إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أمام جمهور غفير.. أمينة فاخت تمضي سهرة للطرب والإبداع

-لم يحتج الجمهور كثيرا من الوقت ليتفاعل مع نجمة السهرة، وإنما اهتز منذ الدقائق الأولى للعرض على إيقاع صوت أمينة فاخت الطروب

-غنت للوطن، وقدّمت تحية لغزة، وأثبتت أن صوتها يزداد عذوبة مع الزمن، وأن جمهورها يزداد ولا ينقص

 

واكب جمهور غفير، بلغ تعداده حوالي تسعة آلاف متفرّج، منهم ستة آلاف اقتطعوا تذاكرهم وفق تصريح مصدر مسؤول بهيئة التنظيم، سهرة أمس الأول الاثنين بمهرجان بنزرت الدولي، التي أحيتها المطربة أمينة فاخت، والتي امتدت ساعتين كاملتين من العاشرة مساء إلى منتصف الليل.

سهرة أبدعت الفنانة في تأثيثها بأجمل أغانيها، وتفاعل معها الجمهور الذي لم يكن من ولاية بنزرت فقط، وإنما جاء البعض من عدد من ولايات الجمهورية خصيصًا لحضور سهرة أمينة فاخت، التي تكاد مشاركتها في مهرجانات هذه الصائفة تقتصر على عرضها في مهرجان بنزرت الدولي.

انطلقت السهرة بقوة ودون مقدمات منذ البداية؛ فمع عزف الفرقة الموسيقية المطلع الإيقاعي لأغنية «ولا مرة»، اهتز الجمهور وبادر بالغناء. وبعد دقائق، أطلت المطربة أمينة فاخت وهي تردد كلمات الأغنية بصوتها الشجي الطروب، الذي انساب صافيًا عذبًا دغدغ مشاعر الجمهور، الذي واصل الغناء معها.

امتد هذا المشهد الرائع حوالي عشرين دقيقة، وأعقبه تصفيق حار وهتاف متواصل «أمينة.. أمينة»، إضافة إلى زغاريد النسوة.

بعد المصافحة الأولى الحارة والواعدة بين الجمهور والمطربة أمينة فاخت، انسابت السهرة وتواصلت محافظة على نفس درجة التوهج. فقد أحكمت الفنانة، بما لديها من خبرة ومن حضور ركحي ومن خطاب تحفيزي، نسج خيوط مشهدها الإبداعي والتمسك بخيوط السهرة، فأطربت وأشجت وأرقصت و»حفّلتها»، كما قال عدد من الحضور.

غنّت أمينة فاخت «ولا غيرك يا حبيبي»، التي رددها معها الجمهور، فعبرت عن ابتهاجها باللغة الفرنسية، ثم أغنية «مستغربين» التي أداها الجمهور معها من البداية إلى النهاية، وساعدتهم على ذلك بتوجيه المصدح نحوهم.

كان صوتها يخفت حينًا، ثم ترتفع نبرته، ويتبع ذلك تسارع إيقاع الموسيقى، وتنهمر الألحان، فيهتز الجمهور في تفاعل عجيب، تغذّي حماسه عبارات المطربة المشجعة مثل: «أحبكم برشة برشة، الجمهور حاجة مقدسة عندي، وجبت المحافظة عليه»، وتدعو بأسلوبها المعروف في التعامل مع الجمهور إلى الاستمتاع بلذة اللحظة، فالحياة قصيرة وفق نجمة السهرة، وجميل أن يستمتع فيها الإنسان بلحظات جميلة كالغناء والموسيقى، قبل أن تردف بمقطع من أغنية (on va danser, on va chanter) ، التي تدعو إلى الغناء والرقص بحماسة وفرح، فذكت الحماس وألهبت المشاعر.

وقد تواصل المشهد الجميل مع أغنية «سلطان حبك»، وخصوصًا مع العبارة التي رددتها مرّات ومرّات: «جسمي سهر ما نام، سهرت معاه الروح، عندي كثير كلام، ما قدرت بيه نبوح»، والتي جسّدت معانيها بحركات ركحية طرب لها الجمهور.

وإثر ذلك، قدّمت أغنية جديدة رومانسية من ألحان محمد الوافي: «من بعد فراق وسنين أشواق، رجعلي حبيبي إلي وحشني».

