إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

في‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭..‬ المطالبة‭ ‬بترسيم‭ ‬عمال‭ ‬المناولة‭ ‬وتسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬المتعاقدين

توجه‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬أمس‭ ‬خلال‭ ‬جلستهم‭ ‬العامة‭ ‬المنعقدة‭ ‬بباردو‭ ‬للحوار‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬بمطالب‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ترسيم‭ ‬عمال‭ ‬المناولة‭ ‬والتسريع‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬المتعاقدين‭. ‬
وضمانا‭ ‬لحسن‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة،‭ ‬أوصى‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬بتكثيف‭ ‬الزيارات‭ ‬الرقابية‭ ‬والترفيع‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬متفقدي‭ ‬الشغل،‭ ‬ودعا‭ ‬آخرون‭ ‬جهاز‭ ‬التفقد‭ ‬إلى‭ ‬التصدي‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬لمحاولات‭ ‬من‭ ‬يريدون‭ ‬إفشال‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الثوري‭ ‬حسب‭ ‬وصفهم‭ ‬والعبث‭ ‬بحقوق‭ ‬العمال‭. ‬

‭ ‬كما‭ ‬عبر‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬تمسكهم‭ ‬بإدماج‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمكينها‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وتوسيع‭ ‬مظلة‭ ‬التغطية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬تشغيل‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬والترفيع‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬المساعدات‭ ‬الممنوحة‭ ‬للعائلات‭ ‬المعوزة‭ ‬ومحدودة‭ ‬الدخل‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬الانتفاع‭ ‬ببرامج‭ ‬السكن‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اقترح‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬المنحة‭ ‬العائلية‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬حاليا‭ ‬سبعة‭ ‬دنانير‭ ‬قصد‭ ‬تشجيع‭ ‬التونسيين‭ ‬على‭ ‬الإنجاب‭ ‬والتوقي‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬التهرم‭ ‬السكاني،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬دعا‭ ‬آخرون‭ ‬إلى‭ ‬العناية‭ ‬بالمتقاعدين‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اقترح‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬امتيازات‭ ‬جبائية‭ ‬أو‭ ‬مساعدات‭ ‬مالية‭. ‬
وتطرق‭ ‬أعضاء‭ ‬الغرفة‭ ‬النيابية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬مداخلاتهم‭ ‬إلى‭ ‬النقائص‭ ‬التي‭ ‬تشكوا‭ ‬منها‭ ‬الإدارات‭ ‬الراجعة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬وطالبوا‭ ‬بدعمها‭ ‬بالموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمعدات‭ ‬والتجهيزات‭ ‬ووسائل‭ ‬النقل‭. ‬
أما‭ ‬عماد‭ ‬الدربالي‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬فأشار‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والمجالس‭ ‬الجهوية‭ ‬ومجالس‭ ‬الأقاليم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬المخطط‭ ‬التنموي‭ ‬2026‭-‬2030،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مشروعا‭ ‬وطنيا‭ ‬شاملا‭ ‬يعكس‭ ‬تطلعات‭ ‬التونسيات‭ ‬والتونسيين‭ ‬ويكرس‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتنمية‭ ‬المتوازنة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬والفئات‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬للحوار‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مناسبة‭ ‬لاستحضار‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬لا‭ ‬وطنية‭ ‬وظالمة‭ ‬لأنها‭ ‬سياسات‭ ‬كرست‭ ‬التفاوت‭ ‬بين‭ ‬الفئات‭ ‬وعمقت‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬وفاقمت‭ ‬نسب‭ ‬البطالة‭ ‬والفقر‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬تردي‭ ‬الأوضاع‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭. ‬وتحدث‭ ‬الدربالي‭ ‬عن‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬بعد‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬بناء‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬بديل‭ ‬قوامه‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬وضمان‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬لكل‭ ‬التونسيين‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬الإنصاف‭ ‬والعدل،‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬ارتياح‭ ‬المجلس‭ ‬لما‭ ‬وصفه‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الثورية‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والتي‭ ‬مثلت‭ ‬انتصاراً‭ ‬حقيقيا‭ ‬للقوى‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬الشغل‭ ‬الكريم‭ ‬الذي‭ ‬يصون‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬تعزيز‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للدولة‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشرائح‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تواجه‭ ‬أوضاعا‭ ‬هشة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬النساء‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬والأشخاص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخصوصية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬آليات‭ ‬التشغيل‭ ‬الهش‭ ‬والعقود‭. ‬وأكد‭ ‬الدربالي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مواصلة‭ ‬دعم‭ ‬العائلات‭ ‬محدودة‭ ‬الدخل‭ ‬وذلك‭ ‬لكي‭ ‬ينسجم‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬برمته‭ ‬مع‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة،‭ ‬وهي‭ ‬مرحلة‭ ‬البناء‭ ‬والتأسيس‭ ‬لعدالة‭ ‬اجتماعية‭ ‬حقيقية‭ ‬حسب‭ ‬وصفه‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬حرص‭ ‬مجلسه‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وحدة‭ ‬الدولة‭ ‬وتكامل‭ ‬أدوار‭ ‬مؤسساتها،‭ ‬وبما‭ ‬تقتضيه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬تكافل‭ ‬وطني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬مخطط‭ ‬تنموي‭ ‬شعبي‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬حاضـرة‭ ‬بقوة،‭ ‬فهو‭ ‬يريده‭ ‬مخططا‭ ‬يكرس‭ ‬مبادئ‭ ‬الإنصاف‭ ‬ويحفظ‭ ‬الحقوق‭ ‬ويوفر‭ ‬للتونسيات‭ ‬وللتونسيين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬نفس‭ ‬الفرص‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭. ‬وخلص‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تمضي‭ ‬قدما‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وهي‭ ‬مازالت‭ ‬تواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬المتراكمة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬الفاشلة‭ ‬والخيارات‭ ‬غير‭ ‬العادلة‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬بما‭ ‬تتيحه‭ ‬من‭ ‬مناخ‭ ‬وطني‭ ‬جديد‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬الصادقة‭ ‬تمثل،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لتجاوز‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يتواصل‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬بروح‭ ‬جماعية‭ ‬ومسؤولية‭ ‬تاريخية‭ ‬عالية‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬تغليب‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬الحسابات‭ ‬الضيقة،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى‭ ‬وحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬الوطني‭ ‬ولعدم‭ ‬ترك‭ ‬المجال‭ ‬مفتوحا‭ ‬لمحاولات‭ ‬الإرباك‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جماعات‭ ‬الإرهاب‭ ‬التي‭ ‬دمرت‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لوبيات‭ ‬الفساد‭ ‬والإفساد‭ ‬التي‭ ‬عبثت‭ ‬بمصالح‭ ‬الشعب‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬كل‭ ‬المساعي‭ ‬الصادقة‭ ‬لبناء‭ ‬الدولة‭ ‬العادلة‭.‬
وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬المجلس‭ ‬الثابت‭ ‬بخيار‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬باعتباره‭ ‬خيارا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه‭. ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬اليوم‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬حق‭ ‬شعبها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره،‭ ‬ورسم‭ ‬سياساته‭ ‬واتخاذ‭ ‬قراراته‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التدخل‭ ‬أو‭ ‬الوصاية،‭ ‬وبمنأى‭ ‬عن‭ ‬الضغوط‭ ‬والإملاءات‭ ‬التي‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬فرضتها‭ ‬دوائر‭ ‬الاستعمار‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمصلحة‭ ‬الشعبية،‭ ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬الوطني‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الانغلاق،‭ ‬بل‭ ‬يؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الشراكات‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وخدمة‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬استقلال‭ ‬القرار‭ ‬الوطني‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شروط‭ ‬مجحفة‭ ‬تعيد‭ ‬إنتاج‭ ‬التبعية‭. ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬المجلس‭ ‬المتواصل‭ ‬لهذا‭ ‬المسار‭ ‬واستعداده‭ ‬لمواصلة‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬الوطنية‭ ‬الصادقة،‭ ‬حسب‭ ‬وصفه،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬مشروع‭ ‬تنموي‭ ‬سيادي‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬يكرس‭ ‬حضور‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ويضمن‭ ‬للمواطنين‭ ‬حقهم‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المساواة‭ ‬والعدالة‭.‬
منع‭ ‬الوساطة
وتعقيبا‭ ‬على‭ ‬مداخلات‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬أشار‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالخصوص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬المناولة‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‭ ‬وتجاوز‭ ‬حتى‭ ‬معايير‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬إذ‭ ‬أنه‭ ‬منع‭ ‬كافة‭ ‬أشكال‭ ‬الوساطة‭ ‬وهو‭ ‬خيار‭ ‬متميز‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬جوان‭ ‬الماضي‭ ‬ومحل‭ ‬إشادة‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭. ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬وجدت‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬صعوبات‭ ‬مفتعلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دعوة‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬النصوص‭ ‬التطبيقية‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬لم‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أوامر‭ ‬ترتيبية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬نافد‭ ‬منذ‭ ‬تاريخ‭ ‬صدوره‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تفقديات‭ ‬الشغل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المصانع‭ ‬الكبرى‭ ‬قامت‭ ‬مباشرة‭ ‬بتطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬أخرى‭ ‬وجدت‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬لذلك‭ ‬يقوم‭ ‬متفقدو‭ ‬الشغل‭ ‬على‭ ‬مساعدتها‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬تطبيقه‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬الإشكاليات‭ ‬المطروحة‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬العمال‭ ‬غير‭ ‬القارين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬الأحمر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬ثابت‭ ‬لأن‭ ‬العقود‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬انتهت‭ ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬فهي‭ ‬مسألة‭ ‬وقت‭ ‬إذ‭ ‬يجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬دراسات‭ ‬لتحديد‭ ‬الوضعيات‭ ‬لأن‭ ‬الانتدابات‭ ‬الظرفية‭ ‬فيها‭ ‬تنوع‭ ‬حسب‭ ‬الأنشطة‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬عرض‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬ليتخذ‭ ‬القرار‭ ‬النهائي‭ ‬في‭ ‬شأنه‭. ‬
