إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

تتمتع‭ ‬بالصفة‭ ‬القضائية‭ ‬والاستقلالية‭ ‬الهيكلية‭ ‬وملحقة‭ ‬برئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬.. هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬تلغي‭ ‬وتعوّض‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة

من‭ ‬المبادرات‭ ‬التشريعية‭ ‬المقترحة‭ ‬اللافتة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬نجد‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬تقدّم‭ ‬به‭ ‬61‭ ‬نائبا‭ ‬من‭ ‬كتل‭ ‬برلمانية‭ ‬مختلفة‭ ‬ويتعلّق‭ ‬بإحداث‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬هيئة‭ ‬ستهتم‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬وستلغي‭ ‬وتعوّض‭ ‬مؤسسة‭ ‬المكلّف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬صيغتها‭ ‬الحالية‭.‬واقتراح‭ ‬متابعة‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬هيئة‭ ‬قائمة‭ ‬الذات‭ ‬كمؤسسة‭ ‬تتمتّع‭ ‬بالاستقلالية‭ ‬ولا‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الشخصنة‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يُختزل‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬موظّف‭ ‬سام‭ ‬هو‭ ‬المكلف‭ ‬العام،‭ ‬كانت‭ ‬مطلبا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬المعنيين‭ ‬بهذه‭ ‬النزاعات‭ ‬وهي‭ ‬نظام‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬واسبانيا‭ ‬ولبنان‭ ‬والأردن‭.. ‬ويرى‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬التنصيص‭ ‬سابقا‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬هيئة‭ ‬لقضايا‭ ‬الدولة‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالمكلف‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬قائمة‭ ‬الذات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعاق‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬مهامها‭ ‬بشكل‭ ‬مثالي‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ .‬

ويضطلع‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بدور‭ ‬محامي‭ ‬الدولة‭ ‬وممثلها‭ ‬في‭ ‬النزاعات،‭ ‬وهو‭ ‬يترأسّ‭ ‬جهازا‭ ‬يعمل‭ ‬ضمنه‭ ‬أعضاء‭ ‬ينتمون‭ ‬لسلك‭ ‬المستشارين‭ ‬المقررين‭ ‬لدى‭ ‬مصالح‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة‭. ‬هذا‭ ‬السلك‭ ‬المنظم‭ ‬بمقتضى‭ ‬الأمر‭ ‬عدد‭ ‬2016‭ ‬لسنة‭ ‬1990‭ ‬والمتعلق‭ ‬بضبط‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للسلك،‭ ‬وجملة‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬اللاحقة‭ ‬التي‭ ‬نقحته‭.‬

وينظم‭ ‬جهاز‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬13‭ ‬لسنة‭ ‬1988،‭ ‬ويرجع‭ ‬بالنظر‭ ‬لوزارة‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬والشؤون‭ ‬العقارية‭. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬اليوم‭ ‬أصحاب‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الهيئة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬هيئة‭ ‬قضائية‭ ‬تتمتع‭ ‬بالشخصية‭ ‬القانونية‭ ‬والاستقلال‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي‭ ‬والتسيير‭ ‬الذاتي‭ ‬وتكون‭ ‬ملحقة‭ ‬برئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬وتكون‭ ‬لها‭ ‬صلاحية‭ ‬رفع‭ ‬الدعاوى‭ ‬لدى‭ ‬المحاكم‭ ‬ولدى‭ ‬الهيئات‭ ‬القضائية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬الدولة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬ذات‭ ‬الصبغة‭ ‬الإدارية‭ ‬طرفا‭ ‬فيها‭. ‬كما‭ ‬يمنح‭ ‬مقترح‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬‮«‬وظيفة‭ ‬استشارية‮»‬‭ ‬لإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬فيما‭ ‬يعرض‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬نصوص‭ ‬تشريعية‭ ‬وترتيبية‭ ‬واتفاقيات‭ ‬دولية‭ ‬واقتراح‭ ‬التعديلات‭ ‬الضرورية‭.‬

هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬

النواب‭ ‬الموقعون‭ ‬على‭ ‬مبادرة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬إحداث‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬النقائض‭ ‬التي‭ ‬أبانتها‭ ‬مراكمة‭ ‬تجربة‭ ‬طويلة‭ ‬دامت‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬وظيفة‭ ‬إدارة‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬وضّحوا‭ ‬أن‭ ‬منح‭ ‬الصفة‭ ‬القضائية‭ ‬للهيئة‭ ‬المقترحة‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬إرساء‭ ‬جهاز‭ ‬قضائي‭ ‬مواز‭ ‬للقضاء‭ ‬العدلي‭ ‬والإداري‭ ‬والمالي‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬بل‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تكريس‭ ‬صريح‭ ‬للصبغة‭ ‬القضائية‭ ‬للهيئة،‭ ‬ولاضفاء‭ ‬نجاعة‭ ‬وفاعلية‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الهيئة‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬جهاز‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬يتمتع‭ ‬بهذه‭ ‬الصفة‭ ‬القضائية‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬عامة‭ ‬ضمن‭ ‬إدارات‭ ‬وزارة‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬والشؤون‭ ‬العقارية،‭ ‬وكانت‭ ‬نقابة‭ ‬المستشارين‭ ‬المقررين‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬قد‭ ‬طالبت‭ ‬منذ‭ ‬2018‭ ‬بتكريس‭ ‬الاستقلالية‭ ‬الوظيفية‭ ‬والهيكلية‭ ‬لهذا‭ ‬الجهاز‭ ..‬

النائب‭ ‬عن‭ ‬‮«‬كتلة‭ ‬الأحرار‮»‬‭ ‬بلجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬يسري‭ ‬بوّاب‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬المبادرين‭ ‬في‭ ‬اقتراح‭ ‬مشروع‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الجديد،‭ ‬أكّد‭ ‬في‭ ‬تصريح

لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬اقتراح‭ ‬إحداث‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬يتنزّل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬وإصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬القضائية‭ ‬والإدارية‭ ‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬كتتويج‭ ‬لمسار‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬التقييم‭ ‬والتفكير‭ ‬المؤسساتي‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬التمثيل‭ ‬القانوني‭ ‬للدولة‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭.‬

وفي‭ ‬تقديم‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬إحداث‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬الذي‭ ‬أمدّ‭ ‬النائب‭ ‬يسري‭ ‬بواب‭ ‬به‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬يلغي‭ ‬ويعوّض‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬13‭ ‬لسنة‭ ‬1988‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالمكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة،ويعيد‭ ‬صياغة‭ ‬المهام‭ ‬والأدوار‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هيكلي‭ ‬مستقل‭.‬

حيث‭ ‬يهدف‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬جهاز‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬عامة‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬قضائية‭ ‬مستقلة‭ ‬تتمتع‭ ‬بالاستقلال‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي‭ ‬والوظيفي‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إرساء‭ ‬هيئة‭ ‬قضائية‭ ‬مستقلة‭ ‬تتولى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬بصلاحيات‭ ‬موسعة‭ ‬تشمل‭ ‬التمثيل‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم،‭ ‬وإصدار‭ ‬بطاقات‭ ‬الإلزام‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬الصلح‭ ‬والتحكيم‭ ‬وتقديم‭ ‬الاستشارات‭ ‬القانونية‭ ‬وستقوم‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬المقترحة‭ ‬لإخراج‭ ‬الجهاز‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬الإدارية‭ ‬لوزارة‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬وإلحاقه‭ ‬برئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬طبيعته‭ ‬ودوره‭ ‬الوطني‭ ‬العام‭.‬

أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬قاموا‭ ‬أيضا‭ ‬بمراجعة‭ ‬وتوسيع‭ ‬صلاحيات‭ ‬الهيئة‭ ‬الجديدة‭ ‬لتشمل‭ ‬الوساطة‭ ‬وتسوية‭ ‬النزاعات‭ ‬بين‭ ‬الهياكل‭ ‬العمومية‭ ‬وكذلك‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأعوان‭ ‬العموميين‭ ‬وتمثيل‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬بطلب‭ ‬منها‭ ‬وتتبع‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬الإدارية‭ ‬والقضائية‭ ‬وتيسير‭ ‬تنفيذها‭ ‬مع‭ ‬إقرار‭ ‬الطابع‭ ‬القضائي‭ ‬للهيئة‭ ‬عبر‭ ‬تمتيع‭ ‬أعضائها‭ ‬بضمانات‭ ‬القضاة‭ ‬ومنحها‭ ‬صفة‭ ‬هيئة‭ ‬قضائية‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬مستقل‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قوتها‭ ‬المعنوية‭ ‬ووظيفتها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬والمصلحة‭ ‬العامة‭.‬

