إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

يساهم‭ ‬في‭ ‬حوكمة‭ ‬قطاعي‭ ‬الأدوية‭ ‬والمحروقات.. نظام‭ ‬‮ "‬الفوترة" ‬‭ ‬الإلكترونية‭.. ‬نهج‭ ‬جديد‭ ‬لرقمنة‭ ‬الاقتصاد

أصدرت‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للاداءات،‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬بلاغًا،‭ ‬دعت‭ ‬فيه‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنخرط‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬إلى‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬إتمام‭ ‬إجراءات‭ ‬الانخراط‭ ‬لدى‭ ‬شبكة‭ ‬تونس‭ ‬للتجارة‭. ‬وأطلقت‭ ‬تونس‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وهو‭ ‬نهج‭ ‬جديد‭ ‬لإعداد‭ ‬الفواتير،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬الفواتير‭ ‬بسلاسة،‭ ‬وبشكل‭ ‬آني‭ ‬ومُبسّط،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬معلومات‭ ‬مكثفة‭ ‬وحاسمة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬رؤية‭ ‬مناسبة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬مالي‭ ‬عادل‭ ‬وشفاف،‭ ‬وتعاضد‭ ‬مجهودات‭ ‬الدولة‭ ‬لرقمنة‭ ‬الاقتصاد‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أورد‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬والخبير‭ ‬المالي‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬يُمكن‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬إتمام‭ ‬عمليات‭ ‬شراءاتها‭ ‬بسرعة‭ ‬ونجاعة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تحسين‭ ‬التدفقات‭ ‬النقدية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترشيد‭ ‬وقت‭ ‬دورة‭ ‬الفواتير‭.‬

وأوضح‭ ‬محدثنا‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬تقنية‭ ‬السرعة،‭ ‬يجنب‭ ‬المؤسسات‭ ‬طول‭ ‬الإجراءات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الشراءات‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬المعدات‭ ‬أو‭ ‬الخدمات،‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬السواء‭.‬

اختزال‭ ‬الآجال

وذكر‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مزايا‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬أن‭ ‬اختزال‭ ‬الآجال‭ ‬المُتعلّقة‭ ‬بخلاص‭ ‬مزوّدي‭ ‬الدولة‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬التكاليف‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشركات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيدفع‭ ‬إلى‭ ‬الزيادة‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬معتبراً‭ ‬أن‭ ‬تطوّر‭ ‬الإنتاجية‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الهامة‭ ‬لنمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وحركية‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭.‬

وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬أكد‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬والخبير‭ ‬المالي‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬لديها‭ ‬استراتيجية‭ ‬ورؤية‭ ‬لافتة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬وتغييرها‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬ورقية‭ ‬إلى‭ ‬فوترة‭ ‬إلكترونية،‭ ‬مما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬خططها‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الرقمنة،‭ ‬كما‭ ‬تطمح‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬إلى‭ ‬إضفاء‭ ‬المرونة‭ ‬حول‭ ‬المستلزمات‭ ‬المالية‭ ‬لمُزوّديها،‭ ‬مما‭ ‬يُتيح‭ ‬دفع‭ ‬هذه‭ ‬المستلزمات‭ ‬في‭ ‬آجال‭ ‬معقولة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنه‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بالإطلاع‭ ‬على‭ ‬مستحقات‭ ‬جميع‭ ‬المزوّدين‭ ‬بشفافية‭ ‬ودقة،‭ ‬ويسهل‭ ‬عملية‭ ‬إعداد‭ ‬التقارير‭ ‬والنشريات‭ ‬الضريبية،‭ ‬ويوفّر‭ ‬فرضًا‭ ‬كبيرة‭ ‬للتحليل‭ ‬وإقرار‭ ‬إجراءات‭ ‬بشكل‭ ‬استباقي‭.‬

