إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬3‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬إحداثه‭..‬ التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬شمل‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬مؤسسة‭..‬‮ ‬ ورفع‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬إلى‭ ‬550‭ ‬ألفا

يعدّ‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬الصناعــة‭ ‬والمناجــم‭ ‬والطاقة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أقدم‭ ‬البرنامج‭ ‬للنهوض‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬ومعاضدة‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الوطنية‭ ‬والعالمية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬نظمت‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعــة‭ ‬والمناجــم‭ ‬والطاقة،‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة،‭ ‬احتفالية‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬ثلاثون‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬التأهيل‭: ‬نحو‭ ‬صناعة‭ ‬الغد‮»‬‭.‬

وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالية،‭ ‬قدّمت‭ ‬وزيــرة‭ ‬الصناعــة‭ ‬والمناجــم‭ ‬والطاقة‭ ‬فاطمـة‭ ‬الثابـت‭ ‬شيبـوب‭ ‬أبرز‭ ‬نتائج‭ ‬البرنامج‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود،‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬شمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5000‭ ‬مؤسّسة‭ ‬صناعيّة‭ ‬منها‭ ‬1700‭ ‬مؤسسة‭ ‬مصدّرة‭ ‬كليًا‭ ‬وبمساهمة‭ ‬تفوق‭ ‬20‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلّي‭ ‬مع‭ ‬صادرات‭ ‬صناعيّة‭ ‬ناهزت‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬ونسبة‭ ‬نمو‭ ‬سنوي‭ ‬تجاوزت‭ ‬7‭ % ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين‭. ‬كما‭ ‬تضاعف‭ ‬عدد‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬الصناعيّة‭ ‬مرتفعا‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬سنة‭ ‬1995‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬550‭ ‬ألف‭ ‬موطن‭ ‬شغل‭ ‬مباشر‭ ‬سنة‭ ‬2024‭.‬

وأضافت‭ ‬الوزيرة‭ ‬أن ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬800‭ ‬مؤسسة‭ ‬تحصّلت‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬المطابقة،‭ ‬ودعم‭ ‬الإدماج‭ ‬في‭ ‬سلاسل‭ ‬القيمة‭ ‬العالمية‭ ‬وتحفيز‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬التخصص‭ ‬والتصدير‭.‬

وبيّنت‭ ‬فاطمة‮ ‬‭ ‬الثابت‭ ‬شيبوب‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬سنة‭ ‬1995،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرنامج‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬2000‭ ‬مؤسّسة‭ ‬صناعيّة‭ ‬ولا‭ ‬تتخطّى‭ ‬القيمة‭ ‬الجمليّة‭ ‬للصادرات‭ ‬الصناعيّة‭ ‬4‭ ‬مليار‭ ‬دينار،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬تتعدّ‭ ‬مساهمة‭ ‬الصناعة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلّي‭ ‬الإجمالي‭ ‬15‭%.‬

تعبئة‭ ‬استثمارات‭ ‬تقارب‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دينار

وذكرت‭ ‬الوزيرة‭ ‬أنه‭ ‬تمّت‭ ‬تعبئة‭ ‬استثمارات‭ ‬قاربت‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5000‭ ‬مشروع‭ ‬تأهيل،‭ ‬شملت‭ ‬تحديث‭ ‬التجهيزات‭ ‬واعتماد‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقميّة‭ ‬وتطوير‭ ‬منظومات‭ ‬الجودة‭ ‬والإدارة،‭ ‬مما‭ ‬مكّن‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬تحوّل‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬النسيج‭ ‬الصناعي‭ ‬التونسي‭.‬

وقد‭ ‬استأثرت‭ ‬قطاعات‭ ‬الصناعات‭ ‬الميكانيكية‭ ‬والكهربائية‭ ‬والنسيج‭ ‬والملابس‭ ‬بحصّة‭ ‬تفوق‭ ‬60‭ % ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الإجمالية،‭ ‬مع‭ ‬بروز‭ ‬مناطق‭ ‬صناعية‭ ‬كبرى‭ ‬بجميع‭ ‬الجهات‭ ‬التونسيّة‭ ‬التي‭ ‬استقطبت‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬40‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬التمويلات‭.‬