وقال‭ ‬يسري‭ ‬بواب‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬تمثّل‭ ‬تجاوزا‭ ‬للنقائص‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬إصلاحها‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بالقانون‭ ‬القديم‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬استحداث‭ ‬أقضية‭ ‬جديدة‭ ‬معقدة‭ ‬ومتشعبة‭ ‬تهم‭ ‬خاصة‭ ‬مادة‭ ‬التحكيم‭ ‬الدولي‭ ‬والاستثمار‭ ‬والمصادرة‭ ‬واسترجاع‭ ‬الأموال‭ ‬المنهوبة‭ ‬بالخارج‭ ‬وتبييض‭ ‬الأموال‭ ‬والإرهاب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المعقّدة‭ ‬كما‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬ستكون‭ ‬تفعيلا‭ ‬لتعهدات‭ ‬الحكومة‭ ‬ولمخططات‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬هيئة‭ ‬مستقلة‭ ‬لقضايا‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬ستكون‭ ‬إطارا‭ ‬فعّالا‭ ‬لحماية‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬ومتابعة‭ ‬ملفات‭ ‬كبرى‭ ‬مثل‭ ‬قضايا‭ ‬الفساد‭ ‬واسترجاع‭ ‬الأموال‭ ‬المنهوبة‭ ‬والتحكيم‭ ‬الدولي‭..‬

كما‭ ‬اعتبر‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يمثّل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬إصلاح‭ ‬العدالة‭ ‬ويترجم‭ ‬تعهدات‭ ‬تونس‭ ‬إزاء‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية،‭ ‬ويستجيب‭ ‬لتوصيات‭ ‬المؤتمرات‭ ‬العربية‭ ‬والجهوية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬يُعدّ‭ ‬استحقاقا‭ ‬دستوريا‭ ‬يؤسس‭ ‬لتكافؤ‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والدولة‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭.‬

ورغم‭ ‬منطقية‭ ‬الدفوعات‭ ‬التي‭ ‬تقدّم‭ ‬بها‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬لإحداث‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬لتعويض‭ ‬مؤسسة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقّع‭ ‬أن‭ ‬يثير‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بعض‭ ‬التحفّظات‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬خاصة‭ ‬بالصبغة‭ ‬القضائية‭ ‬للهيئة‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬منح‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬سيصّعب‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تصنيفها‭ ‬سواء‭ ‬كقضاء‭ ‬مالي‭ ‬أو‭ ‬إداري‭ ‬أو‭ ‬عدلي‭.‬

مؤسسة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬

مؤسسة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬هي‭ ‬جهة‭ ‬قضائية‭ ‬إدارية‭ ‬تتولى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬القضائية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬الصفة‭ ‬الإدارية‭ ‬وهي‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬هاما‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬عند‭ ‬تمثيلها‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬حيث‭ ‬يمثّل‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدعاوى‭ ‬القضائية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬الدولة‭ ‬طرفا‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مدعية‭ ‬أو‭ ‬مدعى‭ ‬عليها‭. ‬كما‭ ‬تتولى‭ ‬مؤسسة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬الدولة‭ ‬طرفا‭ ‬فيها‭.‬

ومنذ‭ ‬سنوات‭ ‬يطالب‭ ‬المستشارون‭ ‬بجهاز‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نقابة‭ ‬المستشارين‭ ‬المقررين‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬التابعة‭ ‬لاتحاد‭ ‬الشغل‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بسلطة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مآل‭ ‬النزاعات‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬رفعها‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬تعهّد‭ ‬القضاء‭ ‬بها‭.‬

