الدعوة إلى الترفيع في عدد الأعمال المسرحية الإفريقية المقتصرة حالياً على عملين في المسابقة الرسمية وثلاثة أعمال خارج المسابقة.
في خطوة أثارت استغراب العديد من المسرحيين، تم يوم الخميس الماضي لقاء دعت إليه الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية بإدارة المسرحي محمد منير العرقي لتقييم الدورة الماضية للأيام وعددها 25 التي مرت عليها حوالي التسعة أشهر، وهو ما أثار الاستغراب. اللقاء حضره، إلى جانب المدير الحالي، مديران سابقان للأيام وهما الأسعد الجموسي ومحمد المديوني، وعدد من المسرحيين من ضمنهم - على سبيل الذكر لا الحصر - منى نورالدين، وجميلة الشيحي، وعزيزة بولبيار، وإكرام عزوز، وجمال العروي، وفتحي العكاري، وليلى طوبال، ونجوى ميلاد، وحمادي المزي، والناقدة المسرحية فوزية المزي، ونصاف بن حفصية عن إدارة المسرح بوزارة الشؤون الثقافية.
وقدّم المسرحي منير العرقي، مدير الأيام، بالمناسبة تقريراً مفصلاً حول ما تم تقديمه في الدورة الماضية، ليفسح إثر ذلك المجال للنقاش.
خياران لا ثالث لهما
وشدّ المخرج المسرحي حمادي المزي الانتباه بمداخلته اعتباراً لما ضمنها من قراءة تقييمية دقيقة للأيام، ولا غرابة في ذلك، فهو أحد مؤسسي المسرح الوطني، وأحد أبرز الذين وضعوا أسس أيام قرطاج المسرحية في ثمانينات القرن الماضي.
استحضر المسرحي حمادي المزي في مداخلته الظروف التي حفت بتأسيس أيام قرطاج المسرحية، التي وُلدت من رحم المسرح الوطني، مشيراً إلى أنه كان هناك وضع متأزم، فكان أن تشكّل فريق برئاسة الراحل المنصف السويسي، وتقرر من خلال نقاشات طويلة ضرورة وحتمية إعادة الاعتبار للثقافة الوطنية التونسية على شاكلة أيام قرطاج السينمائية.
وأكد المسرحي حمادي المزي في مداخلته أن أيام قرطاج المسرحية لم تكن مجرد مهرجان للعروض والمسابقات، بل كانت له فلسفة واضحة، قوامها البرامج الواضحة وتقديم مشروع حلقاته مترابطة ، واضحة أهدافه، فلا مجال في ذلك للاستسهال أو التغاضي عن تفاصيل تمثل قوة الأيام، من ذلك ما لاحظناه في السنوات الأخيرة، حيث حادت الأيام عن بعض ثوابتها، منها التخلي عن المسرح البلدي، الذي يُعتبر رمزاً تاريخياً للأيام، مستنكراً برمجة عروض لا علاقة لها بالمسرح العربي والإفريقي، الذي يُعد الركن الأساسي والرئيسي للأيام.
وشدّد المسرحي حمادي المزي على أنه أمام أيام قرطاج المسرحية اليوم خياران لا ثالث لهما، وهذا أمر حتمي على حد تعبيره، وهو أن يستعيد المسرح الوطني زمام الإشراف وتسيير الأيام، وأن تكون هناك لجنة قارة تجوب إفريقيا لجلب المسرحيات الإفريقية وتختار الأعمال الجيدة من الدول العربية، مستنكراً ما أقدمت عليه الأيام في الدورات القليلة الماضية من خلال استقدامها عروضاً أقل ما يُقال عنها - وفق وصفه - إنها متواضعة، موجهاً سهام نقده لرئيس لجنة تحكيم الدورة الماضية. وتحدث الدكتور محمد المديوني، بصفته مديراً سابقاً للأيام في دورتي 1999 و2000، عن حجم الضغوط والمعاناة التي يتعرض لها المشرفون على التظاهرة، داعياً إلى ضرورة إصدار بيان يتضمن طلباً وحيداً يتمثل في ضرورة تسمية مديرين لكل التظاهرات الثقافية الوطنية الدولية لسنتين متتاليتين، وأن يقدم كل مدير برنامجه في متسع من الوقت. ودعا المسرحي الدكتور الأسعد الجموسي، وهو أيضاً مدير سابق للأيام، إلى ضرورة تكوين هيئة قارة والعمل بجدية على انتقاء العروض الجيدة بعيداً عن العشوائية، كما طالب أن تكون تركيبة لجنة الانتقاء من الذين لهم دراية كافية ويتوفرون على حرفية كبيرة في العملية الإبداعية المسرحية. كما طالب بأنه حان الوقت للرفع في عدد الأعمال المسرحية الإفريقية المقتصرة حالياً على عملين في المسابقة الرسمية وثلاثة أعمال في قائمة العروض المشاركة خارج المسابقة.
