إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

8 آلاف‭ ‬تأشيرة‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬الإيطالية‭.. ‬حصة‭ ‬تونس‭ ‬في 2024.. ضرورة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الحصة‭ ‬التفاضلية‭ ‬الممنوحة‭ ‬للبلدان‭ ‬المتعاونة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية

طُرحت‭ ‬مجدّدا‭ ‬مسألة‭ ‬الهجرة‭ ‬النظامية‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وتحديدا‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا،‭ ‬وضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لتونس‭ ‬حصّة‭ ‬في‭ ‬التأشيرات‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الهجرة‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬صرّح‭ ‬السفير‭ ‬الإيطالي‭ ‬بتونس‭ ‬الكسندر‭ ‬برناس،‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬فيفري‭ ‬الماضي‭ ‬بمناسبة‭ ‬توقيع‭ ‬الوكالة‭ ‬التونسية‭ ‬للتشغيل‭ ‬والعمل‭ ‬المستقل‭ ‬ومنظمة»ايتوس‮ «‬الإيطالية‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬التعاون‭ ‬الإطارية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التشغيل‭ ‬والتكوين‭ ‬والهجرة‭ ‬المنظمة،‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬تأشيرات‭ ‬العمل‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬منحتها‭ ‬الدولة‭ ‬الإيطالية‭ ‬للتونسيين‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬تجاوزت‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬تأشيرة‭.‬

وخلال‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬أدتها‭ ‬وزيرة‭ ‬العمل‭ ‬الايطالية‭ ‬مارينا‭ ‬كالديروني‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬لبحث‭ ‬مسألة‭ ‬تدفّق‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬التونسية‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬بالطرق‭ ‬القانونية،‭ ‬أكّدت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬نوفا‮»‬‭ ‬الإيطالية‭ ‬أنه‭ ‬سبق‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬تفاهم‭ ‬بين‭ ‬وزارتي‭ ‬التشغيل‭ ‬التونسية‭ ‬والعمل‭ ‬الإيطالية‭ ‬لجلب‭ ‬وتسهيل‭ ‬هجرة‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬تونسي‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭.‬

ويوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬صادق‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالي‭ ‬على‭ ‬مرسوم‭ ‬تدفقات‭ ‬الهجرة‭ ‬الجديد‭ ‬للفترة‭ ‬2026‑2028،‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬أجنبي‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬دفعات‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬وذلك‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الإيطالي‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬الإعلام‭ ‬الإيطالي‭ ‬بتوجّه‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الهجرة‭ ‬النظامية‭ ‬والآمنة‭ ‬إيفاء‭ ‬منها‭ ‬بالتزامات‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الجنوب،‭ ‬كما‭ ‬أقرّ‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالي‭ ‬منح‭ ‬حصص‭ ‬تفاضلية‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تتعاون‭ ‬مع‭ ‬إيطاليا‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭..‬،‭ ‬وهذه‭ ‬المنح‭ ‬التفاضلية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬للتحرّك‭ ‬وضمان‭ ‬حصة‭ ‬تونس،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تجمعها‭ ‬بالدولة‭ ‬الإيطالية‭ ‬اتفاقية‭ ‬تهدف‭ ‬للتحكّم‭ ‬في‭ ‬تدفقات‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭.‬

