إشترك في النسخة الرقمية لجريدة الصباح و LE TEMPS

نسب النجاح فيهما "تهاوت" خلال الدورة الرئيسية لباكالوريا 2025.. تراجع نتائج شعبتي "الآداب" والاقتصاد والتصرف".. ودعوات إلى مراجعة المناهج والتقييمات

باحت‭ ‬باكالوريا‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬بأسرارها،‭ ‬لتكشف‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬نجاح‭ ‬بعض‭ ‬الشعب،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬شعبتا‭ ‬الآداب‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والتصرف،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدورة‭ ‬الماضية،‭ ‬بما‭ ‬يطرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سؤال،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬التراجع‭ ‬كبيرة‭ ‬ولافتة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ورغم‭ ‬‮«‬التهاوي‮»‬‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬الشعبتين،‭ ‬والتي‭ ‬تقف‭ ‬وراءه‭ ‬أسباب‭ ‬عديدة،‭ ‬فإن‭ ‬التدارك‭ ‬يظل‭ ‬ممكنًا‭ ‬وقائمًا‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬المراقبة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬كشفت‭ ‬باكالوريا‭ ‬2025‭ ‬عن‭ ‬خباياها،‭ ‬معلنة‭ ‬عن‭ ‬نسبة‭ ‬نجاح‭ ‬عامة‭ ‬تُقدّر‭ ‬بـ37‭ ‬بالمائة‭. ‬وفيما‭ ‬حافظت‭ ‬بعض‭ ‬الشعب‭ ‬العلمية‭ ‬على‭ ‬الصدارة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬المسجلة،‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دورة،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬شعبة‭ ‬الرياضيات،‭ ‬فإن‭ ‬الملفت‭ ‬للانتباه‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬هو‭ ‬التراجع‭ ‬و‮»‬التهاوي‮»‬‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬شعبة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتصرف‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬28‭.‬95‭ ‬بالمائة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بلغت‭ ‬38‭.‬38‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬باكالوريا‭ ‬2024،‭ ‬علمًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشعبة‭ ‬كانت‭ ‬تحتل‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬خلال‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشعبة‭ ‬الآداب،‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬23‭.‬02‭ ‬بالمائة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬28‭.‬07‭ ‬بالمائة‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬الرئيسية‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

هذا‭ ‬التراجع‭ ‬أثار‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬والجدل‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬التربوية‭ ‬والأسرية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬فالمسألة‭ ‬لا‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬مجرد‭ ‬تراجع‭ ‬نسبي،‭ ‬فالفارق‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدورة‭ ‬الماضية‭ ‬يعتبر‭ ‬صادمًا‭ ‬وملفتًا‭ ‬للانتباه،‭ ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬وقفة‭ ‬تقييم‭ ‬جدية‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬يعود‭ ‬في‭ ‬الشعبتين‭ ‬إلى‭ ‬عديد‭ ‬الأسباب‭ ‬والعوامل‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬تلميذ‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الاختبارات‭ ‬–‭ ‬وفقًا‭ ‬للمهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬التربوي‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬شعبة‭ ‬الآداب‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬ظاهرها‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬المترشح،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬مغايرة‭ ‬تمامًا،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬بعض‭ ‬الاختبارات‭ ‬صعبة،‭ ‬وأخرى‭ ‬تُعتبر‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬الممتنع،‭ ‬حيث‭ ‬حملت‭ ‬بين‭ ‬‮«‬سطورها‮»‬‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬‮«‬الفخاخ‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يقع‭ ‬فيها‭ ‬التلميذ،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬منهجية‭ ‬الطرح‭ ‬أو‭ ‬كيفية‭ ‬معالجة‭ ‬الموضوع،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التلاميذ‭ ‬يعمدون‭ ‬إلى‭ ‬إسقاط‭ ‬بعض‭ ‬المحاور‭ ‬برمتها،‭ ‬بدعوى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬محاور‭ ‬بعينها،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬ما‭ ‬أسقط‭ ‬حساباتهم‭ ‬في‭ ‬الماء‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المواضيع‭ ‬تضمّنت‭ ‬فخاخًا‭ ‬مركّبة،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الصياغة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬المنهجية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لمعالجتها،‭ ‬مما‭ ‬أربك‭ ‬المترشحين‭.‬

