إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

‮«‬مقام‭ ‬العشاق‮»‬ ‬يفتتح‭ ‬سهرات‭ ‬مهرجان‭ ‬سوسة‭ ‬الدولي‭..‬ أصوات‭ ‬واعدة‭ ‬وضعف‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإخراج

العرض‭ ‬المستوحى‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬ما‭ ‬يعيشه‭ ‬الطالب‭ ‬الجديد‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬تفاصيل‭ ‬مرحلة‭ ‬الاكتشاف‭ ‬والتّعارف‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭... ‬اجتهد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أمين‭ ‬بورقيبة‭ ‬وحمدي‭ ‬الشلغمي‭ ‬وهيثم‭ ‬الفريقي‭ ‬والشابة‭ ‬رؤى‭ ‬ناصر‭ ‬في‭ ‬تقديمها‭ ‬للحاضرين‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬آداء‭ ‬صوتيّ‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آداء‭ ‬فردي‭ ‬للرباعي‭ ‬أو‭ ‬ثنائي‭ ‬جمع‭ ‬أحد‭ ‬الشبان‭ ‬برؤى،‭ ‬فكان‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬قوّة‭ ‬الصوت‭ ‬الرجالي‭ ‬للثالوث‭ ‬وبين‭ ‬رقة‭ ‬وعذوبة‭ ‬صوت‭ ‬رؤى‭ ‬ما‭ ‬مكّن‭ ‬الحاضرين‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬ثنائيات‭ ‬موسيقية‭ ‬عادت‭ ‬بالذاكرة‭ ‬إلى‭ ‬أغاني‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬وشادية‭ ‬وغيرهما‭. ‬ليتم‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬تنويع‭ ‬النمط‭ ‬الموسيقي‭ ‬فحضر‭ ‬الريقي‭ ‬والجاز‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأغنية‭ ‬التونسية‭ ‬قلبًا‭ ‬وقالبًا‭ ‬والأغنية‭ ‬الشرقية،‭ ‬وحضرت‭ ‬الأغنية‭ ‬الأوبيرالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آداء‭ ‬الشابة‭ ‬ناريمان‭ ‬شلغوم‭. ‬وتخلّل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أغان‭ ‬استعراضية‭ ‬حرصت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬شابات‭ ‬على‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الآداء‭ ‬الغنائي‭ ‬ومحاولة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬مسرحة‭ ‬الموسيقى‭. ‬فكانت‭ ‬لهم‭ ‬العلامة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الآداء‭ ‬والصوت‭ ‬الجميل،‭ ‬فيما‭ ‬بان‭ ‬جليًا‭ ‬وبكثير‭ ‬من‭ ‬الوضوح‭ ‬الهنات‭ ‬والمؤاخذات‭ ‬الركحية‭ ‬التي‭ ‬شابت‭ ‬العرض‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الانتشار‭ ‬على‭ ‬الركح‭ ‬أو‭ ‬التّوضيب‭ ‬أو‭ ‬انتقاء‭ ‬الأزياء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأغاني‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإخراج‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

أصوات‭ ‬واعدة
أجمع‭ ‬الكثيرون‭ ‬ممن‭ ‬حضروا‭ ‬عرض‭ ‬‮«‬مقام‭ ‬العشاق‮»‬‭ ‬على‭ ‬القيمة‭ ‬الفنية‭ ‬لحمدي‭ ‬الشلغمي‭ ‬وهيثم‭ ‬الفريقي‭ ‬وأيمن‭ ‬بورقيبة‭ ‬الذين‭ ‬تعاقبوا‭ ‬على‭ ‬آداء‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأغاني‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬والشّجن،‭ ‬الذي‭ ‬طبع‭ ‬أيضًا‭ ‬آداء‭ ‬الشابة‭ ‬رؤى‭ ‬ناصر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬‮«‬مقام‭ ‬العشاق‮»‬‭ ‬أجنحة‭ ‬وطاقة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تجعله‭ ‬يذهب‭ ‬بعيدًا‭ ‬ويحلّق‭ ‬عاليًا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬عن‭ ‬جودة‭ ‬بقية‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬أثّثت‭ ‬فقرات‭ ‬من‭ ‬العرض‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬نحو‭ ‬ساعتين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تسبّب‭ ‬في‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬فخّ‭ ‬الرتابة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭.‬
