-«لا نقدم مجرد عرض مسرحي، بل هو مساحة بحثية، والعمل يجمع بين التكنولوجيا المتطورة وأسلوب جديد في أداء الممثلين».
-«اعتمدنا في العرض المسرحي على مقاربة إخراجية قريبة من أسلوب السينما، تجعلنا وكأننا أمام أداء سينمائي على الركح».
تستعد المسرحية التونسية «روضة العشاق»، التي كتب نصها ووقّع «دراماتورجيتها» وإخراجها معز العاشوري، وحصلت على دعم من وزارة الشؤون الثقافية وصندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني، للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثانية والثلاثين، من 1 إلى 8 سبتمبر القادم.
تمثّل المسرحية رحلة صوفية تستلهم روح العشق الإلهي، وتستعيد جدلية الحرية في مواجهة السلطة. وقد اعتمد العرض على طقوس السماع والذكر، وعلى السينوغرافيا الموحية بالصفاء والانعتاق عبر الأقنعة والملابس البيضاء والإضاءات المتجددة، ليتحوّل الركح إلى فضاء تأملي مفتوح على الشعر والرمز.
وتجمع المسرحية ثلة من أبرز الممثلين على غرار شهاب شبيل، عبد السلام الجمل، نادرة التومي، عبد الحميد بن فرح، بوكر غنّاي، قصي بن السنوسي، محمد سفينة، خلود أمونة، مأمون بن علي، كمال زهيو، ورشيد عزوز.
ويتوقع أن يكون عرض «روضة العشاق» في القاهرة مناسبة مجدّدة لإبراز إسهامات المسرح التونسي في تطوير التجارب المسرحية التجريبية، وتأكيد الحضور الثقافي التونسي في الفضاء العربي والدولي.
وفي تصريح لـ»الصباح»، قال المخرج المسرحي معز العاشوري: «إن اختيار المشاركة في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي هو أولًا خيار صائب، لأنه يجمع أفضل المسرحيات التي تم إنتاجها خلال السنتين الأخيرتين. وثانيًا، هذا المهرجان يمثل مسؤولية كبيرة جدًا على عاتقنا، لأنه عندما نشارك في المسابقة الرسمية في تظاهرة في قيمة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، فإننا لا نمثل أنفسنا فقط، وإنما نمثل تونس والمسرح التونسي، وينتظر منا أن تكون مشاركتنا مشرفة على كل المستويات. فمهرجان القاهرة يُعد من أعرق المهرجانات في مجال المسرح التجريبي، وسنقدم عرضين يومي السادس والسابع من سبتمبر على ركح مسرح الفلكي، وهو مسرح مهم جدًا. وسنكون أمام جمهور عريق، جمهور مثقف يمتلك رؤية وقراءات للأعمال المسرحية».
وفي حديثه عن أحداث المسرحية، قال المخرج معز العاشوري: «إن موضوع المسرحية في حدّ ذاته يعالج مسألة هامة في العالم العربي، وهي التصوف. ونعرف أن هذا الأمر له امتداد عميق بين تونس ومصر في مجال التصوف، فجسر الروابط كبير جدًا. وهناك العديد من المتصوفين من تونس، سواء القادمين من المغرب أو المقيمين في تونس، مرّوا بمصر، على غرار أبو الحسن الشاذلي، فالطريقة الشاذلية لها حضور قوي في تونس كما في مصر».
وأوضح محدثنا قائلًا: «حرصنا في طريقة طرح الموضوع على تقديمه بأسلوب جمالي حداثي، ومسرحية «روضة العشاق» تعتبر مسرحية معاصرة، تجمع بين التكنولوجيا المتطورة وأسلوب جديد في أداء الممثلين. واعتمدنا على مقاربة إخراجية عصرية وحديثة، تجعل توجيه الممثل قريبًا من أسلوب السينما، بحيث يشعر المشاهد وكأنه يرى أداءً سينمائيًا على الركح».
وواصل: «إن «روضة العشاق» ليست مجرد عرض مسرحي، بل هو مساحة بحثية، اشتغلنا عليها تقريبًا لمدة سنة كاملة، وكانت عملية إنتاجها قائمة على البحث في العلاقة بين المسرح الطقسي وطقوس الطرق الصوفية. واعتمدنا على الخزان الرمزي الكبير الذي تحمله الطرق الصوفية في تونس، بما فيه من دلالات وألفاظ شعرية، واستعراضات، ورموز، وحركات. هذه المادة الخام الغنية سمحت لنا بالمزاوجة بين الطقس الصوفي والبعد المسرحي الحديث، وحققنا جانبًا كبيرًا اشتغلنا عليه في هذا المجال».
وبخصوص هوية العرض ومضامينها، وإن كان سيطرأ عليه تغييرات عن النسخة التي تمّ تقديمها في تونس، قال معز العاشوري: «عرضنا في القاهرة سيحمل تعميقًا للنسخة التي قدمناها في تونس وفي المبحث الذي تحدثت عنه، وقد استفدنا من النقد الجيّد جدًا الذي تلقيناه هنا، وهو نقد إيجابي من أبرز المؤلفين، النقاد والباحثين. على أنني أشير إلى أننا قمنا بتحسين وتطوير المسألة الجمالية فقط، وسيكون النص بالعربية الفصحى، وسنحاول أن يكون هنالك ترجمة إلى الإنقليزية على الشاشات، حتى يتمكن الجمهور الأجنبي من متابعة الأحداث، وحتى يمرّ العرض في أفضل الظروف».
