إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

إثر لقاء رئيس الجمهورية بكبير مستشاري الرئيس الأمريكي ترامب.. ردود أفعال واسعة.. وإشادة بموقف تونس الثابت

 

حمل اللقاء الذي استقبل فيه رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، بقصر قرطاج، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط وإفريقيا، مسعد بولس، رسائل متعددة الأوجه. وقد لاقى هذا اللقاء تفاعلًا واسعًا على المستويين الوطني والدولي، لا سيما في الأوساط الإعلامية العربية والدولية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. ويأتي هذا التفاعل إثر طرح رئيس الجمهورية قيس سعيّد مسألة المجازر التي تُرتكب في حقّ الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له أبناء غزة وأطفالها خلال هذه الفترة من جرائم إبادة متواصلة، إضافة إلى أفظع الممارسات اللاإنسانية من تجويع وتعطيش وتهجير، في تأكيد متجدد على موقف تونس الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، والعمل على إعلاء صوتها في سياستها الخارجية، في إطار حرص بلادنا على أن يكون لها دور فاعل في إيجاد حلول للقضايا الإنسانية إقليميًا ودوليًا.

وقد أثار هذا اللقاء، الذي يأتي في إطار زيارة رسمية لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكلّف بالشؤون العربية والشرق الأوسط وإفريقيا إلى تونس، يومي 22 و23 جويلية الجاري، مرفوقًا بنائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلّف بشمال إفريقيا، جوشوا هاريس، وفق ما ورد في البلاغ والفيديو المنشورين على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، آراء وتعاليق إيجابية، أجمع أغلبها، سواء من أنصار رئيس الجمهورية قيس سعيّد أو معارضيه، على قيمة ورمزية ما قاله رئيس الدولة قيس سعيّد لكبير المستشارين الأمريكيين، وأسلوب إشارته إلى جرائم الكيان المحتل في حق أطفال غزة الذين يموتون يوميًا جوعًا.

وقد وصف كبير مستشاري الرئيس الأمريكي الاجتماع بـ«البنّاء»، واعتبره مناسبة لتوطيد العلاقات التونسية الأمريكية الضاربة في القدم، فيما أكّد له رئيس الجمهورية قيس سعيّد أنّ «تونس اختارت أن توسّع من شراكاتها الاستراتيجية بما يخدم مصالح شعبها ويحقق مطالبه وانتظاراته».

وقد ثمّن هذا التوجّه وزير الشؤون الخارجية والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، خلال استقباله للضيف الأمريكي رفيع المستوى، مؤكدًا توجه سياسة تونس نحو الانفتاح لتعزيز برامج التعاون والشراكة والدعم مع الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدًا بما يخدم مصالح البلدين ويعزز أواصر العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية.

وتناول اللقاء، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، جملة من المواضيع الأخرى، من بينها الإرهاب بمختلف أنواعه، والوضع في المنطقة العربية على وجه الخصوص، حيث شدّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد على أن القضايا داخل كل دولة عربية يجب أن تُحلّ من قبل شعوبها، دون أيّ تدخّل أجنبي تحت أي مبرر.

وحسب شريط الفيديو المرافق، عرض رئيس الجمهورية قيس سعيّد على المستشار الأمريكي صورًا وصفها بـ«الصادمة» لرضّع وأطفال فلسطينيين من ضحايا المجاعة في غزة، يحتضرون بسبب العطش والجوع، قائلًا: «إنها صور تعبّر عن وحشية الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الغاشمة لإبادة الشعب الفلسطيني، حرب هدفها أن يستبطن الفلسطينيون الهزيمة، لكن الشعوب الحرة لن تقبل بالهزيمة أبدًا».

ولعل ما شدّ الانتباه في هذا اللقاء هو ثبات الموقف التونسي الداعم للقضية الفلسطينية، خاصة أن هذا اللقاء تزامن مع موجة من التحركات الشعبية على نطاق عالمي واسع، منددة بتواصل فظاعة المجازر وحرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبناء غزة. وقد بلغ التصعيد ذروته في هذه الفترة عبر التجويع والتعطيش ومنع وصول الأدوية والمساعدات الغذائية، وسط مشاهد لا إنسانية.

وفي ظل هذا الوضع المأساوي، أكّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد أنّ ما يرتكبه الكيان الصهيوني «غير مقبول على الإطلاق وجريمة ضد الإنسانية»، وأن الشرعية الدولية «تتهاوى يومًا بعد يوم، ولم يعد لها أيّ معنى بالنظر إلى هذه المآسي التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة، إلى جانب القصف اليومي».

