شرع أمس أكثر من 46 ألف تلميذ في اجتياز امتحانات الباكالوريا دورة المراقبة، أو ما يعرف في المخيال الشعبي بدورة "الأبطال"، الدورة التي كثيرًا ما ينظر إليها التلاميذ على أنها فرصة ثانية لإعادة رسم المصير في دورة لا تقل قيمة أو أهمية عن الدورة الرئيسية، بل ربما تفوقها من حيث التحدي والإرادة… ففي هذه المحطة التقييمية لا مجال للهفوات على أن الهاجس الأكبر هو اقتلاع بطاقة العبور إلى مدارج الجامعات.
وكما جرت العادة، يخوض التلاميذ في هذه الدورة اختبارات في المادة الأساسية الخاصة بكل شعبة، فكان اليوم الأول بمثابة معركة ذهنية حاسمة في شعبة الرياضيات أين واجه المترشحون مادة الأرقام والمعادلات، وهم يدركون أن الخطأ الصغير قد يُحدث الفارق الكبير. أما في شعبة الآداب، فقد كان الموعد مع الفلسفة، ومادة التفكير الحر والتساؤل، فيما عاد تلاميذ الاقتصاد والتصرف إلى محيط التحليل والرسوم البيانية عبر مادة الاقتصاد، وغاص مترشحو العلوم والتقنية والإعلامية في مجالات تخصصهم بدقة وتركيز بما يعكس مواجهة مباشرة مع مواد "ثقيلة ووازنة" من شأنها أن تحدد مسار الدورة من يومها الأول. لتؤكد دورة المراقبة سنة بعد أخرى أنها ليست مساحة للمحظوظين، بل ميدانا للأقوياء، ودورة الأبطال ولهذا سميت وعن جدارة"... ووفقا للشهادات التي استقتها "الصباح" أمس من أمام معهد خير الدين باشا بأريانة، فإنه يصعب فعلا تحديد بوصلة اليوم الأول من دورة المراقبة، ولئن كان تقريبا الإجماع حاصلا على أن الاختبارات كانت في المجمل سهلة وفي المتناول مقارنة بالدورة الرئيسية، فإن فئة أخرى اعتبرت أن المواضيع المقدمة بالأمس تعتبر أصعب -من وجهة نظرهم-من تلك المقدمة خلال الدورة الرئيسية.
ونجدد تأكيدنا مرة أخرى عبر هذه المساحة على أن شهادات مختلف المترشحين لا يمكن مطلقا الاعتماد أو الاستناد إليها في تقييم مدى صعوبة أو سهولة الاختبارات المقدمة بالنظر إلى أن الشهادات والتقييمات التي تضمنتها هذه المساحة والتي تندرج في إطار التغطية اليومية لـ"الصباح" لامتحان الباكالوريا في دورة المراقبة تبقى نسبية ولا يٌمكن مطلقا الاعتماد عليها في تقييم مدى سهولة أو صعوبة الاختبار بما أن التقييمات تختلف باختلاف مستوى التحصيل العلمي للتلاميذ، فضلا عن مدى تمكن التلميذ من مختلف المهارات والمعارف إلى جانب مدى الاستعداد الجيد للامتحان والذي يتباين من تلميذ إلى آخر.
ورغم محاولاتنا التقاط بعض الانطباعات من التلاميذ فور خروجهم من مركز الامتحان، إلا أن درجات الحرارة المرتفعة التي ميّزت يوم أمس إلى جانب الضغط النفسي "الرهيب"، جعلا أغلب المترشحين يجيبون باقتضاب وبعبارات موجزة، من قبيل "خير من دورة رئيسية"، "أسهل مما توقعنا" أو "أصعب من الدورة الرئيسية".
وكأن التلاميذ اختاروا تأجيل التعبير إلى ما بعد انتهاء المعركة، وكأنهم يحشدون ما تبقّى من تركيزهم لما هو قادم رافضين تشتيت الجهد في أي شيء آخر... حتى في الكلام.
ومع ذلك تمكنا من الظفر ببعض الانطباعات خاصة من تلاميذ شعبة الرياضيات الذين عبروا عن آراء متباينة.
أحدهم وصف الامتحان بـ"الأسهل من الدورة الرئيسية"، معتبرًا أن التمارين كانت في المتناول لمن استعد جيدًا، فيما عبّر آخر عن إحباطه معتبرا أن التمارين "مستفزة".
