إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

رئيس‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬التونسية‭ ‬للأولياء‭ ‬والتلاميذ»‬‭ ‬‭ ‬لـ«الصباح‮»‬: تراجع‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬المناظرات‭ ‬الوطنية‭ ‬يستوجب‭ ‬الانطلاق‭ ‬فورا‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬التربوية

بعد‭ ‬صدور‭ ‬نتائج‭ ‬مناظرة‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬الإعدادية‭ ‬النموذجية‭ ‬‮«‬السيزيام‮»‬‭ ‬وشهادة‭ ‬ختم‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬العام‭ ‬والتقني‭ ‬‮«‬النوفيام‮»‬‭ ‬ونتائج‭ ‬الدورة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لامتحان‭ ‬البكالوريا‭ ‬يمكن‭ ‬تقديم‭ ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬الامتحانات‭ ‬الوطنية‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬نتائج‭ ‬دورة‭ ‬المراقبة‭ ‬لامتحان‭ ‬البكالوريا‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬التونسية‭ ‬للأولياء‭ ‬والتلاميذ‮»‬‭ ‬رضا‭ ‬الزهروني‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬إن‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬التلاميذ‭ ‬الذين‭ ‬سيلتحقون‭ ‬بالمعاهد‭ ‬النموذجية‭ ‬بعد‭ ‬اجتياز‭ ‬مناظرة‭ ‬‮«‬النوفيام‮»‬،‮ ‬مهم‭ ‬ومهم‭ ‬جدا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬طفيف‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الناجحين‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدورة‭ ‬الفارطة‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬حينها‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬

64.99‭ % ‬مقابل‭ ‬63‭.‬07‭ % ‬سنة‭ ‬2025،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المتوجّهين‭ ‬إلى‭ ‬المعاهد‭ ‬النموذجية‭ ‬والذي‭ ‬بلغ‭ ‬4278‭ ‬مقابل‭ ‬3515‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

وأبرز‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الناجحين‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬الباكالوريا‭ ‬قد‭ ‬تراجعت‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬الرئيسية‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬الماضي‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬37‭.‬08‭% ‬مقابل‭ ‬42‭.‬20‭ % ‬من‭ ‬بين‭ ‬التلاميذ‭ ‬الذين‭ ‬خضعوا‭ ‬للامتحان‭.‬

كما‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬تراجعت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الشعب‭ ‬وبمختلف‭ ‬الولايات‭ ‬تقريبا‭ ‬عدى‭ ‬ولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬التي‭ ‬ارتفع‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬الناجحين‭ ‬بـ1‭ %.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمؤشرات‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمدارس‭ ‬الإعدادية‭ ‬النموذجية‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬قد‭ ‬سجلت‭ ‬زيادة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬ألف‭ ‬تلميذ‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنة‭ ‬الفارطة‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬بحوالي‭ ‬9‭ % ‬قابلها‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬اجتياز‭ ‬مناظرة‭ ‬‮«‬السيزيام‮»‬‭ ‬بحوالي‭ ‬5000‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬سجلت‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تراجعا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬نسب‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعلية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬الجملي‭ ‬لتلاميذ‭ ‬السنة‭ ‬السادسة‭ ‬الذين‭ ‬اجتازوا‭ ‬المناظرة‭ ‬بلغ‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬24‭.‬6‭ % ‬مقابل‭ ‬24‭ % ‬في‭ ‬2025،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬عرفت‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬التلاميذ‭ ‬الذين‭ ‬عدلوا‭ ‬عن‭ ‬اجتياز‭ ‬المناظرة‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬20‭ % ‬في‭ ‬2025‭ ‬مقابل‭ ‬16‭ % ‬في‭ ‬2024‭ ‬وهي‭ ‬أرقام‭ ‬تعكس‭ ‬عدم‭ ‬اقتناع‭ ‬ثلثي‭ ‬العائلات‭ ‬بجدوى‭ ‬المناظرة‭ ‬أو‭ ‬بالتحصيل‭ ‬المعرفي‭ ‬للتلميذ‭.‬

وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬التونسية‭ ‬للأولياء‭ ‬والتلاميذ‮»‬‭ ‬رضا‭ ‬الزهروني‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬تراجع‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناظرة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬الماضي‭ ‬بحوالي‭ ‬5‭ %.‬