وإجابة‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬أخرى‭ ‬حول‭ ‬منظومة‭ ‬الأمان‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬تشتغل‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬مضبوطة‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬جري‭ ‬العمل‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬بعض‭ ‬عناصر‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬وحصر‭ ‬المنتفعين‭ ‬في‭ ‬المستحقين‭ ‬دون‭ ‬غيرهم،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬خاضعة‭ ‬للرقابة‭. ‬وتعقيبا‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬حول‭ ‬المنح‭ ‬العائلية‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬موارد‭ ‬للغرض‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬وأن‭ ‬الوزارة‭ ‬بصدد‭ ‬انتظار‭ ‬صدور‭ ‬الأمر‭ ‬التطبيقي‭. ‬وبخصوص‭ ‬إسناد‭ ‬بطاقات‭ ‬العلاج‭ ‬ذكر‭ ‬أنه‭ ‬يخضع‭ ‬لنفس‭ ‬مقاييس‭ ‬التحويلات‭ ‬المالية‭. ‬ولاحظ‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬إسناد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬بطاقات‭ ‬العلاج‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬منح‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬بطاقات‭ ‬الإعاقة‭ ‬ويجب‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الجادة‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬الرقمنة‭. ‬وقدم‭ ‬الوزير‭ ‬للنواب‭ ‬معطيات‭ ‬حول‭ ‬بطاقة‭ ‬‮«‬لاباس‮»‬‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬توزيع‭ ‬240‭ ‬ألف‭ ‬بطاقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البريد‭ ‬التونسي‭ ‬لكن‭ ‬تم‭ ‬إرجاع‭ ‬90‭ ‬ألف‭ ‬بطاقة‭ ‬وسيتم‭ ‬الاتصال‭ ‬بأصحابها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المؤجرين‭ ‬لتوزيع‭ ‬تلك‭ ‬البطاقات،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بطاقة‭ ‬الأمان‭ ‬فإن‭ ‬الصفقة‭ ‬جاهزة‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬بطاقات‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬فهي‭ ‬جاهزة‭ ‬وتم‭ ‬اقتناء‭ ‬آلات‭ ‬الطباعة‭ ‬وتوزيعها‭ ‬على‭ ‬الإدارات‭ ‬الجهوية‭ ‬مع‭ ‬تنظيم‭ ‬دورات‭ ‬تكوينية‭ ‬لتسهيل‭ ‬منح‭ ‬البطاقات‭ ‬الجديدة‭. ‬
وتفاعلا‭ ‬مع‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬خدمات‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬أكد‭ ‬الوزير‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬الخدمات‭ ‬وتحسين‭ ‬السقف‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المشكل‭ ‬مع‭ ‬مسدي‭ ‬الخدمات‭ ‬بصدد‭ ‬الحل‭. ‬وتعقيبا‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬القروض‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬أنها‭ ‬بصدد‭ ‬التقييم‭ ‬لأن‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬المبالغ‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬التقليص‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المنتفعين‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬حسب‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬سيتم‭ ‬اعتماد‭ ‬معايير‭ ‬أخرى‭ ‬تسمح‭ ‬بالترفيع‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المنتفعين‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬توازنات‭ ‬الصندوق،‭ ‬وبخصوص‭ ‬مراكز‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوية‭ ‬الخصوصية‭ ‬بين‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬توفير‭ ‬مقرات‭ ‬يمكن‭ ‬بعث‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ولاية‭ ‬وتجنيب‭ ‬المواطن‭ ‬معاناة‭ ‬التنقل‭. ‬
ولدى‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬التهرم‭ ‬السكاني‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬ليس‭ ‬كارثيا،‭ ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬عطلة‭ ‬الأمومة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحسن‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الإنجاب‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬وبخصوص‭ ‬صندوق‭ ‬العاملات‭ ‬الفلاحيات‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬النصوص‭ ‬التطبيقية‭ ‬جاهزة‭ ‬وسيتم‭ ‬التداول‭ ‬بشأنها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬وزاري‭. ‬
عدالة‭ ‬اجتماعية‭ ‬
وفي‭ ‬بداية‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬قدم‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مداخلته‭ ‬أشار‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تقدمت‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬السياسة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬ضبطها‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بموجب‭ ‬الفصل‭ ‬25‭ ‬من‭ ‬الدستور‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الخيار‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الحقيقية‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬يقتضي‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬مسألتين‭ ‬وهما‭ ‬المفهوم‭ ‬النظري‭ ‬للعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتكريس‭ ‬الحقيقي‭ ‬للعدالة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مفهومها‭ ‬النظري‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬مقاييس‭ ‬ونسب‭ ‬ومجال‭ ‬التدخلات‭ ‬وتنوعها‭ ‬وتساءل‭ ‬هل‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تصوره‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬الواقع؟‭ ‬وأجاب‭ ‬الوزير‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الواقع،‭ ‬تغفل‭ ‬المنظومات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬وتقصي‭ ‬أحيانا‭ ‬فئات‭ ‬أخرى‭ ‬فالمعايير‭ ‬الموضعية‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬درجة‭ ‬دقتها‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إقصاء‭ ‬بل‭ ‬تؤدي‭ ‬أحيانا‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬امتيازات‭ ‬وخدمات‭ ‬لا‭ ‬يستحقونها‭.‬
‭ ‬وبين‭ ‬الأحمر‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬السياسة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬يقتضي‭ ‬تحقيق‭ ‬سلم‭ ‬اجتماعية‭ ‬لكن‭ ‬السلم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مرتبطة‭ ‬باستقرار‭ ‬اجتماعي‭ ‬وهذا‭ ‬الاستقرار‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بعلاقات‭ ‬مهنية‭ ‬واجتماعية‭ ‬مستقرة،‭ ‬ولهذا‭ ‬الغرض‭ ‬فإن‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله،‭ ‬تشتغل‭ ‬على‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتحقيق‭ ‬علاقات‭ ‬اجتماعية‭ ‬سليمة‭ ‬وغير‭ ‬تنازعية‭ ‬سواء‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الطبقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬عملا‭ ‬ميدانيا‭. ‬
عمل‭ ‬ميداني
وأكد‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬أسدى‭ ‬مؤخرا‭ ‬تعليماته‭ ‬بتكثيف‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ليس‭ ‬عملا‭ ‬نظريا‭ ‬في‭ ‬المكاتب‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬ميداني‭ ‬يتطلب‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬الإخلالات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الإضرار‭ ‬بالمواطنين‭ ‬وتحول‭ ‬دون‭ ‬تمتعهم‭ ‬بحقوقهم‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬توجد‭ ‬ثلاثة‭ ‬محاور‭ ‬تشتغل‭ ‬عليها‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وهي‭: ‬العلاقات‭ ‬المهنية،‭ ‬والنهوض‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والتونسيون‭ ‬بالخارج‭ ‬والهجرة‭. ‬
وقدم‭ ‬الوزير‭ ‬لنواب‭ ‬الشعب‭ ‬معطيات‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬الإصلاحات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوزارة،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬خيار‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬المنظومات‭ ‬التقليدية‭ ‬ومع‭ ‬الإملاءات‭ ‬الخارجية‭ ‬وهو‭ ‬خيار‭ ‬وطني‭ ‬ويكون‭ ‬التنفيذ‭ ‬بأياد‭ ‬تونسية،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المشاريع‭ ‬المنجزة‭ ‬هي‭ ‬تونسية‭ ‬مائة‭ ‬بالمائة‭ ‬وخرجت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬عن‭ ‬المنظومات‭ ‬الجاهزة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬اعتمادها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭. ‬
وللقضاء‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬بين‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬برنامج‭ ‬متكامل‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬وشمل‭ ‬المحور‭ ‬الأول‭ ‬الأساتذة‭ ‬والمعلمين‭ ‬النواب‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬غلق‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بصفة‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬شبه‭ ‬كلية‭ ‬فحتى‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تم‭ ‬فتحها‭ ‬أمامهم‭ ‬قبل‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تسوية‭ ‬وضعياتهم‭ ‬المهنية‭ ‬والمالية،‭ ‬وهناك‭ ‬محور‭ ‬آخر‭ ‬وهو‭ ‬عملة‭ ‬الحضائر‭ ‬وتم‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬منح‭ ‬مستحقات‭ ‬من‭ ‬تفوق‭ ‬أعمارهم‭ ‬60‭ ‬سنة‭ ‬مع‭ ‬مواصلة‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬القائمات،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬45‭ ‬سنة‭ ‬فقد‭ ‬تمت‭ ‬تسوية‭ ‬وضعياتهم‭ ‬المهنية‭ ‬وهي‭ ‬مستقرة،‭ ‬أما‭ ‬عمال‭ ‬الحضائر‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬45‭ ‬و55‭ ‬سنة‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬أمر‭ ‬فيه‭ ‬تصور‭ ‬متكامل‭ ‬لحل‭ ‬المشكل‭ ‬كما‭ ‬صدر‭ ‬أمر‭ ‬بمنع‭ ‬المناولة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بوساطة‭ ‬لتوفير‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬وتتعامل‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬وإدارات‭ ‬عمومية‭ ‬ستنتهي‭ ‬تماما‭ ‬لأنه‭ ‬سيتم‭ ‬تسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأعوان‭ ‬وترسيمهم‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬يشتغلون‭ ‬بها‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬تنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬عقود‭ ‬الشعل‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬ومن‭ ‬يقع‭ ‬انتدابه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬أصبح‭ ‬عمله‭ ‬قارا‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الكتابة‭ ‬فإن‭ ‬العون‭ ‬مترسم‭ ‬لأن‭ ‬العلاقة‭ ‬الشغلية‭ ‬يتم‭ ‬إثباتها‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬وبمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬تم‭ ‬ترسيم‭ ‬الجميع‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بمقتضى‭ ‬نفس‭ ‬القانون‭ ‬وقع‭ ‬منع‭ ‬المناولة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬وقامت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬بتسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬أعوانها‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬مازالت‭ ‬تطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تطبيقه‭ ‬ويعمل‭ ‬إطارات‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬مساعدتها‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تحقيق‭ ‬تقدم‭ ‬تدريجي‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬المذكور‭.‬
الأدوية‭ ‬الخصوصية‭ ‬
وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬ميداني‭ ‬آخر‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وهو‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬بعث‭ ‬مراكز‭ ‬لتوزيع‭ ‬الأدوية‭ ‬الخصوصية‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬كانت‭ ‬توجد‭ ‬خمسة‭ ‬مراكز‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فقد‭ ‬وصل‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬مراكز‭ ‬وهناك‭ ‬4‭ ‬مراكز‭ ‬بصدد‭ ‬الانجاز‭ ‬وسيتم‭ ‬فتحها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬أو‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الأدوية‭ ‬الخصوصية‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬مصحات‭ ‬حي‭ ‬الخضراء‭ ‬وسوسة‭ ‬وصفاقس،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬بعث‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬ومركز‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬القصرين‭ ‬أما‭ ‬مركز‭ ‬مدنين‭ ‬فهو‭ ‬جاهز‭ ‬وسينطلق‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الصائفة‭ ‬حال‭ ‬مباشرة‭ ‬الإطار‭ ‬الطبي‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬مركز‭ ‬آخر‭ ‬جاهز‭ ‬وهو‭ ‬مركز‭ ‬قصور‭ ‬الساف‭ ‬ونفس‭ ‬الشيء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬سليانة‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬مقر‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتقاعد‭ ‬والحيطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬لتحويله‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬لتوزيع‭ ‬الأدوية‭ ‬الخصوصية‭. ‬
تقريب‭ ‬الخدمات
ويتمثل‭ ‬الإصلاح‭ ‬الموالي‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬تقريب‭ ‬خدمات‭ ‬مصحات‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬المواطن‭ ‬وضمان‭ ‬انتشار‭ ‬عادل‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬والمعتمديات،‭ ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬بعض‭ ‬المصحات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬معتمديات‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬ولايات،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المقر‭ ‬في‭ ‬الكاف‭ ‬جاهز‭ ‬وتم‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬تأثيثه‭ ‬وتجهيزه‭ ‬بالمعدات،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬الرديف‭ ‬فإن‭ ‬الوزارة‭ ‬تنتظر‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬تحديد‭ ‬معين‭ ‬كراء‭ ‬مقر‭ ‬يتم‭ ‬تخصيصه‭ ‬لتركيز‭ ‬مصحة‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭. ‬
وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬التربية‭ ‬المختصة‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مراكز‭ ‬منتشرة‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬تراب‭ ‬الجمهورية‭ ‬كما‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتوحد‭ ‬وتم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مقرات‭ ‬ويجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جميع‭ ‬الولايات‭ ‬ويتمثل‭ ‬الهدف‭ ‬المراد‭ ‬بلوغه‭ ‬تدريجيا‭ ‬في‭ ‬بعث‭ ‬مركز‭ ‬توحد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ولاية‭ ‬أو‭ ‬معتمدية‭. ‬
أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية،‭ ‬فأشار‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬رقابي،‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬القيام‭ ‬بعملية‭ ‬تدقيق‭ ‬للمراكز‭ ‬خاصة‭ ‬المراكز‭ ‬المخصصة‭ ‬للأشخاص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬أو‭ ‬دور‭ ‬إعاشة‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬للخطر‭ ‬بل‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬ضمان‭ ‬احترام‭ ‬المقاييس‭ ‬الوطنية‭ ‬والمعايير‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭.‬
إصلاح‭ ‬المنظومة
وتطرق‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬أمام‭ ‬أعضاء‭ ‬الغرفة‭ ‬النيابية‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬إصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬أذن‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مقاربة‭ ‬تستجيب‭ ‬للوضع‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬مع‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬المنظومات‭ ‬القديمة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مصطلحات‭ ‬وأفكار‭ ‬واستبعاد‭ ‬هذه‭ ‬المنظومات‭ ‬لأنها‭ ‬أدت،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬منظومة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭. ‬
وفسر‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭ ‬وديمومة‭ ‬الخدمات،‭ ‬فالصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بإمكانياتها‭ ‬الحالية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬استمرار‭ ‬الخدمات‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬يمكن‭ ‬مواصلة‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اختلال‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭ ‬بسبب‭ ‬الديون‭ ‬المتقاطعة‭ ‬فالمهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للوزارة‭ ‬هو‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬وليست‭ ‬الأرقام‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬أهمية‭ ‬الأرقام‭ ‬فإن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬تأمين‭ ‬استمرارية‭ ‬الخدمة‭ ‬الاجتماعية‭.‬
الأمان‭ ‬الاجتماعي
ولدى‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وما‭ ‬يثيره‭ ‬من‭ ‬جدل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجهوي،‭ ‬أشار‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬الحوارية‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البرامج‭ ‬يعد‭ ‬تجربة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تم‭ ‬الاقتداء‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬بنفس‭ ‬الشكل‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬المعايير‭ ‬الموجودة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تفتح‭ ‬الحق‭ ‬لفئة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬منظومة‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تثير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬من‭ ‬جانبين‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬حق‭ ‬دستوري‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬تسعين‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬تدخلات‭ ‬يتم‭ ‬منحها‭ ‬بطاقة‭ ‬علاج‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬بطاقة‭ ‬علاج‭ ‬مجاني‭ ‬أو‭ ‬علاج‭ ‬بتعريفة‭ ‬منخفضة،‭ ‬أما‭ ‬الجانب‭ ‬الثاني‭ ‬فيتمثل‭ ‬في‭ ‬التحويلات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬منحها‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬عائل‭ ‬والمعيار‭ ‬المعتمد‭ ‬حاليا‭ ‬يتجاوز‭ ‬الأجر‭ ‬الأدنى‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يتقاضى‭ ‬الأجر‭ ‬الأدني‭ ‬ينتفع‭ ‬بخدمات‭ ‬برنامج‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬بتمتع‭ ‬بمساعدات‭ ‬اجتماعية‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬بصدد‭ ‬القيام‭ ‬بمراجعات‭ ‬لتلافي‭ ‬الإخلالات‭ ‬وذلك‭ ‬بالتثبت‭ ‬من‭ ‬الوضعية‭ ‬المالية‭ ‬للشخص‭ ‬لأنه‭ ‬أحيانا‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬دخل‭ ‬آخر‭ ‬متأت‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬تجاري‭ ‬أو‭ ‬لديه‭ ‬عقارات‭ ‬أو‭ ‬رصيد‭ ‬مالي‭ ‬وعندما‭ ‬تتوفر‭ ‬المعلومات‭ ‬يقع‭ ‬مد‭ ‬الأخصائيين‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬بتلك‭ ‬المعطيات‭ ‬للتثبت‭ ‬من‭ ‬وضعيات‭ ‬الأشخاص‭ ‬المعنيين‭.‬
وبخصوص‭ ‬وضعية‭ ‬العاملات‭ ‬الفلاحيات‭ ‬بين‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر‭ ‬إصدار‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬4‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المنظم‭ ‬للوضعية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للعاملات‭ ‬الفلاحيات‭ ‬وستنتفعن‭ ‬بمنظومة‭ ‬مساهماتية،‭ ‬وفسر‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تدريجيا‭ ‬إخراجهن‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الأثناء‭ ‬يمكن‭ ‬للعاملة‭ ‬الفلاحية‭ ‬أن‭ ‬تنفع‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬بالمنحة‭ ‬وبطاقة‭ ‬العلاج‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬منخرطة‭ ‬في‭ ‬الصندوق‭ ‬وتتحمل‭ ‬الدولة‭ ‬تكاليف‭ ‬الانخراط‭ ‬وأوضح‭ ‬الوزير‭ ‬قائلا‭ :‬‮»‬سنحاول‭ ‬القيام‭ ‬بانتقال‭ ‬هادئ‭ ‬وبكيفية‭ ‬تجعل‭ ‬العاملة‭ ‬الفلاحية‭ ‬لا‭ ‬تخاف‭ ‬من‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬تأمين‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إقراره‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬جاهز‭ ‬وسيعرض‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لتحديد‭ ‬الخيارات‭ ‬الأساسية‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬سيؤمن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يفقدون‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬فقدان‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬فيه‭ ‬خطر‭ ‬الارتداد‭ ‬للفقر‭. ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬فقدان‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬يتوجه‭ ‬العامل‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬خاص‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬منحة‭ ‬تعويضية‭ ‬عن‭ ‬فقدان‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬يقع‭ ‬التعهد‭ ‬به‭ ‬لتلافي‭ ‬الفقر‭ ‬والاحتياج‭ ‬ولإعادة‭ ‬تأهيله‭ ‬للاندماج‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬وخلال‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬المساعدات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬منحها‭ ‬خلال‭ ‬العودة‭ ‬المدرسية‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التنسيق‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬بهدف‭ ‬توحيد‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بتوزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬المدرسية‭. ‬
التمكين‭ ‬الاقتصادي
وتحدث‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬عن‭ ‬مجال‭ ‬تدخل‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالتمكين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للفئات‭ ‬محدودة‭ ‬الدخل‭ ‬والأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬برامج‭ ‬التمكين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬إسناد‭ ‬منح‭ ‬للأشخاص‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬التثبت‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التشغيل‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬من‭ ‬جدوى‭ ‬المشروع‭ ‬وقابلية‭ ‬انجازه‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬وفي‭ ‬صورة‭ ‬مصادقتها‭ ‬على‭ ‬الانجاز‭ ‬يقع‭ ‬تمكين‭ ‬المعني‭ ‬بالأمر‭ ‬من‭ ‬منحة‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬بإمكانه‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬لتنمية‭ ‬مشروعه‭ . ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإدماج‭ ‬الكلي‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يحتاجون‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الإعاشة‭ ‬بل‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إدماجهم‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تم‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياحة‭ ‬الميسرة‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬وتم‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬لديهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والعمل‭ ‬وكذلك‭ ‬الترفيه‭ ‬وتشتغل‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬خاصة‭ ‬بالأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬وصنف‭ ‬الإعاقة‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬على‭ ‬التشغيل‭ ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬متفقدو‭ ‬الشغل‭ ‬بحملات‭ ‬لتوعية‭ ‬المؤسسات‭ ‬بتشغيل‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬ودعم‭ ‬الالتزام‭ ‬بتخصيص‭ ‬2‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬لفائدة‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬للإحاطة‭ ‬بذوي‭ ‬الإعاقة‭. ‬وبخصوص‭ ‬الهياكل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعاقة‭ ‬فيوجد‭ ‬تصور‭ ‬لتجديد‭ ‬هذه‭ ‬الهياكل‭ ‬فهي‭ ‬مقسمة‭ ‬بين‭ ‬جمعيات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬عمومية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬خاصة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الاضطراب‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬الخدمات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقضي‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الوزير‭ ‬توحيد‭ ‬نظام‭ ‬العمل‭ ‬وإيجاد‭ ‬آلية‭ ‬للتنسيق‭ ‬بين‭ ‬التدخلات‭ ‬لأن‭ ‬الغاية‭ ‬لا‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الهيكلة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬الإحاطة‭ ‬بالأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭. ‬
وقدم‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬للنواب‭ ‬بسطة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬مراكز‭ ‬الدفاع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬لمقاومة‭ ‬الجريمة‭ ‬وتطبيق‭ ‬السياسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالانقطاع‭ ‬المدرسي‭ ‬وظاهرة‭ ‬المخدرات‭ ‬وظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬والأطفال‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬خلاف‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬فجميع‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬يتم‭ ‬تدارسها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المراكز‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬أخصائيين‭ ‬اجتماعيين‭ ‬وأخصائيين‭ ‬نفسيين‭ ‬وأغلبهم‭ ‬من‭ ‬المستشارين‭ ‬بالدوائر‭ ‬الجنائية‭ ‬والدوائر‭ ‬القضائية‭ ‬للأطفال‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬الراجعة‭ ‬بالنظر‭ ‬للوزارة‭ ‬تضم‭ ‬48‭ ‬مؤسسة‭ ‬منها‭ ‬24‭ ‬مؤسسة‭ ‬للدفاع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وذلك‭ ‬بمعدل‭ ‬مركز‭ ‬بكل‭ ‬ولاية،‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬المرأة‭ ‬ومندوب‭ ‬حماية‭ ‬الطفولة‭ ‬يتم‭ ‬التعهد‭ ‬بالأطفال‭ ‬المهدديين‭ ‬والإحاطة‭ ‬بهم‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬كذلك‭ ‬برنامج‭ ‬الفرصة‭ ‬الثانية‭ ‬للمراهقين‭ ‬بمركز‭ ‬الدفاع‭ ‬والإدماج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بقابس‭ ‬وهو‭ ‬بالتعاون‭ ‬بين‭ ‬وزارتي‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬ويتمثل‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬الانقطاع‭ ‬أو‭ ‬التسرب‭ ‬المدرسي‭.‬
تعليم‭ ‬الكبار‭ ‬