وبين هذا وذاك، بدت الإجابات وكأنها انعكاس لتجارب شخصية متفاوتة، ولقدرة كل مترشح على إدارة الضغط والتركيز.
على أن الإجماع كان حاصلا على تجنب إطلاق أحكام نهائية قبل الاطلاع على النتائج، وكأن التلاميذ أدركوا من الدورة الرئيسية ألا يفرطوا في التفاؤل... أو التشاؤم...
أما فيما يتعلق بشعبة الاقتصاد والتصرف التي يعلق كثيرون عليها آمالا في دورة المراقبة بالنظر إلى النتائج المخيبة للآمال في الدورة الرئيسية فقد تباينت الآراء واختلفت حول امتحانات اليوم الأول لدورة التدارك، لكن الإجماع كان تقريبا حاصلا على أن اختبار مادة الاقتصاد يعتبر سهلا مقارنة بالدورة الرئيسية مع تسجيل بعض الاستثناءات التي تؤكد أن الامتحان حافظ على مستوى الصعوبة في طرح الأسئلة مقارنة بالدورة الرئيسية.
ولا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية فالآراء أيضا تباينت واختلفت فيما بينها، لكن الإجماع كان حاصلا على أن اختبار مادة علوم الحياة والأرض يعتبر "سهلا" مقارنة بالدورة الرئيسية والأمر ينسحب على باقي الشعب بما في ذلك شعبتي علوم الإعلامية والتقنية.
وما يمكن التأكيد عليه في نهاية اليوم الأول من دورة المراقبة هو أنّ الآراء تباينت واختلفت، فبين من رأى أن الاختبارات كانت في المتناول، ومن اعتبرها غير متوازنة أو أكثر تعقيدًا مما توقّع، وبدا المشهد وكأنه مرآة لتجارب فردية تتفاوت بقدر الاستعداد النفسي والعلمي لكل مترشح على أن القاسم المشترك بينهم كان الأمل في أن تكون هذه الدورة محطة للإنصاف، وفرصة حقيقية للعودة إلى سكة النجاح.
وتجدر الإشارة إلى أن الأجواء التي صاحبت امتحان دورة المراقبة في يومها الأول كانت عادية حيث دارت أجواء الامتحان في كنف الهدوء.
منال حرزي
شرع أمس أكثر من 46 ألف تلميذ في اجتياز امتحانات الباكالوريا دورة المراقبة، أو ما يعرف في المخيال الشعبي بدورة "الأبطال"، الدورة التي كثيرًا ما ينظر إليها التلاميذ على أنها فرصة ثانية لإعادة رسم المصير في دورة لا تقل قيمة أو أهمية عن الدورة الرئيسية، بل ربما تفوقها من حيث التحدي والإرادة… ففي هذه المحطة التقييمية لا مجال للهفوات على أن الهاجس الأكبر هو اقتلاع بطاقة العبور إلى مدارج الجامعات.
وكما جرت العادة، يخوض التلاميذ في هذه الدورة اختبارات في المادة الأساسية الخاصة بكل شعبة، فكان اليوم الأول بمثابة معركة ذهنية حاسمة في شعبة الرياضيات أين واجه المترشحون مادة الأرقام والمعادلات، وهم يدركون أن الخطأ الصغير قد يُحدث الفارق الكبير. أما في شعبة الآداب، فقد كان الموعد مع الفلسفة، ومادة التفكير الحر والتساؤل، فيما عاد تلاميذ الاقتصاد والتصرف إلى محيط التحليل والرسوم البيانية عبر مادة الاقتصاد، وغاص مترشحو العلوم والتقنية والإعلامية في مجالات تخصصهم بدقة وتركيز بما يعكس مواجهة مباشرة مع مواد "ثقيلة ووازنة" من شأنها أن تحدد مسار الدورة من يومها الأول. لتؤكد دورة المراقبة سنة بعد أخرى أنها ليست مساحة للمحظوظين، بل ميدانا للأقوياء، ودورة الأبطال ولهذا سميت وعن جدارة"... ووفقا للشهادات التي استقتها "الصباح" أمس من أمام معهد خير الدين باشا بأريانة، فإنه يصعب فعلا تحديد بوصلة اليوم الأول من دورة المراقبة، ولئن كان تقريبا الإجماع حاصلا على أن الاختبارات كانت في المجمل سهلة وفي المتناول مقارنة بالدورة الرئيسية، فإن فئة أخرى اعتبرت أن المواضيع المقدمة بالأمس تعتبر أصعب -من وجهة نظرهم-من تلك المقدمة خلال الدورة الرئيسية.