لمسة‭ ‬المخرج
خلال‭ ‬الندوة‭ ‬الصحفية،‭ ‬أجمع‭ ‬أغلب‭ ‬المتدخّلين‭ ‬على‭ ‬الضعف‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬عليه‭ ‬العرض‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التوضيب‭ ‬الركحي‭ ‬والإخراج‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شكّل‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭ ‬عمل‭ ‬فنيّ‭ ‬جدير‭ ‬بكل‭ ‬الإحترام‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬التضحيات‭ ‬والمجهودات‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كامل‭ ‬الطاقم‭. ‬ملاحظة‭ ‬أكّدها‭ ‬المولدي‭ ‬حسين‭ ‬الذي‭ ‬برّر‭ ‬ذلك‭ ‬بتواضع‭ ‬الإمكانيّات‭ ‬المادية‭ ‬المتاحة‭: ‬‮«‬أخذنا‭ ‬وقتنا‭ ‬وقمنا‭ ‬بنحو‭ ‬15‭ ‬بروفة،‭ ‬بقي‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬مرتبطة‭ ‬أساسًا‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬متاح‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭.. ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الكساء‭ ‬أمدّ‭ ‬رجلي،‭ ‬فإن‭ ‬طال‭ ‬اللّحاف‭ ‬مددت‭ ‬رجلي‮»‬‭. ‬وأكّد‭ ‬المولدي‭ ‬حسين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الهنات‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقلّل‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التضحيات‭ ‬والعطاء‭ ‬الذي‭ ‬ميّز‭ ‬عناصر‭ ‬الفريق‭. ‬في‭ ‬حين،‭ ‬قلّل‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬سلامة‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬المخرج‭ ‬المسرحي‭ ‬مستندًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مسرحة‭ ‬الموسيقى‭ ‬عملية‭ ‬مركّبة‭ ‬جدًا‭ ‬تستوجب‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الغناء‭ ‬والتمثيل‭ ‬وهي‭ ‬معادلة‭ ‬صعبة‭. ‬وسبق‭ ‬التعامل‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬سابقة‭ ‬مع‭ ‬مخرج‭ ‬مسرحي‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تجاوز‭ ‬الإشكال‭ ‬لغياب‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬وفق‭ ‬تقديره،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬صعوبة‭ ‬المأمورية‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الغناء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭.‬
التميز‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬كان‭ ‬للأصوات‭ ‬الشابة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬‮«‬مقام‭ ‬العشاق‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬ينتظرها‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬المؤاخذات‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬فقرات‭ ‬العرض،‭ ‬فيعتبر‭ ‬أهمها‭ ‬غياب‭ ‬رابط‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الفقرات،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الانتقال‭ ‬بين‭ ‬أغنية‭ ‬وأخرى‭ ‬انتقالًا‭ ‬فجئيًا‭ ‬غير‭ ‬سلس‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬يبرّره‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬برمجة‭ ‬بعض‭ ‬الفقرات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الآداء‭ ‬الأوبيرالي‭ ‬والعزف‭ ‬المنفرد‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬الكمان،‭ ‬ثم‭ ‬فسح‭ ‬المجال‭ ‬لأغاني‭ ‬إنشادية‭ ‬دينية‭ - ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬فرصة‭ ‬واضحة‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬القدرات‭ ‬الصوتية‭ ‬لحمدي‭ ‬الشلغمي‭ ‬ومرافقيه‭ - ‬كان‭ ‬أمرًا‭ ‬غير‭ ‬مستساغ‭ ‬ومُسقطًا‭ ‬على‭ ‬أذن‭ ‬المتابعين‭.