أما‭ ‬مسألة‭ ‬تراجع‭ ‬نتائج‭ ‬شعبة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتصرف،‭ ‬فإنها‭ ‬ليست‭ ‬بعيدة‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المنحى،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الاختبارات‭ ‬كانت‭ ‬صعبة،‭ ‬وعبّر‭ ‬أغلب‭ ‬التلاميذ‭ ‬صراحة‭ ‬عن‭ ‬تذمرهم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬اختبارات‭ ‬باكالوريا‭ ‬2025‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬التلميذ‭ ‬المتوسط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يفسر‭ ‬–‭ ‬ولو‭ ‬نسبيًا‭ ‬–‭ ‬سبب‭ ‬تراجع‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشعبة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬عبّر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬علنًا‭ ‬عن‭ ‬تذمرهم‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬صعوبة‭ ‬الاختبارات،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مواد‭ ‬التخصص،‭ ‬التي‭ ‬بدت‭ ‬–‭ ‬بحسب‭ ‬تعبيرهم‭ ‬–‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬‮«‬المستوى‭ ‬المتوسط‮»‬‭ ‬المنتظر‭.‬

ويبدو،‭ ‬وفقًا‭ ‬لأهل‭ ‬الاختصاص،‭ ‬أن‭ ‬الفجوة‭ ‬تتسع‭ ‬بين‭ ‬محتوى‭ ‬البرامج‭ ‬الرسمية‭ ‬وما‭ ‬يتمكن‭ ‬التلميذ‭ ‬فعليًا‭ ‬من‭ ‬استيعابه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الضغط‭ ‬الزمني‭ ‬الكبير،‭ ‬وارتفاع‭ ‬نسب‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬خيارًا‭ ‬تكميليًا،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬مُكلفة‭ ‬تُثقل‭ ‬كاهل‭ ‬العائلات‭.‬

وقد‭ ‬أجمع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬الذين‭ ‬اجتازوا‭ ‬الامتحانات‭ ‬في‭ ‬شعبتي‭ ‬الآداب‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والتصرف،‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬متفرقة،‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬شعروا‭ ‬وكأن‭ ‬الامتحان‭ ‬لا‭ ‬‮«‬يعترف‮»‬‭ ‬بمستواهم،‭ ‬ولا‭ ‬يعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬مجهوداتهم‭. ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المواضيع‭ ‬فقط‭ ‬صعبة،‭ ‬بل‭ ‬محبطة،‭ ‬كأنها‭ ‬كُتبت‭ ‬لاجتياز‭ ‬حاجز‭ ‬النخبة‭ ‬فقط،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تشخيصهم‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬صعوبة‭ ‬الاختبارات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬التلاميذ،‭ ‬فإن‭ ‬أغلبهم‭ ‬عبّروا‭ ‬عن‭ ‬استنكارهم‭ ‬للمقاييس‭ ‬والمعايير‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح،‭ ‬داعين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬إلى‭ ‬تدارك‭ ‬الأمر‭ ‬ومراجعة‭ ‬هذه‭ ‬المقاييس‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬المراقبة،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بنجاحهم‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الرئيسية،‭ ‬ليتفاجؤوا‭ ‬لاحقًا‭ ‬بالنتيجة،‭ ‬رغم‭ ‬تأكيدهم‭ ‬أن‭ ‬طريقة‭ ‬حلهم‭ ‬للاختبار‭ ‬مقبولة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تشدد‭ ‬في‭ ‬معايير‭ ‬ومقاييس‭ ‬الإصلاح‭ ‬وإسناد‭ ‬الأعداد‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬تساءل‭ ‬بعض‭ ‬الأولياء‭ ‬والمربين‭ ‬عن‭ ‬معايير‭ ‬التقييم،‭ ‬ومدى‭ ‬مراعاتها‭ ‬للظرف‭ ‬التربوي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬العام،‭ ‬إذ‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الرسوب‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬بالضرورة‭ ‬مستوى‭ ‬ضعف‭ ‬التلميذ،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬خلل‭ ‬أعمق‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬الامتحان‭ ‬بمحتوى‭ ‬التكوين‭ ‬وأسلوب‭ ‬التقييم‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬حدّة‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬النجاح،‭ ‬وفق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الملاحظين،‭ ‬هو‭ ‬تشدد‭ ‬مقاييس‭ ‬الإصلاح‭ ‬المعتمدة،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التصحيح‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬احتساب‭ ‬المعدلات‭. ‬فقد‭ ‬وجد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬أنفسهم‭ ‬خارج‭ ‬دورة‭ ‬النجاح‭ ‬الرئيسية،‭ ‬رغم‭ ‬يقينهم‭ ‬من‭ ‬النجاح،‭ ‬ليُحالوا‭ ‬إلى‭ ‬دورة‭ ‬المراقبة‭.‬

