بعد أكثر من ثلاثة عقود.. إحياء المهرجان الدولي للفنون الشعبية.. من أوذنة
مقالات الصباح
لئن نستبشر هلال الأغنية والفن، ببعث وتأسيس مهرجان دولي للفنون الشعبية، سيكون مسرح «أوذنة» التاريخي الحاضن له، فإن ما يمكن التوقف عنده أن مثل هذا التقليد كان السمة البارزة لمهرجان قرطاج الدولي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي بتدبير من الموسيقار الكبير الراحل الدكتور صالح المهدي الذي كان خلال فترة إشرافه على إدارة الموسيقى بوزارة الثقافة العقل المدبر والمنظم للقطاع الموسيقي، وقد كان الراحل صالح المهدي وراء عدد من النصوص القانونية التي أصدرتها وزارة الشؤون الثقافية، ومنها:
القانون عدد 32 لسنة 1932 المتعلق بإحداث بطاقة مهنية للاحتراف الفني.
القانون عدد 91 لسنة 1982، الفصل 135، المتعلق بانخراط الأعوان المتعاقدين داخل الإطارات الأساسية بالفرقة القومية للفنون الشعبية في صندوقا للتقاعد والحيطة الاجتماعية.
الأمر عدد 141 لسنة 1970 المتعلق بضبط القانون الأساسي الخاص بأعوان الفرقة القومية للفنون الشعبية.
الأمر عدد 42 لسنة 1985 المتعلق بانخراط الأعوان المتعاقدين داخل الإطارات الأساسية بالفرقة الوطنية للفنون الشعبية في الصندوق القومي للتقاعد والحيطة الاجتماعية.
ويحفظ التاريخ في هذا المجال أيضًا للدكتور صالح المهدي بعثه المهرجان الدولي للفنون الشعبية في قرطاج، الذي كان ينظم مرة كل سنتين وتتجمع فيه فرق من دول وقارات مختلفة قد يصل عددها إلى أربعين فرقة تقدم عروضها على خشبة المسرح الأثري بقرطاج ثم تجوب ولايات الجمهورية لمدة أسبوع وتتحمل الولايات نفقات الفرق التي تستضيفها، وكان هذا المهرجان يستقطب أعدادًا هامة من الجمهور، سواء بالعاصمة أو داخل الجمهورية.
وقد برزت في دورات هذا المهرجان فرق الفنون الشعبية من أوروبا الشرقية بدرجة أولى، إلى جانب فرق الاتحاد السوفياتي سابقًا، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر فرقة البولشوي الروسية التي تعد أقدم فرقة باليه في العالم وتضم في مجموعها حوالي الـ200 راقص وراقصة.
واليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود... يعود المهرجان الدولي للفنون الشعبية أكثر توهجًا، وهو الذي اختارت وزارة الشؤون الثقافية ، الجهة الرسمية المنظمة والداعمة له، مسرح «أوذنة» الأثري بولاية بن عروس الحاضن لهذه التظاهرة الفنية الشعبية التي تحتفي بالأغنية الشعبية بمختلف تفرعاتها ومضامينها وخصوصياتها وإيقاعاتها.
11 يومًا... 13 صوتًا وفرقَتان
تنطلق الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفنون الشعبية بمدينة أوذنة الأثرية يوم 26 جويلية حتى 5 أوت على امتداد 11 يومًا، تقدّم الدورة الأولى 13 فنانًا و3 فرق موسيقية شعبية، في تنظيم وزارة الشؤون الثقافية وإدارة التظاهرات الثقافية والفنية بالتعاون مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية بن عروس.
الهادي حبوبة الغائب الأبرز
في قراءة أولية لبرنامج، الدورة ننتبه إلى غياب الفنان الشعبي الكبير الهادي حبوبة عن هذه التظاهرة التي كان يمكن أن تكون تكريمًا له، اعترافًا وتحيةً لمسيرته المتفردة في مجال الفن الشعبي على امتداد أكثر من نصف قرن. وكان في الحسبان تكريمه في دورة مهرجان قرطاج الدولي «دورة 2021»، إلا أنه بسبب جائحة كورونا تم ترحيل العديد من العروض التي تم برمجتها في تلك الدورة، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، سهرة تكريم الهادي حبوبة وعرض «بحر الصوفية» للملحن عادل بندقة وغناء نبيهة كراولي وأشعار الحبيب الأسود إلى دورة صيف 2022، غير أن المدير الجديد لها، الدكتور كمال الفرجاني، رفض قبول ما تم تأجيله من عروض دورة 2021 وتم بذلك الإلغاء الرسمي للسهرة التكريمية للهادي حبوبة الذي قبل بالأمر الواقع اختيارا منه على اعتبار رفضه إثارة المشاكل، وقد عبر عن ذلك في أكثر من تصريح صحفي في تلك السنة.
