«مقام العشاق» يفتتح سهرات مهرجان سوسة الدولي.. أصوات واعدة وضعف على مستوى الإخراج
مقالات الصباح
العرض المستوحى من تفاصيل ما يعيشه الطالب الجديد وما تشهده تفاصيل مرحلة الاكتشاف والتّعارف من بناء علاقات... اجتهد كل من أمين بورقيبة وحمدي الشلغمي وهيثم الفريقي والشابة رؤى ناصر في تقديمها للحاضرين في أبهى آداء صوتيّ سواء من خلال آداء فردي للرباعي أو ثنائي جمع أحد الشبان برؤى، فكان الجمع بين قوّة الصوت الرجالي للثالوث وبين رقة وعذوبة صوت رؤى ما مكّن الحاضرين من متابعة ثنائيات موسيقية عادت بالذاكرة إلى أغاني عبد الحليم وشادية وغيرهما. ليتم من حين إلى آخر تنويع النمط الموسيقي فحضر الريقي والجاز إلى جانب الأغنية التونسية قلبًا وقالبًا والأغنية الشرقية، وحضرت الأغنية الأوبيرالية من خلال آداء الشابة ناريمان شلغوم. وتخلّل كل ذلك أغان استعراضية حرصت من خلالها شابات على الجمع بين الآداء الغنائي ومحاولة النجاح في مسرحة الموسيقى. فكانت لهم العلامة الكاملة على مستوى الآداء والصوت الجميل، فيما بان جليًا وبكثير من الوضوح الهنات والمؤاخذات الركحية التي شابت العرض سواء على مستوى الانتشار على الركح أو التّوضيب أو انتقاء الأزياء في بعض الأغاني أو على مستوى الإخراج بشكل عام.
أصوات واعدة
أجمع الكثيرون ممن حضروا عرض «مقام العشاق» على القيمة الفنية لحمدي الشلغمي وهيثم الفريقي وأيمن بورقيبة الذين تعاقبوا على آداء مجموعة من الأغاني بكثير من الإحساس والشّجن، الذي طبع أيضًا آداء الشابة رؤى ناصر، وهو ما أعطى «مقام العشاق» أجنحة وطاقة قادرة على أن تجعله يذهب بعيدًا ويحلّق عاليًا دون أن نغفل عن جودة بقية الأصوات التي أثّثت فقرات من العرض الذي دام نحو ساعتين، وهو ما تسبّب في السقوط في فخّ الرتابة في بعض الأحيان.
لمسة المخرج
خلال الندوة الصحفية، أجمع أغلب المتدخّلين على الضعف الذي بدا عليه العرض على مستوى التوضيب الركحي والإخراج بشكل خاص، وهو ما شكّل نقطة ضعف عمل فنيّ جدير بكل الإحترام بالرجوع إلى حجم التضحيات والمجهودات المبذولة من قبل كامل الطاقم. ملاحظة أكّدها المولدي حسين الذي برّر ذلك بتواضع الإمكانيّات المادية المتاحة: «أخذنا وقتنا وقمنا بنحو 15 بروفة، بقي أن المسألة مرتبطة أساسًا بما هو متاح من إمكانيات.. على قدر الكساء أمدّ رجلي، فإن طال اللّحاف مددت رجلي». وأكّد المولدي حسين أن هذه الهنات لا يمكنها أن تقلّل من حجم التضحيات والعطاء الذي ميّز عناصر الفريق. في حين، قلّل الدكتور خالد سلامة من دور المخرج المسرحي مستندًا إلى أن مسرحة الموسيقى عملية مركّبة جدًا تستوجب الجمع بين الغناء والتمثيل وهي معادلة صعبة. وسبق التعامل في أعمال سابقة مع مخرج مسرحي ولم يتم تجاوز الإشكال لغياب رؤية واضحة وفق تقديره، مؤكدًا صعوبة المأمورية عندما يكون الغناء بشكل مباشر.
التميز في هذا العرض كان للأصوات الشابة التي شاركت في عرض «مقام العشاق» والتي ينتظرها مستقبل واعد، أما عن المؤاخذات التي رافقت فقرات العرض، فيعتبر أهمها غياب رابط بين مختلف الفقرات، ما يجعل من الانتقال بين أغنية وأخرى انتقالًا فجئيًا غير سلس وليس له ما يبرّره. كما أن برمجة بعض الفقرات على غرار الآداء الأوبيرالي والعزف المنفرد على آلة الكمان، ثم فسح المجال لأغاني إنشادية دينية - رغم أنها كانت فرصة واضحة للكشف عن القدرات الصوتية لحمدي الشلغمي ومرافقيه - كان أمرًا غير مستساغ ومُسقطًا على أذن المتابعين.
ومن ملاحظات «الصباح» خلال مواكبة هذا العرض الافتتاحي لمهرجان سوسة الدولي، قسوة مضمون كلمات إحدى الأغنيات «عاملي عكصة وبلوطة ومطيّح سروالو اللوطه»، وتساءلت عن جدوى هذه السردية. ملاحظة عقّب عليها صاحب كلمات الأغنية الشاعر الغنائي المولدي حسين بأنها ليست نشازًا وإنما هي «تنفيسة» أو «دعابة»، وهي في نهاية الأمر جانب من الواقع الذي يعيشه طلبة المعهد العالي للموسيقى.
تكريمات
شهدت بداية السهرة تكريم بعض المسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة مهرجان سوسة الدولي، على غرار هشام بن سعيد ومدير الدورة السابقة محمد خلف الله. كما تم بالمناسبة تكريم محمد شهاب بن حمودة المكلف بالإعلام خلال هذه الدورة، والذي كان على عادته متعاونًا ومثالًا في دماثة الأخلاق.