وقد‭ ‬أثار‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬ملاءمة‭ ‬هذه‭ ‬المقاييس‭ ‬للواقع‭ ‬التربوي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الحالي،‭ ‬ومدى‭ ‬مراعاتها‭ ‬للتفاوت‭ ‬الحاصل‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬وظروف‭ ‬التكوين،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬البنية‭ ‬التربوية‭ ‬الهشة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬واستنادًا‭ ‬إلى‭ ‬نسب‭ ‬التراجع‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬الشعبتين‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدورة‭ ‬الماضية،‭ ‬والتي‭ ‬تهاوت‭ ‬تقريبًا‭ ‬إلى‭ ‬النصف،‭ ‬فقد‭ ‬تعالت‭ ‬أصوات‭ ‬تؤكد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬دون‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬مسألة‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية،‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬إصلاحها‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحّة،‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬هذا‭ ‬الإصلاح‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬مدروسة‭ ‬وتدرج‭ ‬واقعي‭ ‬يأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬خصوصيات‭ ‬كل‭ ‬شعبة،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬التلميذ‭ ‬تبعات‭ ‬خيارات‭ ‬تتجاوزه‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الخضم،‭ ‬وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬التراجع‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬شعبتي‭ ‬الآداب‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والتصرف،‭ ‬فإن‭ ‬باب‭ ‬التدارك‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ممكنًا،‭ ‬خصوصًا‭ ‬إذا‭ ‬أخذت‭ ‬الوزارة‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬الملحوظ‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدورة‭ ‬الماضية،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يُفسح‭ ‬المجال‭ ‬لتدارك‭ ‬موضوعي‭ ‬ومنصف‭ ‬خلال‭ ‬دورة‭ ‬المراقبة‭.‬

فالأمل‭ ‬قائم،‭ ‬والحظوظ‭ ‬باقية‭: ‬فحظًا‭ ‬سعيدًا‭ ‬وموفقا‭ ‬للجميع‭.‬

منال‭ ‬حرزي

نسب النجاح فيهما "تهاوت" خلال الدورة الرئيسية لباكالوريا 2025.. تراجع نتائج شعبتي "الآداب" والاقتصاد والتصرف".. ودعوات إلى مراجعة المناهج والتقييمات

