بعد انطلاقة حذرة ميزت اليوم الأول من دورة المراقبة لباكالوريا 2025، تواصلت أمس فعاليات هذه الدورة لتفتح أمام التلاميذ فرصة ثانية لإثبات قدراتهم في مواد أساسية ومحورية. فقد تميز اليوم الثاني بأهمية المواد المختبر فيها بما أن السواد الأعظم اختبر في مواد تعتبر رئيسية أو هامة بالنسبة لكل شعبة، حيث اجتاز تلاميذ شعبة الآداب اختبار مادة التاريخ والجغرافيا، في حين خضع تلاميذ شعبة العلوم التجريبية لاختبار الرياضيات، وهي مواد تُعدّ بمثابة المعيار الحقيقي لمستوى التمكن في التخصص كما أنها تلعب دورا جوهريا في تحديد مسار الدورة.
وقد كانت ردود الأفعال أمس حول فحوى الاختبارات إيجابية مقارنة باليوم الأول من الدورة على اعتبار أن غالبية المترشحين أكدوا أن الاختبارات ولئن لا يمكن تصنيفها من قبيل السهل الممتنع إلا أنها تظل في المتناول مقارنة بالدورة الرئيسية.
ونجدد عبر هذه المساحة تأكيدنا مرة أخرى على أن مختلف شهادات المترشحين التي استقتها «الصباح» من أمام معهد خير الدين باشا بأريانة لا يمكن مطلقا الاعتماد أو الاستناد إليها في تقييم مدى صعوبة أو سهولة الاختبارات المقدمة بالنظر إلى أن الشهادات والتقييمات التي تضمنتها هذه المساحة والتي تندرج في إطار التغطية اليومية لـ«الصباح» لامتحان الباكالوريا في دورة المراقبة تبقى نسبية ولا يٌمكن مطلقا الاعتماد عليها في تقييم مدى سهولة أو صعوبة الاختبار بما أن التقييمات تختلف باختلاف مستوى التحصيل العلمي بين للتلاميذ فضلا عن مدى تمكن التلاميذ من مختلف المهارات والمعارف إلى جانب مدى الاستعداد الجيد للامتحان والذي يتباين من تلميذ إلى آخر.
في هذا الخصوص مثّلت مادة التاريخ والجغرافيا في شعبة الآداب لحظة اختبار حقيقية للطلبة، لاسيما وأنّها تستوجب قدرة عالية على التحليل وربط الأحداث وفهم السياقات السياسية والاجتماعية. وقد تراوحت ردود فعل التلاميذ بين من اعتبر الامتحان متوازنا في محاوره وبين من اعتبر الاختبار مناسبة لتدارك النقائص المسجّلة خلال الدورة الرئيسية.
في المقابل، خاض تلاميذ شعبة العلوم التجريبية اختبار مادة الرياضيات. وقد أبدى كثيرون ارتياحا لطبيعة التمارين، معتبرين أنّها تدرّجت في الصعوبة وراعت الفئة المتوسطة على حد تعبيرهم، بينما أشار آخرون إلى بعض العراقيل التقنية أو الزمنية التي واجهتهم أثناء محاولة حل بعض الأسئلة التي كانت «مركبة».
وفي الاتجاه نفسه فقد خاض تلاميذ شعبة الاقتصاد والتصرف خلال اليوم الثاني من دورة المراقبة اختبارًا في مادة التاريخ والجغرافيا، وهو اختبار شكّل تحدّيا فعليا نظرا إلى خصوصية هذه المادة وأهميتها بالنسبة لشعبة الاقتصاد والتصرف وهي التي تقتضي الربط بين المعطيات التاريخية والواقع الاقتصادي والاجتماعي. ورغم أنّ هذه الشعبة تُركّز أساسًا على المواد الاقتصادية والرياضية، إلا أنّ اختبار التاريخ والجغرافيا يظلّ أيضا من المواد الهامة والتي من شأنها أن تحدث الفارق وتعدل الكفة.
وقد عبّر عدد من التلاميذ عن ارتياحهم الجزئي للأسئلة التي وصفوها بـ«المألوفة من حيث المحاور، لكنّها تطلبت دقّة في التحليل ومنهجية واضحة في الإجابة». في المقابل، أشار آخرون إلى أنّ بعض محاور الجغرافيا كانت «غير متوقعة على حد قولهم مما تطلّب جهدا إضافيا في حل الأسئلة»..
من جانب آخر اختبر تلاميذ شعبة علوم الإعلامية في مادة العلوم الفيزيائية.