حصة‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬

وفي‭ ‬خضمّ‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬ملف‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وإيطاليا‭ ‬من‭ ‬تعقيدات‭ ‬ومن‭ ‬انتقادات،‭ ‬عاد‭ ‬ملف‭ ‬الهجرة‭ ‬النظامية‭ ‬ليطرح‭ ‬مسألة‭ ‬وفاء‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬المتوسّط‭ ‬التي‭ ‬أمضت‭ ‬معها‭ ‬اتفاقيات‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تونس‭. ‬وأول‭ ‬أمس‭ ‬أثار‭ ‬عضو‭ ‬الكنفدرالية‭ ‬العامة‭ ‬الإيطالية‭ ‬والناشط‭ ‬المدني‭ ‬بايطاليا‭ ‬الهادي‭ ‬خيرات‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬مسألة‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الجنوب،‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬التحرّك‭ ‬السريع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأمين‭ ‬حصّة‭ ‬قارّة‭ ‬لتونس‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الهجرة‭ ‬النظامية‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬والذي‭ ‬أقره‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالي‭ ‬مؤخرا‭ ‬للفترة‭ ‬2026‭-‬2028،‭ ‬والذي‭ ‬يتيح‭ ‬انتداب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬497‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الإيطالي‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لوكالة‭ ‬تونس‭ ‬إفريقيا‭ ‬للأنباء‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬أكّد‭ ‬الهادي‭ ‬خيرات‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيطالية‭ ‬حدّدت‭ ‬بدقة‭ ‬الأعداد‭ ‬التي‭ ‬ستستقبلها‭ ‬في‭ ‬الثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيكون‭ ‬محلّ‭ ‬تنافس‭ ‬بين‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬الـ31‭ ‬المرتبطة‭ ‬باتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬مع‭ ‬إيطاليا،‭ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬أكّده‭ ‬الهادي‭ ‬خيرات‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تحصّل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬معلومات،‭ ‬فإن‭ ‬البرنامج‭ ‬الإيطالي‭ ‬للانتداب‭ ‬يشمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬164‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬في‭ ‬2026،‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬2027‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬166‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬ليصل‭ ‬سنة‭ ‬2028‭ ‬إلى‭ ‬165‭ ‬ألف‭ ‬عامل،‭ ‬وستلبّي‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬احتياجات‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬مثل‭ ‬الصحة‭ ‬والرعاية‭ ‬المنزلية‭ ‬ورعاية‭ ‬المسنين‭ ‬والكهرباء‭ ‬والبناء‭ ‬والصناعات‭ ‬اليدوية‭ ‬والنقل‭ ‬لحساب‭ ‬الغير‭...‬

‮ ‬ويذكر‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬الندوة‭ ‬السنوية‭ ‬للهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬عدد‭ ‬التونسيين‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬بلغ‭ ‬1‭.‬816‭.‬053‭ ‬تونسيا‭ ‬بنسبة‭ ‬تجاوزت‭ ‬الـ‭ ‬15‭ % ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي،‭ ‬ووفق‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬لوزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬فإن‭ ‬أغلب‭ ‬المهاجرين‭ ‬يتواجدون‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬حيث‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الجالية‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬وتأتي‭ ‬بعدها‭ ‬إيطاليا‭ ‬التي‭ ‬تستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬320‭ ‬ألف‭ ‬تونسي‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭.‬

اتفاقية‭ ‬تعاون

وكانت‭ ‬الوكالة‭ ‬التونسية‭ ‬للتشغيل‭ ‬والعمل‭ ‬المستقل،‭ ‬والوكالة‭ ‬التونسية‭ ‬للتكوين‭ ‬المهني،‭ ‬ومنظمة‭ ‬‮«‬إيتوس‮»‬‭ ‬الإيطالية‭ ‬قد‭ ‬وقعت‭ ‬أواخر‭ ‬فيفري‭ ‬الماضي‭ ‬اتفاقية‭ ‬تعاون‭ ‬إطارية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التشغيل‭ ‬والتكوين‭ ‬والهجرة‭ ‬المنظمة،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬الإدماج‭ ‬المهني‭ ‬لخريجي‭ ‬المنظومة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتكوين‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الاختصاصات‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬الإيطالية‭ ‬وأهمها‭ ‬اختصاصات‭ ‬اللحام‭ ‬والبناء‭ ‬المعدني‭. ‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬التشغيل‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬رياض‭ ‬شود‭ - ‬على‭ ‬هامش‭ ‬ذلك‭- ‬إن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تمتد‭ ‬على‭ ‬فترة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬وتندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مزيد‭ ‬دفع‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وإيطاليا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التشغيل‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والهجرة‭ ‬المنظمة‭.‬