«تطبيع في الدورة الماضية؟»
من ناحيتها، توقفت الدكتورة فوزية المزي، بصفتها رئيسة جمعية النقاد المسرحيين، عند ما اعتبرته أحد المعوقات الكبيرة للأيام، ويتمثل في غياب مقر قار للأيام، مستغربة تنظيم هذه الجلسة في هذا التوقيت لتقييم دورة مر على تنظيمها أكثر من 9 أشهر.
وتوقفت عند إحدى الندوات الفكرية التي انتظمت في الدورة الماضية، والتي قالت إنها تحوم حولها شبهة «تطبيع» من خلال أحد المشاركين فيها، وأنها اختارت الصمت ضماناً لاستمرار الأيام، داعية إلى ضرورة التحري في مشاريع الندوات الفكرية التي اكتشفت أن بعضها أصبح مكرراً، مؤكدة أن ندوات فكرية انتظمت في سنوات سابقة تم تكرارها في أكثر من دورة بعد ذلك. وتساءلت عن غياب نقاد للمسرح.
وأشارت الدكتورة فوزية المزي إلى غياب التوثيق، الذي يُعد مرجعاً أساسياً لمسيرة الأيام، مؤكدة على ضرورة التحري بشدة عند انتقاء العروض، من خلال لجنة تتحول إلى الخارج لانتقاء هذه العروض، فلا مجال لجلب أعمال دون معرفة تفاصيلها، وفق ما شددت عليه.
من ناحيته، دعا المسرحي فتحي العكاري إلى ضرورة إعادة النظر في الندوات الفكرية والتربصات التكوينية في الأيام، والتي لا أثر لها اليوم، على حد تعبيره.
وتحدثت المسرحية ليلى طوبال عن غياب المسرح في المهرجانات الصيفية، وهي التي أكدت أنها عاشت أياماً مضنية في دورات الأيام، التي تعاني من غياب واضح للاستشهار والدعم.
وما يمكن ملاحظته أن هذا اللقاء «المفاجأة» إن صحّ التعبير، كشف الكثير من الهنات، التي أجمع المسرحيون على ضرورة تجاوزها حتى لا يُكتب التاريخ أنها الأيام، الصرح الذي هوى.
محسن بن أحمد
اقتراح إعادة الدور الفاعل للمسرح الوطني في أيام قرطاج المسرحية وتأكيد على أنه المؤهل لإنقاذها.
الدعوة إلى الترفيع في عدد الأعمال المسرحية الإفريقية المقتصرة حالياً على عملين في المسابقة الرسمية وثلاثة أعمال خارج المسابقة.
في خطوة أثارت استغراب العديد من المسرحيين، تم يوم الخميس الماضي لقاء دعت إليه الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية بإدارة المسرحي محمد منير العرقي لتقييم الدورة الماضية للأيام وعددها 25 التي مرت عليها حوالي التسعة أشهر، وهو ما أثار الاستغراب. اللقاء حضره، إلى جانب المدير الحالي، مديران سابقان للأيام وهما الأسعد الجموسي ومحمد المديوني، وعدد من المسرحيين من ضمنهم - على سبيل الذكر لا الحصر - منى نورالدين، وجميلة الشيحي، وعزيزة بولبيار، وإكرام عزوز، وجمال العروي، وفتحي العكاري، وليلى طوبال، ونجوى ميلاد، وحمادي المزي، والناقدة المسرحية فوزية المزي، ونصاف بن حفصية عن إدارة المسرح بوزارة الشؤون الثقافية.
وقدّم المسرحي منير العرقي، مدير الأيام، بالمناسبة تقريراً مفصلاً حول ما تم تقديمه في الدورة الماضية، ليفسح إثر ذلك المجال للنقاش.
خياران لا ثالث لهما
وشدّ المخرج المسرحي حمادي المزي الانتباه بمداخلته اعتباراً لما ضمنها من قراءة تقييمية دقيقة للأيام، ولا غرابة في ذلك، فهو أحد مؤسسي المسرح الوطني، وأحد أبرز الذين وضعوا أسس أيام قرطاج المسرحية في ثمانينات القرن الماضي.
استحضر المسرحي حمادي المزي في مداخلته الظروف التي حفت بتأسيس أيام قرطاج المسرحية، التي وُلدت من رحم المسرح الوطني، مشيراً إلى أنه كان هناك وضع متأزم، فكان أن تشكّل فريق برئاسة الراحل المنصف السويسي، وتقرر من خلال نقاشات طويلة ضرورة وحتمية إعادة الاعتبار للثقافة الوطنية التونسية على شاكلة أيام قرطاج السينمائية.