باحت‭ ‬باكالوريا‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الرئيسية‭ ‬بأسرارها،‭ ‬لتكشف‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬نجاح‭ ‬بعض‭ ‬الشعب،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬شعبتا‭ ‬الآداب‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والتصرف،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدورة‭ ‬الماضية،‭ ‬بما‭ ‬يطرح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سؤال،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬التراجع‭ ‬كبيرة‭ ‬ولافتة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ورغم‭ ‬‮«‬التهاوي‮»‬‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬الشعبتين،‭ ‬والتي‭ ‬تقف‭ ‬وراءه‭ ‬أسباب‭ ‬عديدة،‭ ‬فإن‭ ‬التدارك‭ ‬يظل‭ ‬ممكنًا‭ ‬وقائمًا‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬المراقبة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص،‭ ‬كشفت‭ ‬باكالوريا‭ ‬2025‭ ‬عن‭ ‬خباياها،‭ ‬معلنة‭ ‬عن‭ ‬نسبة‭ ‬نجاح‭ ‬عامة‭ ‬تُقدّر‭ ‬بـ37‭ ‬بالمائة‭. ‬وفيما‭ ‬حافظت‭ ‬بعض‭ ‬الشعب‭ ‬العلمية‭ ‬على‭ ‬الصدارة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬المسجلة،‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دورة،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬شعبة‭ ‬الرياضيات،‭ ‬فإن‭ ‬الملفت‭ ‬للانتباه‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬هو‭ ‬التراجع‭ ‬و‮»‬التهاوي‮»‬‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬شعبة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتصرف‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح،‭ ‬والتي‭ ‬بلغت‭ ‬28‭.‬95‭ ‬بالمائة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بلغت‭ ‬38‭.‬38‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬باكالوريا‭ ‬2024،‭ ‬علمًا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الشعبة‭ ‬كانت‭ ‬تحتل‭ ‬مراكز‭ ‬متقدمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬خلال‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭.‬

أما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بشعبة‭ ‬الآداب،‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬23‭.‬02‭ ‬بالمائة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬28‭.‬07‭ ‬بالمائة‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬الرئيسية‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭.‬

هذا‭ ‬التراجع‭ ‬أثار‭ ‬موجة‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬والجدل‭ ‬في‭ ‬الأوساط‭ ‬التربوية‭ ‬والأسرية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬فالمسألة‭ ‬لا‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬مجرد‭ ‬تراجع‭ ‬نسبي،‭ ‬فالفارق‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدورة‭ ‬الماضية‭ ‬يعتبر‭ ‬صادمًا‭ ‬وملفتًا‭ ‬للانتباه،‭ ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬وقفة‭ ‬تقييم‭ ‬جدية‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬يعود‭ ‬في‭ ‬الشعبتين‭ ‬إلى‭ ‬عديد‭ ‬الأسباب‭ ‬والعوامل‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬تلميذ‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الاختبارات‭ ‬–‭ ‬وفقًا‭ ‬للمهتمين‭ ‬بالشأن‭ ‬التربوي‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬شعبة‭ ‬الآداب‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬ظاهرها‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬المترشح،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقة‭ ‬مغايرة‭ ‬تمامًا،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬بعض‭ ‬الاختبارات‭ ‬صعبة،‭ ‬وأخرى‭ ‬تُعتبر‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬الممتنع،‭ ‬حيث‭ ‬حملت‭ ‬بين‭ ‬‮«‬سطورها‮»‬‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬‮«‬الفخاخ‮»‬‭ ‬التي‭ ‬يقع‭ ‬فيها‭ ‬التلميذ،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬منهجية‭ ‬الطرح‭ ‬أو‭ ‬كيفية‭ ‬معالجة‭ ‬الموضوع،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التلاميذ‭ ‬يعمدون‭ ‬إلى‭ ‬إسقاط‭ ‬بعض‭ ‬المحاور‭ ‬برمتها،‭ ‬بدعوى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬محاور‭ ‬بعينها،‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬ما‭ ‬أسقط‭ ‬حساباتهم‭ ‬في‭ ‬الماء‮»‬،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المواضيع‭ ‬تضمّنت‭ ‬فخاخًا‭ ‬مركّبة،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الصياغة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الطريقة‭ ‬المنهجية‭ ‬المطلوبة‭ ‬لمعالجتها،‭ ‬مما‭ ‬أربك‭ ‬المترشحين‭.‬

