إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬منحته‭ ‬درع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الجوائح.. اعتراف‭ ‬دولي‭ ‬رفيع‭ ‬بالدور‭ ‬الريادي‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية

في‭ ‬خطوة‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬تقدير‭ ‬دولي‭ ‬رفيع،‭ ‬منحت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬درع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الجوائح‭ ‬الصحية‭ ‬والتأهّب‭ ‬والاستجابة‭ ‬لها،‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الختامية‭ ‬لأشغال‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬للفريق‭ ‬العامل‭ ‬المكلّف‭ ‬بصياغة‭ ‬ملحق‭ ‬الاتفاقية‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬يومي‭ ‬9‭ ‬و10‭ ‬جويلية‭ ‬2025‭.‬

ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬تتويجًا‭ ‬لجهود‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية،‭ ‬وتأكيدًا‭ ‬على‭ ‬دوره‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬78‭ ‬لجمعية‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بتاريخ‭ ‬20‭ ‬ماي‭ ‬2025‭. ‬وتُمثّل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬لحظة‭ ‬فاصلة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية،‭ ‬إذ‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬والتضامن‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجوائح‭ ‬الصحية‭ ‬المستقبلية‭.‬
هذا‭ ‬التكريم‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬بل‭ ‬يُسلّط‭ ‬الضوء‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الصحية‭ ‬الدولية،‭ ‬وعلى‭ ‬دورها‭ ‬الفاعل‭ ‬كمبادِرة‭ ‬وشريك‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬صحي‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬صلابة‭ ‬وإنصافًا‭.‬
وفي‭ ‬كلمته‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬الدورة‭ ‬78‭ ‬لجمعية‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬خصّ‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬الدكتور‭ ‬تيدروس‭ ‬أدهانوم‭ ‬غيبرييسوس،‭ ‬بالذكر‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬مشيدًا‭ ‬بريادته‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬التأسيس‭ ‬لمبادرة‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الجوائح‭. ‬وأوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬غيبرييسوس‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬القادة‭ ‬الذين‭ ‬طرحوا‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬مكالمة‭ ‬هاتفية‭ ‬جرت‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أفريل‭ ‬2020،‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬أزمة‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ - ‬19‭.‬
من‭ ‬جانبها،‭ ‬أكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬الدولي‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬تونس‭ ‬المستمر‭ ‬بتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬العالمي،‭ ‬ويترجم‭ ‬موقعها‭ ‬كمساهم‭ ‬نشط‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬السياسات‭ ‬الصحية‭ ‬الدولية‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬بيان‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬ظلّت،‭ ‬طيلة‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬صوتًا‭ ‬داعمًا‭ ‬للتضامن‭ ‬الدولي،‭ ‬ومدافعًا‭ ‬عن‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬والموارد‭ ‬الصحية‭.‬
وتُعد‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الجوائح‭ ‬استجابة‭ ‬مباشرة‭ ‬للثغرات‭ ‬التي‭ ‬كشفتها‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ - ‬19‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬نتيجة‭ ‬نداء‭ ‬أطلقه‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬مارس‭ ‬2021،‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬26‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬والحكومات،‭ ‬حيث‭ ‬دعوا‭ ‬جميعًا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إبرام‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬جديدة‭ ‬تستهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬التنسيق‭ ‬الدولي‭ ‬وتوفير‭ ‬آليات‭ ‬ناجعة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجوائح‭ ‬الصحية‭ ‬مستقبلًا‭.‬