ورغم أن الأغنية جديدة، فقد تفاعل معها الجمهور، وردد المقطع المتكرر في الأغنية: «وصحيت من نومي بعد ده، لقيت ما حصلش كل ده»، لتختتمها بتوجيه التحية لرياض البدوي موزّع الأغنية. ثم قدّمت أغنية «ده أنا لو حبيبي ما جاشي»، لتهتز المدارج بعد ذلك مع أغنية «على الله»، التي انتظرها الجمهور، فهبّ واقفًا، وهناك من صعد على الكراسي، وانخرط الكثيرون في الرقص على إيقاع المقدمة الموسيقية في البداية، ثم مع كلمات الأغنية التي رددها الجمهور كاملة مع المطربة، التي لم يفتها هذا الحماس الكبير، فانتقلت إلى الأغنية الشهيرة «عالجبين عصابة»، الأغنية التي يعشقها الجمهور، فتفاعل معها رقصًا وغناء.

قبل أن ينخفض النسق قليلاً بقراءة أمينة فاخت لقصيدة من تأليفها، قالت إنها كتبتها لأمها، ودعت الجمهور إلى ترديد اسم «غزة» عند أدائها لأغنية مطلعها يقول: «كبل يديها فالزمان يفكها».

ومسكًا للختام، غنّت للوطن «موعدنا أرضك يا بلدنا»، والتي تجاوب معها الجمهور من البداية إلى النهاية، لتغادر حينها الركح وسط التصفيق الحار الذي استمر طويلاً.

وما يمكن قوله إن السهرة كانت ممتعة، وأكدت خلالها المطربة أمينة فاخت أنها تختزن طاقة إبداعية رائعة، وصوتًا يزداد عذوبة ورونقًا بمرور الزمن، وأنها تظل واحدة من الأعمدة الأساسية للأغنية التونسية، وأن لها رصيدًا جماهيريًا محترمًا؛ إذ قارب عدد الحضور الحد الأقصى لطاقة استيعاب المسرح، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أكدت السهرة كذلك عشق الجمهور لأجواء البهجة والطرب، والرغبة في عدم تفويت ساعات الفرح، وأنه يعشق الفن التونسي الأصيل والراقي، ويقدّر الفنان المتميز حق قدره.

 منصور غرسلي

أمام جمهور غفير.. أمينة فاخت تمضي سهرة للطرب والإبداع

-لم يحتج الجمهور كثيرا من الوقت ليتفاعل مع نجمة السهرة، وإنما اهتز منذ الدقائق الأولى للعرض على إيقاع صوت أمينة فاخت الطروب

-غنت للوطن، وقدّمت تحية لغزة، وأثبتت أن صوتها يزداد عذوبة مع الزمن، وأن جمهورها يزداد ولا ينقص

 

واكب جمهور غفير، بلغ تعداده حوالي تسعة آلاف متفرّج، منهم ستة آلاف اقتطعوا تذاكرهم وفق تصريح مصدر مسؤول بهيئة التنظيم، سهرة أمس الأول الاثنين بمهرجان بنزرت الدولي، التي أحيتها المطربة أمينة فاخت، والتي امتدت ساعتين كاملتين من العاشرة مساء إلى منتصف الليل.

سهرة أبدعت الفنانة في تأثيثها بأجمل أغانيها، وتفاعل معها الجمهور الذي لم يكن من ولاية بنزرت فقط، وإنما جاء البعض من عدد من ولايات الجمهورية خصيصًا لحضور سهرة أمينة فاخت، التي تكاد مشاركتها في مهرجانات هذه الصائفة تقتصر على عرضها في مهرجان بنزرت الدولي.

انطلقت السهرة بقوة ودون مقدمات منذ البداية؛ فمع عزف الفرقة الموسيقية المطلع الإيقاعي لأغنية «ولا مرة»، اهتز الجمهور وبادر بالغناء. وبعد دقائق، أطلت المطربة أمينة فاخت وهي تردد كلمات الأغنية بصوتها الشجي الطروب، الذي انساب صافيًا عذبًا دغدغ مشاعر الجمهور، الذي واصل الغناء معها.

امتد هذا المشهد الرائع حوالي عشرين دقيقة، وأعقبه تصفيق حار وهتاف متواصل «أمينة.. أمينة»، إضافة إلى زغاريد النسوة.