ومن‭ ‬البرامج‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تؤمنها‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬تعليم‭ ‬الكبار‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬تعليم‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬المكتسبات‭ ‬فالشخص‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتعلم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬والمتقاعد‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬مده‭ ‬ببطاقة‭ ‬سحب‭ ‬بريدي‭ ‬وهو‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استخدامها‭ ‬فلا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬البطاقة،‭ ‬لذلك‭ ‬تم،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬إدراج‭ ‬المكتسبات‭ ‬الحياتية‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬تعليم‭ ‬الكبار‭ ‬وهناك‭ ‬برنامج‭ ‬رقمنة‭ ‬معتمد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬وسيفتح‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬أمام‭ ‬المنتفعين‭ ‬ببرنامج‭ ‬تعليم‭ ‬الكبار‭ ‬المجال‭ ‬للتواصل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭. ‬
إعادة‭ ‬هيكلة
مسألة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬تطرق‭ ‬إليها‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬المنعقدة‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وهي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالضمان‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬يطالب‭ ‬دائما‭ ‬بإعادة‭ ‬الهيكلة‭ ‬بمفهوم‭ ‬يتجاوز‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المقاييس،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مهمة‭ ‬باستثناء‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬الجزئية‭ ‬مثل‭ ‬إحداث‭ ‬صندوق‭ ‬الشيخوخة‭ ‬ثم‭ ‬حذفه‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬إضافة‭ ‬مساهمة‭ ‬اجتماعية‭ ‬بنسبة‭ ‬صفر‭ ‬فاصل‭ ‬خمسة‭ ‬أو‭ ‬التقليص‭ ‬في‭ ‬المنافع‭ ‬بل‭ ‬يريد‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مفاهيم‭ ‬جديدة‭ ‬وتصور‭ ‬جديد‭ ‬بكيفية‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬أنظمة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ذات‭ ‬مردودية‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬موجهة‭ ‬وواضحة‭ ‬ومقيسة‭ ‬ومتناسبة‭ ‬مع‭ ‬المساهمات‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المساهمات‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬المصدر‭ ‬الوحيد‭ ‬للتمويل‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬الاقتصار‭ ‬عليها‭. ‬وأعلن‭ ‬الوزير‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬توجه‭ ‬نحو‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بعديد‭ ‬التجارب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الغرض‭ ‬ومثلما‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬إحداث‭ ‬صندوق‭ ‬لفائدة‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬بتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬وعدم‭ ‬الاقتصار‭ ‬على‭ ‬المساهمات،‭ ‬ونفس‭ ‬الشيء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬ضمان‭ ‬التعويض‭ ‬على‭ ‬فقدان‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬أنظمة‭ ‬مساهماتية‭ ‬وأنظمة‭ ‬أخرى‭ ‬مساندة‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬انعدام‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬للصندوق‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مصادر‭ ‬ثانية‭ ‬تكميلية‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬لتمويل‭ ‬الخدمات‭ ‬بل‭ ‬للاستثمار‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬يساعد‭ ‬الاستثمار‭ ‬على‭ ‬إخراج‭ ‬الصندوق‭ ‬من‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬ويمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬موارد‭ ‬أخرى‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬يقع‭ ‬إيجاد‭ ‬آلية‭ ‬للتمويل‭ ‬الذاتي‭ ‬للأنظمة‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الدولة‭.‬
وبخصوص‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الصندوق‭ ‬في‭ ‬عجز‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحسابات‭ ‬الصندوق‭ ‬سجل‭ ‬أرباحا‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬توازناته،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التذكير‭ ‬بما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬السقف‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬د‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬د‭ ‬وتم‭ ‬تقييس‭ ‬الخدمات‭ ‬بحسب‭ ‬عدد‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬إذ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬تتجاوز‭ ‬سلة‭ ‬العلاج‭ ‬والأدوية‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لكل‭ ‬عائلة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬النظارات‭ ‬الطبية‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬المبلغ‭ ‬المسترجع‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬مع‭ ‬التعهد‭ ‬بالخلاص‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترتبت‭ ‬عنه‭ ‬مصاريف‭ ‬إضافية‭. ‬كما‭ ‬لاحظ‭ ‬الوزير‭ ‬تسجيل‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تصفية‭ ‬الدم‭ ‬وفي‭ ‬مبالغ‭ ‬الأدوية‭ ‬الخصوصية‭ ‬فحتى‭ ‬من‭ ‬يتم‭ ‬رفض‭ ‬مطالبهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬يتم‭ ‬قبول‭ ‬مطالبهم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬اللجنة‭ ‬المركزية‭ ‬وعندما‭ ‬يؤكد‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬الوصفة‭ ‬على‭ ‬حاجة‭ ‬المريض‭ ‬للعلاج‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬العلاج‭ ‬والدواء‭ ‬وهذا‭ ‬فيه‭ ‬كلفة‭ ‬مرتفعة‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬الدولة‭ ‬توفير‭ ‬العلاج‭ ‬والدواء‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الحقيقة،‭ ‬حسب‭ ‬تعبيره،‭ ‬لأنه‭ ‬عند‭ ‬إقصاء‭ ‬البعض‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬العلاج‭ ‬فهذا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬ويوجد‭ ‬تصور‭ ‬لإعادة‭ ‬الهيكلة‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬النقص‭ ‬وتعطل‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات،‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬أحيانا‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬الخلاص‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬يقع‭ ‬خلاص‭ ‬الجميع‭. ‬
وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المنافع‭ ‬المقدمة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فهي‭ ‬بصدد‭ ‬التنوع‭ ‬والتطور‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الوزير‭ ‬وتطرق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالسكن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المعروض‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وتم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬اقتراح‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬الكراء‭ ‬المملك‭ ‬وهي‭ ‬آلية‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬عقدي‭ ‬الكراء‭ ‬ومعين‭ ‬الكراء‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬دفعه‭ ‬بعنوان‭ ‬كراء‭ ‬حالي‭ ‬وبعنوان‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ثمن‭ ‬العقار‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنه‭ ‬عند‭ ‬خلاص‭ ‬كامل‭ ‬الثمن‭ ‬يحال‭ ‬العقار‭ ‬للشخص‭ ‬المكتري‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬برنامج‭ ‬للسكن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لفائدة‭ ‬المنخرطين‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬التقاعد‭ ‬والحيطة‭ ‬الاجتماعية‭.‬
وتطرق‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬الشغل‭ ‬والعلاقات‭ ‬المهنية‭ ‬وأكد‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬لمتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬منع‭ ‬المناولة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وكذلك‭ ‬المصالحة‭ ‬وفض‭ ‬النزاعات‭ ‬المهنية‭ ‬الجماعية‭. ‬
وبخصوص‭ ‬ديوان‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬ملف‭ ‬عودة‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬النقل‭ ‬حيث‭ ‬تدخلت‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬النقل‭ ‬لتوفير‭ ‬تذاكر‭ ‬بسعر‭ ‬معقول‭ ‬للعائلات‭ ‬متعددة‭ ‬الأفراد‭ ‬أو‭ ‬لفائدة‭ ‬الطلبة‭ ‬وعددها‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬تذكرة‭ ‬ويجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توزيعها‭ ‬بصفة‭ ‬منتظمة‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬موفى‭ ‬شهر‭ ‬أوت‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الملحقين‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬25‭ ‬ملحقا‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تعيين‭ ‬مجموعة‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬الانتشار‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التكلفة‭ ‬لأن‭ ‬تواجد‭ ‬الملحقين‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬معيارين‭ ‬وهما‭ ‬كثافة‭ ‬عدد‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ونوعية‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬إذ‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تدخلات‭ ‬وإحاطة‭ ‬اجتماعية‭ ‬مكثفة‭ ‬بحالات‭ ‬المرض‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬وغيرها‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لتدخل‭ ‬اجتماعي‭ ‬ويكفي‭ ‬تعيين‭ ‬ملحق‭ ‬وحيد‭ ‬لأن‭ ‬نوعية‭ ‬الخدمات‭ ‬المطلوبة‭ ‬تكون‭ ‬إدارية‭ ‬بالأساس‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬تكثيف‭ ‬عدد‭ ‬الملحقين‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬حاجة‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬أكبر‭ ‬للخدمة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬
وخلص‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬تمسكه‭ ‬بتحقيق‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للدولة‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التواكل‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬النشيط‭ ‬والممارسة‭ ‬المهنية،‭ ‬وأكد‭ ‬على‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬التقليص‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المنتفعين‭ ‬في‭ ‬ببرنامج‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وحصره‭ ‬في‭ ‬الأشخاص‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬أما‭ ‬البقية‭ ‬فسيتم‭ ‬إخراجهم‭ ‬نحو‭ ‬منظومات‭ ‬أخرى‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الإحاطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مع‭ ‬التكوين‭ ‬والرسكلة‭ ‬والإحاطة‭ ‬والإدماج‭ ‬المهني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادتهم‭ ‬للحياة‭ ‬النشيطة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬المسار‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الاحتياج‭ ‬والدعم‭ ‬المالي‭ ‬المباشر‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬النشيط‭ ‬والإحاطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منظومات‭ ‬اجتماعية‭ ‬قارة‭ ‬وثابتة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬المساهماتي‭ ‬والنظام‭ ‬غير‭ ‬المساهماتي‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬النظام‭ ‬غير‭ ‬المساهماتي‭ ‬يقع‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬وبهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬يتم‭ ‬ضمان‭ ‬ديمومة‭ ‬أنظمة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬واستقرارها‭ ‬وبلوغ‭ ‬المعرف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الوحيد‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬تونسي‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬رقم‭ ‬اجتماعي‭ ‬يعرف‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬حقوقه‭ ‬وتعرف‭ ‬الإدارة‭ ‬ما‭ ‬عليها‭ ‬تقديمه‭ ‬لصاحب‭ ‬المعرف‭ ‬الوحيد‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬تصبح‭ ‬الإدارة‭ ‬مرقمنة‭ ‬ويتم‭ ‬التعامل‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والإدارة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشفافية‭ ‬والمسؤولية‭.‬

 

سعيدة‭ ‬بوهلال

في‭ ‬جلسة‭ ‬عامة‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭..‬  المطالبة‭ ‬بترسيم‭ ‬عمال‭ ‬المناولة‭ ‬وتسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬المتعاقدين

توجه‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬أمس‭ ‬خلال‭ ‬جلستهم‭ ‬العامة‭ ‬المنعقدة‭ ‬بباردو‭ ‬للحوار‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬بمطالب‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬ترسيم‭ ‬عمال‭ ‬المناولة‭ ‬والتسريع‭ ‬في‭ ‬تسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬المتعاقدين‭. ‬