وقد‭ ‬تكلّلت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬بالموافقة‭ ‬الرسمية‭ ‬على‭ ‬المعاهدة‭ ‬خلال‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬العالمية‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬ماي‭ ‬2025،‭ ‬حيث‭ ‬حظيت‭ ‬بدعم‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬إذ‭ ‬صوّت‭ ‬لصالحها‭ ‬124‭ ‬بلدًا،‭ ‬مقابل‭ ‬11‭ ‬دولة‭ ‬احتفظت‭ ‬برأيها،‭ ‬دون‭ ‬تسجيل‭ ‬أي‭ ‬اعتراض‭.‬
وتُحدّد‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬الجديدة‭ ‬المبادئ‭ ‬والآليات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬اتباعها‭ ‬لضمان‭ ‬استجابة‭ ‬منسّقة‭ ‬وفعّالة‭ ‬خلال‭ ‬الجوائح،‭ ‬وتشمل‭ ‬خصوصًا‭ ‬ضمان‭ ‬الوصول‭ ‬العادل‭ ‬والسريع‭ ‬إلى‭ ‬اللقاحات‭ ‬والعلاجات‭ ‬والتشخيصات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الصحية‭ ‬والحوكمة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الصحي‭.‬
تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعاملت‭ ‬بصرامة‭ ‬وفاعلية‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و2022،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬وقائية‭ ‬مشددة،‭ ‬أبرزها‭ ‬فرض‭ ‬حظر‭ ‬التجوال‭ ‬وتكثيف‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬والتلقيح‭. ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬صيف‭ ‬2021‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬المراحل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تدخّل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬كان‭ ‬حاسمًا‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭. ‬فبفضل‭ ‬تعبئة‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬ومجهودات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬واسعة،‭ ‬تم‭ ‬تأمين‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬التلاقيح‭ ‬وتوزيعها‭ ‬بشكل‭ ‬منظّم‭ ‬وفعّال‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭.‬
ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬جهود‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬أيضًا‭ ‬الاهتمام‭ ‬المستمر‭ ‬بالقطاع‭ ‬الصحي‭ ‬الوطني‭. ‬ففي‭ ‬لقاء‭ ‬جمعه‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بوزير‭ ‬الصحة‭ ‬مصطفى‭ ‬الفرجاني،‭ ‬شدّد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬ووضع‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬جديد‭ ‬يضمن‭ ‬حقوق‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬كرامتهم‭. ‬وأكّد‭ ‬بالمناسبة‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬تونسي‭ ‬في‭ ‬التمتّع‭ ‬بخدمات‭ ‬صحية‭ ‬ذات‭ ‬جودة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النهوض‭ ‬بالصحة‭ ‬العمومية‭ ‬يعدّ‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أولويات‭ ‬الدولة‭.‬
كما‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬التزامه‭ ‬بأن‭ ‬الصحة‭ ‬العمومية‭ ‬ستتعافى،‭ ‬وأن‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬سيحظون‭ ‬بكل‭ ‬الرعاية‭ ‬اللازمة‭. ‬كما‭ ‬شدّد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الجوائح‭ ‬تشكّل‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬صحي‭ ‬عالمي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التضامن،‭ ‬والعدالة،‭ ‬والاستعداد‭ ‬الجماعي‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الصحية‭ ‬المقبلة‭.‬
وبهذا‭ ‬التكريم،‭ ‬تُثبت‭ ‬تونس‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬متلقّية‭ ‬للقرارات‭ ‬الدولية،‭ ‬بل‭ ‬شريك‭ ‬فعّال‭ ‬في‭ ‬صياغتها،‭ ‬مستندة‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬استباقية‭ ‬ورغبة‭ ‬صادقة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬لكل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.‬


منال‭ ‬حرزي

منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬منحته‭ ‬درع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الجوائح..  اعتراف‭ ‬دولي‭ ‬رفيع‭ ‬بالدور‭ ‬الريادي‭ ‬لرئيس‭ ‬الجمهورية