وقد‭ ‬دعا‭ ‬وزير‭ ‬التشغيل‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تقييم‭ ‬وتقدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الإيطالي‭ ‬وتبسيط‭ ‬وتسريع‭ ‬إجراءات‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عقود‭ ‬العمل‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإيطالية‭ ‬بعد‭ ‬إتمام‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬التكوين‭ ‬والمرافقة،‭ ‬مع‭ ‬تنويع‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬لتشمل‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬شغل‭. ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬أكد‭ ‬السفير‭ ‬الإيطالي‭ ‬بتونس‭ ‬حرص‭ ‬الدولة‭ ‬الإيطالية‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬تنفيذ‭ ‬مختلف‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الثنائية‭ ‬المبرمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التوظيف‭ ‬الدولي‭ ‬ومزيد‭ ‬تبسيط‭ ‬إجراءات‭ ‬إتمام‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإيطالية‭. ‬

كما‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬12‭.‬000‭ ‬بطاقة‭ ‬إقامة‭ ‬غير‭ ‬موسمية‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬لفائدة‭ ‬العمال‭ ‬التونسيين‭ ‬بإيطاليا‭ ‬بحصة‭ ‬سنوية‭ ‬تقدر‭ ‬بــ‭ ‬4000‭ ‬إقامة‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بهدف‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬الهجرة‭ ‬الآمنة‭ ‬والنظامية‭ ‬والمنظمة‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬ظاهرة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬وضمان‭ ‬حقوق‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬لائق‭ ‬وأجر‭ ‬عادل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توقيع‭ ‬بروتوكول‭ ‬تنفيذي‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تجسيم‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬الممضاة‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬بين‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬التونسي‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالي‭ ‬ووزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭.‬

وأمام‭ ‬ارتفاع‭ ‬مؤشرات‭ ‬البطالة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الشباب‭ ‬وخطورة‭ ‬مغامرة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬وعبثية‭ ‬تبعاتها‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تشديد‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬لقوانينها‭ ‬الداخلية‭ ‬بغاية‭ ‬مكافحة‭ ‬هذه‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬بات‭ ‬لزاما‭ ‬اليوم‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الوكالة‭ ‬التونسية‭ ‬للتعاون‭ ‬الفني‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬السبعينات‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬احتياجات‭ ‬الأسواق‭ ‬الأجنبية‭ ‬والعربية‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية‭ ‬لسد‭ ‬تلك‭ ‬الاحتياجات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عقود‭ ‬عمل‭ ‬قانونية‭ ‬تضمن‭ ‬كرامة‭ ‬العامل‭ ‬التونسي‭ ‬وحقوقه‭. ‬

واليوم‭ ‬فإن‭ ‬المراهنة‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الفني‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬الخيارات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬التوجّه‭ ‬نحوها‭ ‬لتقليص‭ ‬مؤشرات‭ ‬البطالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تثمين‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية‭ ‬وتذليل‭ ‬الإجراءات‭ ‬وصعوبات‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭.‬

 

منية‭ ‬العرفاوي

8  آلاف‭ ‬تأشيرة‭ ‬من‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬الإيطالية‭.. ‬حصة‭ ‬تونس‭ ‬في 2024..   ضرورة‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الحصة‭ ‬التفاضلية‭ ‬الممنوحة‭ ‬للبلدان‭ ‬المتعاونة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية

طُرحت‭ ‬مجدّدا‭ ‬مسألة‭ ‬الهجرة‭ ‬النظامية‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وتحديدا‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا،‭ ‬وضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لتونس‭ ‬حصّة‭ ‬في‭ ‬التأشيرات‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الهجرة‭ ‬القانونية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬صرّح‭ ‬السفير‭ ‬الإيطالي‭ ‬بتونس‭ ‬الكسندر‭ ‬برناس،‭ ‬أواخر‭ ‬شهر‭ ‬فيفري‭ ‬الماضي‭ ‬بمناسبة‭ ‬توقيع‭ ‬الوكالة‭ ‬التونسية‭ ‬للتشغيل‭ ‬والعمل‭ ‬المستقل‭ ‬ومنظمة»ايتوس‮ «‬الإيطالية‭ ‬على‭ ‬اتفاقية‭ ‬التعاون‭ ‬الإطارية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التشغيل‭ ‬والتكوين‭ ‬والهجرة‭ ‬المنظمة،‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬تأشيرات‭ ‬العمل‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬منحتها‭ ‬الدولة‭ ‬الإيطالية‭ ‬للتونسيين‭ ‬خلال‭ ‬سنة‭ ‬2024‭ ‬تجاوزت‭ ‬8‭ ‬آلاف‭ ‬تأشيرة‭.‬

وخلال‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬أدتها‭ ‬وزيرة‭ ‬العمل‭ ‬الايطالية‭ ‬مارينا‭ ‬كالديروني‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي‭ ‬لبحث‭ ‬مسألة‭ ‬تدفّق‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬التونسية‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬بالطرق‭ ‬القانونية،‭ ‬أكّدت‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬نوفا‮»‬‭ ‬الإيطالية‭ ‬أنه‭ ‬سبق‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬تفاهم‭ ‬بين‭ ‬وزارتي‭ ‬التشغيل‭ ‬التونسية‭ ‬والعمل‭ ‬الإيطالية‭ ‬لجلب‭ ‬وتسهيل‭ ‬هجرة‭ ‬12‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬تونسي‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭.‬

ويوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬صادق‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالي‭ ‬على‭ ‬مرسوم‭ ‬تدفقات‭ ‬الهجرة‭ ‬الجديد‭ ‬للفترة‭ ‬2026‑2028،‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬استقبال‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬500‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬أجنبي‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬دفعات‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬وذلك‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الإيطالي‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬مختلفة،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬الإعلام‭ ‬الإيطالي‭ ‬بتوجّه‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬الهجرة‭ ‬النظامية‭ ‬والآمنة‭ ‬إيفاء‭ ‬منها‭ ‬بالتزامات‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الجنوب،‭ ‬كما‭ ‬أقرّ‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالي‭ ‬منح‭ ‬حصص‭ ‬تفاضلية‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬تتعاون‭ ‬مع‭ ‬إيطاليا‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭..‬،‭ ‬وهذه‭ ‬المنح‭ ‬التفاضلية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬للتحرّك‭ ‬وضمان‭ ‬حصة‭ ‬تونس،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تجمعها‭ ‬بالدولة‭ ‬الإيطالية‭ ‬اتفاقية‭ ‬تهدف‭ ‬للتحكّم‭ ‬في‭ ‬تدفقات‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭.‬

حصة‭ ‬تونس‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬

وفي‭ ‬خضمّ‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬ملف‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وإيطاليا‭ ‬من‭ ‬تعقيدات‭ ‬ومن‭ ‬انتقادات،‭ ‬عاد‭ ‬ملف‭ ‬الهجرة‭ ‬النظامية‭ ‬ليطرح‭ ‬مسألة‭ ‬وفاء‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬بالتزاماتها‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬جنوب‭ ‬المتوسّط‭ ‬التي‭ ‬أمضت‭ ‬معها‭ ‬اتفاقيات‭ ‬للحدّ‭ ‬من‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬تونس‭. ‬وأول‭ ‬أمس‭ ‬أثار‭ ‬عضو‭ ‬الكنفدرالية‭ ‬العامة‭ ‬الإيطالية‭ ‬والناشط‭ ‬المدني‭ ‬بايطاليا‭ ‬الهادي‭ ‬خيرات‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬مسألة‭ ‬مدى‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تجاه‭ ‬دول‭ ‬الجنوب،‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬التحرّك‭ ‬السريع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تأمين‭ ‬حصّة‭ ‬قارّة‭ ‬لتونس‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬الهجرة‭ ‬النظامية‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا‭ ‬والذي‭ ‬أقره‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالي‭ ‬مؤخرا‭ ‬للفترة‭ ‬2026‭-‬2028،‭ ‬والذي‭ ‬يتيح‭ ‬انتداب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬497‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬الإيطالي‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لوكالة‭ ‬تونس‭ ‬إفريقيا‭ ‬للأنباء‭.‬