وضمانا‭ ‬لحسن‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬الجديد‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة،‭ ‬أوصى‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬بتكثيف‭ ‬الزيارات‭ ‬الرقابية‭ ‬والترفيع‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬متفقدي‭ ‬الشغل،‭ ‬ودعا‭ ‬آخرون‭ ‬جهاز‭ ‬التفقد‭ ‬إلى‭ ‬التصدي‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬لمحاولات‭ ‬من‭ ‬يريدون‭ ‬إفشال‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬الثوري‭ ‬حسب‭ ‬وصفهم‭ ‬والعبث‭ ‬بحقوق‭ ‬العمال‭. ‬

‭ ‬كما‭ ‬عبر‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬تمسكهم‭ ‬بإدماج‭ ‬الفئات‭ ‬الهشة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمكينها‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وتوسيع‭ ‬مظلة‭ ‬التغطية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ودعوا‭ ‬إلى‭ ‬تشغيل‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة،‭ ‬والترفيع‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬المساعدات‭ ‬الممنوحة‭ ‬للعائلات‭ ‬المعوزة‭ ‬ومحدودة‭ ‬الدخل‭ ‬وتمكينها‭ ‬من‭ ‬الانتفاع‭ ‬ببرامج‭ ‬السكن‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اقترح‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬قيمة‭ ‬المنحة‭ ‬العائلية‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬حاليا‭ ‬سبعة‭ ‬دنانير‭ ‬قصد‭ ‬تشجيع‭ ‬التونسيين‭ ‬على‭ ‬الإنجاب‭ ‬والتوقي‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬التهرم‭ ‬السكاني،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬دعا‭ ‬آخرون‭ ‬إلى‭ ‬العناية‭ ‬بالمتقاعدين‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اقترح‭ ‬تمكينهم‭ ‬من‭ ‬امتيازات‭ ‬جبائية‭ ‬أو‭ ‬مساعدات‭ ‬مالية‭. ‬
وتطرق‭ ‬أعضاء‭ ‬الغرفة‭ ‬النيابية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬مداخلاتهم‭ ‬إلى‭ ‬النقائص‭ ‬التي‭ ‬تشكوا‭ ‬منها‭ ‬الإدارات‭ ‬الراجعة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬وطالبوا‭ ‬بدعمها‭ ‬بالموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والمعدات‭ ‬والتجهيزات‭ ‬ووسائل‭ ‬النقل‭. ‬
أما‭ ‬عماد‭ ‬الدربالي‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬فأشار‭ ‬إلى‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أعضاء‭ ‬المجالس‭ ‬المحلية‭ ‬والمجالس‭ ‬الجهوية‭ ‬ومجالس‭ ‬الأقاليم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬المخطط‭ ‬التنموي‭ ‬2026‭-‬2030،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مشروعا‭ ‬وطنيا‭ ‬شاملا‭ ‬يعكس‭ ‬تطلعات‭ ‬التونسيات‭ ‬والتونسيين‭ ‬ويكرس‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتنمية‭ ‬المتوازنة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬والفئات‭.‬
وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬للحوار‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مناسبة‭ ‬لاستحضار‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬لا‭ ‬وطنية‭ ‬وظالمة‭ ‬لأنها‭ ‬سياسات‭ ‬كرست‭ ‬التفاوت‭ ‬بين‭ ‬الفئات‭ ‬وعمقت‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬وفاقمت‭ ‬نسب‭ ‬البطالة‭ ‬والفقر‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬تردي‭ ‬الأوضاع‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭. ‬وتحدث‭ ‬الدربالي‭ ‬عن‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬بعد‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬بناء‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬بديل‭ ‬قوامه‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬وضمان‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬لكل‭ ‬التونسيين‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬الإنصاف‭ ‬والعدل،‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬ارتياح‭ ‬المجلس‭ ‬لما‭ ‬وصفه‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الثورية‭ ‬ذات‭ ‬الطابع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬والتي‭ ‬مثلت‭ ‬انتصاراً‭ ‬حقيقيا‭ ‬للقوى‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬تكريس‭ ‬حقها‭ ‬في‭ ‬الشغل‭ ‬الكريم‭ ‬الذي‭ ‬يصون‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬رغبة‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬مزيد‭ ‬تعزيز‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للدولة‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشرائح‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬تواجه‭ ‬أوضاعا‭ ‬هشة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬النساء‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬والأشخاص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخصوصية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬آليات‭ ‬التشغيل‭ ‬الهش‭ ‬والعقود‭. ‬وأكد‭ ‬الدربالي‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬مواصلة‭ ‬دعم‭ ‬العائلات‭ ‬محدودة‭ ‬الدخل‭ ‬وذلك‭ ‬لكي‭ ‬ينسجم‭ ‬المشروع‭ ‬الوطني‭ ‬برمته‭ ‬مع‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة،‭ ‬وهي‭ ‬مرحلة‭ ‬البناء‭ ‬والتأسيس‭ ‬لعدالة‭ ‬اجتماعية‭ ‬حقيقية‭ ‬حسب‭ ‬وصفه‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬حرص‭ ‬مجلسه‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬وحدة‭ ‬الدولة‭ ‬وتكامل‭ ‬أدوار‭ ‬مؤسساتها،‭ ‬وبما‭ ‬تقتضيه‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬تكافل‭ ‬وطني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬مخطط‭ ‬تنموي‭ ‬شعبي‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬حاضـرة‭ ‬بقوة،‭ ‬فهو‭ ‬يريده‭ ‬مخططا‭ ‬يكرس‭ ‬مبادئ‭ ‬الإنصاف‭ ‬ويحفظ‭ ‬الحقوق‭ ‬ويوفر‭ ‬للتونسيات‭ ‬وللتونسيين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬نفس‭ ‬الفرص‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬العدل‭ ‬والمساواة‭. ‬وخلص‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬تمضي‭ ‬قدما‭ ‬على‭ ‬درب‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وهي‭ ‬مازالت‭ ‬تواجه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬المتراكمة‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬الفاشلة‭ ‬والخيارات‭ ‬غير‭ ‬العادلة‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬بما‭ ‬تتيحه‭ ‬من‭ ‬مناخ‭ ‬وطني‭ ‬جديد‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬الإرادة‭ ‬السياسية‭ ‬الصادقة‭ ‬تمثل،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬لتجاوز‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يتواصل‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬بروح‭ ‬جماعية‭ ‬ومسؤولية‭ ‬تاريخية‭ ‬عالية‭ ‬يتم‭ ‬فيها‭ ‬تغليب‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬على‭ ‬الحسابات‭ ‬الضيقة،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى‭ ‬وحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬وحدة‭ ‬الصف‭ ‬الوطني‭ ‬ولعدم‭ ‬ترك‭ ‬المجال‭ ‬مفتوحا‭ ‬لمحاولات‭ ‬الإرباك‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جماعات‭ ‬الإرهاب‭ ‬التي‭ ‬دمرت‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لوبيات‭ ‬الفساد‭ ‬والإفساد‭ ‬التي‭ ‬عبثت‭ ‬بمصالح‭ ‬الشعب‭ ‬وتسعى‭ ‬إلى‭ ‬عرقلة‭ ‬كل‭ ‬المساعي‭ ‬الصادقة‭ ‬لبناء‭ ‬الدولة‭ ‬العادلة‭.‬
وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬على‭ ‬التزام‭ ‬المجلس‭ ‬الثابت‭ ‬بخيار‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية،‭ ‬باعتباره‭ ‬خيارا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬لا‭ ‬رجعة‭ ‬فيه‭. ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬اليوم‭ ‬ماضية‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬حق‭ ‬شعبها‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيره،‭ ‬ورسم‭ ‬سياساته‭ ‬واتخاذ‭ ‬قراراته‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التدخل‭ ‬أو‭ ‬الوصاية،‭ ‬وبمنأى‭ ‬عن‭ ‬الضغوط‭ ‬والإملاءات‭ ‬التي‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬فرضتها‭ ‬دوائر‭ ‬الاستعمار‭ ‬والهيمنة‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمصلحة‭ ‬الشعبية،‭ ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬الوطني‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬الانغلاق،‭ ‬بل‭ ‬يؤكد‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الشراكات‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وخدمة‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬استقلال‭ ‬القرار‭ ‬الوطني‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شروط‭ ‬مجحفة‭ ‬تعيد‭ ‬إنتاج‭ ‬التبعية‭. ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬المجلس‭ ‬المتواصل‭ ‬لهذا‭ ‬المسار‭ ‬واستعداده‭ ‬لمواصلة‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬كل‭ ‬القوى‭ ‬الوطنية‭ ‬الصادقة،‭ ‬حسب‭ ‬وصفه،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬مشروع‭ ‬تنموي‭ ‬سيادي‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬يكرس‭ ‬حضور‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ويضمن‭ ‬للمواطنين‭ ‬حقهم‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬المساواة‭ ‬والعدالة‭.‬
منع‭ ‬الوساطة
وتعقيبا‭ ‬على‭ ‬مداخلات‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬أشار‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالخصوص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬المناولة‭ ‬واضح‭ ‬وصريح‭ ‬وتجاوز‭ ‬حتى‭ ‬معايير‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬إذ‭ ‬أنه‭ ‬منع‭ ‬كافة‭ ‬أشكال‭ ‬الوساطة‭ ‬وهو‭ ‬خيار‭ ‬متميز‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الخيار‭ ‬محل‭ ‬تقدير‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬ندوة‭ ‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬انعقدت‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬جوان‭ ‬الماضي‭ ‬ومحل‭ ‬إشادة‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭. ‬ولاحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬وجدت‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬صعوبات‭ ‬مفتعلة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دعوة‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬النصوص‭ ‬التطبيقية‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬لم‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬أوامر‭ ‬ترتيبية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬نافد‭ ‬منذ‭ ‬تاريخ‭ ‬صدوره‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بتنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تفقديات‭ ‬الشغل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المصانع‭ ‬الكبرى‭ ‬قامت‭ ‬مباشرة‭ ‬بتطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬مؤسسات‭ ‬أخرى‭ ‬وجدت‭ ‬صعوبات‭ ‬في‭ ‬التطبيق‭ ‬لذلك‭ ‬يقوم‭ ‬متفقدو‭ ‬الشغل‭ ‬على‭ ‬مساعدتها‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬تطبيقه‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬في‭ ‬تجاوز‭ ‬كل‭ ‬الإشكاليات‭ ‬المطروحة‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬العمال‭ ‬غير‭ ‬القارين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬الأحمر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬ثابت‭ ‬لأن‭ ‬العقود‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬انتهت‭ ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬فهي‭ ‬مسألة‭ ‬وقت‭ ‬إذ‭ ‬يجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬دراسات‭ ‬لتحديد‭ ‬الوضعيات‭ ‬لأن‭ ‬الانتدابات‭ ‬الظرفية‭ ‬فيها‭ ‬تنوع‭ ‬حسب‭ ‬الأنشطة‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬عرض‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬ليتخذ‭ ‬القرار‭ ‬النهائي‭ ‬في‭ ‬شأنه‭. ‬