‬
ومن‭ ‬ملاحظات‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬مواكبة‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬الافتتاحي‭ ‬لمهرجان‭ ‬سوسة‭ ‬الدولي،‭ ‬قسوة‭ ‬مضمون‭ ‬كلمات‭ ‬إحدى‭ ‬الأغنيات‭ ‬‮«‬عاملي‭ ‬عكصة‭ ‬وبلوطة‭ ‬ومطيّح‭ ‬سروالو‭ ‬اللوطه‮»‬،‭ ‬وتساءلت‭ ‬عن‭ ‬جدوى‭ ‬هذه‭ ‬السردية‭. ‬ملاحظة‭ ‬عقّب‭ ‬عليها‭ ‬صاحب‭ ‬كلمات‭ ‬الأغنية‭ ‬الشاعر‭ ‬الغنائي‭ ‬المولدي‭ ‬حسين‭ ‬بأنها‭ ‬ليست‭ ‬نشازًا‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬‮«‬تنفيسة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬دعابة‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬طلبة‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للموسيقى‭.‬
تكريمات
شهدت‭ ‬بداية‭ ‬السهرة‭ ‬تكريم‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬تعاقبوا‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬مهرجان‭ ‬سوسة‭ ‬الدولي،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬هشام‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬ومدير‭ ‬الدورة‭ ‬السابقة‭ ‬محمد‭ ‬خلف‭ ‬الله‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬بالمناسبة‭ ‬تكريم‭ ‬محمد‭ ‬شهاب‭ ‬بن‭ ‬حمودة‭ ‬المكلف‭ ‬بالإعلام‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬عادته‭ ‬متعاونًا‭ ‬ومثالًا‭ ‬في‭ ‬دماثة‭ ‬الأخلاق‭.‬


◗‭ ‬أنور‭ ‬قلالة

‮«‬مقام‭ ‬العشاق‮»‬  ‬يفتتح‭ ‬سهرات‭ ‬مهرجان‭ ‬سوسة‭ ‬الدولي‭..‬  أصوات‭ ‬واعدة‭ ‬وضعف‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإخراج

العرض‭ ‬المستوحى‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬ما‭ ‬يعيشه‭ ‬الطالب‭ ‬الجديد‭ ‬وما‭ ‬تشهده‭ ‬تفاصيل‭ ‬مرحلة‭ ‬الاكتشاف‭ ‬والتّعارف‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭... ‬اجتهد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أمين‭ ‬بورقيبة‭ ‬وحمدي‭ ‬الشلغمي‭ ‬وهيثم‭ ‬الفريقي‭ ‬والشابة‭ ‬رؤى‭ ‬ناصر‭ ‬في‭ ‬تقديمها‭ ‬للحاضرين‭ ‬في‭ ‬أبهى‭ ‬آداء‭ ‬صوتيّ‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آداء‭ ‬فردي‭ ‬للرباعي‭ ‬أو‭ ‬ثنائي‭ ‬جمع‭ ‬أحد‭ ‬الشبان‭ ‬برؤى،‭ ‬فكان‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬قوّة‭ ‬الصوت‭ ‬الرجالي‭ ‬للثالوث‭ ‬وبين‭ ‬رقة‭ ‬وعذوبة‭ ‬صوت‭ ‬رؤى‭ ‬ما‭ ‬مكّن‭ ‬الحاضرين‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬ثنائيات‭ ‬موسيقية‭ ‬عادت‭ ‬بالذاكرة‭ ‬إلى‭ ‬أغاني‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬وشادية‭ ‬وغيرهما‭. ‬ليتم‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬تنويع‭ ‬النمط‭ ‬الموسيقي‭ ‬فحضر‭ ‬الريقي‭ ‬والجاز‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الأغنية‭ ‬التونسية‭ ‬قلبًا‭ ‬وقالبًا‭ ‬والأغنية‭ ‬الشرقية،‭ ‬وحضرت‭ ‬الأغنية‭ ‬الأوبيرالية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬آداء‭ ‬الشابة‭ ‬ناريمان‭ ‬شلغوم‭. ‬وتخلّل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أغان‭ ‬استعراضية‭ ‬حرصت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬شابات‭ ‬على‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الآداء‭ ‬الغنائي‭ ‬ومحاولة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬مسرحة‭ ‬الموسيقى‭. ‬فكانت‭ ‬لهم‭ ‬العلامة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الآداء‭ ‬والصوت‭ ‬الجميل،‭ ‬فيما‭ ‬بان‭ ‬جليًا‭ ‬وبكثير‭ ‬من‭ ‬الوضوح‭ ‬الهنات‭ ‬والمؤاخذات‭ ‬الركحية‭ ‬التي‭ ‬شابت‭ ‬العرض‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الانتشار‭ ‬على‭ ‬الركح‭ ‬أو‭ ‬التّوضيب‭ ‬أو‭ ‬انتقاء‭ ‬الأزياء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأغاني‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الإخراج‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

أصوات‭ ‬واعدة
أجمع‭ ‬الكثيرون‭ ‬ممن‭ ‬حضروا‭ ‬عرض‭ ‬‮«‬مقام‭ ‬العشاق‮»‬‭ ‬على‭ ‬القيمة‭ ‬الفنية‭ ‬لحمدي‭ ‬الشلغمي‭ ‬وهيثم‭ ‬الفريقي‭ ‬وأيمن‭ ‬بورقيبة‭ ‬الذين‭ ‬تعاقبوا‭ ‬على‭ ‬آداء‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأغاني‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬والشّجن،‭ ‬الذي‭ ‬طبع‭ ‬أيضًا‭ ‬آداء‭ ‬الشابة‭ ‬رؤى‭ ‬ناصر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬‮«‬مقام‭ ‬العشاق‮»‬‭ ‬أجنحة‭ ‬وطاقة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تجعله‭ ‬يذهب‭ ‬بعيدًا‭ ‬ويحلّق‭ ‬عاليًا‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬عن‭ ‬جودة‭ ‬بقية‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬أثّثت‭ ‬فقرات‭ ‬من‭ ‬العرض‭ ‬الذي‭ ‬دام‭ ‬نحو‭ ‬ساعتين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تسبّب‭ ‬في‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬فخّ‭ ‬الرتابة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭.‬
لمسة‭ ‬المخرج
خلال‭ ‬الندوة‭ ‬الصحفية،‭ ‬أجمع‭ ‬أغلب‭ ‬المتدخّلين‭ ‬على‭ ‬الضعف‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬عليه‭ ‬العرض‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التوضيب‭ ‬الركحي‭ ‬والإخراج‭ ‬بشكل‭ ‬خاص،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬شكّل‭ ‬نقطة‭ ‬ضعف‭ ‬عمل‭ ‬فنيّ‭ ‬جدير‭ ‬بكل‭ ‬الإحترام‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬حجم‭ ‬التضحيات‭ ‬والمجهودات‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬كامل‭ ‬الطاقم‭. ‬ملاحظة‭ ‬أكّدها‭ ‬المولدي‭ ‬حسين‭ ‬الذي‭ ‬برّر‭ ‬ذلك‭ ‬بتواضع‭ ‬الإمكانيّات‭ ‬المادية‭ ‬المتاحة‭: ‬‮«‬أخذنا‭ ‬وقتنا‭ ‬وقمنا‭ ‬بنحو‭ ‬15‭ ‬بروفة،‭ ‬بقي‭ ‬أن‭ ‬المسألة‭ ‬مرتبطة‭ ‬أساسًا‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬متاح‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭.. ‬على‭ ‬قدر‭ ‬الكساء‭ ‬أمدّ‭ ‬رجلي،‭ ‬فإن‭ ‬طال‭ ‬اللّحاف‭ ‬مددت‭ ‬رجلي‮»‬‭. ‬وأكّد‭ ‬المولدي‭ ‬حسين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الهنات‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تقلّل‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬التضحيات‭ ‬والعطاء‭ ‬الذي‭ ‬ميّز‭ ‬عناصر‭ ‬الفريق‭. ‬في‭ ‬حين،‭ ‬قلّل‭ ‬الدكتور‭ ‬خالد‭ ‬سلامة‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬المخرج‭ ‬المسرحي‭ ‬مستندًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مسرحة‭ ‬الموسيقى‭ ‬عملية‭ ‬مركّبة‭ ‬جدًا‭ ‬تستوجب‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬الغناء‭ ‬والتمثيل‭ ‬وهي‭ ‬معادلة‭ ‬صعبة‭. ‬وسبق‭ ‬التعامل‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬سابقة‭ ‬مع‭ ‬مخرج‭ ‬مسرحي‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬تجاوز‭ ‬الإشكال‭ ‬لغياب‭ ‬رؤية‭ ‬واضحة‭ ‬وفق‭ ‬تقديره،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬صعوبة‭ ‬المأمورية‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬الغناء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭.‬
التميز‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬كان‭ ‬للأصوات‭ ‬الشابة‭ ‬التي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬‮«‬مقام‭ ‬العشاق‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬ينتظرها‭ ‬مستقبل‭ ‬واعد،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬المؤاخذات‭ ‬التي‭ ‬رافقت‭ ‬فقرات‭ ‬العرض،‭ ‬فيعتبر‭ ‬أهمها‭ ‬غياب‭ ‬رابط‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الفقرات،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬الانتقال‭ ‬بين‭ ‬أغنية‭ ‬وأخرى‭ ‬انتقالًا‭ ‬فجئيًا‭ ‬غير‭ ‬سلس‭ ‬وليس‭ ‬له‭ ‬ما‭ ‬يبرّره‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬برمجة‭ ‬بعض‭ ‬الفقرات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬الآداء‭ ‬الأوبيرالي‭ ‬والعزف‭ ‬المنفرد‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬الكمان،‭ ‬ثم‭ ‬فسح‭ ‬المجال‭ ‬لأغاني‭ ‬إنشادية‭ ‬دينية‭ - ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬فرصة‭ ‬واضحة‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬القدرات‭ ‬الصوتية‭ ‬لحمدي‭ ‬الشلغمي‭ ‬ومرافقيه‭ - ‬كان‭ ‬أمرًا‭ ‬غير‭ ‬مستساغ‭ ‬ومُسقطًا‭ ‬على‭ ‬أذن‭ ‬المتابعين‭.‬
ومن‭ ‬ملاحظات‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬خلال‭ ‬مواكبة‭ ‬هذا‭ ‬العرض‭ ‬الافتتاحي‭ ‬لمهرجان‭ ‬سوسة‭ ‬الدولي،‭ ‬قسوة‭ ‬مضمون‭ ‬كلمات‭ ‬إحدى‭ ‬الأغنيات‭ ‬‮«‬عاملي‭ ‬عكصة‭ ‬وبلوطة‭ ‬ومطيّح‭ ‬سروالو‭ ‬اللوطه‮»‬،‭ ‬وتساءلت‭ ‬عن‭ ‬جدوى‭ ‬هذه‭ ‬السردية‭. ‬ملاحظة‭ ‬عقّب‭ ‬عليها‭ ‬صاحب‭ ‬كلمات‭ ‬الأغنية‭ ‬الشاعر‭ ‬الغنائي‭ ‬المولدي‭ ‬حسين‭ ‬بأنها‭ ‬ليست‭ ‬نشازًا‭ ‬وإنما‭ ‬هي‭ ‬‮«‬تنفيسة‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬دعابة‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬جانب‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬طلبة‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للموسيقى‭.‬
تكريمات
شهدت‭ ‬بداية‭ ‬السهرة‭ ‬تكريم‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬تعاقبوا‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬مهرجان‭ ‬سوسة‭ ‬الدولي،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬هشام‭ ‬بن‭ ‬سعيد‭ ‬ومدير‭ ‬الدورة‭ ‬السابقة‭ ‬محمد‭ ‬خلف‭ ‬الله‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬بالمناسبة‭ ‬تكريم‭ ‬محمد‭ ‬شهاب‭ ‬بن‭ ‬حمودة‭ ‬المكلف‭ ‬بالإعلام‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬عادته‭ ‬متعاونًا‭ ‬ومثالًا‭ ‬في‭ ‬دماثة‭ ‬الأخلاق‭.‬


◗‭ ‬أنور‭ ‬قلالة