كما‭ ‬طالبت‭ ‬النقابة‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬سابقة‭ ‬بضرورة‭ ‬استقلالية‭ ‬الجهاز‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬بعض‭ ‬الفترات‭ ‬توتّرا‭ ‬كبيرا‭ ‬بين‭ ‬وزير‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬له‭ ‬مؤسسة‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬بالنظر‭ ‬ومستشاري‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تحوّلت‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬رأي‭ ‬عام‭.‬

ومنذ‭ ‬2014‭ ‬تعالت‭ ‬الأصوات‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬خطة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬نحو‭ ‬إرساء‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬حيث‭ ‬طالب‭ ‬وقتها‭ ‬‮«‬المرصد‭ ‬التونسي‭ ‬لاستقلال‭ ‬القضاء‮»‬‭ ‬بضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬الإطار‭ ‬التشريعي‭ ‬الداعم‭ ‬للاستقلالية‭ ‬الوظيفية‭ ‬والهيكلية‭ ‬لجهاز‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬وذلك‭ ‬بتنقيح‭ ‬القوانين‭ ‬الإطارية‭ ‬المنظّمة‭ ‬والاعتراف‭ ‬بسلطة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مآل‭ ‬النزاعات‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬رفعها‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬تعهّد‭ ‬القضاء‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬ممارسة‭ ‬القانون‭ ‬كما‭ ‬اقترح‭ ‬المرصد‭ ‬وقتها‭ ‬أهمية‭ ‬إنهاء‭ ‬العمل‭ ‬بالصيغة‭ ‬المعتمدة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬الدولة‭ ‬بجعلها‭ ‬اختصاصا‭ ‬احتكاريا‭ ‬على‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تغليب‭ ‬للاعتبار‭ ‬الشخصي‭ ‬لتلك‭ ‬الوظيفة‭ ‬والتوجّه‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬استقلالية‭ ‬حقيقية‭ ‬لذلك‭ ‬الجهاز‭. ‬وقد‭ ‬طالب‭ ‬المرصد‭ ‬التونسي‭ ‬لاستقلال‭ ‬القضاء‭ ‬بضرورة‭ ‬عرض‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بهيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬التأسيسي‭ ‬للتداول‭ ‬والمصادقة‭ ‬ليكون‭ ‬إطارا‭ ‬تشريعيا‭ ‬ضامنا‭ ‬للإستقلالية‭ ‬وتفعيلا‭ ‬للتوصيات‭ ‬الصّادرة‭ ‬عن‭ ‬اجتماع‭ ‬رؤساء‭ ‬هيئات‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬الذي‭ ‬ينعقد‭ ‬بصفة‭ ‬دورية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬العدل‭ ‬العرب‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬خلال‭ ‬عهدة‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬وتواصل‭ ‬تجاهل‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬لتعزيز‭ ‬صلاحيات‭ ‬واستقلالية‭ ‬جهاز‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬لإحداث‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬والتي‭ ‬تبدو‭ ‬اليوم‭ ‬خيارا‭ ‬جديدا‭ ‬تراهن‭ ‬عليه‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬مصالحها‭.‬

منية‭ ‬العرفاوي

تتمتع‭ ‬بالصفة‭ ‬القضائية‭ ‬والاستقلالية‭ ‬الهيكلية‭ ‬وملحقة‭ ‬برئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬..   هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬تلغي‭ ‬وتعوّض‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة

من‭ ‬المبادرات‭ ‬التشريعية‭ ‬المقترحة‭ ‬اللافتة‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬نجد‭ ‬مقترح‭ ‬قانون‭ ‬أساسي‭ ‬تقدّم‭ ‬به‭ ‬61‭ ‬نائبا‭ ‬من‭ ‬كتل‭ ‬برلمانية‭ ‬مختلفة‭ ‬ويتعلّق‭ ‬بإحداث‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬هيئة‭ ‬ستهتم‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬وستلغي‭ ‬وتعوّض‭ ‬مؤسسة‭ ‬المكلّف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬صيغتها‭ ‬الحالية‭.‬واقتراح‭ ‬متابعة‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬هيئة‭ ‬قائمة‭ ‬الذات‭ ‬كمؤسسة‭ ‬تتمتّع‭ ‬بالاستقلالية‭ ‬ولا‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الشخصنة‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يُختزل‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬خطة‭ ‬موظّف‭ ‬سام‭ ‬هو‭ ‬المكلف‭ ‬العام،‭ ‬كانت‭ ‬مطلبا‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬المعنيين‭ ‬بهذه‭ ‬النزاعات‭ ‬وهي‭ ‬نظام‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬واسبانيا‭ ‬ولبنان‭ ‬والأردن‭.. ‬ويرى‭ ‬أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬التنصيص‭ ‬سابقا‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬هيئة‭ ‬لقضايا‭ ‬الدولة‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالمكلف‭ ‬العام‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬قائمة‭ ‬الذات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعاق‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬لفترات‭ ‬طويلة‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬مهامها‭ ‬بشكل‭ ‬مثالي‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ .‬

ويضطلع‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بدور‭ ‬محامي‭ ‬الدولة‭ ‬وممثلها‭ ‬في‭ ‬النزاعات،‭ ‬وهو‭ ‬يترأسّ‭ ‬جهازا‭ ‬يعمل‭ ‬ضمنه‭ ‬أعضاء‭ ‬ينتمون‭ ‬لسلك‭ ‬المستشارين‭ ‬المقررين‭ ‬لدى‭ ‬مصالح‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة‭. ‬هذا‭ ‬السلك‭ ‬المنظم‭ ‬بمقتضى‭ ‬الأمر‭ ‬عدد‭ ‬2016‭ ‬لسنة‭ ‬1990‭ ‬والمتعلق‭ ‬بضبط‭ ‬النظام‭ ‬الأساسي‭ ‬للسلك،‭ ‬وجملة‭ ‬من‭ ‬النصوص‭ ‬اللاحقة‭ ‬التي‭ ‬نقحته‭.‬

وينظم‭ ‬جهاز‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬13‭ ‬لسنة‭ ‬1988،‭ ‬ويرجع‭ ‬بالنظر‭ ‬لوزارة‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬والشؤون‭ ‬العقارية‭. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬يطرحه‭ ‬اليوم‭ ‬أصحاب‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‮»‬‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الهيئة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬هيئة‭ ‬قضائية‭ ‬تتمتع‭ ‬بالشخصية‭ ‬القانونية‭ ‬والاستقلال‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي‭ ‬والتسيير‭ ‬الذاتي‭ ‬وتكون‭ ‬ملحقة‭ ‬برئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬وتكون‭ ‬لها‭ ‬صلاحية‭ ‬رفع‭ ‬الدعاوى‭ ‬لدى‭ ‬المحاكم‭ ‬ولدى‭ ‬الهيئات‭ ‬القضائية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬خارجها،‭ ‬في‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬الدولة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬ذات‭ ‬الصبغة‭ ‬الإدارية‭ ‬طرفا‭ ‬فيها‭. ‬كما‭ ‬يمنح‭ ‬مقترح‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬‮«‬وظيفة‭ ‬استشارية‮»‬‭ ‬لإبداء‭ ‬الرأي‭ ‬فيما‭ ‬يعرض‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬نصوص‭ ‬تشريعية‭ ‬وترتيبية‭ ‬واتفاقيات‭ ‬دولية‭ ‬واقتراح‭ ‬التعديلات‭ ‬الضرورية‭.‬

هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬

النواب‭ ‬الموقعون‭ ‬على‭ ‬مبادرة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬إحداث‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬أكدوا‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تجاوز‭ ‬النقائض‭ ‬التي‭ ‬أبانتها‭ ‬مراكمة‭ ‬تجربة‭ ‬طويلة‭ ‬دامت‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬وظيفة‭ ‬إدارة‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬وضّحوا‭ ‬أن‭ ‬منح‭ ‬الصفة‭ ‬القضائية‭ ‬للهيئة‭ ‬المقترحة‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬إرساء‭ ‬جهاز‭ ‬قضائي‭ ‬مواز‭ ‬للقضاء‭ ‬العدلي‭ ‬والإداري‭ ‬والمالي‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬بل‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تكريس‭ ‬صريح‭ ‬للصبغة‭ ‬القضائية‭ ‬للهيئة،‭ ‬ولاضفاء‭ ‬نجاعة‭ ‬وفاعلية‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬الهيئة‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬جهاز‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬يتمتع‭ ‬بهذه‭ ‬الصفة‭ ‬القضائية‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬إدارة‭ ‬عامة‭ ‬ضمن‭ ‬إدارات‭ ‬وزارة‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬والشؤون‭ ‬العقارية،‭ ‬وكانت‭ ‬نقابة‭ ‬المستشارين‭ ‬المقررين‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬قد‭ ‬طالبت‭ ‬منذ‭ ‬2018‭ ‬بتكريس‭ ‬الاستقلالية‭ ‬الوظيفية‭ ‬والهيكلية‭ ‬لهذا‭ ‬الجهاز‭ ..‬

النائب‭ ‬عن‭ ‬‮«‬كتلة‭ ‬الأحرار‮»‬‭ ‬بلجنة‭ ‬النظام‭ ‬الداخلي‭ ‬والقوانين‭ ‬الانتخابية‭ ‬والقوانين‭ ‬البرلمانية‭ ‬والوظيفة‭ ‬يسري‭ ‬بوّاب‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬المبادرين‭ ‬في‭ ‬اقتراح‭ ‬مشروع‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الجديد،‭ ‬أكّد‭ ‬في‭ ‬تصريح

لـ‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬اقتراح‭ ‬إحداث‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬يتنزّل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬دولة‭ ‬القانون‭ ‬وإصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬القضائية‭ ‬والإدارية‭ ‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬كتتويج‭ ‬لمسار‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬التقييم‭ ‬والتفكير‭ ‬المؤسساتي‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬التمثيل‭ ‬القانوني‭ ‬للدولة‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭.‬

وفي‭ ‬تقديم‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬إحداث‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬الذي‭ ‬أمدّ‭ ‬النائب‭ ‬يسري‭ ‬بواب‭ ‬به‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬فإن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬يلغي‭ ‬ويعوّض‭ ‬القانون‭ ‬عدد‭ ‬13‭ ‬لسنة‭ ‬1988‭ ‬المتعلّق‭ ‬بالمكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة،ويعيد‭ ‬صياغة‭ ‬المهام‭ ‬والأدوار‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬هيكلي‭ ‬مستقل‭.‬

حيث‭ ‬يهدف‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬تحويل‭ ‬جهاز‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬عامة‭ ‬إلى‭ ‬هيئة‭ ‬قضائية‭ ‬مستقلة‭ ‬تتمتع‭ ‬بالاستقلال‭ ‬الإداري‭ ‬والمالي‭ ‬والوظيفي‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إرساء‭ ‬هيئة‭ ‬قضائية‭ ‬مستقلة‭ ‬تتولى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬بصلاحيات‭ ‬موسعة‭ ‬تشمل‭ ‬التمثيل‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم،‭ ‬وإصدار‭ ‬بطاقات‭ ‬الإلزام‭ ‬والإشراف‭ ‬على‭ ‬الصلح‭ ‬والتحكيم‭ ‬وتقديم‭ ‬الاستشارات‭ ‬القانونية‭ ‬وستقوم‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬المقترحة‭ ‬لإخراج‭ ‬الجهاز‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬الإدارية‭ ‬لوزارة‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬وإلحاقه‭ ‬برئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬طبيعته‭ ‬ودوره‭ ‬الوطني‭ ‬العام‭.‬

أصحاب‭ ‬المبادرة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬قاموا‭ ‬أيضا‭ ‬بمراجعة‭ ‬وتوسيع‭ ‬صلاحيات‭ ‬الهيئة‭ ‬الجديدة‭ ‬لتشمل‭ ‬الوساطة‭ ‬وتسوية‭ ‬النزاعات‭ ‬بين‭ ‬الهياكل‭ ‬العمومية‭ ‬وكذلك‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الأعوان‭ ‬العموميين‭ ‬وتمثيل‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬بطلب‭ ‬منها‭ ‬وتتبع‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬الإدارية‭ ‬والقضائية‭ ‬وتيسير‭ ‬تنفيذها‭ ‬مع‭ ‬إقرار‭ ‬الطابع‭ ‬القضائي‭ ‬للهيئة‭ ‬عبر‭ ‬تمتيع‭ ‬أعضائها‭ ‬بضمانات‭ ‬القضاة‭ ‬ومنحها‭ ‬صفة‭ ‬هيئة‭ ‬قضائية‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬مستقل‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قوتها‭ ‬المعنوية‭ ‬ووظيفتها‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القانون‭ ‬والمصلحة‭ ‬العامة‭.‬