وإجابة‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬أخرى‭ ‬حول‭ ‬منظومة‭ ‬الأمان‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬تشتغل‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬مضبوطة‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬جري‭ ‬العمل‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬بعض‭ ‬عناصر‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬وحصر‭ ‬المنتفعين‭ ‬في‭ ‬المستحقين‭ ‬دون‭ ‬غيرهم،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬خاضعة‭ ‬للرقابة‭. ‬وتعقيبا‭ ‬عن‭ ‬سؤال‭ ‬حول‭ ‬المنح‭ ‬العائلية‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬موارد‭ ‬للغرض‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬وأن‭ ‬الوزارة‭ ‬بصدد‭ ‬انتظار‭ ‬صدور‭ ‬الأمر‭ ‬التطبيقي‭. ‬وبخصوص‭ ‬إسناد‭ ‬بطاقات‭ ‬العلاج‭ ‬ذكر‭ ‬أنه‭ ‬يخضع‭ ‬لنفس‭ ‬مقاييس‭ ‬التحويلات‭ ‬المالية‭. ‬ولاحظ‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬إسناد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬بطاقات‭ ‬العلاج‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬منح‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬بطاقات‭ ‬الإعاقة‭ ‬ويجب‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الجادة‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬الرقمنة‭. ‬وقدم‭ ‬الوزير‭ ‬للنواب‭ ‬معطيات‭ ‬حول‭ ‬بطاقة‭ ‬‮«‬لاباس‮»‬‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬توزيع‭ ‬240‭ ‬ألف‭ ‬بطاقة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البريد‭ ‬التونسي‭ ‬لكن‭ ‬تم‭ ‬إرجاع‭ ‬90‭ ‬ألف‭ ‬بطاقة‭ ‬وسيتم‭ ‬الاتصال‭ ‬بأصحابها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المؤجرين‭ ‬لتوزيع‭ ‬تلك‭ ‬البطاقات،‭ ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بطاقة‭ ‬الأمان‭ ‬فإن‭ ‬الصفقة‭ ‬جاهزة‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬بطاقات‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬فهي‭ ‬جاهزة‭ ‬وتم‭ ‬اقتناء‭ ‬آلات‭ ‬الطباعة‭ ‬وتوزيعها‭ ‬على‭ ‬الإدارات‭ ‬الجهوية‭ ‬مع‭ ‬تنظيم‭ ‬دورات‭ ‬تكوينية‭ ‬لتسهيل‭ ‬منح‭ ‬البطاقات‭ ‬الجديدة‭. ‬
وتفاعلا‭ ‬مع‭ ‬النواب‭ ‬الذين‭ ‬تحدثوا‭ ‬عن‭ ‬خدمات‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬أكد‭ ‬الوزير‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬الخدمات‭ ‬وتحسين‭ ‬السقف‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المشكل‭ ‬مع‭ ‬مسدي‭ ‬الخدمات‭ ‬بصدد‭ ‬الحل‭. ‬وتعقيبا‭ ‬عن‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬القروض‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬أنها‭ ‬بصدد‭ ‬التقييم‭ ‬لأن‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬المبالغ‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬التقليص‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المنتفعين‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬حسب‭ ‬الدراسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬سيتم‭ ‬اعتماد‭ ‬معايير‭ ‬أخرى‭ ‬تسمح‭ ‬بالترفيع‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المنتفعين‭ ‬مع‭ ‬ضمان‭ ‬توازنات‭ ‬الصندوق،‭ ‬وبخصوص‭ ‬مراكز‭ ‬توزيع‭ ‬الأدوية‭ ‬الخصوصية‭ ‬بين‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬توفير‭ ‬مقرات‭ ‬يمكن‭ ‬بعث‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ولاية‭ ‬وتجنيب‭ ‬المواطن‭ ‬معاناة‭ ‬التنقل‭. ‬
ولدى‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬التهرم‭ ‬السكاني‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬ليس‭ ‬كارثيا،‭ ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬عطلة‭ ‬الأمومة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحسن‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الإنجاب‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬وبخصوص‭ ‬صندوق‭ ‬العاملات‭ ‬الفلاحيات‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬النصوص‭ ‬التطبيقية‭ ‬جاهزة‭ ‬وسيتم‭ ‬التداول‭ ‬بشأنها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬وزاري‭. ‬
عدالة‭ ‬اجتماعية‭ ‬
وفي‭ ‬بداية‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬قدم‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مداخلته‭ ‬أشار‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تقدمت‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬السياسة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬ضبطها‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬بموجب‭ ‬الفصل‭ ‬25‭ ‬من‭ ‬الدستور‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الخيار‭ ‬الذي‭ ‬أقره‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬هو‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الحقيقية‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬يقتضي‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬مسألتين‭ ‬وهما‭ ‬المفهوم‭ ‬النظري‭ ‬للعدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتكريس‭ ‬الحقيقي‭ ‬للعدالة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مفهومها‭ ‬النظري‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬مقاييس‭ ‬ونسب‭ ‬ومجال‭ ‬التدخلات‭ ‬وتنوعها‭ ‬وتساءل‭ ‬هل‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬تصوره‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬الواقع؟‭ ‬وأجاب‭ ‬الوزير‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الواقع،‭ ‬تغفل‭ ‬المنظومات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬وتقصي‭ ‬أحيانا‭ ‬فئات‭ ‬أخرى‭ ‬فالمعايير‭ ‬الموضعية‭ ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬درجة‭ ‬دقتها‭ ‬فهي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الحالات‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إقصاء‭ ‬بل‭ ‬تؤدي‭ ‬أحيانا‭ ‬إلى‭ ‬تمكين‭ ‬أشخاص‭ ‬من‭ ‬امتيازات‭ ‬وخدمات‭ ‬لا‭ ‬يستحقونها‭.‬
‭ ‬وبين‭ ‬الأحمر‭ ‬أن‭ ‬تحقيق‭ ‬السياسة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬يقتضي‭ ‬تحقيق‭ ‬سلم‭ ‬اجتماعية‭ ‬لكن‭ ‬السلم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مرتبطة‭ ‬باستقرار‭ ‬اجتماعي‭ ‬وهذا‭ ‬الاستقرار‭ ‬لن‭ ‬يتحقق‭ ‬إلا‭ ‬بعلاقات‭ ‬مهنية‭ ‬واجتماعية‭ ‬مستقرة،‭ ‬ولهذا‭ ‬الغرض‭ ‬فإن‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قوله،‭ ‬تشتغل‭ ‬على‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬الأساسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتحقيق‭ ‬علاقات‭ ‬اجتماعية‭ ‬سليمة‭ ‬وغير‭ ‬تنازعية‭ ‬سواء‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الطبقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬عملا‭ ‬ميدانيا‭. ‬
عمل‭ ‬ميداني
وأكد‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬أسدى‭ ‬مؤخرا‭ ‬تعليماته‭ ‬بتكثيف‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ليس‭ ‬عملا‭ ‬نظريا‭ ‬في‭ ‬المكاتب‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬ميداني‭ ‬يتطلب‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬الإخلالات‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الإضرار‭ ‬بالمواطنين‭ ‬وتحول‭ ‬دون‭ ‬تمتعهم‭ ‬بحقوقهم‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬توجد‭ ‬ثلاثة‭ ‬محاور‭ ‬تشتغل‭ ‬عليها‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وهي‭: ‬العلاقات‭ ‬المهنية،‭ ‬والنهوض‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والتونسيون‭ ‬بالخارج‭ ‬والهجرة‭. ‬
وقدم‭ ‬الوزير‭ ‬لنواب‭ ‬الشعب‭ ‬معطيات‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬الإصلاحات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوزارة،‭ ‬وقال‭ ‬إن‭ ‬خيار‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬القطع‭ ‬مع‭ ‬المنظومات‭ ‬التقليدية‭ ‬ومع‭ ‬الإملاءات‭ ‬الخارجية‭ ‬وهو‭ ‬خيار‭ ‬وطني‭ ‬ويكون‭ ‬التنفيذ‭ ‬بأياد‭ ‬تونسية،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬المشاريع‭ ‬المنجزة‭ ‬هي‭ ‬تونسية‭ ‬مائة‭ ‬بالمائة‭ ‬وخرجت‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬عن‭ ‬المنظومات‭ ‬الجاهزة‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬اعتمادها‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭. ‬
وللقضاء‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬بين‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬برنامج‭ ‬متكامل‭ ‬يتم‭ ‬تنفيذه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬المحاور‭ ‬وشمل‭ ‬المحور‭ ‬الأول‭ ‬الأساتذة‭ ‬والمعلمين‭ ‬النواب‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬غلق‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬بصفة‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬شبه‭ ‬كلية‭ ‬فحتى‭ ‬الخدمات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تم‭ ‬فتحها‭ ‬أمامهم‭ ‬قبل‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬تسوية‭ ‬وضعياتهم‭ ‬المهنية‭ ‬والمالية،‭ ‬وهناك‭ ‬محور‭ ‬آخر‭ ‬وهو‭ ‬عملة‭ ‬الحضائر‭ ‬وتم‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬منح‭ ‬مستحقات‭ ‬من‭ ‬تفوق‭ ‬أعمارهم‭ ‬60‭ ‬سنة‭ ‬مع‭ ‬مواصلة‭ ‬التدقيق‭ ‬في‭ ‬القائمات،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬45‭ ‬سنة‭ ‬فقد‭ ‬تمت‭ ‬تسوية‭ ‬وضعياتهم‭ ‬المهنية‭ ‬وهي‭ ‬مستقرة،‭ ‬أما‭ ‬عمال‭ ‬الحضائر‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬45‭ ‬و55‭ ‬سنة‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬مشروع‭ ‬أمر‭ ‬فيه‭ ‬تصور‭ ‬متكامل‭ ‬لحل‭ ‬المشكل‭ ‬كما‭ ‬صدر‭ ‬أمر‭ ‬بمنع‭ ‬المناولة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بوساطة‭ ‬لتوفير‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬وتتعامل‭ ‬مع‭ ‬مؤسسات‭ ‬وإدارات‭ ‬عمومية‭ ‬ستنتهي‭ ‬تماما‭ ‬لأنه‭ ‬سيتم‭ ‬تسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأعوان‭ ‬وترسيمهم‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬يشتغلون‭ ‬بها‭. ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬تنظيم‭ ‬عقود‭ ‬الشغل‭ ‬ومنع‭ ‬المناولة‭ ‬نص‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬عقود‭ ‬الشعل‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬ومن‭ ‬يقع‭ ‬انتدابه‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مجلة‭ ‬الشغل‭ ‬أصبح‭ ‬عمله‭ ‬قارا‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الكتابة‭ ‬فإن‭ ‬العون‭ ‬مترسم‭ ‬لأن‭ ‬العلاقة‭ ‬الشغلية‭ ‬يتم‭ ‬إثباتها‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬وبمقتضى‭ ‬القانون‭ ‬تم‭ ‬ترسيم‭ ‬الجميع‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بمقتضى‭ ‬نفس‭ ‬القانون‭ ‬وقع‭ ‬منع‭ ‬المناولة‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬وقامت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬بتسوية‭ ‬وضعيات‭ ‬أعوانها‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬مازالت‭ ‬تطرح‭ ‬أسئلة‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تطبيقه‭ ‬ويعمل‭ ‬إطارات‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬مساعدتها‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬القانون،‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تحقيق‭ ‬تقدم‭ ‬تدريجي‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬المذكور‭.‬
الأدوية‭ ‬الخصوصية‭ ‬
وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الميداني‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بعمل‭ ‬ميداني‭ ‬آخر‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وهو‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬بعث‭ ‬مراكز‭ ‬لتوزيع‭ ‬الأدوية‭ ‬الخصوصية‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أوت‭ ‬2024‭ ‬كانت‭ ‬توجد‭ ‬خمسة‭ ‬مراكز‭ ‬أما‭ ‬اليوم‭ ‬فقد‭ ‬وصل‭ ‬العدد‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬مراكز‭ ‬وهناك‭ ‬4‭ ‬مراكز‭ ‬بصدد‭ ‬الانجاز‭ ‬وسيتم‭ ‬فتحها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬أو‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2025‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الأدوية‭ ‬الخصوصية‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬مصحات‭ ‬حي‭ ‬الخضراء‭ ‬وسوسة‭ ‬وصفاقس،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬بعث‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬جندوبة‭ ‬ومركز‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬القصرين‭ ‬أما‭ ‬مركز‭ ‬مدنين‭ ‬فهو‭ ‬جاهز‭ ‬وسينطلق‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الصائفة‭ ‬حال‭ ‬مباشرة‭ ‬الإطار‭ ‬الطبي‭ ‬كما‭ ‬يوجد‭ ‬مركز‭ ‬آخر‭ ‬جاهز‭ ‬وهو‭ ‬مركز‭ ‬قصور‭ ‬الساف‭ ‬ونفس‭ ‬الشيء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬سليانة‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬مقر‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتقاعد‭ ‬والحيطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬لتحويله‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬لتوزيع‭ ‬الأدوية‭ ‬الخصوصية‭. ‬
تقريب‭ ‬الخدمات
ويتمثل‭ ‬الإصلاح‭ ‬الموالي‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬تقريب‭ ‬خدمات‭ ‬مصحات‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬المواطن‭ ‬وضمان‭ ‬انتشار‭ ‬عادل‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬والمعتمديات،‭ ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬بعض‭ ‬المصحات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬معتمديات‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬ولايات،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬المقر‭ ‬في‭ ‬الكاف‭ ‬جاهز‭ ‬وتم‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬تأثيثه‭ ‬وتجهيزه‭ ‬بالمعدات،‭ ‬أما‭ ‬في‭ ‬الرديف‭ ‬فإن‭ ‬الوزارة‭ ‬تنتظر‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬تحديد‭ ‬معين‭ ‬كراء‭ ‬مقر‭ ‬يتم‭ ‬تخصيصه‭ ‬لتركيز‭ ‬مصحة‭ ‬للضمان‭ ‬الاجتماعي‭. ‬
وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬التربية‭ ‬المختصة‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مراكز‭ ‬منتشرة‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬تراب‭ ‬الجمهورية‭ ‬كما‭ ‬هناك‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتوحد‭ ‬وتم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مقرات‭ ‬ويجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جميع‭ ‬الولايات‭ ‬ويتمثل‭ ‬الهدف‭ ‬المراد‭ ‬بلوغه‭ ‬تدريجيا‭ ‬في‭ ‬بعث‭ ‬مركز‭ ‬توحد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ولاية‭ ‬أو‭ ‬معتمدية‭. ‬
أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬المهنية،‭ ‬فأشار‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬الانطلاق‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬رقابي،‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬القيام‭ ‬بعملية‭ ‬تدقيق‭ ‬للمراكز‭ ‬خاصة‭ ‬المراكز‭ ‬المخصصة‭ ‬للأشخاص‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬أو‭ ‬دور‭ ‬إعاشة‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تعريض‭ ‬حياة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬للخطر‭ ‬بل‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬ضمان‭ ‬احترام‭ ‬المقاييس‭ ‬الوطنية‭ ‬والمعايير‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭.‬
إصلاح‭ ‬المنظومة
وتطرق‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬في‭ ‬مداخلته‭ ‬أمام‭ ‬أعضاء‭ ‬الغرفة‭ ‬النيابية‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬المطروحة‭ ‬على‭ ‬الوزارة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬إصلاح‭ ‬منظومة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬أذن‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مقاربة‭ ‬تستجيب‭ ‬للوضع‭ ‬القائم‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬مع‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬المنظومات‭ ‬القديمة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬مصطلحات‭ ‬وأفكار‭ ‬واستبعاد‭ ‬هذه‭ ‬المنظومات‭ ‬لأنها‭ ‬أدت،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬منظومة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭. ‬
وفسر‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬فرق‭ ‬بين‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭ ‬وديمومة‭ ‬الخدمات،‭ ‬فالصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بإمكانياتها‭ ‬الحالية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬استمرار‭ ‬الخدمات‭ ‬لكن‭ ‬دون‭ ‬تحقيق‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬يمكن‭ ‬مواصلة‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اختلال‭ ‬التوازنات‭ ‬المالية‭ ‬بسبب‭ ‬الديون‭ ‬المتقاطعة‭ ‬فالمهم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للوزارة‭ ‬هو‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات‭ ‬وليست‭ ‬الأرقام‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬رغم‭ ‬أهمية‭ ‬الأرقام‭ ‬فإن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬تأمين‭ ‬استمرارية‭ ‬الخدمة‭ ‬الاجتماعية‭.‬
الأمان‭ ‬الاجتماعي
ولدى‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وما‭ ‬يثيره‭ ‬من‭ ‬جدل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجهوي،‭ ‬أشار‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬الحوارية‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البرامج‭ ‬يعد‭ ‬تجربة‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تم‭ ‬الاقتداء‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬بنفس‭ ‬الشكل‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬المعايير‭ ‬الموجودة‭ ‬حاليا‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬تفتح‭ ‬الحق‭ ‬لفئة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬منظومة‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تثير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭ ‬من‭ ‬جانبين‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬حق‭ ‬دستوري‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬تسعين‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬تدخلات‭ ‬يتم‭ ‬منحها‭ ‬بطاقة‭ ‬علاج‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬بطاقة‭ ‬علاج‭ ‬مجاني‭ ‬أو‭ ‬علاج‭ ‬بتعريفة‭ ‬منخفضة،‭ ‬أما‭ ‬الجانب‭ ‬الثاني‭ ‬فيتمثل‭ ‬في‭ ‬التحويلات‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬منحها‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬عائل‭ ‬والمعيار‭ ‬المعتمد‭ ‬حاليا‭ ‬يتجاوز‭ ‬الأجر‭ ‬الأدنى‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يتقاضى‭ ‬الأجر‭ ‬الأدني‭ ‬ينتفع‭ ‬بخدمات‭ ‬برنامج‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬بتمتع‭ ‬بمساعدات‭ ‬اجتماعية‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬بصدد‭ ‬القيام‭ ‬بمراجعات‭ ‬لتلافي‭ ‬الإخلالات‭ ‬وذلك‭ ‬بالتثبت‭ ‬من‭ ‬الوضعية‭ ‬المالية‭ ‬للشخص‭ ‬لأنه‭ ‬أحيانا‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬دخل‭ ‬آخر‭ ‬متأت‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬تجاري‭ ‬أو‭ ‬لديه‭ ‬عقارات‭ ‬أو‭ ‬رصيد‭ ‬مالي‭ ‬وعندما‭ ‬تتوفر‭ ‬المعلومات‭ ‬يقع‭ ‬مد‭ ‬الأخصائيين‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬بتلك‭ ‬المعطيات‭ ‬للتثبت‭ ‬من‭ ‬وضعيات‭ ‬الأشخاص‭ ‬المعنيين‭.‬
وبخصوص‭ ‬وضعية‭ ‬العاملات‭ ‬الفلاحيات‭ ‬بين‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الأمر‭ ‬إصدار‭ ‬المرسوم‭ ‬عدد‭ ‬4‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬المنظم‭ ‬للوضعية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للعاملات‭ ‬الفلاحيات‭ ‬وستنتفعن‭ ‬بمنظومة‭ ‬مساهماتية،‭ ‬وفسر‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تدريجيا‭ ‬إخراجهن‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الأثناء‭ ‬يمكن‭ ‬للعاملة‭ ‬الفلاحية‭ ‬أن‭ ‬تنفع‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬بالمنحة‭ ‬وبطاقة‭ ‬العلاج‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬منخرطة‭ ‬في‭ ‬الصندوق‭ ‬وتتحمل‭ ‬الدولة‭ ‬تكاليف‭ ‬الانخراط‭ ‬وأوضح‭ ‬الوزير‭ ‬قائلا‭ :‬‮»‬سنحاول‭ ‬القيام‭ ‬بانتقال‭ ‬هادئ‭ ‬وبكيفية‭ ‬تجعل‭ ‬العاملة‭ ‬الفلاحية‭ ‬لا‭ ‬تخاف‭ ‬من‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‮»‬‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬تأمين‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إقراره‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬جاهز‭ ‬وسيعرض‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لتحديد‭ ‬الخيارات‭ ‬الأساسية‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬سيؤمن‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يفقدون‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬فقدان‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬فيه‭ ‬خطر‭ ‬الارتداد‭ ‬للفقر‭. ‬وقال‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬فقدان‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬يتوجه‭ ‬العامل‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬خاص‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬منحة‭ ‬تعويضية‭ ‬عن‭ ‬فقدان‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬يقع‭ ‬التعهد‭ ‬به‭ ‬لتلافي‭ ‬الفقر‭ ‬والاحتياج‭ ‬ولإعادة‭ ‬تأهيله‭ ‬للاندماج‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬من‭ ‬جديد‭. ‬وخلال‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬المساعدات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬منحها‭ ‬خلال‭ ‬العودة‭ ‬المدرسية‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬التنسيق‭ ‬وزارة‭ ‬التجارة‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬بهدف‭ ‬توحيد‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بتوزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬المدرسية‭. ‬
التمكين‭ ‬الاقتصادي
وتحدث‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬عن‭ ‬مجال‭ ‬تدخل‭ ‬الوزارة‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالتمكين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للفئات‭ ‬محدودة‭ ‬الدخل‭ ‬والأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬برامج‭ ‬التمكين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬يتم‭ ‬في‭ ‬إطاره‭ ‬إسناد‭ ‬منح‭ ‬للأشخاص‭ ‬ثم‭ ‬يتم‭ ‬التثبت‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬التشغيل‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬من‭ ‬جدوى‭ ‬المشروع‭ ‬وقابلية‭ ‬انجازه‭ ‬في‭ ‬الجهة‭ ‬وفي‭ ‬صورة‭ ‬مصادقتها‭ ‬على‭ ‬الانجاز‭ ‬يقع‭ ‬تمكين‭ ‬المعني‭ ‬بالأمر‭ ‬من‭ ‬منحة‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬بإمكانه‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬قرض‭ ‬لتنمية‭ ‬مشروعه‭ . ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإدماج‭ ‬الكلي‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬لأنهم‭ ‬لا‭ ‬يحتاجون‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الإعاشة‭ ‬بل‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إدماجهم‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬تم‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬قرار‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياحة‭ ‬الميسرة‭ ‬لذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬وتم‭ ‬عرضه‭ ‬على‭ ‬وزارة‭ ‬السياحة،‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬لديهم‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬والعمل‭ ‬وكذلك‭ ‬الترفيه‭ ‬وتشتغل‭ ‬الوزارة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬خاصة‭ ‬بالأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬وصنف‭ ‬الإعاقة‭ ‬لمساعدتهم‭ ‬على‭ ‬التشغيل‭ ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬متفقدو‭ ‬الشغل‭ ‬بحملات‭ ‬لتوعية‭ ‬المؤسسات‭ ‬بتشغيل‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬ودعم‭ ‬الالتزام‭ ‬بتخصيص‭ ‬2‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬لفائدة‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬للإحاطة‭ ‬بذوي‭ ‬الإعاقة‭. ‬وبخصوص‭ ‬الهياكل‭ ‬المؤسسات‭ ‬الناشطة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعاقة‭ ‬فيوجد‭ ‬تصور‭ ‬لتجديد‭ ‬هذه‭ ‬الهياكل‭ ‬فهي‭ ‬مقسمة‭ ‬بين‭ ‬جمعيات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬عمومية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬خاصة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الاضطراب‭ ‬في‭ ‬نوعية‭ ‬الخدمات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقضي‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الوزير‭ ‬توحيد‭ ‬نظام‭ ‬العمل‭ ‬وإيجاد‭ ‬آلية‭ ‬للتنسيق‭ ‬بين‭ ‬التدخلات‭ ‬لأن‭ ‬الغاية‭ ‬لا‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الهيكلة‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاتها‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬جودة‭ ‬الإحاطة‭ ‬بالأشخاص‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭. ‬
وقدم‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬للنواب‭ ‬بسطة‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬مراكز‭ ‬الدفاع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬لمقاومة‭ ‬الجريمة‭ ‬وتطبيق‭ ‬السياسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬بالانقطاع‭ ‬المدرسي‭ ‬وظاهرة‭ ‬المخدرات‭ ‬وظاهرة‭ ‬العنف‭ ‬لدى‭ ‬الشباب‭ ‬والأطفال‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬خلاف‭ ‬مع‭ ‬القانون‭ ‬فجميع‭ ‬هذه‭ ‬الظواهر‭ ‬يتم‭ ‬تدارسها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المراكز‭ ‬التي‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬أخصائيين‭ ‬اجتماعيين‭ ‬وأخصائيين‭ ‬نفسيين‭ ‬وأغلبهم‭ ‬من‭ ‬المستشارين‭ ‬بالدوائر‭ ‬الجنائية‭ ‬والدوائر‭ ‬القضائية‭ ‬للأطفال‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬الراجعة‭ ‬بالنظر‭ ‬للوزارة‭ ‬تضم‭ ‬48‭ ‬مؤسسة‭ ‬منها‭ ‬24‭ ‬مؤسسة‭ ‬للدفاع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وذلك‭ ‬بمعدل‭ ‬مركز‭ ‬بكل‭ ‬ولاية،‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬المرأة‭ ‬ومندوب‭ ‬حماية‭ ‬الطفولة‭ ‬يتم‭ ‬التعهد‭ ‬بالأطفال‭ ‬المهدديين‭ ‬والإحاطة‭ ‬بهم‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬كذلك‭ ‬برنامج‭ ‬الفرصة‭ ‬الثانية‭ ‬للمراهقين‭ ‬بمركز‭ ‬الدفاع‭ ‬والإدماج‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بقابس‭ ‬وهو‭ ‬بالتعاون‭ ‬بين‭ ‬وزارتي‭ ‬التربية‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬ويتمثل‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬في‭ ‬مقاومة‭ ‬الانقطاع‭ ‬أو‭ ‬التسرب‭ ‬المدرسي‭.‬