أما‭ ‬مسألة‭ ‬تراجع‭ ‬نتائج‭ ‬شعبة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتصرف،‭ ‬فإنها‭ ‬ليست‭ ‬بعيدة‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬المنحى،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬الاختبارات‭ ‬كانت‭ ‬صعبة،‭ ‬وعبّر‭ ‬أغلب‭ ‬التلاميذ‭ ‬صراحة‭ ‬عن‭ ‬تذمرهم‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬اختبارات‭ ‬باكالوريا‭ ‬2025‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬التلميذ‭ ‬المتوسط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يفسر‭ ‬–‭ ‬ولو‭ ‬نسبيًا‭ ‬–‭ ‬سبب‭ ‬تراجع‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الشعبة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬عبّر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬علنًا‭ ‬عن‭ ‬تذمرهم‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬صعوبة‭ ‬الاختبارات،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مواد‭ ‬التخصص،‭ ‬التي‭ ‬بدت‭ ‬–‭ ‬بحسب‭ ‬تعبيرهم‭ ‬–‭ ‬بعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬‮«‬المستوى‭ ‬المتوسط‮»‬‭ ‬المنتظر‭.‬

ويبدو،‭ ‬وفقًا‭ ‬لأهل‭ ‬الاختصاص،‭ ‬أن‭ ‬الفجوة‭ ‬تتسع‭ ‬بين‭ ‬محتوى‭ ‬البرامج‭ ‬الرسمية‭ ‬وما‭ ‬يتمكن‭ ‬التلميذ‭ ‬فعليًا‭ ‬من‭ ‬استيعابه‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الضغط‭ ‬الزمني‭ ‬الكبير،‭ ‬وارتفاع‭ ‬نسب‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الدروس‭ ‬الخصوصية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬خيارًا‭ ‬تكميليًا،‭ ‬بل‭ ‬ضرورة‭ ‬مُكلفة‭ ‬تُثقل‭ ‬كاهل‭ ‬العائلات‭.‬