وقال‭ ‬يسري‭ ‬بواب‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬تمثّل‭ ‬تجاوزا‭ ‬للنقائص‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬إصلاحها‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بالقانون‭ ‬القديم‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬استحداث‭ ‬أقضية‭ ‬جديدة‭ ‬معقدة‭ ‬ومتشعبة‭ ‬تهم‭ ‬خاصة‭ ‬مادة‭ ‬التحكيم‭ ‬الدولي‭ ‬والاستثمار‭ ‬والمصادرة‭ ‬واسترجاع‭ ‬الأموال‭ ‬المنهوبة‭ ‬بالخارج‭ ‬وتبييض‭ ‬الأموال‭ ‬والإرهاب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المعقّدة‭ ‬كما‭ ‬وأن‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬ستكون‭ ‬تفعيلا‭ ‬لتعهدات‭ ‬الحكومة‭ ‬ولمخططات‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬إحداث‭ ‬هيئة‭ ‬مستقلة‭ ‬لقضايا‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬ستكون‭ ‬إطارا‭ ‬فعّالا‭ ‬لحماية‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬ومتابعة‭ ‬ملفات‭ ‬كبرى‭ ‬مثل‭ ‬قضايا‭ ‬الفساد‭ ‬واسترجاع‭ ‬الأموال‭ ‬المنهوبة‭ ‬والتحكيم‭ ‬الدولي‭..‬

كما‭ ‬اعتبر‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يمثّل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬إصلاح‭ ‬العدالة‭ ‬ويترجم‭ ‬تعهدات‭ ‬تونس‭ ‬إزاء‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية،‭ ‬ويستجيب‭ ‬لتوصيات‭ ‬المؤتمرات‭ ‬العربية‭ ‬والجهوية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة،‭ ‬كما‭ ‬يُعدّ‭ ‬استحقاقا‭ ‬دستوريا‭ ‬يؤسس‭ ‬لتكافؤ‭ ‬حقيقي‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‭ ‬والدولة‭ ‬أمام‭ ‬القضاء‭.‬

ورغم‭ ‬منطقية‭ ‬الدفوعات‭ ‬التي‭ ‬تقدّم‭ ‬بها‭ ‬النواب‭ ‬أصحاب‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬لإحداث‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬لتعويض‭ ‬مؤسسة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المتوقّع‭ ‬أن‭ ‬يثير‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬بعض‭ ‬التحفّظات‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬خاصة‭ ‬بالصبغة‭ ‬القضائية‭ ‬للهيئة‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬منح‭ ‬هذه‭ ‬الصفة‭ ‬سيصّعب‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬تصنيفها‭ ‬سواء‭ ‬كقضاء‭ ‬مالي‭ ‬أو‭ ‬إداري‭ ‬أو‭ ‬عدلي‭.‬

مؤسسة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬

مؤسسة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬هي‭ ‬جهة‭ ‬قضائية‭ ‬إدارية‭ ‬تتولى‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬النزاعات‭ ‬القضائية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬الصفة‭ ‬الإدارية‭ ‬وهي‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬هاما‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬الدولة‭ ‬والمؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬عند‭ ‬تمثيلها‭ ‬أمام‭ ‬المحاكم‭ ‬حيث‭ ‬يمثّل‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الدعاوى‭ ‬القضائية‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬الدولة‭ ‬طرفا‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مدعية‭ ‬أو‭ ‬مدعى‭ ‬عليها‭. ‬كما‭ ‬تتولى‭ ‬مؤسسة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬القضائية‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬الدولة‭ ‬طرفا‭ ‬فيها‭.‬