أرقام‭ ‬منتظرة

وتعليقا‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬المحققة‭ ‬أفاد‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬التونسية‭ ‬للأولياء‭ ‬والتلاميذ‮»‬‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬متوقعة‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬دون‭ ‬استهداف‭ ‬المشاكل‭ ‬الأساسية‭ ‬للتعليم‭ ‬العمومي‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الأسباب‭ ‬يؤدي‭ ‬حتما‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬النتائج،‭ ‬وفق‭ ‬قوله،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تدني‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬العمومي‭ ‬ما‭ ‬يفقده‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مصعدا‭ ‬اجتماعيا‭ ‬وضامنا‭ ‬لمبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬طول‭ ‬البرامج‭ ‬وكثرة‭ ‬الدروس‭ ‬وعدم‭ ‬تكييف‭ ‬الزمن‭ ‬المدرسي‭ ‬مع‭ ‬حاجيات‭ ‬التلميذ‭ ‬والافتقار‭ ‬إلى‭ ‬المناهج‭ ‬البيداغوجية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تعتمد‭ ‬التلقين‭.‬

‮ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬المنظومة‭ ‬التقييمية‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬إلى‭ ‬التهافت‭ ‬على‭ ‬ارفع‭ ‬المعدلات‭ ‬والى‭ ‬الشهادات‭ ‬دون‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬ومن‭ ‬التحصيل‭ ‬المعرفي‭ ‬مع‭ ‬فقدانها‭ ‬لأبسط‭ ‬المرافق‭ ‬الأساسية‭ ‬كالماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشراب‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬بمختلف‭ ‬جهات‭ ‬البلاد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تواصل‭ ‬تراجع‭ ‬نتائج‭ ‬امتحاناتها‭ ‬الوطنية‭.‬

لابد‭ ‬من‭ ‬الإصلاح

‮ ‬وشدد‭ ‬مصدرنا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للتعليم‭ ‬العمومي‭ ‬يستوجب‭ ‬التحرك‭ ‬العاجل‭ ‬لإصلاحه‭ ‬عبر‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراء‭ ‬وقرار‭ ‬بهدف‭ ‬عكس‭ ‬المعادلة‭ ‬وعكس‭ ‬اتجاه‭ ‬المنحى‭ ‬من‭ ‬السلبي‭ ‬إلى‭ ‬الإيجابي‭.‬

كما‭ ‬اعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬التونسية‭ ‬للأولياء‭ ‬والتلاميذ‭ ‬أن‭ ‬السياسات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬اعتمادها‭ ‬خلال‭ ‬العشريات‭ ‬الثلاث‭ ‬السابقة‭ ‬كانت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الميداني‭ ‬والدراسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والفني‭ ‬للمدرسة‭ ‬التونسيّة‭ ‬بسبب‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬إرضاء‭ ‬رغبة‭ ‬الأنظمة‭ ‬القائمة‭ ‬والارتجال‭ ‬والتسرّع‭ ‬والشّخصنة‭ ‬وغياب‭ ‬التقييم‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالخطأ‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬تقييمه‭ ‬أكد‭ ‬رضا‭ ‬الزهروني‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الامتحانات‭ ‬والمناظرات‭ ‬الوطنية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مناظرة‭ ‬‮«‬السيزيام‮»‬،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬جعلها‭ ‬إجبارية‭ ‬بعد‭ ‬الانطلاق‭ ‬الجدي‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬اعتماد‭ ‬إجراءات‭ ‬وإصلاحات‭ ‬ضرورية‭ ‬وتوفير‭ ‬المتطلبات‭ ‬اللازمة‭ ‬لضمان‭ ‬الارتقاء‭ ‬المستحق‭ ‬لأكثر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭.‬‮ ‬ 

حنان‭ ‬قيراط

رئيس‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬التونسية‭ ‬للأولياء‭ ‬والتلاميذ»‬‭ ‬‭ ‬لـ«الصباح‮»‬:   تراجع‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬المناظرات‭ ‬الوطنية‭ ‬يستوجب‭ ‬الانطلاق‭ ‬فورا‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬التربوية

بعد‭ ‬صدور‭ ‬نتائج‭ ‬مناظرة‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬الإعدادية‭ ‬النموذجية‭ ‬‮«‬السيزيام‮»‬‭ ‬وشهادة‭ ‬ختم‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬العام‭ ‬والتقني‭ ‬‮«‬النوفيام‮»‬‭ ‬ونتائج‭ ‬الدورة‭ ‬الرئيسية‭ ‬لامتحان‭ ‬البكالوريا‭ ‬يمكن‭ ‬تقديم‭ ‬قراءة‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬الامتحانات‭ ‬الوطنية‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬صدور‭ ‬نتائج‭ ‬دورة‭ ‬المراقبة‭ ‬لامتحان‭ ‬البكالوريا‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬التونسية‭ ‬للأولياء‭ ‬والتلاميذ‮»‬‭ ‬رضا‭ ‬الزهروني‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬إن‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬التلاميذ‭ ‬الذين‭ ‬سيلتحقون‭ ‬بالمعاهد‭ ‬النموذجية‭ ‬بعد‭ ‬اجتياز‭ ‬مناظرة‭ ‬‮«‬النوفيام‮»‬،‮ ‬مهم‭ ‬ومهم‭ ‬جدا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬طفيف‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الناجحين‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدورة‭ ‬الفارطة‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬حينها‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬

64.99‭ % ‬مقابل‭ ‬63‭.‬07‭ % ‬سنة‭ ‬2025،‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬المتوجّهين‭ ‬إلى‭ ‬المعاهد‭ ‬النموذجية‭ ‬والذي‭ ‬بلغ‭ ‬4278‭ ‬مقابل‭ ‬3515‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

وأبرز‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الناجحين‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬الباكالوريا‭ ‬قد‭ ‬تراجعت‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬الرئيسية‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬الماضي‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬37‭.‬08‭% ‬مقابل‭ ‬42‭.‬20‭ % ‬من‭ ‬بين‭ ‬التلاميذ‭ ‬الذين‭ ‬خضعوا‭ ‬للامتحان‭.‬

كما‭ ‬بين‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬تراجعت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الشعب‭ ‬وبمختلف‭ ‬الولايات‭ ‬تقريبا‭ ‬عدى‭ ‬ولاية‭ ‬سيدي‭ ‬بوزيد‭ ‬التي‭ ‬ارتفع‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬الناجحين‭ ‬بـ1‭ %.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمؤشرات‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬امتحان‭ ‬الالتحاق‭ ‬بالمدارس‭ ‬الإعدادية‭ ‬النموذجية‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬الدراسية‭ ‬قد‭ ‬سجلت‭ ‬زيادة‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬13‭ ‬ألف‭ ‬تلميذ‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنة‭ ‬الفارطة‭ ‬أي‭ ‬بزيادة‭ ‬بحوالي‭ ‬9‭ % ‬قابلها‭ ‬زيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الراغبين‭ ‬في‭ ‬اجتياز‭ ‬مناظرة‭ ‬‮«‬السيزيام‮»‬‭ ‬بحوالي‭ ‬5000‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬سجلت‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تراجعا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬نسب‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعلية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬العدد‭ ‬الجملي‭ ‬لتلاميذ‭ ‬السنة‭ ‬السادسة‭ ‬الذين‭ ‬اجتازوا‭ ‬المناظرة‭ ‬بلغ‭ ‬في‭ ‬2024‭ ‬24‭.‬6‭ % ‬مقابل‭ ‬24‭ % ‬في‭ ‬2025،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬عرفت‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬التلاميذ‭ ‬الذين‭ ‬عدلوا‭ ‬عن‭ ‬اجتياز‭ ‬المناظرة‭ ‬إذ‭ ‬بلغت‭ ‬20‭ % ‬في‭ ‬2025‭ ‬مقابل‭ ‬16‭ % ‬في‭ ‬2024‭ ‬وهي‭ ‬أرقام‭ ‬تعكس‭ ‬عدم‭ ‬اقتناع‭ ‬ثلثي‭ ‬العائلات‭ ‬بجدوى‭ ‬المناظرة‭ ‬أو‭ ‬بالتحصيل‭ ‬المعرفي‭ ‬للتلميذ‭.‬

وأكد‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬التونسية‭ ‬للأولياء‭ ‬والتلاميذ‮»‬‭ ‬رضا‭ ‬الزهروني‭ ‬لـ«الصباح‮»‬‭ ‬تراجع‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناظرة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعام‭ ‬الماضي‭ ‬بحوالي‭ ‬5‭ %.‬