‭ ‬وقد‭ ‬أكّد‭ ‬الهادي‭ ‬خيرات‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيطالية‭ ‬حدّدت‭ ‬بدقة‭ ‬الأعداد‭ ‬التي‭ ‬ستستقبلها‭ ‬في‭ ‬الثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيكون‭ ‬محلّ‭ ‬تنافس‭ ‬بين‭ ‬بقية‭ ‬الدول‭ ‬الـ31‭ ‬المرتبطة‭ ‬باتفاقيات‭ ‬تعاون‭ ‬مع‭ ‬إيطاليا،‭ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬أكّده‭ ‬الهادي‭ ‬خيرات‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تحصّل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬معلومات،‭ ‬فإن‭ ‬البرنامج‭ ‬الإيطالي‭ ‬للانتداب‭ ‬يشمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬164‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬في‭ ‬2026،‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬2027‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬166‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭ ‬ليصل‭ ‬سنة‭ ‬2028‭ ‬إلى‭ ‬165‭ ‬ألف‭ ‬عامل،‭ ‬وستلبّي‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬احتياجات‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬مثل‭ ‬الصحة‭ ‬والرعاية‭ ‬المنزلية‭ ‬ورعاية‭ ‬المسنين‭ ‬والكهرباء‭ ‬والبناء‭ ‬والصناعات‭ ‬اليدوية‭ ‬والنقل‭ ‬لحساب‭ ‬الغير‭...‬

‮ ‬ويذكر‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬الندوة‭ ‬السنوية‭ ‬للهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬عدد‭ ‬التونسيين‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬بلغ‭ ‬1‭.‬816‭.‬053‭ ‬تونسيا‭ ‬بنسبة‭ ‬تجاوزت‭ ‬الـ‭ ‬15‭ % ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي،‭ ‬ووفق‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الرسمية‭ ‬لوزارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬فإن‭ ‬أغلب‭ ‬المهاجرين‭ ‬يتواجدون‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬حيث‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الجالية‭ ‬هناك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬وتأتي‭ ‬بعدها‭ ‬إيطاليا‭ ‬التي‭ ‬تستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬320‭ ‬ألف‭ ‬تونسي‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭.‬

اتفاقية‭ ‬تعاون

وكانت‭ ‬الوكالة‭ ‬التونسية‭ ‬للتشغيل‭ ‬والعمل‭ ‬المستقل،‭ ‬والوكالة‭ ‬التونسية‭ ‬للتكوين‭ ‬المهني،‭ ‬ومنظمة‭ ‬‮«‬إيتوس‮»‬‭ ‬الإيطالية‭ ‬قد‭ ‬وقعت‭ ‬أواخر‭ ‬فيفري‭ ‬الماضي‭ ‬اتفاقية‭ ‬تعاون‭ ‬إطارية‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التشغيل‭ ‬والتكوين‭ ‬والهجرة‭ ‬المنظمة،‭ ‬وتهدف‭ ‬إلى‭ ‬الإدماج‭ ‬المهني‭ ‬لخريجي‭ ‬المنظومة‭ ‬الوطنية‭ ‬للتكوين‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الاختصاصات‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬الشغل‭ ‬الإيطالية‭ ‬وأهمها‭ ‬اختصاصات‭ ‬اللحام‭ ‬والبناء‭ ‬المعدني‭. ‬