في‭ ‬خطوة‭ ‬تعبّر‭ ‬عن‭ ‬تقدير‭ ‬دولي‭ ‬رفيع،‭ ‬منحت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬درع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الجوائح‭ ‬الصحية‭ ‬والتأهّب‭ ‬والاستجابة‭ ‬لها،‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬الختامية‭ ‬لأشغال‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬للفريق‭ ‬العامل‭ ‬المكلّف‭ ‬بصياغة‭ ‬ملحق‭ ‬الاتفاقية‭ ‬المنعقد‭ ‬في‭ ‬جنيف‭ ‬يومي‭ ‬9‭ ‬و10‭ ‬جويلية‭ ‬2025‭.‬

ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬تتويجًا‭ ‬لجهود‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية،‭ ‬وتأكيدًا‭ ‬على‭ ‬دوره‭ ‬المحوري‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬78‭ ‬لجمعية‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬بتاريخ‭ ‬20‭ ‬ماي‭ ‬2025‭. ‬وتُمثّل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬لحظة‭ ‬فاصلة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬تطوير‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية،‭ ‬إذ‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬والتضامن‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجوائح‭ ‬الصحية‭ ‬المستقبلية‭.‬
هذا‭ ‬التكريم‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية،‭ ‬بل‭ ‬يُسلّط‭ ‬الضوء‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الصحية‭ ‬الدولية،‭ ‬وعلى‭ ‬دورها‭ ‬الفاعل‭ ‬كمبادِرة‭ ‬وشريك‭ ‬مسؤول‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬صحي‭ ‬عالمي‭ ‬أكثر‭ ‬صلابة‭ ‬وإنصافًا‭.‬
وفي‭ ‬كلمته‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬الدورة‭ ‬78‭ ‬لجمعية‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬خصّ‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬الدكتور‭ ‬تيدروس‭ ‬أدهانوم‭ ‬غيبرييسوس،‭ ‬بالذكر‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد،‭ ‬مشيدًا‭ ‬بريادته‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬التأسيس‭ ‬لمبادرة‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الجوائح‭. ‬وأوضح‭ ‬الدكتور‭ ‬غيبرييسوس‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬القادة‭ ‬الذين‭ ‬طرحوا‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬مكالمة‭ ‬هاتفية‭ ‬جرت‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أفريل‭ ‬2020،‭ ‬في‭ ‬أوج‭ ‬أزمة‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ - ‬19‭.‬
من‭ ‬جانبها،‭ ‬أكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬الدولي‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬تونس‭ ‬المستمر‭ ‬بتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬العالمي،‭ ‬ويترجم‭ ‬موقعها‭ ‬كمساهم‭ ‬نشط‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬السياسات‭ ‬الصحية‭ ‬الدولية‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬بيان‭ ‬الوزارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬ظلّت،‭ ‬طيلة‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬صوتًا‭ ‬داعمًا‭ ‬للتضامن‭ ‬الدولي،‭ ‬ومدافعًا‭ ‬عن‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬والموارد‭ ‬الصحية‭.‬
وتُعد‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الدولية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الجوائح‭ ‬استجابة‭ ‬مباشرة‭ ‬للثغرات‭ ‬التي‭ ‬كشفتها‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ - ‬19‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬الصحية‭ ‬العالمية،‭ ‬وقد‭ ‬جاءت‭ ‬نتيجة‭ ‬نداء‭ ‬أطلقه‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬يوم‭ ‬30‭ ‬مارس‭ ‬2021،‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬26‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬والحكومات،‭ ‬حيث‭ ‬دعوا‭ ‬جميعًا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إبرام‭ ‬معاهدة‭ ‬دولية‭ ‬جديدة‭ ‬تستهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬التنسيق‭ ‬الدولي‭ ‬وتوفير‭ ‬آليات‭ ‬ناجعة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجوائح‭ ‬الصحية‭ ‬مستقبلًا‭.‬