وقد تفاوتت آراء التلاميذ بين من وجد في الاختبار فرصة لإبراز الجانب التحليلي الذي تعوّدوا عليه من خلال البرمجة والخوارزميات، وبين من تذمر من ضغط الوقت مقارنة بحجم التمارين المقترحة وهو ما اعتبروه تحدّيًا إضافيا.. لكن إجمالا أبدى كثيرون رضاهم عن كون الاختبار لم يخرج عن البرنامج الرسمي، وأنه احترم، في مجمله، التدرج في الصعوبة أو في طرح الأسئلة بشكل مغاير وغير كلاسيكي..
اليوم الثاني من دورة المراقبة لم يكن امتحانا في مختلف المواد العلمية أو الأدبية، بل خاض التلاميذ امتحانًا من نوع آخر: فالضغط النفسي المصاحب لفكرة «الفرصة الأخيرة»، والظروف المناخية الصعبة في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ كانا بمثابة امتحان مغاير. ورغم سعينا إلى رصد انطباعات المترشحين في مختلف الشعب إلا أننا نتفهم رغبة عدد هام منهم في عدم الإدلاء بتصريحات أو التفاعل مع أسئلتنا، احترامًا لحالة الإرهاق الشديد التي بدت واضحة على ملامحهم. فدرجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب الضغط النفسي المصاحب لدورة المراقبة، خلقت لديهم حالة من الإنهاك الجسدي والذهني، دفعتهم إلى الابتعاد إما بحثا عن الظلّ أو رغبة في المغادرة. فالتعبير في مثل هذه الظروف لا يكون دائمًا بالكلمات بل يكفي أن ترى الوجوه لتدرك حجم التحدّي الذي يخوضه جل المترشحين في صمت وصبر وثبات.
وبالعودة إلى الأجواء التي رافقت اليوم الثاني من دورة المراقبة فإنها أجواء عادية حيث كان تقريبا الإجماع حاصلا على أن الاختبارات في المتناول وتعتبر نسبيا سهلة مقارنة بالدورة الرئيسية. أما بخصوص حالات الغش المرصودة في اليوم الثاني من دورة المراقبة فإنه جدير بالذكر أنه إلى حد كتابة هذه الأسطر لم يتم تسجيل حالة غش علما أنه تم رصد 5 حالات غش في مدينة الحمامات خلال اليوم الأول من الدورة.
منال حرزي
بعد انطلاقة حذرة ميزت اليوم الأول من دورة المراقبة لباكالوريا 2025، تواصلت أمس فعاليات هذه الدورة لتفتح أمام التلاميذ فرصة ثانية لإثبات قدراتهم في مواد أساسية ومحورية. فقد تميز اليوم الثاني بأهمية المواد المختبر فيها بما أن السواد الأعظم اختبر في مواد تعتبر رئيسية أو هامة بالنسبة لكل شعبة، حيث اجتاز تلاميذ شعبة الآداب اختبار مادة التاريخ والجغرافيا، في حين خضع تلاميذ شعبة العلوم التجريبية لاختبار الرياضيات، وهي مواد تُعدّ بمثابة المعيار الحقيقي لمستوى التمكن في التخصص كما أنها تلعب دورا جوهريا في تحديد مسار الدورة.
وقد كانت ردود الأفعال أمس حول فحوى الاختبارات إيجابية مقارنة باليوم الأول من الدورة على اعتبار أن غالبية المترشحين أكدوا أن الاختبارات ولئن لا يمكن تصنيفها من قبيل السهل الممتنع إلا أنها تظل في المتناول مقارنة بالدورة الرئيسية.
ونجدد عبر هذه المساحة تأكيدنا مرة أخرى على أن مختلف شهادات المترشحين التي استقتها «الصباح» من أمام معهد خير الدين باشا بأريانة لا يمكن مطلقا الاعتماد أو الاستناد إليها في تقييم مدى صعوبة أو سهولة الاختبارات المقدمة بالنظر إلى أن الشهادات والتقييمات التي تضمنتها هذه المساحة والتي تندرج في إطار التغطية اليومية لـ«الصباح» لامتحان الباكالوريا في دورة المراقبة تبقى نسبية ولا يٌمكن مطلقا الاعتماد عليها في تقييم مدى سهولة أو صعوبة الاختبار بما أن التقييمات تختلف باختلاف مستوى التحصيل العلمي بين للتلاميذ فضلا عن مدى تمكن التلاميذ من مختلف المهارات والمعارف إلى جانب مدى الاستعداد الجيد للامتحان والذي يتباين من تلميذ إلى آخر.
