قد فقدت الكثير من نجاعتها وأصبح دورها رمزيا لا غير.
على كل، نحن مجددا أمام فرصة تاريخية كي يرمم بها العرب، ولو قليلا، علاقاتهم المهترئة. نقول طبعا: لعل وعسى.
حياة السايب
هل يتلافى العرب ما حدث في انتخابات 2017 وأن لا يصوتوا ضد المرشح العربي؟
أودري أزولاي المديرة العامة الحالية فازت بشهادة مراقبين أجانب.. بفضل العرب
تعززت حظوظ مرشح مصر، الدكتور خالد العناني، للفوز بمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعد استفادته من دعم الاتحاد الإفريقي الذي أعلن رسميا دعمه لترشحه خلال الاجتماع الوزاري الثالث للاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسيل في ماي الماضي، واستفادته كذلك من دعم عدد من الدول الأجنبية.
وأعلنت جامعة الدول العربية بدورها عن دعم ممثل مصر في الانتخابات التي من المفروض أن تنتظم في أكتوبر القادم، مما يجعل مصر مؤهلة للفوز بالمنصب، خاصة بعد تراجع ممثلة المكسيك عن ترشحها، طبعا في انتظار قرار المؤتمر العام للمنظمة الأممية. لكن لا شيء ثابت إلى حد الآن، لأن الدول العربية أثبتت فيما مضى أنها يمكنها أن تقضي بجرة قلم على طموح أي مرشح عربي للفوز بمنصب المدير العام لليونسكو.
ولعلنا لم ننس ما حدث في الانتخابات التي فازت بها ممثلة فرنسا، المديرة العامة الحالية لليونسكو أودري أزولاي، في عهدتها الأولى في 2017 – تم تجديد انتخابها لدورة ثانية وأخيرة – فقد صوتت بلدان عربية ضد المرشح العربي، ونعني به مرشح دولة قطر حمد بن عبد العزيز الكواري، رغم أنه ظل في صدارة السباق إلى غاية الجولات الأخيرة.
وكان المرشح القطري السابق قد أصدر كتابا في 2019، أي بعد مرور عامين عن خوضه التجربة، تحدث فيه عن البلدان العربية التي نشطت ضده في الانتخابات وحالت دون فوزه بمنصب المدير العام لليونسكو، مما انجر عنه فوز المرشحة الفرنسية بـ 30 صوتا مقابل حصوله على 28 صوتا، بعد أن صوتت أربع دول عربية ضده في انتخابات المنظمة في 2017. ذكرها في الكتاب الذي يحمل عنوان: «ظلم ذوي القربى»، بالاسم، كما ذكر البلدان العربية التي صوتت له في النهاية، لكنها نشطت ضده خلال الحملة الانتخابية.
ونشير إلى أن عدة بلدان عربية، وبشهادة معلقين أجانب حينها، لم يتحمسوا كثيرا لفكرة فوز المرشح القطري بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، وأنهم اجتهدوا في إبعاده، مشيرين إلى أن فوز أودري أزولاي كان بفضل العرب. ونعتقد أن لا شيء يضمن أن لا تتكرر العملية هذه المرة، وأن يحول العرب مجددا دون فوز شخصية عربية بالمنصب السامي.
في الأثناء، ظلت الفرنسية أودري أزولاي على رأس المنظمة لدورتين متتاليتين، ولا يمكن أن نقول إنها نجحت إلى حد كبير في الارتقاء بدور اليونسكو، التي تعاني من صعوبات مالية خاصة بعد تخلي الولايات المتحدة عن تمويلها بتهمة تسييس عملها. وقد فشلت المنظمة الأممية، التي من المفروض أن تضطلع بمسؤولية كبيرة في حماية الآثار ومواجهة محاولات طمس المعالم التاريخية وحماية تراث البلدان، في القيام بدورها في المجال. بل لعلنا لم نشهد دمارا في حجم الدمار الذي شهدته العديد من المواقع التاريخية والمعالم الأثرية، خاصة في المناطق التي تشهد حروبا وصراعات، وأساسا بالدول العربية التي تمتلك إرثا حضاريا وتاريخيا هائلا بات أغلبه مهددا بالخطر. ونذكر من بين هذه الدول: سوريا والعراق وفلسطين طبعا.
صحيح أنه تم تسجيل عدة معالم عربية وإسلامية جديدة في السنوات الأخيرة على لائحة التراث العالمي التابع لليونسكو، لكن موقع المنظمة شهد تراجعا كبيرا وخسر الكثير من نجاعته وفاعليته.
وإذا عدنا إلى الانتخابات الجديدة المنتظرة في أكتوبر القادم، فإننا نقول إنه، إضافة إلى دوره المنتظر على المستوى العملي، فإن فوز مرشح عربي بمنصب المدير العام لليونسكو يمكن أن تكون له رمزية قوية، ذلك أنه رغم اضطلاع العديد من الشخصيات العربية بمناصب عليا بالمنظمة، إلا أنه لم يسبق أن شغل أحدهم منصب المدير العام.
وإذ تبدو الطريق معبدة هذه المرة أمام المرشح المصري، فإننا نجدد التأكيد على أن فوزه خلال مؤتمر اليونسكو القادم يظل غير مضمون بالكامل. فمن يدري؟ لعل دولا عربية لديها اعتراض هذه المرة أيضا على المرشح العربي، ولعل بعضها مازال يحمل ضغينة منذ الانتخابات السابقة. فالأمر يبقى قابلا لكل الاحتمالات، لأنه مرتبط بالأمزجة، كما عودتنا بلداننا العربية دائما، والأمزجة يمكن أن تتغير في أي وقت.
لا نعول طبعا كثيرا على جامعة الدول العربية، التي أعلنت عن دعمها للمرشح المصري، في فرض إرادتها على كل الدول العربية، فهي بدورها قد فقدت الكثير من نجاعتها وأصبح دورها رمزيا لا غير.
على كل، نحن مجددا أمام فرصة تاريخية كي يرمم بها العرب، ولو قليلا، علاقاتهم المهترئة. نقول طبعا: لعل وعسى.