أرقام‭ ‬منتظرة

وتعليقا‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬المحققة‭ ‬أفاد‭ ‬رئيس‭ ‬‮«‬الجمعية‭ ‬التونسية‭ ‬للأولياء‭ ‬والتلاميذ‮»‬‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬متوقعة‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬حربها‭ ‬على‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬دون‭ ‬استهداف‭ ‬المشاكل‭ ‬الأساسية‭ ‬للتعليم‭ ‬العمومي‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬الأسباب‭ ‬يؤدي‭ ‬حتما‭ ‬إلى‭ ‬نفس‭ ‬النتائج،‭ ‬وفق‭ ‬قوله،‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تدني‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬العمومي‭ ‬ما‭ ‬يفقده‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مصعدا‭ ‬اجتماعيا‭ ‬وضامنا‭ ‬لمبدأ‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬طول‭ ‬البرامج‭ ‬وكثرة‭ ‬الدروس‭ ‬وعدم‭ ‬تكييف‭ ‬الزمن‭ ‬المدرسي‭ ‬مع‭ ‬حاجيات‭ ‬التلميذ‭ ‬والافتقار‭ ‬إلى‭ ‬المناهج‭ ‬البيداغوجية‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تعتمد‭ ‬التلقين‭.‬

‮ ‬واعتبر‭ ‬أن‭ ‬المنظومة‭ ‬التقييمية‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬إلى‭ ‬التهافت‭ ‬على‭ ‬ارفع‭ ‬المعدلات‭ ‬والى‭ ‬الشهادات‭ ‬دون‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬ومن‭ ‬التحصيل‭ ‬المعرفي‭ ‬مع‭ ‬فقدانها‭ ‬لأبسط‭ ‬المرافق‭ ‬الأساسية‭ ‬كالماء‭ ‬الصالح‭ ‬للشراب‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬بمختلف‭ ‬جهات‭ ‬البلاد‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تواصل‭ ‬تراجع‭ ‬نتائج‭ ‬امتحاناتها‭ ‬الوطنية‭.‬

لابد‭ ‬من‭ ‬الإصلاح

‮ ‬وشدد‭ ‬مصدرنا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للتعليم‭ ‬العمومي‭ ‬يستوجب‭ ‬التحرك‭ ‬العاجل‭ ‬لإصلاحه‭ ‬عبر‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراء‭ ‬وقرار‭ ‬بهدف‭ ‬عكس‭ ‬المعادلة‭ ‬وعكس‭ ‬اتجاه‭ ‬المنحى‭ ‬من‭ ‬السلبي‭ ‬إلى‭ ‬الإيجابي‭.‬

كما‭ ‬اعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬التونسية‭ ‬للأولياء‭ ‬والتلاميذ‭ ‬أن‭ ‬السياسات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تمّ‭ ‬اعتمادها‭ ‬خلال‭ ‬العشريات‭ ‬الثلاث‭ ‬السابقة‭ ‬كانت‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الميداني‭ ‬والدراسي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والفني‭ ‬للمدرسة‭ ‬التونسيّة‭ ‬بسبب‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬إرضاء‭ ‬رغبة‭ ‬الأنظمة‭ ‬القائمة‭ ‬والارتجال‭ ‬والتسرّع‭ ‬والشّخصنة‭ ‬وغياب‭ ‬التقييم‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالخطأ‭.‬

وفي‭ ‬ختام‭ ‬تقييمه‭ ‬أكد‭ ‬رضا‭ ‬الزهروني‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الامتحانات‭ ‬والمناظرات‭ ‬الوطنية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مناظرة‭ ‬‮«‬السيزيام‮»‬،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬جعلها‭ ‬إجبارية‭ ‬بعد‭ ‬الانطلاق‭ ‬الجدي‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المنظومة‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬اعتماد‭ ‬إجراءات‭ ‬وإصلاحات‭ ‬ضرورية‭ ‬وتوفير‭ ‬المتطلبات‭ ‬اللازمة‭ ‬لضمان‭ ‬الارتقاء‭ ‬المستحق‭ ‬لأكثر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭.‬‮ ‬ 

حنان‭ ‬قيراط