وأكدت‭ ‬فاطمة‭ ‬الثابت‭ ‬شيبوب‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الصناعة‭ ‬التونسية‭ ‬قاطرة‭ ‬في‭ ‬محيطينا‭ ‬الوطني‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬تحقّق‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬وما‭ ‬أُرسِي‭ ‬من‭ ‬توجّهات‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬تنافسيّة‭ ‬مؤسّساتنا‭ ‬الوطنيّة‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬على‭ ‬التميّز‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالميّة،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬إطارًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬محوريًا‭ ‬لتطوير‭ ‬المؤسّسات‭ ‬الصناعيّة‭ ‬التونسيّة‭ ‬وتجديد‭ ‬قدراتها‭ ‬وإرساء‭ ‬ثقافة‭ ‬الجودة‭ ‬والابتكار‭ ‬والحوكمة‭ ‬الرشيدة‭ ‬داخل‭ ‬نسيجنا‭ ‬الصناعي،‭ ‬بما‭ ‬مكّن‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬تحوّل‭ ‬في‭ ‬أدائها‭ ‬وإدماجها‭ ‬ضمن‭ ‬سلاسل‭ ‬القيمة‭ ‬العالمية‭ ‬وضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬إنتاجها‭ ‬وتصديرها‭.‬

وأوضحت‭ ‬الوزيرة‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬ليكون‭ ‬آلية‭ ‬لمجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬النسيج‭ ‬الصناعي‭ ‬يضم‭ ‬مؤسسات‭ ‬كبرى‭ ‬وأخرى‭ ‬صغرى،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬بدأت‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬مساعدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الكبرى‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصغرى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬تمويل‭ ‬البرنامج‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬صندوق‭ ‬دعم‭ ‬تنافسية‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬المُمول‭ ‬بـ1‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬رقم‭ ‬معاملات‭ ‬الشركات،‭ ‬لتكون‭ ‬بذلك‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬أكبر‭ ‬مساهم‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬الصندوق‭ ‬المذكور‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بمقاربة‭ ‬البرنامج‭ ‬قالت‭ ‬الوزيرة‭ ‬أنها‭ ‬تتضمن‭ ‬تشخيص‭ ‬وضعية‭ ‬المؤسسة‭ ‬فالدراسة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬فريق‭ ‬مكلف‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬بمكتب‭ ‬التأهيل‭ ‬بالوزارة‭ ‬والمراكز‭ ‬الفنية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬البنوك‭ ‬ليمرّ‭ ‬المشروع‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬قيادة‭ ‬البرنامج بخصوص‭ ‬مدى‭ ‬استجابة‭ ‬المؤسسة‭ ‬للشروط،‭ ‬ليقع‮ ‬‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬البرنامج‭ ‬الاستثماري‭.‬

وتفرض‭ ‬التحولات‭ ‬الجديدة‭ ‬تحديات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تدركه‭ ‬الوزارة‭ ‬جيدا‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أوضحت‭ ‬وزيــرة‭ ‬الصناعــة‭ ‬والمناجــم‭ ‬والطاقة‭ ‬أن التحدي‭ ‬الجديد‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تقليص‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الغازية إلى‭ ‬جانب‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬ومزيد‭ ‬تكوين‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية،‭ ‬ومحاولة‭ ‬ترغيب‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وعدم‭ ‬مغادرتها‭ ‬للعمل‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

إدراج‭ ‬عنصرين‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي

ويضم‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬مرحلة‭ ‬ثانية،‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إطلاقها،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬إدراج‭ ‬نقاط‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية،‮ ‬إذ‭ ‬قالت‭ ‬بثينة‭ ‬بوكمشة‭ ‬المديرة‭ ‬العامة‭ ‬لمكتب‭ ‬تأهيل‭ ‬الصناعة‭ ‬بوزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة‭ ‬أنه‭ ‬جرى‭ ‬تدعيم‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬في‭ ‬مرحلته‭ ‬الثانية‭ ‬بعنصرين‭ ‬الاستدامة‭ ‬والصناعات‭ ‬الذكية‭ ‬4‭.‬0،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬إضفاء‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬على‭ ‬البرنامج‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬سيقع‭ ‬إدراج‭ ‬عناصر‭ ‬حديثة،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تدعيم‭ ‬مساعدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬قدرتها‭ ‬التنافسية‭.‬