وعن التحديات التي واجهته في تحويل مفاهيم مثل العشق الإلهي والحرية إلى لغة مسرحية معاصرة، قال معز العاشوري: «لقد ساعدتنا اللغة الصوفية، وهي لغة عالمية وشاعرية أساسًا، وهي لغة تواكب عصرها، والدليل على ذلك أن أعمال جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي تمت ترجمتها إلى عديد اللغات، وإلى حد الآن هي محور اهتمام الكثيرين. هناك فيلم أمريكي تمّ الاشتغال عليه في الآونة الأخيرة في علاقة بجلال الدين الرومي، فهوليود تسعى وراء التصوف، فلم لا نقوم نحن بذلك أيضًا ونستثمر هذا الخزان الكبير الموجود في تراثنا في أعمال فنية مهمة».
وأضاف قائلًا: «بالطبع، قمنا بمقاربة هي بين الرقص الصوفي والرقص المعاصر، حتى نحقق ما هو حداثي على مستوى الحركة. وأؤكد أن أي موضوع مستلهم من التراث، وحتى من الأسطورة، يجب أن يُقدَّم بشكل معاصر، لأن رؤية الأجيال الجديدة تغيّرت، والتكنولوجيا تطورت، وهذا ما حاولنا تحقيقه في هذا العرض، ووضعنا في الحسبان كل هذه المسائل».
ونشير إلى أن إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي تعقد مؤتمرًا صحفيًا يوم الأحد 24 أوت الجاري، بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية، للإعلان عن برنامج الدورة الثانية والثلاثين، التي تنتظم من 1 إلى 8 سبتمبر المقبل، كما سبق وذكرنا. وينتظر أن يتم خلال المؤتمر الكشف عن العروض المشاركة، المعلّقة الرسمية، المحاور الفكرية، وأسماء المكرّمين وأعضاء لجان التحكيم، إضافة إلى تفاصيل الورشات الفنية.
نشير كذلك إلى أن مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي يرأسه الدكتور سامح مهران، ويتولى الدكتور محمد الشافعي التنسيق العام، أما مديرة المهرجان، فهي الدكتورة دينا أمين.
إيمان عبد اللطيف
-«لا نقدم مجرد عرض مسرحي، بل هو مساحة بحثية، والعمل يجمع بين التكنولوجيا المتطورة وأسلوب جديد في أداء الممثلين».
-«اعتمدنا في العرض المسرحي على مقاربة إخراجية قريبة من أسلوب السينما، تجعلنا وكأننا أمام أداء سينمائي على الركح».
تستعد المسرحية التونسية «روضة العشاق»، التي كتب نصها ووقّع «دراماتورجيتها» وإخراجها معز العاشوري، وحصلت على دعم من وزارة الشؤون الثقافية وصندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني، للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثانية والثلاثين، من 1 إلى 8 سبتمبر القادم.
تمثّل المسرحية رحلة صوفية تستلهم روح العشق الإلهي، وتستعيد جدلية الحرية في مواجهة السلطة. وقد اعتمد العرض على طقوس السماع والذكر، وعلى السينوغرافيا الموحية بالصفاء والانعتاق عبر الأقنعة والملابس البيضاء والإضاءات المتجددة، ليتحوّل الركح إلى فضاء تأملي مفتوح على الشعر والرمز.
وتجمع المسرحية ثلة من أبرز الممثلين على غرار شهاب شبيل، عبد السلام الجمل، نادرة التومي، عبد الحميد بن فرح، بوكر غنّاي، قصي بن السنوسي، محمد سفينة، خلود أمونة، مأمون بن علي، كمال زهيو، ورشيد عزوز.
ويتوقع أن يكون عرض «روضة العشاق» في القاهرة مناسبة مجدّدة لإبراز إسهامات المسرح التونسي في تطوير التجارب المسرحية التجريبية، وتأكيد الحضور الثقافي التونسي في الفضاء العربي والدولي.
وفي تصريح لـ»الصباح»، قال المخرج المسرحي معز العاشوري: «إن اختيار المشاركة في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي هو أولًا خيار صائب، لأنه يجمع أفضل المسرحيات التي تم إنتاجها خلال السنتين الأخيرتين. وثانيًا، هذا المهرجان يمثل مسؤولية كبيرة جدًا على عاتقنا، لأنه عندما نشارك في المسابقة الرسمية في تظاهرة في قيمة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي، فإننا لا نمثل أنفسنا فقط، وإنما نمثل تونس والمسرح التونسي، وينتظر منا أن تكون مشاركتنا مشرفة على كل المستويات. فمهرجان القاهرة يُعد من أعرق المهرجانات في مجال المسرح التجريبي، وسنقدم عرضين يومي السادس والسابع من سبتمبر على ركح مسرح الفلكي، وهو مسرح مهم جدًا. وسنكون أمام جمهور عريق، جمهور مثقف يمتلك رؤية وقراءات للأعمال المسرحية».