بعد المصافحة الأولى الحارة والواعدة بين الجمهور والمطربة أمينة فاخت، انسابت السهرة وتواصلت محافظة على نفس درجة التوهج. فقد أحكمت الفنانة، بما لديها من خبرة ومن حضور ركحي ومن خطاب تحفيزي، نسج خيوط مشهدها الإبداعي والتمسك بخيوط السهرة، فأطربت وأشجت وأرقصت و»حفّلتها»، كما قال عدد من الحضور.

غنّت أمينة فاخت «ولا غيرك يا حبيبي»، التي رددها معها الجمهور، فعبرت عن ابتهاجها باللغة الفرنسية، ثم أغنية «مستغربين» التي أداها الجمهور معها من البداية إلى النهاية، وساعدتهم على ذلك بتوجيه المصدح نحوهم.

كان صوتها يخفت حينًا، ثم ترتفع نبرته، ويتبع ذلك تسارع إيقاع الموسيقى، وتنهمر الألحان، فيهتز الجمهور في تفاعل عجيب، تغذّي حماسه عبارات المطربة المشجعة مثل: «أحبكم برشة برشة، الجمهور حاجة مقدسة عندي، وجبت المحافظة عليه»، وتدعو بأسلوبها المعروف في التعامل مع الجمهور إلى الاستمتاع بلذة اللحظة، فالحياة قصيرة وفق نجمة السهرة، وجميل أن يستمتع فيها الإنسان بلحظات جميلة كالغناء والموسيقى، قبل أن تردف بمقطع من أغنية (on va danser, on va chanter) ، التي تدعو إلى الغناء والرقص بحماسة وفرح، فذكت الحماس وألهبت المشاعر.

وقد تواصل المشهد الجميل مع أغنية «سلطان حبك»، وخصوصًا مع العبارة التي رددتها مرّات ومرّات: «جسمي سهر ما نام، سهرت معاه الروح، عندي كثير كلام، ما قدرت بيه نبوح»، والتي جسّدت معانيها بحركات ركحية طرب لها الجمهور.

وإثر ذلك، قدّمت أغنية جديدة رومانسية من ألحان محمد الوافي: «من بعد فراق وسنين أشواق، رجعلي حبيبي إلي وحشني».

ورغم أن الأغنية جديدة، فقد تفاعل معها الجمهور، وردد المقطع المتكرر في الأغنية: «وصحيت من نومي بعد ده، لقيت ما حصلش كل ده»، لتختتمها بتوجيه التحية لرياض البدوي موزّع الأغنية. ثم قدّمت أغنية «ده أنا لو حبيبي ما جاشي»، لتهتز المدارج بعد ذلك مع أغنية «على الله»، التي انتظرها الجمهور، فهبّ واقفًا، وهناك من صعد على الكراسي، وانخرط الكثيرون في الرقص على إيقاع المقدمة الموسيقية في البداية، ثم مع كلمات الأغنية التي رددها الجمهور كاملة مع المطربة، التي لم يفتها هذا الحماس الكبير، فانتقلت إلى الأغنية الشهيرة «عالجبين عصابة»، الأغنية التي يعشقها الجمهور، فتفاعل معها رقصًا وغناء.

قبل أن ينخفض النسق قليلاً بقراءة أمينة فاخت لقصيدة من تأليفها، قالت إنها كتبتها لأمها، ودعت الجمهور إلى ترديد اسم «غزة» عند أدائها لأغنية مطلعها يقول: «كبل يديها فالزمان يفكها».

ومسكًا للختام، غنّت للوطن «موعدنا أرضك يا بلدنا»، والتي تجاوب معها الجمهور من البداية إلى النهاية، لتغادر حينها الركح وسط التصفيق الحار الذي استمر طويلاً.

وما يمكن قوله إن السهرة كانت ممتعة، وأكدت خلالها المطربة أمينة فاخت أنها تختزن طاقة إبداعية رائعة، وصوتًا يزداد عذوبة ورونقًا بمرور الزمن، وأنها تظل واحدة من الأعمدة الأساسية للأغنية التونسية، وأن لها رصيدًا جماهيريًا محترمًا؛ إذ قارب عدد الحضور الحد الأقصى لطاقة استيعاب المسرح، هذا من جهة، ومن جهة أخرى أكدت السهرة كذلك عشق الجمهور لأجواء البهجة والطرب، والرغبة في عدم تفويت ساعات الفرح، وأنه يعشق الفن التونسي الأصيل والراقي، ويقدّر الفنان المتميز حق قدره.

 منصور غرسلي