حوكمة‭ ‬قطاعي‭ ‬الأدوية‭ ‬والمحروقات

وبحسب‭ ‬زياد‭ ‬أيوب،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬بفضل‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة،‭ ‬حوكمة‭ ‬الميزانية،‭ ‬خاصة‭ ‬حوكمة‭ ‬قطاعي‭ ‬الأدوية‭ ‬والمحروقات‭.‬

واعتبر‭ ‬أن‭ ‬قطاعي‭ ‬الأدوية‭ ‬والمحروقات‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬يشملها‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إصلاحات‭ ‬وتدخل‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الدولة‭.‬

وتتبنى‭ ‬تونس‭ ‬خطة‭ ‬طموحة‭ ‬ترمي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬تفادي‭ ‬إشكاليات‭ ‬تتعلّق‭ ‬بنقص‭ ‬أصناف‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حوكمة‭ ‬رشيدة‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬وتنظيمه،‭ ‬أُسسها‭ ‬مراقبة‭ ‬السوق‭ ‬وإجراء‭ ‬إصلاحات‭ ‬بسيطة‭ ‬لجرد‭ ‬مختلف‭ ‬أصناف‭ ‬الأدوية‭ ‬وتعداد‭ ‬الحاجيات‭ ‬المحلية‭ ‬للأدوية‭ ‬ورقمنة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإنتاج‭ ‬والمخزون،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬يُعدّ‭ ‬أحد‭ ‬الآليات‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬حوكمة‭ ‬القطاع‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬تدفق‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الداخلية‭ ‬بسلاسة‭ ‬ودون‭ ‬تعقيدات،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬التصدّي‭ ‬لظاهرة‭ ‬التهريب‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بالمحروقات،‭ ‬فإن‭ ‬تونس‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تشكو‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬طاقي‭ ‬ملحوظ‭.‬

ووفق‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للطاقة‭ ‬والمناجم،‭ ‬بلغ‭ ‬الطلب‭ ‬الجملي‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬الأولية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬9،2‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬مكافئ‭ ‬نفط‭ ‬إلى‭ ‬موفى‭ ‬شهر‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬مسجلاً‭ ‬بذلك‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭ ‬بالمائة‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بنفس‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الفارطة‭.‬

وشهد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬البترولية‭ ‬استقرارًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬شهد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬بنسبة‭ ‬5‭ ‬بالمائة‭ ‬مقارنة‭ ‬بسنة‭ ‬2024،‭ ‬وارتفع‭ ‬عجز‭ ‬ميزان‭ ‬الطاقة‭ ‬الأولية‭ ‬لتونس،‭ ‬مع‭ ‬موفى‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬سنوي،‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭ ‬بالمائة‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬1،7‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬مكافئ‭ ‬نفط‭.‬

وتبرز‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬ضرورة‭ ‬استعمال‭ ‬آليات‭ ‬تضمن‭ ‬تخفيض‭ ‬هذا‭ ‬العجز،‭ ‬وترفيع‭ ‬نسق‭ ‬إنتاج‭ ‬المحروقات‭.‬

عقوبات‭ ‬تتعلّق‭ ‬بنظام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية

وفي‭ ‬ما‭ ‬يخصّ‭ ‬العقوبات‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بنظام‭ ‬الفوترة،‭ ‬فقد‭ ‬نظمت‭ ‬أحكام‭ ‬الفصل‭ ‬71‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬هذه‭ ‬العقوبات،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬سن‭ ‬خطية‭ ‬جبائية‭ ‬جزائية‭ ‬تتراوح‭ ‬قيمتها‭ ‬بين‭ ‬100‭ ‬و500‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬فاتورة‭ ‬تم‭ ‬إصدارها‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬ورقية‭ ‬بعنوان‭ ‬عمليات‭ ‬خاضعة‭ ‬وجوبا‭ ‬لنظام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفوق‭ ‬مبلغ‭ ‬الخطية‭ ‬المستوجب‭ ‬بعنوان‭ ‬مجموع‭ ‬الفواتير‭ ‬الواقع‭ ‬معاينتها‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