وأبرزت‭ ‬محدثتنا‭ ‬أن‭ ‬عوامل‭ ‬تحسين‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬ليست‭ ‬نفسها‭ ‬قبل‭ ‬30‭ ‬سنة‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقديم‭ ‬المؤسسات‭ ‬للطلبات‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬يكون‭ ‬عبر‭ ‬موقع‭ ‬مكتب‭ ‬تأهيل‭ ‬الصناعة‭.‬

تكريم‭ ‬6‭ ‬مؤسسات

جدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬فعاليات‭ ‬الاحتفالية‭ ‬تكريم‭ ‬6‭ ‬مؤسسات‭ ‬وهي‭ ‬مؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الجلود‭ ‬والأحذية،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الغذائية،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الميكانيكية،‭ ‬ومخابر‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الكيميائية،‭ ‬ومؤسسة متخصصة‮ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النسيج‭ ‬والملابس‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أفاد‭ ‬عمر‭ ‬بوزوادة،‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لوكالة‭ ‬النهوض‭ ‬بالصناعة‭ ‬والتجديد،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬آلاف‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬انتفعت‭ ‬بالبرنامج‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬انتقاء‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تكريمها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬لجنة‭ ‬تولّت‭ ‬مهمة‭ ‬الاختيار‭.‬

واعتبر‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لوكالة‭ ‬النهوض‭ ‬بالصناعة‭ ‬والتجديد أن‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬يتنزّل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مواصلة‭ ‬الدولة‭ ‬لعنايتها‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬والمستثمرين‭ ‬والباعثين‭ ‬وحاملي‭ ‬الأفكار‭ ‬والمبتكرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬ثروة‭ ‬وطنية‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الوكالة‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مكونات‭ ‬المشروع‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الفكرة‭ ‬فبلورة‭ ‬الفكرة‭ ‬فدراستها‭ ‬ثم‭ ‬البحث‭ ‬وتحديد‭ ‬آليات‭ ‬التمويل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬متابعة‭ ‬المشروع‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارات‭ ‬الجهوية‭ ‬التابعة‭ ‬للوكالة‭ ‬والمتمركزة‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬ولاية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يضطر‭ ‬الباعث‭ ‬إلى‭ ‬التنقل‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬المركزية‭.‬

وبيّن‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬مهمة‭ ‬الوكالة‭ ‬تتركّز‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬الذراع‭ ‬التطبيقي‭ ‬لسياسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعة‭ ‬وتطويرها،‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬التجديد،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬للوكالة‭ ‬5‭ ‬مراكز‭ ‬توفر‭ ‬الدراسة‭ ‬والإحاطة‭ ‬وتضم‭ ‬بنك‭ ‬المعطيات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مراقبة‭ ‬الأفكار‭ ‬ومواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬لتكون‭ ‬صناعتنا‭ ‬صناعة‭ ‬مصدرّة‭ ‬وقوية‭ ‬ومتواجدة‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬مُمكن‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭ ‬مع‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬مجالات‭ ‬البيئة‭ ‬والرقمنة‭. ‬‮ ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬تقدّم‭ ‬حلقات‭ ‬ترابط‭ ‬ومنصات‭ ‬تضمن‭ ‬معطيات‭ ‬دقيقة‭ ‬وشفافة‭ ‬لتحقق‭ ‬المؤسسات‭ ‬برامج‭ ‬تأهيلها‭ ‬بنجاعة‭.‬

جهاد الكلبوسي 

بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬3‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬إحداثه‭..‬   التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬شمل‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬مؤسسة‭..‬‮ ‬   ورفع‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬إلى‭ ‬550‭ ‬ألفا

يعدّ‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬التابع‭ ‬لوزارة‭ ‬الصناعــة‭ ‬والمناجــم‭ ‬والطاقة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أقدم‭ ‬البرنامج‭ ‬للنهوض‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬ومعاضدة‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الوطنية‭ ‬والعالمية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬نظمت‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعــة‭ ‬والمناجــم‭ ‬والطاقة،‭ ‬أمس‭ ‬الجمعة،‭ ‬احتفالية‭ ‬بمناسبة‭ ‬مرور‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬ثلاثون‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬التأهيل‭: ‬نحو‭ ‬صناعة‭ ‬الغد‮»‬‭.‬

وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالية،‭ ‬قدّمت‭ ‬وزيــرة‭ ‬الصناعــة‭ ‬والمناجــم‭ ‬والطاقة‭ ‬فاطمـة‭ ‬الثابـت‭ ‬شيبـوب‭ ‬أبرز‭ ‬نتائج‭ ‬البرنامج‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود،‭ ‬حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬شمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5000‭ ‬مؤسّسة‭ ‬صناعيّة‭ ‬منها‭ ‬1700‭ ‬مؤسسة‭ ‬مصدّرة‭ ‬كليًا‭ ‬وبمساهمة‭ ‬تفوق‭ ‬20‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلّي‭ ‬مع‭ ‬صادرات‭ ‬صناعيّة‭ ‬ناهزت‭ ‬50‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬سنة‭ ‬2024،‭ ‬ونسبة‭ ‬نمو‭ ‬سنوي‭ ‬تجاوزت‭ ‬7‭ % ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين‭. ‬كما‭ ‬تضاعف‭ ‬عدد‭ ‬مواطن‭ ‬الشغل‭ ‬الصناعيّة‭ ‬مرتفعا‭ ‬من‭ ‬حوالي‭ ‬200‭ ‬ألف‭ ‬سنة‭ ‬1995‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬550‭ ‬ألف‭ ‬موطن‭ ‬شغل‭ ‬مباشر‭ ‬سنة‭ ‬2024‭.‬

وأضافت‭ ‬الوزيرة‭ ‬أن ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬800‭ ‬مؤسسة‭ ‬تحصّلت‭ ‬على‭ ‬شهادات‭ ‬المطابقة،‭ ‬ودعم‭ ‬الإدماج‭ ‬في‭ ‬سلاسل‭ ‬القيمة‭ ‬العالمية‭ ‬وتحفيز‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬التخصص‭ ‬والتصدير‭.‬

وبيّنت‭ ‬فاطمة‮ ‬‭ ‬الثابت‭ ‬شيبوب‭ ‬أنه‭ ‬قبل‭ ‬سنة‭ ‬1995،‭ ‬أي‭ ‬قبل‭ ‬انطلاق‭ ‬تنفيذ‭ ‬البرنامج‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬2000‭ ‬مؤسّسة‭ ‬صناعيّة‭ ‬ولا‭ ‬تتخطّى‭ ‬القيمة‭ ‬الجمليّة‭ ‬للصادرات‭ ‬الصناعيّة‭ ‬4‭ ‬مليار‭ ‬دينار،‭ ‬بينما‭ ‬لم‭ ‬تتعدّ‭ ‬مساهمة‭ ‬الصناعة‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلّي‭ ‬الإجمالي‭ ‬15‭%.‬

تعبئة‭ ‬استثمارات‭ ‬تقارب‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دينار

وذكرت‭ ‬الوزيرة‭ ‬أنه‭ ‬تمّت‭ ‬تعبئة‭ ‬استثمارات‭ ‬قاربت‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5000‭ ‬مشروع‭ ‬تأهيل،‭ ‬شملت‭ ‬تحديث‭ ‬التجهيزات‭ ‬واعتماد‭ ‬التقنيات‭ ‬الرقميّة‭ ‬وتطوير‭ ‬منظومات‭ ‬الجودة‭ ‬والإدارة،‭ ‬مما‭ ‬مكّن‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬تحوّل‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬النسيج‭ ‬الصناعي‭ ‬التونسي‭.‬

وقد‭ ‬استأثرت‭ ‬قطاعات‭ ‬الصناعات‭ ‬الميكانيكية‭ ‬والكهربائية‭ ‬والنسيج‭ ‬والملابس‭ ‬بحصّة‭ ‬تفوق‭ ‬60‭ % ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الإجمالية،‭ ‬مع‭ ‬بروز‭ ‬مناطق‭ ‬صناعية‭ ‬كبرى‭ ‬بجميع‭ ‬الجهات‭ ‬التونسيّة‭ ‬التي‭ ‬استقطبت‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬40‭ % ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬التمويلات‭.‬