وقد‭ ‬أجمع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬الذين‭ ‬اجتازوا‭ ‬الامتحانات‭ ‬في‭ ‬شعبتي‭ ‬الآداب‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والتصرف،‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬متفرقة،‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬شعروا‭ ‬وكأن‭ ‬الامتحان‭ ‬لا‭ ‬‮«‬يعترف‮»‬‭ ‬بمستواهم،‭ ‬ولا‭ ‬يعكس‭ ‬حقيقة‭ ‬مجهوداتهم‭. ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬المواضيع‭ ‬فقط‭ ‬صعبة،‭ ‬بل‭ ‬محبطة،‭ ‬كأنها‭ ‬كُتبت‭ ‬لاجتياز‭ ‬حاجز‭ ‬النخبة‭ ‬فقط،‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬تشخيصهم‭.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬صعوبة‭ ‬الاختبارات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظر‭ ‬التلاميذ،‭ ‬فإن‭ ‬أغلبهم‭ ‬عبّروا‭ ‬عن‭ ‬استنكارهم‭ ‬للمقاييس‭ ‬والمعايير‭ ‬المعتمدة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح،‭ ‬داعين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬سلطة‭ ‬الإشراف‭ ‬إلى‭ ‬تدارك‭ ‬الأمر‭ ‬ومراجعة‭ ‬هذه‭ ‬المقاييس‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬المراقبة،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬كانوا‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬بنجاحهم‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الرئيسية،‭ ‬ليتفاجؤوا‭ ‬لاحقًا‭ ‬بالنتيجة،‭ ‬رغم‭ ‬تأكيدهم‭ ‬أن‭ ‬طريقة‭ ‬حلهم‭ ‬للاختبار‭ ‬مقبولة،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تشدد‭ ‬في‭ ‬معايير‭ ‬ومقاييس‭ ‬الإصلاح‭ ‬وإسناد‭ ‬الأعداد‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬تساءل‭ ‬بعض‭ ‬الأولياء‭ ‬والمربين‭ ‬عن‭ ‬معايير‭ ‬التقييم،‭ ‬ومدى‭ ‬مراعاتها‭ ‬للظرف‭ ‬التربوي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬العام،‭ ‬إذ‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الرسوب‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬بالضرورة‭ ‬مستوى‭ ‬ضعف‭ ‬التلميذ،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬خلل‭ ‬أعمق‭ ‬في‭ ‬علاقة‭ ‬الامتحان‭ ‬بمحتوى‭ ‬التكوين‭ ‬وأسلوب‭ ‬التقييم‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬حدّة‭ ‬التراجع‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬النجاح،‭ ‬وفق‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الملاحظين،‭ ‬هو‭ ‬تشدد‭ ‬مقاييس‭ ‬الإصلاح‭ ‬المعتمدة،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التصحيح‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬احتساب‭ ‬المعدلات‭. ‬فقد‭ ‬وجد‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬التلاميذ‭ ‬أنفسهم‭ ‬خارج‭ ‬دورة‭ ‬النجاح‭ ‬الرئيسية،‭ ‬رغم‭ ‬يقينهم‭ ‬من‭ ‬النجاح،‭ ‬ليُحالوا‭ ‬إلى‭ ‬دورة‭ ‬المراقبة‭.‬

وقد‭ ‬أثار‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬ملاءمة‭ ‬هذه‭ ‬المقاييس‭ ‬للواقع‭ ‬التربوي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬الحالي،‭ ‬ومدى‭ ‬مراعاتها‭ ‬للتفاوت‭ ‬الحاصل‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬وظروف‭ ‬التكوين،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬البنية‭ ‬التربوية‭ ‬الهشة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬واستنادًا‭ ‬إلى‭ ‬نسب‭ ‬التراجع‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬كلتا‭ ‬الشعبتين‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدورة‭ ‬الماضية،‭ ‬والتي‭ ‬تهاوت‭ ‬تقريبًا‭ ‬إلى‭ ‬النصف،‭ ‬فقد‭ ‬تعالت‭ ‬أصوات‭ ‬تؤكد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬دون‭ ‬التوقف‭ ‬عند‭ ‬مسألة‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية،‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬إصلاحها‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحّة،‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬هذا‭ ‬الإصلاح‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬مدروسة‭ ‬وتدرج‭ ‬واقعي‭ ‬يأخذ‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬خصوصيات‭ ‬كل‭ ‬شعبة،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬التلميذ‭ ‬تبعات‭ ‬خيارات‭ ‬تتجاوزه‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الخضم،‭ ‬وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬التراجع‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬نسب‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬شعبتي‭ ‬الآداب‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والتصرف،‭ ‬فإن‭ ‬باب‭ ‬التدارك‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ممكنًا،‭ ‬خصوصًا‭ ‬إذا‭ ‬أخذت‭ ‬الوزارة‭ ‬بعين‭ ‬الاعتبار‭ ‬أسباب‭ ‬هذا‭ ‬التراجع‭ ‬الملحوظ‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدورة‭ ‬الماضية،‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يُفسح‭ ‬المجال‭ ‬لتدارك‭ ‬موضوعي‭ ‬ومنصف‭ ‬خلال‭ ‬دورة‭ ‬المراقبة‭.‬

فالأمل‭ ‬قائم،‭ ‬والحظوظ‭ ‬باقية‭: ‬فحظًا‭ ‬سعيدًا‭ ‬وموفقا‭ ‬للجميع‭.‬

منال‭ ‬حرزي