وفي حديثه عن أحداث المسرحية، قال المخرج معز العاشوري: «إن موضوع المسرحية في حدّ ذاته يعالج مسألة هامة في العالم العربي، وهي التصوف. ونعرف أن هذا الأمر له امتداد عميق بين تونس ومصر في مجال التصوف، فجسر الروابط كبير جدًا. وهناك العديد من المتصوفين من تونس، سواء القادمين من المغرب أو المقيمين في تونس، مرّوا بمصر، على غرار أبو الحسن الشاذلي، فالطريقة الشاذلية لها حضور قوي في تونس كما في مصر».
وأوضح محدثنا قائلًا: «حرصنا في طريقة طرح الموضوع على تقديمه بأسلوب جمالي حداثي، ومسرحية «روضة العشاق» تعتبر مسرحية معاصرة، تجمع بين التكنولوجيا المتطورة وأسلوب جديد في أداء الممثلين. واعتمدنا على مقاربة إخراجية عصرية وحديثة، تجعل توجيه الممثل قريبًا من أسلوب السينما، بحيث يشعر المشاهد وكأنه يرى أداءً سينمائيًا على الركح».
وواصل: «إن «روضة العشاق» ليست مجرد عرض مسرحي، بل هو مساحة بحثية، اشتغلنا عليها تقريبًا لمدة سنة كاملة، وكانت عملية إنتاجها قائمة على البحث في العلاقة بين المسرح الطقسي وطقوس الطرق الصوفية. واعتمدنا على الخزان الرمزي الكبير الذي تحمله الطرق الصوفية في تونس، بما فيه من دلالات وألفاظ شعرية، واستعراضات، ورموز، وحركات. هذه المادة الخام الغنية سمحت لنا بالمزاوجة بين الطقس الصوفي والبعد المسرحي الحديث، وحققنا جانبًا كبيرًا اشتغلنا عليه في هذا المجال».
وبخصوص هوية العرض ومضامينها، وإن كان سيطرأ عليه تغييرات عن النسخة التي تمّ تقديمها في تونس، قال معز العاشوري: «عرضنا في القاهرة سيحمل تعميقًا للنسخة التي قدمناها في تونس وفي المبحث الذي تحدثت عنه، وقد استفدنا من النقد الجيّد جدًا الذي تلقيناه هنا، وهو نقد إيجابي من أبرز المؤلفين، النقاد والباحثين. على أنني أشير إلى أننا قمنا بتحسين وتطوير المسألة الجمالية فقط، وسيكون النص بالعربية الفصحى، وسنحاول أن يكون هنالك ترجمة إلى الإنقليزية على الشاشات، حتى يتمكن الجمهور الأجنبي من متابعة الأحداث، وحتى يمرّ العرض في أفضل الظروف».
وعن التحديات التي واجهته في تحويل مفاهيم مثل العشق الإلهي والحرية إلى لغة مسرحية معاصرة، قال معز العاشوري: «لقد ساعدتنا اللغة الصوفية، وهي لغة عالمية وشاعرية أساسًا، وهي لغة تواكب عصرها، والدليل على ذلك أن أعمال جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي تمت ترجمتها إلى عديد اللغات، وإلى حد الآن هي محور اهتمام الكثيرين. هناك فيلم أمريكي تمّ الاشتغال عليه في الآونة الأخيرة في علاقة بجلال الدين الرومي، فهوليود تسعى وراء التصوف، فلم لا نقوم نحن بذلك أيضًا ونستثمر هذا الخزان الكبير الموجود في تراثنا في أعمال فنية مهمة».
وأضاف قائلًا: «بالطبع، قمنا بمقاربة هي بين الرقص الصوفي والرقص المعاصر، حتى نحقق ما هو حداثي على مستوى الحركة. وأؤكد أن أي موضوع مستلهم من التراث، وحتى من الأسطورة، يجب أن يُقدَّم بشكل معاصر، لأن رؤية الأجيال الجديدة تغيّرت، والتكنولوجيا تطورت، وهذا ما حاولنا تحقيقه في هذا العرض، ووضعنا في الحسبان كل هذه المسائل».
ونشير إلى أن إدارة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي تعقد مؤتمرًا صحفيًا يوم الأحد 24 أوت الجاري، بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية، للإعلان عن برنامج الدورة الثانية والثلاثين، التي تنتظم من 1 إلى 8 سبتمبر المقبل، كما سبق وذكرنا. وينتظر أن يتم خلال المؤتمر الكشف عن العروض المشاركة، المعلّقة الرسمية، المحاور الفكرية، وأسماء المكرّمين وأعضاء لجان التحكيم، إضافة إلى تفاصيل الورشات الفنية.
نشير كذلك إلى أن مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي يرأسه الدكتور سامح مهران، ويتولى الدكتور محمد الشافعي التنسيق العام، أما مديرة المهرجان، فهي الدكتورة دينا أمين.