وأكد المسرحي حمادي المزي في مداخلته أن أيام قرطاج المسرحية لم تكن مجرد مهرجان للعروض والمسابقات، بل كانت له فلسفة واضحة، قوامها البرامج الواضحة وتقديم مشروع حلقاته مترابطة ، واضحة أهدافه، فلا مجال في ذلك للاستسهال أو التغاضي عن تفاصيل تمثل قوة الأيام، من ذلك ما لاحظناه في السنوات الأخيرة، حيث حادت الأيام عن بعض ثوابتها، منها التخلي عن المسرح البلدي، الذي يُعتبر رمزاً تاريخياً للأيام، مستنكراً برمجة عروض لا علاقة لها بالمسرح العربي والإفريقي، الذي يُعد الركن الأساسي والرئيسي للأيام.
وشدّد المسرحي حمادي المزي على أنه أمام أيام قرطاج المسرحية اليوم خياران لا ثالث لهما، وهذا أمر حتمي على حد تعبيره، وهو أن يستعيد المسرح الوطني زمام الإشراف وتسيير الأيام، وأن تكون هناك لجنة قارة تجوب إفريقيا لجلب المسرحيات الإفريقية وتختار الأعمال الجيدة من الدول العربية، مستنكراً ما أقدمت عليه الأيام في الدورات القليلة الماضية من خلال استقدامها عروضاً أقل ما يُقال عنها - وفق وصفه - إنها متواضعة، موجهاً سهام نقده لرئيس لجنة تحكيم الدورة الماضية. وتحدث الدكتور محمد المديوني، بصفته مديراً سابقاً للأيام في دورتي 1999 و2000، عن حجم الضغوط والمعاناة التي يتعرض لها المشرفون على التظاهرة، داعياً إلى ضرورة إصدار بيان يتضمن طلباً وحيداً يتمثل في ضرورة تسمية مديرين لكل التظاهرات الثقافية الوطنية الدولية لسنتين متتاليتين، وأن يقدم كل مدير برنامجه في متسع من الوقت. ودعا المسرحي الدكتور الأسعد الجموسي، وهو أيضاً مدير سابق للأيام، إلى ضرورة تكوين هيئة قارة والعمل بجدية على انتقاء العروض الجيدة بعيداً عن العشوائية، كما طالب أن تكون تركيبة لجنة الانتقاء من الذين لهم دراية كافية ويتوفرون على حرفية كبيرة في العملية الإبداعية المسرحية. كما طالب بأنه حان الوقت للرفع في عدد الأعمال المسرحية الإفريقية المقتصرة حالياً على عملين في المسابقة الرسمية وثلاثة أعمال في قائمة العروض المشاركة خارج المسابقة.
«تطبيع في الدورة الماضية؟»
من ناحيتها، توقفت الدكتورة فوزية المزي، بصفتها رئيسة جمعية النقاد المسرحيين، عند ما اعتبرته أحد المعوقات الكبيرة للأيام، ويتمثل في غياب مقر قار للأيام، مستغربة تنظيم هذه الجلسة في هذا التوقيت لتقييم دورة مر على تنظيمها أكثر من 9 أشهر.
وتوقفت عند إحدى الندوات الفكرية التي انتظمت في الدورة الماضية، والتي قالت إنها تحوم حولها شبهة «تطبيع» من خلال أحد المشاركين فيها، وأنها اختارت الصمت ضماناً لاستمرار الأيام، داعية إلى ضرورة التحري في مشاريع الندوات الفكرية التي اكتشفت أن بعضها أصبح مكرراً، مؤكدة أن ندوات فكرية انتظمت في سنوات سابقة تم تكرارها في أكثر من دورة بعد ذلك. وتساءلت عن غياب نقاد للمسرح.
وأشارت الدكتورة فوزية المزي إلى غياب التوثيق، الذي يُعد مرجعاً أساسياً لمسيرة الأيام، مؤكدة على ضرورة التحري بشدة عند انتقاء العروض، من خلال لجنة تتحول إلى الخارج لانتقاء هذه العروض، فلا مجال لجلب أعمال دون معرفة تفاصيلها، وفق ما شددت عليه.
من ناحيته، دعا المسرحي فتحي العكاري إلى ضرورة إعادة النظر في الندوات الفكرية والتربصات التكوينية في الأيام، والتي لا أثر لها اليوم، على حد تعبيره.
وتحدثت المسرحية ليلى طوبال عن غياب المسرح في المهرجانات الصيفية، وهي التي أكدت أنها عاشت أياماً مضنية في دورات الأيام، التي تعاني من غياب واضح للاستشهار والدعم.
وما يمكن ملاحظته أن هذا اللقاء «المفاجأة» إن صحّ التعبير، كشف الكثير من الهنات، التي أجمع المسرحيون على ضرورة تجاوزها حتى لا يُكتب التاريخ أنها الأيام، الصرح الذي هوى.