تطرح درجات الحرارة القياسية المسجلة في هذه الفترة تحديات جمة على مستوى حفظ المواد الغذائية والاستهلاكية المعروضة في المحلات، ومدى التزام الباعة والتجار وأصحاب محلات بيع المواد الغذائية والمطاعم بشروط حفظ الصحة، لا سيما على مستوى الحفاظ على معدلات تبريد تضمن سلامة المواد المعروضة. فارتفاع درجات الحرارة يمثل بيئة ملائمة جداً لظهور وتكاثر الميكروبات.
خطر آخر يطرح في هذه الفترة يتعلق بحالات التسمم التي تسجل في المناسبات والأفراح، على غرار حالة التسمم الغذائي الجماعي التي سجلتها إحدى جهات الجمهورية في صيف 2024، والتي تضرر منها 302 شخص في حفل زفاف.
ومع شدة التغيرات المناخية تتفاقم مخاطر حدوث التسممات الغذائية، حيث تفيد مصادر الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أنه تم تسجيل 187 حالة تسمم غذائي جماعي منذ بداية السنة الحالية وإلى غاية منتصف شهر جوان الفارط. كما تم رصد 24 بؤرة تسمم غذائي جماعي خلال النصف الأول من سنة 2025.
والواضح أن حالات التسمم لم تعد تقتصر على فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة، بل أصبحت تُسجل على امتداد السنة بسبب التغيرات المناخية المتسارعة وتجاوز معدلات الحرارة النسب العادية.
يُذكر أنه خلال سنة 2024 تم تسجيل أكثر من 960 حالة تسمم غذائي ورصد 60 بؤرة موزعة على كامل تراب الجمهورية.
منتوجات تمثل خطراً
تصنف بعض المنتوجات بأنها أكثر حساسية من غيرها ولا تحتمل درجات حرارة مرتفعة، على غرار الأسماك، وعادة ما تكون أحد الأسباب الرئيسية في حدوث التسمم، مما يحتم تكثيف المراقبة في الأسواق وعلى وسائل النقل وعبر مسالك التوزيع. وكانت الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية قد أوصت مؤخراً بالإبلاغ عن أي إخلالات ذات علاقة بالسلامة الصحية لمنتجات البحر وغيرها من المنتجات الغذائية.
تطرح أيضاً مخاطر صحية على مستوى عدم احترام شروط عرض وتخزين المياه المعدنية المعلبة، فقد حجز أمس فريق المراقبة للهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بولاية صفاقس أكثر من 17 ألف قارورة ماء معدني معروضة تحت أشعة الشمس في ظروف غير صحية. وأسفرت عملية المراقبة عن حجز 11692 قارورة ماء معدني من سعات مختلفة (1 لتر، 1.5 لتر، و2 لتر)، بالإضافة إلى 5510 قارورة ماء معدني ذات سعة 6 لترات، كانت جميعها معرضة لأشعة الشمس المباشرة، في مخالفة صريحة لشروط الخزن والعرض التي تضمن سلامة هذا المنتج الحيوي، وفق بلاغ صادر عن الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وتندرج هذه العملية في سياق دعوة الهيئة في بلاغ أول أمس جميع المتدخلين في القطاع لاحترام شروط الحفظ، خاصة ما يتعلق بتفادي تعريض قوارير المياه لأشعة الشمس أو الرطوبة، لما لذلك من تأثير سلبي مباشر على جودة المياه وصحة المستهلك.
وأكدت الهيئة أنها ستواصل مجهوداتها الرقابية بمختلف ولايات الجمهورية، وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين، والتي تشمل الحجز والإتلاف وتحرير محاضر عدلية، طبقاً للتشريعات الجاري بها العمل.
وبيّنت أنه في حال التبليغ عن مخالفات مماثلة أو الاستفسار، يمكن الاتصال عبر الرقم الأخضر المجاني 80106977 أو عبر الرقم المباشر لمصالح الهيئة 70168050.
برنامج مراقبة خاص
وللتصدي لجملة المخاطر المحدقة بصحة المستهلك التونسي بسبب درجات الحرارة المرتفعة، أكد رئيس الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية محمد الرابحي أن الهيئة «انطلقت في تنفيذ برنامج خاص لمراقبة سلامة المنتجات الغذائية، خاصة سريعة التعفن، لتفادي التسممات الغذائية».
وقال الرابحي في تصريح أول أمس إن «ارتفاع درجات الحرارة قد يمثل عاملاً أساسياً لتلف المواد الغذائية، خاصة منها سريعة التعفن، مشيراً إلى أن المحلات ذات العلاقة بالمواد الغذائية، خاصة المطاعم ومحلات الأكلة الخفيفة، هي أول المعنيين بهذا البرنامج الرقابي»، معبراً عن أمله في عدم تسجيل تسممات غذائية جماعية، خاصة في الوسط العائلي والمناسبات العائلية، مضيفاً أنه سيتم تطبيق القانون على كل المخالفين.
كما شدد رئيس الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على أهمية وعي المستهلك وضرورة الانتباه وحسن الاختيار والحذر من المسالك غير المنظمة والموازية، مع ضرورة احترام سلسلة التبريد والابتعاد عن الأكلات السريعة، وخاصة منها التي تُباع على الطرقات، لاحتوائها على مواد سريعة التعفن.