وأكدت‭ ‬فاطمة‭ ‬الثابت‭ ‬شيبوب‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الصناعة‭ ‬التونسية‭ ‬قاطرة‭ ‬في‭ ‬محيطينا‭ ‬الوطني‭ ‬والإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬تحقّق‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬وما‭ ‬أُرسِي‭ ‬من‭ ‬توجّهات‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬تنافسيّة‭ ‬مؤسّساتنا‭ ‬الوطنيّة‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدراتها‭ ‬على‭ ‬التميّز‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬العالميّة،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يمثل‭ ‬إطارًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬محوريًا‭ ‬لتطوير‭ ‬المؤسّسات‭ ‬الصناعيّة‭ ‬التونسيّة‭ ‬وتجديد‭ ‬قدراتها‭ ‬وإرساء‭ ‬ثقافة‭ ‬الجودة‭ ‬والابتكار‭ ‬والحوكمة‭ ‬الرشيدة‭ ‬داخل‭ ‬نسيجنا‭ ‬الصناعي،‭ ‬بما‭ ‬مكّن‭ ‬من‭ ‬إحداث‭ ‬تحوّل‭ ‬في‭ ‬أدائها‭ ‬وإدماجها‭ ‬ضمن‭ ‬سلاسل‭ ‬القيمة‭ ‬العالمية‭ ‬وضمان‭ ‬استمرارية‭ ‬إنتاجها‭ ‬وتصديرها‭.‬

وأوضحت‭ ‬الوزيرة‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬تم‭ ‬اعتماده‭ ‬ليكون‭ ‬آلية‭ ‬لمجابهة‭ ‬التحديات‭ ‬بما‭ ‬أن‭ ‬النسيج‭ ‬الصناعي‭ ‬يضم‭ ‬مؤسسات‭ ‬كبرى‭ ‬وأخرى‭ ‬صغرى،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬بدأت‭ ‬بالنظر‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬مساعدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الكبرى‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الصغرى،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬تمويل‭ ‬البرنامج‭ ‬يندرج‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬صندوق‭ ‬دعم‭ ‬تنافسية‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي‭ ‬المُمول‭ ‬بـ1‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬رقم‭ ‬معاملات‭ ‬الشركات،‭ ‬لتكون‭ ‬بذلك‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬أكبر‭ ‬مساهم‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬الصندوق‭ ‬المذكور‭.‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يتعلّق‭ ‬بمقاربة‭ ‬البرنامج‭ ‬قالت‭ ‬الوزيرة‭ ‬أنها‭ ‬تتضمن‭ ‬تشخيص‭ ‬وضعية‭ ‬المؤسسة‭ ‬فالدراسة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬فريق‭ ‬مكلف‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬بمكتب‭ ‬التأهيل‭ ‬بالوزارة‭ ‬والمراكز‭ ‬الفنية‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬البنوك‭ ‬ليمرّ‭ ‬المشروع‭ ‬بعدها‭ ‬إلى‭ ‬لجنة‭ ‬قيادة‭ ‬البرنامج بخصوص‭ ‬مدى‭ ‬استجابة‭ ‬المؤسسة‭ ‬للشروط،‭ ‬ليقع‮ ‬‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬البرنامج‭ ‬الاستثماري‭.‬

وتفرض‭ ‬التحولات‭ ‬الجديدة‭ ‬تحديات‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تدركه‭ ‬الوزارة‭ ‬جيدا‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أوضحت‭ ‬وزيــرة‭ ‬الصناعــة‭ ‬والمناجــم‭ ‬والطاقة‭ ‬أن التحدي‭ ‬الجديد‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الطاقة‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تقليص‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الغازية إلى‭ ‬جانب‭ ‬ضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬ومزيد‭ ‬تكوين‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية،‭ ‬ومحاولة‭ ‬ترغيب‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وعدم‭ ‬مغادرتها‭ ‬للعمل‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الخارج‭.‬

إدراج‭ ‬عنصرين‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي

ويضم‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬مرحلة‭ ‬ثانية،‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إطلاقها،‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬وقع‭ ‬إدراج‭ ‬نقاط‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية،‮ ‬إذ‭ ‬قالت‭ ‬بثينة‭ ‬بوكمشة‭ ‬المديرة‭ ‬العامة‭ ‬لمكتب‭ ‬تأهيل‭ ‬الصناعة‭ ‬بوزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والمناجم‭ ‬والطاقة‭ ‬أنه‭ ‬جرى‭ ‬تدعيم‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬في‭ ‬مرحلته‭ ‬الثانية‭ ‬بعنصرين‭ ‬الاستدامة‭ ‬والصناعات‭ ‬الذكية‭ ‬4‭.‬0،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬إضفاء‭ ‬تغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬على‭ ‬البرنامج‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬سيقع‭ ‬إدراج‭ ‬عناصر‭ ‬حديثة،‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تدعيم‭ ‬مساعدة‭ ‬المؤسسات‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬قدرتها‭ ‬التنافسية‭.‬