ومنذ‭ ‬سنوات‭ ‬يطالب‭ ‬المستشارون‭ ‬بجهاز‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نقابة‭ ‬المستشارين‭ ‬المقررين‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬التابعة‭ ‬لاتحاد‭ ‬الشغل‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بسلطة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مآل‭ ‬النزاعات‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬رفعها‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬تعهّد‭ ‬القضاء‭ ‬بها‭.‬

كما‭ ‬طالبت‭ ‬النقابة‭ ‬في‭ ‬مناسبات‭ ‬سابقة‭ ‬بضرورة‭ ‬استقلالية‭ ‬الجهاز‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬بعض‭ ‬الفترات‭ ‬توتّرا‭ ‬كبيرا‭ ‬بين‭ ‬وزير‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬له‭ ‬مؤسسة‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬بالنظر‭ ‬ومستشاري‭ ‬نزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تحوّلت‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬رأي‭ ‬عام‭.‬

ومنذ‭ ‬2014‭ ‬تعالت‭ ‬الأصوات‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬خطة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬نحو‭ ‬إرساء‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬حيث‭ ‬طالب‭ ‬وقتها‭ ‬‮«‬المرصد‭ ‬التونسي‭ ‬لاستقلال‭ ‬القضاء‮»‬‭ ‬بضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬الإطار‭ ‬التشريعي‭ ‬الداعم‭ ‬للاستقلالية‭ ‬الوظيفية‭ ‬والهيكلية‭ ‬لجهاز‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬وذلك‭ ‬بتنقيح‭ ‬القوانين‭ ‬الإطارية‭ ‬المنظّمة‭ ‬والاعتراف‭ ‬بسلطة‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مآل‭ ‬النزاعات‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬رفعها‭ ‬أو‭ ‬عند‭ ‬تعهّد‭ ‬القضاء‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬ممارسة‭ ‬القانون‭ ‬كما‭ ‬اقترح‭ ‬المرصد‭ ‬وقتها‭ ‬أهمية‭ ‬إنهاء‭ ‬العمل‭ ‬بالصيغة‭ ‬المعتمدة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬الدولة‭ ‬بجعلها‭ ‬اختصاصا‭ ‬احتكاريا‭ ‬على‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يمثله‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تغليب‭ ‬للاعتبار‭ ‬الشخصي‭ ‬لتلك‭ ‬الوظيفة‭ ‬والتوجّه‭ ‬إلى‭ ‬إرساء‭ ‬استقلالية‭ ‬حقيقية‭ ‬لذلك‭ ‬الجهاز‭. ‬وقد‭ ‬طالب‭ ‬المرصد‭ ‬التونسي‭ ‬لاستقلال‭ ‬القضاء‭ ‬بضرورة‭ ‬عرض‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بهيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬التأسيسي‭ ‬للتداول‭ ‬والمصادقة‭ ‬ليكون‭ ‬إطارا‭ ‬تشريعيا‭ ‬ضامنا‭ ‬للإستقلالية‭ ‬وتفعيلا‭ ‬للتوصيات‭ ‬الصّادرة‭ ‬عن‭ ‬اجتماع‭ ‬رؤساء‭ ‬هيئات‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬الذي‭ ‬ينعقد‭ ‬بصفة‭ ‬دورية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجلس‭ ‬وزراء‭ ‬العدل‭ ‬العرب‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬خلال‭ ‬عهدة‭ ‬المجلس‭ ‬التأسيسي‭ ‬وتواصل‭ ‬تجاهل‭ ‬هذا‭ ‬الطلب‭ ‬لتعزيز‭ ‬صلاحيات‭ ‬واستقلالية‭ ‬جهاز‭ ‬المكلف‭ ‬العام‭ ‬بنزاعات‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬التشريعية‭ ‬لإحداث‭ ‬هيئة‭ ‬قضايا‭ ‬الدولة‭ ‬والتي‭ ‬تبدو‭ ‬اليوم‭ ‬خيارا‭ ‬جديدا‭ ‬تراهن‭ ‬عليه‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬مصالحها‭.‬

منية‭ ‬العرفاوي