ونصت‭ ‬أحكام‭ ‬الفصل‭ ‬المذكور‭ ‬على‭ ‬سحب‭ ‬العقوبة‭ ‬الجبائية‭ ‬الجزائية‭ ‬المطبقة‭ ‬على‭ ‬المخالفات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإصدار‭ ‬فواتير‭ ‬ورقية‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬التنصيصات‭ ‬الوجوبية،‭ ‬والمحددة‭ ‬بخطية‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬250‭ ‬دينار‭ ‬و10‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬على‭ ‬المخالفة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإصدار‭ ‬فواتير‭ ‬إلكترونية‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬التنصيصات‭ ‬الوجوبية‭.‬

ودخل‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬العقوبات‭ ‬حيّز‭ ‬التنفيذ‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬غرة‭ ‬جويلية‭ ‬2025‭ 

ويجب‭ ‬أن‭ ‬ينخرط‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الراجعة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الكبرى‭ ‬بعنوان‭ ‬العمليات‭ ‬المنجزة‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬والجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمنشآت‭ ‬العمومية،‭ ‬وكذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬بيع‭ ‬الأدوية‭ ‬والمحروقات‭ ‬بين‭ ‬المهنيين،‭ ‬باستثناء‭ ‬تجار‭ ‬التفصيل‭.‬

درصاف‭ ‬اللموشي

يساهم‭ ‬في‭ ‬حوكمة‭ ‬قطاعي‭ ‬الأدوية‭ ‬والمحروقات..   نظام‭ ‬‮ "‬الفوترة" ‬‭ ‬الإلكترونية‭.. ‬نهج‭ ‬جديد‭ ‬لرقمنة‭ ‬الاقتصاد

أصدرت‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للاداءات،‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬بلاغًا،‭ ‬دعت‭ ‬فيه‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تنخرط‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬إلى‭ ‬الإسراع‭ ‬في‭ ‬إتمام‭ ‬إجراءات‭ ‬الانخراط‭ ‬لدى‭ ‬شبكة‭ ‬تونس‭ ‬للتجارة‭. ‬وأطلقت‭ ‬تونس‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وهو‭ ‬نهج‭ ‬جديد‭ ‬لإعداد‭ ‬الفواتير،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المساعدة‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬الفواتير‭ ‬بسلاسة،‭ ‬وبشكل‭ ‬آني‭ ‬ومُبسّط،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬جمع‭ ‬معلومات‭ ‬مكثفة‭ ‬وحاسمة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬رؤية‭ ‬مناسبة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬مالي‭ ‬عادل‭ ‬وشفاف،‭ ‬وتعاضد‭ ‬مجهودات‭ ‬الدولة‭ ‬لرقمنة‭ ‬الاقتصاد‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أورد‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬والخبير‭ ‬المالي‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬يُمكن‭ ‬المؤسسات‭ ‬العمومية‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬إتمام‭ ‬عمليات‭ ‬شراءاتها‭ ‬بسرعة‭ ‬ونجاعة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تحسين‭ ‬التدفقات‭ ‬النقدية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترشيد‭ ‬وقت‭ ‬دورة‭ ‬الفواتير‭.‬

وأوضح‭ ‬محدثنا‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتماد‭ ‬تقنية‭ ‬السرعة،‭ ‬يجنب‭ ‬المؤسسات‭ ‬طول‭ ‬الإجراءات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الشراءات‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬المعدات‭ ‬أو‭ ‬الخدمات،‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬السواء‭.‬

اختزال‭ ‬الآجال

وذكر‭ ‬زياد‭ ‬أيوب‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬مزايا‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬أن‭ ‬اختزال‭ ‬الآجال‭ ‬المُتعلّقة‭ ‬بخلاص‭ ‬مزوّدي‭ ‬الدولة‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خفض‭ ‬التكاليف‭ ‬بالنسبة‭ ‬للشركات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيدفع‭ ‬إلى‭ ‬الزيادة‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬معتبراً‭ ‬أن‭ ‬تطوّر‭ ‬الإنتاجية‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الهامة‭ ‬لنمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وحركية‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭.‬