تعليم‭ ‬الكبار‭ ‬
ومن‭ ‬البرامج‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬تؤمنها‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أشار‭ ‬الوزير‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬تعليم‭ ‬الكبار‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬المرور‭ ‬من‭ ‬تعليم‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬المكتسبات‭ ‬فالشخص‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يتعلم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬والمتقاعد‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬مده‭ ‬ببطاقة‭ ‬سحب‭ ‬بريدي‭ ‬وهو‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬استخدامها‭ ‬فلا‭ ‬جدوى‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬البطاقة،‭ ‬لذلك‭ ‬تم،‭ ‬حسب‭ ‬قوله،‭ ‬إدراج‭ ‬المكتسبات‭ ‬الحياتية‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬تعليم‭ ‬الكبار‭ ‬وهناك‭ ‬برنامج‭ ‬رقمنة‭ ‬معتمد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬وسيفتح‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬أمام‭ ‬المنتفعين‭ ‬ببرنامج‭ ‬تعليم‭ ‬الكبار‭ ‬المجال‭ ‬للتواصل‭ ‬عن‭ ‬بعد‭. ‬
إعادة‭ ‬هيكلة
مسألة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬تطرق‭ ‬إليها‭ ‬عصام‭ ‬الأحمر‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ ‬المنعقدة‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للجهات‭ ‬والأقاليم‭ ‬وهي‭ ‬تتعلق‭ ‬بالضمان‭ ‬الاجتماعي‭. ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬يطالب‭ ‬دائما‭ ‬بإعادة‭ ‬الهيكلة‭ ‬بمفهوم‭ ‬يتجاوز‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المقاييس،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مهمة‭ ‬باستثناء‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬الجزئية‭ ‬مثل‭ ‬إحداث‭ ‬صندوق‭ ‬الشيخوخة‭ ‬ثم‭ ‬حذفه‭. ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬إضافة‭ ‬مساهمة‭ ‬اجتماعية‭ ‬بنسبة‭ ‬صفر‭ ‬فاصل‭ ‬خمسة‭ ‬أو‭ ‬التقليص‭ ‬في‭ ‬المنافع‭ ‬بل‭ ‬يريد‭ ‬المرور‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬مفاهيم‭ ‬جديدة‭ ‬وتصور‭ ‬جديد‭ ‬بكيفية‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬أنظمة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ذات‭ ‬مردودية‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬موجهة‭ ‬وواضحة‭ ‬ومقيسة‭ ‬ومتناسبة‭ ‬مع‭ ‬المساهمات‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المساهمات‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬المصدر‭ ‬الوحيد‭ ‬للتمويل‭ ‬ولا‭ ‬يتم‭ ‬الاقتصار‭ ‬عليها‭. ‬وأعلن‭ ‬الوزير‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬توجه‭ ‬نحو‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬القيام‭ ‬بعديد‭ ‬التجارب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الغرض‭ ‬ومثلما‭ ‬تم‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬إحداث‭ ‬صندوق‭ ‬لفائدة‭ ‬المرأة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الفلاحي‭ ‬بتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬وعدم‭ ‬الاقتصار‭ ‬على‭ ‬المساهمات،‭ ‬ونفس‭ ‬الشيء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬صندوق‭ ‬ضمان‭ ‬التعويض‭ ‬على‭ ‬فقدان‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬أنظمة‭ ‬مساهماتية‭ ‬وأنظمة‭ ‬أخرى‭ ‬مساندة‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬انعدام‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬للصندوق‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬مصادر‭ ‬ثانية‭ ‬تكميلية‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬لتمويل‭ ‬الخدمات‭ ‬بل‭ ‬للاستثمار‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬يساعد‭ ‬الاستثمار‭ ‬على‭ ‬إخراج‭ ‬الصندوق‭ ‬من‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬ويمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬موارد‭ ‬أخرى‭ ‬أي‭ ‬أنه‭ ‬يقع‭ ‬إيجاد‭ ‬آلية‭ ‬للتمويل‭ ‬الذاتي‭ ‬للأنظمة‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬الدولة‭.‬
وبخصوص‭ ‬الصندوق‭ ‬الوطني‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬الصندوق‭ ‬في‭ ‬عجز‭ ‬لكن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحسابات‭ ‬الصندوق‭ ‬سجل‭ ‬أرباحا‭ ‬وذكر‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬توازناته،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التذكير‭ ‬بما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬الصندوق‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬السقف‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬د‭ ‬إلى‭ ‬400‭ ‬د‭ ‬وتم‭ ‬تقييس‭ ‬الخدمات‭ ‬بحسب‭ ‬عدد‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬إذ‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬تتجاوز‭ ‬سلة‭ ‬العلاج‭ ‬والأدوية‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬لكل‭ ‬عائلة،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬النظارات‭ ‬الطبية‭ ‬الترفيع‭ ‬في‭ ‬المبلغ‭ ‬المسترجع‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬دينارا‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬دينار‭ ‬مع‭ ‬التعهد‭ ‬بالخلاص‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ترتبت‭ ‬عنه‭ ‬مصاريف‭ ‬إضافية‭. ‬كما‭ ‬لاحظ‭ ‬الوزير‭ ‬تسجيل‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تصفية‭ ‬الدم‭ ‬وفي‭ ‬مبالغ‭ ‬الأدوية‭ ‬الخصوصية‭ ‬فحتى‭ ‬من‭ ‬يتم‭ ‬رفض‭ ‬مطالبهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬لجنة‭ ‬صندوق‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬يتم‭ ‬قبول‭ ‬مطالبهم‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬اللجنة‭ ‬المركزية‭ ‬وعندما‭ ‬يؤكد‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬الوصفة‭ ‬على‭ ‬حاجة‭ ‬المريض‭ ‬للعلاج‭ ‬يتم‭ ‬توفير‭ ‬العلاج‭ ‬والدواء‭ ‬وهذا‭ ‬فيه‭ ‬كلفة‭ ‬مرتفعة‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬الدولة‭ ‬توفير‭ ‬العلاج‭ ‬والدواء‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الحقيقة،‭ ‬حسب‭ ‬تعبيره،‭ ‬لأنه‭ ‬عند‭ ‬إقصاء‭ ‬البعض‭ ‬بسبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬كلفة‭ ‬العلاج‭ ‬فهذا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬توجد‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬للتأمين‭ ‬على‭ ‬المرض‭ ‬ويوجد‭ ‬تصور‭ ‬لإعادة‭ ‬الهيكلة‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬النقص‭ ‬وتعطل‭ ‬إسداء‭ ‬الخدمات،‭ ‬وأكد‭ ‬أنه‭ ‬يتم‭ ‬أحيانا‭ ‬التأخير‭ ‬في‭ ‬الخلاص‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬الأمر‭ ‬يقع‭ ‬خلاص‭ ‬الجميع‭. ‬
وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المنافع‭ ‬المقدمة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فهي‭ ‬بصدد‭ ‬التنوع‭ ‬والتطور‭ ‬حسب‭ ‬قول‭ ‬الوزير‭ ‬وتطرق‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬المتعلق‭ ‬بالسكن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬المعروض‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬أنظار‭ ‬مجلس‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬وتم‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬اقتراح‭ ‬فتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬الكراء‭ ‬المملك‭ ‬وهي‭ ‬آلية‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬عقدي‭ ‬الكراء‭ ‬ومعين‭ ‬الكراء‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬دفعه‭ ‬بعنوان‭ ‬كراء‭ ‬حالي‭ ‬وبعنوان‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ثمن‭ ‬العقار‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنه‭ ‬عند‭ ‬خلاص‭ ‬كامل‭ ‬الثمن‭ ‬يحال‭ ‬العقار‭ ‬للشخص‭ ‬المكتري‭. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬برنامج‭ ‬للسكن‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لفائدة‭ ‬المنخرطين‭ ‬في‭ ‬صندوق‭ ‬التقاعد‭ ‬والحيطة‭ ‬الاجتماعية‭.‬
وتطرق‭ ‬الأحمر‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬الشغل‭ ‬والعلاقات‭ ‬المهنية‭ ‬وأكد‭ ‬على‭ ‬منح‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬لمتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬منع‭ ‬المناولة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وكذلك‭ ‬المصالحة‭ ‬وفض‭ ‬النزاعات‭ ‬المهنية‭ ‬الجماعية‭. ‬
وبخصوص‭ ‬ديوان‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬ملف‭ ‬عودة‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬النقل‭ ‬حيث‭ ‬تدخلت‭ ‬وزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬النقل‭ ‬لتوفير‭ ‬تذاكر‭ ‬بسعر‭ ‬معقول‭ ‬للعائلات‭ ‬متعددة‭ ‬الأفراد‭ ‬أو‭ ‬لفائدة‭ ‬الطلبة‭ ‬وعددها‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬تذكرة‭ ‬ويجري‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توزيعها‭ ‬بصفة‭ ‬منتظمة‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬موفى‭ ‬شهر‭ ‬أوت‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الملحقين‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬عودة‭ ‬25‭ ‬ملحقا‭ ‬وذكر‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬تعيين‭ ‬مجموعة‭ ‬أخرى‭ ‬مع‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬الانتشار‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التكلفة‭ ‬لأن‭ ‬تواجد‭ ‬الملحقين‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬معيارين‭ ‬وهما‭ ‬كثافة‭ ‬عدد‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬ونوعية‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬البلدان‭ ‬إذ‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تدخلات‭ ‬وإحاطة‭ ‬اجتماعية‭ ‬مكثفة‭ ‬بحالات‭ ‬المرض‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الوطن‭ ‬وغيرها‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لتدخل‭ ‬اجتماعي‭ ‬ويكفي‭ ‬تعيين‭ ‬ملحق‭ ‬وحيد‭ ‬لأن‭ ‬نوعية‭ ‬الخدمات‭ ‬المطلوبة‭ ‬تكون‭ ‬إدارية‭ ‬بالأساس‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬تكثيف‭ ‬عدد‭ ‬الملحقين‭ ‬الاجتماعيين‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬حاجة‭ ‬التونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬أكبر‭ ‬للخدمة‭ ‬الاجتماعية‭. ‬
وخلص‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬تمسكه‭ ‬بتحقيق‭ ‬الدور‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للدولة‭ ‬وبين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬لا‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬التواكل‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬النشيط‭ ‬والممارسة‭ ‬المهنية،‭ ‬وأكد‭ ‬على‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬التقليص‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المنتفعين‭ ‬في‭ ‬ببرنامج‭ ‬الأمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وحصره‭ ‬في‭ ‬الأشخاص‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬أما‭ ‬البقية‭ ‬فسيتم‭ ‬إخراجهم‭ ‬نحو‭ ‬منظومات‭ ‬أخرى‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الإحاطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مع‭ ‬التكوين‭ ‬والرسكلة‭ ‬والإحاطة‭ ‬والإدماج‭ ‬المهني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادتهم‭ ‬للحياة‭ ‬النشيطة‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وفسر‭ ‬أن‭ ‬المسار‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الاحتياج‭ ‬والدعم‭ ‬المالي‭ ‬المباشر‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬النشيط‭ ‬والإحاطة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬منظومات‭ ‬اجتماعية‭ ‬قارة‭ ‬وثابتة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬المساهماتي‭ ‬والنظام‭ ‬غير‭ ‬المساهماتي‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬النظام‭ ‬غير‭ ‬المساهماتي‭ ‬يقع‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬وبهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬يتم‭ ‬ضمان‭ ‬ديمومة‭ ‬أنظمة‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬واستقرارها‭ ‬وبلوغ‭ ‬المعرف‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الوحيد‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬تونسي‭ ‬يكون‭ ‬لديه‭ ‬رقم‭ ‬اجتماعي‭ ‬يعرف‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬حقوقه‭ ‬وتعرف‭ ‬الإدارة‭ ‬ما‭ ‬عليها‭ ‬تقديمه‭ ‬لصاحب‭ ‬المعرف‭ ‬الوحيد‭ ‬وبهذه‭ ‬الكيفية‭ ‬تصبح‭ ‬الإدارة‭ ‬مرقمنة‭ ‬ويتم‭ ‬التعامل‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والإدارة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشفافية‭ ‬والمسؤولية‭.‬

 

سعيدة‭ ‬بوهلال