وقال‭ ‬وزير‭ ‬التشغيل‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬رياض‭ ‬شود‭ - ‬على‭ ‬هامش‭ ‬ذلك‭- ‬إن‭ ‬الاتفاقية‭ ‬تمتد‭ ‬على‭ ‬فترة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬وتندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مزيد‭ ‬دفع‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬تونس‭ ‬وإيطاليا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التشغيل‭ ‬والتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والهجرة‭ ‬المنظمة‭.‬

وقد‭ ‬دعا‭ ‬وزير‭ ‬التشغيل‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تقييم‭ ‬وتقدم‭ ‬تنفيذ‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المبرمة‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الإيطالي‭ ‬وتبسيط‭ ‬وتسريع‭ ‬إجراءات‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬عقود‭ ‬العمل‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإيطالية‭ ‬بعد‭ ‬إتمام‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬التكوين‭ ‬والمرافقة،‭ ‬مع‭ ‬تنويع‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬لتشمل‭ ‬كل‭ ‬فئات‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬شغل‭. ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬السياق‭ ‬أكد‭ ‬السفير‭ ‬الإيطالي‭ ‬بتونس‭ ‬حرص‭ ‬الدولة‭ ‬الإيطالية‭ ‬على‭ ‬تسريع‭ ‬تنفيذ‭ ‬مختلف‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الثنائية‭ ‬المبرمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التوظيف‭ ‬الدولي‭ ‬ومزيد‭ ‬تبسيط‭ ‬إجراءات‭ ‬إتمام‭ ‬مختلف‭ ‬مراحل‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الإيطالية‭. ‬

كما‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬12‭.‬000‭ ‬بطاقة‭ ‬إقامة‭ ‬غير‭ ‬موسمية‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬لفائدة‭ ‬العمال‭ ‬التونسيين‭ ‬بإيطاليا‭ ‬بحصة‭ ‬سنوية‭ ‬تقدر‭ ‬بــ‭ ‬4000‭ ‬إقامة‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بهدف‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬الهجرة‭ ‬الآمنة‭ ‬والنظامية‭ ‬والمنظمة‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬ظاهرة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬وضمان‭ ‬حقوق‭ ‬المهاجرين‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬لائق‭ ‬وأجر‭ ‬عادل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توقيع‭ ‬بروتوكول‭ ‬تنفيذي‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تجسيم‭ ‬مذكرة‭ ‬التفاهم‭ ‬الممضاة‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬بين‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والهجرة‭ ‬والتونسيين‭ ‬بالخارج‭ ‬التونسي‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإيطالي‭ ‬ووزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬والتعاون‭ ‬الدولي‭.‬

وأمام‭ ‬ارتفاع‭ ‬مؤشرات‭ ‬البطالة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الشباب‭ ‬وخطورة‭ ‬مغامرة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬وعبثية‭ ‬تبعاتها‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬تشديد‭ ‬أغلب‭ ‬الدول‭ ‬وخاصة‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬لقوانينها‭ ‬الداخلية‭ ‬بغاية‭ ‬مكافحة‭ ‬هذه‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬النظامية،‭ ‬بات‭ ‬لزاما‭ ‬اليوم‭ ‬التعويل‭ ‬على‭ ‬الوكالة‭ ‬التونسية‭ ‬للتعاون‭ ‬الفني‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬السبعينات‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬احتياجات‭ ‬الأسواق‭ ‬الأجنبية‭ ‬والعربية‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية‭ ‬لسد‭ ‬تلك‭ ‬الاحتياجات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬عقود‭ ‬عمل‭ ‬قانونية‭ ‬تضمن‭ ‬كرامة‭ ‬العامل‭ ‬التونسي‭ ‬وحقوقه‭. ‬

واليوم‭ ‬فإن‭ ‬المراهنة‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬الفني‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬الخيارات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬التوجّه‭ ‬نحوها‭ ‬لتقليص‭ ‬مؤشرات‭ ‬البطالة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تثمين‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية‭ ‬وتذليل‭ ‬الإجراءات‭ ‬وصعوبات‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭.‬

 

منية‭ ‬العرفاوي