في هذا الخصوص مثّلت مادة التاريخ والجغرافيا في شعبة الآداب لحظة اختبار حقيقية للطلبة، لاسيما وأنّها تستوجب قدرة عالية على التحليل وربط الأحداث وفهم السياقات السياسية والاجتماعية. وقد تراوحت ردود فعل التلاميذ بين من اعتبر الامتحان متوازنا في محاوره وبين من اعتبر الاختبار مناسبة لتدارك النقائص المسجّلة خلال الدورة الرئيسية.
في المقابل، خاض تلاميذ شعبة العلوم التجريبية اختبار مادة الرياضيات. وقد أبدى كثيرون ارتياحا لطبيعة التمارين، معتبرين أنّها تدرّجت في الصعوبة وراعت الفئة المتوسطة على حد تعبيرهم، بينما أشار آخرون إلى بعض العراقيل التقنية أو الزمنية التي واجهتهم أثناء محاولة حل بعض الأسئلة التي كانت «مركبة».
وفي الاتجاه نفسه فقد خاض تلاميذ شعبة الاقتصاد والتصرف خلال اليوم الثاني من دورة المراقبة اختبارًا في مادة التاريخ والجغرافيا، وهو اختبار شكّل تحدّيا فعليا نظرا إلى خصوصية هذه المادة وأهميتها بالنسبة لشعبة الاقتصاد والتصرف وهي التي تقتضي الربط بين المعطيات التاريخية والواقع الاقتصادي والاجتماعي. ورغم أنّ هذه الشعبة تُركّز أساسًا على المواد الاقتصادية والرياضية، إلا أنّ اختبار التاريخ والجغرافيا يظلّ أيضا من المواد الهامة والتي من شأنها أن تحدث الفارق وتعدل الكفة.
وقد عبّر عدد من التلاميذ عن ارتياحهم الجزئي للأسئلة التي وصفوها بـ«المألوفة من حيث المحاور، لكنّها تطلبت دقّة في التحليل ومنهجية واضحة في الإجابة». في المقابل، أشار آخرون إلى أنّ بعض محاور الجغرافيا كانت «غير متوقعة على حد قولهم مما تطلّب جهدا إضافيا في حل الأسئلة»..
من جانب آخر اختبر تلاميذ شعبة علوم الإعلامية في مادة العلوم الفيزيائية.
وقد تفاوتت آراء التلاميذ بين من وجد في الاختبار فرصة لإبراز الجانب التحليلي الذي تعوّدوا عليه من خلال البرمجة والخوارزميات، وبين من تذمر من ضغط الوقت مقارنة بحجم التمارين المقترحة وهو ما اعتبروه تحدّيًا إضافيا.. لكن إجمالا أبدى كثيرون رضاهم عن كون الاختبار لم يخرج عن البرنامج الرسمي، وأنه احترم، في مجمله، التدرج في الصعوبة أو في طرح الأسئلة بشكل مغاير وغير كلاسيكي..
اليوم الثاني من دورة المراقبة لم يكن امتحانا في مختلف المواد العلمية أو الأدبية، بل خاض التلاميذ امتحانًا من نوع آخر: فالضغط النفسي المصاحب لفكرة «الفرصة الأخيرة»، والظروف المناخية الصعبة في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ كانا بمثابة امتحان مغاير. ورغم سعينا إلى رصد انطباعات المترشحين في مختلف الشعب إلا أننا نتفهم رغبة عدد هام منهم في عدم الإدلاء بتصريحات أو التفاعل مع أسئلتنا، احترامًا لحالة الإرهاق الشديد التي بدت واضحة على ملامحهم. فدرجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب الضغط النفسي المصاحب لدورة المراقبة، خلقت لديهم حالة من الإنهاك الجسدي والذهني، دفعتهم إلى الابتعاد إما بحثا عن الظلّ أو رغبة في المغادرة. فالتعبير في مثل هذه الظروف لا يكون دائمًا بالكلمات بل يكفي أن ترى الوجوه لتدرك حجم التحدّي الذي يخوضه جل المترشحين في صمت وصبر وثبات.
وبالعودة إلى الأجواء التي رافقت اليوم الثاني من دورة المراقبة فإنها أجواء عادية حيث كان تقريبا الإجماع حاصلا على أن الاختبارات في المتناول وتعتبر نسبيا سهلة مقارنة بالدورة الرئيسية. أما بخصوص حالات الغش المرصودة في اليوم الثاني من دورة المراقبة فإنه جدير بالذكر أنه إلى حد كتابة هذه الأسطر لم يتم تسجيل حالة غش علما أنه تم رصد 5 حالات غش في مدينة الحمامات خلال اليوم الأول من الدورة.