إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

أطنان من الفضلات وبقايا قوارير بلاستيكية تلقى يوميا.. شواطئ تتحوّل إلى مصبّات للنفايات.. والمصطافون في قفص الاتهام

تُقدّر إحصائيات وكالة حماية الشريط الساحلي أنه خلال حملة تنظيف الشواطئ، يتم يوميًا رفع حمولتين من كل شاطئ، ويُقدّر عددها بـ133 شاطئًا، وتُقدّر الحمولة الواحدة بـ3 أمتار مكعبة.

تعكس هذه الأرقام حجم التعدّي على الشواطئ من قبل المصطافين والسلوك العام للتونسي غير الصديق للبيئة، والفاقد لأدنى مقومات الوعي والحس المواطني، وهو ما يُمارسه أيضًا في الغابات والساحات والحدائق العامة والطريق بشكل عام. وتكفي جولة بسيطة في عدد من الشواطئ لاكتشاف حجم مخلفات السلوك اللاواعي للمصطافين، مع كل تلك الأكداس من الفضلات وبقايا الأطعمة، ولا سيما القوارير والنفايات البلاستيكية.

مؤخرًا، كشف رئيس مشروع التنظيف الآلي للشواطئ بوكالة حماية الشريط الساحلي، نبيل مختار، أن «النفايات البلاستيكية تمسّ من جودة حياة المواطن وتضر بصحته، كما تُكلّف الدولة أموالًا طائلة لرفعها»،

معبرًا في تصريح إعلامي عن «استيائه من سلوك المصطافين وغياب الوعي، واستهتارهم بخطورة النفايات على الشواطئ، وخاصة البلاستيكية منها». مضيفًا أن «الشاطئ ليس مصبًّا للنفايات بل مكان للاصطياف».

وعي المواطن

دون شك، يحتاج تغيير سلوك المصطافين والمواطنين في تعاملهم مع النواحي البيئية إلى المزيد من برامج التوعية والتحسيس، وهنا تُطرح أسئلة حول تواضع ومحدودية أدوار الجمعيات المهتمة بالشأن البيئي، المُطالبة بالتركيز على البُعد التوعوي لمعاضدة مجهودات البلديات والهياكل الرسمية.

في هذا السياق، وتحت شعار «تمتّع بالصيف وخَلِّي البحر نظيف»، انتظمت أول أمس، بشاطئ حمام الشط من ولاية بن عروس، ببادرة من جمعية «صوت المواطن» وبمشاركة عدد من الهياكل وممثلين عن عدد من المنظمات الناشطة في الحقل المدني، تظاهرة بيئية متعددة الفقرات، اشتملت على حملة موسعة لتنظيف الفسحة الشاطئية، رافقتها مجموعة من الأنشطة والفعاليات المختلفة، توزّعت بين الورشات والمسابقات المختلفة.

وقالت رئيسة المكتب الجهوي لجمعية صوت المواطن ببن عروس، كريمة سالمي، إن «الغاية من هذه التظاهرة البيئية، نشر ثقافة المواطنة والتوعية بأهمية التربية البيئية ودورها في المحافظة على المنظومات البيئية على الشاطئ، خاصة بالنسبة للناشئة والفئات الشبابية، والعمل على خلق ديناميكية اجتماعية تستهدف هذه الفئات للرفع من منسوب الوعي الحضاري لديهم حول أهمية الحفاظ على نظافة الفسحة الشاطئية، والالتزام بقواعد النظافة، وعدم إلقاء الأوساخ على الرمال، والتنبيه إلى المضار التي يمكن أن تلحق هذه المنظومة البيئية جراء السلوكيات غير الحضارية».