ونجدد تأكيدنا مرة أخرى عبر هذه المساحة على أن شهادات مختلف المترشحين لا يمكن مطلقا الاعتماد أو الاستناد إليها في تقييم مدى صعوبة أو سهولة الاختبارات المقدمة بالنظر إلى أن الشهادات والتقييمات التي تضمنتها هذه المساحة والتي تندرج في إطار التغطية اليومية لـ"الصباح" لامتحان الباكالوريا في دورة المراقبة تبقى نسبية ولا يٌمكن مطلقا الاعتماد عليها في تقييم مدى سهولة أو صعوبة الاختبار بما أن التقييمات تختلف باختلاف مستوى التحصيل العلمي للتلاميذ، فضلا عن مدى تمكن التلميذ من مختلف المهارات والمعارف إلى جانب مدى الاستعداد الجيد للامتحان والذي يتباين من تلميذ إلى آخر.
ورغم محاولاتنا التقاط بعض الانطباعات من التلاميذ فور خروجهم من مركز الامتحان، إلا أن درجات الحرارة المرتفعة التي ميّزت يوم أمس إلى جانب الضغط النفسي "الرهيب"، جعلا أغلب المترشحين يجيبون باقتضاب وبعبارات موجزة، من قبيل "خير من دورة رئيسية"، "أسهل مما توقعنا" أو "أصعب من الدورة الرئيسية".
وكأن التلاميذ اختاروا تأجيل التعبير إلى ما بعد انتهاء المعركة، وكأنهم يحشدون ما تبقّى من تركيزهم لما هو قادم رافضين تشتيت الجهد في أي شيء آخر... حتى في الكلام.
ومع ذلك تمكنا من الظفر ببعض الانطباعات خاصة من تلاميذ شعبة الرياضيات الذين عبروا عن آراء متباينة.
أحدهم وصف الامتحان بـ"الأسهل من الدورة الرئيسية"، معتبرًا أن التمارين كانت في المتناول لمن استعد جيدًا، فيما عبّر آخر عن إحباطه معتبرا أن التمارين "مستفزة".
وبين هذا وذاك، بدت الإجابات وكأنها انعكاس لتجارب شخصية متفاوتة، ولقدرة كل مترشح على إدارة الضغط والتركيز.
على أن الإجماع كان حاصلا على تجنب إطلاق أحكام نهائية قبل الاطلاع على النتائج، وكأن التلاميذ أدركوا من الدورة الرئيسية ألا يفرطوا في التفاؤل... أو التشاؤم...
أما فيما يتعلق بشعبة الاقتصاد والتصرف التي يعلق كثيرون عليها آمالا في دورة المراقبة بالنظر إلى النتائج المخيبة للآمال في الدورة الرئيسية فقد تباينت الآراء واختلفت حول امتحانات اليوم الأول لدورة التدارك، لكن الإجماع كان تقريبا حاصلا على أن اختبار مادة الاقتصاد يعتبر سهلا مقارنة بالدورة الرئيسية مع تسجيل بعض الاستثناءات التي تؤكد أن الامتحان حافظ على مستوى الصعوبة في طرح الأسئلة مقارنة بالدورة الرئيسية.
ولا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لشعبة العلوم التجريبية فالآراء أيضا تباينت واختلفت فيما بينها، لكن الإجماع كان حاصلا على أن اختبار مادة علوم الحياة والأرض يعتبر "سهلا" مقارنة بالدورة الرئيسية والأمر ينسحب على باقي الشعب بما في ذلك شعبتي علوم الإعلامية والتقنية.
وما يمكن التأكيد عليه في نهاية اليوم الأول من دورة المراقبة هو أنّ الآراء تباينت واختلفت، فبين من رأى أن الاختبارات كانت في المتناول، ومن اعتبرها غير متوازنة أو أكثر تعقيدًا مما توقّع، وبدا المشهد وكأنه مرآة لتجارب فردية تتفاوت بقدر الاستعداد النفسي والعلمي لكل مترشح على أن القاسم المشترك بينهم كان الأمل في أن تكون هذه الدورة محطة للإنصاف، وفرصة حقيقية للعودة إلى سكة النجاح.
وتجدر الإشارة إلى أن الأجواء التي صاحبت امتحان دورة المراقبة في يومها الأول كانت عادية حيث دارت أجواء الامتحان في كنف الهدوء.