وأضاف: «آن الأوان كي تستفيق الإنسانية كلها وتضع حدًّا لهذه الجرائم المرتكبة في فلسطين. لا بدّ من اتخاذ قرارات جريئة لفائدة الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض الفلسطينية كلها، في غزة والضفة الغربية والمستوطنات، وكل فلسطين، حتى تُقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».

وقد نقلت الصور والفيديو تفاعل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي مع عينة من صور «صادمة» لأطفال في غزة، يتضوّرون ويموتون جوعًا، وهو ما حظي بدوره بتفاعل واسع في الأوساط المساندة لهذه القضية.

وكان لتقاطع إثارة رئيس الدولة قيس سعيّد لهذه المسألة، والإصداع بالموقف التونسي من هذه القضية في لقائه بكبير مستشاري الرئيس الأمريكي، مع توحد موقف معظم الشرائح الاجتماعية والعمرية في تونس حول دعم القضية الفلسطينية، وما تجده من تأييد واسع في الشارع العربي والمجتمع الإنساني الدولي، دور مهم في تواتر ردود الأفعال المؤيدة للموقف التونسي.

إذ اتسمت أغلب المواقف والتفاعلات بالتأييد ومباركة موقف تونس الذي يأتي لكسر حاجز الصمت الذي يخيم على المواقف الرسمية العربية تحديدًا.

وقد دفع ذلك البعض إلى المطالبة بضرورة اتخاذ السلطات الرسمية في البلدان العربية مواقف مشابهة للموقف التونسي، والخروج عن صمتها لإنقاذ الأطفال والجوعى والعطاشى من ممارسات التنكيل والقتل التي تنفذها قوات الاحتلال، والتنديد علنًا بهذه الجرائم.

وقد تناقلت مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية هذا اللقاء، وما تضمّنه من موقف حمّل المجتمع الدولي مسؤولية المجازر والمآسي في غزة، ووضع الإصبع على القضية الحارقة التي تلتزم أمامها الأنظمة والمنظمات الإنسانية والحقوقية صمتًا مريبًا رغم فظاعة صورها ومشاهدها.

ويمكن القول إن أغلب الأصوات تعالت للتنويه والإشادة بالموقف الجريء والشجاع لرئيس الجمهورية قيس سعيّد، الذي سعى من خلاله إلى تحميل الأطراف الدولية مسؤولية المأساة الإنسانية وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

نزيهة الغضباني

إثر لقاء رئيس الجمهورية بكبير مستشاري الرئيس الأمريكي ترامب..   ردود أفعال واسعة.. وإشادة بموقف تونس الثابت

 

حمل اللقاء الذي استقبل فيه رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، بقصر قرطاج، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والشرق الأوسط وإفريقيا، مسعد بولس، رسائل متعددة الأوجه. وقد لاقى هذا اللقاء تفاعلًا واسعًا على المستويين الوطني والدولي، لا سيما في الأوساط الإعلامية العربية والدولية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي. ويأتي هذا التفاعل إثر طرح رئيس الجمهورية قيس سعيّد مسألة المجازر التي تُرتكب في حقّ الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له أبناء غزة وأطفالها خلال هذه الفترة من جرائم إبادة متواصلة، إضافة إلى أفظع الممارسات اللاإنسانية من تجويع وتعطيش وتهجير، في تأكيد متجدد على موقف تونس الثابت الداعم للقضية الفلسطينية، والعمل على إعلاء صوتها في سياستها الخارجية، في إطار حرص بلادنا على أن يكون لها دور فاعل في إيجاد حلول للقضايا الإنسانية إقليميًا ودوليًا.

وقد أثار هذا اللقاء، الذي يأتي في إطار زيارة رسمية لكبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكلّف بالشؤون العربية والشرق الأوسط وإفريقيا إلى تونس، يومي 22 و23 جويلية الجاري، مرفوقًا بنائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلّف بشمال إفريقيا، جوشوا هاريس، وفق ما ورد في البلاغ والفيديو المنشورين على الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية، آراء وتعاليق إيجابية، أجمع أغلبها، سواء من أنصار رئيس الجمهورية قيس سعيّد أو معارضيه، على قيمة ورمزية ما قاله رئيس الدولة قيس سعيّد لكبير المستشارين الأمريكيين، وأسلوب إشارته إلى جرائم الكيان المحتل في حق أطفال غزة الذين يموتون يوميًا جوعًا.

وقد وصف كبير مستشاري الرئيس الأمريكي الاجتماع بـ«البنّاء»، واعتبره مناسبة لتوطيد العلاقات التونسية الأمريكية الضاربة في القدم، فيما أكّد له رئيس الجمهورية قيس سعيّد أنّ «تونس اختارت أن توسّع من شراكاتها الاستراتيجية بما يخدم مصالح شعبها ويحقق مطالبه وانتظاراته».