◗ أنور قلالة
العرض المستوحى من تفاصيل ما يعيشه الطالب الجديد وما تشهده تفاصيل مرحلة الاكتشاف والتّعارف من بناء علاقات... اجتهد كل من أمين بورقيبة وحمدي الشلغمي وهيثم الفريقي والشابة رؤى ناصر في تقديمها للحاضرين في أبهى آداء صوتيّ سواء من خلال آداء فردي للرباعي أو ثنائي جمع أحد الشبان برؤى، فكان الجمع بين قوّة الصوت الرجالي للثالوث وبين رقة وعذوبة صوت رؤى ما مكّن الحاضرين من متابعة ثنائيات موسيقية عادت بالذاكرة إلى أغاني عبد الحليم وشادية وغيرهما. ليتم من حين إلى آخر تنويع النمط الموسيقي فحضر الريقي والجاز إلى جانب الأغنية التونسية قلبًا وقالبًا والأغنية الشرقية، وحضرت الأغنية الأوبيرالية من خلال آداء الشابة ناريمان شلغوم. وتخلّل كل ذلك أغان استعراضية حرصت من خلالها شابات على الجمع بين الآداء الغنائي ومحاولة النجاح في مسرحة الموسيقى. فكانت لهم العلامة الكاملة على مستوى الآداء والصوت الجميل، فيما بان جليًا وبكثير من الوضوح الهنات والمؤاخذات الركحية التي شابت العرض سواء على مستوى الانتشار على الركح أو التّوضيب أو انتقاء الأزياء في بعض الأغاني أو على مستوى الإخراج بشكل عام.
أصوات واعدة
أجمع الكثيرون ممن حضروا عرض «مقام العشاق» على القيمة الفنية لحمدي الشلغمي وهيثم الفريقي وأيمن بورقيبة الذين تعاقبوا على آداء مجموعة من الأغاني بكثير من الإحساس والشّجن، الذي طبع أيضًا آداء الشابة رؤى ناصر، وهو ما أعطى «مقام العشاق» أجنحة وطاقة قادرة على أن تجعله يذهب بعيدًا ويحلّق عاليًا دون أن نغفل عن جودة بقية الأصوات التي أثّثت فقرات من العرض الذي دام نحو ساعتين، وهو ما تسبّب في السقوط في فخّ الرتابة في بعض الأحيان.
لمسة المخرج
خلال الندوة الصحفية، أجمع أغلب المتدخّلين على الضعف الذي بدا عليه العرض على مستوى التوضيب الركحي والإخراج بشكل خاص، وهو ما شكّل نقطة ضعف عمل فنيّ جدير بكل الإحترام بالرجوع إلى حجم التضحيات والمجهودات المبذولة من قبل كامل الطاقم. ملاحظة أكّدها المولدي حسين الذي برّر ذلك بتواضع الإمكانيّات المادية المتاحة: «أخذنا وقتنا وقمنا بنحو 15 بروفة، بقي أن المسألة مرتبطة أساسًا بما هو متاح من إمكانيات.. على قدر الكساء أمدّ رجلي، فإن طال اللّحاف مددت رجلي». وأكّد المولدي حسين أن هذه الهنات لا يمكنها أن تقلّل من حجم التضحيات والعطاء الذي ميّز عناصر الفريق. في حين، قلّل الدكتور خالد سلامة من دور المخرج المسرحي مستندًا إلى أن مسرحة الموسيقى عملية مركّبة جدًا تستوجب الجمع بين الغناء والتمثيل وهي معادلة صعبة. وسبق التعامل في أعمال سابقة مع مخرج مسرحي ولم يتم تجاوز الإشكال لغياب رؤية واضحة وفق تقديره، مؤكدًا صعوبة المأمورية عندما يكون الغناء بشكل مباشر.
التميز في هذا العرض كان للأصوات الشابة التي شاركت في عرض «مقام العشاق» والتي ينتظرها مستقبل واعد، أما عن المؤاخذات التي رافقت فقرات العرض، فيعتبر أهمها غياب رابط بين مختلف الفقرات، ما يجعل من الانتقال بين أغنية وأخرى انتقالًا فجئيًا غير سلس وليس له ما يبرّره. كما أن برمجة بعض الفقرات على غرار الآداء الأوبيرالي والعزف المنفرد على آلة الكمان، ثم فسح المجال لأغاني إنشادية دينية - رغم أنها كانت فرصة واضحة للكشف عن القدرات الصوتية لحمدي الشلغمي ومرافقيه - كان أمرًا غير مستساغ ومُسقطًا على أذن المتابعين.
ومن ملاحظات «الصباح» خلال مواكبة هذا العرض الافتتاحي لمهرجان سوسة الدولي، قسوة مضمون كلمات إحدى الأغنيات «عاملي عكصة وبلوطة ومطيّح سروالو اللوطه»، وتساءلت عن جدوى هذه السردية. ملاحظة عقّب عليها صاحب كلمات الأغنية الشاعر الغنائي المولدي حسين بأنها ليست نشازًا وإنما هي «تنفيسة» أو «دعابة»، وهي في نهاية الأمر جانب من الواقع الذي يعيشه طلبة المعهد العالي للموسيقى.
تكريمات
شهدت بداية السهرة تكريم بعض المسؤولين الذين تعاقبوا على إدارة مهرجان سوسة الدولي، على غرار هشام بن سعيد ومدير الدورة السابقة محمد خلف الله. كما تم بالمناسبة تكريم محمد شهاب بن حمودة المكلف بالإعلام خلال هذه الدورة، والذي كان على عادته متعاونًا ومثالًا في دماثة الأخلاق.
◗ أنور قلالة