وقد‭ ‬تكلّلت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬بالموافقة‭ ‬الرسمية‭ ‬على‭ ‬المعاهدة‭ ‬خلال‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للصحة‭ ‬العالمية‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬ماي‭ ‬2025،‭ ‬حيث‭ ‬حظيت‭ ‬بدعم‭ ‬واسع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء،‭ ‬إذ‭ ‬صوّت‭ ‬لصالحها‭ ‬124‭ ‬بلدًا،‭ ‬مقابل‭ ‬11‭ ‬دولة‭ ‬احتفظت‭ ‬برأيها،‭ ‬دون‭ ‬تسجيل‭ ‬أي‭ ‬اعتراض‭.‬
وتُحدّد‭ ‬هذه‭ ‬المعاهدة‭ ‬الجديدة‭ ‬المبادئ‭ ‬والآليات‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬اتباعها‭ ‬لضمان‭ ‬استجابة‭ ‬منسّقة‭ ‬وفعّالة‭ ‬خلال‭ ‬الجوائح،‭ ‬وتشمل‭ ‬خصوصًا‭ ‬ضمان‭ ‬الوصول‭ ‬العادل‭ ‬والسريع‭ ‬إلى‭ ‬اللقاحات‭ ‬والعلاجات‭ ‬والتشخيصات،‭ ‬وتعزيز‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الصحية‭ ‬والحوكمة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الصحي‭.‬
تجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تونس‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تعاملت‭ ‬بصرامة‭ ‬وفاعلية‭ ‬مع‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و2022،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬وقائية‭ ‬مشددة،‭ ‬أبرزها‭ ‬فرض‭ ‬حظر‭ ‬التجوال‭ ‬وتكثيف‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬والتلقيح‭. ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬صيف‭ ‬2021‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬المراحل،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تدخّل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬كان‭ ‬حاسمًا‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭. ‬فبفضل‭ ‬تعبئة‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬ومجهودات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬واسعة،‭ ‬تم‭ ‬تأمين‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬التلاقيح‭ ‬وتوزيعها‭ ‬بشكل‭ ‬منظّم‭ ‬وفعّال‭ ‬في‭ ‬كامل‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭.‬
ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬جهود‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬تشمل‭ ‬أيضًا‭ ‬الاهتمام‭ ‬المستمر‭ ‬بالقطاع‭ ‬الصحي‭ ‬الوطني‭. ‬ففي‭ ‬لقاء‭ ‬جمعه‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بوزير‭ ‬الصحة‭ ‬مصطفى‭ ‬الفرجاني،‭ ‬شدّد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬ووضع‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬جديد‭ ‬يضمن‭ ‬حقوق‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬كرامتهم‭. ‬وأكّد‭ ‬بالمناسبة‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬تونسي‭ ‬في‭ ‬التمتّع‭ ‬بخدمات‭ ‬صحية‭ ‬ذات‭ ‬جودة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النهوض‭ ‬بالصحة‭ ‬العمومية‭ ‬يعدّ‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أولويات‭ ‬الدولة‭.‬
كما‭ ‬أكد‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬التزامه‭ ‬بأن‭ ‬الصحة‭ ‬العمومية‭ ‬ستتعافى،‭ ‬وأن‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬سيحظون‭ ‬بكل‭ ‬الرعاية‭ ‬اللازمة‭. ‬كما‭ ‬شدّد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬الجوائح‭ ‬تشكّل‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬نحو‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬صحي‭ ‬عالمي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التضامن،‭ ‬والعدالة،‭ ‬والاستعداد‭ ‬الجماعي‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الصحية‭ ‬المقبلة‭.‬
وبهذا‭ ‬التكريم،‭ ‬تُثبت‭ ‬تونس‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬فقط‭ ‬متلقّية‭ ‬للقرارات‭ ‬الدولية،‭ ‬بل‭ ‬شريك‭ ‬فعّال‭ ‬في‭ ‬صياغتها،‭ ‬مستندة‭ ‬إلى‭ ‬رؤية‭ ‬استباقية‭ ‬ورغبة‭ ‬صادقة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الصحة‭ ‬لكل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭.‬


منال‭ ‬حرزي