وعلى‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭ ‬أكد‭ ‬الأستاذ‭ ‬الجامعي‭ ‬والخبير‭ ‬المالي‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬لديها‭ ‬استراتيجية‭ ‬ورؤية‭ ‬لافتة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تطوير‭ ‬الخدمات‭ ‬وتغييرها‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬ورقية‭ ‬إلى‭ ‬فوترة‭ ‬إلكترونية،‭ ‬مما‭ ‬ينسجم‭ ‬مع‭ ‬خططها‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الرقمنة،‭ ‬كما‭ ‬تطمح‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬إلى‭ ‬إضفاء‭ ‬المرونة‭ ‬حول‭ ‬المستلزمات‭ ‬المالية‭ ‬لمُزوّديها،‭ ‬مما‭ ‬يُتيح‭ ‬دفع‭ ‬هذه‭ ‬المستلزمات‭ ‬في‭ ‬آجال‭ ‬معقولة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أنه‭ ‬يسمح‭ ‬لها‭ ‬بالإطلاع‭ ‬على‭ ‬مستحقات‭ ‬جميع‭ ‬المزوّدين‭ ‬بشفافية‭ ‬ودقة،‭ ‬ويسهل‭ ‬عملية‭ ‬إعداد‭ ‬التقارير‭ ‬والنشريات‭ ‬الضريبية،‭ ‬ويوفّر‭ ‬فرضًا‭ ‬كبيرة‭ ‬للتحليل‭ ‬وإقرار‭ ‬إجراءات‭ ‬بشكل‭ ‬استباقي‭.‬

حوكمة‭ ‬قطاعي‭ ‬الأدوية‭ ‬والمحروقات

وبحسب‭ ‬زياد‭ ‬أيوب،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬بفضل‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة،‭ ‬حوكمة‭ ‬الميزانية،‭ ‬خاصة‭ ‬حوكمة‭ ‬قطاعي‭ ‬الأدوية‭ ‬والمحروقات‭.‬

واعتبر‭ ‬أن‭ ‬قطاعي‭ ‬الأدوية‭ ‬والمحروقات‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬يشملها‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إصلاحات‭ ‬وتدخل‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الدولة‭.‬

وتتبنى‭ ‬تونس‭ ‬خطة‭ ‬طموحة‭ ‬ترمي‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬إلى‭ ‬تفادي‭ ‬إشكاليات‭ ‬تتعلّق‭ ‬بنقص‭ ‬أصناف‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬الأسواق،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حوكمة‭ ‬رشيدة‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬وتنظيمه،‭ ‬أُسسها‭ ‬مراقبة‭ ‬السوق‭ ‬وإجراء‭ ‬إصلاحات‭ ‬بسيطة‭ ‬لجرد‭ ‬مختلف‭ ‬أصناف‭ ‬الأدوية‭ ‬وتعداد‭ ‬الحاجيات‭ ‬المحلية‭ ‬للأدوية‭ ‬ورقمنة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإنتاج‭ ‬والمخزون،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬يُعدّ‭ ‬أحد‭ ‬الآليات‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬حوكمة‭ ‬القطاع‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬تدفق‭ ‬الأدوية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الداخلية‭ ‬بسلاسة‭ ‬ودون‭ ‬تعقيدات،‭ ‬مع‭ ‬تعزيز‭ ‬التصدّي‭ ‬لظاهرة‭ ‬التهريب‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بالمحروقات،‭ ‬فإن‭ ‬تونس‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تشكو‭ ‬من‭ ‬عجز‭ ‬طاقي‭ ‬ملحوظ‭.‬