◗ م.ي
تطرح درجات الحرارة القياسية المسجلة في هذه الفترة تحديات جمة على مستوى حفظ المواد الغذائية والاستهلاكية المعروضة في المحلات، ومدى التزام الباعة والتجار وأصحاب محلات بيع المواد الغذائية والمطاعم بشروط حفظ الصحة، لا سيما على مستوى الحفاظ على معدلات تبريد تضمن سلامة المواد المعروضة. فارتفاع درجات الحرارة يمثل بيئة ملائمة جداً لظهور وتكاثر الميكروبات.
خطر آخر يطرح في هذه الفترة يتعلق بحالات التسمم التي تسجل في المناسبات والأفراح، على غرار حالة التسمم الغذائي الجماعي التي سجلتها إحدى جهات الجمهورية في صيف 2024، والتي تضرر منها 302 شخص في حفل زفاف.
ومع شدة التغيرات المناخية تتفاقم مخاطر حدوث التسممات الغذائية، حيث تفيد مصادر الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية أنه تم تسجيل 187 حالة تسمم غذائي جماعي منذ بداية السنة الحالية وإلى غاية منتصف شهر جوان الفارط. كما تم رصد 24 بؤرة تسمم غذائي جماعي خلال النصف الأول من سنة 2025.
والواضح أن حالات التسمم لم تعد تقتصر على فصل الصيف الذي يشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة، بل أصبحت تُسجل على امتداد السنة بسبب التغيرات المناخية المتسارعة وتجاوز معدلات الحرارة النسب العادية.
يُذكر أنه خلال سنة 2024 تم تسجيل أكثر من 960 حالة تسمم غذائي ورصد 60 بؤرة موزعة على كامل تراب الجمهورية.
منتوجات تمثل خطراً
تصنف بعض المنتوجات بأنها أكثر حساسية من غيرها ولا تحتمل درجات حرارة مرتفعة، على غرار الأسماك، وعادة ما تكون أحد الأسباب الرئيسية في حدوث التسمم، مما يحتم تكثيف المراقبة في الأسواق وعلى وسائل النقل وعبر مسالك التوزيع. وكانت الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية قد أوصت مؤخراً بالإبلاغ عن أي إخلالات ذات علاقة بالسلامة الصحية لمنتجات البحر وغيرها من المنتجات الغذائية.
تطرح أيضاً مخاطر صحية على مستوى عدم احترام شروط عرض وتخزين المياه المعدنية المعلبة، فقد حجز أمس فريق المراقبة للهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بولاية صفاقس أكثر من 17 ألف قارورة ماء معدني معروضة تحت أشعة الشمس في ظروف غير صحية. وأسفرت عملية المراقبة عن حجز 11692 قارورة ماء معدني من سعات مختلفة (1 لتر، 1.5 لتر، و2 لتر)، بالإضافة إلى 5510 قارورة ماء معدني ذات سعة 6 لترات، كانت جميعها معرضة لأشعة الشمس المباشرة، في مخالفة صريحة لشروط الخزن والعرض التي تضمن سلامة هذا المنتج الحيوي، وفق بلاغ صادر عن الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وتندرج هذه العملية في سياق دعوة الهيئة في بلاغ أول أمس جميع المتدخلين في القطاع لاحترام شروط الحفظ، خاصة ما يتعلق بتفادي تعريض قوارير المياه لأشعة الشمس أو الرطوبة، لما لذلك من تأثير سلبي مباشر على جودة المياه وصحة المستهلك.
وأكدت الهيئة أنها ستواصل مجهوداتها الرقابية بمختلف ولايات الجمهورية، وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد المخالفين، والتي تشمل الحجز والإتلاف وتحرير محاضر عدلية، طبقاً للتشريعات الجاري بها العمل.
وبيّنت أنه في حال التبليغ عن مخالفات مماثلة أو الاستفسار، يمكن الاتصال عبر الرقم الأخضر المجاني 80106977 أو عبر الرقم المباشر لمصالح الهيئة 70168050.
برنامج مراقبة خاص
وللتصدي لجملة المخاطر المحدقة بصحة المستهلك التونسي بسبب درجات الحرارة المرتفعة، أكد رئيس الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية محمد الرابحي أن الهيئة «انطلقت في تنفيذ برنامج خاص لمراقبة سلامة المنتجات الغذائية، خاصة سريعة التعفن، لتفادي التسممات الغذائية».
وقال الرابحي في تصريح أول أمس إن «ارتفاع درجات الحرارة قد يمثل عاملاً أساسياً لتلف المواد الغذائية، خاصة منها سريعة التعفن، مشيراً إلى أن المحلات ذات العلاقة بالمواد الغذائية، خاصة المطاعم ومحلات الأكلة الخفيفة، هي أول المعنيين بهذا البرنامج الرقابي»، معبراً عن أمله في عدم تسجيل تسممات غذائية جماعية، خاصة في الوسط العائلي والمناسبات العائلية، مضيفاً أنه سيتم تطبيق القانون على كل المخالفين.
كما شدد رئيس الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على أهمية وعي المستهلك وضرورة الانتباه وحسن الاختيار والحذر من المسالك غير المنظمة والموازية، مع ضرورة احترام سلسلة التبريد والابتعاد عن الأكلات السريعة، وخاصة منها التي تُباع على الطرقات، لاحتوائها على مواد سريعة التعفن.