وقد ثمّن هذا التوجّه وزير الشؤون الخارجية والتونسيين بالخارج، محمد علي النفطي، خلال استقباله للضيف الأمريكي رفيع المستوى، مؤكدًا توجه سياسة تونس نحو الانفتاح لتعزيز برامج التعاون والشراكة والدعم مع الولايات المتحدة الأمريكية، تحديدًا بما يخدم مصالح البلدين ويعزز أواصر العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية.

وتناول اللقاء، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، جملة من المواضيع الأخرى، من بينها الإرهاب بمختلف أنواعه، والوضع في المنطقة العربية على وجه الخصوص، حيث شدّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد على أن القضايا داخل كل دولة عربية يجب أن تُحلّ من قبل شعوبها، دون أيّ تدخّل أجنبي تحت أي مبرر.

وحسب شريط الفيديو المرافق، عرض رئيس الجمهورية قيس سعيّد على المستشار الأمريكي صورًا وصفها بـ«الصادمة» لرضّع وأطفال فلسطينيين من ضحايا المجاعة في غزة، يحتضرون بسبب العطش والجوع، قائلًا: «إنها صور تعبّر عن وحشية الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الغاشمة لإبادة الشعب الفلسطيني، حرب هدفها أن يستبطن الفلسطينيون الهزيمة، لكن الشعوب الحرة لن تقبل بالهزيمة أبدًا».

ولعل ما شدّ الانتباه في هذا اللقاء هو ثبات الموقف التونسي الداعم للقضية الفلسطينية، خاصة أن هذا اللقاء تزامن مع موجة من التحركات الشعبية على نطاق عالمي واسع، منددة بتواصل فظاعة المجازر وحرب الإبادة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبناء غزة. وقد بلغ التصعيد ذروته في هذه الفترة عبر التجويع والتعطيش ومنع وصول الأدوية والمساعدات الغذائية، وسط مشاهد لا إنسانية.

وفي ظل هذا الوضع المأساوي، أكّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد أنّ ما يرتكبه الكيان الصهيوني «غير مقبول على الإطلاق وجريمة ضد الإنسانية»، وأن الشرعية الدولية «تتهاوى يومًا بعد يوم، ولم يعد لها أيّ معنى بالنظر إلى هذه المآسي التي يعاني منها الفلسطينيون في غزة، إلى جانب القصف اليومي».

وأضاف: «آن الأوان كي تستفيق الإنسانية كلها وتضع حدًّا لهذه الجرائم المرتكبة في فلسطين. لا بدّ من اتخاذ قرارات جريئة لفائدة الشعب الفلسطيني، صاحب الأرض الفلسطينية كلها، في غزة والضفة الغربية والمستوطنات، وكل فلسطين، حتى تُقام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».

وقد نقلت الصور والفيديو تفاعل كبير مستشاري الرئيس الأمريكي مع عينة من صور «صادمة» لأطفال في غزة، يتضوّرون ويموتون جوعًا، وهو ما حظي بدوره بتفاعل واسع في الأوساط المساندة لهذه القضية.

وكان لتقاطع إثارة رئيس الدولة قيس سعيّد لهذه المسألة، والإصداع بالموقف التونسي من هذه القضية في لقائه بكبير مستشاري الرئيس الأمريكي، مع توحد موقف معظم الشرائح الاجتماعية والعمرية في تونس حول دعم القضية الفلسطينية، وما تجده من تأييد واسع في الشارع العربي والمجتمع الإنساني الدولي، دور مهم في تواتر ردود الأفعال المؤيدة للموقف التونسي.

إذ اتسمت أغلب المواقف والتفاعلات بالتأييد ومباركة موقف تونس الذي يأتي لكسر حاجز الصمت الذي يخيم على المواقف الرسمية العربية تحديدًا.

وقد دفع ذلك البعض إلى المطالبة بضرورة اتخاذ السلطات الرسمية في البلدان العربية مواقف مشابهة للموقف التونسي، والخروج عن صمتها لإنقاذ الأطفال والجوعى والعطاشى من ممارسات التنكيل والقتل التي تنفذها قوات الاحتلال، والتنديد علنًا بهذه الجرائم.

وقد تناقلت مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية هذا اللقاء، وما تضمّنه من موقف حمّل المجتمع الدولي مسؤولية المجازر والمآسي في غزة، ووضع الإصبع على القضية الحارقة التي تلتزم أمامها الأنظمة والمنظمات الإنسانية والحقوقية صمتًا مريبًا رغم فظاعة صورها ومشاهدها.

ويمكن القول إن أغلب الأصوات تعالت للتنويه والإشادة بالموقف الجريء والشجاع لرئيس الجمهورية قيس سعيّد، الذي سعى من خلاله إلى تحميل الأطراف الدولية مسؤولية المأساة الإنسانية وحرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

نزيهة الغضباني