ووفق‭ ‬المرصد‭ ‬الوطني‭ ‬للطاقة‭ ‬والمناجم،‭ ‬بلغ‭ ‬الطلب‭ ‬الجملي‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬الأولية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬9،2‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬مكافئ‭ ‬نفط‭ ‬إلى‭ ‬موفى‭ ‬شهر‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬مسجلاً‭ ‬بذلك‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬بنسبة‭ ‬3‭ ‬بالمائة‭ ‬بالمقارنة‭ ‬بنفس‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الفارطة‭.‬

وشهد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬البترولية‭ ‬استقرارًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬شهد‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬ارتفاعًا‭ ‬بنسبة‭ ‬5‭ ‬بالمائة‭ ‬مقارنة‭ ‬بسنة‭ ‬2024،‭ ‬وارتفع‭ ‬عجز‭ ‬ميزان‭ ‬الطاقة‭ ‬الأولية‭ ‬لتونس،‭ ‬مع‭ ‬موفى‭ ‬أفريل‭ ‬2025،‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬سنوي،‭ ‬بنسبة‭ ‬10‭ ‬بالمائة‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬1،7‭ ‬مليون‭ ‬طن‭ ‬مكافئ‭ ‬نفط‭.‬

وتبرز‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬ضرورة‭ ‬استعمال‭ ‬آليات‭ ‬تضمن‭ ‬تخفيض‭ ‬هذا‭ ‬العجز،‭ ‬وترفيع‭ ‬نسق‭ ‬إنتاج‭ ‬المحروقات‭.‬

عقوبات‭ ‬تتعلّق‭ ‬بنظام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية

وفي‭ ‬ما‭ ‬يخصّ‭ ‬العقوبات‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بنظام‭ ‬الفوترة،‭ ‬فقد‭ ‬نظمت‭ ‬أحكام‭ ‬الفصل‭ ‬71‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ‬2025‭ ‬هذه‭ ‬العقوبات،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬سن‭ ‬خطية‭ ‬جبائية‭ ‬جزائية‭ ‬تتراوح‭ ‬قيمتها‭ ‬بين‭ ‬100‭ ‬و500‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬فاتورة‭ ‬تم‭ ‬إصدارها‭ ‬في‭ ‬صيغة‭ ‬ورقية‭ ‬بعنوان‭ ‬عمليات‭ ‬خاضعة‭ ‬وجوبا‭ ‬لنظام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفوق‭ ‬مبلغ‭ ‬الخطية‭ ‬المستوجب‭ ‬بعنوان‭ ‬مجموع‭ ‬الفواتير‭ ‬الواقع‭ ‬معاينتها‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

ونصت‭ ‬أحكام‭ ‬الفصل‭ ‬المذكور‭ ‬على‭ ‬سحب‭ ‬العقوبة‭ ‬الجبائية‭ ‬الجزائية‭ ‬المطبقة‭ ‬على‭ ‬المخالفات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإصدار‭ ‬فواتير‭ ‬ورقية‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬التنصيصات‭ ‬الوجوبية،‭ ‬والمحددة‭ ‬بخطية‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬250‭ ‬دينار‭ ‬و10‭ ‬آلاف‭ ‬دينار‭ ‬على‭ ‬المخالفة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإصدار‭ ‬فواتير‭ ‬إلكترونية‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬التنصيصات‭ ‬الوجوبية‭.‬

ودخل‭ ‬تطبيق‭ ‬هذه‭ ‬العقوبات‭ ‬حيّز‭ ‬التنفيذ‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬غرة‭ ‬جويلية‭ ‬2025‭ 

ويجب‭ ‬أن‭ ‬ينخرط‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الفوترة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المؤسسات‭ ‬الراجعة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬إدارة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الكبرى‭ ‬بعنوان‭ ‬العمليات‭ ‬المنجزة‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬والجماعات‭ ‬المحلية‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والمنشآت‭ ‬العمومية،‭ ‬وكذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬بيع‭ ‬الأدوية‭ ‬والمحروقات‭ ‬بين‭ ‬المهنيين،‭ ‬باستثناء‭ ‬تجار‭ ‬التفصيل‭.‬

درصاف‭ ‬اللموشي