من جهتها، صرحت هاجر حفظلاوي، رئيسة مصلحة بإدارة جودة الحياة بوزارة البيئة، أن التظاهرة هي «الأولى ضمن سلسلة من التظاهرات التي ستشمل بقية شواطئ الضاحية الجنوبية للعاصمة وغيرها من الشواطئ على امتداد السواحل التونسية، وتهدف إلى دعوة المصطافين ومرتادي الشواطئ للحد من التلوث البلاستيكي على الشاطئ، والتوعية بمضار هذه النفايات على المنظومة البيئية البحرية، ورفع درجة الوعي بأهمية المحافظة على نظافة الشواطئ، وهي مبادئ أساسية تعمل الوزارة على نشرها وتعزيزها من خلال دعم مثل هذه التظاهرات والمبادرات المواطنية التي تستهدف مكافحة كل أشكال التلوث، خاصة البحري منه».

حملات النظافة

بالتوازي مع العمل التحسيسي، فإن هذا الواقع المُضر بالبيئة والصحة، وبصورة البلاد سياحيًّا، والمتفاقم منذ سنوات، يطرح أسئلة حول فعالية الأدوار الموكولة للهياكل المعنية بالبيئة والحفاظ على المحيط، وعلى الشريط الساحلي، في الحفاظ على نظافة المحيط، ومنها الشواطئ صيفًا.

تؤكد بهذا الخصوص مصادر وكالة حماية الشريط الساحلي أن حملة التنظيف هذا الموسم تستهدف 82 شاطئًا عموميًّا و51 شاطئًا سياحيًّا. وقد انطلقت الأشغال منذ منتصف شهر ماي الماضي لتتواصل إلى نهاية شهر سبتمبر القادم.

وكان وزير البيئة، الحبيب عبيد، على هامش إعطاء إشارة انطلاق تنظيف الشواطئ استعدادًا للموسم الصيفي، قد صرّح “بأن وزارة البيئة قد انطلقت منذ شهر جانفي 2025، في الاستعداد لحماية الشواطئ من الانجراف، وتضمّن البرنامج الشريط الساحلي في كل من بنزرت وقمرت وسوسة والمهدية والمنستير، إلى غاية الوصول لجزيرة جربة».

مضيفًا أن «الوزارة أعدّت طلبات العروض في إطار تنفيذ برنامج كامل من أجل حماية هذه الشواطئ، على أن تنطلق الأشغال خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2025».

◗ م.ي

أطنان من الفضلات وبقايا قوارير بلاستيكية تلقى يوميا..   شواطئ تتحوّل إلى مصبّات للنفايات.. والمصطافون في قفص الاتهام

تُقدّر إحصائيات وكالة حماية الشريط الساحلي أنه خلال حملة تنظيف الشواطئ، يتم يوميًا رفع حمولتين من كل شاطئ، ويُقدّر عددها بـ133 شاطئًا، وتُقدّر الحمولة الواحدة بـ3 أمتار مكعبة.

تعكس هذه الأرقام حجم التعدّي على الشواطئ من قبل المصطافين والسلوك العام للتونسي غير الصديق للبيئة، والفاقد لأدنى مقومات الوعي والحس المواطني، وهو ما يُمارسه أيضًا في الغابات والساحات والحدائق العامة والطريق بشكل عام. وتكفي جولة بسيطة في عدد من الشواطئ لاكتشاف حجم مخلفات السلوك اللاواعي للمصطافين، مع كل تلك الأكداس من الفضلات وبقايا الأطعمة، ولا سيما القوارير والنفايات البلاستيكية.

مؤخرًا، كشف رئيس مشروع التنظيف الآلي للشواطئ بوكالة حماية الشريط الساحلي، نبيل مختار، أن «النفايات البلاستيكية تمسّ من جودة حياة المواطن وتضر بصحته، كما تُكلّف الدولة أموالًا طائلة لرفعها»،

معبرًا في تصريح إعلامي عن «استيائه من سلوك المصطافين وغياب الوعي، واستهتارهم بخطورة النفايات على الشواطئ، وخاصة البلاستيكية منها». مضيفًا أن «الشاطئ ليس مصبًّا للنفايات بل مكان للاصطياف».

وعي المواطن

دون شك، يحتاج تغيير سلوك المصطافين والمواطنين في تعاملهم مع النواحي البيئية إلى المزيد من برامج التوعية والتحسيس، وهنا تُطرح أسئلة حول تواضع ومحدودية أدوار الجمعيات المهتمة بالشأن البيئي، المُطالبة بالتركيز على البُعد التوعوي لمعاضدة مجهودات البلديات والهياكل الرسمية.