وأبرزت‭ ‬محدثتنا‭ ‬أن‭ ‬عوامل‭ ‬تحسين‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للمؤسسات‭ ‬ليست‭ ‬نفسها‭ ‬قبل‭ ‬30‭ ‬سنة‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقديم‭ ‬المؤسسات‭ ‬للطلبات‭ ‬المتعلّقة‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬يكون‭ ‬عبر‭ ‬موقع‭ ‬مكتب‭ ‬تأهيل‭ ‬الصناعة‭.‬

تكريم‭ ‬6‭ ‬مؤسسات

جدير‭ ‬بالذكر،‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬خلال‭ ‬فعاليات‭ ‬الاحتفالية‭ ‬تكريم‭ ‬6‭ ‬مؤسسات‭ ‬وهي‭ ‬مؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬الجلود‭ ‬والأحذية،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الغذائية،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الميكانيكية،‭ ‬ومخابر‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬الكيميائية،‭ ‬ومؤسسة متخصصة‮ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬البلاستيكية،‭ ‬ومؤسسة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬النسيج‭ ‬والملابس‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أفاد‭ ‬عمر‭ ‬بوزوادة،‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لوكالة‭ ‬النهوض‭ ‬بالصناعة‭ ‬والتجديد،‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬آلاف‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬انتفعت‭ ‬بالبرنامج‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬انتقاء‭ ‬المؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تكريمها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬لجنة‭ ‬تولّت‭ ‬مهمة‭ ‬الاختيار‭.‬

واعتبر‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لوكالة‭ ‬النهوض‭ ‬بالصناعة‭ ‬والتجديد أن‭ ‬برنامج‭ ‬التأهيل‭ ‬الصناعي‭ ‬يتنزّل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مواصلة‭ ‬الدولة‭ ‬لعنايتها‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬والمستثمرين‭ ‬والباعثين‭ ‬وحاملي‭ ‬الأفكار‭ ‬والمبتكرين‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬ثروة‭ ‬وطنية‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬الوكالة‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مكونات‭ ‬المشروع‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الفكرة‭ ‬فبلورة‭ ‬الفكرة‭ ‬فدراستها‭ ‬ثم‭ ‬البحث‭ ‬وتحديد‭ ‬آليات‭ ‬التمويل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬متابعة‭ ‬المشروع‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارات‭ ‬الجهوية‭ ‬التابعة‭ ‬للوكالة‭ ‬والمتمركزة‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬ولاية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يضطر‭ ‬الباعث‭ ‬إلى‭ ‬التنقل‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬المركزية‭.‬

وبيّن‭ ‬محدثنا‭ ‬أن‭ ‬مهمة‭ ‬الوكالة‭ ‬تتركّز‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬الذراع‭ ‬التطبيقي‭ ‬لسياسات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصناعة‭ ‬وتطويرها،‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬التجديد،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬للوكالة‭ ‬5‭ ‬مراكز‭ ‬توفر‭ ‬الدراسة‭ ‬والإحاطة‭ ‬وتضم‭ ‬بنك‭ ‬المعطيات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مراقبة‭ ‬الأفكار‭ ‬ومواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬لتكون‭ ‬صناعتنا‭ ‬صناعة‭ ‬مصدرّة‭ ‬وقوية‭ ‬ومتواجدة‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬مُمكن‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬الخارجية‭ ‬مع‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬مجالات‭ ‬البيئة‭ ‬والرقمنة‭. ‬‮ ‬وإضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات‭ ‬تقدّم‭ ‬حلقات‭ ‬ترابط‭ ‬ومنصات‭ ‬تضمن‭ ‬معطيات‭ ‬دقيقة‭ ‬وشفافة‭ ‬لتحقق‭ ‬المؤسسات‭ ‬برامج‭ ‬تأهيلها‭ ‬بنجاعة‭.‬

جهاد الكلبوسي