ويبقى السؤال ... هل يتم تدارك الأمر لاحقًا؟
برنامج مهرجان أوذنة الدولي
للفنون الشعبية
26 جويلية: الفرقة الوطنية للفنون الشعبية – عرض افتتاحي تونسي
27 جويلية: الهادي دنيا
28 جويلية: عبد الرحمان الشيخاوي ونضال اليحياوي
29 جويلية: محمود الليثي (مصر)
30 جويلية: إقبال حمزاوي ومريم العبيدي – عرض «Tunisia Latina»
31 جويلية: سمير لوصيف
01 أوت: زينة القصرينية
02 أوت: وليد التونسي
03 أوت: نور شيبة
04 أوت: فرقة الكوفية الفلسطينية
05 أوت: نور الدين الكحلاوي ومريم نور الدين
محسن بن أحمد
لئن نستبشر هلال الأغنية والفن، ببعث وتأسيس مهرجان دولي للفنون الشعبية، سيكون مسرح «أوذنة» التاريخي الحاضن له، فإن ما يمكن التوقف عنده أن مثل هذا التقليد كان السمة البارزة لمهرجان قرطاج الدولي في سبعينات وثمانينات القرن الماضي بتدبير من الموسيقار الكبير الراحل الدكتور صالح المهدي الذي كان خلال فترة إشرافه على إدارة الموسيقى بوزارة الثقافة العقل المدبر والمنظم للقطاع الموسيقي، وقد كان الراحل صالح المهدي وراء عدد من النصوص القانونية التي أصدرتها وزارة الشؤون الثقافية، ومنها:
القانون عدد 32 لسنة 1932 المتعلق بإحداث بطاقة مهنية للاحتراف الفني.
القانون عدد 91 لسنة 1982، الفصل 135، المتعلق بانخراط الأعوان المتعاقدين داخل الإطارات الأساسية بالفرقة القومية للفنون الشعبية في صندوقا للتقاعد والحيطة الاجتماعية.
الأمر عدد 141 لسنة 1970 المتعلق بضبط القانون الأساسي الخاص بأعوان الفرقة القومية للفنون الشعبية.
الأمر عدد 42 لسنة 1985 المتعلق بانخراط الأعوان المتعاقدين داخل الإطارات الأساسية بالفرقة الوطنية للفنون الشعبية في الصندوق القومي للتقاعد والحيطة الاجتماعية.
ويحفظ التاريخ في هذا المجال أيضًا للدكتور صالح المهدي بعثه المهرجان الدولي للفنون الشعبية في قرطاج، الذي كان ينظم مرة كل سنتين وتتجمع فيه فرق من دول وقارات مختلفة قد يصل عددها إلى أربعين فرقة تقدم عروضها على خشبة المسرح الأثري بقرطاج ثم تجوب ولايات الجمهورية لمدة أسبوع وتتحمل الولايات نفقات الفرق التي تستضيفها، وكان هذا المهرجان يستقطب أعدادًا هامة من الجمهور، سواء بالعاصمة أو داخل الجمهورية.
وقد برزت في دورات هذا المهرجان فرق الفنون الشعبية من أوروبا الشرقية بدرجة أولى، إلى جانب فرق الاتحاد السوفياتي سابقًا، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر فرقة البولشوي الروسية التي تعد أقدم فرقة باليه في العالم وتضم في مجموعها حوالي الـ200 راقص وراقصة.
واليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود... يعود المهرجان الدولي للفنون الشعبية أكثر توهجًا، وهو الذي اختارت وزارة الشؤون الثقافية ، الجهة الرسمية المنظمة والداعمة له، مسرح «أوذنة» الأثري بولاية بن عروس الحاضن لهذه التظاهرة الفنية الشعبية التي تحتفي بالأغنية الشعبية بمختلف تفرعاتها ومضامينها وخصوصياتها وإيقاعاتها.
11 يومًا... 13 صوتًا وفرقَتان
تنطلق الدورة الأولى للمهرجان الدولي للفنون الشعبية بمدينة أوذنة الأثرية يوم 26 جويلية حتى 5 أوت على امتداد 11 يومًا، تقدّم الدورة الأولى 13 فنانًا و3 فرق موسيقية شعبية، في تنظيم وزارة الشؤون الثقافية وإدارة التظاهرات الثقافية والفنية بالتعاون مع وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بولاية بن عروس.
الهادي حبوبة الغائب الأبرز
في قراءة أولية لبرنامج، الدورة ننتبه إلى غياب الفنان الشعبي الكبير الهادي حبوبة عن هذه التظاهرة التي كان يمكن أن تكون تكريمًا له، اعترافًا وتحيةً لمسيرته المتفردة في مجال الفن الشعبي على امتداد أكثر من نصف قرن. وكان في الحسبان تكريمه في دورة مهرجان قرطاج الدولي «دورة 2021»، إلا أنه بسبب جائحة كورونا تم ترحيل العديد من العروض التي تم برمجتها في تلك الدورة، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر، سهرة تكريم الهادي حبوبة وعرض «بحر الصوفية» للملحن عادل بندقة وغناء نبيهة كراولي وأشعار الحبيب الأسود إلى دورة صيف 2022، غير أن المدير الجديد لها، الدكتور كمال الفرجاني، رفض قبول ما تم تأجيله من عروض دورة 2021 وتم بذلك الإلغاء الرسمي للسهرة التكريمية للهادي حبوبة الذي قبل بالأمر الواقع اختيارا منه على اعتبار رفضه إثارة المشاكل، وقد عبر عن ذلك في أكثر من تصريح صحفي في تلك السنة.
ويبقى السؤال ... هل يتم تدارك الأمر لاحقًا؟
برنامج مهرجان أوذنة الدولي
للفنون الشعبية
26 جويلية: الفرقة الوطنية للفنون الشعبية – عرض افتتاحي تونسي
27 جويلية: الهادي دنيا
28 جويلية: عبد الرحمان الشيخاوي ونضال اليحياوي
29 جويلية: محمود الليثي (مصر)
30 جويلية: إقبال حمزاوي ومريم العبيدي – عرض «Tunisia Latina»
31 جويلية: سمير لوصيف
01 أوت: زينة القصرينية
02 أوت: وليد التونسي
03 أوت: نور شيبة
04 أوت: فرقة الكوفية الفلسطينية
05 أوت: نور الدين الكحلاوي ومريم نور الدين
محسن بن أحمد