في هذا السياق، وتحت شعار «تمتّع بالصيف وخَلِّي البحر نظيف»، انتظمت أول أمس، بشاطئ حمام الشط من ولاية بن عروس، ببادرة من جمعية «صوت المواطن» وبمشاركة عدد من الهياكل وممثلين عن عدد من المنظمات الناشطة في الحقل المدني، تظاهرة بيئية متعددة الفقرات، اشتملت على حملة موسعة لتنظيف الفسحة الشاطئية، رافقتها مجموعة من الأنشطة والفعاليات المختلفة، توزّعت بين الورشات والمسابقات المختلفة.

وقالت رئيسة المكتب الجهوي لجمعية صوت المواطن ببن عروس، كريمة سالمي، إن «الغاية من هذه التظاهرة البيئية، نشر ثقافة المواطنة والتوعية بأهمية التربية البيئية ودورها في المحافظة على المنظومات البيئية على الشاطئ، خاصة بالنسبة للناشئة والفئات الشبابية، والعمل على خلق ديناميكية اجتماعية تستهدف هذه الفئات للرفع من منسوب الوعي الحضاري لديهم حول أهمية الحفاظ على نظافة الفسحة الشاطئية، والالتزام بقواعد النظافة، وعدم إلقاء الأوساخ على الرمال، والتنبيه إلى المضار التي يمكن أن تلحق هذه المنظومة البيئية جراء السلوكيات غير الحضارية».

من جهتها، صرحت هاجر حفظلاوي، رئيسة مصلحة بإدارة جودة الحياة بوزارة البيئة، أن التظاهرة هي «الأولى ضمن سلسلة من التظاهرات التي ستشمل بقية شواطئ الضاحية الجنوبية للعاصمة وغيرها من الشواطئ على امتداد السواحل التونسية، وتهدف إلى دعوة المصطافين ومرتادي الشواطئ للحد من التلوث البلاستيكي على الشاطئ، والتوعية بمضار هذه النفايات على المنظومة البيئية البحرية، ورفع درجة الوعي بأهمية المحافظة على نظافة الشواطئ، وهي مبادئ أساسية تعمل الوزارة على نشرها وتعزيزها من خلال دعم مثل هذه التظاهرات والمبادرات المواطنية التي تستهدف مكافحة كل أشكال التلوث، خاصة البحري منه».

حملات النظافة

بالتوازي مع العمل التحسيسي، فإن هذا الواقع المُضر بالبيئة والصحة، وبصورة البلاد سياحيًّا، والمتفاقم منذ سنوات، يطرح أسئلة حول فعالية الأدوار الموكولة للهياكل المعنية بالبيئة والحفاظ على المحيط، وعلى الشريط الساحلي، في الحفاظ على نظافة المحيط، ومنها الشواطئ صيفًا.

تؤكد بهذا الخصوص مصادر وكالة حماية الشريط الساحلي أن حملة التنظيف هذا الموسم تستهدف 82 شاطئًا عموميًّا و51 شاطئًا سياحيًّا. وقد انطلقت الأشغال منذ منتصف شهر ماي الماضي لتتواصل إلى نهاية شهر سبتمبر القادم.

وكان وزير البيئة، الحبيب عبيد، على هامش إعطاء إشارة انطلاق تنظيف الشواطئ استعدادًا للموسم الصيفي، قد صرّح “بأن وزارة البيئة قد انطلقت منذ شهر جانفي 2025، في الاستعداد لحماية الشواطئ من الانجراف، وتضمّن البرنامج الشريط الساحلي في كل من بنزرت وقمرت وسوسة والمهدية والمنستير، إلى غاية الوصول لجزيرة جربة».

مضيفًا أن «الوزارة أعدّت طلبات العروض في إطار تنفيذ برنامج كامل من أجل حماية هذه الشواطئ، على أن تنطلق الأشغال خلال شهري سبتمبر وأكتوبر 2025».

◗ م.ي